logo
جهود إغاثية مكثفة لدعم عائلات النازحين البدو في السويداء

جهود إغاثية مكثفة لدعم عائلات النازحين البدو في السويداء

الجزيرةمنذ 6 أيام
السويداء- شهدت محافظة السويداء (جنوب سوريا) خلال الأيام الماضية موجة نزوح غير مسبوقة لعائلات من العشائر البدوية نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية.
ففي قرى السويداء الريفية، حيث كان البدو يعيشون حياة هادئة تعتمد على الرعي والزراعة البسيطة، أجبرت الاشتباكات الأخيرة وانعدام الأمن الغذائي مئات العائلات على الفرار، وقد توجهت معظم هذه العائلات إلى ريف درعا ، حاملة معها ما استطاعت من متاع قليل.
آلاف العائلات، التي تركت قراها بحثا عن الأمان، وجدت نفسها في مخيمات مؤقتة بريف درعا، تعاني نقصا حادا في الموارد الأساسية. ووسط هذه الأزمة، تتكاتف جهود إغاثية محلية ودولية لتقديم يد العون، بقيادة مبادرات قطرية ومنظمات أممية، إلى جانب فرق تطوعية محلية تواجه تحديات أمنية كبيرة.
تقول سمية عمر، نازحة من قرية الثعلة في ريف السويداء، للجزيرة نت: "تركنا بيوتنا على عجل ولم نحمل سوى ملابسنا. الطريق كان مخيفا، والأطفال كانوا يبكون من الجوع والخوف. الآن نعيش في مدرسة مهجورة بريف درعا، لا ماء نظيف ولا كهرباء".
وتضيف بحسرة: "كل ما نريده هو مكان آمن لأطفالنا، لكننا لا نعرف إلى متى سنظل هكذا".
شهادة مشابهة قدمها عبد الله الحريري، وهو أب لـ5 أطفال نزح من قرية المجيمر حيث يقول للجزيرة نت "لم نكن نملك خيارا؛ الاشتباكات اقتربت من بيوتنا، ولم يعد هناك طعام أو دواء، اضطررنا للمغادرة تحت القصف. الآن نحن في مخيم مؤقت، لكن البرد يقتلنا والمساعدات لا تكفي".
جهود إغاثية
وفي مواجهة هذه الأزمة، تحركت جهات إغاثية دولية ومحلية بسرعة لتقديم الدعم، وفي مقدمة تلك الجهات السفارة القطرية في دمشق، التي أعلنت -بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري والسوري- عن إرسال 7 شاحنات محملة بـ3600 سلة غذائية تزن الواحدة 45 كيلوغراما، استهدفت النازحين في ريف درعا.
وحسب السفارة القطرية، فإن هذه الشحنة جزء من التزام دولة قطر بدعم الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة، مؤكدة أنها تعمل بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وإلى جانب الجهود القطرية، تستعد منظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر و برنامج الأغذية العالمي لتوسيع عملياتها في الجنوب السوري.
وأكد مصدر في الصليب الأحمر أن المنظمة تعمل على تأمين ممرات آمنة للمساعدات، مع التركيز على توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية. كما يجري التنسيق مع سفارات نشطة في دمشق لضمان استمرار تدفق المساعدات.
من جانبه، أكد أحمد وتي -مسؤول في الهلال الأحمر السوري- أن المنظمة وسعت عملياتها لتشمل خدمات صحية ونفسية، خاصة للأطفال الذين يعانون صدمات نفسية جراء النزوح.
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- "الوضع معقد، فالمجتمعات المضيفة في درعا تعاني أيضا من ضغوط اقتصادية، مما يتطلب استجابة شاملة لا تقتصر على النازحين فقط".
مبادرات محلية
ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، برزت الفرق التطوعية المحلية بوصفها عامل حاسم في سد الفجوات التي تعجز المنظمات الكبرى عن تغطيتها، ومن أبرزها فريق "هيئة شباب البلد"، بقيادة إبراهيم زيدان، الذي كان من بين الجهات المحلية التي تحدت الظروف الأمنية لإيصال المساعدات.
يقول زيدان للجزيرة نت: "تلقينا مناشدات عاجلة من أهالي السويداء ونازحي البدو في درعا، وعلى الفور جهزنا وجبات طعام جافة وحليب أطفال، لكننا واجهنا إطلاق نار من سلاح مضاد للطيران قرب بلدة ولغا، ورغم ذلك، فإننا واصلنا مهمتنا، لأن الناس بحاجة إلينا".
كما أشار زيدان إلى أن الاحتياجات تتجاوز المواد الغذائية، حيث يعاني النازحون نقصا حادا في كل شيء.
وأضاف "نعمل الآن على جمع تبرعات لتأمين هذه الاحتياجات، لكن الموارد محدودة والتحديات كبيرة".
فريق آخر، هو "مبادرة أهل الخير"، ركز على الوصول إلى المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها.
وقال أحد أعضاء المبادرة للجزيرة "نحن نعمل كجسر بين النازحين والمنظمات الكبرى. مرونتنا تتيح لنا التحرك بسرعة، لكن الأمن يظل التحدي الأكبر".
أوضاع كارثية
وإلى جانب النازحين، يعاني من بقي من السكان في السويداء من انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع الكهرباء والمياه، وغياب فرص العمل.
وتقول سلمى، وهي أم من مدينة شهبا بريف السويداء، للجزيرة نت: "لم نتمكن من النزوح، لأننا لا نملك المال. الآن نعيش على مساعدات متقطعة، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجاتنا اليومية".
منظمات محلية، مثل "جمعية البر والإحسان"، تحاول تقديم طرود غذائية ومستلزمات طبية، لكن مصادر محلية تؤكد أن حجم الاستجابة لا يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة.
وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 60% من سكان السويداء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
و تواجه السويداء ودرعا أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف من النازحين والمقيمين، ورغم الجهود الإغاثية المبذولة، فإن التحديات الأمنية، ونقص الموارد، وتزايد الاحتياجات تعوق الاستجابة الكاملة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ستارمر يؤكد أهمية دعم ترامب لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
ستارمر يؤكد أهمية دعم ترامب لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

