
"لقاءاتي مع عون وسلام بناءة"... براك: واشنطن لا تفرض مطالب على لبنان بل تقدّم مقترحات لدعم الأمن والازدهار
وأشار برّاك إلى أنّ الزيارة التي يقوم بها حالياً "ليست زيارتي الثالثة للبنان، بل هي الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة، وبالنسبة لي يمثل ذلك عودتي إلى دياري، والنقاشات التي أجريها مع الجميع هي في إطار ما بحثناه في السابق، وتركز حول استطاعة الولايات المتحدة الأميركية في أوقات دقيقة في المنطقة، ووقت أكثر دقة في لبنان، التوصل إلى اتفاقية وقف الأعمال العدائية التي تسمح لنا بمضمونها ومعايير تنفيذها بالانتقال إلى الخطوة التالية التي يحتاج أن يحققها لبنان. ولقاءاتي مع رئيس الجمورية ورئيس مجلس الوزراء كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالأمل، ونحن نتقدم ونحرز تقدماً"، لافتاً إلى أنّه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الثلثاء صباحاً.
وفي ما يأتي تفاصيل مقابلة براك مع "تلفزيون لبنان"، بالأسئلة والأجوبة:
- الصحافة أشارت إلى أن أميركا تطلب تفكيك الصواريخ البالستية والمسيرات لـ"حزب الله" وأنتم في إحدى مقابلاتكم قلتم إن نزع سلاح "حزب الله" يتطلب سياسة الجزرة والعصا، علماً أن الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً بأن لا تسليم للسلاح حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية، هل يمكن التأكيد أن هذه هي مطالب أميركا؟ وماذا تقصدون بسياسة الجزرة والعصا؟ وهل الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها من النقاط الخمس؟
هذه كانت 9 أسئلة... دعيني آخذ كل سؤال على حدة، أولاً دعيني أكن واضحاً، ليس لأميركا أي مطالب. نية أميركا إزاء لبنان هي كصديق، لإرشاده إلى المستوى التالي من الملاءمة التي يستحقها. إذاً، ليس لدينا أي مطالب. جئنا تلبية لطلب المساعدة، وهذه هي اقتراحاتنا.
اقتراحات فقط سعياً لإيجاد السبيل إلى تفاهم بين كل هذه المكوّنات التي فشلت في التوصل إليه.
وقد كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق، بعضها شمل إسرائيل، وبعضها شمل أقليات أخرى، ومنها شمل "حزب الله"، وهناك اتفاقية لوقف الأعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ وتم التواصل معنا، وكأننا طبيب وأن هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة. وطُلب منا المساعدة.
ليست هناك أي مطالب ولم نعلن عن أي مطالب. ما فعلناه هو أننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع.
من الواضح أنني لم أجرِ أي محادثات مع "حزب الله" شخصياً، وأن التصاريح التي يُدلي بها "حزب الله" هي تصاريح خاصة به. وليس لدينا أي مصلحة في هذا الموضوع ولكن الحل واضح، هنالك معضلة مع ميليشيا "حزب الله"، ولديكم إسرائيل التي كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع "حزب الله" والذي برأي إسرائيل ليس هناك أي فارق بين ميليشيا أو حزب سياسي لـ"حزب الله". ولبنان وباقي المنطقة.
قلنا لدينا اقتراح عن كيفية احتمال انضمام لبنان إلى ذلك لأن "حزب الله" يجب أن يكون مشاركاً بإرادته.
ويسرنا أن نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن إسرائيل.. وعلى "حزب الله" كونه جزءاً من لبنان أن يصل إلى نتيجة خاصة به. وإذا حصل ذلك يمكنكم الاعتماد علينا لمساندتكم وأخذكم إلى المستوى التالي ومنحكم كل الموارد المتوفرة لدينا لكي يصبح ذلك ممكناً، ولكن هذا قراركم أنتم وقرار لبنان، "حزب الله" جزء من لبنان. وباستطاعة كل قادة "حزب الله" القول في وسائل الإعلام إنهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني أي شيء وليس لدي أي علاقة بهم. ولم أجرِ معهم أي حوار، ليباركهم الله ويمكنهم إجراء هذه الأحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية.
