logo
"هجوم الجمعة".. إسرائيل تجر الإقليم لكارثة المواجهات المفتوحة

"هجوم الجمعة".. إسرائيل تجر الإقليم لكارثة المواجهات المفتوحة

الرياضمنذ 10 ساعات

في ظل هذا المشهد المعقد والمفتوح على احتمالات التصعيد، يبقى صوت المملكة صوتًا متزنًا وعاقلًا، يرفض العبث بمصير المنطقة، وينادي بوقف دورة العنف، والعودة إلى طاولة الحوار، ولعل السؤال الأكبر الذي ينبغي أن يُطرح اليوم هو: إلى أين تمضي هذه المواجهة؟ وهل يمكن للعقلاء أن (يفرملوا) عجلة جنون نتنياهو قبل أن تصل إلى الهاوية؟
في لحظة يُفترض فيها أن تسود لغة الحوار والتفاهم الإقليمي، اختار "الاحتلال الإسرائيلي" انتهاج خيار التصعيد العسكري المباشر، بتنفيذ موجات من الضربات الجوية المُركزة، استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، واغتيال "ثلة مؤثرة" من القادة العسكريين والنوويين الإيرانيين، وهي سابقة خطيرة تفتح أبوابًا من الاحتمالات الصدامية في منطقة مضطربة بطبيعتها.
في الظاهر، تبدو الضربة تكتيكية وذات طابع عسكري بحت، لكنها في جوهرها تحمل دلالات استراتيجية أعمق بكثير، إذ يسعى الاحتلال من خلاله إلى إرسال رسائل متعددة الاتجاهات، إلى إيران، والولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وكذلك إلى حلفائها وخصومها في الإقليم.
الهدف الأولي المعلن من الضربة هو الحد من قدرة إيران على تطوير برنامجها النووي العسكري، الذي تقول عنه حكومة الاحتلال، هو تهديد وجودي لها، إلا أن المراقب المتأمل يدرك أن الرسالة الحقيقية تتجاوز هذا الحد، لتصل إلى مستوى فرض سياسة الأمر الواقع، وتعطيل أي تقدم في المفاوضات النووية التي تسعى إليها قوى كبرى، مثل واشنطن وباريس وبرلين، ونعلم أن إسرائيل التي لم تخفِ يومًا رفضها الكامل لأي تسوية مع إيران بشأن ملفها النووي، ترى أن هذه اللحظة تمثل لها فرصة ذهبية لتعطيل أي تقارب دولي محتمل معها.
في المقابل، فإن الردود المتوقعة من الجانب الإيراني قد تأخذ أشكالًا عدة، ما بين الرد المباشر عبر قصف صاروخي على أهداف إسرائيلية أو مصالح غربية، أو تحريك الجماعات الحليفة لها في الساحات المتعددة، مما يعني فتح أكثر من جبهة، وتصعيدًا إقليميًا واسع النطاق، وهذه السيناريوهات ليست تكهنات، بل هي مؤشرات تنذر بأن المنطقة تقف على حافة مواجهة مفتوحة.
وفي هذا السياق، جاء الموقف الرسمي السعودي واضحًا وقويًا، وعبّرت وزارة الخارجية عن "إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة، التي تمس سيادتها وأمنها، وتمثل انتهاكًا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية"، ولا ينبغي أن يُقرأ هذا البيان كإدانة لفظية فقط، بل يعكس ثوابت الرياض السياسية التي تؤمن أن الحوار والدبلوماسية هما الوسيلتان الأنجع لحل النزاعات، وأن التصعيد العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار.
