
ما الذي تعرفه الأسواق عن الصراع بين إسرائيل وإيران ولا نعرفه نحن؟
الثلاثاء، ومع انتشار خبر وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، انخفضت أسعار النفط والغاز. لكنها عاودت الارتفاع مجدداً حين بدأت الشكوك تحوم حول احتمال ألا يدوم هذا الهدوء. ومع ذلك لم تكن هذه التقلبات ضخمة، بل بعيدة جداً عن تلك التي نشهدها عادة عند اندلاع حرب في الشرق الأوسط، المنطقة الأكثر توريداً للطاقة في العالم.
كما أن الأسواق لم تدخل في دوامة التقلبات التقليدية التي كانت تحدث مع كل تطور في أزمات سابقة، فما الذي عرفه المتداولون ومحللوهم ولم نعرفه نحن؟
قد يكون من السهل القول إنهم يتعمدون التزام الصمت، وإنهم يعتقدون أن المواجهة ستنتهي بسرعة، وأن لا شيء خطراً يلوح في الأفق. تخبرهم خوارزمياتهم وحساباتهم بأن يبقوا هادئين ولا يتصرفوا بانفعال. في الأقل، ليس الآن.
في الحقيقة، هذا نزاع يتغير بصورة كبيرة كل ساعة تقريباً، ومحاولة اللحاق به أو استباقه كانت لتكون مهمة عبثية. ومع ذلك تعكس الأسواق حقيقة تتجاوز الضجيج والهستيريا في شأن حرب عالمية ثالثة: حالياً، لا يوجد مؤشر إلى نشوب صراع شامل وطويل الأمد. فلا قوات منتشرة على الأرض، والقتال يقتصر على وابل من الصواريخ الموجهة في الغالب إلى أهداف عسكرية.
عادة ما تلجأ الأسواق إلى متخصصين عسكريين واستراتيجيين سابقين عندما تبدو الظروف متجهة نحو نزاع طويل الأمد، فتوزع تقارير تحليلية مفصلة على العملاء. في هذه اللحظات فحسب، تستعين بعلاقاتها السياسية والدبلوماسية رفيعة المستوى للحصول على معلومات داخلية. حينها أيضاً، تطلب من الصحافيين المتخصصين في شؤون الحرب والعلاقات الدولية - الذين بنت معهم علاقات قوية - لتوفير أي تفاصيل مفيدة. لكن لا يوجد دليل على أن شيئاً من هذا يحدث الآن. عملياً، لا وجود لحشود قوات أو مدفعية، ولا تحركات بحرية عاجلة أو كبيرة، ولا جبهة واضحة - والكتاب المتخصصون يحاولون هم أيضاً اللحاق بالأحداث.
هؤلاء، مثل بقية الناس، يحصلون على معلوماتهم من منشورات ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن البيانات الحكومية الإيرانية والإسرائيلية. يشاهدون الأخبار العاجلة، ويراقبون المنصات العامة كما نفعل جميعاً. الفرق أنهم يدققون في التفاصيل التي قد يغفلها الآخرون وسط الضجيج.
كانت المؤشرات كلها تدل على وجود مساع للاحتواء، حتى الحديث عن تغيير النظام في إيران بدا فاتراً ومفتقراً إلى الجدية. ما تراقبه الأسواق بقلق هو مضيق هرمز. ستثير أي إشارة فعلية إلى إغلاق هذا الممر الحيوي فوضى شاملة. حينئذ فحسب، سنرى أسعار النفط والغاز ترتفع بصورة جنونية، وأسعار الأسهم تنهار، وترتفع أسعار الذهب بصورة جنونية.
من المؤشرات المقلقة أيضاً، ارتفاع عوائد السندات الطويلة الأجل، لكنها ما زالت ثابتة. كذلك، الذهب لم يتأثر. فعلياً، يسود الهدوء جبهة الأسواق - خصوصاً مقارنة بما حدث عندما أعلن ترمب فرض الرسوم الجمركية، وتسببت قراراته بأكبر خسائر يومية في الأسهم منذ بداية جائحة كورونا، حيث خسر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" نحو 5 تريليونات دولار خلال يومين، متجاوزاً خسارة قدرها 3.3 تريليون دولار في مارس (آذار) 2020.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
صحيح أن إيران هددت بإغلاق المضيق، لكن الأسواق تدرك أن المتضرر الأكبر سيكون إيران نفسها، الغارقة أصلاً في أزمات اقتصادية، وكذلك حليفتاها - روسيا والصين - المستوردتان الأكبر لصادراتها.
