
من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
يمني برس- تقرير- يحيى الشامي
يهدف هذا التقرير إلى تقديم تحليل موضوعي لنظرة الصين للعمليات اليمنية وتأثيرها على الأمريكيين وكيان العدو الإسرائيلي، استناداً إلى التقارير الصينية الصادرة حديثاً والتي تناولت هذا الموضوع. سنستعرض كيف ينظر المحللون الصينيون إلى قوة العمليات اليمنية ونافذيتها في التأثير على الأمريكي وكيان العدو الإسرائيلي؟، وكيف يرون محاولات واشنطن للتهرب من حقيقة هزيمتها أمام اليمن من خلال اتهامات موجهة للصين وغيرها من الأطراف؟.
في خضم التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت اليمن كلاعب محوري في معادلة الصراع الإقليمي والدولي، متجاوزة بذلك حدود دورها التقليدي كدولة صغيرة محدودة الإمكانيات.
هذا الاشتباك التاريخي -المُستمر حتى اليوم- حظي بمتابعةٍ وتحليلٍ من العديد من المهتمين حول العالم خاصة في الصين، الذين راقبوا بعناية تطورات العمليات اليمنية على ضوء محطات المواجهة ومراحلها المتصاعدة، وقدموا تحليلات عميقة لأبعاده ودلالاته.
إن فهم وجهة النظر الصينية يكتسب أهمية خاصة في هذا السياق، ليس فقط لكونها تمثل رؤية قوة عظمى منافسة للولايات المتحدة، بل أيضاً لأنها تقدم تحليلاً موضوعياً نسبياً يختلف عن الرواية الغربية المهيمنة والتي يتنّاها حتى الاعلام العربي، ما يساعد على فهمٍ أعمقَ للصورة الكاملة للمواجهة وأبعادها المختلفة.
بعيداً عن سياق التحليل العسكري من وجهة نظر الصحافة الصينية، فقد أثارت الاتهامات الأمريكية لبكين، بتزويد اليمن بمعلومات استخباراتية من الأقمار الاصطناعية، حفيظة الصينيين الذين اعتبروها خطوة تعكس حجم الإحراج الأمريكي، ومحاولة لتفسير قدرة 'قوة عسكرية محدودة' على تحدي أكبر قوة عسكرية في العالم، وبناءً على الخلفية التاريخية للعمليات اليمنية المساندة لغزة منذ نهاية 2023 يتشكّل الإطار الذي يمكن من خلاله فهم التحليلات الصينية للعمليات وتأثيرها على المشهد الإقليمي والدولي.
تقدم التقارير الصينية رؤية تحليلية عميقة للعمليات اليمنية وتأثيرها على المشهد الإقليمي والدولي، تختلف بشكل جوهري عن الرواية الغربية المهيمنة، وتتميز هذه النظرة بالموضوعية النسبية والعمق التحليلي، ما يجعلها مصدراً مهماً لفهم أبعاد قوة العمليات اليمنية وفعاليتها؛ فرغم محدودية الإمكانيات اليمنية ترى التحليلات الصينية أن العمليات العسكرية اليمنية تمثل نموذجاً فريداً لقدرة دولة صغيرة محدودة الإمكانيات على مواجهة قوة عظمى.
فعلى الرغم من أن اليمنيين 'لا يُعتبرون قوة عسكرية كبيرة على مستوى العالم'، و'تسليحهم محدود' كما تشير التقارير الصينية، إلا أنهم تمكنوا من تنفيذ هجمات متواصلة ضد البحرية الأمريكية القوية في البحر الأحمر، 'متسببين في الكثير من الإزعاج والإحراج'. وتلاحظ التقارير الصينية أنه على الرغم من الهجمات الأمريكية المكثفة، التي وصلت إلى 'أكثر من 900 غارة جوية'، و'إنفاق 1.5 مليار دولار'، واستخدام 'طائرات B-2 و F-35 الشبحية'، فإن القوات اليمنية لم تنكسر، بل على العكس 'أصبحوا أكثر قوة'، واستمروا في إطلاق الصواريخ فوق البحر الأحمر واستهداف الحاملات العسكرية الأمريكية بالطائرات بدون طيار'.
