
هكذا يستطيع ترمب معالجة مشكلة إيران والشرق الأوسط
لكنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة فترة تفاؤل شبيهة بهذه: فهذا ما حصل بعد حرب يوم الغفران أو حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 أو هزيمة إيران وبعدها العراق بين 1988 و1991، وإطاحة "طالبان" في 2001. وفي كل حال من هذه الحالات، بلغ الشرق الأوسط مرحلة خطرة جداً دفعت بالولايات المتحدة إلى القيام بتدخل ناجح، تبعته حملات دبلوماسية لتثبيت مراحل الاستقرار هذه. ومن الأمثلة على ذلك اتفاقية كامب ديفيد التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل، وتوقيع إسرائيل والأردن في وقت لاحق على اتفاقية سلام بينهما.
لكن بعد فترات سلام قصيرة، كانت المنطقة تعود لتقع في براثن الفوضى مجدداً. في البداية، قامت الثورة الإيرانية، وتبعها الغزو السوفياتي لأفغانستان في 1979. ثم بعد عام 2000، انهارت اتفاقية أوسلو التي شقت الطريق أمام مسار سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما لبث أن انهار في عام 2000، فيما دام الاجتياح الأميركي لأفغانستان بعد هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) أعواماً عدة، كما حصل مع الاجتياح السوفياتي في السابق، وانتهى الأمر بعودة "طالبان" إلى السلطة. أما غزو العراق، فقد آذن ببداية عقدين من الصراعات التي شملت حرباً غير مباشرة مع إيران ومواجهة مباشرة ضد تنظيم الدولة، أو "داعش"، المتفرع من تنظيم "القاعدة".
شهد هذا التاريخ إخفاقات لعقود في السياسات الأميركية. نجحت الولايات المتحدة على مدى أعوام طويلة في الحيلولة دون الهيمنة العدوانية على الشرق الأوسط لكن سياسة الاحتواء في تلك المنطقة اختلفت بصورة كبيرة عما هي عليه في آسيا وأوروبا. ففي نهاية المطاف، نجحت الدول الآسيوية والأوروبية في إنشاء مؤسسات محلية وأنظمة تعاون إقليمية ثابتة، مما سمح للولايات المتحدة بإيلاء الأولوية لتنظيم الأمن المشترك ضد الصين وروسيا. لكن في الشرق الأوسط، اضطرت الولايات المتحدة إلى التدخل مرات عدة في الصراعات الداخلية والإقليمية التي هددت الاستقرار وسياسة احتواء الأخطار- حتى بعد خروج الاتحاد السوفياتي من التوازنات [وأفوله].
لكن الوضع قد يختلف هذه المرة. بعد عام ونصف العام من الحرب، بلغ وكلاء إيران حالاً من الضعف الشديد. ويعمل قادة جدد على صياغة شكل جديد لديناميات القوى في المنطقة، في غياب طهران. ومن ثم تملك إدارة ترمب الفرصة كي تنجز ما عجزت عنه الإدارات السابقة، وترسي استقراراً فعلياً في المنطقة.
