
أطماع دولية في سوريا.. فهل تستطيع النهوض؟
فقد سبق سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تدمير أكثر من ثلث البنية التحتية وتشريد الملايين، حيث تُقدَّر تكلفة إعادة الإعمار بنحو 400 مليار دولار.
نتيجة النزاع المسلح في سوريا تم تدمير ما يقارب من 68 بالمئة من شبكات الكهرباء والمياه والطرق، بالإضافة إلى تضرر 40 بالمئة من المساكن ونصف المنشآت التعليمية والصحية، فيما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 64 بالمئة ووصل التضخم إلى 40 بالمئة، بينما يعيش حوالي ثلثي السوريين تحت خط الفقر.
أبرز التحديات التي تواجه سوريا
رغم رفع بعض العقوبات الغربية، لا تزال القيود المتبقية تعيق الوصول إلى التمويل الدولي، فقد أعلنت الولايات المتحدة عن رفع جزئي للعقوبات وقدمت 7 مليارات دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية، لكنها تشترط إصلاحات سياسية واقتصادية، كما أنها تستمر في دعم الأكراد في مواقعهم الشمال السوري الغني بالموارد الطبيعية من نفط ومحصولات زراعية، والذين رفضوا الاندماج في الدولة الجديدة، عبر قواعدها العسكرية، فيما يدعم الاتحاد الأوروبي مشاريع إعادة الإعمار عبر، لكنه يربط المساعدات بضغوط لقطع العلاقات مع روسيا.
كما أن الانقسام الشعبي الحاصل في البلاد بين الطوائف المختلفة والهجمات الإرهابية على الأقليات من المسيحيين والدروز والعلويين في مختلف أنحاء البلاد يُعقِّد جهود المصالحة وإقرار سياسات موحدة.
إسرائيل بدورها لعبت دورًا بارزًا في المشهد السوري منذ سقوط الأسد، رغم إعلانها الحياد الرسمي، حيث تحوّل هذا الدور من ضربات جوية محدودة إلى غزو بري مما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لإسرائيل وانعكاسات تدخلها على الاستقرار الإقليمي، فقد احتلت إسرائيل مناطق واسعة في جنوب سوريا، بما في ذلك المنطقة العازلة في الجولان التابعة لقوات الأمم المتحدة (UNDOF)، وجبل الشيخ الاستراتيجي الذي يطل على دمشق ولبنان وصولًا إلى حدود ريف دمشق الجنوبية.
سوريا والدول الصديقة وروسيا
تواجه سوريا مفترق طرق فإما أن تنجح في بناء تحالفات دولية داعمة وتنفيذ إصلاحات جذرية، أو تغرق في فوضى أعمق، فالتعاون بين الحكومة الجديدة والمجتمع الدولي ضروري، لكنه يجب أن يكون مبنياً على الشفافية والمصلحة الوطنية، بعيدًا عن الاستقطابات الجيوسياسية.
كما أن إشراك المجتمع المدني وضمان العدالة في توزيع الموارد سيكونان عاملين حاسمين في تحديد مصير البلاد.
ومع التوجه الغربي المعادي نوعاً ما لسوريا حفاظاً على مصالح إسرائيل التوسعية تبقى الدول العربية الحاضنة الأقرب لسوريا في حين أن تركيا الجار الأقرب لحكومة دمشق وبينهما علاقات استراتيجية مع العلم أنها تسعى لتعزيز نفوذها عبر استثمارات في قطاع البناء وفي شمال سوريا للقضاء على الأكراد.
بالنسبة لروسيا فهي تحاول الحفاظ على وجودها العسكري والاقتصادي، خاصة في المناطق الاستراتيجية مثل الساحل السوري، ومع صعود الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، سارعت موسكو إلى تبني سياسة براغماتية، عبر خطوات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية.
ففي يناير 2025، زار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف دمشق على رأس وفد رفيع، حيث التقى بالرئيس الشرع وأكد على 'العلاقات التاريخية' واحترام سيادة سوريا، تلا ذلك مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والشرع، وصفها الكرملين بـ'البناءة'، مع تأكيد دعم موسكو لوحدة سوريا.
