
المجندة أغام بيرغر تروي تفاصيل جديدة بشأن فترة تواجدها في أسر حماس
روت المجنّدة أغام بيرغر، التي أفرجت عنها كتائب القسام، يوم 30 جانفي الماضي، تفاصيل جديدة بشأن تواجدها في أسر حماس لخمسة عشر شهرا كاملة، معربة عن تأثرها بسماع الجدل الذي كان دائرا في تل أبيب بشأن صفقة التبادل.
وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، تحدثت بيرغر عن لحظة إطلاق سراح زميلاتها المجندات من أبراج المراقبة، وهن: 'ليري الباغ، نعمة ليفي، كارينا أرييف، ودانييلا جلبوع'.
وقالت بيرغر التي أسرت في أول يوم عمل لها مع جيش الاحتلال: 'أخبروا ليري أنها ستصور فيديو، لم أكن أعلم أنها ستعود إلى المنزل، ولم تكن تعرف هي أيضا. أدركت ذلك لاحقا، كنت قد أعددت لها مفاجأة بمناسبة عيد ميلادها وانتظرت عودتها'.
وأوضحت أنها كانت تتابع المستجدات في تل أبيب عبر الراديو، حيث سمح لهن خلال أشهر معينة بالاستماع إلى الأخبار.
وأضافت: 'كان من الصعب سماع الحديث عن (سعر الصفقة)، وكأن حياتنا ليست ذات قيمة كافية'، مشيرة إلى أن لحظة تلقيهن صحيفة كانت فارقة، حيث أتاحت لهن فرصة فهم ما حدث في السابع من أكتوبر.
وبخصوص الإفراج عنها قالت: 'كان يوم ثلاثاء حين تم إبلاغي بأني سأعود إلى المنزل.. انتظرت هذه اللحظة طويلا، ولم أستطع استيعاب الأمر، كنت أعد الساعات حتى الإفراج'.
وأضافت فيما يتعلق بظروف أسرها: 'الوجبات كانت تتكون غالبا من الأرز والخبز، لكنها كانت كافية'، مردفة: 'في البداية كنت جائعة، ثم اعتدت على تناول وجبتين فقط يوميا'.
وفي وقت سابق، تحدثت بيرغر، عن كيفية تعامل حماس مع الأسرى في عيد الفصح، حيث قالت في تصريحات نقلتها صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، إن عناصر من كتائب القسام، قدموا لها وزميلاتها 'كتاب صلاة' خلال احتجازهن، مما أتاح لهن أداء الشعائر الدينية والاحتفال بعيد الفصح.
وأضافت: 'قبل نحو عام، فوجئ الأسرى بمسلحين من حماس يعطونهم أشياء مختلفة، بما في ذلك سيدور (كتاب الصلوات اليهودية الذي يُستخدَم في الصلوات اليومية والأعياد)'.
وأردفت: 'لا نعرف كيف حدث ذلك، لكنهم أحضروا لنا بعض المواد من بينها كتاب الصلوات'.
وتابعت: 'لم يكن الأمر مجرد مصادفة بل جاء عندما كنا بحاجة إليه'. ولفتت إلى أنها وزميلاتها كن يتابعن التواريخ عبر الراديو والتلفاز، مما ساعدهن على تحديد مواسم الأعياد اليهودية أثناء الأسر.
وأوضحت أنها تمكنت من الاحتفال بعيد الفصح، ورفضت تناول الخبز المخمر، قائلة: 'طلبت دقيق ذرة وأحضروه لي'، كم أكدت أنها تمكنت من الصيام خلال عيد الغفران وصوم 'أستير' (يصومه اليهود في اليوم الذي يسبق عيد المساخر).
من جانبها، نقلت صحيفة 'معاريف' عن بيرغر، إنها كانت تحافظ على يوم السبت في الأسر، فكانت تحرص على عدم مشاهدة التلفاز أو الاستماع للراديو.
وأضافت: 'كانت هناك فترة كان مقاتلو حماس يحضرون لنا الشموع قبل السبت'.
