
ترامب يضيّق الخيارات على إيران: استمرار الحرب أو القبول بـ"فرساي" نوويّة
منذ بدء إسرائيل حربها على إيران الجمعة الماضي، راوحت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين التهديد بالتدخل المباشر، وإبقاء نافذة الديبلوماسية مفتوحة. لكن الديبلوماسية محكومة هذه المرة بالحرب الإسرائيلية، وبالاقتراح الأميركي الذي سلمته واشنطن لطهران قبل أسبوعين، الذي يحرم إيران من حق تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
عاد ترامب على عجل من قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا، ليس من أجل العمل على وقف للنار بين إيران وإسرائيل، كما غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى العكس من ذلك، طلب ترامب من سكان طهران الخروج منها "حرصاً على سلامتهم"، ومن ثم أعقب نبرته الإنذارية، بالحديث عن إمكان عقد اجتماع بين مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ليتوّج ذلك مساء الثلاثاء بطلب "استسلام غير مشروط" من إيران، ملوّحاً بأن المرشد الأعلى علي خامنئي "هدف سهل" لكن "لن نقضي عليه في الوقت الحالي".
جاء ذلك، بعد تقارير نشرتها "رويترز" وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن طلب إيران من وسطاء عرب إبلاغ ترامب رغبة الجمهورية الإسلامية في العودة إلى المفاوضات، مع الاستعداد لإبداء مرونة، شرط توقف الهجمات الإسرائيلية.
وردّ ترامب بوضوح أنه لن يطلب من إسرائيل تخفيف الهجمات، وأن المفاوضات يتعين أن تجري من دون شروط، وأنه "كان ينبغي لإيران أن توقع على الاتفاق الذي طلبت منهم التوقيع عليه"، في إشارة إلى الاقتراح الأميركي الذي تلى انعقاد جولة المفاوضات الخامسة في روما في 23 أيار/ مايو الماضي.
من دون مواربة أو إنكار، فإن ترامب الذي كان يستخدم التهديدات الإسرائيلية كرافعة له خلال جولات التفاوض مع إيران، يستخدم الآن الآلة العسكرية الإسرائيلية لانتزاع موافقة إيران على ما لم توافق عليه قبل الحرب.
هناك رافعة أخرى، يستخدمها ترامب، ألا وهي التلويح بالدخول المباشر في الحرب وليس الاكتفاء بحماية إسرائيل. وفي هذا السياق، جاء الدفع بحاملة طائرات أميركية ثانية إلى المنطقة، مع نشر المزيد من المقاتلات والجنود في الشرق الأوسط. يترافق ذلك مع تحذيرات موجهة إلى إيران من المس بالأصول الأميركية في المنطقة.
ومع إشادة ترامب بأداء إسرائيل في الحرب، فإنه يتمهل في الاستجابة لطلب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بأن تعمد أميركا إلى تدمير منشأة فوردو قرب قم، بما يمنحه "صورة النصر" التي يبحث عنها ليقول إن الحرب قد حققت أهدافها ويتوج "ملكاً" على إسرائيل ويمحو صورة 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
لكن الرئيس الأميركي يحاذر التورط في نزاع مباشر مع إيران، حتى لا ينزع عنه صورة "صانع السلام" من جهة، ومن جهة أخرى لاعتقاده بإمكان حمل إيران، بعد الخسائر التي مُنيت بها، على التوقيع على اتفاق تتخلى بموجبه إرادياً عن حق تخصيب اليورانيوم، أي على ما يشبه "فرساي نووية".
هذا ما يفسر إعطاء ترامب فرصة لإسرائيل كي تواصل الضغط عسكرياً، مراهناً على أن القيادة الإيرانية لا بد أن تصل، في نهاية المطاف، إلى الاقتناع بأن التخلي عن البرنامج النووي قد يكون أقل الخيارات سوءاً في هذه المرحلة.
هل هذا الاحتمال وارد؟ على ذلك، يجيب مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فائز، بأنه "بالنسبة للإيرانيين، فإن الشيء الوحيد الأكثر خطورة من المعاناة من القصف الإسرائيلي، بحسب وجهة نظرهم، هو الاستسلام للشروط الأميركية".
يفتح الموقف الأميركي الباب واسعاً أمام نتنياهو لتصعيد الحرب، وصولاً إلى احتمال الإقدام على اغتيال المرشد خامنئي، وإنذار سكان طهران بمغادرتها، لمضاعفة أعباء الحرب على الحكومة الإيرانية.