إدارة جديدة
منذ انهيار "داعش" شكلت إيران المصدر الأول للاضطرابات الإقليمية في الشرق الأوسط. فقد هاجم وكلاؤها إسرائيل والقوات الأميركية ودول الخليج العربي والسفن التجارية في البحر الأحمر. لكن بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، تلاشى الجزء الأكبر من أدوات طهران. فقد أضعفت الضربات الإسرائيلية "حماس" و"حزب الله" إلى حد لافت، فيما انهار نظام الأسد في سوريا، ودمرت إسرائيل والولايات المتحدة أنظمة إيران النووية وصواريخها المعادية ودفاعاتها الجوية. لكن إيران لا تزال قادرة على الاعتماد على نفوذها في العراق وعلى الحوثيين ولا تزال تمسك بمقاليد ما تخلف عن برنامجها النووي في الأقل. لكن لا يمكنها تغيير حقيقة مسؤوليتها عن هذه النكسات، أولاً لأنها سمحت لوكلائها بالهجوم على إسرائيل ثم لأنها شاركت مباشرة في الهجوم في عام 2024. ونتيجة لذلك، أصبح الطريق نحو الاستقرار الإقليمي أسهل بكثير الآن.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تزامن تدهور نفوذ إيران مع بروز أوصياء جدد على الشرق الأوسط. فقد أصبحت كل من إسرائيل وتركيا ودول الخليج من اللاعبين الدوليين الكبار الذين دمجوا بلدانهم في الاقتصاد العالمي وقاموا بإصلاحات داخلية تعزز الصبغة الكوسموبوليتية لشعوبهم واقتصاداتهم وتمثلها. وباستثناء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لم يتخل قادة المنطقة عن علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع إسرائيل على خلفية الخسائر المدنية الضخمة في غزة. وأظهر الزعماء العرب هذه الثقة الجديدة بأنفسهم من طريق ترحيبهم بصورة واسعة بالحكومة السورية الجديدة، حيث اختاروا أن يتغاضوا عن تاريخ الرئيس أحمد الشرع الإرهابي وينسقوا مع أردوغان لحمل إدارة ترمب على تقبل زعيم دمشق، بعدما كانت مترددة في ذلك في البداية.
ومن جانبها، لعبت الولايات المتحدة دوراً إقليمياً أكثر فاعلية في عهدي الرئيسين بايدن وترمب منذ اندلاع الحرب في غزة. فهي لم تنعطف عن المنطقة ولم تتدخل في كل مشكلة اجتماعية وسياسية وأمنية في الوقت نفسه. ففي خطاب ألقاه خلال جولته في الشرق الأوسط في مايو (أيار)، أعلن ترمب أن المنطقة قادرة على الازدهار وإحلال السلام وحدها، مع بعض الدعم الأميركي فحسب. وحين يتسنى ذلك، يعمل ترمب على حل التهديدات العسكرية من خلال المفاوضات. لكن حين تتعثر السبل الدبلوماسية، يعتمد على قوة عسكرية هائلة وسريعة لتحقيق بعض الأهداف المحددة التي يمكن للأميركيين أن يتقبلوها مثل حماية حرية الملاحة والحيلولة دون تطوير قنبلة ذرية إيرانية. وباختصار، فقد حدث عقيدة باول Powell Doctrine التي تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، والتي اعتبرت أن استخدام القوة العسكرية آخر الدواء، ويجب التوسل بها بشكل حاسم حين يقتضي الأمر مع تحديد أهداف واضحة تعزز المصالح الوطنية وتحظى بدعم شعبي. استفاد ترمب من وجود ستيف ويتكوف وتوم باراك كمبعوثين له، فهما يشكلان فريقاً واسع المعرفة يحظى بثقته. وليس مضطراً إلى الدخول في مواجهة كبيرة مع موسكو، مصدر المشكلات الأزلي والعاجز عن إسناد شركائه في إير
فرصة واعدة
إن بقيت هذه الفرصة سانحة، فإن الطريق نحو الاستقرار الدائم يتطلب احتواء الخطر الإيراني بشكل أكبر، وسعي واشنطن إلى جانب شركائها ومن خلالهم. وقد تكون هذه الغاية صعبة لكنها غير مستحيلة. في تسعينيات القرن الماضي، وعلى أثر هزيمتها في حرب العراق، دخلت إيران في حال ركود في المنطقة. وعلى إدارة ترمب أن تنتبه إلى دواعي خروج إيران عام 2000 من القمقم ونشرها الفوضى في بلاد المشرق وما بعدها وبنائها برامج نووية وباليستية ضخمة على رغم المعارضة الأميركية والعربية والإسرائيلية.
هناك تفسيران متكاملان لما حدث. أولهما أن هذا التحالف الفضفاض انشغل بقضايا أخرى كان تأثيرها في النهاية أقل زعزعة، بما فيها محاربة الإرهاب والحروب في أفغانستان والعراق والربيع العربي والعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية. أما ثانيها فهو التباين في نظرة الأطراف الإقليمية للتهديد الإيراني، ومحاولتها معالجته بطرق متنوعة وغير فعالة.