ما يمكن أن يقال في مشهدنا الإقليمي المُتصدع هو أن الحكومة السعودية تُدرك هشاشة الوضع الإقليمي، وامتداد آثار أي مواجهة إيرانية - إسرائيلية إلى عمق الخليج العربي والشرق الأوسط، وهي تسعى بحكمتها ومسؤوليتها إلى احتواء النيران قبل أن تستعر، حمايةً لأرواح الشعوب ومصالح الدول، وصونًا للسلم والاستقرار الدولي.
وإذا ما نظرنا إلى الدلالات الأبعد لهذه الضربة، فإننا سنلحظ أبعادًا متشابكة تتصل بالأمن الإقليمي، والسياسة الدولية، ومصير الاتفاق النووي، وحتى أمن الطاقة العالمي، فالهجوم يهدد بتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، ورفع أسعار النفط، وزيادة منسوب التوتر العسكري في الخليج، وكلها عوامل تُربك الأسواق، وتثير مخاوف عالمية من توسع رقعة الصراع.
علاوة على ذلك، فإن ضرب منشآت نووية -حتى وإن لم تكن مسلحة بعد- يثير مخاوف حقيقية من إمكانية التسبب بكارثة إشعاعية، الأمر الذي يعيد للأذهان سيناريوهات سوداء مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، مع فارق أن هذه المرة ستكون بفعل فاعل، لا بسبب خطأ تقني أو كارثة طبيعية.
ومن ناحية سياسية، فإن الخطوة الإسرائيلية تعمق من حالة الانقسام الدولي، وتزيد من تعقيد العلاقات بين القوى الكبرى، حيث ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام مأزق حرج، فهل ستواصل دعم حليفتها إسرائيل، أم تضغط لاحتواء الموقف تجنبًا لحرب شاملة قد لا تصب في مصالحها الاستراتيجية الأوسع، خاصة في ظل انشغالاتها مع ملفات كبرى كالصين وروسيا؟
أما عن الداخل الإسرائيلي المتصدع أيضًا والمنقسم، فإن هذا التصعيد قد يحمل أيضًا دلالات مرتبطة بالسياسة الداخلية، إذ تسعى الحكومة الحالية المُتطرفة إلى ترميم صورتها أمام المجتمع الإسرائيلي، وإظهار نفسها بموقع "الحامي" من الخطر الإيراني، خصوصًا في ظل ما تعانيه من احتجاجات داخلية ومأزق مستمر في الحرب الجائرة على غزة.
وفي ظل هذا المشهد المعقد والمفتوح على احتمالات التصعيد، يبقى صوت المملكة العربية السعودية صوتًا متزنًا وعاقلًا، يرفض العبث بمصير المنطقة، وينادي بوقف دورة العنف، والعودة إلى طاولة الحوار، ولعل السؤال الأكبر الذي ينبغي أن يُطرح اليوم هو: إلى أين تمضي هذه المواجهة؟ وهل يمكن للعقلاء أن (يفرملوا) عجلة جنون نتنياهو قبل أن تصل إلى الهاوية؟ الإجابة بالتأكيد ليست سهلة على الإطلاق، لكنها تبدأ من الاعتراف بأن الحرب لن تجلب النصر لأحد، وأن الأمن الحقيقي لا يُبنى على أنقاض الآخر، وأن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، بمثابة جرس إنذار ينبّه الجميع إلى ضرورة "لجم" الهوس الإسرائيلي" قبل فوات الأمان.. دمتم بخير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدولار يقفز بأكبر وتيرة في شهر بعد قصف إسرائيل لإيران
الدولار يقفز بأكبر وتيرة في شهر بعد قصف إسرائيل لإيران