وشموع السبت، طقس في اليهودية يتم فيه إشعالها في مساء الجمعة قبل غروب الشمس تمهيدا للدخول في السبت المقدس.
وقبل تصريحاتها بأيام وجّهت بيرغر رسالة خاصة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الإفراج عنها، كما ظهرت هي ورفيقاتها الثلاثة في حضرة رئيس أركان جيش الدفاع، هيرتسي هاليفي في صورة أثارت جدلا واسعا.
ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر موقعه للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشيال' مقطع فيديو للمراقبة أغام بيرغر التي أفرجت عنها المقاومة يوم 30 جانفي 2025، حيث شكرته على عمله لصالح الأسرى.
وقالت بيرغر: 'بفضلك، عدنا إلى الوطن. لا يزال يتعين علينا أن نتذكر أن هناك أشخاصًا آخرين هناك يعتمدون عليك حقًا وينتظرون فقط أن تنقذهم من هناك'.
وأضافت: 'إنهم ينتظرون منك مساعدتهم ولديك القوة للقيام بذلك'، طالبة منه عدم التوقف عن التصرف حتى يعودوا جميعا إلى ديارهم، أحياء وموتى، في أقرب وقت ممكن.
وتابعت: 'لقد مررت بالكثير من الأشياء الصعبة.. هناك الأيام لا تمر.. لا تتحرك.. كل ليلة وكل يوم يبدو وكأنهما إلى الأبد. هكذا يشعر الناس هناك'.
بعدما لفتت الأنظار بتحيتها على المنصة وبزيها العسكري أثناء تسليمها في جباليا.. المجندة الإسرائيلية أغام بيرغر توجه رسالة لترمب: أنت أملنا وشكرا لجهودك #إسرائيل #أميركا #الحدث pic.twitter.com/czkJXJ946m
— ا لـحـدث (@AlHadath) February 18, 2025
من جانب آخر، ظهرت المجندات الأربعة المفرج عنهن من قطاع غزة، إلى جانب هيرتسي هاليفي منذ أيام قليلة، حيث اعتذر لهن على عدم أخذ تحذيراتهن قبل عملية طوفان الأقصى على محمل الجد، وأيضا لأسرهن الطويل، حسبما أفادت صحف عبرية.
والتقى هاليفي مع أغام بيرغر، وليري الباغ، ونعمة ليفي، وكارينا أرييف، اللواتي أفرجت عنهن حماس بعد حوالي 15 شهرًا من الأسر، فيما تغيبت دانييلا جلبوع عن الاجتماع.
وقال هاليفي في الاجتماع بخصوص المجندات: 'لقد كان من الخطأ عدم أخذ تحذيراتهن على محمل الجد، لقد كنّ مراقبات رائعات'، ثم اعتذر منهن عما عانينه في فترة الأسر، ولكن ما كان لافتا في الصور هو نظراتهن إليه والتي تعكس عدم رضاهن.
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل فقد تحدث المجندات عن المخاطر التي تعرضن لها خلال فترة الأسر، حيث كدن يفقدن حياتهن بسبب القصف العشوائي الذي نفذه جيش الاحتلال على قطاع غزة، قائلة: 'كنا على وشك الموت أكثر من مرة بسبب القصف الإسرائيلي، ونجونا في اللحظة الأخيرة'.
