
إسرائيل تشن عملية أمنية واسعة ضد محلات الصرافة في الضفة الغربية المحتلة، وحركة فتح تعلن الإضراب الشامل في أريحا
شنت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، عملية أمنية واسعة النطاق ضد محلات الصرافة، تهدف إلى تفكيك شبكات تحويل الأموال التي تقول إن إيران تستخدمها لدعم التنظيمات "الإرهابية" في الضفة الغربية المحتلة.
وشنت القوات الإسرائيلية شنت حملة مداهمة صباحاً، لثلاثة محلات صرافة تعود لـ"الخليج"، و"فخر الدين"، في شارع نابلس، وشارع الكراجات القديم وسط طولكرم، واعتقلت شاباً وفتاتين.
جاء ذلك في سياق عمليات عسكرية تشهدها عدة مدن في الضفة الغربية، تخللتها مداهمات لمحال صرافة تابعة لشركة الخليج، ومحال تجارية وأخرى لبيع المجوهرات.
وتضمنت هذه العمليات اعتقال عدد من الموظفين ومصادرة مبالغ مالية.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود إسرائيلية مكثفة للحد من "تمويل الإرهاب"، منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية إن القوات المشاركة في الحملة تضم عناصر من فرقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والشرطة وحرس الحدود، بالإضافة إلى الإدارة المدنية، تحت إشراب جهاز الأمن العام "الشاباك".
وداهمت القوات الإسرائيلية مدناً رئيسية بالضفة الغربية، من الخليل إلى جنين، واعتقلت مجموعة ممن تقول إنهم مشتبه بهم، مصادرة مبالغ مالية كبيرة من محلات الصرافة داخل مراكز التسوق.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد صادرت إسرائيل أكثر من 7 ملايين شيكل [أي ما يعادل مليوني دولار] خلال العملية، في حين تشير الأرقام إلى أن إجمالي المبالغ المضبوطة منذ بداية الحرب تتجاوز 28 مليون شيكل [7 ملايين دولار].
وذكرت "يسرائيل هيوم" أن إيران تقوم منذ سنوات طويلة بتحويل الأموال للمنظمات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية، وكثفت عملياتها مؤخراً في محاولة لتعزيز تأثيرها في المنطقة، بحسب الصحيفة التي أضافت أن العمليات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة، نجحت في إضعاف تلك الشبكات إلى حد كبير.
دعوة إلى تدخل أمريكي ودولي
على الصعيد السياسي، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء، إلى تدخل أمريكي ودولي عاجلين لوقف ما وصفته بأعمال العنف الواسعة والانتهاكات الجسيمة، التي تُمارس ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية.
وشددت الوزارة على ضرورة "ترجمة الإجماع الدولي الداعي لوقف التصعيد إلى خطوات عملية تلزم الحكومة الإسرائيلية بالامتثال لإرادة المجتمع الدولي وتحقيق السلام".
وأوضحت الوزارة في بيان لها أنها تواصل حراكاها الدبلوماسي مع الدول والمؤسسات الدولية كافة، في ضوء استمرار العمليات العسكرية وازدياد عدد الضحايا المدنيين.
وأشار البيان إلى ما جرى مؤخراً في مدرسة الجرجاوي التي كانت تؤوي نازحين في غزة، بالإضافة إلى ما وصف بـ"استباحة" الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الضفة الغربية، "كشكل متقدّم من أشكال الضم المُعلن وغير المُعلن للضفة المحتلة".
وقالت الوزارة إن هذه الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تبرير "العدوان المتصاعد" على المدنيين الفلسطينيي، و"توسيع الاستيطان وتسريع وتيرة الضم التدريجي"، محذرة من تداعيات ذلك على أمن واستقرار المنطقة وفرصة تطبيق حل الدولتين.
إضراب شامل في أريحا
وكانت حركة "فتح" في أريحا بالضفة الغربية المحتلة قد أعلنت الإضراب الشامل، حداداً على روح شاب فلسطيني قُتل صباح الثلاثاء على يد الجيش الإسرائيلي.
وأفادت مصادر طبية بمقتل الشاب حمادة يحيى عاصي جلايطة (19 عاماً)، فجر الثلاثاء، متأثراً بجراحٍ خطيرة أصيب بها خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة أريحا.