وتصف التقارير الصينية هذا الوضع بأنه مثال حي لـ 'الضرب على صفيح بارد – الذي يتألم منه هو الشخص الذي يضرب'، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تتكبد الخسائر الأكبر من هذه المواجهة، رغم تفوقها العسكري الهائل.
تبرز التحليلات الصينية نقطة مهمة تتعلق بتفوق الاستراتيجية العسكرية البسيطة لليمنيين على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتطورة. فقد نجح 'أسلوب اليمنيين القائم على حرب الفرق الصاروخية والنارية' في إرباك القوات الأمريكية وإلحاق خسائر بها، في حين لم تتمكن الولايات المتحدة من إيجاد 'طريقة فعالة للتعامل معهم'.
وتشير التقارير الصينية إلى أن نجاح اليمنيين لا يعتمد على التكنولوجيا المتطورة، بل على 'الحكمة التي اكتسبتها شعوب الشرق الأوسط من عقود من الحروب'. (المقصود هنا الجانب المعنوي الإيماني) هذه الحكمة، مقترنة بالإرادة القوية والاستراتيجية المناسبة، مكّنت القوات اليمنية من تحقيق نجاحات غير متوقعة في مواجهة أكبر قوة عسكرية في العالم، ويلاحظُ المحللون الصينيون أن اليمنيين أصبحوا 'الطرف الوحيد في المنطقة القادر على تحدي حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر'، وهو إنجاز استثنائي بالنظر إلى الفارق الهائل في القدرات العسكرية والتكنولوجية بين الطرفين.
تراجع الهيبة العسكرية الأمريكية:
تولي التحليلات الصينية اهتماماً خاصاً لتأثير العمليات اليمنية على الهيبة العسكرية الأمريكية، وترى أن هذه العمليات المستمرة بتصاعد قد أدّت إلى تحطيم 'أسطورة حاملة الطائرات' المُهابة عالمياً، ومعها اهتزّت بشكل مباشر 'ثقة دول المنطقة في حماية الجيش الأمريكي'. وتشير وجهة نظر الكتّاب الصينيين في غير تقرير وتحليل إلى أن 'الولايات المتحدة، التي كانت تهيمن على البحار خلال الحرب الباردة، تقف الآن عاجزة أمام جماعة مسلحة في منطقة قريبة'، وهو وضع غير مسبوق يعكس تراجعاً كبيراً في هيبة القوة البحرية الأمريكية'. وتصف التقارير الصينية الوضع الأمريكي بأنه 'محرج'، وأنه 'نتيجة حتمية للمنطق الاستعلائي الإمبراطوري' الذي تتبعه الولايات المتحدة، والذي يقوم على 'الإيمان بالقوة العسكرية وتجاهل إرادة الدول الصغيرة'، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق لعنة 'مقبرة الإمبراطوريات'.
تبرز التحليلات الصينية أهمية البعد النفسي والإعلامي في الصراع، وترى أن اليمنيين قد نجحوا في استخدام الإعلام كسلاح موازٍ للعمليات العسكرية. وقد كان لافتاً إلماح بعض الخبراء الصينيين إلى ضرورة تحويل حطام الطائرة العسكرية الأمريكية MQ-9 إلى معرض شعبي، بهدف اجتذاب 'عشرات الآلاف من الأشخاص للزيارة'، باعتباره عملاً يُسهم في تثمير الإنجاز و تقويض معنويات الجيش الأمريكي وخلق صورة 'بطل معادٍ لأميركا' في أذهان الرأي العام، كما ورد في التقرير، وترى التحليلات الصينية أن نجاح اليمنيين في الحرب النفسية والإعلامية يعكس فهماً عميقاً لأهمية هذا البعد في الصراعات الحديثة، وقدرة على توظيفه بشكل فعال لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز التأثير العسكري المباشر.
تقدم التقارير الصينية تحليلاً عميقاً لتأثير العمليات اليمنية على كل من الولايات المتحدة وكيان العدو الاسرائيليي، وترصد تداعياتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والنفسية، ابتداءً من إبراز حجم التأثير غير المتوقع الذي أحدثته هذه العمليات على القوتين العظميين.
