
مع اقتراب استئناف المحادثات النووية... إيران ترفع سقف التصعيد
في المقابل، يلوح شبح إعادة تفعيل آلية "سناب باك"، ما قد يعيد إيران إلى دائرة العقوبات الدولية الكاملة، ويُنذر بتداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
رغم إعلان طهران عن "اتفاق مبدئي" لاستئناف المحادثات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لم يمنع ذلك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من مهاجمة الأوروبيين، قائلاً إنهم "لا يملكون أي أساس قانوني أو أخلاقي لتفعيل سناب باك"، ملوّحاً في الوقت نفسه بإجراءات تصعيدية تشمل زيادة التخصيب، وتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتصديرها.
هذا التباين بين الاستعداد للحوار وتكثيف التهديدات، يعكس، بحسب مراقبين، نمطاً إيرانياً متكرراً يسعى لكسب الوقت وتحسين شروط التفاوض.
الكاتب والباحث السياسي هلال العبيدي حذر، في مداخلة عبر "سكاي نيوز عربية"، من أنّ "دول شرق أوروبا باتت في مرمى الصواريخ الباليستية الإيرانية"، مشيراً إلى أن البرنامج النووي يترافق مع تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية بوزن 1800 كيلوغرام، وبمدى يصل إلى 6000 كلم، وهو ما يحوّل التهديد إلى خطر وجودي على أوروبا.
العبيدي رأى أنّ الرهان على تهدئة إيرانية بات ضرباً من المقامرة، خصوصاً مع اقتراب انتهاء صلاحية بعض العقوبات الدولية في تشرين الأول، ما يمنح طهران هامش تحرك خطير إذا لم يتم تفعيل "سناب باك".
رغم الخلافات السابقة بين أوروبا وواشنطن بشأن إدارة الملف الإيراني، يرى العبيدي أن هناك اليوم تقاطع مصالح في مواجهة ما وصفه بـ"الطموحات النووية المتسارعة"، لا سيما في ظل تمسّك طهران بتخصيب اليورانيوم، ورفضها التفاوض على هذه النقطة.
ويشير إلى أن الدول الأوروبية تسعى لتفاهم "عالي المستوى" يتجاوز العودة الشكلية إلى اتفاق 2015، ويشمل وقف التخصيب وتجميد التطوير النووي، فيما تصرّ إيران على اتفاق "عادل ومتوازن"، وفق تعبير عراقجي.
لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حذّرت من أن الضغوط الأوروبية قد تدفع طهران إلى قرارات تتجاوز التهديد، وهو ما أعاد التأكيد عليه العبيدي بقوله إن "الفشل في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية آب، يعني تفعيل سناب باك وانهيار الاتفاق النووي".
وتشمل العقوبات المحتملة حظر توريد السلاح، تجميد الأرصدة، منع السفر، وقيود على المواد ذات الاستخدام المزدوج، ما سيكون كارثياً على الاقتصاد الإيراني.
لكن الأخطر، كما يرى العبيدي، هو الرد الإيراني المحتمل، سواء عبر إجراءات نووية جديدة، أو تصعيد عسكري، خصوصاً مع الغموض حول مخزون اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.
العبيدي سلط الضوء على "الدور الروسي الغامض"، قائلاً إن موسكو تستخدم الملف الإيراني كورقة تفاوض في الحرب الأوكرانية، وتحافظ على مسافة عن طهران عند اندلاع المواجهات مع إسرائيل، ما يعكس براغماتية الكرملين.
ويرى أن روسيا تفاوض الأميركيين والأوروبيين في الكواليس، ما قد يترك طهران معزولة حتى عن حلفائها، في حال واصلت التصعيد ورفضت التفاهم.
مع اقتراب انتهاء المهلة، تجد إيران نفسها أمام خيارين: التفاهم مع الترويكا الأوروبية ووقف التخصيب مقابل تجميد العقوبات أو التصعيد، ما سيقود حتماً إلى تفعيل "سناب باك" والدخول في مرحلة جديدة من المواجهة والعزلة الدولية.
