
إسرائيل تتحيّن فرصتها في حرب الهند وباكستان
ترتبط الهند بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، التي تُعتبر مورداً رئيسياً للأسلحة إلى نيودلهي، فضلاً عن وجود تعاون اقتصادي كبير بين نيودلهي وتل أبيب، الأمر الذي قد يفسّر بعض جوانب مسارعة إسرائيل
للتعبير عن دعمها العلني للهند
في نزاعها مع باكستان، وتشبيه النزاع الحالي، سبب شرارة الحرب التي عزتها الهند إلى الهجوم في كشمير الذي أدّى إلى مقتل 26 سائحاً هندياً، في شهر إبريل/ نيسان الماضي، بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في مستوطنات غلاف غزة. وتعتبر الحرب الحالية بين الهند وباكستان
فرصة لإسرائيل
، من حيث تجربة مُسيّراتها التي باعتها للهند وأعلنت باكستان إسقاط عدد منها خلال الأيام الماضية، وهي فرصة لتل أبيب لتعزيز زيادة صادراتها العسكرية إلى الهند.
وعبّر السفير الإسرائيلي في الهند، رؤوفين عازر، صراحة، أخيراً، عن "دعم إسرائيل لحق الهند في الدفاع عن نفسها"، مشيراً إلى أن "نيودلهي تعلم أنه يمكنها الاعتماد على إسرائيل". وذكرت وسائل إعلام عبرية أن عازر أكد، في لقاءات مع وسائل إعلام هندية، الموقف الإسرائيلي الواضح الذي يؤيد "حق الهند في حماية سيادتها ومواطنيها"، في وجه باكستان، المعروفة بعدائها لإسرائيل وتمنع مواطنيها من زيارتها. وفي إحدى مقابلاته، صرّح السفير الإسرائيلي: "إسرائيل تدعم حق الهند في الدفاع عن نفسها. يجب أن يُدرك الإرهابيون أنه لا يوجد مكان للاختباء من الجرائم التي ارتكبوها بحق الأبرياء".
شبّهت إسرائيل هجوم كشمير بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس
وأفاد موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي، الخميس الماضي، بأن الصحافيين الهنود أشاروا إلى أن تل أبيب كانت من أولى الدول في العالم التي دعمت الهند بعد عملية "السندور" (الاسم الذي أطلقه الجيش الهندي على عمليته العسكرية الحالية ضد باكستان الذي اتهمها بالضلوع بهجوم كشمير)، كما قارنوا هجوم السابع من أكتوبر بهجوم باهالغام بمنطقة كشمير الهندية. كذلك، فإنهم طرحوا على السفير الإسرائيلي، أسئلة حول "النصائح التي يمكن أن تقدّمها إسرائيل للهند في جهودها لمكافحة الإرهاب".
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
هل يتحمّل اقتصادا الهند وباكستان نشوب حرب بين البلدين؟
وبحسب تصريحات عازر، الذي يمثّل الموقف الإسرائيلي الرسمي، فإن "الهجوم في باهالغام يشكّل لحظة مفصلية بسبب وحشيته، حيث تتشابه خصائصه مع أحداث 7 أكتوبر، وليس أمام الدول الديمقراطية خيار سوى التصدي لهذه التهديدات الشديدة لأمنها. لقد مارست الهند حقّها في الدفاع عن نفسها، ونحن على ثقة بأنها تقوم بذلك وفقاً لمسؤوليتها في حماية مواطنيها".