وبقدر ما تراهن إسرائيل وأميركا على أن الحرب ستولد دينامية ضد النظام في الداخل، من احتجاجات على غرار ما حدث في 2022 و2019 و2009، أو حصول انشقاقات في أقاليم مثل أذربيجان أو كردستان، فإن ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين والسعي إلى إذلال إيران، قد يؤجج الشعور القومي لدى الإيرانيين، حتى من قبل أولئك الذين لا يعرف عنهم تأييدهم للنظام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
الولايات المتحدة: وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض رفضاً لانخراط البلاد في الحرب على إيران
نُظمت وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض في واشنطن رفضاً لانخراط الولايات المتحدة في الحرب على إيران وتنديداً بالعدوان، كما نُظمت وفقة أخرى في هذا الإطار في نيويورك. وأوضح مراسل الميادين أنّ المتظاهرين ينددون بموقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من الحرب على إيران، مؤكدين أنّ أموال دافعي الضرائب لا ينبغي لها أن تذهب إلى تمويل الحروب وأن تدعم "حرباً جديدةً مكلفة". واعتبر المتظاهرون أيضاً أنّ الحرب على إيران ستكون مكلفةً للجنود الأميركيين الذين يتواجدون في تلك المنطقة، و"أصبحوا معرضين للخطر". اليوم 00:08 18 حزيران وأضاف أنّ المتظاهرين ينتقدون سكوت إدارة ترامب بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، مطالبين بـ"تحرّك حقيقي لوقف كلّ أشكال الدعم الأميركي لإسرائيل". وأكد مراسلنا أنّ ذلك هو ضمن سلسلة من التحركات الاحتجاجية التي تشهدها مدن أميركية. "آلاف الجنود الأميركيين الموجودين في المنطقة ينتقدون انخراط الولايات المتحدة في الحرب على #إيران."مراسل #الميادين محمد كريم #الوعد_الصادق_٣ هذه التحركات في ظل عدم اتخاذ ترامب "قراراً نهائياً بشأن انخراط الولايات المتحدة في الحرب على إيران"، وفق تعبيره. وأوضح ترامب أنه لم يتّخذ قراراً بشأن ضرب منشأة "فوردو" النووية الإيرانية.


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
تراجع أسهم أوروبا وسط التوتر في الشرق الأوسط وترقب قرار المركزي الأمريكي
انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء مع ترقب المستثمرين قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية واستمرار التوتر في الشرق الأوسط، مما زاد من حالة الضبابية في السوق. وأغلق المؤشر ستوكس 600 منخفضا 0.4 بالمئة، مسجلا أدنى مستوى له خلال شهر واحد تقريبا. تواصلت الهجمات الصاروخية والغارات بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي وسط مخاوف من تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر بعد أن طلب الرئيس دونالد ترامب 'استسلام إيران غير المشروط'، وهو ما رفضه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. كانت أسهم قطاع الدفاع من بين أكبر الرابحين على المؤشر بمكاسب بلغت 0.6 بالمئة. وابتعد المتعاملون عن الأصول التي تنطوي على مخاطر قبيل اجتماع المركزي الأمريكي المقرر الساعة 1800 بتوقيت جرينتش وسط توقعات واسعة النطاق بأن يبقي المسؤولون على أسعار الفائدة ثابتة. وقال إيبيك أوزكارديسكايا كبير المحللين في بنك سويسكوت السويسري 'زيادة حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري يعني أن توقعات المركزي الأمريكي للنمو والتضخم ربما تفتقر إلى الدقة'. وجاء أداء مؤشرات البورصات الرئيسية الأخرى متباينا إلى حد كبير. وأغلق المؤشر فايننشال تايمز في لندن مرتفعا 0.1 بالمئة بعد أن أظهرت بيانات أن التضخم البريطاني تراجع وفقا للتوقعات في مايو أيار. ويترقب المستثمرون الآن قرار بنك إنجلترا المركزي بشأن سعر الفائدة غدا الخميس. وخفض البنك المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي إلى اثنين بالمئة من 2.25 بالمئة، وهو ما جاء متماشيا مع التوقعات. ومع ذلك، انخفض المؤشر القياسي في ستوكهولم 0.1 بالمئة. كان قطاع الرعاية الصحية أكبر الخاسرين على المؤشر ستوكس 600 متأثرا بانخفاض بلغ واحدا بالمئة لسهم شركة نوفو نورديسك. ويتوقع بنك باركليز أن يصل المؤشر ستوكس 600 في نهاية عام 2026 إلى 620، مشيرا إلى إجراءات التحفيز الألمانية وخفض أسعار الفائدة بوصفها دوافع رئيسية لهذه النظرة المتفائلة. وهوى سهم شركة التعهيد الفرنسية تي.بي 13.6 بالمئة إلى ذيل المؤشر ستوكس 600 بعد إعلان الشركة أهدافا جديدة متوسطة الأجل. وقفز سهم جيريسهايمر 6.3 بالمئة بعد أن قالت الشركة الألمانية لصناعة العبوات الطبية إنها أُبلغت بأن شركة كيه.بي.إس كابيتال بارتنرز لا تزال تجري محادثات مع شركة ووربرج بينكوس بشأن عرض استحواذ مشترك محتمل.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
ترامب يفكر بضرب 'فوردو'.. وهذا ما ينتظره قبل التنفيذ
كشف مصدر لشبكة 'إي بي سي'، ليل الاربعاء – الخميس، عن أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يفكر بضرب منشأة 'فوردو' وهناك استعدادات لذلك. وأضاف المصدر: 'ترامب ينتظر إعلان طهران وقف برنامجها النووي قبل قرار الضربات'. وتابع: 'الهجوم الأميركي المحتمل على منشأة 'فوردو' لن يكون ضربة واحدة فقط بل عدة ضربات'. بدورها، نقلت وكالة 'أ. ب.' عن مسؤول بريطاني، قوله إن 'لا وضوح بشأن خطة الولايات المتحدة ونعتقد أن جميع الخيارات مطروحة'. ومن جهته، أفاد موقع 'أكسيوس' نقلًا عن مسؤولين أميركيين، بأن ترامب لا يريد أن يجر الهجوم على إيران البلاد إلى حرب طويلة الأمد. وفي حين، أكد مسؤولون في البنتاغون لترامب نجاح أي هجوم على منشأة فوردو النووية. وقال مسؤول أميركي آخر لـ'أكسيوس'، إن الرئيس يعتقد أن الحفاظ على الغموض يزيد من الضغوطات على إيران.