logo
مع تصاعد نجاحات أفلام التيار المحافظ.. هل تضطر هوليود لتغيير جلدها؟

مع تصاعد نجاحات أفلام التيار المحافظ.. هل تضطر هوليود لتغيير جلدها؟

جو 24١٠-٠٢-٢٠٢٥

جو 24 :
إذا ادعى البعض أن الفيلم الوثائقي "هل أنا عنصري؟" (?Am I Racist) لم يكن يطمح لمنافسة الإنتاجات التقليدية لهوليود، فإنه بذلك يبتعد عن الواقع.
فهذا الفيلم، الذي يعبر عن توجهات التيار اليميني المحافظ، من إنتاج شركة "ديلي واير" للإعلام، التي تحمل أجندة محافظة. وقد أشرف عليه وشارك في كتابته المعلق السياسي اليميني مات والش، ليشكل ردّا مباشرا على الأفكار التقدمية التي تندد بالعنصرية الممنهجة، وعلى برامج التدريب على التنوع التي يدعمها التيار الليبرالي.
وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن الفيلم، رغم عرضه في أكثر من 1500 دار سينما، لم يلقَ اهتماما واسعا من النقاد المتخصصين في السينما الأميركية، كما حظي بتغطية محدودة في وسائل الإعلام التقليدية.
ولكن في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحادة في الولايات المتحدة، تمكن "هل أنا عنصري؟" من إثارة الجدل، إذ انتقده كثيرون من المنتمين لليسار ووصفوه بأنه مسيء وغير مرح، ومع ذلك، تمكن من تحقيق حضور قوي عند انطلاق عرضه، حيث دخل قائمة أكثر 5 أفلام مشاهدة في شباك التذاكر، ليجمع لاحقا إيرادات بلغت 12 مليون دولار، مما جعله الفيلم الوثائقي الأعلى ربحا لعام 2024.
سينما المحافظين.. تصاعد الظاهرة
نجاح الفيلم لم يكن حدثا استثنائيا، بل يأتي ضمن ظاهرة بدأت بالتطور خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت بعض شركات الإنتاج تتجه نحو إنتاج أفلام موجهة للجمهور المحافظ، متجاوزة بذلك الأسلوب التقليدي الذي تتبعه هوليود. هذه الأفلام تخاطب شريحة واسعة تشعر بأن محتوى السينما السائد لا يعكس توجهاتها الفكرية أو قيمها.
ومن أبرز الأمثلة على هذه الظاهرة فيلم "صوت الحرية" (Sound of Freedom)، وهو فيلم تشويق وإثارة بنكهة دينية، من إنتاج شركة "أنجل ستوديوز". يتناول الفيلم قضايا الاتجار بالبشر في كولومبيا، واستطاع أن يتصدر قائمة العشرة الأوائل في شباك التذاكر عام 2023، محققا 250 مليون دولار عالميا، مما جعله أحد أنجح الأفلام المستقلة على الإطلاق.
وفي العام ذاته، حقق فيلم "ريغان" (Reagan)، الذي يتناول السيرة الذاتية للرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، نجاحا كبيرا، حيث بلغت إيراداته 30 مليون دولار، وهو ما يعادل تقريبا ضعف إيرادات فيلم "المتدرب" (The Apprentice)، الذي يحكي عن صعود دونالد ترامب، لكنه فشل في جذب جمهور كبير رغم الترويج المكثف والعروض في المهرجانات.
تحولات في صناعة السينما
لإضفاء قدر من التوازن، فإن الإخفاقات لم تقتصر على الأفلام ذات الطابع الليبرالي، إذ فشل الفيلم الوثائقي "الدفاع عن ترامب" (The Defense of Trump)، للمخرج دينيش دي سوزا، في تحقيق نجاح تجاري، حيث لم تتجاوز إيراداته 1.3 مليون دولار، وهو ما يوحي بأن الإرهاق السياسي الذي عانى منه ترامب قبل الانتخابات قد لعب دورا في هذا الفشل.
ويرى المنتج مارك جوزيف، الذي عمل على فيلم "ريغان"، أن نجاح هذه النوعية من الأفلام يمثل رسالة قوية لصناعة السينما، التي لطالما انحازت للأجندة الليبرالية.
وفي تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، تساءل جوزيف "لماذا يتم تجاهل نصف سكان البلاد هذا النهج غير منطقي؟".
وأضاف، "السؤال الأهم هو: هل نصنع الأفلام من أجل إرضاء المخرجين، أم من أجل الجمهور الذي يشاهدها؟".
"ديلي واير".. منصة المحافظين في السينما
برزت شركة "ديلي واير" كإحدى أهم الجهات المنتجة للأفلام التي تستهدف المحافظين، وقد أسسها عام 2015 كل من المعلق السياسي بن شابيرو والمنتج جيريمي بورينغ.
ومنذ دخولها مجال الإنتاج السينمائي عام 2021، قدمت الشركة عدة أفلام بارزة، مثل "اركض اختبئ قاتل" (Run Hide Fight)، وهو فيلم تشويق وإثارة عن حادث إطلاق نار في مدرسة، واستطاع استقطاب جمهور واسع عبر منصة الشركة للبث المباشر.
كما أنتجت "ديلي واير" أفلاما أخرى مثل "ما هي المرأة؟" (What Is a Woman?)، وهو فيلم وثائقي يطرح تساؤلات عن الهوية الجندرية، ويتحدى آراء التيار التقدمي حول المتحولين جنسيا.
إلى جانب "ليدي بولرز" (Lady Ballers)، وهو فيلم كوميدي ساخر حول العلاقة بين الرياضة والهوية الجندرية، و"دائرة بندراجون" (The Pendragon Cycle)، وهي سلسلة خيالية جديدة تعكس طموح الشركة في التوسع نحو أفلام القصص الملحمية، بعيدا عن الخطاب السياسي المباشر.
السينما التقليدية تستجيب للمتغيرات
ومع دخول ترامب فترته الرئاسية الثانية، يبدو أن التيارات الثقافية والسياسية تتحرك لصالح محتوى يخاطب المحافظين، وهو ما دفع أستوديوهات السينما التقليدية ومنصات البث المباشر للبحث عن طرق جديدة لاجتذاب هذه الشريحة من الجمهور، أو على الأقل تجنّب خسارتها.
وفي مقابلة مع "لوس أنجلوس تايمز"، تحدث جورج بورينغ، المدير التنفيذي المشارك في ديلي واير، عن مستقبل الأفلام المحافظة ورد فعل هوليود تجاهها.
وعندما سئل عن نجاح "هل أنا عنصري؟" رغم التجاهل الإعلامي أجاب قائلا "كنا نأمل في مزيد من التغطية الإعلامية، لكن لا يمكنك التقليل من قوة آلة التسويق لدينا".
وأضاف، "استثمرنا ملايين الدولارات في الترويج، بالإضافة إلى الاستفادة من شبكتنا الضخمة عبر الإنترنت. جمهورنا المحافظ يفتقر إلى هذه النوعية من الأفلام، لذا عندما نقدمها لهم، يكون الإقبال كبيرا".
وعن دوافع الشركة لدخول عالم الترفيه، قال بورينغ "منذ البداية، اتفقت مع بن شابيرو على أن الإبداع الثقافي يجب أن يكون جزءا من رؤيتنا".
وأضاف "أعتقد أن أستوديوهات هوليود قد تحاول استعادة الجمهور المحافظ، وأتمنى أن يحدث ذلك. لطالما قلت إن نجاح ديلي واير لا يعني أن تصبح مثل ديزني، بل يجب أن تعود ديزني إلى جذورها وتخدم جميع الجماهير، وليس شريحة واحدة فقط".
وختم "المنافسة من أجل الجمهور هي التي دفعتنا لدخول هذا المجال، وأتوقع أن تجبر هذه المنافسة الجميع على تقديم محتوى أكثر تنوعا".
المصدر : وكالة الأنباء الألمانية
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقابل 200 ألف دولار.. ظهور مرتقب لزيزو على شاشة قناة عربية
مقابل 200 ألف دولار.. ظهور مرتقب لزيزو على شاشة قناة عربية