قدمت روسيا 23 مليون دولار للبنك المركزي السوري لدعم العملة المحلية، رغم العقوبات الغربية، كما أرسلت شحنات نفطية إلى موانئ بانياس وطرطوس، منها ناقلة 'سابينا' بمليون برميل نفط خام، وناقشت موسكو مع دمشق استئناف مشاريع الطاقة المتوقفة، مثل تطوير حقول الغاز، وحافظت على وجودها العسكري في قاعدة حميميم وميناء طرطوس.
وفي السياق، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، لوكالة 'ريا نوفوستي' الروسية مؤخراً بأن الاتصالات مستمرة بين موسكو ودمشق بخصوص وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وقال 'أستطيع أن أؤكد أننا نواصل بالفعل الاتصالات مع دمشق بشأن القضايا كافة، وبشكل عام، تربطنا مع الشعب السوري علاقات ودية طويلة الأمد، وأؤكد، بشكل خاص، مع الشعب السوري، لأنه لا داعي للحديث عن الأنظمة في هذه الحالة'، وأضاف: 'نحن نواصل هذه الاتصالات حاليا، من أجل التوصل إلى حل يلبي مصالح روسيا ومصالح دمشق ومصالح الاستقرار الإقليمي'.
انفتاح دمشق على الشراكة مع موسكو
من جهته، أكد الرئيس السوري، أحمد الشرع، على الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين روسيا وسوريا، في مقابلة مسبقة له مع هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي'، وألمح إلى مستقبل تستمر فيه هذه العلاقة، مما يترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية بقاء القوات العسكرية الروسية في سوريا، كما أشار في نفس المقابلة أن دمشق لديها مصالح استراتيجية مع روسيا، معتبراً إياها ثاني أقوى دولة في العالم وذات أهمية كبيرة، وأن الإدارة الجديدة تعطي الأولوية لمصالح الشعب السوري ولا تسعى إلى إثارة صراعات مع دول أجنبية.
وبرأي الخبراء فإن روسيا لعبت دورًا محوريًا خلال الأزمة السورية في خفض التصعيد عبر آليات متعددة، منها تنفيذ اتفاقيات بالتعاون مع تركيا وإيران بهدف وقف القتال وتحسين الأوضاع الإنسانية، وطورت هذا الإطار عبر اتفاق سوتشي 2019، الذي نص على إنشاء منطقة عازلة في إدلب وتسيير دوريات روسية-تركية مشتركة، كما ساهمت موسكو في تفعيل لجان محلية لتهدئة النزاعات بين الأطراف السورية، وعملت على موازنة النفوذ الغربي والإسرائيلي، خاصة في ملفات مثل الجولان المحتل، حيث رفضت مشاريع تقرها واشنطن لصالح إسرائيل.
آفاق المستقبل
في حال توفر الدعم الدولي الكافي، وخصوصاً من قبل روسيا وأصدقاء سوريا فإنه يمكن للبلاد تحقيق نمو اقتصادي جيد خلال أعوام قليلة، كما أن إشراك المجتمع المدني وضمان العدالة في توزيع الموارد سيكونان عاملين حاسمين في تحديد مصير البلاد. وللمصالحة الوطنية دور هام في الاستقرار لدخول الشركات المهتمة بإعادة الإعمار وخلق فرص عمل للشباب السوري، ناهيك عن أن العدوان الإسرائيلي يمكن لجمه بواسطة روسيا التي يمكنها تحقيق التوازن الاستراتيجي بينها وبين الغرب الداعم لإسرائيل في حال تمت الشراكة الاستراتيجية بين موسكو ودمشق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
«الخارجية الفرنسية»: إلقاء 40 طنًا من المساعدات فوق غزة اعتبارًا من الجمعة
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الثلاثاء، أن باريس ستلقي اعتبارًا من الجمعة 40 طنًا من المساعدات فوق قطاع غزة، حيث استؤنفت، يوم الأحد عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية من طريق الجو لمساعدة السكان الذين باتوا على شفير «مجاعة شاملة»، وفق الأمم المتحدة. وقال جان-نويل بارو لقناة «بي اف ام تي في»: «سننظم اعتبارًا من الجمعة، بتنسيق وثيق مع السلطات الأردنية، أربع رحلات يحمل كل منها عشرة أطنان من المواد الغذائية (لسكان) قطاع غزة». وبدأت بريطانيا، اليوم الثلاثاء إلقاء أولى شحنات المساعدة من طريق الجو فوق قطاع غزة المهدد بـ«مجاعة واسعة النطاق»، بحسب وكالات الأمم المتحدة، وفقما أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية. وأفاد مكتب رئيس الوزراء كير ستارمر في بيان أن «أولى عمليات إلقاء المساعدات البريطانية من طريق الجو» جرت الثلاثاء، وقيمتها «نحو نصف مليون جنيه استرليني من المساعدات