logo
التوازن بين طاقتَي الذكورة والأنوثة -نوال الجراح

التوازن بين طاقتَي الذكورة والأنوثة -نوال الجراح

الزمانمنذ 4 أيام
كثير من النّساء في عالمنا العربي تُعاني من ألمِ الخُذلان أوالخيانة أو عَدم ألاهتمام والتقدير مِن زوجِها وهذه ألمعاناة لها أسباباً عديدة منها سوء الإختيار للشريك، أو وجود أختلافات جوهرية بين الزوجين وعدم السّعي الجاد للوصول الى إيجاد نقاط مشتركة بينهما للوصول لحياة زوجية يسودها ألإنسجام والتّقبُل .
لكن هناك سبب مهم جداً رُبّما لَم يَلتفِت إليه أغلب الأزواج أحببتُ أن أُسلِّط الضوء عليهِ وهو :
التوازن بين طاقة الذُكورة والأُنوثة.
الله خلقَ الكون وفيه الشيء ونَقيضهُ وخلقَ من كلِ شيء زوجين، الّليل والنّهار، الشّمس والقمر، السّماء والأرض، الصّحة والمرض، الرجل والمرأة، كما ورد في القران الكريم في سورة الذاريات الآية 49:
﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾
كُل إنسان فيه طاقة الذكورة والأُنوثة لكنْ بنسبٍ متفاوتة فالأُنثى لديها طاقة الأنوثة بنسبة تصل الى 70٪ وطاقة الذكورة بنسبة 30٪ بالمئة بينما الرجل فيه طاقة الذكورة بنسبة 70٪ وطاقة ألأُنوثه بنسبة 30 ٪
تتصف طاقة الذّكورة بالسّعي والإنجاز والحركة والحماية وكذلك التركيز على الهدف وعدم الإهتمام بالتفاصيل.
وطاقة الأُنوثة تتصف بالإستقبال والحب والهدوء والإبداع والتفاصيل إضافةً للأهتمام بالجمال الداخلي والخارجي، فإذا كان لدينا وعي بهذا الأمر وأهميته في حياتنا عموماً والزوجية خصوصاً إِستطعنا أن نحيا حياةً طيبة فيها من إلاستقرار والسكون والتوازن لانّ الكون يسير وفق ما أراده الله أيْ وفق نِظام كوني دقيق، لكن تحدث المشكلة عندما يختل التوازن بهذه الطاقات نتيجة قِلة الوعي بهذه المسألة المهمة، ونعيش أدوار عكس ما هو مطلوب منا،
فإذا كانت طاقة الذكورة عالية جداً ولم يفعّل الرجل الطاقة الأُنثوية لديه اتسم سلوكه بالحدّة والصلابة والقسوة في تعامله مع عائلته والآخرين، وعدم القدرة في التعبير عن مشاعره وعواطفه مع أُسرته مما يسبب فجوة بين الزوجين وحرمان عاطفي تُعاني منه أغلب الزوجات ، وإذا كان الزوج على قدر من الوعي بهذه المسألة أستطاع أن يغيّر تدريجياً من سلوكه ويُفعّل الطاقة الأنثوية والتي تُحرّك مشاعره كي يتعامل بها مع نفسه وأُسرته ومحيطه الأجتماعي وممكن أن يكون للزوجة دور بتفعيل الطاقة الأنثوية لديه بأن تتعامل معهُ باللّين واللُّطف والحنان ليهدأ ويشعر بتلك العوطف والمشاعر التي لديه ويُفعّلها في حياته مما يحقق التوازن المطلوب.
وقد نجدالمرأة عندما تتصرف (لقلة الوعي ) بأعمال هي ذكورية في الاساس فهي تُفعّل الطاقة الذكورية لديها أكثر مما يُسبب نفور الزوج منها بمرور الأيام لشعوره بفقدان قيمته ودوره وأهمية وجوده فتحدث مشكلات زوجية ولاتُدرك أنّها السبب فيها، وربّما يبحث عن إمرأة ثانية لسد النقص لهذا الشعور.
ومن هذه الصفات الذكورية التي تتصف بها بعض الزوجات ، الصوت العالي، العصبيّة، حُب السيطرة، قيامها بِأعمال ليست من واجبها شرعاً وقانوناً، مثل الإنفاق والإدارة المالية للأُسرة واتخاذ القرارات المهمة منفردة والتي تُحجم دور الرجل وعدم إعطائه المساحة الكافية لأخذ دوره في القيادة والإدارة والإنفاق والتي تدخل ضمن القِوامة المُكلّف بها من الله سبحانه وتعالى.
كل هذه الصفات والمبادرات من قِبل الزوجة لاتتناسب وطاقتها الأُنثوية التي عليها الإهتمام بها.
ورغم ماتقوم الزوجة من أدوار وأعمال ذكورية (تضحيات حسب وجهة نظرها) تكون هي السبب في حدوث هذا الخلل في الطاقات وبالتالي حدوث الكثير من المشكلات الزوجية.
تُصاب الزوجة هنا بصدمة كبيرة قد تُسبب لها انهيار والشعور بالإنكسار والخُذلان والغدر وتتساءل مع نفسها كأنها تصحو من كابوس للتّو
بعد كل هذه التضحيات لزوجي يفعل هذا معي؟
أيضا من المُعتقدات الخاطئة لدى بعض النّساء في المجتمع العربي أعتقاد المرأة أنّ طاقة الأُنوثة تعني التّميع والخضوع في التعامل مع الاخرين والغير مقبول (شرعا وعرفا) أو لبسها الغير لائق واظهار مفاتنها، فهذا ليس له علاقة بطاقة الأُنوثة
طاقة الأُنوثة تعني الأهتمام بنفسها من الداخل قبل الخارج مع مراعاة مظهرها بشكل لائق بسيط محترم، تتعامل بحب وهدوء ولطف مع زوجها واستقبال الأهتمام والحماية والرعاية التي يُقدمها لها الزوج .
قلة الوعي بأهمية طاقة الذكورة والأُنوثة ودورها في نجاح الحياة الزوجية وقلّة الوعي بأهمية دور كل من الزوج والزوجة في الحياة الزوجية والقيام به تُسبب هذه المُعاناة التي تشكتي منها كثير من الزوجات.
انا لا أدعو الزوجة أن تتصف بالأنانية أو لا تُساند زوجها وعائلتها خاصة في وقت الأزمات، لكن مهم جدا أن تُدرك مالها من حقوق وهل متحققة في حياتها، وما عليها من دور ومسؤوليات كي تقوم بها على أكمل وجه ولاتغفل عنها وسط انشغالها بمهام ليست مكلفة بها أساساً وتُدرك بعض التفاصيل المهمة في الحياة الزوجية وترى مدى تحقيقها بشكل متوازن في حياتها حتى لا تتفاجأ بمشكلات ربّما تكون هي السبب فيها.
الله خلق الرّجل والمرأة ووضع لكلٍّ منهما دور ليقوم به فإن أدرك ووعى كل منّا ذلك وعمِل وفقَ هذه القوانين الكونية أستطاع أن يُحقق التوازن المطلوب لحياة آمنة هادئة مُرضية لكلاهما وهذا ما يسعى اليه كُل الأزواج وبالتالي أُسرة تحيا وفق أُسس سليمة قادرة على تنشئة جيل واعي متزن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة الاربعين والرسائل الإلهية
زيارة الاربعين والرسائل الإلهية