ففي التأثير العسكري تشير التقارير صراحةً إلى فشل الاستراتيجية الأمريكية فشلاً ذريعاً في مواجهة العمليات اليمنية، على سبيل المثال: فعلى الرغم من تنفيذ 'أكثر من 900 هجوم على اليمن خلال شهر واحد' وإنفاق '1.5 مليار دولار على العمليات العسكرية' واستخدام 'طائرات متطورة مثل B-2 و F-35 الشبحية وقنابل خارقة للتحصينات'، فإن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة في وقف العمليات اليمنية أو الحد من تأثيرها. وتصف التقارير الصينية هذا الفشل بأنه نتيجة لـ 'فشل خطة البيت الأبيض التي كانت تهدف لتنفيذ ضربة ساحقة تؤدي الى إخضاع الخصم، وبالتالي إنهاء الحرب بسرعة لترهيب الآخرين'، لكنّها على العكس من ذلك 'اصطدمت بصخرة فولاذية' تمثلت في صمود القوات اليمنية وقدرتها على التكيف مع الهجمات الأمريكية، وتلاحظ التقارير أن 'وضع حاملات الطائرات الأمريكية في الشرق الأوسط يزداد صعوبة'، حيث تعرضت حاملات الطائرات 'ترومان' و'كارل فنسن' لهجمات متكررة من قبل اليمنيين باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى 'فوضى وحتى وقوع حوادث إطلاق نيران بالخطأ بين القوات الأمريكية نفسها' في إشارة الى حادثة سقوط الطائرة إف-18.
وعلى صعيد خسائر العدو الإسرائيلي تبرز التحليلات الصينية التأثير الاقتصادي الكبير للعمليات اليمنية على كيان العدو الاسرائيلي، والتي نجحت في إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات)' منفذ الكيان الوحيد باتجاه شرق العالم، فضلاً عن نجاح اليمنيين في استهداف السفن المتجهة إلى موانئ كيان العدو الاسرائيلي، والذي أدى إلى تعطيل حركة التجارة البحرية للكيان وتكبيد اقتصاده خسائر فادحة.
ترصد التحليلات الصينية التأثير السياسي للعمليات اليمنية على الإدارة الأمريكية، وتصف الوضع الأمريكي بأنه 'محرج' و'في حالة يأس شديد'. وتشير التقارير إلى أن 'الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن دوامة الفوضى في الشرق الأوسط تتسع، في ظل خروج الأمور عن سيطرة القوة الأمريكية، وهو ما دفع الطبقة السياسية في واشنطن الى اللعب بأسلوبهم التقليدي: البحث عن كبش فداء!'. وتلاحظ التقارير أنه 'حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأن مواجهة اليمنيين مهمة طويلة الأمد'، ما يشير إلى اعتراف ضمني من قبل القيادة السياسية الأمريكية بصعوبة المواجهة مع اليمنيين وعدم القدرة على حسمها في المدى القريب. كما تشير التقارير إلى أن فشل الولايات المتحدة في إسقاط شعارها كقوة حامية للملاحة الدولية، ما أدى إلى 'تراجع ثقة دول المنطقة في قدرة الجيش الأمريكي على توفير الحماية'، ما يمثل تحدياً كبيراً للنفوذ السياسي الأمريكي في المنطقة.