وزعمت وسائل إعلام عبرية أن المجندات العاملات كمراقبات للحدود أبلغن عن علامات نشاط مشبوه على طول حدود غزة، ولم يتخذ كبار الضباط الذين تلقوا التقارير أي إجراء، كما رفض مسؤولو الاستخبارات المعلومات باعتبارها غير مهمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
منذ 9 ساعات
- خبر للأنباء
القتال تحت الأنقاض.. كيف تحافظ حماس على قوتها رغم الدمار الإسرائيلي؟
ودأبت إسرائيل على نشر تقارير شبيهة، على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي في أكثر من مرة نجاحه في تفكيك كثير من قدرات «حماس». كان رئيس أركان الجيش السابق، هيرتسي هاليفي، قد أعلن عن هزيمة لواء رفح في «حماس»، وحينما تولى إيال زامير المنصب خلفاً لهاليفي، قالت مصادر عسكرية إن اللواء لم يهزم بعد، ليخرج زامير يوم الأحد، ويقول إنه «تمت هزيمة لواء رفح، وستتم هزيمة لواء خان يونس أيضاً» في إشارة منه لبدء عملية جديدة في المحافظة، على غرار ما فعلت قواته برفح من تدمير كامل وسيطرة عليها. وحسبما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، فإنه «لا يزال هناك نحو 40 ألف مسلح من كافة الفصائل في قطاع غزة، إلى جانب شبكة أنفاق واسعة النطاق». ولا تلقي التصريحات الإعلامية لكبار قادة الجيش الإسرائيلي، الضوء، على حقيقة قدرات «حماس»، على ما يبدو؛ إذ إنه بعد أشهر طويلة من القتال في رفح، أعلنت «كتائب القسَّام» الذراع العسكرية لـ«حماس» عن تنفيذ سلسلة عمليات، خلال الأسابيع الماضية، أدت لمقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وبعضها باستخدام الأنفاق، الأمر الذي جدد التساؤلات حول القدرات الحقيقية للحركة. «إظهار القدرات رهن بالوقت المناسب» تقول مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن «التصريحات الإسرائيلية من المستويين السياسي أو العسكري بشأن تقييم قدرات الحركة ليست بالجديدة، والحركة لا تهتم لها، وتركز حالياً على مواجهة (المحرقة) التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة بحق السكان». ومع تشديدها على عدم ذكر تقديرات جغرافية أو عددية لقوام مقاتليها، تقول المصادر: «نحن نُظهر القدرات بالشكل والوقت المناسبين للظروف الميدانية والسياسية، وبما لا يشكل خطراً على المدنيين الفلسطينيين من جانب، في حال قررت إسرائيل الرد على موقع الهجوم». لكن يبرز من بين أهم قدرات «حماس» سلاح الأنفاق؛ إذ نقلت «القناة 12» العبرية عن مصادر إسرائيلية قولها في أبريل (نيسان) الماضي، إن التقييمات الأمنية تشير إلى أنه «لم يتم تدمير سوى 25 في المائة فقط من أنفاق (حماس)». وبسبب طبيعتها السرية، فإن التقديرات متباينة تجاه تحديد ماهية وعدد أنفاق غزة؛ فهي «شبكة ضخمة عددها 1300 نفق، تقع في عمق يصل في بعض المناطق إلى 70 متراً تحت الأرض، ويبلغ طولها 500 كيلومتر»، وفق التقديرات الفلسطينية. وتؤكد المصادر أن الحركة «ما زالت تمتلك بعض الأنفاق، منها التي تستخدم بشكل دفاعي أو يتم تجهيزها لتنفيذ هجمات ضد القوات الإسرائيلية، وبعضها مخصص للتحكم والسيطرة والقيادة، وبعضها مخصص لاحتجاز المختطفين الإسرائيليين، بهدف حمايتهم من أي غارات إسرائيلية، ولمنع تتبعهم». وتوضح المصادر أن إسرائيل لم تنجح في تدمير جميع الأنفاق، رغم أنها دخلت غالبية مناطق قطاع غزة، وعملت فيها أشهراً كانت تعمل خلالها في كل شبر، محاولةً الوصول لمقدرات المقاومة، إلا أنها لم تنجح في ذلك. القدرات الصاروخية ورفضت المصادر، تأكيد أو نفي الرواية الإسرائيلية بشأن احتفاظ «حماس» بقدرات صاروخية، او حتى تصنيع جديدة، مؤكدةً في الوقت ذاته أن هذا الأمر يُعدُّ سراً أمنياً للحركة. لكن المصادر اكتفت بالقول إن «(القسام) لديها بعض الصواريخ، والأنفاق، والعبوات الناسفة، والصواريخ المضادة للدروع بأنواع مختلفة، بينما (مهندسو المقاومة) يعملون بالقدرات المتوفرة لهم لصنع مزيد منها باستغلال الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر، وغيرها من الأدوات الممكن استخدامها ضد قوات الاحتلال، حسب الحاجة لذلك». وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، كما ذكر موقع «واللا» العبري، فإن «حماس» تملك «مئات الصواريخ على الأقل» لكن المنظمة امتنعت مؤخراً عن إطلاقها من مناطق يوجد فيها مواطنون، بسبب المخاوف من إلحاق الضرر بالسكان.