المستثمرون مقتنعون بأن ترمب لا يريد هذه الحرب، ولا يرغب أبداً أن تنجر الولايات المتحدة إليها. لقد انتخب على وعد بتجنب الحروب الخارجية، والتراجع عن ذلك سيكون خيانة صارخة لقاعدته المؤيدة لحركة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً". كذلك، يعتقدون أن إسرائيل لا ترغب في صراع أوسع، وأنها استنزفت في غزة وسرعان ما انسحبت من جنوب لبنان، ولا تريد المخاطرة بإشراك حلفاء إيران في الحرب، أياً كانوا.
ومن المؤكد أيضاً أن ثمة من يرى بأن حتى مستشاري ترمب أنفسهم لا يعرفون بالضبط ما الذي قد يحدث لاحقاً. قصف الولايات المتحدة المواقع النووية في إيران جرى التخطيط له بسرية تامة، ولم يعلم بالأمر سوى قلة من مساعديه الموثوقين. وبالمثل، أخفيت المعلومة الثمينة القائلة بأن إيران أبلغت ترمب مسبقاً بنيتها مهاجمة قواعد أميركية من دون التسبب بسقوط ضحايا، ولم تكشف إلا لاحقاً.
فاجأ ترمب العالم بإعلان ذلك عبر منصته "تروث سوشال"، تماماً كما فعل لاحقاً عندما زعم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال العدائية. وعندما يدعي المتخصصون معرفتهم بما يحدث، يكون المصرفيون والوسطاء الماليون حذرين من الوقوع في كذبة تهدف إلى تحقيق مكاسب ضخمة، بقدر ما هم متعطشون لمعرفة الحقيقة.
لكن حتى إشعار آخر، يكون شعارهم الوحيد عبارة بريطانية شهيرة استخدمت زمن الحرب العالمية الثانية: "التزموا الهدوء وواصلوا العمل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة عيون
منذ 18 دقائق
- شبكة عيون
تراجع الذهب بعد ارتفاع استمر ثلاثة أيام قبيل بيانات الوظائف
مباشر- تراجع الذهب بعد مكاسب استمرت ثلاثة أيام، قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية المحورية في وقت لاحق من يوم الخميس، والتي قد تُشكل آفاق مسار التيسير النقدي الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي. اقترب سعر الذهب من 3,345 دولارًا للأونصة بعد ارتفاعه بأكثر من 2% في وقت سابق من هذا الأسبوع، مع تحول تركيز الأسواق إلى تقرير الوظائف القادم، والذي من المتوقع أن يُظهر إضافة 106,000 وظيفة جديدة إلى الاقتصاد في يونيو، وهو أقل عدد وظائف مُسجل في أربعة أشهر. وأظهرت بيانات منفصلة من شركة ADP للأبحاث يوم الأربعاء انخفاض التوظيف في الشركات الأمريكية لأول مرة منذ أكثر من عامين، مما دفع المتداولين إلى زيادة توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل قبل عام 2026. قد يُجبر التدهور الملحوظ في سوق العمل المسؤولين على خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، حتى مع تأكيد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على مرونة سوق العمل وتأكيده على اتباع نهج "الانتظار والترقب" لتقييم تأثير الرسوم الجمركية على التضخم. عادةً ما يُفيد انخفاض تكاليف الاقتراض الذهب، كونه لا يُدرّ فوائد. ارتفع سعر الذهب بأكثر من الربع هذا العام، ليُتداول عند أقل بنحو 150 دولارًا عن المستوى القياسي المُسجّل في أبريل. وقد عزز الطلب على الملاذات الآمنة هذا المعدن النفيس، في ظلّ مواجهة المستثمرين لتوترات جيوسياسية وتجارية مُتصاعدة. كما دُعم هذا الارتفاع بعمليات شراء قوية من قِبَل البنوك المركزية، بالإضافة إلى التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك. في غضون ذلك، لا تزال هناك مخاوف مُستمرة بشأن عجز الموازنة الأمريكية، حيث من المتوقع أن يُضيف مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل للرئيس دونالد ترامب ما يُقدّر بنحو 3.4 تريليون دولار إلى ديون البلاد على مدى عقد من الزمن. وفي حال الموافقة على التشريع المُطروح على مجلس النواب، فقد تتعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. كما واصل المستثمرون مراقبة التقدّم المُحرز في مفاوضات التجارة الأمريكية، بعد أن أعلن ترامب عن توصله إلى اتفاق مع فيتنام. ومع اقتراب الموعد النهائي المُحدّد في 9 يوليو لرفع الرسوم الجمركية، هناك دلائل على أن المستثمرين أصبحوا أقل قلقًا بشكل متزايد من موقف الرئيس غير المُتوقّع بشأن الرسوم، نظرًا لأن الاقتصاد يبدو مُرنًا في الوقت الحالي. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,345.86 دولارًا للأوقية (الأونصة) اعتبارًا من الساعة 8:28 صباحًا بتوقيت سنغافورة. واستقر مؤشر بلومبرج للدولار الفوري عند 0.6% حتى الآن هذا الأسبوع. وتراجعت أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين. Page 2 الجمعة 16 مايو 2025 01:26 مساءً Page 3