تكشف التقارير الصينية عن استراتيجية أمريكية واضحة للتغطية على إخفاقاتها في مواجهة العمليات اليمنية، من خلال توجيه اتهامات للصين وأطراف أخرى، في محاولة لتحويل الأنظار عن الفشل الحقيقي وإيجاد تفسيرات مقبولة لعجزها أمام قوة عسكرية محدودة الإمكانيات، وتوضح التحليلات الصينية كيف 'لجأت واشنطن الى تغطية أوتبرير فشلها في مواجهة الإخفاق العسكري أمام اليمنيين من خلال اتهام شركة الأقمار الاصطناعية الصينية يتزويد اليمنيين بصور ومعلومات استخباراتية'. وتوضح التقارير أن 'وزارة الخارجية الأمريكية ادعت مؤخرًا أن شركة الأقمار الاصطناعية الصينية تدعم اليمنيين سراً'، وأن 'اليمنيين تمكنوا من مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية بطائرات مسيّرة وصواريخ بفضل معلومات استخباراتية قدمتها الأقمار الاصطناعية الصينية'. وتصف التقارير هذه الاتهامات بأنها 'محض هراء'، و'لا يوجد دليل أو منطق' وراءها، وأنها 'كأنها مسرحية هزلية'. وتؤكد أن 'شركة 'تشانغ غوانغ' الصينية' قد سارعت للرد على هذه الاتهامات، مؤكدة أنه 'لا توجد أي علاقة أو تواصل بينها وبين القوات المسلحة اليمنية' موضحة أن هذه الاتهامات 'تعكس جهلاً صارخاً'. وتشرح التقارير أنه 'من غير المنطقي الاعتقاد أن صورة أقمار اصطناعية واحدة تكفي لتحديد موقع حاملة طائرات وتوجيه ضربة دقيقة إليها'، وأن 'عملية التوجيه تتطلب سلسلة متواصلة من الإجراءات الدقيقة، وليست مجرد صورة تُهاجم على أساسها أهداف عسكرية'. وتشير التقارير إلى أن 'الإخفاق الاستراتيجي والضعف العسكري الأمريكي يجعلانها تتهم التكنولوجيا الصينية بالتقدم الكبير'، في حين أن 'الدرونز البسيطة لليمنيين' التي 'تسبب مشاكل كبيرة للجيش الأمريكي' تعتمد في الواقع على 'الحكمة التي اكتسبتها شعوب الشرق الأوسط من عقود من الحروب، وليس على عدة أقمار اصطناعية فقط'.
وترى وجهة النظر الصينية أن تصرفات واشنطن تعكس 'ارتباكها وإحراجها في مواجهة اليمنيين'، وتجعل 'من الصعب تبرير موقفها أمام العالم'. وتصف التقارير هذه الاتهامات بأنها 'محاولة غير نزيهة، وواهية لإلقاء اللوم' بادعاء وجود علاقة بين الصين واليمنيين'. وتؤكد التقارير أن 'الصين لن تتحمل فاتورة فشل الولايات المتحدة، ولن تقبل هذا الاتهام الباطل'، وأنه 'بينما واشنطن مشغولة بإيجاد 'كبش فداء'، العالم بأسره قد أدرك بالفعل: الانهيار الحقيقي ليس في ساحة المعركة، بل في قلوب الناس'، وترى أن هذه الاتهامات تعكس نمطاً متكرراً من السلوك الأمريكي في تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاته، ما قد يزيد من حدة التوتر في العلاقات الدولية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 10 دقائق
- النهار المصرية
في CAISEC'25 ... خطورة الحروب السيبرانية ودور الذكاء الاصطناعي في الأمن الرقمي العالمي
ناقشت الجلسة الفرعية الأولى للمؤتمر والمعرض الدولي لأمن المعلومات والأمن السيبراني CAISEC'25، في نسخته الرابعة والذي يعقد تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وقد أدار الجلسة الدكتور عادل عبد المنعم خبير أمني دولي، وتحدث خلالها، كل من أشرف كحيل نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، بشركة Group- IB، ومحمد شبل مدير نظم المعلومات بشركة اورانج مصر للاتصالات، وأنيل بهانداري كبير المرشدين بشركة Arcon. كما تحدث خلال الجلسة ايضا كل من أحمد سليم مدير خدمات الأمن، في أفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية، بشركة دل تكنولوجيز، وأندرو إميل - رئيس خدمات الفريق الأحمر، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة Liquid