العبيدي حذّر من أن أي رد عسكري أو نووي قد يفتح الباب لتحالف دولي جديد تقوده الولايات المتحدة، بمشاركة أوروبية وربما إسرائيلية.
في ظل الجمود مع واشنطن، تراهن طهران على المحادثات الأوروبية لكسب الوقت، لكن المؤشرات توحي بأن هذا الرهان يزداد كلفة، وأن شهر آب قد يكون الموعد الحاسم بين الدبلوماسية والانفجار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
عراقجي يكشف عن محاولة 'اسرائيل' لاغتياله!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد، تفاصيل بشأن محاولة اغتياله خلال عدوان الكيان الصهيوني على إيران، متحدثا عن 'سوء تفاهم' وقع في مسألة توقيت وقف النار. وقال عراقجي في تصريحات لوكالة 'مهر': 'أثناء الحرب، تم تفجير قنبلة في مكان سكننا، وكانت في المنزل المقابل لنا، وقد قبض الأصدقاء على الفاعلين، فيما حلقت طائرة بدون طيار فوق رؤوسنا عدة مرات أثناء ذهابنا وعودتنا'. وكشف عراقجي عن تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاق النار بين إيران والكيان، وقال إنه 'قبل إعلان وقف إطلاق النار، كان قد تم التصديق عليه في المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث تقرر أنه إذا طلب العدو وقف إطلاق نار بدون شروط مسبقة، نقبل بذلك، وكان هذا القرار ذكيا وقويا جدا'. وأضاف: 'جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي تقر بموافقة الإمام خامنئي ثم تعلن رسميا. وفي الساعة الأولى صباحا، اتصلوا وأخبرونا أن الكيان الصهيوني مستعد لوقف هجماته من الساعة الرابعة صباحا. كانت هناك دول مختلفة تلعب دور الوسيط في هذا الاقتراح؛ لقد تحققت من الأمر مع قائد الحرس الثوري وأماكن أخرى، ثم أعلنا أننا لا نقبل وقف إطلاق النار أو توقف الحرب، بل فقط قلنا إذا هم لم يهاجموا، نحن أيضا لن نهاجم'. وأكد عراقجي أنه 'لم يتلق أي اتصال هاتفي من جانب النظام الصهيوني'. وتابع عراقجي: 'لقد حصل سوء تفاهم بيني وبين القوات المسلحة حيث ظن الأصدقاء أن الوقت حتى الساعة 4 بتوقيت غرينتش، فاستمروا في الهجمات ضد الكيان حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وحدث سوء تفاهم آخر في ظهر نفس اليوم وتم السيطرة عليه باتصال هاتفي، حيث ادعى الكيان بعد ظهر يوم وقف إطلاق النار الأول، أن إيران أطلقت صاروخا وانتهكت الاتفاق، وأرسلوا طائراتهم للهجوم. في ذلك الوقت، أرسلت رسالة إلى الموفد الأميركي ستيف ويتكوف مفادها أن إسرائيل تختلق الأعذار وتتهم إيران بالانتهاك، مع أن هذا الانتهاك لم يحدث، وإذا قاموا بأي إجراء سنرد فورا وبقوة أشد مما كان في السابق، إيران ليست لبنان، أي أنهم لا يستطيعون تكرار ما فعلوه في لبنان هنا'. وأردف: 'كما رأيتم، بعد ذلك غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن يعود الطيارون الإسرائيليون وأوقف إسرائيل، وتبين أن كل شيء كان من البداية بتنسيق مع الأميركيين'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
عراقجي يكشف عن محاولة اغتياله خلال الحرب ويروي قصة "سوء التفاهم" مع الحرس وتل أبيب