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

زيارة الاربعين والرسائل الإلهية

ونحن نعيش أيام الزحف المليوني نحو كعبة الاحرار ومنار الثوار أبا الشهداء الامام الحسين ع في أربعينية حري بنا ان نرتشف من معين هذا الحدث بعض ما نستطيع ان نتوصل اليه والذي أستطيع ان اسميه الرسائل الإلهية ومنها: – الأولى: ان الإسلام بخير والتشيع بخير فعلى الرغم من كل ما تشهده الكرة الأرضية من فساد وافساد وانحرافات الا ان هناك من يعظم شعائر الله ويستمد العزم من أولياء الله. الثانية. مازال الكرم والنخوة المتأصلة في الفرد العراقي تتجذر وتزداد يوما بعد يوم. الثالثة. على الرغم مما تعيشه بعض الدول الإسلامية من حصار وأوضاع اقتصادية صعبة جدا الا ان المؤمنين في تلك البلدان تجشموا العناء وجاءوا لمواساة رسول الله في سبطه المظلوم. الرابعة. على الرغم من اختلاف اللغات والثقافات بين الشعوب الا ان القاسم المشترك وهو حب ال البيت حيث كان العلامة البارزة والكفيلة بتذليل كل الصعوبات. الخامسة. ان شيعة العراق على الرغم مما يعانونه من غياب القائد الحقيقي والموجه الحقيقي الا انهم اثبتوا ان قائدهم الحسين ومرجعهم الحسين ع. السادسة. على الرغم من صعوبة الانواء الجوية ودرجات الحرارة العالية جدا الا ان الزائرين يحثون الخطى وغير ملتفتين لذلك وكأنهم في نزهة. السابعة. ان الغنى الحقيقي هو ان تملك طاعة الله وطاعة اوليائه وليس الغنى ان تمتلك المال والنفوذ. الثامنة. ان الهدف الرئيسي للمؤمنين هو انتظار قائدهم الفعلي المكتفل بالمسؤولية وهذا يحتاج الى مران وتدريب ولعل الزيارة الاربعينية واحدة منها. التاسعة. التكافل والتعاون بالمؤمنين ونكران الذات والايثار كلها صفات تجسدت في الزيارة الاربعينية ويجب على المجتمع تقويتها والحفاظ عليها.