وبحسب مصادر محلية، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية حارة العرب في المدينة؛ حيث اندلعت مواجهات أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي باتجاه الشبان، ما أسفر عن إصابة الشاب جلايطة برصاصة في منطقة الصدر، ونُقِل إلى المستشفى في حالة حرجة، وخضع لعمليات إنعاش قبل أن يُعلن لاحقاً عن مقتله.
وفي نابلس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن شاباً فارق الحياة بعد إصابته في الرقبة برصاص الجنود الإسرائيليين خلال عملية اقتحام للمدينة، في إطار ما وصف بـ "تصعيد ميداني تشهده المدينة منذ ساعات الصباح".
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن إطلاق النار خلال العملية، أدى لإصابة تسعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، مشيرة إلى أن الجرحى - وبينهم اثنان في حالة خطيرة - نُقلوا إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج.
وذكرت مصادر صحفية أن ستة صحفيين أصيبوا بحالات اختناق، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الإسرائيلية خلال مواجهات مع الشبان الفلسطينيين وسط نابلس.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن إسرائيلين دخلوا باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وأفاد شهود عيان، بأن عشرات الإسرائيليين دخلوا الحرم القدسي في مجموعات، الثلاثاء، ونفذوا "جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية"، بحماية القوات الإسرائيلية.
وأضافوا أن الشرطة حولت البلدة القديمة بالقدس الشرقية إلى "ثكنة عسكرية"؛ حيث انتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، لاسيما عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيوداً على دخول المصلين الفلسطينيين.
وفي السياق ذاته، استدعت الاستخبارات الإسرائيلية، الثلاثاء، صحفييْن مقدسييْن للتحقيق، وهما روز الزرو وأحمد جلاجل، وذلك أثناء عملهما في في منطقة باب العامود بمحيط البلدة القديمة في مدينة القدس.
وفي شمال الضفة، شددت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، إجراءاتها العسكرية في المنطقة الغربية من محافظة سلفيت.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن القوات الإسرائيلية نصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الرئيسي لبلدة الزاوية غرب سلفيت، ما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين ومركباتهم، في حين شهدت بلدة بديا انتشاراً مكثفاً للجنود الإسرائيليين على الطريق المؤدي إلى بلدة سنيريا.
كما أغلقت القوات البوابة الحديدية بالقرب من مدخل بلدة قراوة بني حسان، والمؤدية إلى قرى وبلدات غرب المحافظة.
وتواصل القوات الإسرائيلية إغلاق مدخل مدينة سلفيت الشمالي، ومدخل بلدة بروقين، لليوم الرابع عشر على التوالي، ما انعكس سلباً على حياة المواطنين، وحركة التجارة، وحرية التنقل داخل المحافظة.
يشار إلى أن محافظة سلفيت تشهد في الأسابيع الأخيرة تصعيداً ملحوظا في الإجراءات الإسرائيلية، بالتزامن مع اعتداءات متواصلة من قبل مستوطنين، لا سيما في بلدات بروقين وكفر الديك.
Reuters
وفي الخليل، نظم مستوطنون، الثلاثاء، ما وُصفت بأنها "مسيرات استفزازية" في البلدة القديمة، انطلقت من مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي.
وجابت المسيرات شوارع البلدة القديمة وأحياء واد النصارى، وواد الحصين، وحارة جابر، رافعين "الشعارات العنصرية والأعلام الإسرائيلية" بحسب "وفا".
وفي بيت لحم، دخلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، المدينة من المدخل الجنوبي عبر بلدة الخضر ومخيم الدهيشة، وداهمت محلاً للصرافة واعتقلت أحد العاملين فيه، حسبما أفادت مصادر أمنية لـ "وفا".
وفي مدينة نابلس، اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين خلال اقتحام مخيم عسكر للاجئين شرق المدينة.
كما أحرق مستوطنون مركبات المواطنين وهاجموا منازل في قريوت جنوب نابلس؛ حيث استهدفوا المنازل بالحجارة وأحرقوا 7 سيارات وحطموها، بحسب "وفا".
تخريب واقتلاع لأشجار الزيتون
من ناحية أخرى، اندلعت حرائق واسعة في الأراضي الزراعية بمنطقة سهل المغير شمال شرق مدينة رام الله، ظهر الثلاثاء، عقب إضرام مستوطنين النيران عمداً في المنطقة، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة.