الشروق
منذ 19 ساعات
- الشروق
النحر أو الانتحار.. أيهما سيختار؟
مع اشتداد الضغوط، من كل حدب وصوب، على حكومة الكيان، في استفاقة دولية أوروبية متأخرة، تبدو كأنها نوعٌ من تبرئة الذمة، تتجه الضغوط الأمريكية الناعمة، بعد أن ظلت لأشهر تواطؤا و'مشاركة نائمة'، قاسية وفعالة، كان الهدف منها تدمير غزة وترحيل شعبها، بعنوان تحرير الرهائن وهزيمة حماس. بداية الضغوط الأمريكية على نتنياهو، بدأت مع الملف النووي، عندما استدعاه ترمب إلى البيت الأبيض على عجل، ليشركه في رغبة الإدارة الأمريكية في إجراء مفاوضات شبه مباشرة مع إيران، وأن على الكيان ألا يفسد هذا التوجُّه بأيِّ حماقة أو تصعيد. بالمقابل، أعطاه مهلة للتوصل إلى حل سريع في غزة يبدو أن كان إلى حدود بداية شهر جوان. عاد رئيس وزراء الكيان مضغوطا نفسيا، غير مرتاح كليا لنهج ترمب في الملف النووي الإيراني، وتظاهر أن يسمع لترمب، لكنه فعليا كان يفعل عكس ذلك تماما، سواء في غزة أم سورية أم إعلاميا وداخليا مع الملف الإيراني. النتيجة، كانت أن أوقف ترمب حربه على اليمن بطلب منه وبوساطة عمانية، وترك الكيان وحده في مواجهة صواريخ والطائرات المسيَّرة لأنصار الله في اليمن، كرسالة أولية مفادها أننا قد نتخلى عن دعمك جزئيا وبشكل تدريجي إذا تماديت في عدم الخضوع لولي نعمتك، من تبناك ودعمك بشكل غير مسبوق. كما كان واضحا، ضغط ترمب الناعم على نتنياهو في الملف السوري، لكن رئيس وزراء الكيان مضى في تجاهل نصائح ترمب، حتى ولو بدا أنه يتعامل مع تركيا كما أوصاه بها ترمب: تعاملات تكتيكية على الأرض السورية، تفاديا لوقوع احتكاك مباشر بينه وبين تركيا، لكن العدوان استمر على سورية حتى وإن خفّت حدّته مؤخرا، ربما لأنه وجد أن دمّر كل شيء ولم يبق شيء قابلا للتدمير في سورية. في هذا الملف بالذات، رأينا ترمب، في أثناء جولته الخليجية، التي جمع فيها آلاف المليارات من الدولارات في شكل استثمارات على مدى السنوات المقبلة، يعلن رفع العقوبات عن دمشق ما فاجأ حتى المقرّبين منه في إدارته، وبدأ في تسريع إجراءات ذلك، تمهيدا لعلاقات ثنائية تدرّ استثمارات كبرى على الولايات المتحدة، في محاولة منه إخراج سورية من تحت عباءة روسيا سابقا، وإدخالها العهد الإبراهيمي المبشَّر به في المنطقة ككل. هذا ما تحاول فعله أيضا مع إيران، بعد التوصل إلى حل تفاوضي لملفها النووي: إنها تبحث عن إدماج إيران الطيّعة المطبّعة، الشغوفة بالاستثمارات الأمريكية ورفع العقوبات وازدهار اقتصادها. هذه هي تصورات ترمب، التي تتصادم مع طموحات العدو الصهيوني وتصورات حكومة اليمين الديني في الكيان، الطامعة في الهيمنة على المنطقة انطلاقا من جغرافيا وتاريخ توراتي، بما في ذلك الاستيلاء على القدس والضفة بأكملها، ونهاية تاريخ الوجود الفلسطيني على أرضه. تصادمٌ لا يمكن تفاديه، وقد بدأنا نرى تجليات ذلك ووقعه على الصراع الداخلي، داخل البينية الاجتماعية في الكيان، والذي قد ينبِّئ بانهيار داخلي على مراحل، إن لم يسارع ترمب إلى إنقاذ الكيان من الزوال على يد عصابة الإجرام المشهود الذي فضحها أمام الرأي العامّ العالمي الأوربي والأمريكي، وهو أمر لا يمكن ترقيعه وتجميله ببساطة. ما يعمل عليه الضغط الأمريكي مؤخرا، هو الوصول إلى صفقة مع حماس لوقف الحرب وليس مجرّد وقف إطلاق نار مؤقت لأخذ مزيد من الأسرى ثم العودة إلى الحرب كما يريد نتنياهو، الذي لم يعد يملك من الأوراق إلا الانتحار السياسي أو نحر شعب برمّته مع أسراه.


