
طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون كواليس عملياتهم... هذا أصعب ما واجهناه
كانت مهمة قصف 3 منشآت نووية في إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع مهمة جسيمة تطلبت من طياري قاذفات B-2 اختبار حدود التحمل البشري خلال مهمة استمرت 37 ساعة، بحسب تقرير لـCNN.
وحلّقت 7 قاذفات "شبح"، تحمل كل منها فردين من أفراد الطاقم، دون توقف في واحدة من أطول الغارات الجوية مدّة في التاريخ العسكري الحديث.
وبحسب التقرير، يُعد "ملفين ديل" من القلائل الذين يدركون معنى التواجد في قمرة القيادة خلال عملية ماراثونية كتلك التي نُفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كان الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو جزءاً من طاقم B-2 الذي شارك في مهمة بأفغانستان 2001 استمرت 44 ساعة وتحمل الرقم القياسي لأطول مهمة جوية.
ووصف ديل عملية يوم السبت بأنها "إنجازٌ مذهل".
واستُخدمت أكثر من 125 طائرة في الهجوم، إلى جانب القاذفات الـ7 التي انطلقت شرقً ًمن قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب إيران، شملت المهمة أيضاً قاذفات B-2 أخرى حلقت غرباً، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وناقلات وقود متمركزة على طول مسارات القاذفات.
وقال ديل: "الأمر الذي كان أكثر أهمية بالنسبة لي من أي شيء آخر هو أن 7 طائرات حلقت فوق المنطقة المستهدفة، ونفذت 7 غارات قصف مختلفة، كل ذلك في غضون 30 دقيقة".
وعرض الكولونيل المتقاعد، الذي يشغل حالياً منصب مدير مدرسة دراسات الردع النووي المتقدمة في كلية القيادة والأركان الجوية التابعة للقوات الجوية، جوانب من مهمته في 2001، لكنه أوضح أنه يتحدث فقط من تجربته الشخصية، وليس لديه أي رؤية شخصية لغارة يوم السبت، ولا يتحدث نيابة عن وزارة الدفاع (البنتاغون).
ونفّذت غارة ديل القياسية في الأيام الأولى من عملية "الحرية الدائمة"، التي أطلقها الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول لاستهداف تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان".
وكانت هناك حاجة لقاذفات بعيدة المدى وعالية الارتفاع مثل B-2 للانطلاقة الأولى فوق أفغانستان.
استخدمتها واشنطن لقصف مخازن أسلحة الحوثيين... ما ميزات قاذفات B-2؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل الأربعاء غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز B-2 على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وخلال فترة عمله في وايتمان، دُرِّب الطيارون المؤهلون للمهمة على جهاز محاكاة طويل الأمد لمساعدتهم على تخطيط دورات نومهم، لكنها لم تستمر عادةً سوى 24 ساعة، وكانت أطول طلعة جوية نفذها ديل قبل رحلته القياسية 25 ساعة.
وتم تحديد أطقم القاذفات للمهمة مسبقاً، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن موعد أو حتى ما إذا كانت العملية ستُنفّذ.
وقال ديل إن الأطباء أعطوا الأطقم حبوباً منومة لمساعدتهم على الراحة في الأيام التي سبقت العملية: "كنا نعلم أنه إذا اتخذ الرئيس القرار، فسنُحلّق في الليلة الثانية".
في يوم مهمته، استيقظ ديل، قائد المهمة، قبل موعد إقلاعه بـ3 إلى 4 ساعات للمشاركة في جلسات إحاطة مع طياره وطاقم طائرة B-2 الأخرى في تشكيلتهم، وانطلقوا غرباً على متن قاذفة الشبح "روح أميركا".
وفي الساعات الفاصلة، كان أفراد الطاقم يتناوبون على النوم في سرير صغير خلف مقاعد قمرة القيادة.
قال ديل: "ربما قاموا بتطويره في السنوات العشرين الماضية إلى شيء أكثر راحة، ولكنه كان سريراً مُعدّلاً خلف الطيارين، حيث يمكن لعضو الطاقم غير الجالس في المقعد إخلاءه وأخذ قسط من الراحة لمدة 3 أو 4 ساعات تقريباً بين عمليات التزود بالوقود".
وأضاف: " قد يكون النوم صعباً، ومن الواضح أن أي شخص يخوض معركة يعاني من مستوى من القلق، لكنك ستحصل في النهاية على قسط من الراحة، لمجرد أن جسمك سيحتاج ذلك".