شبكة عيون
منذ 18 دقائق
- شبكة عيون
تراجع النفط مع تقدم اتفاقات التجارة والتركيز على قرار أوبك+
مباشر - تراجع سعر النفط بعد أكبر مكاسبه في نحو أسبوعين، حيث يتابع المتداولون المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها واجتماع أوبك+ الذي عُقد نهاية هذا الأسبوع. اقترب سعر خام برنت من 69 دولارًا للبرميل بعد ارتفاعه بنسبة 3% يوم الأربعاء، بينما تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط 67 دولارًا. وصرح الرئيس دونالد ترامب بأنه أبرم اتفاقًا تجاريًا مع فيتنام، وهو الاتفاق الثالث فقط الذي يُعلن عنه بعد الاتفاقات مع المملكة المتحدة والصين، قبل الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو للتوصل إلى اتفاقات وفق بلومبرج. شهد النفط الخام تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة، حيث ارتفع ثم انخفض، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المتصورة في الشرق الأوسط، على الرغم من انخفاض التقلبات وأحجام التداول في الأيام الأخيرة قبل عطلة يوم الجمعة في الولايات المتحدة. ويعود التركيز إلى محادثات التجارة، والتعريفات الجمركية المرتبطة بها والتي تهدد الطلب على النفط، بالإضافة إلى اجتماع أوبك+ يوم الأحد، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تتفق المجموعة على زيادة كبيرة أخرى في حصص العرض. قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة ING : "في حين أن تفاؤل التجارة عزز أسعار النفط، إلا أن استدامة هذا التحرك ستكون قصيرة الأجل على الأرجح". وأضاف: "من المقرر أن تتخذ أوبك+ قرارًا بشأن مستويات إنتاج أغسطس في نهاية هذا الأسبوع، وبالتالي من المرجح أن يتوخى السوق الحذر بشأن تحمل الكثير من المخاطر في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة في الولايات المتحدة". في الولايات المتحدة، ارتفعت مخزونات النفط الخام على مستوى البلاد بمقدار 3.8 مليون برميل، وهي أول زيادة أسبوعية منذ مايو. وانخفضت المخزونات في مركز تخزين النفط في كوشينغ بولاية أوكلاهوما للأسبوع الرابع، وهي الآن عند أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 2014. تشير مقاييس السوق التي تحظى بمتابعة واسعة إلى مؤشرات على قوة الطلب، حيث تدعم موجة الحر المستمرة وموسم القيادة في الولايات المتحدة الطلب. بلغ الفارق الفوري لسعر خام برنت - وهو الفجوة بين أقرب عقدين - 1.21 دولار للبرميل بأثر رجعي. وبينما انخفض هذا السعر عن مستوياته المرتفعة خلال حرب الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران، إلا أنه ارتفع من 69 سنتًا قبل شهر. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا ترشيحات ما هي مخاطر التلوث النووي الناجمة عن الهجمات على إيران؟ فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية Page 2 الجمعة 16 مايو 2025 01:26 مساءً Page 3

سعورس
منذ 25 دقائق
- سعورس
توقيع اتفاقيات بنحو 27 مليار دولار بين القطاع الخاص في السعودية وإندونيسيا
وأصدرت السعودية وإندونيسيا الأربعاء بيانا مشتركا يهدف إلى تعزيز التعاون في عدة مجالات حيوية، عقب اجتماع مجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي، البيان أكد على أهمية التعاون في توريد النفط ومشتقاته، بالإضافة إلى الاستثمارات الصحية، وتطرق البيان أيضًا إلى أهمية الربط الجوي بين البلدين، كما شمل مجالات الصناعة والتعدين، وتصميم استراتيجيات لتطوير سلاسل التوريد. وأشار البيان إلى ضرورة التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة لتلبية متطلبات التنمية المستدامة ومتطلبات المناخ المتغيرة. أما في القطاع الزراعي