جو 24

timeمنذ 4 ساعات

  • جو 24

مقابل 200 ألف دولار.. ظهور مرتقب لزيزو على شاشة قناة عربية

جو 24 : لا زال مستقبل نجم الزمالك أحمد سيد "زيزو" محط جدل بعد أنباء رفضه تجديد عقده مع النادي وتوقيعه المحتمل للأهلي رغم عدم الإعلان الرسمي عن الصفقة حتى الآن. وينتهي عقد زيزو، البالغ 29 عاما، مع الزمالك بنهاية الموسم الحالي 2024-2025، ما يزيد من التكهنات حول وجهته المقبلة. وكشف موقع 365Scores أن زيزو اتفق على الظهور في مقابلة حصرية على إحدى القنوات العربية خلال عيد الأضحى المبارك، أي خلال أسبوع تقريبا. وأشار المصدر إلى أن المقابل المالي لهذا الظهور سيصل إلى 200 ألف دولار، وتم التوافق على كافة التفاصيل بين اللاعب والقناة، ولم يتبق سوى موافقة النادي الأهلي، الذي يقال إن اللاعب انضم إليه مؤخرا. وأضاف المصدر أن إدارة الأهلي، برئاسة محمود الخطيب، أبدت ترحيبها بمشاركة زيزو في الحلقة التلفزيونية، لكن القرار النهائي سيعود للمدير الفني الجديد للفريق خوسيه ريفيرو، الذي لم يبت في الأمر حتى الآن. المصدر: "وسائل إعلام" تابعو الأردن 24 على

زاهى حواس!
زاهى حواس!