إن هذه الاستراتيجية منطقية في أي عملية تفاوض ونحن ننظر إلى المسألة بأن هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية، وغياب الثقة من قبل "حزب الله" وأيضاً غياب الثقة من قبل إسرائيل.
إذا كانت هذه الاتفاقية موضوعة قيد التنفيذ فلماذا لم تنجح؟ هذا سؤالي الأول للجميع،
لو أتيت كطبيب لأقوم بتشخيص المرض، فما الذي قد حصل؟ ما حصل هو أن أياً من الأفرقاء لم يثق بالآخر. كانت هنالك مجموعة من المطالب والشروط موضوعة من إسرائيل ومجموعة أخرى من الحكومة، وكانت هناك توقعات لما سيحصل ولم تحصل أي من هذه المسائل. نتيجةً لذلك ما زالت النزاعات مستمرة في الجنوب وهذا جزء من المشكلة، وهذه المشكلة تفاقم كل الأمور العظيمة التي هنالك محاولة لإنجازها في موضوع الإصلاحات من قبل الحكومة. يجب أن يكون لبنان قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي، ونقطة على السطر.
اللبناني هو الأذكى والألمع والأكثر علماً، والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدار خمسين عاماً حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة.
ليس لأن الشعب اللبناني غير قادر أو لأنه ليس الألمع، وليس لأن المكان ليس الأكثر جاذبية، بل لأن الأمن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الأكثر علماً، وهو بحاجة للأمن، والأمن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح.
ما نقوم به هو أننا نحاول القول إن هذه الاتفاقية لم تنجح، ودعوني كميكانيكي نساعدكم لتصحيح المسائل التي نقترحها ومن ثم سنستخدم نفوذنا على كل الأفرقاء. أي الكيانات الحكومية وإسرائيل. وعلى إسرائيل أن تأخذ قرارها حول مصيرها في ما يتعلق بلبنان.
كما تعلمون في الولايات المتحدة الأميركية يُنظر إلى "حزب الله" كمنظمة إرهابية أجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب أن يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما أن نقنع الإسرائيليين بأن لدينا خطة أو بساطاً مزخرفاً ذا مغزى للجميع للوصول إلى السلام وفي نهاية المطاف إلى الازدهار، لأن ما يحتاج إليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك.
- هل أنتم راضون عن الإصلاحات التي أنجزتها حكومة الرئيس نواف سلام؟
نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلق بالمسائل المصرفية أو في ما يتعلق بالفجوة المالية جميعها تصل إلى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز الاحترام من كل الجوانب،
ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول إننا نريد إعادة الأشخاص إلى لبنان فأنتم بحاجة إلى نظام مصرفي وأنتم بحاجة إلى مصرف مركزي، ويجب أن تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة إلى الكهرباء والماء والإنترنت والطاقة. إذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الأساسية للأشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل، وأعتقد أن الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الأمن، لأنه لن تأتي أي مؤسسة خارجية أو أي مستثمر أجنبي إلى هنا قبل أن نتمكن من تأمين ذلك لهم.
- هل ستستمر الولايات المتحدة في موقفها الحازم بدعم لبنان، خصوصاً دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وما هي الشروط لذلك؟
ليس هناك أي شروط، وتُولي احتراماً كبيراً لمؤسسة الجيش اللبناني، وقد جمعنا بين التدريب والإشراف والمال للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية، وقد قلت في وقت سابق إن إحدى المسائل التي علينا جميعاً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الأول لعناصره، وأن تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وأن يكونوا بشكل مناسب ومدربين تدريباً صحيحاً كقوات لحفظ السلام، وليس كقوات عسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن أن يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح. الشيعة، "حزب الله" يُمكن أن يقول لدينا قوة كافية لحمايتنا من القوات التي نشعر بالقلق إزاءها، وأنا لست بحاجة إلى قوة عسكرية خاصة بي. لدينا التزام ونية لمساعدة الجيش اللبناني، وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذ وقت طويل وتؤمن الدعم.
