
مع اقتراب استئناف المحادثات النووية... إيران ترفع سقف التصعيد
في المقابل، يلوح شبح إعادة تفعيل آلية "سناب باك"، ما قد يعيد إيران إلى دائرة العقوبات الدولية الكاملة، ويُنذر بتداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
رغم إعلان طهران عن "اتفاق مبدئي" لاستئناف المحادثات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لم يمنع ذلك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من مهاجمة الأوروبيين، قائلاً إنهم "لا يملكون أي أساس قانوني أو أخلاقي لتفعيل سناب باك"، ملوّحاً في الوقت نفسه بإجراءات تصعيدية تشمل زيادة التخصيب، وتطوير أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتصديرها.
هذا التباين بين الاستعداد للحوار وتكثيف التهديدات، يعكس، بحسب مراقبين، نمطاً إيرانياً متكرراً يسعى لكسب الوقت وتحسين شروط التفاوض.
الكاتب والباحث السياسي هلال العبيدي حذر، في مداخلة عبر "سكاي نيوز عربية"، من أنّ "دول شرق أوروبا باتت في مرمى الصواريخ الباليستية الإيرانية"، مشيراً إلى أن البرنامج النووي يترافق مع تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية بوزن 1800 كيلوغرام، وبمدى يصل إلى 6000 كلم، وهو ما يحوّل التهديد إلى خطر وجودي على أوروبا.
العبيدي رأى أنّ الرهان على تهدئة إيرانية بات ضرباً من المقامرة، خصوصاً مع اقتراب انتهاء صلاحية بعض العقوبات الدولية في تشرين الأول، ما يمنح طهران هامش تحرك خطير إذا لم يتم تفعيل "سناب باك".
رغم الخلافات السابقة بين أوروبا وواشنطن بشأن إدارة الملف الإيراني، يرى العبيدي أن هناك اليوم تقاطع مصالح في مواجهة ما وصفه بـ"الطموحات النووية المتسارعة"، لا سيما في ظل تمسّك طهران بتخصيب اليورانيوم، ورفضها التفاوض على هذه النقطة.
ويشير إلى أن الدول الأوروبية تسعى لتفاهم "عالي المستوى" يتجاوز العودة الشكلية إلى اتفاق 2015، ويشمل وقف التخصيب وتجميد التطوير النووي، فيما تصرّ إيران على اتفاق "عادل ومتوازن"، وفق تعبير عراقجي.
لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حذّرت من أن الضغوط الأوروبية قد تدفع طهران إلى قرارات تتجاوز التهديد، وهو ما أعاد التأكيد عليه العبيدي بقوله إن "الفشل في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية آب، يعني تفعيل سناب باك وانهيار الاتفاق النووي".
وتشمل العقوبات المحتملة حظر توريد السلاح، تجميد الأرصدة، منع السفر، وقيود على المواد ذات الاستخدام المزدوج، ما سيكون كارثياً على الاقتصاد الإيراني.
لكن الأخطر، كما يرى العبيدي، هو الرد الإيراني المحتمل، سواء عبر إجراءات نووية جديدة، أو تصعيد عسكري، خصوصاً مع الغموض حول مخزون اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.
العبيدي سلط الضوء على "الدور الروسي الغامض"، قائلاً إن موسكو تستخدم الملف الإيراني كورقة تفاوض في الحرب الأوكرانية، وتحافظ على مسافة عن طهران عند اندلاع المواجهات مع إسرائيل، ما يعكس براغماتية الكرملين.
ويرى أن روسيا تفاوض الأميركيين والأوروبيين في الكواليس، ما قد يترك طهران معزولة حتى عن حلفائها، في حال واصلت التصعيد ورفضت التفاهم.
مع اقتراب انتهاء المهلة، تجد إيران نفسها أمام خيارين: التفاهم مع الترويكا الأوروبية ووقف التخصيب مقابل تجميد العقوبات أو التصعيد، ما سيقود حتماً إلى تفعيل "سناب باك" والدخول في مرحلة جديدة من المواجهة والعزلة الدولية.