العرب اليوم

timeمنذ 6 ساعات

  • العرب اليوم

زاهى حواس!

نبهنى د. مصطفى جودة (المهندس المصرى المرموق، وكاتبنا الكبير بالأهرام) إلى ضجة نشبت مؤخرا على موقع لـ«يوتيوبر» أمريكى شهير جدا، اسمه جو روجان، عن لقاء عاصف له، تم مؤخرا، مع عالم الآثار المصرى الكبير د.زاهى حواس، فى موقع روجان، للإذاعة الصوتية «البود كاست» على الإنترنت. وقد قرأت أن برنامج روجان ذلك، يحظى بمتابعة هائلة ويذاع بمقتضى صفقة قدرت بأكثر من مائة مليون دولار..! وعندما بدأت فى البحث عن هذا الحوار على المواقع الرسمية، وكذلك الاجتماعية، اكتشفت أننى متأخر جدا، وإن إعلاميين مصريين كبارا تابعوه بالفعل مثل عمرو أديب وإبراهيم عيسى وأحمد موسى! حقا، لقد تابعت الحوار متأخرا، ولكننى أنصَت إليه جيدا، وقرأت بإمعان كثيرا مما كتب على مواقع التواصل الاجتماعى عنه (وما أدراك ما تلك المواقع!) فخرجت بانطباعين: أولهما.. بشأن ما ورد على لسان المعلقين الإعلاميين، الذين اتصلوا بـ د.حواس فى أمريكا، وأعربوا بصدق، وبروح وطنية مصرية، عن فخرهم واعتزازهم، الكاملين، تماما مثلما كنت ومازلت شخصيا أحملهما وأشعر بهما إزاء عالمنا الكبير. لقد كان د.حواس – كعادته دائما- شديد الثقة بنفسه، قوى الحجة فى حديثه، يقظا ومتنبها لمغالطات وسخافات محاوره الشهير، بل والجاهل والمغرض أيضا! إن حواس أيها السادة هو بحق «أيقونة» مصرية، مشرفة لمصر ولحضارتها القديمة، وشهرته العالمية يستحقها، عن جدارة، كما تجدر به حضارتنا الفرعونية العظيمة! أما الانطباع الثانى، المؤسف جدا، والمحزن جدا، والذى يثير الكثير من الدهشة، والقرف.. فهو ردود الأفعال والتعليقات السلبية جدا، والكثيرة، على الوسائط الاجتماعية، والتى تحمل الكثير من المشاعر السلبية، بل والأحقاد، للأسف الشديد، وتثير بقوة الشكوك حول أسبابها ودوافعها! وأخيرا هل زاهى حواس إنسان منزه من الأخطاء..، قطعا لا. ولكن هناك فارقا كبيرا بين أن ننتقد حواس، وبين أن نهين رمزا مصريا عالميا يستحق كل تقدير واحترام.

بيع لوحة «سيدة من الشرق» بـ1.7 مليون دولار
بيع لوحة «سيدة من الشرق» بـ1.7 مليون دولار

خبرني

timeمنذ 20 ساعات

  • خبرني

بيع لوحة «سيدة من الشرق» بـ1.7 مليون دولار

خبرني - بيعت لوحة "سيدة من الشرق" للفنان فلاديمير تريتشيكوف لقاء أكثر من 1,7 مليون دولار، محققة رقما قياسيا عالميا جديدا للرسام الجنوب أفريقي المولود في روسيا. وتشكل اللوحة التي تعود إلى العام 1955 وتظهر امرأة ترتدي فستانا حريريا أخضر وذهبيا إحدى أشهر أعمال تريتشيكوف، إذ طُبعت في مختلف أنحاء العالم على أغراض مثل مفارش المائدة وحقائب اليد. وبيعت اللوحة عبر الهاتف في وقت متأخر من الثلاثاء لقاء 31,892,000 راند (1,776,017 دولار أميركي)، لشخص لم يتم الإعلان عن هويته، على ما أفادت دار "شتراوس اند كو" للمزادات. وأوضحت الدار في بيان أنّ السعر النهائي، الذي يتضمن العمولة والضرائب، "يتجاوز بكثير" الرقم القياسي العالمي السابق لأحد أعمال تريتشيكوف، وهو 1,5 مليون دولار للوحة "فتاة صينية" (1952) التي بيعت في لندن عام 2013. وحقق تريتشيكوف الذي لُقّب بفضل أعماله التي تتسم بأسلوب خاص بـ"ملك الكيتش"، ثروته من نسخ أعماله وطبعها. ولد تريتشيكوف عام 1913 في ما يعرف حاليا بكازاخستان، والتي كانت آنذاك روسيا. فر مع عائلته إلى الصين خلال الثورة الروسية عام 1917 ونشأ في شنغهاي، قبل أن ينتقل إلى سنغافورة ثم إلى جنوب أفريقيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store