تحوّل في العلاقات بين الهند وإسرائيل
تقول إسرائيل إن قيماً مشتركة تجمعها بالهند، في مجالات الابتكار، والزراعة المتقدمة، والصحة، والتكنولوجيا العسكرية، كما يعمل الجانبان على تعزيز العلاقات في مجالات التكنولوجيا الزراعية، وحلول المياه، وإدارة الكوارث.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل والهند تحولاً استراتيجياً في السنوات الأخيرة، من فتور دبلوماسي إلى تعاون أمني كبير، بالأساس منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا القومي المتشدد إلى السلطة في الهند، بقيادة رئيس الحكومة الحالي ناريندرا مودي، إذ
تغيّر الموقف تجاه إسرائيل
بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، ومنها الأمنية على وجه الخصوص. ووفق ما نشرته صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، نهاية شهر إبريل الماضي، لعبت إسرائيل إلى جانب دول أخرى، دوراً بارزاً في عملية التطوير المستمرة التي يمر بها الجيش الهندي. ويستخدم سلاح الجو الهندي طائرات مُسيّرة وذخائر موجّهة من إنتاج إسرائيلي، كما تدمج أنظمة إسرائيلية في الأسلحة التي يعتمد عليها الجيش الهندي في عملياته العسكرية.
ومن أقوى المؤشرات على التعاون الأمني بين إسرائيل والهند، دمج نظام الدفاع الجوي "باراك 8"، الذي تنتجه الصناعات الجوية الإسرائيلية، في الأسلحة البحرية والجوية والبرية الهندية. وأُجريت التجارب وأُنتِج النظام من خلال شركة فرعية للصناعات الجوية الإسرائيلية تعمل في الهند، ما أدى إلى تحسين كبير في قدرة البلاد على اعتراض الصواريخ، وفقاً لـ"يسرائيل هيوم"، كما أن خبرة إسرائيل في التعامل مع الصواريخ التي تنتجها روسيا، كانت مناسبة تماماً لاحتياجات الهند ولمخاطرها الأمنية.
شهدت العلاقات الإسرائيلية الهندية تحولاً استراتيجياً في عهد ناريندرا مودي
الأسلحة الإسرائيلية
وذكر موقع والاه الإسرائيلي أنه "كما كان متوقعاً، برزت أنظمة أسلحة إسرائيلية في القتال بين الهند وباكستان". وبينما تتوقع الصناعات الأمنية في إسرائيل أن يؤدي التصعيد إلى صفقات جديدة مع الهند، التي تُعتبر أكبر مشترٍ للأسلحة الإسرائيلية في العالم، ظهرت تطورات غير متوقعة. واعتبر الموقع أن المفاجأة تكمن في إسقاط باكستان، وفقاً لتقارير إعلامية عدة، لا سيما باكستانية، مُسيّرات "هاروب" إسرائيلية الصنع التي استخدمتها الهند في هجماتها خلال الأسبوع الحالي. ويدور الحديث عن مُسيّرة هجومية، يمكنها التحليق لساعات بانتظار تحديد الهدف، ويتم توجيهها عن بعد من قبل المشغل على بعد مئات الكيلومترات.
مع ذلك، أضاف الموقع أنه "يبدو أن هذا لم يكن كافياً لمساعدة الهند، حيث استخدم الجيش الهندي أيضاً في هجومه ضد تسعة أهداف في إقليم كشمير وفي باكستان، طائرات داسو رافال التي اشترتها من فرنسا، إلى جانب الذخائر الفرنسية". وتُعتبر رافال ذات المحركين الطائرة الرئيسية للصناعات الأمنية الفرنسية ولسلاح الجو الهندي، وفي الآونة الأخيرة، طلبت الهند المزيد منها لتكون جزءاً من حاملة الطائرات التابعة لها، فيما أعلنت باكستان أنها أسقطت خمس طائرات من هذا الطراز.
ورأى الموقع أن الأداء غير المُرضي لطائرات رافال قد يمنح الصناعات الأمنية الإسرائيلية ميزة تنافسية أمام الصناعات الفرنسية في السوق الهندية الضخمة. ولفت إلى أن إسرائيل واحدة من أكبر مورّدي الأسلحة للهند، والتي، وفقاً لتوجيهات مودي، تشترط على المورّدين إنشاء خطوط إنتاج محلية داخل البلاد. وعليه، توجد في الهند منشآت تصنيع لصواريخ باراك 8 من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، ومُسيّرات هرمز 900 التي تطورها شركة إلبيت الإسرائيلية، بالإضافة إلى صواريخ سبايك المضادة للدروع، من إنتاج شركة رفائيل الإسرائيلية.