العبيدي حذّر من أن أي رد عسكري أو نووي قد يفتح الباب لتحالف دولي جديد تقوده الولايات المتحدة، بمشاركة أوروبية وربما إسرائيلية.
في ظل الجمود مع واشنطن، تراهن طهران على المحادثات الأوروبية لكسب الوقت، لكن المؤشرات توحي بأن هذا الرهان يزداد كلفة، وأن شهر آب قد يكون الموعد الحاسم بين الدبلوماسية والانفجار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 4 دقائق
- شبكة النبأ
مناورات باكستان بين واشنطن وطهران في ظل الصراع الإسرائيلي-الإيراني
وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران... بقلم: مارفن وينباوم، نادي علي- معهد الشرق الأوسط ترجمة: د. لطيف القصاب/ مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية استقبل الباكستانيون بارتياح إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي دام اثني عشر يومًا، فمع تصاعد التوترات بين الخصمين اللدودين، لاسيما عقب الغارات الجوية الأمريكية في الحادي والعشرين من حزيران ضد المنشآت النووية الإيرانية، ارتفعت وعلى نحو مفاجئ الأهمية الجيوسياسية لباكستان. لقد كانت كلًا من طهران وواشنطن تتوقعان من إسلام آباد الانحياز إلى موقفيهما، فالولايات المتحدة تأمل في أن تتفهم باكستان قرارها باستخدام القوة لتدمير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، في حين كانت إيران تعوّل على وقوف باكستان إلى جانبها في متابعة ما تزعم أنه برنامج طاقة سلمي، وقد وضع هذا الوضع الحكومة الباكستانية في موقف حساس سياسيًا ودقيق دبلوماسيًا. فمن جهة، كانت بصدد تعزيز علاقاتها الستراتيجية مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، لم تكن ترغب في التخلي عن مبدأ دعم تقرير المصير لدولة إسلامية مجاورة، على أن أي هجوم يؤدي إلى زعزعة استقرار إيران يهدد في الوقت نفسه بإشعال أزمة داخل باكستان؛ إذ قد تستغل الجماعات الإرهابية الناشطة في إقليم بلوشستان المتوتر والممتد على الحدود الإيرانية-الباكستانية، قد تستغل الوضع الخارج عن السيطرة لتكثيف الهجمات أو الاستحواذ على مناطق حدودية رخوة. وعلى الرغم من كل هذه الاعتبارات، فإن الصراع الطويل بين إيران وإسرائيل لم يشكل من قبل تحديًا داخليًا بالغًا للمؤسسة العسكرية- المدنية الباكستانية كما فعل في هذه المرة، فقبل يوم واحد فقط من الضربات الأمريكية أقدمت باكستان على ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، مشيدةً بـما سمته (تدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية) خلال الحرب الأخيرة التي دامت أربعة أيام بين الهند وباكستان، وقد كان هذا التوقيت سيئا للغاية فقد انتقدت أطياف سياسية واسعة المؤسسة الحاكمة لظهورها وكأنها تُرضي الولايات المتحدة، وتتخلى عن دولة إسلامية مجاورة! وهنا سارعت الحكومة الباكستانية إلى إدانة الضربات، ووصفتها بأنها (مقلقة بشدة) وانتهاك للمعايير الدولية، كما أعربت وزارة الخارجية عن قلقها العميق من احتمالات التصعيد، وتواصل رئيس الوزراء شهباز شريف مع الرئيس الإيراني بزشكيان مؤكدا دعم باكستان لإيران. لكن هذا الدعم من إسلام آباد كان محسوبًا بدقة؛ إذ تجاهلت الضغوط المحلية التي تطالب بتقديم دعم أمني لإيران مقتصرة على إبداء الدعم الخطابي والرمزي، فعلى