وتعرض عصام الريماوي، مصور وكالة "الأناضول" التركية، لاعتداء عنيف من مجموعة من المستوطنين، أثناء تغطيته الأحداث.
وأفاد أطباء في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لبي بي سي، أن الريماوي أُصيب بارتجاج في الدماغ نتيجة الضرب المبرح، إضافة إلى كسر في يده اليسرى، بعد تعرضه للضرب بالهراوات، وأنه في حالة صحية جيدة الآن حيث نُقل إلى المستشفى تحت رقابة الأطباء.
ووفقاً لشهود عيان، فقد قام المستوطنون بالاعتداء عليه بالهراوات، وسرقوا منه كاميرته الصحفية، قبل أن يفروا من المكان.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصعيد متواصل يشهده سهل المغير، حيث أقدم المستوطنون في وقت سابق على إشعال النيران عمدًا في الأراضي الزراعية، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة.
وفي شمال رام الله، نصب مستوطنون، صباح الثلاثاء، خيمة قرب مفترق عيون الحرامية.
وأفادت مصادر محلية باستيلاء المستوطنين على قطعة أرض مزروعة بأشجار الزيتون، وأحضروا عشرات رؤوس الماشية للرعي فيها، كما رفعوا الأعلام الإسرائيلية فوق الخيمة.
يأتي هذا التحرك في ظل تصعيد استيطاني لافت، حيث أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الاثنين، أنها رصدت إقامة أربع بؤر استيطانية جديدة خلال الأسبوع الجاري، تركزت بالقرب من قرى وتجمعات فلسطينية بين رام الله وأريحا.
وفي جنوب بيت لحم، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن مستوطنين اعتدوا على تجمع بدوي بالمنيا جنوب مدينة بيت لحم، ما أسفر عن إصابة شاب بجروح وإحراق خيمة سكنية.
يأتي ذلك بعد يومين فقط من هجوم سابق شنّه مستوطنون على التجمع ذاته، أسفر عن إصابة سبعة من سكانه بجروح ورضوض، بالإضافة إلى ذبح عدد من رؤوس الأغنام.
وأفاد زايد كواسبه، رئيس مجلس قروي المنيا ببيت لحم، لبي بي سي، بأن أحد المزارعين كُسِرت يده، كما أحرقت إحدى الخيام، في سياسة يقول إنها "ممنهجة من المستوطنين وحكومة بن غفير؛ لإخلاء الأرض من مواطنيها وإنشاء مستعمرات استيطانية بها".
أما سامي عوني المواطن الذي احترقت خيمته، فيروي لبي بي سي ما حدث في ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء، قائلاً إن نحو 15 مستوطناً إسرائيلياً هاجموه هو واثنين آخرين معه.
وأضاف عوني أنه حين لمح مجموعة المستوطنين، لاذ بالفرار، في حين "استفرد" المستوطنون بأحد زميليه يُدعى حمزة، وأوسعوه ضرباً إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، فاتجهوا إلى منزل عوني وأحرقوه.
وفي جنوب الخليل، رعى مستوطنون، الثلاثاء، أغنامهم في أراضي المواطنين بمسافر يطا، وخربوا المزروعات والأشجار.
ونقلت "وفا" عن ناشط إعلامي أن مستوطنين رعوا أغنامهم في عدد من أراضي المواطنين في قرية المفقرة، وخربوا السلاسل والأسيجة، واقتلعوا العشرات من أشجار العنب والزيتون التي تعود ملكيتها لشقيقين.
كما أحرق مستوطنون، مساء الاثنين، أراضي المواطنين الزراعية في قرية حارس شمال غرب سلفيت، ما أدى إلى احتراق مساحات من المحاصيل.
وأفاد رئيس مجلس قرية حارس عمر سمارة لـ "وفا"، بأن مجموعة من المستوطنين أشعلوا النار في أراضي المواطنين الفلسطينيين بين في المنطقة الشمالية الغربية من البلدة قرب مستعمرة "رفافا" المقامي على أراضي المواطنين، وامتدت النيران إلى مساحات واسعة قبل السيطرة عليها وإخمادها.
وبحسب الوكالة الفلسطينية، نفذ المستوطنون الشهر الماضي 231 عمليات تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي.