- التجديد لولاية جديدة لليونيفيل في آب... ماذا سيكون الموقف الأميركي من هذه المسألة؟
هو ما زال قيد التنفيذ من أوجه عديدة، ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفيل. أولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكنّ لهم احتراماً كبيراً وللأمم المتحدة لهذا العمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا إلى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفر الثقة للفريقين. إذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل إلى هيئة أكبر. إذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا أو إلى أين وصلنا في ما يتعلق باليونيفيل.
- هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟
نعم، إنه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في أسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا أن نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الأمل بالمستقبل لأولادكم وأحفادي وإلى الأجيال القادمة، وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لأهداف مختلفة وقد أصبحت دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي أصبحت تافهة، إن كان الخط الأحمر أو الأزرق أو الأخضر.
لبنان يستحق العودة إلى الإرث الذي كان لديه، إرث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود.
في مكان، وفي منطقة، في السنتين أو الثلاث المقبلة ومع القليل من الحظ يمكن أن تبدأوا برؤية قوة إقليمية مع لبنان في وسط وقلب هذه العلاقة الدورية الجديدة، وهذا أملي وسبب وجودنا هنا. وأعتقد أن الهيئات الحكومية تقوم بعمل عظيم في معالجة هذه المسائل، والجميع فقد صبره وهذه هي اللحظة لنضع وراءنا مشاعر الندم من الماضي، الانتقام القبلي، الأعمال العدائية التي كانت لدينا ونقول دعونا نأخذ أفضل ما لدى لبنان وهو شعبه ونُعيد التعريف بالأشخاص الموجودين في الجهة المقابلة للحدود وننسى ما هي
الخطوط، فهي غير مهمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 19 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
قالها نعيم قاسم.. رسائل تكشف قرار "حزب الله" القتاليّ
خلال خطابه الأخير قبل أيام قال الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بشكل مباشر إن "حزب الله حاضر وجاهز للمواجهة الدفاعية فيما لو اعتدت إسرائيل اعتداء نعتقد معه أن الأوان آن من أجل أن ندافع". الكلامُ الذي نطق به قاسم لا يمكن أن يمرّ بشكل عادي، بل له دلالاته وانعكساته على "حزب الله" والداخل اللبناني بشكل خاص، كما أنه يمثل تحولاً فعلياً في استراتيجية "حزب الله" وانقلابها من مرحلة إلى أخرى. إذا تمّ تفصيل كلام قاسم، سيتبين أنّ هناك 3 رسائل بارزة ظهرت، الأولى وهي موجهة للأميركيين الذين يتحرّكون عبر الوسيط توماس براك من أجل نزع سلاح "حزب الله"، ومفاد الرسالة أنَّ الأخير (أي الحزب)، متمسك حتى النهاية بسلاحه حتى وإن كان الضغط كبيراً من خلال إعطاء مهل لمدة 90 يوماً تقريباً، يجب خلالها تنفيذ عملية "حصر السلاح" وسط مخاوف من إمكانية انهيار الهدنة الحالية بين لبنان وإسرائيل. في الواقع، فإنَّ كلام قاسم عن التمسك بالسلاح معروف وعادي وليس جديداً، لكن الرسالة الثانية التي برزت هي الأكثر محورية، وتتصل بقول قاسم إن "الحزب حاضر للمواجهة الدفاعية". فعلياً، هنا الكلامُ يحمل دلالات مهمة أولها أن الحزب حصر نشاطه بـ"الدفاع" وليس بالهجوم بعكس ما كان يخطط له سابقاً قبيل بدء حرب الإسناد لغزة في 7 تشرين الأول 2023. حينها، كان "حزب الله" يخطط لـ"غزو