الرغم من حالة التهدئة الأخيرة في علاقات إيران مع بعض جيرانها، فإنه من المرجح -واقعيا- أن لا ترحب أي دولة في المنطقة بفكرة وجود إيران نووية، ويُعتقد أن بعض القادة في باكستان يدعمون سرًا الإجراءات الأمريكية، أما الانتقادات العلنية، فيبدو أنها ترمي إلى إدارة الرأي العام الداخلي والحفاظ على خيارات دبلوماسية مفتوحة. لقد أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مؤخرا مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء شهباز شريف، اتفقا خلالها على العمل المشترك لتحقيق سلام دائم بين إيران وإسرائيل، وفي الوقت ذاته، اتصل القائد العسكري الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، برئيس أركان الجيش الباكستاني المشير عاصم منير ليشكره على موقف باكستان الشجاع ودعمها لإيران خلال حربها التي استمرت اثني عشر يومًا مع إسرائيل. إن قدرة باكستان على الحفاظ على علاقات بناءة مع كل من إيران والولايات المتحدة تضعها في موقع استراتيجي مهم لتجسير الفجوة والعمل بوصفها وسيطا موثوقا بين الطرفين، ولطالما برعت باكستان في هذه المناورات الدبلوماسية الدقيقة، وتمكنت على مدى عقود بالحفاظ على علاقة متوازنة بين خصمين كبيرين هما إيران والسعودية، مثلما تمكنت من البقاء على علاقات ودية مع دول عربية متعارضة بعضها مع البعض الآخر في كثير من الأحيان. لقد دعمت الحكومات الباكستانية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان لمدة عشرين عامًا، في حين احتفظت أيضا بعلاقات أو تحالفات مع قسم من المتمردين الأفغان، كما انها رفضت ضمنيًا، ولكن دون إنكار صريح، فكرة تصنيف برنامجها النووي بوصفه برنامجا إسلاميا، وفي التوتر الذي نشب مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين، أظهرت إسلام آباد مهارة دبلوماسية في تجنب الانحياز لطرف ضد آخر، مستعيدةً لدورها المحوري في التقارب الأمريكي-الصيني عام 1971. وعلى الرغم من تجذّر مشاعر العداء لأمريكا في الوجدان الشعبي الباكستاني الذي تغذيه المعارضة السياسية منذ سنوات تحت بند نظرية المؤامرة، لاسيما مع التوافق الأمريكي مع السياسات الإسرائيلية في غزة، فإن السلطات المدنية والعسكرية في إسلام آباد عملت على تطبيع العلاقة مع واشنطن قدر الإمكان، وفي عهد الرئيس الامريكي جو بايدن شعرت الحكومة الباكستانية بالضيق من سياساته التي همّشت باكستان إقليميا فضيّقت من مفهوم العلاقات الثنائية، وقد شعر كثير من الباكستانيين بالإهانة الشخصية بسبب رفض بايدن التواصل مع قادة بلدهم، ومع هذا ظل رادار واشنطن يقظا تحسبا من تجدد خطر الإرهاب العالمي في المنطقة. في المقابل، ترى باكستان إدارة الرئيس دونالد ترامب مناسبة لبداية جديدة للعلاقات الباكستانية-الأمريكية، فقد أبدت إسلام آباد سرورها عندما خصّ الرئيس ترامب باكستان بالثناء في خطابه أمام الكونغرس في نيسان الماضي على خلفية مساعدتها في اعتقال أحد الإرهابيين، وقد استندت الحكومة والجيش الباكستاني إلى تصريحات ترامب لتصور إدارته في هيأة من يستعد للعب دور فعال في حل قضية كشمير، كما عبّر آخرون عن أملهم في أن تستغل واشنطن نفوذها لدى صندوق النقد الدولي لتخفيف شروطه الصارمة على البلد، لاسيما مع رحيل بايدن الذي منح باكستان