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد، تفاصيل بشأن محاولة اغتياله خلال حرب الـ12 يوما مع إسرائيل، متحدثا عن "سوء تفاهم" وقع في مسألة توقيت وقف النار. وقال عراقجي في تصريحات لوكالة "مهر"، إنه "أثناء الحرب، تم تفجير قنبلة في مكان سكننا، وكانت في المنزل المقابل لنا، وقد قبض الأصدقاء على الفاعلين، فيما حلقت طائرة بدون طيار فوق رؤوسنا عدة مرات أثناء ذهابنا وعودتنا". وكشف عراقجي عن تفاصيل جديدة بشأن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وقال إنه "قبل إعلان وقف إطلاق النار، كان قد تم التصديق عليه في المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث تقرر أنه إذا طلب العدو وقف إطلاق نار بدون شروط مسبقة، نقبل بذلك، وكان هذا القرار ذكيا وقويا جدا". وأضاف: "جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي تقر بموافقة الإمام خامنئي ثم تعلن رسميا". وتابع: "في الساعة الأولى صباحا، اتصلوا وأخبرونا أن الكيان الصهيوني مستعد لوقف هجماته من الساعة الرابعة صباحا. كانت هناك دول مختلفة تلعب دور الوسيط في هذا الاقتراح؛ لقد تحققت من الأمر مع قائد الحرس الثوري وأماكن أخرى، ثم أعلنا أننا لا نقبل وقف إطلاق النار أو توقف الحرب، بل فقط قلنا إذا هم لم يهاجموا، نحن أيضا لن نهاجم". وأكد عراقجي أنه "لم يتلق أي اتصال هاتفي من جانب النظام الصهيوني" وقال عراقجي: "لقد حصل سوء تفاهم بيني وبين القوات المسلحة حيث ظن الأصدقاء أن الوقت حتى الساعة 4 بتوقيت غرينتش، فاستمروا في الهجمات ضد الكيان حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وحدث سوء تفاهم آخر في ظهر نفس اليوم وتم السيطرة عليه باتصال هاتفي، حيث ادعى الكيان بعد ظهر يوم وقف إطلاق النار الأول، أن إيران أطلقت صاروخا وانتهكت الاتفاق، وأرسلوا طائراتهم للهجوم. في ذلك الوقت، أرسلت رسالة إلى الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف مفادها أن إسرائيل تختلق الأعذار وتتهم إيران بالانتهاك، مع أن هذا الانتهاك لم يحدث، وإذا قاموا بأي إجراء سنرد فورا وبقوة أشد مما كان في السابق، إيران ليست لبنان، أي أنهم لا يستطيعون تكرار ما فعلوه في لبنان هنا". وختم عراقجي قائلا: "كما رأيتم، بعد ذلك غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يعود الطيارون الإسرائيليون وأوقف إسرائيل، وتبين أن كل شيء كان من البداية بتنسيق مع الأمريكيين". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
تقرير أميركي يعلن: ترامب منع إسقاط النظام الإيراني
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير جديد أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منع إسرائيل من إسقاط النظام الإيراني خلال الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل خلال شهر حزيران الماضي. وذكرت الصحيفة أن ترامب وافق على شن إسرائيل الهجوم العسكريّ على إيران، لكنه وضع شرطاً أساسياً مفاده أنه لن يواصل دعمه لتل أبيب إلا إذا كان تقدم الأخيرة على قدر التوقعات. وذكرت الصحيفة أنه بحلول الوقت الذي أعلن فيه ترامب وقف إطلاق النار، أفادت التقارير أن القوات الإسرائيلية كانت على أهبة الاستعداد لضرب أهداف رئيسية للنظام الإيراني. ونقل التقرير عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله، إن الهجوم أخّر البرنامج النووي الإيراني "عاماً واحداً على الأقل، وربما عامين"، وأضاف: "إيران لم تعد دولة على عتبة السلاح النووي". الصحيفة تقول إنَّ التقييمات الإسرائيلية والأميركية تتفق على أن الضربات عطّلت منشآت رئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو وأصفهان. كذلك، يقولُ مصدر إسرائيلي إنَّ الضربات الإسرائيلية "أدت أيضاً إلى تدمير اللوجستيات النووية الإيرانية، والأرشيف، ومعدات الاختبار، ومراكز القيادة". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News