وقال ديل: "كان لدى طبيب الرحلة ما نسميه حبوب النوم المسموح باستخدامها".
وتُعد طائرة B-2، التي تصنعها شركة نورثروب غرومان، واحدة من أغلى القاذفات وأكثرها تطورً ًلكن وضع دورات المياه كان بدائياً، وكان هناك مرحاض كيميائي على متن الطائرة، لكن الطيارين استخدموه فقط لما وصفه ديل بـ"حالات طوارئ أكثر إلحاحاً" لتجنب امتلائه.
لم يكن هناك فاصل بين هذا المرحاض ومقاعد الطيارين، وقال: "الخصوصية هي أن يتجاهل الطيار ذلك".
لكن الارتفاعات العالية وقمرة القيادة المضغوطة يمكن أن تُسبب جفافاً للطيارين، وكان شرب الماء أمراً بالغ الأهمية، وقدر ديل أنه والطيار الآخر كانا يشربان حوالي زجاجة ماء كل ساعة، وكانا يتبولان في "أكياس التبول".
وكان ديل والطيار الآخر يمضيان وقتهما في حساب كمية ووزن الأكياس المملوءة بالبول التي تراكمت لديهما: "هذه هي الأشياء التي تفعلها عندما يكون لديك 44 ساعة، أليس كذلك؟".
كما أحضر كلا الطيارين غداءً وقُدِّمت لهما وجبات مُخصصة للطيارين لتناولها أثناء الطيران لكن الجلوس في وضع ثابت لعشرات الساعات- كان هناك مساحة للتجول قليلاً في قمرة القيادة، ولكن ليس بما يكفي لممارسة الرياضة- لا يحرق الكثير من الطاقة، ولا يتذكر ديل تناول الكثير من الطعام.
وحلّقا بطائرتهما عبر المحيط الهادئ وجنوب الهند قبل أن يتجها شمالاً نحو أفغانستان، وتم تزويد الطائرة بالوقود عدة مرات في الجو.
وبمجرد أن بدأت الشمس بالغروب، تناول ديل أحد الأمفيتامينات التي أعطاه إياها طبيب الطيران ليبقى متيقظاً.
وأسقط الطاقم حمولتهم فوق أفغانستان، حيث أمضوا حوالي أربع ساعات إجمالاً فوق البلاد قبل المغادرة، ولم يكن من المقرر في البداية أن تستمر مهمة ديل 44 ساعة، ولكن بمجرد مغادرتهم المجال الجوي الأفغاني، أُمروا بالعودة جواً لإجراء غارة أخرى بالقنابل.
وتلقى ديل جرعة زائدة أخرى أعطاها له طبيب، وبعد الجولة الثانية، هبط الطاقم في دييغو غارسيا، وهي قاعدة عسكرية على جزيرة تبعد حوالي 1100 ميل جنوب غرب الهند.
وخلال جلسة استماع للمهمة، عُرض على الطيارين فيديو للأهداف التي ضربوها، ثم تناولوا وجبة طعام، واستغرقوا حوالي ساعة للاسترخاء، ثم ناموا أخيراً.
"أكثر لحظة سريالية"
وقال ستيفن باشام، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو حلّقت طائرات B-2 فوق صربيا 1999، في أول استخدام لها في القتال، لـCNN أن الإقلاع كان على الأرجح "أكثر لحظة سريالية" في حياة الطاقم في غارة نهاية الأسبوع.
وأضاف: "هم في الواقع ينفذون مهمة لا يعلم بها أحد في العالم، ولكنها تحدث لقلة قليلة".
وأحد الجوانب الفريدة لمهمة يوم السبت هو الحمولة التي كانت تحملها كل طائرة: قنابل GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والمُصممة لاختراق أعماق الجبال التي قال مسؤولون أميركيون إنها تُعزز جوانب البرنامج النووي الإيراني.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القنبلة في القتال، وطائرات B-2 فقط هي القادرة على حمل هذا النوع من القنابل، وحملت 7 قاذفات ما مجموعه أكثر من 12 قنبلة.
وقال باشام إن تأثير الخسارة المفاجئة لعدة أطنان من الوزن على كل طائرة كان على الأرجح ضئيلاً على طائرة متطورة مثل B-2.