كما تسببت اعتداءات المستوطنين باقتلاع 1168 شجرة زيتون، بما يقدر بـ530 شجرة في رام الله، و300 شجرة في نابلس، و298 شجرة في سلفيت.
ونقلت "وفا" عن مواطنين في بلدة "سنجل" شمال رام الله أن القوات الإسرائيلية اقتلعت، الثلاثاء، أكثر من 20 شجرة زيتون مثمرة، وجرفت أسيجة شائكة من أراضٍ تعود لعائلته قرب المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة، المغلق منذ ستة أشهر.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت في 20 أغسطس/آب الماضي، "أمراً عسكرياً" يقضي باستيلائها على أراضٍ جديدة لتعديل مسار السياج الشائك المخطط لإقامته بمحاذاة بلدتي ترمسعيا وسنجل شمال رام الله.
وفي فبراير/شباط الماضي، أخطرت السلطات الإسرائيلية بسيطرتها على 29 دونماً من أراضي البلدتين، لإقامة السياج الذي يمنع المواطنين من الوصول إلى الشارع الرئيسي، وبالتالي يحرمهم من الوصول إلى أراضيهم خلف السياج، فيما يراه المواطنون الفلسطينيون سياسة لتهجيرهم من أرضهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء العراقية
منذ ساعة واحدة
- الأنباء العراقية
إيلون ماسك يؤكد خروجه من الحكومة الأميركية
متابعة-واع أكّد الملياردير إيلون ماسك الأربعاء تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث قاد طوال أشهر وزارة أطلق عليها اسم "هيئة الكفاءة الحكومية" بهدف خفض الإنفاق الفدرالي. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وكتب ماسك في منشور على منصته إكس للتواصل الاجتماعي أنّه "مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق". وأضاف أنّ "مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، حيث ستصبح أسلوب حياة في جميع أنحاء الحكومة". وكان قطب التكنولوجيا المولود في جنوب إفريقيا صرّح بأنّ مشروع قانون طرحته إدارة ترامب ويتم إقراره في الكونغرس حاليا سيزيد من عجز الحكومة الفدرالية ويقوّض عمل وزارة هيئة الكفاءة الحكومية التي سرّحت حتى اليوم عشرات آلاف الموظفين. وماسك الذي كان دائما إلى جانب ترامب قبل أن ينسحب للتركيز على أعماله في سبايس إكس وتيسلا، اشتكى كذلك من أنّ هيئة الكفاءة الحكومية أصبحت "كبش فداء" بسبب الخلاف بينها وبين الإدارة. وقال ماسك في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس نيوز" وبُثّت مقتطفات منها مساء الثلاثاء على أن تبثّ كاملة الأحد "بصراحة، لقد شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي يزيد عجز الموازنة ويُقوّض العمل الذي يقوم به فريق هيئة الكفاءة الحكومية". ومشروع القانون الذي ينتقده ماسك أقرّه مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي وانتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، وهو يقدّم إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وتخفيضات في الإنفاق. لكنّ منتقدي هذا النصّ يحذّرون من أنه سيؤدّي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد من الزمن. وسعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن أي خلافات بين الرئيس الجمهوري ومالك تيسلا حول الإنفاق الحكومي، لكن من دون أن يسمّي ماسك مباشرة.


