
"لقاءاتي مع عون وسلام بناءة"... براك: واشنطن لا تفرض مطالب على لبنان بل تقدّم مقترحات لدعم الأمن والازدهار
وأشار برّاك إلى أنّ الزيارة التي يقوم بها حالياً "ليست زيارتي الثالثة للبنان، بل هي الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة، وبالنسبة لي يمثل ذلك عودتي إلى دياري، والنقاشات التي أجريها مع الجميع هي في إطار ما بحثناه في السابق، وتركز حول استطاعة الولايات المتحدة الأميركية في أوقات دقيقة في المنطقة، ووقت أكثر دقة في لبنان، التوصل إلى اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تسمح لنا بمضمونها ومعايير تنفيذها بالانتقال إلى الخطوة التالية التي يحتاج أن يحققها لبنان. ولقاءاتي مع رئيس الجمورية ورئيس مجلس الوزراء كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل، ونحن نتقدم ونحرز تقدماً"، لافتاً إلى أنّه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الثلثاء صباحاً.
وفي ما يأتي تفاصيل مقابلة براك مع "تلفزيون لبنان"، بالأسئلة والأجوبة:
- الصحافة أشارت إلى أن أميركا تطلب تفكيك الصواريخ البالستية والمسيرات لـ"حزب الله" وأنتم في إحدى مقابلاتكم قلتم إن نزع سلاح "حزب الله" يتطلب سياسة الجزرة والعصا، علماً أن الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً بأن لا تسليم للسلاح حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية، هل يمكن التأكيد أن هذه هي مطالب أميركا؟ وماذا تقصدون بسياسة الجزرة والعصا؟ وهل الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها من النقاط الخمس؟
هذه كانت 9 أسئلة... دعيني آخذ كل سؤال على حدة، أولاً دعيني أكن واضحاً، ليس لأميركا أي مطالب. نية أميركا إزاء لبنان هي كصديق، لإرشاده إلى المستوى التالي من الملاءمة التي يستحقها. إذاً، ليس لدينا أي مطالب. جئنا تلبية لطلب المساعدة، وهذه هي اقتراحاتنا.
اقتراحات فقط سعياً لإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل هذه المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه.
وقد كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق، بعضها شمل إسرائيل، وبعضها شمل أقليات أخرى، ومنها شمل "حزب الله"، وهناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ وتم التواصل معنا، وكأننا طبيب وأن هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة. وطُلب منا المساعدة.
ليست هناك أي مطالب ولم نعلن عن أي مطالب. ما فعلناه هو أننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع.
من الواضح أنني لم أجرِ أي محادثات مع "حزب الله" شخصياً، وأن التصاريح التي يُدلي بها "حزب الله" هي تصاريح خاصة به. وليس لدينا أي مصلحة في هذا الموضوع ولكن الحل واضح، هنالك معضلة مع ميليشيا "حزب الله"، ولديكم إسرائيل التي كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع "حزب الله" والذي برأي إسرائيل ليس هناك أي فارق بين ميليشيا أو حزب سياسي لـ"حزب الله". ولبنان وباقي المنطقة.
قلنا لدينا اقتراح عن كيفية احتمال انضمام لبنان إلى ذلك لأن "حزب الله" يجب أن يكون مشاركاً بإرادته.
ويسرنا أن نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن إسرائيل.. وعلى "حزب الله" كونه جزءاً من لبنان أن يصل إلى نتيجة خاصة به. وإذا حصل ذلك يمكنكم الاعتماد علينا لمساندتكم وأخذكم إلى المستوى التالي ومنحكم كل الموارد المتوفرة لدينا لكي يصبح ذلك ممكناً، ولكن هذا قراركم أنتم وقرار لبنان، "حزب الله" جزء من لبنان. وباستطاعة كل قادة "حزب الله" القول في وسائل الإعلام إنهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني أي شيء وليس لدي أي علاقة بهم. ولم أجرِ معهم أي حوار، ليباركهم الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية.
إن هذه الاستراتيجية منطقية في أي عملية تفاوض ونحن ننظر إلى المسألة بأن هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية، وغياب الثقة من قبل "حزب الله" وأيضاً غياب الثقة من قبل إسرائيل.