وأضاف أن عمليات التزود بالوقود في طريق العودة إلى ميسوري كانت على الأرجح من أصعب ما واجهه الطاقم المُنهك على الإطلاق، لكن "الشيء الوحيد الذي سيرفع معنوياتهم هو أنهم سيدخلون ساحل الولايات المتحدة مرة أخرى وسيحصلون على الترحيب بالعودة من مراقب جوي أميركي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 35 دقائق
- النهار
أول اعتراف إيراني رسمي... بقائي: المنشآت النووية "تضرّرت بشدة" جرّاء القصف الأميركي
لا يزال الحديث عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية في إيرن يتصدّر المشهد في العالم، بعد تأكيدات أميركية بـ"أضرار جسيمة" لحقت بها، وخصوصاً منشأة فوردو. وفي هذا السياق، نقلت قناة "الجزيرة" القطرية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قوله إنّ الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة ألحقت أضراراً كبيرة بالمنشآت النووية الإيرانية. ووفقاً للتقرير، قال بقائي اليوم الأربعاء: "منشآتنا النووية تضررت بشدة، هذا أمر مؤكد". View this post on Instagram A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar) المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني دُمرت أم لم تُدمر... هل فعلت قاذفات B-2 الأميركية فعلها؟ نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، صحة تقرير شبكة الـ CNN، الذي ذكر أن تقييماً استخباراتياً أميركياً أوّلياً خلص إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمّر المكوّنات الأساسية لبرنامجها النووي. كما نقل مراسل في وكالة "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إنّ المنشآت النووية "تضررت بشدة" بسبب الضربات الأميركية. إلى لك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين إنّ باريس تجري تحليلها الخاص للأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكر، في وقت سابق اليوم، أنّ الأضرار الناجمة عن الضربات جسيمة و"حدث تدمير"، لكّنه أقرّ أيضاً بأنّ "معلومات المخابرات الأميركية ليست حاسمة". تعليق للكرملين من جهته، قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية، إنّ "الولايات المتحدة وإيران تختلفان بشأن حجم الأضرار التي ألحقتها الضربات الجوية الأميركية بالمنشآت النووية الإيرانية". وأضاف أوشاكوف أنّ موسكو ترحب بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وتأمل أن يستمر، مشيراً إلى ما وصفه باختلاف التقييمات بشأن تأثير الهجوم الأميركي. وتابع للصحافيين: "الجهة التي نفذت الضربات تعتقد أنّ أضراراً جسيمة وقعت. والجهة التي تلقت هذه الضربات تعتقد أن كل شيء كان معدّاً مسبقاً، وأنّ هذه المنشآت لم تتضرّر بشدة".


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
صباح "النهار"- إيران بين حربين وجنوب لبنان في "فم إسرائيل"... وقف النار "لإنقاذ النظام"
إليكم أبرز الأخبار اليوم الأربعاء 25 حزيران/يونيو 2025 مانشيت "النهار": لبنان يرصد بدقة وقف النار الإقليمي: جديّ للغاية... وتساؤلات حول "صفقة" أسوة بكل دول المنطقة وسواها في العالم، فوجئ لبنان بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير المتوقع أبداً فجر أمس في توقيته على الأقل، عن وقف النار بين إسرائيل وإيران. ومع أن هذا التطور شكّل حدثاً سعيداً للمنطقة، فإن لبنان الرسمي والسياسي، بكل اتجاهاته السياسية، سعى إلى تحريك كل قنوات المشاورات والاستقصاء، سعياً إلى تلمّس معلومات دقيقة عن حقائق لا تزال غامضة وقفت وراء ما يعتقد بأنه طلائع صفقة إقليمية أميركية ضخمة سيمر وقت قبل جلاء كل ما تستبطنه. للمزيد اضغط هنا ترامب يؤكد أن المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل ووزارء في إسرائيل يطالبون باستمرار الحملة حتى سقوط النظام... "النهار" في تغطية مستمرة نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشيال"، صحة تقرير شبكة CNN الذي يفيد بأن تقييماً استخباراتياً أميركياً أولياً خلص إلى أن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تدمر المكونات الأساسية لبرنامجها النووي. ووصف ترامب، الموجود حالياً في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الضربات بأنها "واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ"، مضيفاً: "المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل". للمزيد اضغط هنا المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني دُمرت أم لم تُدمر... هل فعلت قاذفات B-2 الأميركية فعلها؟ كشفت مصادر لـ CNN أن الضربات العسكرية الأميركية على 3 منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، ومن المرجح أنها أعادت البرنامج إلى الوراء بضعة أشهر فقط، وفقاً لتقييم استخباراتي أمريكي أولي. للمزيد اضغط هنا ذكرت وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أنه جرى اليوم الأربعاء إعدام ثلاثة أشخاص بعد إدانتهم بالتخابر لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات. للمزيد اضغط هنا مقتل 7 جنود في جنوب غزة... وسائل إعلام إسرائيلية: "أصعب الأحداث" خلال الأشهر الأخيرة أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء مقتل سبعة جنود خلال أعمال قتالية بجنوب قطاع غزة. وأضاف الجيش في بيان أن جندياً أصيب بجروح بالغة أمس الثلاثاء في حادث منفصل بجنوب القطاع. للمزيد اضغط هنا كتب نبيل بومنصف: نهايات الحروب... وما أدراك غداً!؟ ليس في ملامح شخصيات الزعامات العالمية قديما وحديثا من يشبه دونالد ترامب، لا في غرائبية طبائعه ولا في أدبيات تعبيره. فهو مفعم بالانفعال التعبيري الذي يكثر مفردات "المذهل" و"المدهش" و"الرائع" في وصف كل ما يتصل بقراراته وإجراءاته، تماما كما يسبغ النعوت والأوصاف الفردية على حالات الدول وزعمائها، كأن يعلن فجر البارحة، نهاية الحرب الإسرائيلية - الإيرانية بفضل "الضربة المثالية" للنووي الإيراني، مبشّرا بدفق "الحب والسلام" الآتي بين أعتى دولتين عابثتين باستقرار الشرق الأوسط. للمزيد اضغط هنا وكتب رضوان عقيل: الجنوب في "فم إسرائيل" فهل يشمله وقف الحرب؟ ترك وقف النار بين إسرائيل وإيران بـ"أمر أميركي" مساحة من الاطمئنان في المنطقة، مع ترقب ارتداداته الإيجابية على لبنان. لا توحي المعطيات الميدانية حتى اليوم أن وقف النار سيشمل الجنوب، بدليل تنفيذ إسرائيل جملة غارات في أكثر من نقطة فيه تحسباً لإطلاق صواريخ منه في اتجاه إسرائيل. ولم يكن إقدام إسرائيل على استهداف الصرّاف هيثم بكري ونجليه في كفردجال (النبطية) إلا إثباتاً لاستمرارها في ملاحقة كل من يمتّ إلى الحزب، وعدم الاكتفاء بمطاردة جناحه العسكري. للمزيد اضغط هنا أكّد انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب الإيرانيّة - الإسرائيلية أن مشكلة "الجمهوريّة الإسلاميّة" تختلف في العام 2025 عن مشكلتها في حرب 1980-1988، التي خاضتها مع العراق. في أساس الاختلاف أن الوضعين الإقليمي والدولي مختلفان كلّياً. كذلك، طبيعة العدو الذي تواجهه إيران. قبل 45 عاماً، كان في إيران وضع داخلي مختلف كلّياً. وقتذاك، خدمت الحرب مع العراق النظام الذي أقامه آية الله الخميني في 1979 مباشرة بعيد سقوط نظام الشاه، الذي لم يحسن الدفاع عن نفسه أمام مدّ الثورة الشعبية. للمزيد اضغط هنا وكتب عبدالوهاب بدرخان: وقف النار "لإنقاذ النظام" إذا استمر وقف النار بين إسرائيل وإيران اثنتي عشرة ساعة، فيمكن اعتبار الحرب منتهية. هذا ما توقعه دونالد ترامب بعدما حصل شخصياً على موافقة بنيامين نتنياهو، وبعدما جاءته موافقة طهران عبر الوسيط القطري. زاد ترامب أن إيران ستبدأ وقف النار ثم تليها إسرائيل، ومع أن هذا الترتيب بدا شكلياً بعدما اشترطت إيران وقف الهجمات الإسرائيلية أولاً، إلا أن مجلس الأمن القومي الإيراني لم يشأ أن يفوّت فرصة المرّة الأولى خلال حرب الـ12 يوماً التي يعرض فيها ترامب شيئاً آخر غير "الاستسلام غير المشروط". للمزيد اضغط هنا