الجليل"، ما يشير إلى أن وظيفة الحزب كانت هجومية، لكن ما يظهر اليوم هو أن قاسم تبنى النظرية الدفاعية حصراً وبالتالي التخلي عما هو سابق. بشكل أو بآخر، قد يكون هذا القرار قد ارتبط بقناعة لدى "حزب الله" مفادها أنَّ شعاره لـ"غزو الجليل" والذهاب بعيداً في عمليات هجومية ضد إسرائيل، غير قابل للتطبيق لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة. أيضاً، قد تكون اللغة المستخدمة "تفاوضية" وبمثابة بلاغ لأميركا وإسرائيل بأن "حزب الله" يلتزم حدود لبنان، فيما التهديد الذي كان سابقاً عبر غزو يكرر تجربة 7 تشرين الأول 2023 في غزة مع حركة "حماس" وإسرائيل، قد تبدّد تماماً. لهذا السبب، فإن كلام قاسم يُعد مفصلياً، في حين أنه يفتح الباب أمام نقاش فعلي عن مدى قوة "حزب الله" التي بقيت بعد الحرب، فوضعها هو الذي يحدد مدى قدرة الأخير على التصدي لأي عدوان. لكن في المقابل، هناك الرسالة الثالثة التي أطلقها قاسم وتتصل بالحادثة أو الاعتداء التي قد تدفع "الحزب" للتدخل. المسألة تحمل تفسيرين، الأول وهو أن "حزب الله" قرر فعلاً خوض مواجهة جديدة رغم الخسائر، وذلك في حال وجد أنها "محرزة" لفتح جبهة، فيما التفسير الثاني يفيد بأنَّ "حزب الله" قد يبقى ملتزماً بالسياسة الدفاعية فيما ستكون التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل داخل لبنان، هي مسرح القتال الذي قد يخطط له "حزب الله"، وذلك على قاعدة مواجهة احتلال داخل لبنان. في خلاصة الأمر، يمكن القول إن "حزب الله" بات أمام مرحلة جديدة، وما بدأ مع أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله انتهى برحيله. أيضاً، فإن كلام قاسم هو بمثابة دليل على مرحلة جديدة يريدها الحزب بعد كل ما مرّ به من استحقاقات مصيرية ووجودية. المصدر: خاص "لبنان 24" انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
"لبنان يحادث إسرائيل بالسرّ؟"... براك: تطبيع "من دون مسؤولين"
شدّد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، توم براك، على أن استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية سيبقى قائمًا ما لم تتخذ الحكومة اللبنانية خطوات واضحة لنزع سلاح حزب الله، محذرًا من أن "لا مهلة مفتوحة" أمام هذا الملف. وفي تصريحات خاصة، أوضح براك أن "من يحدد مدة هذا المسار ليست الولايات المتحدة، بل إسرائيل، التي ترى أن نزع سلاح الحزب هو شرط أساسي لوقف العمليات العسكرية"، مضيفًا: "غياب التحرك الحكومي الجاد سيعني استمرار الغارات". وفي تصريح مفاجئ، كشف براك عن "استعداد لدى بعض الأوساط اللبنانية للانخراط في عملية تطبيع مع إسرائيل"، لكنه أشار إلى أنه "لم يسمع مثل هذا الكلام بشكل مباشر من مسؤولين رسميين في الدولة". وفي ما يتعلّق بالمخاوف من أطماع إسرائيلية في لبنان، نفى براك وجود أي نوايا مماثلة، قائلاً: "لو أرادت إسرائيل السيطرة على لبنان، لفعلت ذلك في لمح البصر". ورأى براك أن التوافق بين لبنان وسوريا "مسألة بالغة الأهمية في المرحلة المقبلة"، لافتًا إلى أن "استقرار الحدود والسياسات الإقليمية لا يمكن أن يتحقق دون تنسيق فعلي بين البلدين". كما كشف عن وجود "فرصة حقيقية لعقد صفقة بين حزب الله وإسرائيل في الوقت الراهن"، مضيفًا: "لو كنت أستطيع التحدث إلى الحزب، لنصحته بالمضي في هذا الاتجاه". أما في ما يخصّ الملف النووي الإيراني، فأكد براك أن احتمالات عدم التوصّل إلى اتفاق تبقى "ضعيفة جدًا"، مشيرًا إلى وجود تقدّم في بعض المسارات، وإلى أن القنوات الدبلوماسية لا تزال مفتوحة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