C2. وقال المهندس اندرو إيميل، رئيس خدمات الفريق الأحمر، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة Liquid C2. إن حروب الأمن السيبراني توسعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ويتم خلالها بشكل رئيسي استهداف البنية التحتية، ويتم ذلك من خلال مجموعات من الهاكرز المدعومين من الدول نفسها، كما يتم ذلك غالباً عن طريق ثغرات لا يعرفها مزود الخدمة، وهناك سوق كبير للباحثين عن الثغرات ويصل سعر الثغرة الواحدة إلى نحو 2.5 ملون دولار في تطبيقات الـ IOS. وأكد أن الدولة بحاجة للتحول الرقمي في كل شيء، ومع ذلك فإن هذا التحول يفتح الباب لشكل جديد من أشكال الحروب وهي الحرب السيبرانية التي قد تبدأ في لحظة دون أي تحرك مادي للدول المعادية، وقد ينشأ عنها أضرار بالغة ربما تتسبب في شل حركة الخدمات الرئيسية والمالية والبنية التحتية وغيرها من الخدمات التي يتم رقمنتها ولكن لا مفر من رقمنتها. ومن جانبه قال المهندس أحمد سليم، مدير خدمات الأمن، في أفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية، بشركة دل تكنولوجيز ، إن الهجمات تخرج إلى حدود الدول غير المعادية وليس الدول المتحاربة فقط، كما أنه في المملكة المغربية وقع هجوم على مكتب العمل وتم تسريب جميع مرتبات الموظفين، وفي جنوب إفريقيا فإنها مشهورة بالمساندة لبعض القضايا العربية، ومنذ ذلك الوقت تم ضرب خطوط الطيران الإفريقية بهجمات الفدية، ولم يتم تحديد مصدر الهجمات بدقة رغم الإشارة إلى أن مصدره من روسيا، لافتاً إلى أن هناك هجمة حدثت على بعض البنوك في إحدى الدول أدت إلى إغلاق البنك لمدة أسبوعين وليس مجرد ساعة أو يوم بل أسبوعين. وأضاف أن الحدود بين الدول تتلاشى والحروب أصبحت سهلة وليس من الضروري أن تقوم بها الجيوش النظامية، من بين أكثر الدول التي لها دور كبير في نمو مفهوم الحروب السيبرانية هما إسرائيل وروسيا وبنسب نشاط أكبر من الصين وأوكرانيا، وقد استطاعت إحدى الدول إيقاف مشروعات حيوية لإيران لمدة سنوات، وبالتالي فإن الحروب الإلكترونية أصبحت محرك قوي للأفراد وليس للجيوش. وأكد أنه تم تحريك الرأي العام في أمريكا في الانتخابات وفي بداية الحرب الأوكرانية تم بث رسائل إعلامية عبر الهاكرز داخل الدول المعادية لبعضها، وبالتالي فإن الحروب السيبرانية تقوم بتحريك الأفراد والشعوب والتأُثير على حياتهم اليومية، وهذا هو الشكل الجديد للحروب السيبرانية التي تستهدف الأفراد والشعوب داخل الدول سواء بالإضرار أو بالتوجيه، وكان أحدثها الهجمات الخاصة بهواتف البيجر التابعة لحزب الله. قال أنيل بهانداري كبير المرشدين بشركة Arcon إنه كما يحدث في أوكرانيا فإن الموقف مدهش حيث إنها صامدة كل هذه الشهور رغم عدم قدرتها السيبرانية المحدودة، ولذلك يجب على كل دولة أن تنشئ مراكز للمعلومات ويكون لها فضاؤها الالكتروني الخاص لأن كل عناصر التهديد التي تخص الدولة يمكن مهاجمتها في أي وقت. وأكد أنه من الأهمية بمكان أن نتعرف على قنوات الاتصال لتحديد البروتوكولات وفهم حمايتها لأنها قد تكون واحدة من أهم الأصول التي تمتلكها الدولة في حرب إلكترونية أو أي حرب أخرى. وتابع أن أبسط صور نماذج بناء الشخصية فإن لها العديد من مصادر جمع المعلومات الشخصية، من خلال كافة وسائل التواصل الإلكتروني والمواقع الخاصة بالذكاء الاصطناعي والملفات الرقمية التي يمكن الاستيلاء عليها ولذلك يجب حمايتها من الاختراق، ولكن عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي الخاص بالوكلاء فإن الكثير من الاختراقات قد تتم عبر الذكاء الاصطناعي ولذلك يجب ضمان الانتفاع من الذكاء الاصطناعي مع حماية المستخدمين