
"أصبحت محدودة وأكثر خطورة".. ما خيارات إيران للرد على الضربة الأمريكية لمفاعلاتها النووية؟
تجد طهران نفسها اليوم محصورة بين الرغبة في الرد على الضربة الأميركية لثلاثة من مفاعلاتها النووية، والواقع الذي يفرض عليها قيودًا شديدة على خياراتها، بعد أن استُنزفت قدراتها الرادعة بشكل كبير مؤخرًا، في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا مع تصاعد الحملة الإسرائيلية، وتحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة، مما دفع إيران للتهديد باستهداف السفن والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، والسؤال الأبرز هنا: كيف سترد إيران بعد أن فقدت جزءًا كبيرًا من أوراقها الرادعة، وما هي التداعيات المحتملة لهذا الرد؟
في الأيام القليلة الماضية، أدت الضربات الإسرائيلية المكثفة إلى تجريد إيران من جزء كبير من قدراتها الرادعة، لا سيما فيما يتعلق بقاذفات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ورغم هذه الخسائر، لا تزال طهران تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة، مما يمنحها بعض الخيارات للرد، وإن كانت محدودة النطاق، وعلى الجانب الآخر، عززت الولايات المتحدة من دفاعاتها الجوية في المنطقة ونشرت قواتها البحرية بشكل استراتيجي، مما يجعلها هدفًا أكثر صعوبة، كما هدد ترامب بتوسيع نطاق التدخل الأمريكي في حرب إسرائيل إذا حاولت إيران الرد، بل وألمح مؤخرًا إلى أن أحد الأهداف المحتملة للقاذفات الأمريكية قد يكون المرشد علي خامنئي، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ولطالما شكلت شبكة تحالفات إيران مع الميليشيات الإقليمية، التي تطلق عليها طهران "محور المقاومة"، أحد أبرز أسلحتها على مدى عقود، غير أن هذه الشبكة تعرضت أيضًا لاستنزاف كبير، فقد دمرت إسرائيل ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة العام الماضي، وتواصل الطائرات الإسرائيلية استهداف قوات الحزب حيث قصفت مخزونًا مزعومًا للصواريخ في جنوب بيروت في أبريل الماضي، وفي العراق، هددت ميليشيا كتائب حزب الله، المدعومة من طهران، باستهداف "المصالح الأمريكية" في الشرق الأوسط ردًا على مشاركة واشنطن في دعم إسرائيل، ونقل عن أحد قادتها، أبو علي العسكري، قوله: "إن القواعد الأمريكية في المنطقة ستصبح أشبه بمناطق صيد البط"، وتنتشر القوات الأمريكية في ما لا يقل عن تسعة عشر موقعًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ثمانية منها دائمة.
وهناك شريك إيراني آخر، هو جماعة الحوثيين في اليمن، الذي كان قد وافق على وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو، لكن الحوثيين حذروا من أنهم سيعتبرون الهدنة منتهكة إذا قرر ترامب المشاركة في هجمات على إيران، وأنهم سيستهدفون السفن الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما فعلوه بنتائج متفاوتة في الماضي، ومع ذلك، فإن دخول أي من هذه الميليشيات إلى الحرب سيستدعي ردًا مدمرًا من الولايات المتحدة، التي كانت تستعد لمثل هذا الاحتمال على مدى الأشهر الماضية، بالتزامن مع استعداد إسرائيل لهجومها.
وتمتلك إيران أيضًا خيارًا يتمثل في مهاجمة الشحن البحري، مع إمكانية اللجوء إلى الألغام أو إغراق السفن أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، ويُعد المضيق، وهو بوابة ضيقة إلى الخليج العربي لا تتجاوز 55 كيلومترًا في بعض الأماكن، ممرًا حيويًا يمر عبره يوميًا أكثر من خمس إمدادات النفط العالمية (20 مليون برميل) والكثير من الغاز المسال، وقد دعا ساسة إيرانيون متشددون إلى إغلاق المضيق خلال الأيام القليلة الماضية، ويتميز هذا الخيار بقدرته على فرض تكلفة مباشرة على ترامب، حيث سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط مع تأثير تضخمي شبه فوري في الولايات المتحدة قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل.