فرصة للتخلص من الانتقادات الأمريكية المتواصلة بخصوص سجلها الخاص بحقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية. وعلى الرغم من أن جدول أعمال ترامب الخارجية القائمة على عقد صفقات ناجحة تعزز مصالح أمريكا أولا قد خففت قليلًا من آمال باكستان بخصوص عقد علاقات دافئة مع واشنطن، فإن رد فعلها بقي هادئًا، بل عرضت على الولايات المتحدة امتيازات في المعادن النادرة وفرصا استثمارية تعزيزا لروابط البلدين بصرف النظر عن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية عالية وقيود سفر، خاصة بعد الحرب القصيرة مع الهند، فقد وجدت إسلام آباد نفسها مسرورة بمعاملة الوسطاء الأمريكيين لها على قدم المساواة مع نيودلهي، وفي حين رفضت الهند الاعتراف بالدور الأمريكي في إنهاء النزاع، أثنت باكستان على ترامب وروبيو وغيرهما. وكان أوضح مؤشر على تغير الأجواء الأمريكية الباكستانية ما يتمثل بزيارة واشنطن من طرف المارشال عاصم منير الذي يُعد أقوى شخصية في باكستان، لاسيما أن زيارته سبقت بأيام قليلة الغارات الأمريكية على إيران، وقد استُقبل الضيف العسكري الباكستاني في البنتاغون بحفاوة، والتقى بالرئيس الأمريكي في غداء خاص، وقد جاءت زيارته على إثر زيارة وفد دبلوماسي باكستاني أجرى لقاءات ناجحة مع مسؤولي وزارة الخارجية بخصوص تقديم رواية باكستان عن الحرب الأخيرة مع الهند، لكن تلك الزيارة تحولت إلى مصدر حرج لباكستان بعد التدخل الأمريكي العسكري في إيران؛ إذ عُدّت نكسة سياسية للائتلاف الحاكم، وسرعان ما حاولت المعارضة استغلالها على هذا الأساس، ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب بين إيران وإسرائيل، قدّم استراحة مؤقتة لكل من المؤسسة العسكرية، والمؤسسة المدنية في باكستان. إن الدفء الأخير في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان قد يتطلب تفسيرًا أعمق من مجرد المصالح المتبادلة وإبرام الصفقات، وفي ضوء النظر إليه في سياق الانخراط الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط وجنوب آسيا خلال الأشهر الأخيرة، فقد تكون واشنطن بصدد إعداد باكستان لتضطلع ثانية بدور الشريك الأمني الإقليمي الوثيق، كما كان هو الحال في إطار سياسة الاحتواء خلال الحرب الباردة، والمساهمة في هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم في حملة مكافحة التمرد ضد حركة طالبان الأفغانية بعد عام 2001. وفي منطقة تتسم بعدم الاستقرار، وتصاعد التنافس بين القوى العظمى، يمكن لباكستان أن تقدم الشيء الكثير للولايات المتحدة؛ فهي ليست الدولة الإسلامية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الشرق الأوسط الكبير فحسب، بل تمتلك أيضًا أقوى جيش في المنطقة، وهي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وقد أعادت حرب إسرائيل وإيران تسليط الأضواء العالمية على باكستان، مما فاقم التحديات الكثيرة التي تواجهها أصلًا في سياستها الخارجية، وما يزال من غير الواضح تحديد الصورة التي ستتعامل باكستان بموجبها مع هذا المشهد الدولي المعقّد ودائم التغيّر. * مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/ 2001 – 2025 Ⓒ


النشرة
منذ 3 ساعات
- النشرة
60 يوماً فاصلة: حل شامل أو تصعيد عسكري؟!
خلال زيارة الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان ، كان كلامه واضحاً بخصوص الحصول على ضمانات لتسليم السلاح، ولم يكتف بهذا القدر بل تعداها ليشير إلى أننا هنا لنساعد اللبنانيين فإما يغتنمون الفرصة أو تفوتهم. هذا المشهد، يضع علامات إستفهام حول إتجاه الأمور في المرحلة المقبلة، فـ" حزب الله " يريد ضمانات لتسليم السلاح، بينما الأميركي يتعامل مع الموضوع على قاعدة أن عليه الاستسلام والتسليم دون أي مقابل، على قاعدة أنه هزم عسكرياً أمام إسرائيل . اليوم وفي ظلّ كلّ "الضبابية"، يروي مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي توم حرب النظرة الأميركية للملف برمته، ويشير إلى أن "واشنطن تقول إن "حزب الله" هو حزب إيراني موجود على لائحة الارهاب في أميركا، وهو سبب مشاكل للبنان واسرائيل، التي نحن واياها والدول العربية نذهب إلى اتفاقات إبراهيمية وسلام، ولن نسمح بوجود مجموعات إرهابيّة تهدّد أمن المنطقة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تريد إستثمار الأموال". عملياً، يشير توم حرب إلى أن "إسرائيل إنتصرت عسكرياً وعلى هذا الأساس تنظر الولايات المتحدة، التي تقول للدولة اللبنانية وللحكومة إنزعوا سلاح "الميليشيات"، بما فيهم "حزب الله"، على قاعدة الانتصار الذي حققته إسرائيل، وأميركا لا تريد أن تفاوض الحزب، ومن يريد ذلك هو الدولة اللبنانية التي ترى أنه لا يُمكن نزع السلاح الا بالحوار أو المفاوضات". "في اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الشهر، حصل تفاهم مع الولايات المتحدة على عدّة أمور". وبحسب توم حرب، أولها إعطاء مهلة ستين يوماً، من تاريخ اللقاء بين الرجلين في البيت الأبيض، لإيجاد مخرج لحركة "حماس" لترك قطاع غزة واطلاق سراح الأسرى، وبنفس الحديث تمّ إعطاء مهلة ستين يوماً أخرى للإيرانيين بالمفاوضات، لإيقاف تخصيب اليورانيوم، وفك أذرع "حزب الله" بالمنطقة، وكذلك تقويض الصواريخ الباليستية"، لافتاً إلى أن "الأميركيين يدركون أنه إذا وقعت إيران على الورقة الأميركية فإن ذلك يعني أن الحزب سيسلّم سلاحه، إذاً عملياً هناك فترة شهرين أي حتى منتصف أيلول المقبل، فإما سيكون هناك الحل الشامل مع إيران أو تصاعد عسكري". وتأكيداً لهذا الكلام، تشير مصادر مطلعة إلى أن "الولايات المتحدة تعيد رفد إسرائيل بالأسلحة لتخزينها، كما أن هناك عملية نقل أسلحة إلى أذربيجان لمصلحة تل ابيب، اضافة الى تحركات أميركية في البحر الأبيض المتوسط وحول إيران، إستعداداً لما بعد الستين يوماً". لا يخفي حرب من وجود قلق من الجماعات الارهابية الموجودة في سوريا، من هنا طرح التحالف مشروعاً مختلفاً أو تعديلاً في مهام اليونيفيل، بحيث تنتقل مهامهم من جنوب لبنان إلى السلسلة الغربية لجبال لبنان وتحديداً جزين، ما يُعرف بالغرفة الفرنسية في عيون السيمان، القرنة السوداء وصولاً إلى القبيات، وبالتالي يتم نقل عمل اليونيفيل من الحدود بين لبنان واسرائيل إلى الحدود بين لبنان وسوريا"، مشيراً إلى أن "طرحنا الذي قدمناه لاقى نوعاً من الإيجابية لدى الأميركيين". بنفس الوقت، ينظر حرب إلى موضوع تحركات الجماعات الارهابية على الحدود بين لبنان وسوريا بطريقة مختلفة، مشيراً إلى أن "هناك خطوطاً حمراء دولية تُرسم لأحمد الشرع لا يُمكن أن يتخطاها، ولكن إذا بقي "حزب الله" على تعنته، فحتماً الجماعات الارهابيّة ستتحرك على الحدود". فما الّذي سينتظر لبنان بعد منتصف أيلول المقبل، فهل يذهب الأمر نحو حل شامل أم تصعيد عسكري؟!.