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

الدولار يقفز بأكبر وتيرة في شهر بعد قصف إسرائيل لإيران

اتجه الدولار نحو أكبر ارتفاع يومي له في شهر اليوم الجمعة مع اندفاع المتعاملين إلى العملة الأميركية وغيرها من أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، وذلك بعد أن شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران. وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت مجموعة كبيرة من الأهداف العسكرية في إيران. ومن المقرر أن يعقد مسؤولون أميركيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات في سلطنة عمان يوم الأحد حول برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم. وأشار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى أن تصميم الحكومة الإسرائيلية على قصف أهداف إيرانية هو قرار مستقل، وفقًا لـ "رويترز". في بداية التعاملات، ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني قبل أن يتراجعا أمام الدولار الذي كان حتى وقت قريب الملاذ الآمن الأساسي في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو المالية. وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إيران على التوصل إلى اتفاق محذرا من أن "الهجمات القادمة المُخطط لها ستكون أكثر ضراوة". وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.9%، مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص. وسجل مؤشر الدولار ارتفاعا 0.85% في أحدث التعاملات متجها نحو تحقيق أكبر ارتفاع يومي له منذ 12 مايو/أيار. وقالت فيونا سينكوتا المحللة لدى سيتي إندكس "يعود الدولار إلى دوره التقليدي كملاذ آمن، وهو ما لم نشهده منذ أشهر". وكسر اليورو موجة صعود استمرت 4 أيام لينخفض 0.7% عند 1.1494 دولار، لكنه لا يزال قريبا من أعلى مستوى له في نحو 4 سنوات والذي سجله أمس الخميس عند 1.163225 دولار. وارتفع الدولار مقابل الين 0.6% إلى 144.43 بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الليل عند 142.795 قبل أن يتعافى، بينما ارتفع أيضا مقابل الفرنك السويسري 0.52% إلى 0.8147 فرنك. وأقبل المستثمرون أيضا على سندات الخزانة الأميركية، مما أدى إلى انخفاض العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 4.7 نقطة أساس إلى أدنى مستوى له فيما يزيد على شهر واحد عند 4.31%. ورغم المكاسب، اقترب مؤشر الدولار من أدنى مستوى له منذ مارس/آذار 2022، والذي سجله في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويتجه نحو تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 1% تقريبا، وهو أكبر انخفاض له في أكثر من 3 أسابيع. ويعزى ذلك إلى حالة الضبابية التي تكتنف الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقال ترامب بأنه سيحدد شروط التجارة أحادية الجانب مع الاقتصادات الأخرى في الأيام المقبلة. وطالت الخسائر العملات الرقمية أيضا اليوم الجمعة إذ تراجعت بيتكوين 1% إلى 105052 دولارا وإيثر بما يزيد على 4% إلى 2538 دولارا.

فوردو.. جبل الهلاك قواعد اللعبة الصراع بين إسرائيل وإيران
فوردو.. جبل الهلاك قواعد اللعبة الصراع بين إسرائيل وإيران