والثروة السمكية، فقد تم التأكيد على التعاون لتحقيق الأمن الغذائي، وهو أمر ذو أهمية خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي وتغير المناخ. وأشار البيان المشترك إلى أن التفاهمات تأتي في ختام زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو للسعودية. ولي العهد يبحث مع الرئيس الإندونيسي سبل تعزيز التعاون بين البلدين بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو السبل الكفيلة بتطوير وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية. وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية، وذلك خلال استقبال الأمير محمد بن سلمان في الديوان الملكي بقصر السلام في مدينة جدة غرب السعودية اليوم الأربعاء رئيس إندونيسيا. إثر ذلك رأس ولي العهد السعودي رئيس إندونيسيا الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي، حيث جرى استعراض عددٍ من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس بحضور أعضاء المجلس. وفي ختام الاجتماع، وقع الأمير محمد بن سلمان ورئيس إندونيسيا على محضر اجتماع المجلس. زيادة التبادل التجاري بين الرياض وجاكرتا تعد إندونيسيا شريكًا إستراتيجيًا للسعودية في منطقة جنوب شرق آسيا، إذ بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين 22.5 مليار ريال بنهاية 2023، شكلت الصادرات السعودية منها 15 مليار ريال، فيما بلغت قيمة الواردات الإندونيسية أكثر من 7.5 مليارات ريال، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية والرغبة المتبادلة لتوسيع آفاق التعاون المشترك، واستغلال الفرص المتاحة في القطاعات الحيوية، وعلى المستوى الدولي بلغت صادرات إندونيسيا إلى العالم خلال 2024 نحو 814 مليار ريال، بزيادة سنوية قدرها 1.3%. ويُعد قطاع التعدين من أبرز قطاعات التعاون بين البلدين، حيث تعيش السعودية مرحلة مهمة لتطوير قطاعها التعديني، لتعظيم استفادة الاقتصاد الوطني منه في تنويع مصادر الدخل، واستكشاف ثروة معدنية هائلة تكمن في أراضيها تقدّر قيمتها بأكثر من 9.3 تريليونات ريال، في وقت تُظهر فيه المؤشرات الاقتصادية امتلاك إندونيسيا ثروة معدنية غنية، حيث بلغت صادرات إندونيسيا من الوقود المعدني نحو 251 مليار ريال، ما يفتح المجال أمام فرص واعدة لتعزيز التعاون بين السعودية وإندونيسيا في قطاع التعدين والمعادن. وتُعد استثمارات السعودية في شركة Vale Indonesia ، التابعة لعملاق التعدين العالمي "فالي"، مثالًا على اهتمام السعودية بتعزيز استثماراتها التعدينية في إندونيسيا، وتُعد شركة Vale Indonesia من أبرز منتجي النيكل، وهو عنصر رئيس في بطاريات السيارات الكهربائية، ويدعم ذلك التعاون توجه السعودية نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، ويشكل خطوة إستراتيجية لتأمين المواد الحيوية اللازمة للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون. كما يركز التعاون على تطوير التبادل التجاري في قطاع صناعة الأغذية التي تعد من أبرز 12 قطاعًا صناعيًا تركز على تطويرها وتوطينها الإستراتيجية الوطنية للصناعة، ويُعد "التجمع الغذائي في جدة"، الذي يمثل أكبر منطقة صناعية غذائية في العالم، محورًا مهما للتعاون بين الجانبين، حيث يُشكل مركزًا إقليميًا لإنتاج وتوزيع المنتجات الغذائية الحلال، بما ينسجم مع مكانة إندونيسيا بوصفها أكبر سوق للمنتجات الحلال عالميًا، كما يتمتع التجمع بموقع إستراتيجي بالقرب من ميناء جدة الإسلامي، الذي يسهل الوصول إلى إفريقيا وأوروبا وآسيا، ما يُعزز من فرص التصدير الإقليمي والعالمي. وفي ديسمبر 2023، وقّعت السعودية وإندونيسيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال اعتماد المنتجات الحلال والاعتراف المتبادل بشهاداتها؛ بهدف توحيد المعايير وتيسير إجراءات التصديق، بما يقلل العوائق التجارية ويفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات الإندونيسية في السعودية ودول الخليج العربي. وتعد شركة "Indofood" من الشركات الإندونيسية الغذائية الرائدة في السوق السعودية منذ 1986، وتتجه لتوسيع عملياتها في السعودية.