في سبيل معالجة القضية الإيرانية، درست واشنطن استخدام وسائل تغيير النظام كما التقارب. لكن تردد واشنطن وغيرها إزاء التعامل مباشرة مع الأخطار الكاملة التي تمثلها إيران دفعها إلى اللجوء للمفاوضات. وأملت هذه الأطراف في أن يؤدي التعامل مع إيران باعتبارها دولة عادية إلى تمكينها من حل مشكلات معينة وحمل البلاد على تقارب أكبر مع المنطقة في آن واحد. وافترضت أنه عندما تقابل إيران بتفهم كافٍ وحوار وتنازلات، فستتخلى عن شكوكها وتخلع عنها شعورها بانعدام الثقة، وتكف عن تطوير مشاريعها النووية والصاروخية وتتوقف عن تحريك شبكة وكلائها. ولم تر هذه المجموعة أي جدوى في التدخلات العسكرية لأنها اعتبرت أن إيران قادرة على تصعيد الموقف. ونتيجة لذلك، أبرمت واشنطن إلى جانب ائتلاف دولي اتفاقاً نووياً مع البلاد عام 2015. لكن الاتفاق كان موقتاً ولم يلجم سلوك إيران المزعزع بصورة عامة، فيما منح النظام موارد دخل إضافية. لذا انسحبت إدارة ترمب الأولى منه عام 2018.
أثبتت التطورات في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر أن إيران لن تتصرف كدولة عادية مهما كانت آمال المحللين. وقد تنجح المفاوضات وحدها في إبطاء مسيرة البلاد لكنها لن تروضها. بينما التدخل العسكري الحاسم قادر على شل قدرات إيران والحد من رغبتها في خوض الصراعات، كما حصل بعد هجوم العراق والمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج عام 1988 واغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة عام 2020 والعمليات العسكرية الإسرائيلية والأميركية.
بناء على ذلك، على الولايات المتحدة أن تعطي الأولوية للقضاء على برنامج إيران النووي وهزيمة أذرعها. وقد يفتح الانتصار في هذا المسعى أبواباً دبلوماسية شاملة أو يؤدي إلى تغيير إيران. لكن ينبغي ألا يكون تجديد الحوار أو تغيير النظام أهدافاً قائمة بحد ذاتها. بل يجدر بالولايات المتحدة أن تولي الأولوية للحرص على ألا يبقى في إيران برنامج نووي يمكنها من تطوير الأسلحة.
اقتناص الفرص
في سبيل تحقيق هذه الغاية، على واشنطن ممارسة الضغوط الاقتصادية والعسكرية إن لزم الأمر إلى أن تفصح إيران عن كل أوراقها المتعلقة ببرامج التسليح وتتخلى عن تخصيب اليورانيوم بشكل تام أو شبه تام إلى الأبد. إن هذه المهمة هي الأوضح والأهم الآن، وهي مهمة تحملها الولايات المتحدة على عاتقها تماماً الآن بعد قرارها استخدام القوة ضد إيران. وصحيح أن لإسرائيل في هذه المسألة مصلحة وجودية لكن عليها حتماً التنسيق مع واشنطن. إن منتقدي التدخل العسكري محقون في حسبان أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لإنهاء الخلاف النووي مع إيران. لكن المفاوضات ليست غاية بحد ذاتها بل وسيلة للحيلولة دون أي احتمال يذكر للتسليح النووي في المستقبل. ولن تتحقق هذه الغاية ما لم يمارس ضغط هائل.
من المفترض أن تحسن واشنطن ضبط سياساتها لمنع أذرع إيران من العودة إلى غزة وسوريا وتقليص نفوذ إيران في العراق ولبنان واليمن. إن الضغط من الوكلاء صعب فيما تعج كل هذه البلدان بقضايا أخرى - من الطاقة إلى الإرهاب والإغاثة الإنسانية - تتطلب اهتمام واشنطن. لكن من أجل القضاء على النفوذ الإقليمي لإيران بحق، على الولايات المتحدة أن تضع هذه القضايا في مرتبة ثانوية وتعطي الأولية لمحاربة شركاء إيران. وينبغي على دول المنطقة التي هددت الاضطرابات في العراق وسوريا واليمن أمنها مراراً وتكراراً أن تضطلع بدور رائد في هذا الصدد. لكن مع ذلك على واشنطن أن تكون مستعدة للتصدي لأسلوب طهران بشن هجمات من خلال أذرعها من خلال الرد على إيران نفسها بدل الرد على الأذرع.