الحركات الإسلامية
منذ 3 ساعات
- الحركات الإسلامية
روسيا وطالبان.. شراكة الضرورة في ظل غياب الاعتراف الرسمي
في تحوّل لافت على مستوى العلاقات الإقليمية، شارك ممثلو حركة طالبان للمرة الأولى في "منتدى الأمن الدولي" الثالث عشر المنعقد في العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء 27 يونيو، وهو تطور يعكس عمق التغير في العلاقات بين الطرفين منذ استعادة الحركة السيطرة على أفغانستان في أغسطس 2021. وأعلنت وكالة "بختر" الحكومية أن جمال ناصر غاروال، القائم بأعمال طالبان في روسيا، ألقى كلمة في المنتدى حول "التطورات الأمنية في أفغانستان وتأثيراتها الإقليمية"، بمشاركة أحمد ياسر، الملحق العسكري بسفارة طالبان، في حضور مسؤولين أمنيين من دول متعددة. وتأتي هذه المشاركة بعد أسابيع من قرار روسيا رفع حركة طالبان من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وهو ما مهّد الطريق لفتح قنوات دبلوماسية علنية، وتعيين طالبان لسفير جديد في موسكو. من القطيعة إلى الحوار لم تكن موسكو تنظر لطالبان بوصفها شريكًا يومًا ما. فخلال حقبة التسعينيات، ومع سيطرة الحركة على أفغانستان، عبّرت روسيا عن قلقها من تصدير التطرف إلى دول آسيا الوسطى، وصنّفت طالبان منظمة إرهابية عام 2003. كما دعمت الحرب الأمريكية في أفغانستان باعتبارها فرصة لكبح نفوذ الجماعات الجهادية في المنطقة. لكن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان غيّر الحسابات الروسية. بدأت موسكو خلال السنوات القليلة الماضية في التواصل مع الحركة ضمن "صيغة موسكو" التي جمعت فرقاء أفغان وأطرافًا إقليمية، قبل أن تصبح طالبان سلطة الأمر الواقع في كابول. لاحقًا، أبقت روسيا على سفارتها مفتوحة، وتواصلت مع مسؤولي الحركة بشكل غير رسمي، تمهيدًا للاعتراف الضمني بوجودها كحكومة. التحول في الموقف الروسي لا يرتبط فقط بالواقع السياسي، بل يرتكز على مصالح أمنية واقتصادية متقاطعة. روسيا قلقة من تمدد تنظيم "داعش – ولاية خراسان" على حدود آسيا الوسطى، وتعتبر طالبان، رغم تحفظاتها عليها، شريكًا ضروريًا لمنع الفوضى. في المقابل، ترى طالبان في موسكو أحد منافذها النادرة نحو العالم، في ظل رفض غربي للاعتراف بها. وتعد روسيا موردًا أساسيًا للوقود والسلع، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 300 مليون دولار العام الماضي. كما يناقش الطرفان إجراء المعاملات التجارية بالعملات المحلية بدلاً من الدولار، في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية. موسكو تعيد التموضع لا تخفي روسيا رغبتها في ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، وتعزيز نفوذها جنوب آسيا. ومن خلال فتح الباب لطالبان في المحافل الأمنية والاقتصادية – مثل "منتدى موسكو" و"منتدى سانت بطرسبرغ" المرتقب – تسعى موسكو لتكريس دورها كوسيط فاعل في ملفات حساسة، ومنها الملف الأفغاني. كما أن الانخراط في مشاريع مشتركة داخل أفغانستان، خاصة في مجالات التعدين والطاقة والبنية التحتية، يمثل فرصة اقتصادية لروسيا، في وقت تواجه فيه تحديات داخلية وخارجية بسبب العقوبات الغربية. رغم هذا الانفتاح، لم تعترف موسكو رسميًا بحكومة طالبان، مفضّلةً ما يمكن وصفه بـ"الاعتراف الواقعي"، الذي يضمن مصالحها دون الاصطدام المباشر بالمجتمع الدولي. وتحرص روسيا على تجنب إعطاء شرعية كاملة لطالبان، خشية تداعيات تتعلق بحقوق الإنسان ووضع المرأة في أفغانستان. أما طالبان، فترى في هذا الانفتاح الروسي نقطة ارتكاز سياسية لمواجهة عزلتها، دون التفريط في خطابها الداخلي أو إحداث تغييرات جذرية في نهجها. وفي ظل حسابات دقيقة وتحركات محسوبة، تمضي العلاقات بين طالبان وروسيا في مسار تصاعدي، تعكسه اللقاءات الرسمية والمشاركة في المنتديات، دون أن تخرج عن إطار التجاذب الحذر الذي يوازن بين المصالح والتوجسات.