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
طيارو القاذفات B-2 "الشبح" يروون كواليس عملياتهم... هذا أصعب ما واجهناه
كانت مهمة قصف 3 منشآت نووية في إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع مهمة جسيمة تطلبت من طياري قاذفات B-2 اختبار حدود التحمل البشري خلال مهمة استمرت 37 ساعة، بحسب تقرير لـCNN. وحلّقت 7 قاذفات "شبح"، تحمل كل منها فردين من أفراد الطاقم، دون توقف في واحدة من أطول الغارات الجوية مدّة في التاريخ العسكري الحديث. وبحسب التقرير، يُعد "ملفين ديل" من القلائل الذين يدركون معنى التواجد في قمرة القيادة خلال عملية ماراثونية كتلك التي نُفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع. كان الكولونيل المتقاعد في سلاح الجو جزءاً من طاقم B-2 الذي شارك في مهمة بأفغانستان 2001 استمرت 44 ساعة وتحمل الرقم القياسي لأطول مهمة جوية. ووصف ديل عملية يوم السبت بأنها "إنجازٌ مذهل". واستُخدمت أكثر من 125 طائرة في الهجوم، إلى جانب القاذفات الـ7 التي انطلقت شرقً ًمن قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب إيران، شملت المهمة أيضاً قاذفات B-2 أخرى حلقت غرباً، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وناقلات وقود متمركزة على طول مسارات القاذفات. وقال ديل: "الأمر الذي كان أكثر أهمية بالنسبة لي من أي شيء آخر هو أن 7 طائرات حلقت فوق المنطقة المستهدفة، ونفذت 7 غارات قصف مختلفة، كل ذلك في غضون 30 دقيقة". وعرض الكولونيل المتقاعد، الذي يشغل حالياً منصب مدير مدرسة دراسات الردع النووي المتقدمة في كلية القيادة والأركان الجوية التابعة للقوات الجوية، جوانب من مهمته في 2001، لكنه أوضح أنه يتحدث فقط من تجربته الشخصية، وليس لديه أي رؤية شخصية لغارة يوم السبت، ولا يتحدث نيابة عن وزارة الدفاع (البنتاغون). ونفّذت غارة ديل القياسية في الأيام الأولى من عملية "الحرية الدائمة"، التي أطلقها الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول لاستهداف تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". وكانت هناك حاجة لقاذفات بعيدة المدى وعالية الارتفاع مثل B-2 للانطلاقة الأولى فوق أفغانستان. استخدمتها واشنطن لقصف مخازن أسلحة الحوثيين... ما ميزات قاذفات B-2؟ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل الأربعاء غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز B-2 على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران. وخلال فترة عمله في وايتمان، دُرِّب الطيارون المؤهلون للمهمة على جهاز محاكاة طويل الأمد لمساعدتهم على تخطيط دورات نومهم، لكنها لم تستمر عادةً سوى 24 ساعة، وكانت أطول طلعة جوية نفذها ديل قبل رحلته القياسية 25 ساعة. وتم تحديد أطقم القاذفات للمهمة مسبقاً، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن موعد أو حتى ما إذا كانت العملية ستُنفّذ. وقال ديل إن الأطباء أعطوا الأطقم حبوباً منومة لمساعدتهم على الراحة في الأيام التي سبقت العملية: "كنا نعلم أنه إذا اتخذ الرئيس القرار، فسنُحلّق في الليلة الثانية". في يوم مهمته، استيقظ ديل، قائد المهمة، قبل موعد إقلاعه بـ3 إلى 4 ساعات للمشاركة في جلسات إحاطة مع طياره وطاقم طائرة B-2 الأخرى في تشكيلتهم، وانطلقوا غرباً على متن قاذفة الشبح "روح أميركا". وفي الساعات الفاصلة، كان أفراد الطاقم يتناوبون على النوم في سرير صغير خلف مقاعد قمرة القيادة. قال ديل: "ربما قاموا بتطويره في السنوات العشرين الماضية إلى شيء أكثر راحة، ولكنه كان سريراً مُعدّلاً خلف الطيارين، حيث يمكن لعضو