الحيوية». مطالب أممية بـ«إغراق» قطاع غزة بالمساعدات ودعت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء إلى «إغراق» قطاع غزة بكميات كبيرة من المساعدات الغذائية لتجنب «مجاعة على نطاق واسع»، فيما يشهد القطاع «أسوأ سيناريو مجاعة» بحسب مرصد أممي متخصص. وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» و«يونيسف»: «يجب إغراق غزة فورًا ومن دون عوائق بكميات كبيرة من المساعدات ومواصلة ذلك يوميًا لتجنب مجاعة على نطاق واسع»، بحسب «فرانس برس». «أسوأ سيناريو مجاعة في غزة» وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء أن «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن» في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرًا. وحذّر «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» IPC الذي وضعته الأمم المتحدة، بأن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع غير كافية لوقف «الكارثة الإنسانية»، مشددًا على أن عمليات إدخال المساعدات برًا «أكثر فاعلية وأمانًا وسرعة». كميات قليلة من الطعام في غزة وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية أن طائرات عربية وأجنبية تواصل إنزال كميات قليلة من الطعام في غزة بما فيما مناطق لا يستطيع الفلسطينون الوصول اليها، ويتزاحم الاف المواطنين المجوعين حول هذه المساعدات التي لا تتناسب مع حاجة الناس. ووقعت عدة إصابات نتيجة التزاحم حول هذه المساعدات التي عادت للظهور في ظل اشتداد المجاعة في غزة ورفض الاحتلال ادخال المساعدات إلى مراكز التوزيع ليحصل عليها المواطن بكرامة. وقال لمكتب إلاعلامي الحكومي في غزة في بيان صحفي إن المجاعة تزداد شراسة والاحتلال يواصل جرائم الإبادة، 73 شاحنة فقط دخلت اليوم وعمليات الإنزال سقطت في مناطق قتال خطرة» مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي وأضاف «يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيدًا بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب». وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات جرى تنفيذها في اليوم الأول لإعلان الاحتلال هدنة من طرف واحد لساعات، وأوضح أن حمولة الطائرات سقطت في مناطق قتال حمراء، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية. واعتبر أن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.


عين ليبيا
منذ ساعة واحدة
- عين ليبيا
الإمارات ترسّخ ريادتها في الطاقة النووية.. اتفاق جديد مع سامسونغ
في خطوة تعكس الطموح الإماراتي المتنامي في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز التعاون الدولي، وقّعت شركة الإمارات للطاقة النووية مذكرة تفاهم مع شركة سامسونغ للإنشاءات والتجارة، تهدف إلى استكشاف فرص تطوير الطاقة النووية السلمية والاستثمار فيها عالمياً، بما يسهم في دعم الجهود الدولية لإنتاج كهرباء نظيفة يمكن توزيعها بكفاءة وموثوقية. ووفقاً لما أورده مكتب أبوظبي الإعلامي، تشمل مذكرة التفاهم مجالات تعاون واسعة، من بينها إنشاء محطات جديدة للطاقة النووية، إعادة تشغيل المحطات المتوقفة، ودخول شراكات استثمارية في الولايات المتحدة، إضافة إلى التركيز على تطوير تقنيات المفاعلات النووية المصغّرة داخل الإمارات وأمريكا، وهو ما يعزز من ريادة الإمارات في مجال الطاقة النووية المتقدمة. وأكد محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للطاقة النووية، أن الطاقة النووية تؤدي دوراً محورياً في توفير كهرباء نظيفة على نطاق واسع لمواكبة الطلب العالمي المتزايد. وأضاف: 'لقد أثبتنا أن الشراكات الاستراتيجية والتنفيذ الدقيق وفق أعلى المعايير يمكن أن يجعل من مشاريع الطاقة النووية قصة نجاح واقعية… مذكرة التفاهم مع سامسونغ تمثل امتداداً لجهودنا في التوسع الدولي وتكريس الابتكار في قطاع الطاقة النووية'. من جهته، صرّح أوسي تشول، الرئيس التنفيذي لشركة سامسونغ للإنشاءات والتجارة، قائلاً: 'الطاقة النووية عنصر أساسي في تأمين إمدادات مستقرة من الكهرباء النظيفة، ونؤمن أن الجمع بين التقنية المتقدمة وخبرة