لكن إغلاق مضيق هرمز سيكون أيضًا عملاً من أعمال الإضرار الاقتصادي الذاتي الجسيمة، فالنفط الإيراني يستخدم نفس البوابة، وقد تقرر طهران تأجيل ردها، كما فعلت في الماضي عندما أخرت استجابتها للهجمات الخارجية، وقد ألمح وزير الخارجية عباس عراقجي إلى هذا الانتقام المفتوح عندما قال أمس: "إن قرار ترامب ستكون له عواقب دائمة"، فهل تستطيع إيران الموازنة بين ضرورة الرد وتجنب تصعيد كارثي؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 33 دقائق
- أرقام
الدفاع الأمريكية: إيران أبلغت واشنطن والدوحة مسبقًا بالهجوم على قاعدة العديد
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، أن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر كان "رمزيًا إلى حد كبير"، رغم أنه يأتي انتقامًا من الضربات الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبحسب صحيفة "الجارديان"، قال المسؤولون في الوزارة، إن إيران أطلقت صواريخ باليستية متوسطة المدى بعد إبلاغ المسؤولين القطريين والأمريكيين مسبقًا بهذه الخطوة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف الأمريكيين. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق عن مسؤولين إيرانيين مطلعين قولهم، إن طهران أبلغت الولايات المتحدة وقطر مسبقًا بقرب وقوع هجمات، كوسيلة لتقليل الخسائر. وأضافوا أن إيران كانت بحاجة لرد رمزي على الولايات المتحدة، ولكن في الوقت نفسه، نفذت ذلك بطريقة تتيح لجميع الأطراف "منفذًا للخروج". ووصفوا ذلك بأنه مماثل لما حدث عام 2020 عندما حذرت إيران العراق قبل إطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أمريكية، عقب اغتيال القائد العسكري "قاسم سليماني".


العربية
منذ 41 دقائق
- العربية
"الاتحاد للطيران" الإماراتية: تحويل مسارات رحلات بسبب قيود المجال الجوي
قالت شركة "الاتحاد للطيران" الإماراتية إنها ستعيد توجيه عدة رحلات جوية اليوم وغدًا استجابة لقيود المجال الجوي في مناطق من الشرق الأوسط. وأضافت الشركة أنه من المرجح إلغاء أو تأخير رحلات خلال الأيام المقبلة. أعلنت البحرين وقطر والكويت إغلاق مجالاتها الجوية مؤقتا بعد الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية في المنطقة. وجرى الإعلان عن حالة تأهب لغارات جوية في القواعد الأميركية في البحرين والكويت وقطر، كما تم الإبلاغ عن حدوث انفجارات في قاعدة أميركية بالعراق، بحسب ما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية. وأعلنت قطر، اليوم الاثنين، إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في أجواء الدولة، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استنادًا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وفي إطار حرص قطر على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين.


الشرق السعودية
منذ 43 دقائق
- الشرق السعودية
أميركا تدخل حرب إسرائيل وإيران: تغطية مباشرة لآخر الأخبار
قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض لشبكة CNN إن الإدارة الأميركية كانت تتوقع الرد الإيراني بعد الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع طهران النووية فجر الأحد، مضيفاً أن الرئيس دونالد ترمب "لا يرغب في مزيد من التصعيد العسكري في المنطقة"، ولكنه "مستعد لتصعيد التدخل العسكري الأميركي إذا لزم الأمر". وأضاف المسؤول الأميركي: "كنا نعلم أنهم سيردون. لقد كان لديهم رداً مماثلاً بعد اغتيال قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الذي استهدفته غارة أميركية عام 2020. وأضاف المسؤول أن التقييمات الأولية تشير إلى أن الصواريخ التي أطلقتها إيران الاثنين "لم تصب أهدافها".