من جهتها، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، أول من أمس الجمعة، عن الباحثة في معهد القدس للأمن والسياسات الاستراتيجية، أوشريت بيرفادكير، قولها إن "استخدام الهند مسيّرات هاروب وهيرون مارك 2، في القتال الحالي، يدل كيف تلعب إسرائيل دوراً بارزاً ومتنامياً في الاستراتيجية العسكرية الحالية للهند، خصوصاً في ضوء التصعيد مع باكستان"، لافتة إلى أن هذه المسيّرات المتقدمة مكنّت الهند من توسيع قدراتها على المراقبة من ارتفاع عالٍ وكذلك قدراتها الهجومية".
الأداء غير المُرضي لطائرات رافال قد يمنح الصناعات الأمنية الإسرائيلية، ميزة تنافسية
وبحسب بيرفادكير، فإنه "من وجهة نظر إسرائيلية، فإن الهند ليست فقط مستورداً أساسياً، بل شريك استراتيجي يتشارك مع إسرائيل الهواجس ذاتها المتعلقة بالإرهاب والأمن الحدودي والتطرف الإسلامي"، وفق رأيها.
وشدّدت الهند، على مدار العامين الماضيين، متطلباتها على الشركات الأجنبية الراغبة في التعامل معها، حيث أصبحت تُلزمها بتطوير الأنظمة بالتعاون مع شركات هندية وتصنيعها محلياً قبل تصديرها. وحتى الآن، استطاعت الصناعات الأمنية الإسرائيلية التكيّف مع هذه الاشتراطات، مستفيدة من الفرص التجارية الكبيرة التي توفّرها السوق الهندية، إذ اشترت الهند من إسرائيل أنظمة أسلحة بقيمة 15 مليار دولار خلال العقد الماضي.
ومثل هذه الشراكات، خصوصاً في تطوير أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي أيضاً، كما هو الحال مع صواريخ باراك، يمكن أن توفّر مصدراً إضافياً للإمدادات العسكرية التي توفّرها الولايات المتحدة لإسرائيل، كما أنها تُعد استعداداً، وفق موقع والاه العبري، لاحتمال تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل، والتي تبلغ 3.3 مليارات دولار سنوياً وتسري حتى عام 2028.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
حرب الأجواء.. إغلاق مطارات مدنية في الهند وباكستان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"مِس ريتشل" ترد على منتقدي دعمها أطفال غزة: الصمت لم يكن خياراً
ردّت "مِس ريتشل" على الانتقادات وحملات هجومية طاولتها الشهر الماضي من مؤيدي إسرائيل، بسبب دفاعها المستمر عن أطفال غزة ، واصفةً الاتهامات لها بالترويج لدعاية حركة حماس بـ"الكذب الصريح". واشتهرت "مِس ريتشل" على منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، من خلال تقديمها مقاطع مصورة لتعليم الأطفال أو تقديم النصح للأهل، بوجه طفولي مبتسم. لكن الجمهور انقسم حول الممثلة الأميركية في الفترة الماضية، لأنها اتخذت موقفاً صريحاً ضد الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. منذ العام الماضي، بدأت "مِس ريتشل"، واسمها الحقيقي ريتشل أكورسو، بالتحدث عن المآسي التي يواجهها أطفال غزة جراء العدوان الإسرائيلي في تغيير جذري عن الصورة التي صنعت شهرتها، وهي التحدث بأسلوب طفولي محبب وهي ترتدي زيّاً من الجينز وتلف رأسها بربطة زهرية اللون. في مايو/أيار 2024، أطلقت "مِس ريتشل" حملة جمعت خلالها 50 ألف دولار لصالح منظمة سايف ذا تشيلدرن. وتحدثت بتأثر بالغ عن تعليقات قاسية و"تنمّر" تعرضت له عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهام منتقديها لها باتخاذ موقف منحاز مناهض لإسرائيل. كتبت أكورسو رداً على ذلك أن "الأطفال الفلسطينيين، الأطفال الإسرائيليين، الأطفال في الولايات المتحدة، الأطفال المسلمين، اليهود، المسيحيين. كل