موقع كتابات
منذ 8 ساعات
- موقع كتابات
جذور أزمة الثقة والإحباط بين الناخب والمرشح وتداعياتها على المشاركة بالانتخابات البرلمانية؟
تشير تقديرات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى تسجيل 114 حزباً و18 تحالفاً للمشاركة، مع وجود 60 حزباً ما يزال قيد التأسيس والحصول على الموافقة ، فيما يبلغ عدد الناخبين المسجلين بيومترياً 21 مليوناً من أصل 29 مليون ناخب مؤهل للتصويت، مما يعني أن هناك 8 ملايين ناخب لم يحدثوا بياناتهم، وهو مؤشر يعتبر مقلق لتراجع محتمل في نسبة المشاركة الفعلية بالانتخابات البرلمانية . اليأس والإحباط الشعبي في العراق هو نتاج سنوات من الفشل السياسي، والفساد المالي والاداري، وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروات . هذا الإحباط يُغذي العزوف عن المشاركة بالانتخابات، مما يمنح الأحزاب التقليدية فرصة لتعزيز هيمنتها عبر وسائل غير مشروعة، مثل شراء الأصوات بالترغيب والترهيب والإكراه وبالاخص استخدام نصرة المذهب والطائفة . إن استمرار هذا الوضع يُهدد بتدمير ما تبقى من أمل في وجود ديمقراطية حقيقية تمثل الجميع وفق أسس المواطنة . لذا، يجب على المواطن العراقي استعادة ثقته بصوته كسلاح فعال للتغيير، وعلى جميع المؤسسات الرسمية تحمل مسؤوليتها في حماية نزاهة العملية الانتخابية. العراق يستحق نظامًا سياسيًا يخدم شعبه، لا يستغله, ومن جملة الأسباب لعزوف المواطن على استعمال حقه الانتخابي للتغير بحياة افضل تتمثل على سبيل المثال بعدة تحديات ما تزال قائمة لغاية الآن ودون حل ومن أهمها : *الفشل الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية: يعاني المواطن العراقي من تردي الأوضاع الاقتصادية المزمنة ، حيث تتجاوز معدلات الفقر 25%، وتصل إلى أكثر من 30% في بعض المحافظات الجنوبية، ارتفاع الأسعار، انخفاض قيمة الدينار، والبطالة المستشرية (تتجاوز 16% بين الشباب) مما جعلت الحياة اليومية عبئًا لا يُطاق. والأهم غياب الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء التي تتوقف لساعات طويلة يوميًا، والمياه النظيفة الصالحة للشرب والتي لا تصل إلى العديد من المدن والمناطق الريفية، مما يعزز شعور المواطن بأن النظام السياسي لا يكترث بمعاناته وإنما يبحث عن ديمومة امتيازاته على حسابه . * هيمنة الأحزاب التقليدية ونظام المحاصصة الطائفية: منذ عام 2003، هيمنت الأحزاب التقليدية، سواء الشيعية، السنية، أو الكردية، على المشهد السياسي عبر نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية . هذه الأحزاب، التي تُشكل الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، أثبتت فشلها في تحقيق إصلاحات جوهرية، مفضلةً تقاسم السلطة والثروات على حساب المصلحة العامة للمجتمع وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل اليومية للمواطن التي ما يزال يعاني منها وعدم توفير له ابسط مقومات الحياة, و تكرار وجوه سياسية فاسدة في كل دورة انتخابية، مع غياب المحاسبة، جعل المواطن يرى الانتخابات كدورة مفرغة لإعادة إنتاج نفس النخب الفاسدة ولكن بعناوين جديدة . *غياب المحاسبة والشفافية والنزاهة والفساد المستشري: تفشي الفساد في جميع مرافق ومؤسسات الدولة، حيث احتل العراق المرتبة 154 من أصل 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية (2024). سرقة المال العام، من دون أن تكون هناك وقفة جديدة لغرض المحاسبة , كما في قضايا مثل 'سرقة القرن' (اختلاس 2.5 مليار دولار من الأمانات الضريبية)، أثبت للمواطن أن (( النواب )) يستغلون الحصانة البرلمانية للإثراء غير المشروع وعدم تفعيل دور الرقابة لغرض محاسبة سراق المال العام لان معظمهم مسنودين من جهات وقادة أحزاب سياسية اقوى من الدولة والمؤسسات الرقابية والقضائية. قمع الاحتجاجات، كما حدث في انتفاضة تشرين 2019 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 