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

فوردو.. جبل الهلاك قواعد اللعبة الصراع بين إسرائيل وإيران

يُشبه مخططون عسكريون إسرائيليون منشأة "فوردو" النووية في إيران بجبل "الهلاك"؛ فهي منشأة تخصيب نووي محصنة بشدة، مدفونة على عمق نصف كيلومتر تحت جبل، ومحاطة بأنظمة دفاع جوي، وتقع بشكل رمزي بالقرب من مدينة قُم الدينية القديمة. أما طهران، فترى في منشأة "فوردو" رمزاً لرغبتها في حماية برنامجها النووي، الذي صُمم ليصمد أمام هجوم مباشر شامل، مع الحفاظ على عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب بما يسمح لها بإنتاج سلاح نووي محتمل، أو تنفيذ ما يُعرف بـ"الاختراق النووي"، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وأوضحت الصحيفة، الأحد، أن منشأة فوردو بُنيت تحت صخور صلبة، وأُحيطت بجدران خرسانية مسلحة، ما يجعلها بمنأى عن مدى التدمير الذي قد تلحقه الأسلحة الإسرائيلية المعروفة، وتمثل أيضاً انعكاساً لحالة "قلق استراتيجي" تعيشها إيران. الهدف "الأصعب وربما الأخير" ونقلت عن بهنام بن طالبلو، الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، قوله: "فوردو هي كل شيء في الأنشطة النووية الإيرانية". وأكدت إيران، السبت، تعرض منشأة فوردو لهجوم، لكن متحدثاً باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قال إن "الأضرار محدودة". في المقابل، نجحت إسرائيل في تدمير المنشأة التجريبية الأكبر فوق سطح الأرض في منشأة "نطنز"، بحسب ما أعلنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أمام مجلس الأمن، الجمعة. وأظهر تحليل، أجرته مؤسسة "معهد العلوم والأمن الدولي" باستخدام صور أقمار اصطناعية مفتوحة المصدر، أن قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض في "نطنز"، ربما تكون أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بإمدادات الكهرباء هناك. وأعرب داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني لدى "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب، عن اعتقاده بأن "فوردو" ستكون هدفاً صعباً من دون دعم أميركي، موضحاً أن المنشأة "محصنة بشدة وتقع في عمق جبل". وقال سيترينوفيتش: "لست واثقاً من حجم الضرر الذي يمكننا إلحاقه بها". وأضاف: "إيران لم تقترب بعد من نقطة الصفر (أي التدمير الكامل لبرنامجها النووي).. فهي لا تزال تحتفظ بقدرات كبيرة"، مشيراً إلى أن فوردو ستكون الهدف "الأصعب، وربما الأخير"، في الحملة الجوية الإسرائيلية. مخاطرة هائلة على الصعيد العالمي، لا تُعد منشأة "فوردو" فريدة من نوعها من حيث التحصين، فكل قوة عسكرية كبرى تمتلك برنامجاً نووياً لديها منشآت تحت الأرض تشبهها، لطالما كانت مادة خصبة لأفلام التجسس ونظريات المؤامرة، وفق "فاينانشيال تايمز". وأشارت الصحيفة إلى بناء الولايات المتحدة منشأة "رافن روك"، المعروفة باسم "البنتاجون السري"، داخل جبل بولاية بنسلفانيا. وقالت إن جبل يامانتاو "الغامض" في روسيا يُعتقد أنه يضم منشأة ضخمة للأسلحة النووية. وينطبق الأمر ذاته على قواعد الصواريخ الكورية الشمالية المحفورة داخل الجبال، في حين تحتوي قاعدة "لونجبو" البحرية الصينية على منشأة تحت الأرض للغواصات النووية يمكن الوصول إليها عبر أنفاق. لكن تبقى "فوردو" هي المنشأة العسكرية الكبرى الوحيدة تحت الأرض التي تعرضت لهجوم مباشر، وهو ما اعتبرته "فاينانشيال تايمز" سابقة تعكس "المخاطرة الهائلة" التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموافقته على الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران هذا الأسبوع. قدرات التخصيب في "فوردو" ولطالما نفى المسؤولون الإيرانيون سعيهم لامتلاك قنبلة نووية، وأشار أحدث تقييم للتهديدات صادر عن أجهزة الاستخبارات الأميركية هذا العام إلى أن إيران لم تُعد تشغيل برنامجها للأسلحة النووية، الذي كانت قد علقته في عام 2003 تحت ضغط دولي. ومع ذلك، إذا قررت طهران المضي في هذا الاتجاه، فإن تقديرات "معهد العلوم والأمن الدولي" تشير إلى أن منشأة "فوردو" قادرة على تحويل كامل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي قدر حجمه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مايو بـ408 كيلوجرام، إلى يورانيوم صالح لصنع 9 قنابل نووية في غضون 3 أسابيع فقط. وقال المعهد إن إيران قد تتمكن من إنتاج أول كمية (25 كيلوجراماً) من اليورانيوم المخصب بدرجة تصلح لصنع سلاح نووي داخل منشأة فوردو في غضون يومين إلى ثلاثة فقط. ما الفرق بين "فوردو" و"نطنز"؟ تلخص الفروقات بين "فوردو" و"نطنز" جانباً كبيراً من تاريخ البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الجهود متعددة الأطراف التي بُذلت لتقييد أنشطة التخصيب، بهدف منع تنفيذ الهجمات من النوع الذي شنته إسرائيل هذا الأسبوع. ففي أعقاب كشف علني عن وجود منشأة سرية، أعلنت إيران عن منشأة "نطنز" أمام الأمم المتحدة في 2003. ورغم احتوائها على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، فقد صُممت لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، لكن بدرجات منخفضة. وجعلها ذلك، إلى جانب خضوعها للتفتيش الدوري من قبل الوكالة الدولية، أكثر ملاءمة للاستخدام المدني. كما أن منشأة التخصيب في "نطنز" تقع على عمق لا يتجاوز 20 متراً فقط. وفي المقابل، تتميز فوردو بـ"صلابة جيولوجية" تجعل قاعاتها "غير قابلة للاختراق" أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة. منشأة سرية وشيدت منشأة "فوردو" بشكل سري، إلى أن كُشف عنها في سبتمبر 2009 في لحظة مثيرة، حين رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا السرية عن معلومات استخباراتية أظهرت أن إيران أقامت منشأة سرية داخل جبل "لا تتسق مع برنامج سلمي". شكل هذا الكشف، الذي وصفه رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جوردون براون بـ"الخداع المتسلسل"، صدمة كبيرة، وأثار انتقادات نادرة من روسيا وتحذيرات من الصين. وأصرت إيران على موقفها آنذاك، وقال الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد: "ما فعلناه كان قانونياً بالكامل"، وأضاف متسائلاً: "ما شأنكم أنتم لتُملوا علينا ما نفعله؟". خطة العمل الشاملة المشتركة ورغم ذلك، أصبحت "فوردو" محوراً للجهود الدولية التي تهدف لتقييد البرنامج النووي الإيراني. وأسفرت هذه الضغوط عن تشديد العقوبات الأممية، وأفضت إلى التوصل إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" في عام 2015 مع القوى الكبرى، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا. وفي مقابل تخفيف العقوبات، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث، وتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي فيها، ووقف التخصيب لمدة 15 عاماً، والسماح بآليات رقابية مشددة من قبل المفتشين الدوليين. لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي في عام 2018 خلال ولاية دونالد ترمب الأولى. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران في رفع معدلات التخصيب. وفي أعقاب انفجار وقع في منشأة "نطنز" عام 2021، اتمهمت إيران إسرائيل بالوقوف وارئه، وتسبب في تدمير قدرات التخصيب هناك، فعلت طهران أجهزة الطرد المركزي في "فوردو"، وبدأت في تحويل مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى درجة نقاء تبلغ 60%، وهي نسبة يمكن من خلالها الوصول إلى درجة التخصيب اللازمة لصناعة قنبلة خلال أيام. بؤرة محتملة للاختراق النووي ويرى محللون أن "فوردو" قد تتحول، إذا لم تُدمر خلال الهجمات الإسرائيلية، إلى بؤرة جهود "الاختراق النووي" الإيراني. وقد تنسحب طهران من معاهدة عدم الانتشار النووي، وتوقف تعاونها مع الوكالة الدولية، وتبدأ بتصنيع قنبلة نووية بسرعة. وكانت إيران قد هددت سابقاً بهذا السيناريو في حال تعرضت منشآتها النووية لهجوم، رغم أن مثل هذه الخطوة قد تدفع الولايات المتحدة للتدخل عسكرياً إلى جانب إسرائيل. ويزيد من تعقيد المشهد أن "فوردو" ليست المنشأة المحصنة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها طهران. فقد شرعت إيران أخيراً في بناء منشأة أخرى أعمق وأكثر تحصيناً داخل جبل " كوه كلنج جز لا"، المعروف أيضاً باسم "جبل الفأس"، على بُعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز. ويُعتقد أن منشأة "فوردو" تضم مدخلين نفقين، في حين أن "جبل الفأس" يحتوي على 4 على الأقل، ما يصعب عملية إغلاقها عبر القصف. كما أن القاعات الموجودة تحت الأرض هناك توفر مساحة أكبر. ويخشى البعض من أن تُستخدم تلك المنشأة، التي منعت إيران حتى الآن دخول مفتشي الوكالة الدولية إليها، لتجميع سلاح نووي في حال كانت البلاد تتعرض لهجوم. وقال بن طالبلو إن "السؤال الجوهري هو ما إذا كانت إيران ستُخبئ، أو ربما قد خبأت بالفعل، مواد انشطارية داخل منشأة جبل الفأس أو في منشأة أخرى غير معروفة".

إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات لليوم الثالث (تغطية حية)
إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات لليوم الثالث (تغطية حية)

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات لليوم الثالث (تغطية حية)

لليوم الثالث، واصلت إسرائيل وإيران، في الساعات الأولى من صباح (الأحد)، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذن يشن الجيش الإسرائيلي هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، فيما أكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية. وأدت موجات من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، ليل السبت/الأحد، وفق خدمة الإسعاف الاسرائيلية، بعد أن دفعت صفارات الإنذار ملايين الأشخاص ليهرعوا إلى الملاجئ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store