الأطفال، في أي بلد كانوا، لا أحد مستثنى من حق الحياة". "مِس ريتشل" تتمسك بدعم أطفال غزة لكن ذلك، لم يخفف من وقع الاتهامات المتزايدة لها بمعاداة السامية أو مناهضة إسرائيل. في إبريل/نيسان الماضي، طلبت مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل من وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت أكورسو "تتلقى تمويلاً من طرف خارجي للترويج لدعاية مناهضة لإسرائيل بهدف تضليل الرأي العام". كذلك، اتهمتها منظمة أوقفوا معاداة السامية (StopAntisemitism) بأنها تعمل على ترويج "دعاية حماس"، وإن كانت قد أقرّت بأن أكورسو نشرت فيديوهات داعمة لأطفال إسرائيليين منهم أرييل وكفير بيباس، أصغر الرهائن سناً، واللذان لقيا حتفهما في قطاع غزة. من جهتها، وصفت "مسِ ريتشل" في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، الأربعاء الماضي، الاتهامات الموجهة لها بالترويج لدعاية "حماس" بأنها "أمر عبثي" و"كذب صريح". ونقلت عنها الصحيفة الأميركية قولها: "الحقيقة المؤلمة... هي أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة قتلوا وما زالوا يقتلون، ويتعرّضون للتشويه والتضوّر جوعاً. من الخطأ الاعتقاد بأن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يحول دون اهتمامنا بمجموعة أخرى من الأطفال". وفي مقابلة أجرتها مع الصحافي الأميركي البريطاني، مهدي حسن، مطلع الأسبوع الماضي، رأت الممثلة البالغة 42 عاماً، وهي أم لولدين، أن "عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل"، وعبّرت عن خيبة أملها من الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها بسبب حملات جمع التبرعات والمناصرة التي تقوم بها لمساندة الأطفال في القطاع الفلسطيني. وأضافت: "من المحزن أن يحاول الناس إثارة الجدل ضد من يرفع الصوت دفاعاً عن أطفال يتعرضون لمعاناة لا تقاس. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي". سلّط هذا الاندفاع الضوء على الشخصية المحبوبة التي دخلت بابتسامتها العريضة ووجها البشوش، قلوب ومنازل ملايين من العائلات في الولايات المتحدة، وأصبحت من أبرز الوجوه على منصات التواصل الاجتماعي التي تقدم النصائح لمرحلة الطفولة المبكرة. في الوقت الحالي، يناهز عدد متابعي "مِس ريتشل" على منصة يوتيوب 15 مليون شخص. نجوم وفن التحديثات الحية "مِس ريتشل" تغضب جماعة مؤيدة للاحتلال انقسام أميركي متزايد يأتي الجدل حول الممثلة في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس/آذار الماضي إلى القطاع المحاصر، ما أثار انتقادات دولية لاذعة لدولة الاحتلال التي قالت إنها ستعاود السماح بدخول "كمية أساسية" من المعونات. لفتت "فرانس برس" إلى أن الانتقادات المثارة حول فيديوهات "مِس ريتشل" التي تتطرق إلى معاناة الأطفال في غزة تعكس الانقسام العمودي في الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع، من الجامعات إلى المؤسسات الخاصة والمجتمع بشكل عام. ومنذ بدء حربها على القطاع، قتلت إسرائيل أكثر من 53 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة غزة. ألغت "مِس ريتشل" إمكانية التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لأطفال غزة، لكن المستخدمين لجأوا إلى منشوراتها الأخرى للتعبير عن آراء متفاوتة، فبينما كتب أحد المستخدمين: "أحب برنامجك وليس سياستك"، اعتبر آخر أن "مِس ريتشل كنز وطني". ودافعت بعض الشخصيات عن "مِس ريتشل"، مثل تومي فيتور الذي كان ضمن فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويعمل حالياً مقدم بودكاست. كتب فيتور أن "معاداة السامية مشكلة حقيقية، والإدلاء بهذه التعليقات (بحق مِس ريتشل) بشكل خبيث... لغايات سياسية، يجعل الأمور أسوأ". وعلى الرغم من كل الانتقادات تمسكت ريتشل أكورسو بمواقفها الداعمة لأطفال غزة، ونشرت مؤخراً صورة برفقة الطفلة رهف البالغة ثلاثة أعوام التي فقدت ساقيها في الحرب، وكتبت: "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً. نعلم ذلك في قلوبنا وأرواحنا"، متوجهةً بالقول إلى "القادة الملتزمين الصمت الذين لا يساعدون هؤلاء الأطفال، يجب أن تشعروا بالعار. صمتكم سيبقى في الذاكرة". (فرانس برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
ردود غاضبة في إسرائيل على رئيس حزب اتهمها بقتل أطفال غزة "هواية"
قال رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يئير غولان، اليوم الثلاثاء، بشأن حرب الإبادة على قطاع غزة إن "دولة عاقلة لا تقتل الأطفال هواية"، ما أثار عاصفة انتقادات في دولة الاحتلال، في محاولة لتبرير جرائم قتل الفلسطينيين. وكان غولان، الذي يعتبر نفسه، صهيونياً يسارياً، من أوائل من حملوا السلاح وتوجهوا إلى منطقة غلاف غزة للقتال في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى، كما سبق أن أطلق تصريحات دموية من مناطق على الحدود اللبنانية، وانتقد التوصل إلى تسوية مع لبنان. وأضاف غولان، في حديث لإذاعة "كان ريشت بيت"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، معلّقاً على الانتقادات والتحذيرات الدولية ل إسرائيل ، أن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، مثل جنوب أفريقيا في فترة سابقة، إذا لم تعد لتتصرف تصرف دولة عاقلة. دولة عاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً تتعلق بتهجير السكان". واعتبر غولان، أنّ "هذه الأمور مروّعة ببساطة، ولا يمكن أن نكون نحن، أبناء الشعب اليهودي، الذين تعرضنا للاضطهاد والمذابح عبر تاريخنا، وكنا دائماً نموذجاً للمبادئ الأخلاقية والإنسانية اليهودية، نحن من يتخذ خطوات لا يقبلها العقل على الإطلاق". ووجّه غولان انتقاداً مباشراً للحكومة الإسرائيلية، قائلاً إنها "مليئة بشخصيات لا علاقة لها باليهودية إطلاقاً"، مضيفاً "لقد أنهينا العملية العسكرية لكسر القوة العسكرية لـ"حماس" في مايو /أيار ويونيو /حزيران من العام الماضي. منذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة تقل فيها الأهداف العسكرية الاستراتيجية وتزداد فيها الأهداف السياسية، أي بقاء هذه الحكومة. أولاً وقبل كل شيء، يجب إعادة جميع المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) إلى الديار. سنعرف كيف نحاسب حماس حتى بعد عامين، أو ثلاثة، أو خمسة، أو عشرة". وأثارت تصريحات غولان ردات فعل غاضبة في إسرائيل، إذ دان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ما قال إنه "التحريض الجامح الذي أطلقه غولان". وأضاف: "بينما نخوض حرباً متعددة الجبهات، ونقود جهوداً دبلوماسية معقّدة لتحرير مختطفينا وهزيمة حماس، يردد غولان ورفاقه في اليسار الراديكالي، أبشع الافتراءات الدموية المعادية للسامية ضد جنود الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل. لا حدود للانحطاط الأخلاقي". بدوره، علّق وزير الخارجية جدعون ساعر بأن "الافتراء الدموي الذي أطلقه يئير غولان ضد دولة إسرائيل وجيشها لن يُغتفر. ما قاله غولان