إذا كانت هذه الاتفاقية موضوعة قيد التنفيذ فلماذا لم تنجح؟ هذا سؤالي الأول للجميع،
لو أتيت كطبيب لأقوم بتشخيص المرض، فما الذي قد حصل؟ ما حصل هو أن أياً من الأفرقاء لم يثق بالآخر. كانت هنالك مجموعة من المطالب والشروط موضوعة من إسرائيل ومجموعة أخرى من الحكومة، وكانت هناك توقعات لما سيحصل ولم تحصل أي من هذه المسائل. نتيجةً لذلك ما زالت النزاعات مستمرة في الجنوب وهذا جزء من المشكلة، وهذه المشكلة تفاقم كل الأمور العظيمة التي هنالك محاولة لإنجازها في موضوع الإصلاحات من قبل الحكومة. يجب أن يكون لبنان قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي، ونقطة على السطر.
اللبناني هو الأذكى والألمع والأكثر علماً، والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدار خمسين عاماً حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة.
ليس لأن الشعب اللبناني غير قادر أو لأنه ليس الألمع، وليس لأن المكان ليس الأكثر جاذبية، بل لأن الأمن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الأكثر علماً، وهو بحاجة للأمن، والأمن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح.
ما نقوم به هو أننا نحاول القول إن هذه الاتفاقية لم تنجح، ودعوني كميكانيكي نساعدكم لتصحيح المسائل التي نقترحها ومن ثم سنستخدم نفوذنا على كل الأفرقاء. أي الكيانات الحكومية وإسرائيل. وعلى إسرائيل أن تأخذ قرارها حول مصيرها في ما يتعلق بلبنان.
كما تعلمون في الولايات المتحدة الأميركية يُنظر إلى "حزب الله" كمنظمة إرهابية أجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب أن يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما أن نقنع الإسرائيليين بأن لدينا خطة أو بساطاً مزخرفاً ذا مغزى للجميع للوصول إلى السلام وفي نهاية المطاف إلى الازدهار، لأن ما يحتاج إليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك.
- هل أنتم راضون عن الإصلاحات التي أنجزتها حكومة الرئيس نواف سلام؟
نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلق بالمسائل المصرفية أو في ما يتعلق بالفجوة المالية جميعها تصل إلى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز الاحترام من كل الجوانب،
ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول إننا نريد إعادة الأشخاص إلى لبنان فأنتم بحاجة إلى نظام مصرفي وأنتم بحاجة إلى مصرف مركزي، ويجب أن تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة إلى الكهرباء والماء والإنترنت والطاقة. إذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الأساسية للأشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل، وأعتقد أن الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الأمن، لأنه لن تأتي أي مؤسسة خارجية أو أي مستثمر أجنبي إلى هنا قبل أن نتمكن من تأمين ذلك لهم.
- هل ستستمر الولايات المتحدة في موقفها الحازم بدعم لبنان، خصوصاً دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وما هي الشروط لذلك؟
ليس هناك أي شروط، وتُولي احتراماً كبيراً لمؤسسة الجيش اللبناني، وقد جمعنا بين التدريب والإشراف والمال للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية، وقد قلت في وقت سابق إن إحدى المسائل التي علينا جميعاً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الأول لعناصره، وأن تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وأن يكونوا بشكل مناسب ومدربين تدريباً صحيحاً كقوات لحفظ السلام، وليس كقوات عسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن أن يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح. الشيعة، "حزب الله" يُمكن أن يقول لدينا قوة كافية لحمايتنا من القوات التي نشعر بالقلق إزاءها، وأنا لست بحاجة إلى قوة عسكرية خاصة بي. لدينا التزام ونية لمساعدة الجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذ وقت طويل وتؤمن الدعم.
- التجديد لولاية جديدة لليونيفيل في آب... ماذا سيكون الموقف الأميركي من هذه المسألة؟
هو ما زال قيد التنفيذ من أوجه عديدة، ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفيل. أولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكنّ لهم احتراماً كبيراً وللأمم المتحدة لهذا العمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا إلى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفر الثقة للفريقين. إذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل إلى هيئة أكبر. إذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا أو إلى أين وصلنا في ما يتعلق باليونيفيل.
- هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟
نعم، إنه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في أسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا أن نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الأمل بالمستقبل لأولادكم وأحفادي وإلى الأجيال القادمة، وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لأهداف مختلفة وقد أصبحت دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي أصبحت تافهة، إن كان الخط الأحمر أو الأزرق أو الأخضر.
لبنان يستحق العودة إلى الإرث الذي كان لديه، إرث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود.
في مكان، وفي منطقة، في السنتين أو الثلاث المقبلة ومع القليل من الحظ يمكن أن تبدأوا برؤية قوة إقليمية مع لبنان في وسط وقلب هذه العلاقة الدورية الجديدة، وهذا أملي وسبب وجودنا هنا. وأعتقد أن الهيئات الحكومية تقوم بعمل عظيم في معالجة هذه المسائل، والجميع فقد صبره وهذه هي اللحظة لنضع وراءنا مشاعر الندم من الماضي، الانتقام القبلي، الأعمال العدائية التي كانت لدينا ونقول دعونا نأخذ أفضل ما لدى لبنان وهو شعبه ونُعيد التعريف بالأشخاص الموجودين في الجهة المقابلة للحدود وننسى ما هي
الخطوط، فهي غير مهمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 29 دقائق
- IM Lebanon
كرم: المعني بأمر السلاح لا يأبه للشعب
كتب النائب فادي كرم على منصة 'إكس': 'الجمود الذي يتكلّم عنه برّاك اصعب بكثير على الشعب اللبناني من الحرب. انه جمود اقتصادي واصلاحي، وعزل للبنان عن المجتمع الدولي، وانهيار اكبر في مستوى الحياة في لبنان. انه حرب على لبنان من دون تكلفة على اسرائيل. المشكل الاساسي ان المعني بأمر السلاح لا يأبه للشعب، والمسؤول لا يُبادر'.


IM Lebanon
منذ 29 دقائق
- IM Lebanon
برّاك ينذر: التصريحات لا تكفي… والوضع نحو التأزيم
جاء في 'نداء الوطن': جعل سفرُ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الجزائر، السياسة الداخلية في حال استراحة. لكنها استراحة على وقْع مواقف حادة لعل أبرزها موقف المبعوث الأميركي توم برَّاك، في تغريدة انتقد فيها ضمنًا السلطة التنفيذية، فكتب على منصة 'إكس': 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ 'حزب الله' بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية'. مصادر رسمية أكدت لـ 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام براك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
حتى لو سقط النظام.. موقع فرنسي يكشف كيف ستكون العلاقة بين إيران وإسرائيل
ذكر موقع "Worldcrunch" الفرنسية أنه "منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، انتهجت الولايات المتحدة استراتيجية في الشرق الأوسط تقوم على ثلاثة أهداف أساسية: السيطرة على موارد الطاقة، وضمان أمن إسرائيل وتفوقها، واحتواء أي قوة مستقلة أخرى في المنطقة، وفي مقدمتها النظام الإسلامي في إيران. إن الحرب في العراق، والتدخلات في سوريا وليبيا، والعلاقات المتناقضة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، والدعم غير المشروط لإسرائيل، كانت كلها تعبيرات عن هندسة الهيمنة التي تنتهجها واشنطن. لكن في السنوات الأخيرة، تآكلت شرعية القيادة الأميركية العالمية بشكل ملحوظ، وكان ذلك نتيجةً للإخفاقات في أفغانستان والعراق، والعجز عن إدارة الحروب في أوكرانيا وغزة، وتفاقم الخلافات مع حلفائها الأوروبيين. وفي هذا الفراغ، حاولت الصين التدخل باستراتيجية رصينة