الطاقم غير الجالس في المقعد إخلاءه وأخذ قسط من الراحة لمدة 3 أو 4 ساعات تقريباً بين عمليات التزود بالوقود". وأضاف: " قد يكون النوم صعباً، ومن الواضح أن أي شخص يخوض معركة يعاني من مستوى من القلق، لكنك ستحصل في النهاية على قسط من الراحة، لمجرد أن جسمك سيحتاج ذلك". وقال ديل: "كان لدى طبيب الرحلة ما نسميه حبوب النوم المسموح باستخدامها". وتُعد طائرة B-2، التي تصنعها شركة نورثروب غرومان، واحدة من أغلى القاذفات وأكثرها تطورً ًلكن وضع دورات المياه كان بدائياً، وكان هناك مرحاض كيميائي على متن الطائرة، لكن الطيارين استخدموه فقط لما وصفه ديل بـ"حالات طوارئ أكثر إلحاحاً" لتجنب امتلائه. لم يكن هناك فاصل بين هذا المرحاض ومقاعد الطيارين، وقال: "الخصوصية هي أن يتجاهل الطيار ذلك". لكن الارتفاعات العالية وقمرة القيادة المضغوطة يمكن أن تُسبب جفافاً للطيارين، وكان شرب الماء أمراً بالغ الأهمية، وقدر ديل أنه والطيار الآخر كانا يشربان حوالي زجاجة ماء كل ساعة، وكانا يتبولان في "أكياس التبول". وكان ديل والطيار الآخر يمضيان وقتهما في حساب كمية ووزن الأكياس المملوءة بالبول التي تراكمت لديهما: "هذه هي الأشياء التي تفعلها عندما يكون لديك 44 ساعة، أليس كذلك؟". كما أحضر كلا الطيارين غداءً وقُدِّمت لهما وجبات مُخصصة للطيارين لتناولها أثناء الطيران لكن الجلوس في وضع ثابت لعشرات الساعات- كان هناك مساحة للتجول قليلاً في قمرة القيادة، ولكن ليس بما يكفي لممارسة الرياضة- لا يحرق الكثير من الطاقة، ولا يتذكر ديل تناول الكثير من الطعام. وحلّقا بطائرتهما عبر المحيط الهادئ وجنوب الهند قبل أن يتجها شمالاً نحو أفغانستان، وتم تزويد الطائرة بالوقود عدة مرات في الجو. وبمجرد أن بدأت الشمس بالغروب، تناول ديل أحد الأمفيتامينات التي أعطاه إياها طبيب الطيران ليبقى متيقظاً. وأسقط الطاقم حمولتهم فوق أفغانستان، حيث أمضوا حوالي أربع ساعات إجمالاً فوق البلاد قبل المغادرة، ولم يكن من المقرر في البداية أن تستمر مهمة ديل 44 ساعة، ولكن بمجرد مغادرتهم المجال الجوي الأفغاني، أُمروا بالعودة جواً لإجراء غارة أخرى بالقنابل. وتلقى ديل جرعة زائدة أخرى أعطاها له طبيب، وبعد الجولة الثانية، هبط الطاقم في دييغو غارسيا، وهي قاعدة عسكرية على جزيرة تبعد حوالي 1100 ميل جنوب غرب الهند. وخلال جلسة استماع للمهمة، عُرض على الطيارين فيديو للأهداف التي ضربوها، ثم تناولوا وجبة طعام، واستغرقوا حوالي ساعة للاسترخاء، ثم ناموا أخيراً. "أكثر لحظة سريالية" وقال ستيفن باشام، وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو حلّقت طائرات B-2 فوق صربيا 1999، في أول استخدام لها في القتال، لـCNN أن الإقلاع كان على الأرجح "أكثر لحظة سريالية" في حياة الطاقم في غارة نهاية الأسبوع. وأضاف: "هم في الواقع ينفذون مهمة لا يعلم بها أحد في العالم، ولكنها تحدث لقلة قليلة". وأحد الجوانب الفريدة لمهمة يوم السبت هو الحمولة التي كانت تحملها كل طائرة: قنابل GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة التي تزن 30 ألف رطل، والمُصممة لاختراق أعماق الجبال التي قال مسؤولون أميركيون إنها تُعزز جوانب البرنامج النووي الإيراني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القنبلة في القتال، وطائرات B-2 فقط هي القادرة على حمل هذا النوع من القنابل، وحملت 7 قاذفات ما مجموعه أكثر من 12 قنبلة. وقال باشام إن تأثير الخسارة المفاجئة لعدة أطنان من الوزن على كل طائرة كان على الأرجح ضئيلاً على طائرة متطورة مثل B-2. وأضاف أن عمليات التزود بالوقود في طريق العودة إلى ميسوري كانت على الأرجح من أصعب ما واجهه الطاقم المُنهك على الإطلاق، لكن "الشيء الوحيد الذي سيرفع معنوياتهم هو أنهم سيدخلون ساحل الولايات المتحدة مرة أخرى وسيحصلون على الترحيب بالعودة من مراقب جوي أميركي".