سيكون بلا شك وقوداً لنيران معاداة السامية في العالم، وذلك في الوقت الذي تقاتل فيه إسرائيل من أجل بقائها ضد تحالف يسعى لتدميرها". رصد التحديثات الحية واشنطن بوست: أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تنه الحرب من جانبه، دعا عضو الكنيست الإسرائيلي إسحاق كروزر، المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، إلى تقديم غولان للمحاكمة "بشبهة التحريض". وقال: "لا يمكن السماح لشخص يصف جنود الجيش الإسرائيلي بالقتلة، ويشوّه سمعة دولة إسرائيل بهذه الطريقة الفظة، بالبقاء دون مساءلة قانونية". بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "يبدو أن يائير غولان أخذ صفحة الرسائل الخاصة بالمتحدث باسم حماس وتبناها لنفسه، حيث كان شغفه الوحيد دائماً هو نشر افتراءات الدم ومعاداة السامية ضد إسرائيل. يائير، عليك أن تخجل من نفسك". وعلّق وزير الأمن يسرائيل كاتس أيضاً قائلاً إن "من قارن المجتمع الإسرائيلي سابقاً بالنظام النازي، ويطلق الآن افتراءات ويشوه سمعة دولة إسرائيل وجيشها أثناء الحرب، يجب استبعاده من الحياة العامة". كما هاجم وزير الهجرة والاستيعاب أوفير سوفير، تصريحات غولان، معتبراً أن "الادعاء بأن إسرائيل تقتل الأطفال هواية، هو كذب بغيض وإهانة خطيرة لأخلاقيات القتال الخاصة بالجيش الإسرائيلي، ولطبيعة دولة إسرائيل. دولة إسرائيل، من خلال جنود الجيش الإسرائيلي، تحارب عدواً وحشياً...". وهاجم رئيس المعارضة يئير لبيد تصريحات غولان، قائلاً: "جنودنا هم أبطال يدافعون عن حياتنا. الادعاء بأنهم يقتلون الأطفال كهواية هو خاطئ وهو هدية لأعدائنا. أنا أدعم الجيش الإسرائيلي وجنوده وأدين هذا التصريح". وكتب وزير الأمن السابق يوآف غالانت، من جهته، عبر حسابه على منصة إكس: "ليس السؤال كيف أصبح جنرال متقاعد عنصراً معادياً للجيش الإسرائيلي، بل كيف أصبح شخص معادٍ للجيش الإسرائيلي جنرالاً". من جانبه، دعا رئيس "المعسكر الرسمي" المعارض، بني غانتس، يئير غولان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار. وقال غانتس: "جنود الجيش الإسرائيلي لا يقتلون الأطفال هواية"، معتبراً أن "هذه التصريحات ليست فقط مستفزة، وكاذبة، ومتطرفة، بل إنها أيضاً تعرّض حرية جنودنا الأبطال للخطر، أمام القضاء الدولي. وشدد غانتس على أن "دولة إسرائيل تخوض الحرب الأكثر عدالة منذ تأسيسها، وتتصرف وفقاً للمعايير الدولية وأعلى القيم الأخلاقية. ومن يدرك ذلك أكثر من غولان، الذي كان نائب رئيس أركان سابقاً". واختتم حديثه بدعوة مباشرة لغولان قائلاً: "تراجع عن تصريحك يا يئير واعتذر، لم يفت الوقت بعد". غولان يردّ على الانتقادات وردّ غولان على العاصفة التي أثارتها تصريحاته، دون الاعتذار عن كلامه رغم مطالبته بذلك. وقال: "لقد جرّبنا نهج (بني) غانتس في التودد لنتنياهو، و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش وبن غفير، وقد فشل ذلك". وأضاف: "كان المقصود في كلامي واضحاً: هذه الحرب هي تحقيق لأوهام بن غفير وسموتريتش. وإذا سمحنا لهما بتحقيقها، سنصبح دولة منبوذة". وتابع: "لقد حان الوقت لأن يكون لدينا عمود فقري من الفولاذ الصلب. يجب أن نتمسك بقيمنا بصفتنا دولة صهيونية، يهودية وديمقراطية". وأضاف: "جنود الجيش الإسرائيلي هم أبطال، وزراء الحكومة فاسدون. الجيش الإسرائيلي أخلاقي، والشعب مستقيم، لكن الحكومة منحرفة. يجب إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، وإعادة بناء إسرائيل".