ومدفوعة بالاقتصاد". وبحسب الموقع، "مع ذلك فإن التراجع الأميركي في المنطقة يظل نسبيا، إذ لا تزال واشنطن تحتفظ بأدوات قوية: الدولار، والقوة العسكرية، والتحالفات الاستراتيجية العالمية، وقبل كل شيء إسرائيل. لعقود، اعتبرت تل أبيب نفسها ضحيةً لمنطقة معادية وغير مستقرة، لكننا نشهد الآن محاولاتها لإعادة تعريف دورها كقوة اقتصادية وتكنولوجية وعسكرية. لقد صدم العالم انتصارها الخاطف في حرب حزيران التي استمرت 12 يومًا ضد المنشآت النووية الإيرانية. ولم تُقضِ هذه العملية على طموحات طهران النووية فحسب، بل رسّخت مكانة إسرائيل كقوة عسكرية لا تُضاهى في المنطقة". وتابع الموقع، "لقد حوّل مشروع الممر الاقتصادي الاستراتيجي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) إسرائيل إلى مركز رئيسي بين الشرق والغرب. وبدعم من واشنطن والرياض ونيودلهي والاتحاد الأوروبي ، تبرز الدولة اليهودية اليوم كحلقة وصل محورية في السلسلة الاقتصادية الجديدة التي تُهمّش منافسين مثل تركيا وإيران، وحتى روسيا. وبينما تواجه السعودية تحولاً داخلياً، وتعاني تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية، تُمثل إسرائيل القوة الإقليمية الوحيدة القادرة على الجمع بين الاستقرار السياسي النسبي والابتكار التكنولوجي والردع العسكري. إلا أن هذا النجاح له ثمن: إذ تدخل إسرائيل الآن مرحلة من التنافس الهيكلي مع قوى إقليمية أخرى "محتملة مستقبلاً"، وخاصة إيران". وبحسب الموقع، "لأكثر من أربعة عقود، حُكمت إيران بنظام أيديولوجي وثوري، حوّلها إلى قوة فاعلة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. ومن خلال شبكة من الفصائل التابعة، بدءًا من تمويل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقي، وصولًا إلى طموحه لامتلاك أسلحة نووية، أصبح النظام الإسلامي تهديدًا لأمن إسرائيل وعقبةً أمام النظام الذي يقوده الغرب. ومع ذلك، فإن العزلة الاقتصادية والسياسية قد حكمت على الشعب الإيراني بالفقر والقمع واليأس. فبعد تدمير بنيته التحتية النووية وغياب الدعم الملموس من الصين وروسيا، أصبح نظام طهران اليوم أضعف من أي وقت مضى، مما يتيح فرصة تاريخية للشعب الإيراني للانطلاق في طريق الحرية. لكن الطريق لن يكون سهلاً". منافسة لا مفر منها وبحسب الموقع، "إذا تحررت إيران يومًا ما من الحكم الديني، فسيكون من الطبيعي أن يسعى شعبها إلى استعادة دورها التاريخي في المنطقة. فمع حضارة عريقة، وموارد طبيعية هائلة، وموقع جيوستراتيجي مزدهر، وشعب مثقف وديناميكي، تمتلك إيران كل المؤهلات اللازمة للظهور كقوة إقليمية. لكن الطريق إلى القوة لن يكون مستقيمًا. يجب على المعارضة الديمقراطية الإيرانية، بكل أطيافها، أن تدرك أن عالم المستقبل سيُهيمن عليه التنافس. إذا أرادت إيران الحرة أن تبرز كقوة عظمى، فستدخل حتمًا في منافسة مباشرة مع إسرائيل، وهي دولة تسعى، بفضل الدعم الكامل من الولايات المتحدة، والتكنولوجيا المتقدمة، والاستراتيجيات الاقتصادية الذكية، إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فريدة لا يُنازعها أحد. لا تكتفي إسرائيل بالتفوق العسكري والاقتصادي، بل تسعى أيضًا إلى تحييد أي منافس محتمل، لا سيما إيران والسعودية وتركيا. لذا، يجب على قادة إيران المستقبليين تجنب السذاجة: فنجاح الأمة وحريتها يتطلبان رؤيةً وإرادةً سياسيةً ووحدةً لمقاومة أي شكل من أشكال الهيمنة". وتابع الموقع، "لن تقتصر المنافسة المستقبلية بين إيران وإسرائيل على الجانب العسكري فحسب، بل ستكون صراعًا على الابتكار والنفوذ الإقليمي والدبلوماسية الاستراتيجية والسيطرة على الخطاب. وتعمل إسرائيل على تحويل نفسها إلى المحرك الاقتصادي للشرق الأوسط، من خلال مشاريع مثل IMEC ودورها في التكنولوجيا الرقمية. وإذا كانت إيران تريد المنافسة، فسوف تحتاج إلى الشروع في ثورة صناعية وتكنولوجية، وتحرير جامعاتها، وعولمة اقتصادها، وتأسيس سياستها الخارجية على أسس براغماتية، وليس أيديولوجية. علاوة على ذلك، ستحتاج إيران إلى بناء شبكة من التحالفات الثقافية والاقتصادية والأمنية مع آسيا الوسطى والقوقاز والهند وبعض الدول العربية. وإذا استطاعت تقديم نفسها كشريك مساوٍ، لا كتهديد أو تابع، فستتمكن من لعب دور قيادي على طاولة القوى العظمى، ولن يكون الحوار مع إسرائيل بعد الآن علامة ضعف، بل دليلاً على الثقة الوطنية. إسرائيل هي المسيطرة حاليًا، لكن المستقبل يعتمد على إرادة الشعب. يمكن للتنافس بين إيران وإسرائيل أن يتحول إلى دافع للتقدم، شريطة أن تكون إيران حرة ومستقلة ومتحدة. لا يوجد مصير لا رجعة فيه إذا اختار الشعب عدم الاستسلام". دور الصين وبحسب الموقع، "وفي هذا السياق المتغير، تقترح الصين بديلاً بعيداً كل البعد عن المنطق العسكري. من خلال مبادرة الحزام والطريق، تُركز بكين على البنية التحتية والروابط الاقتصادية والتكنولوجية بدلاً من التحالفات العسكرية، وقد مكّنها هذا النهج من الحفاظ على علاقات متوازنة مع إسرائيل وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر في آنٍ واحد. وأظهرت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران أن الصين لا تزال غير مستعدة للمخاطرة بمواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب دفاعًا عن حلفائها المناهضين للغرب مثل طهران. وحتى في ظل النظام المتعدد الأقطاب الناشئ، تتمتع إسرائيل بمكانة متميزة في نظر كل القوى الجيوسياسية الرئيسية". وتابع الموقع، "في عالم حيث أصبحت إسرائيل قوة اقتصادية وعسكرية، بدعم من الولايات المتحدة، مع سعي الصين إلى الحياد النشط، وعمل الدول العربية على إعادة تعريف نفسها، فسوف يتعين على إيران ما بعد الإسلامية أن تجيب على سؤال حاسم: كيف تتوقع أن تمارس دورًا استراتيجيًا في النظام العالمي الجديد؟ يعتمد الجواب على الإرادة الجماعية، وجودة القيادة السياسية، والقدرة على تحديد المصالح الوطنية بوضوح. ثلاثة عوامل ستكون حاسمة: أولًا، نهضة هوية وطنية قائمة على التماسك الداخلي والديمقراطية. ثانيًا، بناء تحالفات ذكية ومتعددة الأطراف، وإقامة علاقات مع أوروبا والهند وآسيا الوسطى والعالم العربي، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي. وأخيرًا، القدرة على إعادة صياغة العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، على أساس الدبلوماسية والكرامة والمصلحة الوطنية". الفوضى أم النهضة؟ بحسب الموقع، "لا تزال الاستراتيجية الأميركية الكبرى قائمة على الهيمنة من خلال التحالفات العسكرية والشركاء الإقليميين مثل إسرائيل. وبفضل IMEC، أصبحت إسرائيل مركزًا اقتصاديًا عابرًا للقارات، لكن هذا النجاح، إذا بُني على إقصاء أو إضعاف قوى إقليمية أخرى مثل إيران، قد يُولّد حالة من عدم الاستقرار المزمن. إن إيران المحررة، إذا اغتنمت هذه الفرصة التاريخية، ستتمكن ليس فقط من ضمان بقائها، بل أيضًا من المساهمة بفعالية في بناء نظام أكثر عدلًا، نظام لا يخضع فيه أي شعب للهيمنة ولا تكون فيه أي سلطة مطلقة. هذه المهمة، وإن كانت شاقة، إلا أنها ممكنة، شريطة أن يرشدنا الإيمان بالحرية والهوية الوطنية والجماعية إلى الطريق الصحيح".