متظاهر، زاد من شعور الشعب بالظلم والقهر واليأس من التغيير . *عدم تحقيق وعود الإصلاح: رغم الوعود المتكررة من الحكومات المتعاقبة بتحسين الخدمات، خلق فرص عمل، ومكافحة الفساد، ظل الواقع دون تغيير ملموس. على سبيل المثال، الحكومة الحالية، ورغم بعض الإصلاحات الاقتصادية، لم تنجح في تغيير الواقع المعيشي للغالبية ، مما جعل الشعب يفقد الأمل في التغيير عبر الانتخابات , الشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من السكان، يعبّرون عن يأسهم من عدم وجود مرشحين مستقلين قادرين على مواجهة النفوذ الحزبي السياسي , حيث شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة (2021) نسبة مشاركة متدنية بلغت 41% فقط، مقارنة بـ44.5% في 2018، وفقًا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات. هذا العزوف يعكس شعور المواطنين بأن أصواتهم لن تُحدث فرقًا في ظل هيمنة الأحزاب التقليدية على المشهد الانتخابي. *احتجاجات متقطعة وتراجع الحراك الشعبي: بعد انتفاضة تشرين 2019، التي طالبت بإسقاط النظام السياسي، تراجع زخم الاحتجاجات بسبب القمع العنيف وغياب النتائج الملموسة. هذا التراجع تحول إلى يأس جماعي، حيث يرى الكثيرون أن لا جدوى من المقاومة أو المشاركة السياسية, مما نتج بالتالي ل تعزيز هيمنة الأحزاب التقليدية و العزوف الشعبي يخدم الأحزاب الكبرى، مثل تلك ضمن الإطار التنسيقي، حيث يضمن انخفاض نسبة المشاركة سيطرة قواعدها الانتخابية الموالية. هذا يُقلل من فرص المرشحين المستقلين أو الإصلاحيين في تحقيق أي اختراق للتغيير. * ايجاد الحلول الناجعة في سبيل مواجهة الإحباط واليأس للمشاركة بالانتخابات: تكون من خلال التكاتف والتنسيق بين كل من منظمات المجتمع المدني والمرشحين المستقلين للقيام بتكثيف حملات التوعية عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتذكير المواطنين بأهمية صوتهم كأداة للتغيير، مع التركيز على دعم المرشحين المستقلين أصحاب الكفاءة والسمعة الحسنة الذين يرون أنهم اداة فعالة للتغير , وكذلك تعزيز الرقابة من قبل المفوضية العليا للانتخابات لاتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة شراء الأصوات ، ومراقبة مراكز التصويت , و يمكن للشباب والمجتمع المدني دعم مرشحين مستقلين يقدمون برامج إصلاحية واضحة، لمواجهة هيمنة الأحزاب التقليدية. والاهم محاسبة الفاسدين , حيث يقع على عاتق القضاء لتعزيز الشفافية ونزاهة الانتخابات لفتح تحقيقات في التسريبات المتعلقة بالتلاعب بالأصوات، مع فرض عقوبات رادعة على الأحزاب المتورطة بهذا الفعل. أن التلاعب بالخطاب الطائفي من قبل الأحزاب التقليدية تُحيي لتعبئة قواعدها بوجه المرشحين المستقلين ، ومستغلةً بالوقت نفسه يأس الشعب من التغيير لضمان ولاء القواعد التقليدية لذا يتربص قادة الأحزاب السياسية، المتشبثين بكراسيهم عبر تحالفاتهم المشبوهة، وبقلق مريب من موجة الإحباط واليأس الشعبي المتفاقم، الذي يدفع المواطنين إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لعلمهم اليقيني بأنها مجرد مسرحية لن تجلب لهم جديدًا. فهذه الانتخابات، التي يُهيمن عليها جشع الأحزاب التقليدية، لن تُحدث تغييرًا يُذكر، بل ستظل عاجزة عن تحسين الوضع المعيشي للمواطن أو توفير فرص عمل له. إن هيمنة هذه الأحزاب ، التي نهبت أحلام الشعب، تُغرق الشارع العراقي في مزيد من الإحباط، وتقتل أي أمل في مشاركة فعّالة لإحداث تغيير حقيقي، تاركةً الواقع غارقًا في وحل الفساد والتخلف والمحسوبية في تقاسم السلطة فيما بينهما . أن استمرار العزوف وبهذه النسبة الكبيرة سوف يُهدد حتمآ شرعية البرلمان القادم، حيث سيُنظر إليه كمؤسسة لا تمثل إرادة الشعب. هذا قد يُعزز الانقسامات الاجتماعية والطائفية، خاصة إذا استمرت الأحزاب التقليدية المهيمنة في استغلال الانقسامات لضمان أصوات قواعدها الطائفية.