هذا مضمون "الورقة الأميركية"
نداء الوطن كشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "نداء الوطن" أن "الورقة الأميركية" المقدمة إلى لبنان تتضمن بنودًا شديدة التفصيل، خصوصًا في ما يتعلق بتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني. وتشير الوثيقة إلى ضرورة تسليم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، إلى المؤسسة العسكرية الرسمية. ويبدو أن هذا الشرط يشكّل جوهر المقترح الأميركي لحل أزمة السلاح غير الشرعي في لبنان. وتؤكد المصادر أن الورقة لا تحمل التزامات أميركية صارمة، بل تستخدم مصطلح "السعي" لزيادة الدعم المالي للجيش اللبناني، وهو ما يعني أن هذا البند غير ملزم للولايات المتحدة. ومع ذلك، يُتوقَّع أن يرتفع الدعم المقترح من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، بهدف تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليكون القوة الأمنية الشرعية الوحيدة المسؤولة عن حماية الحدود والحفاظ على الأمن الداخلي. في أحد فصول الورقة، وتحديدًا الفصل الثالث، ورد بند يتحدث عن فتح الأبواب أمام الطاقات العربية والدولية لمساعدة لبنان، سواء على مستوى الدعم الاقتصادي أو عبر مشاريع إعادة الإعمار. ويهدف هذا البند إلى استثمار العلاقات العربية والدولية لإعادة بناء البنى التحتية المتهالكة، وتحريك عجلة الاقتصاد اللبناني الذي يعاني من أزمة خانقة منذ سنوات. أما من حيث الجدول الزمني، فقد تم تقسيم الاتفاق المقترح إلى مرحلتين أساسيتين: الأولى مدتها 90 يومًا تخصص لعملية تسليم السلاح بشكل كامل ومنظم، بينما المرحلة الثانية تستغرق 30 يومًا، يتم خلالها وضع لبنان على "سكة الحلول"، أي إدماجه في المسار الدولي الداعم لاستقراره، وضمان استيعاب الوضع الجديد من قبل المجتمع الدولي. ويشير المراقبون إلى أن أخطر ما ورد على لسان المسؤولين الأميركيين، ومنهم برّاك، هو تحذيرهم من أن "الوقت بدأ ينفد". هذا التحذير يعكس شعورًا متزايدًا بالقلق من استمرار الوضع الراهن في لبنان، خصوصًا مع التحديات الأمنية والاقتصادية المتفاقمة. وتضيف مصادر دبلوماسية موثوقة أن أي تأخير في الالتزام ببنود الورقة الأميركية أو أي مماطلة سياسية داخلية قد يكون له تداعيات خطيرة على لبنان. وتتمثل أبرز هذه التداعيات في أمرين رئيسيين: الأول هو فقدان الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني، ما يعني تراجع الدعم السياسي والمالي للبنان، أما الثاني فهو إفساح المجال أمام "العربدة الإسرائيلية"، أي السماح لإسرائيل بتنفيذ سياساتها العسكرية بحرية أكبر داخل الأراضي اللبنانية أو على الحدود الجنوبية. الورقة الأميركية، بحسب ما تسرب من بنودها، مقسّمة إلى ثلاثة فصول رئيسية، يتناول كل منها جانبًا مختلفًا من خطة الحل. ويبدو أن واشنطن تراهن على هذه الخطة لإعادة ضبط الوضع الأمني والسياسي في لبنان، بما يضمن استقرارًا طويل الأمد واحتواء أي تهديدات إقليمية قد تنطلق من الأراضي اللبنانية. ويعتقد بعض المحللين أن الورقة تحمل في طياتها فرصة للبنان، لكنها في الوقت نفسه تشكّل اختبارًا لقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها واتخاذ قرارات حاسمة، بعيدًا من التجاذبات السياسية التي طالما أعاقت أي حلول جذرية. في المحصلة، الورقة الأميركية تمثل تحذيرًا واضحًا للبنان: لا دعم بلا إصلاح، ولا استقرار بلا ضبط سلاح، ولا حياد في حرب قد تطرق أبواب الجنوب. لبنان اليوم أمام اختبار جديد، والكرة في ملعبه. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News