ستارمر يؤكد أهمية دعم ترامب لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الوضع في قطاع عزة بأنه أزمة إنسانية وكارثة حقيقية تثير اشمئزاز البريطانيين، جاء ذلك في لقاء جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته أسكتلندا. اقرأ المزيد

منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح
منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح

قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا". وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، و الخرطوم بنسبة 8%". وتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب". ومنذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 نزح قسرا أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقارب 5 ملايين شخص لجؤوا إلى الدول المجاورة، مما يجعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم. وخلال زيارة قام بها مؤخرا ممثلو الأمم المتحدة إلى الخرطوم اقترب منهم رجل مسن ليؤكد أن احتياجاتهم بسيطة، وهي "الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، فهذا هو مستقبل أطفالنا، ونحن بحاجة ماسة للاستثمار فيه". إعادة تأهيل العاصمة تبذل السلطات السودانية ومنظمات إغاثية محلية ودولية جهودا حثيثة لدعم العائدين إلى الخرطوم، وفي مقدمتها إزالة الأنقاض، وتوفير الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والكهرباء، وتعزيز قدرات المرافق الصحية، لمنع انتشار الأمراض الفتاكة كالكوليرا. وأوضح الممثل المقيم ل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان لوكا ريندا للصحفيين أن هناك نحو 1700 بئر ماء بحاجة إلى إعادة التأهيل، بالإضافة إلى توفير الكهرباء للمنازل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية. وقال ريندا إن الأمم المتحدة أطلقت برنامجا يهدف إلى تطوير حلول طويلة الأمد للنازحين جراء الحرب لتأمين سبل العيش والخدمات الأساسية، لافتا إلى أن هناك ما لا يقل عن 6 مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية. كما أكد أن المساعدات النقدية توزع لشراء الغذاء ومستلزمات النظافة والأدوية والملابس على الفئات الأكثر ضعفا. وشدد ريندا على أن إزالة الألغام تعد تحديا ملحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة، قائلا "حتى في مكتبنا عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة". وأضاف أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن أكثر من الذخائر غير المنفجرة في المدينة، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة. وسيستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات، ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة. وحتى 21 يوليو/تموز 2025 لم تتلق الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليارات دولار المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقارب 21 مليون شخص معرّضين للخطر داخل السودان. أزمة النزوح ورغم عمليات العودة الأخيرة فإن مئات الأشخاص لا يزالون يفرون يوميا -سواء داخل السودان أو عبر حدوده- بسبب الصراع الدائر، وينطبق هذا بشكل خاص على ولايتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وقال منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية مامادو ديان بالدي إن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر. ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار لدعم 4.8 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل. وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى "دعم أكبر من جانبنا" وإلى السلام لينتهي "هذا الصراع الوحشي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store