زيارة الأربعين.. زيارة الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين مكتوبة
زيارة الأربعين.. زيارة الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين مكتوبة

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 10 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

زيارة الأربعين.. زيارة الإمام الحسين (ع) يوم الأربعين مكتوبة

روى الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة والنّوافل اليوميّة وهي أربع وثلاثون ركعة)، وزيارة الاربعين، والتختّم باليمين وتعفير الجبين بالسّجود، والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ. وقد رويت زيارته في هذا اليوم على نحوين، أحدهما ما رواه الشّيخ في التّهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصّادق صلوات الله عليه في زيارة الاربعين: تزُور عند ارتفاع النّهار وتقول : {اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السادَةِ، وَقائِداً مِنَ الْقادَةِ، وَذائِداً مِنْ الْذادَةِ، وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الاَْنْبِياءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الاَْوْصِياءِ، فَاَعْذَرَ فىِ الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الْجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَةِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا، وَباعَ حَظَّهُ بِالاَْرْذَلِ الاَْدْنى، وَشَرى آخِرَتَهُ بِالَّثمَنِ الاَْوْكَسِ، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ، وَاَسْخَطَكَ وَاَسْخَطَ نَبِيَّكَ، وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ اَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَْوْزارِ الْمُسْتَوْجِبينَ النّارَ، فَجاهَدَهُمْ فيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ، اَللّـهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الاَْوْصِياءِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ، عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً وَمُتَّ فَقيداً مَظْلُوماً شَهيداً، وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِهِ حَتّى اَتياكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فىِ الاَْصْلابِ الشّامِخَةِ وَالاَْرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ الْمُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنينَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الاَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَاَعْلامُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةُ على اَهْلِ الدُّنْيا، وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِاِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ ديني وَخَواتيمِ عَمَلي، وَقَلْبي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَاَمْري لاَِمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأذَنَ اللهُ لَكُمْ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمينَ رَبَّ الْعالِمينَ}.

الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين
الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 14 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين

وأوضح عالميان أن ما قامت به السيدة زينب عليها السلام من نقل رسالة عاشوراء إلى العالم، يُلهم اليوم النساء المسلمات لتعزيز ثقافة الأربعين داخل الأسرة والمجتمع. وأشار إلى أن رسالة الأربعين لا تقتصر على إحياء ذكرى عاشوراء، بل تتجاوز ذلك لتكون وسيلة لنقل قيمها العميقة إلى الأجيال الجديدة، مؤكداً أن هذه الرسالة هي امتداد لما قدمه الإمام الحسين عليه السلام في ثورته الخالدة. وقال أن خصوصية الأربعين تكمن في قدرتها على تحويل عاشوراء من حدث تاريخي إلى حركة حية ومؤثرة، مشددًا على أهمية دراسة المبادئ الأساسية ل رسالة الأربعين لفهم الدور الاستثنائي للمرأة في نشر هذه الثقافة وتعزيزها. أبعاد رسالة الأربعين.. من التذكير إلى تجديد العهد أكد عالميان أن للأربعين عدة رسائل مترابطة، أولها تذكير الناس بتضحيات الإمام الحسين وأصحابه الأوفياء في عاشوراء وما بعدها، معتبرًا أن هذه الواقعة ليست مجرد حدث تاريخي، بل مخزون غني بالدروس والقيم الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان. أما الرسالة الثانية، فهي تجديد العهد مع الإمام الحسين وأهدافه السامية، والتي تتجسد اليوم في مسيرة الأربعين. وأضاف أن هذه المسيرة ليست مجرد رحلة جسدية، بل رحلة روحية ورمز للتزام الأمة الإسلامية بالقيم الحسينية، حيث يمثل كل خطوة لكل زائر تجديدًا للوفاء بالشهداء، وكل دمعة تسكب شهادة على استمرار هذا الطريق النوراني. وبالنسبة للرسالة الثالثة، أشار إلى أن الأربعين تعزز الروح الثورية والوعي الإسلامي، فهي ليست مجرد مراسم دينية أو حزن جماعي، بل حركة ديناميكية وفاعلة على مر التاريخ، تعمل على نشر الوعي ومواجهة الانحرافات. وأكد عالميان أن الأعداء، خصوصًا الجماعات المتطرفة مثل الوهابية، يشعرون بالتهديد من تأثير الأربعين، لأنها تجسّد قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء القيم الإسلامية الأصيلة، مبينًا أن الإسلام الحقيقي دين محبة وعدالة، وليس دين عنف وتفرقة. الدور المحوري للمرأة في تعزيز ثقافة الأربعين لفت عالميان إلى الدور التاريخي الفاعل للنساء في الميادين الإسلامية، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شاركت النساء في الغزوات، وبرزت أدوارهن في الخلفية والدعم، مؤكدًا أن بعد عاشوراء، تجلى دورهن بوضوح في نقل الرسالة والحفاظ على ذكرى الشهداء. وأشار إلى أن السيدة زينب الكبرى عليها السلام تمثل رمز القيادة والإدارة بعد عاشوراء، حيث نجحت بخطاباتها ومواعظها في إبقاء حكاية كربلاء حية، ونقلها بفعالية للعالم، مكشوفةً ظلم حكومة يزيد ومعلنة رسالة الحق رغم كل الصعوبات. وأضاف أن نساء أخريات مثل أم البنين بحفظهن للقصائد الحماسية وتخليدهن لذكرى الشهداء، والحسناء رباب بإقامتها مجالس العزاء، لعبن دورًا بارزًا في نشر ثقافة عاشوراء، مؤكدًا أن النساء كن حافظات لهذه الملحمة ومناهضات للتحريف التاريخي. الدور المزدوج للمرأة .. الأسرة والمجتمع أوضح عالميان أن المرأة تنقل قيم عاشوراء والأربعين على مستويين: الأسرة والمجتمع. في الأسرة، توفر الأم بصلتها العاطفية العميقة مع الأبناء البيئة المثلى لغرس مفاهيم الإيثار والشهادة ومناهضة الظلم، بينما على مستوى المجتمع، تشكل مشاركتها الفاعلة في الطقوس الدينية نموذجًا حيًا يُحتذى به للشباب. وأشار إلى أن الأطفال يتأثرون بشكل طبيعي بسلوك الأم الملتزمة دينياً، سواء في حضور مراسم العزاء أو المشاركة في مسيرة الأربعين، فيما يمكن للمرأة استخدام وسائل الاتصال الحديثة لفهم احتياجات الجيل الجديد ونقل الرسالة بطرق مبتكرة وجاذبة. وأكد أن واقعة كربلاء حدث مشترك بين الرجال والنساء، ولكن كل فئة لعبت دورها في مجالها، معتبرًا السيدة زينب نموذجًا عمليًا للمرأة المعاصرة في ترويج ثقافة الأربعين عبر الصبر والثبات والوعي والعمل. التحديات وسبل نقل الثقافة بفعالية ذكر عالميان أن من أبرز التحديات ضعف المعتقدات الدينية لدى بعض النساء، ما قد يعيق نقل الرسالة بشكل صحيح، وأوضح أن الحل يكمن في التعمق في دراسة مصادر معتمدة، والمشاركة في الحلقات المعرفية والتواصل مع العلماء لتعميق الفهم. كما أشار إلى أن اللغة التقليدية قد لا تصل إلى الجيل الجديد، لذا يجب استخدام أساليب حديثة تعتمد على علم النفس والاتصال لجعل الرسالة مفهومة وجاذبة. الأربعين كحركة حية دائمة اختتم عالميان بالإشارة إلى أن الأربعين ليست مجرد مناسبة حزينة، بل حركة ديناميكية وفاعلة تساهم في تعزيز المجتمع الإسلامي. وأكد أن المرأة، مستوحاة من نساء كربلاء، تستطيع عبر الأسرة والمجتمع نقل رسالة الأربعين للأجيال القادمة بفعالية، مع ضرورة تعزيز الإيمان الديني والوعي الإسلامي ووسائل النشر المناسبة لضمان استمرارية وتأثير هذه الثقافة المقدسة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store