مع ضرورة حماية الشخصيات التي يمكن أن تتعرض للهجوم، حيث إن الثروة الحقيقية اليوم عبارة عن بيانات وهكذا فالعالم أصبح تعقيداً بناء على ما نراه اليوم وما سوف يحدث في المستقبل. محمد شبل، مدير نظم المعلومات بشركة اورانج مصر للاتصالات ،أوضح أنه كان هناك انتشار نووي بين الدول تم الاتفاق على الحد من الانتشار النووي، بينما اليوم ليس هناك اتفاقيات للحد من الهجمات السيبرانية، وللعمل على ذلك يأتي دور مراكز الأمن السيبراني، والتي تعمل على الحد من الهجمات وإيقاف ومواجهة الهجمات، ويعتمد ذلك أولاً على القدرات البشرية وتدريبها، ثم بناء العمليات بين فريق العمل مع توزيع المسئوليات، ثم العمل على استحداث أفضل منتجات الحماية السيبرانية، مضيفاً أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي تتغير يوماً بعد الأخر ولابد من تدريب فرق العمل بشكل مستمر لاستيعاب كافة التطورات. وأكد أن كل قطاع له متطلبات حماية مختلفة عن باقي القطاعات وكل استراتيجية يتم بناؤها وفقاً لاحتياجات القطاع وفي اورنج يتم المساعدة في بناء تلك الاستراتيجيات وتقدم الشركة خدماتها لكثير من دول العالم لمنح وصياغة الاستراتيجيات المناسبة لحماية القطاعات على اختلاف احتياجاتها. وقال المهندس أشرف كحيل، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا وأستراليا ونيوزيلندا، بشركة Group- IB ، إن الذكاء الاصطناعي حالياً في فترة الفرحة والإثارة والإعجاب بإمكانياته والتخوف منها أيضا، ولذلك يتطلب الأمر تشريعاً تنظيمياً لأنه أصبح متوافر لكل الجهات والهيئات والشركات والمؤسسات والأفراد ولم تعد تكنولوجياته مكلفة لأي فرد ولا أي جهة، ولقياس مخاطر الذكاء الاصطناعي يجب قياس إمكانياته وإمكانياته أوسع بكثير مما ظهر منه حتى الآن. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي من حيث الجريمة الإلكترونية فإنه يستخدم في الاستطلاع والبحث، وذكر على سبيل المثال أن إحدى الدول في المنطقة قامت باستخدام الذكاء الاصطناعي لتشكيل الوعي وتغيير الصورة الذهنية بينما انقلب عليها هذا الذكاء الاصطناعي لأنه أصبح أكثر تطوراً بشكل ذاتي وواقعي، ولذلك يستطيع الذكاء الاصطناعي تطوير قدراته والتصرف عكس من قام بتشغيله كما يستطيع التصرف بدون علم، مؤكداً على ضرورة الوعي والحرص الشديد عند استخدام الذكاء الاصطناعي. وقال إن حجم المشاكل الخاصة بالذكاء الاصطناعي تأتي من درجة الوعي، حيث يختلف درجة الوعي لدى الشعوب باختلاف ثقافاتها، فعلى سبيل المثال نجد عمليات النشر والانتشار ونقل الاخبار عبر الواتساب في مصر مرتفعة جداً مقارنة بدول أخرى وبالتالي يمكن الاعتماد على بعض الثقافات في تعظيم بعض الهجمات. وأضاف أن هناك أدوات تستطيع اليوم تحديد مصدر الأفعال والرسائل هل مصادر ذكاء اصطناعي وما هو الهدف من وراء أي هجوم أو فعل، حيث تقوم الشركة بعمل أكثر من 1550 تحقيق مع شركات على مستوى العالم، وهناك تحقيقات تستغرق أيام وأسابيع لمعرفة المصدر والمستهدف ودرجة وسرعة الانتشار ومن ثم التعامل على هذا الأساس.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
الإفتاء الليبية: إذا أراد بعض الناس ترك الأضحية وإرسال ثمنها إلى غزة فهذا أولى