الخبر
منذ 21 ساعات
- الخبر
عنصرية وشتم للرسول .. مستوطنون يستبيحون الأقصى
استباح آلاف المستوطنين، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك وأزقة البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، ضمن ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام" التي تُنظم سنويًا في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967. ووثقت دائرة الأوقاف الإسلامية اقتحام 2092 مستوطنا لباحات المسجد منذ ساعات الصباح، بينهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل في دولة الاحتلال إسحاق فاسرلاوف، وعدد من أعضاء الكنيست من أحزاب "الليكود" و"الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية". وحسب ما نقلت "شبكة القدس الإخبارية"، رافقت الاقتحامات طقوسا تلمودية ورفع أعلام الاحتلال وأداء حلقات رقص وغناء داخل المسجد، في ظل إغلاق أبواب الأقصى أمام الفلسطينيين ومنع وصول المصلين باستثناء أعداد محدودة. ومع حلول المساء، احتشد مئات المستوطنين في منطقة باب العامود، ورفعوا لافتات كتب عليها: "1967 القدس بأيدينا.. 2025 غزة بأيدينا"، و"لنسوي غزة بالأرض"، مرددين هتافات عنصرية منها: "الموت للعرب" و"مات محمد"، وسط رقصات وشتم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما انتشر المستوطنون في باب الساهرة وحي الصوانة وشوارع البلدة القديمة، حيث ارتكبوا اعتداءات بحق المقدسيين، من بينها الاعتداء على مسن في الحي الإسلامي، ورش غاز الفلفل على أحد الشبان عند باب الساهرة، بينما اعتُقلت الصحفية ثروت شقرة خلال تغطيتها في منطقة جبل الزيتون. في سياق متصل، عقد رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو اجتماعا لحكومته في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى احتلال القدس. وقال نتنياهو إن حكومته ستواصل "العمل على تعزيز الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مشيرا إلى ضخ مليارات من الأموال في مشاريع تهويدية تشمل البنية التحتية والتعليم والنقل والسياحة. قال الشيخ عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى، إن الاحتلال فرض حصارًا على المدينة القديمة ومنع المسلمين من الوصول للأقصى، بينما فُتحت الأبواب للمستوطنين، مؤكدًا أن ما جرى اليوم يمثل "كارثة حقيقية"، وعبّر عن أسفه لـ"غياب ردود فعل بحجم المخاطر التي يتعرض لها المسجد". من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من تفجر الأوضاع في المنطقة، وقال نبيل أبو ردينة إن استمرار عدوان الاحتلال، سواء في غزة أو من خلال اقتحامات الأقصى، سيؤدي إلى "انفجار شامل في المنطقة". ووصفت حركة "حماس" اقتحام بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى بـ"الانتهاك الصارخ لقدسية المسجد ومحاولة لفرض التهويد الكامل"، مؤكدة أن ما جرى هو "حلقة جديدة في مسلسل التقسيم المكاني والزماني للمسجد".