شركتينا يمكن أن يعزز من فرص التعاون العابر للقارات'. هذا وتتماشى الاتفاقية مع البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية الذي أطلقته شركة الإمارات للطاقة النووية، والهادف إلى تسريع اعتماد تقنيات الجيل المقبل من المفاعلات النووية، كما تندرج ضمن خطة الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتعكس مكانة الإمارات كدولة فاعلة في صياغة مستقبل الطاقة النظيفة على مستوى العالم. وتسعى الإمارات، من خلال هذه المبادرة، إلى تعزيز الأمن الطاقي وخفض البصمة الكربونية، مع الموازنة بين احتياجات التنمية المستدامة واعتبارات النمو الاقتصادي طويل الأمد، عبر حلول تقنية متقدمة وتعاون دولي نوعي. وتُعد الإمارات أول دولة عربية تدخل نادي الدول المشغّلة للطاقة النووية لأغراض سلمية، من خلال محطات براكة للطاقة النووية، والتي باتت تشكل أحد الركائز الأساسية في مزيج الطاقة الوطني، وتوفر طاقة كهربائية دون انبعاثات كربونية على مدار الساعة. وتأتي هذه الاتفاقية في سياق تحركات استراتيجية أوسع، من بينها توقيع اتفاق ضريبي بين الإمارات وروسيا في يناير الماضي، واستهداف رفع مساهمة قطاع السياحة إلى 123 مليار دولار، بما يعكس تنوع رؤية الإمارات الاقتصادية والبيئية في آن معاً.


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
بريطانيا تلقي أولى شحنات المساعدة الغذائية عن طريق الجو فوق غزة
بدأت بريطانيا، اليوم الثلاثاء إلقاء أولى شحنات المساعدة عن طريق الجو فوق قطاع غزة المهدد بـ«مجاعة واسعة النطاق»، بحسب وكالات الأمم المتحدة، وفقما أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية. وأفاد مكتب رئيس الوزراء كير ستارمر في بيان أن «أولى عمليات إلقاء المساعدات البريطانية من طريق الجو» جرت الثلاثاء، وقيمتها «نحو نصف مليون جنيه استرليني من المساعدات الحيوية»، بحسب «فرانس برس». يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، إذا لم تتخذ إسرائيل «خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع» في قطاع غزة. وأورد ستارمر «قلت دائمًا إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن». وأضاف «مع تعرض هذا الحل راهنًا للخطر، حان وقت التحرك»، بحسب «فرانس برس». وتأتي الخطوة التي تنوي بريطانيا اتخاذها بعدما أعلن الرئيس الفرنسي الخميس الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل. مطالب أممية بإ«إغراق» قطاع غزة بالمساعدات ودعت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء إلى «إغراق» قطاع غزة بكميات كبيرة من المساعدات الغذائية لتجنب «مجاعة على نطاق واسع»، فيما يشهد القطاع «أسوأ سيناريو مجاعة» بحسب مرصد أممي متخصص. وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في بيان مشترك مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» و«يونيسف»: «يجب إغراق غزة فورًا ومن دون عوائق بكميات كبيرة من المساعدات ومواصلة ذلك يوميًا لتجنب مجاعة على نطاق واسع»، بحسب «فرانس برس». «أسوأ سيناريو مجاعة في غزة» وأعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم، التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء أن «أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن» في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرًا. وحذّر «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» IPC الذي وضعته الأمم المتحدة، بأن عمليات إلقاء المساعدات فوق القطاع غير كافية لوقف «الكارثة الإنسانية»، مشددًا على أن عمليات إدخال المساعدات برًا «أكثر فاعلية وأمانًا وسرعة»، وفق وكالة «فرانس برس». كارثة إنسانية حقيقية ويواجه قطاع غزة كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يومًا بشكل متواصل، ما تسبب في استشهاد العشرات جراء المجاعة التي انتشرت في كل ربوع القطاع، ضمن حرب الإبادة التي خلفت أكثر من 200 ألف شهيد ومصاب. والإثنين قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعيًا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.