الشرق الجزائرية
منذ 8 ساعات
- الشرق الجزائرية
المكابرة الإيرانية إلى أين؟؟؟
كتب عوني الكعكي: هناك محادثات سوف تعقد في اسطنبول بين الترويكا الأوروبية: بريطانيا وفرنسا وألمانيا على مستوى نواب وزراء الخارجية في مبنى القنصلية الإيرانية العامة. قبل الموعد المقرّر عقده صدر عن وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن بلاده ستدافع خلال الاجتماعات عن «حقوقها النووية» بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، وأنّ بلاده لا تزال قوية وموضوع التخصيب سيستمر، وتأتي محادثات اسطنبول في سياق استكمال لمحادثات سابقة، واعتبر أنه على العالم أن يدرك أنّ موقفنا واضح ولم يتغيّر. وأبدى استعداد طهران الدائم للمضي قدماً في برنامجها النووي. هذا التصريح يؤكد أنّ مراكز القوى في إيران مختلفة مع بعضها البعض، وتنقسم الى أكثر من جبهة: – جبهة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، ويقف معه الحرس الثوري. وهذه الجبهة هي جبهة متشددة. – جبهة رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان والحكومة، أي وزير الخارجية وبقيّة الوزراء. وهذه الجبهة هي جبهة صورية لا تقدّم ولا تؤخر، لأنّ القرار يصدر من عند المرشد. – جبهة الجيش الذي ليس له وجود لأنّ الحرس الثوري يسيطر على كل شيء بدءاً بموازنة الدولة ومداخيلها التي يتصرّف بها كما يشاء. مصيبة هذه الصورة أنها لا تريد أن تعترف أن الأمور تغيّرت خاصة بعد الهزائم التي مُني بها محور المقاومة أو ما يسمّى بـ«أذرع إيران» في المنطقة: أولاً: عملية «البيجر» واللاسلكي التي أسقطت حزب الله، وأصبح الحزب الذي أجبر إسرائيل في يوم من الأيام على الانسحاب من لبنان عام 2000، وكانت أوّل مرة في تاريخ إسرائيل أن تنسحب من أراضٍ عربية احتلتها بالقوة من دون قيد ولا شرط. والأنكى من ذلك، أن هناك 11 فرصة منذ دخول الحزب كمساند لجبهة غزة ومجيء المندوب الأميركي آموس هوكشتين يعرض خلالها انسحاب إسرائيل من 23 موقعاً موضع خلاف بين لبنان وإسرائيل، بدون أي شرط، بالإضافة الى إعادة النظر بالترسيم البحري الذي جرى بين لبنان وإسرائيل، تلك كانت فرصة تاريخية. أما اليوم، فإنّ إسرائيل وبالرغم من قبولها بوقف إطلاق النار، فإنها تقتل وتدمّر يومياً، حتى إن جنوب الليطاني أصبح شبيهاً لغزة أي إنه ممحي ولا يوجد فيه منزل واحد ظلّ صامداً. ثم اغتيال قائد الحزب شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، الذي اغتيل بعملية عسكرية دنيئة بقنابل تخترق جميع الدفاعات. والطامة الكبرى سقوط بشار الأسد وهروبه بطريقة مخزية. لا شك أن سقوط سوريا قطع طريق الإمداد بين طهران وبيروت، وأصبح الحزب معزولاً تماماً. أمام كل هذه المتغيّرات لا يزال بعض المسؤولين يدلون بتصريحات تبيّـن أنهم يعيشون في عالم «لا لند» أي في الفضاء. إسرائيل الشيطان الأصغر. واعترفوا بهزيمتكم وأعيدوا النظر بمواقفكم.