وخارج حدود إيران، على الولايات المتحدة الالتزام بكلام ترمب والسماح لدول المنطقة بأن تتخذ قراراتها باستقلالية كما تفعل إجمالاً في آسيا وأوروبا. ومع ذلك تبرز بعض الاستثناءات - وهي القضايا التي تؤثر في الأمن الشامل التي من الواضح أن الأميركيين قادرون على المساعدة فيها. وإحدى هذه القضايا هي المأزق الإسرائيلي - الفلسطيني، وهو ذو أهمية بارزة ليس المصدر الرئيس للاختلال الإقليمي. وإلى أن يدار بشكل أفضل، بدءاً بالتوصل إلى تسوية في غزة، سيظل يشكل عبئاً على الأهداف الإقليمية الأميركية والإسرائيلية بما فيها التكامل العربي - الإسرائيلي. كما ينبغي الالتفات إلى المنافسة الناشئة بين أقوى دولتين في المنطقة، أي إسرائيل وتركيا. ليس بين البلدين أي نزاع أمني [نزاع جغرافي سيادي] أساسي. لكن بعض هذه المنافسة مستمد من العداء المتبادل بين زعيمي البلدين فيما تعتبر جزئياً نتيجة حتمية للسياسة الواقعية. ومن مصلحة ترمب، الذي يستطيع العمل بشكل جيد مع الزعيمين، أن يهدئ العلاقات بينهما.
يتطلب الشرق الأوسط تدخلاً أميركياً بطرق أخرى كذلك، ومنها ضمان تصدير الهيدروكربونات، والحفاظ على ممرات النقل الدولية، ومعالجة أخطار الإرهاب وتدفق اللاجئين. لكن الفرصة سانحة أمام الولايات المتحدة الآن للتعاون مع الزعماء الإقليميين، في سبيل إرساء استقرار دائم في المنطقة والتخفيف إلى حد كبير من إدارة الأزمات الدبلوماسية التي لا تتوقف فيها ونصف قرن من العمليات القتالية المستمرة تقريباً. يجب أن ننتهز هذه الفرصة السانحة.
*شغل جيمس جيفري مناصب عدة في السلك الخارجي في سبع إدارات أميركية بما فيها إدارة ترمب الأولى، بصفته الممثل الخاص المعني بالشؤون السورية والمبعوث الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش
مترجم من فورين أفيرز، 4 يوليو (تموز) 2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 33 دقائق
- سعورس
ماسك يعلن تأسيس «حزب أميركا»
أعلن الملياردير إيلون ماسك، حليف الرئيس دونالد ترمب قبل أن يختلف معه مؤخراً، تأسيس حزبه السياسي الذي أطلق عليه اسم "حزب أميركا". وكتب رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس على شبكته الاجتماعية إكس "اليوم، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم". وكان إيلون ماسك المعارض بشدة لمشروع قانون الميزانية الذي قدمه الرئيس الأميركي خصوصاً لجهة زيادة الدين العام، قد وعد في الأيام الأخيرة بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم تمرير مشروع القانون. وقد أطلق رجل الأعمال استطلاعاً للرأي حول فكرة تأسيس الحزب على شبكته الاجتماعية إكس الجمعة، وهو يوم العيد الوطني الأميركي ويوم الإعلان وسط ضجة كبيرة عن "القانون الكبير والجميل" الذي اقترحه ترمب. وقال قطب التكنولوجيا "بنسبة اثنين إلى واحد، تريدون حزباً سياسياً جديداً، وستحصلون عليه"، بعدما أجاب 65 % من حوالي 1,2 مليون مشارك ب"نعم" على السؤال حول ما إذا كانوا يرغبون في تأسيس "حزب أميركا". وأضاف "عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديموقراطية".