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
"واشنطن بوست": أميركا أبلغت إسرائيل بأنها ستتخلى عنها إذا لم تُنهِ حرب غزة
أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيراً، إسرائيل بأنها ستتخلّى عنها إذا لم تُنهِ حربها على قطاع غزة ، وفق ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الاثنين. ويأتي هذا في ظل تصاعد التوتر بين الحليفين، مع توصل إدارة ترامب إلى اتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر في وقت سابق هذا الشهر. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المناقشات قوله، شرط عدم الكشف عن هويته، إنّ فريق ترامب أبلغ إسرائيل أنه "سنتخلّى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". وأعلنت إسرائيل أخيراً أنها قررت السماح بإدخال مساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بعد الضغوط الأميركية والغربية، حيث أقرّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الاثنين بالأمر، قائلاً إن إسرائيل "لا يمكنها تحمّل صور المجاعة الجماعية أمام الأميركيين"، وإن إدخال المساعدات الإنسانية جاء بسبب "اقترابنا من الخط الأحمر". وأكد مصدران مطلعان على الأمر تحدثا للصحيفة، شرط عدم الكشف عن هويتهما، أن الولايات المتحدة ضمنت في المحادثات مع حركة حماس أن تسمح إسرائيل بدخول بعض المساعدات إلى غزة إذا أطلقت سراح ألكسندر. وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، أمس الاثنين، أن خمس شاحنات محمّلة بمساعدات، بما في ذلك "طعام للأطفال"، قد دخلت غزة. أخبار التحديثات الحية فرنسا وبريطانيا وكندا تدعو لوقف حرب غزة وتلوّح بإجراءات ضد إسرائيل وصعّد الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع من عدوانه على قطاع غزة، مطلقاً ما أسماها عملية "عربات جدعون" التي تهدف بحسب زعمه إلى "تحقيق جميع أهداف الحرب"، وفي مقدمتها "إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس". وعلى خلفية توسيع العدوان، قرّر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس التراجع عن زيارة كانت مقررة لإسرائيل اليوم الثلاثاء، وفق ما أكده مسؤول أميركي كبير لموقع أكسيوس، أمس الاثنين. وقال المسؤول إنّ دي فانس اتخذ القرار لأنه لا يريد أن توحي زيارته بأن إدارة ترامب تؤيد القرار الإسرائيلي بشنّ عملية ضخمة في القطاع، في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ولفت الموقع إلى أن دي فانس تحدث عن "أسباب لوجستية" وراء إلغاء الزيارة، لكن "أكسيوس" رأى أن قراره يُلقي الضوء على موقف الولايات المتحدة من السياسة الإسرائيلية الحالية في غزة. ويتزامن تصعيد الاحتلال عسكرياً، مع تزايد الضغوط الدولية لوقف العدوان على غزة، إذ حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني، أمس الاثنين، من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.