ناقش مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء الليبية مسألة التبرع بثمن الأضحية لأهل غزة ، وتوجيه الناس لإرسال أثمان ضحاياهم إلى إخوانهم في غزة؛ نظرًا لاشتداد المجاعة هناكَ. وأوضح المجلس في بيان، أنه إذا أراد بعض الناس أن يترك الأضحية ويرسل ثمنها إلى غزة فهذا أوْلَى، ما دامَ الترك جزئيًّا من بعض الناس دون بعض، ولا ينتج عنه تعطيل شعيرة الأضحية بالكلية. التبرع بثمن الأضحية إلى أهل غزة وأضاف المجلس أن مَن اعتاد التضحية بأكثر مِن أضحية، فينبغي له الاكتفاءُ بواحدة، وإرسال ثمن الزائد إلى المحاصَرين، الذين يموت بعض أطفالهم جوعًا في غزة، موضحًا أن الأضحية سنة مؤكدة في حقّ من لا تُجحِفُ به ولا تُضيّق عليه، كما هو مقررٌ عند جمهور الفقهاء، وكان بعضُ الصحابة يتعمّدون عدم التضحية، ويظهرون ذلك، مخافة أن يحسب الناس أنها فرضٌ واجب. لن أسكت.. السجن 20 يوما لضابط إسرائيلي اعترض على استمرار حرب غزة بسبب حرب غزة.. صندوق النقد: مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات القناة والدخل السياحي لـ الأردن تراجع وجاء في بيان الإفتاء الليبية: لا يزالُ إخوانُنا في غزة يواجهونَ مؤامرةَ الحصارِ الخانق، والتجويعِ القاتل، وقد اجتمعتْ عليهم آلةُ القتل الصهيونية، وتآمُر النفاقِ العربي، ولم يبقَ لهم مُعينٌ إلَّا اللهُ تعالى، وكفَى بالله نصيرًا، ثمّ قلةٌ ممن وفقَهم الله للقيامِ بواجبِ النصرة والمعونة، حسبَ قدرتِهم المحدودة.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
بعثة صندوق النقد الدولي تتوجه إلى سوريا لتقييم الأوضاع الاقتصادية خلال أيام
تتوجه بعثة من صندوق النقد الدولي ، إلى سوريا هذا الأسبوع، لتقييم الأوضاع المالية والاقتصادية عن كثب، بحسب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق، جهاد أزعور. تأتي هذه الزيارة في سياق جهود دولية متزايدة لدعم إعادة تأهيل الاقتصاد السوري بعد سنوات من الصراع والعزلة، وبعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة رسميًا رفع العقوبات عن سوريا. التطورات والآفاق الاقتصادية العالمية والإقليمية أزعور أوضح على هامش مشاركته في جلسة "التطورات والآفاق الاقتصادية العالمية والإقليمية" التي نظمها الصندوق في العاصمة السعودية الرياض، أن البعثة ستطّلع على واقع المؤسسات السورية، بما في ذلك المصرف المركزي ووزارة المالية وهيئات الإحصاء. محيي الدين: مصر بحاجة لتبني نموذجا جديدا للتنمية الاقتصادية المستدامة بعد انتهاء برنامج صندوق النقد بسبب حرب غزة.. صندوق النقد: مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات القناة والدخل السياحي لـ الأردن تراجع تستهدف الزيارة تحديد الحاجات المتعلقة بالمؤسسات والدعم التقني المطلوب، لوضع إطار تعاون شامل مع سوريا يحدد الأولويات لتأمين المشورة والدعم التقني وتدريب الكوادر الأساسية. ومن المقرر أن يزور أزعور دمشق أواخر يونيو، بعد أن ترفع البعثة تقريرها. فجوة في البيانات والمعلومات لدى الصندوق ويتزامن هذا التحرك مع تصريحات كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية للصندوق،في فبراير الماضي حول جاهزية الصندوق لدعم سوريا، موضحة أن التواصل بدأ بالفعل بين موظفينا والمسؤولين السوريين، لتفهم حاجة المؤسسات الرئيسية في البلاد كمصرف سورية المركزي. التواصل بين موظفي الصندوق والمسؤولين السوريين يأتي بعد انقطاع دام 16 عاما، مما أحدث فجوة في البيانات والمعلومات لدى الصندوق عن واقع الاقتصاد السوري. أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة قرارا يمنح تخفيفا فوريا للعقوبات المفروضة على سوريا تماشيا مع إعلان الرئيس دونالد ترامب وقف جميع العقوبات المفروضة على البلاد، كما أصدرت وزارة الخارجية إعفاءً لمدة 180 يوما من العقوبات الإلزامية المفروضة بموجب قانون قيصر، وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة، "الرخصة العامة 25 لسوريا" والتي تسمح بإجراء معاملات محظورة بموجب لوائح العقوبات على سوريا، مما يؤدي فعليًا إلى رفع العقوبات عن البلاد.