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
ترمب يحضر نهائي مونديال الأندية وسط إجراءات أمنية مشددة
يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، نهائي بطولة كأس العالم للأندية بين تشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، على ملعب 'ميتلايف' في ولاية نيوجيرسي، في خطوة تعكس اهتمامه المتزايد بالأحداث الرياضية الكبرى قبيل انطلاق مونديال 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وصل ترمب إلى الملعب رفقة السيدة الأولى ميلانيا، قادمًا من نادي الغولف الخاص به في بيدمنستر، على بُعد نحو 64 كيلومترًا. وتتزامن هذه الزيارة مع الذكرى السنوية الأولى لمحاولة اغتياله أثناء حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، دون إعلان رسمي عن أي فعاليات لإحياء الذكرى، باستثناء مقابلة مسجلة مع زوجة نجله، لارا ترمب، بُثت مساء السبت على قناة 'فوكس نيوز'. تعزيزات أمنية استثنائية وذكرت صحيفة 'آس' الإسبانية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتعاون مع السلطات الأميركية، فرض إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين حضور الرئيس ترمب، شملت تفتيشًا دقيقًا وتدقيقًا جسديًا مشددًا على الجماهير، التي طُلب منها التواجد في محيط الملعب قبل ثلاث ساعات على الأقل من انطلاق المباراة. وأكدت صحيفة 'نيويورك تايمز' أن جهاز الخدمة السرية الأميركي، بالتنسيق مع طواقم الأمن وموظفي تنظيم الفعاليات، تولوا مسؤولية تأمين الرئيس داخل 'ميتلايف ستاديوم'، الذي يتسع لـ82,500 متفرج، وسط حالة تأهب شاملة. جدول رياضي مزدحم وترتيبات لمونديال 2026 يُشار إلى أن ترمب دأب على حضور عدد من الفعاليات الرياضية البارزة منذ توليه منصبه مطلع العام، منها نهائي سوبر بول LIX، وسباقات دايتونا 500، وبطولات UFC، ما يعكس اعتماده على الحضور الجماهيري في مناسبات رياضية كجزء من تواصله الشعبي. ويرتبط ترمب بعلاقة وثيقة مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، وأكد نيته حضور عدة مباريات خلال كأس العالم 2026. كما افتتحت الفيفا مؤخرًا مكتبًا لها في برج ترمب بمدينة نيويورك، في مؤشر على تعزيز التعاون المؤسسي مع الرئاسة الأميركية. جدير بالذكر أن نهائي كأس العالم 2026 سيُقام أيضًا في ملعب 'ميتلايف'، ما يمنح زيارة ترمب اليوم بعدًا رمزيًا ورسالة مبكرة بشأن جاهزية البلاد للحدث العالمي.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
43 قتيلا بغارات إسرائيلية على غزة وويتكوف "متفائل" بمفاوضات الهدنة
عبر ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، اليوم الأحد عن "تفاؤله" حيال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقال ويتكوف للصحفيين في تيتربورو بنيوجيرزي إنه يعتزم لقاء مسؤولين قطريين كبار على هامش نهائي كأس العالم للأندية. أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة عن مقتل 43 فلسطينياً بغارات جوية إسرائيلية اليوم الأحد في مناطق مختلفة من القطاع معظمهم في سوق ونقطة توزيع مياه في وقت تتعثر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس". ويحاول وفدا الجانبين منذ أسبوع التوصل إلى هدنة موقتة لوضع حد لـ21 شهراً من القتال في قطاع غزة. وتبادلت إسرائيل والحركة الفلسطينية أمس السبت الاتهامات بتعطيل المفاوضات غير المباشرة المنعقدة في الدوحة بوساطة كل من قطر ومصر والولايات المتحدة لإنهاء الحرب المدمرة. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأحد مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً بينهم أطفال في غارات متفرقة، بينهم 11 قضوا بغارة استهدفت سوقاً في حي الدرج المكتظ بالنازحين. وفي غرب مخيم النصيرات ارتفعت حصيلة قتلى الغارة التي استهدفت نقطة لتوزيع المياه إلى 10، وفي منطقة السوارحة أشار بصل إلى تسجيل 10 قتلى آخرين بينهم عدد من الأطفال. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكد بصل أيضاً سقوط "خمسة قتلى وعدد من الإصابات من بينهم أطفال ونساء جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في وسط مخيم الشاطئ" غرب مدينة غزة. وفي تل الهوى في جنوب غربي المدينة تم تسجيل قتيلين في استهداف لشقة سكنية، وسقطت طفلة قتيلة في حي الصبرة جنوب غربي مدينة غزة. وفي منطقة المواصي غرب خان يونس بجنوب القطاع قتل ثلاثة أشخاص بغارة جوية استهدفت خيمة للنازحين. كذلك نعى الدفاع المدني في بيان مقتضب "أحد ضباطنا في محافظة خان يونس الملازم أحمد إسماعيل البريم خلال الاستهدافات الإسرائيلية التي طاولت النازحين في منطقة عبسان". وفي معرض رده على استفسارات وكالة الصحافة الفرنسية قال الجيش الإسرائيلي حول الضربة على نقطة توزيع المياه إنه "استهدف عنصراً من حركة 'الجهاد الإسلامي'، لكن وقع خلل تقني في الذخيرة المستخدمة مما أدى إلى سقوطها على بعد عشرات الأمتار من الهدف المحدد". وأشار الجيش إلى أنه "يجري تحقيقاً في الحادثة". أسطول الحرية قبل انطلاق السفينة من ميناء سيراكوزا، صقلية، جنوب إيطاليا، إلى غزة (أ ف ب) كان الجيش أكد في بيان سابق "مواصلة العمليات العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة". وأكد أن قواته الجوية شنت "أكثر من 150 غارة على أهداف إرهابية" خلال الساعات الـ24 الماضية. ولا يمكن لوكالة الصحافة الفرنسية التثبت بصورة مستقلة من معلومات الطرفين في ظل القيود الإسرائيلية المفروضة على الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى المواقع في القطاع. وفي مخيم النصيرات كان أطفال وشبان يتفقدون ركام المنازل التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية ويبحثون عن أغراض يمكنهم استرجاعها. وقال خالد ريان ومن خلفه الركام "استيقظنا على صوت انفجارين كبيرين وفوجئنا بوجود جارنا أبو جهاد العربيد وأولاده تحت أنقاض منزلهم الذي قصفه الاحتلال بصاروخين مما أدى إلى مقتل ما يقارب 10 أشخاص". أما محمود الشامي فقال "نحن مدنيون، يقصفون مدنيين"، وتساءل "ماذا بقي لنا؟ ما تحملناه لا تتحمله جبال، يكفي". دبلوماسياً أكد مصدر فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية أمس السبت أن المفاوضات تواجه "صعوبات معقدة وتعثرا" بسبب "إصرار إسرائيل على المخطط الذي قدمته". وبحسب المصدر فإن إسرائيل "تصر على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا ليس انسحاباً"، كما تشدد على "إبقاء قواتها على أكثر من 40 في المئة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه 'حماس'". ويعيش في قطاع غزة 2,4 مليون نسمة في ظروف وصفتها الأمم المتحدة بأنها مروعة. وحذر المصدر من أن خريطة الانسحاب "تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيداً لتنفيذ تهجير المواطنين إلى مصر أو بلدان أخرى، وهذا ما ترفضه 'حماس' أيضاً". وعلى رغم صعوبة المفاوضات شهدت تقدماً في شأن المساعدات الإنسانية وملف تبادل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفق مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات. وأكد مسؤول إسرائيلي أمس السبت أن إسرائيل "أبدت استعدادها لإظهار مرونة في المفاوضات"، متهماً الحركة الفلسطينية برفض "تقديم تنازلات" وبشن "حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد مجدداً أهداف بلاده في تحرير الرهائن في غزة ونزع سلاح حماس وطردها من القطاع المدمر. وفي تل أبيب تجمع الآلاف كما اعتادوا مساء كل سبت للمطالبة بعودة الرهائن. وقال الرهينة السابق إيلي شارابي "هناك فرصة الآن لإعادة جميع الرهائن سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً، لكن هذا الأمر لن يطول"، داعياً الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تقديم المساعدة.