logo
الأسباب الخفية وراء دعم جنوب إفريقيا للبوليساريو ومعاداة المغرب

الأسباب الخفية وراء دعم جنوب إفريقيا للبوليساريو ومعاداة المغرب

الأيام٢٦-٠٣-٢٠٢٥

تواصل جنوب إفريقيا اتباع نهجها الاستفزازي تجاه المغرب، من خلال دعمها المستمر لأطروحة الانفصال التي تتبناها جبهة البوليساريو، في خطوة جديدة تضاف إلى سلسلة مواقفها العدائية للمملكة.
في هذا السياق، نشر ألفيس بوتيس، نائب وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا وعضو حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، مقالا في صحيفة 'IOL NEWS' الجنوب إفريقية أكد فيه أن بلاده تتحمل 'التزاما أخلاقيا وقانونيا لدعم الشعب الصحراوي'، على حد تعبيره.
وأضاف بوتيس أن المغرب يستغل الموارد المعدنية والبحرية في الأقاليم الجنوبية 'بخلاف' القانون الدولي، وهو ما اعتبره 'خرقا للمبادئ القانونية الدولية'.
وتستمر هذه المواقف في تعزيز السياسة المناهضة للمغرب التي تنتهجها جنوب إفريقيا، والتي تسعى من خلالها إلى دعم جبهة البوليساريو، في محاولة لتجميل صورة كيان لا مستقبل له، من خلال التأثير على مواقف الدول الأخرى، لا سيما في القارة الإفريقية.
ومع تزايد الاتجاهات العالمية نحو التكتل والوحدة، تبقى جنوب إفريقيا متمسكة بموقفها الداعم للحركات الانفصالية في عديد مناطق العالم، بما في ذلك دعمها لجبهة البوليساريو، مما يثير تساؤلات حول المصلحة التي تجنيها بريتوريا من هذا الموقف، خاصة في ظل تواصل محاولاتها المساس بمصالح المغرب ووحدته الترابية.
المغرب يتفوق اقتصاديا
من الواضح أن إصرار النظام الجنوب إفريقي على طرح قضية الصحراء في مختلف المحافل الدولية لا يبدو مجرد موقف سياسي، بل هو نهج استراتيجي يعكس توجسه الكبير من الدور المتزايد للمغرب في القارة الإفريقية، خاصة بعد تمكن المغرب من كسر سياسة 'الكرسي الشاغر' والعودة بقوة إلى حضن الاتحاد الإفريقي، وفي ظل المنافسة القوية بين الدولتين في ساحات النفوذ والاستثمار.
لقد أصبح المغرب الهدف الأكبر في استراتيجية جنوب إفريقيا، خصوصا بعدما تمكنت المملكة من إعادة صياغة علاقاتها مع العديد من الدول الإفريقية التي كانت قد تماهت سابقا مع محور بريتوريا-الجزائر. وذلك عبر شراكات استراتيجية في قطاعات متعددة مثل الأسمدة، الطيران، والاتصالات، ليصبح المغرب الآن ثاني أكبر مستثمر في القارة، متفوقا على هيمنة جنوب إفريقيا التي لطالما اعتبرت نفسها الآمر الناهي في الشؤون الإفريقية.
ورقة لتصدير الأزمات
لا تقتصر هذه التحولات الاقتصادية والسياسية فقط على المجال الاقتصادي، بل تمثل ضربات متتالية على حساب النفوذ السياسي والدبلوماسي لجنوب إفريقيا، من خلال اختراق المغرب لعدد من الدول التي كانت تعد جزءا من معسكر الانفصال بقيادة الجزائر وجنوب إفريقيا، مثل نيجيريا وكينيا وأنغولا، فقد بدأت بريتوريا تفقد قدرتها على التأثير في مواقف الدول الإفريقية الكبرى، ما جعلها تتخذ مواقف أكثر عدائية تجاه الرباط.
اليوم، يواجه النظام الجنوب إفريقي تحديات أكبر بكثير من مجرد الصراع على قضية الصحراء. فالوضع الداخلي في جنوب إفريقيا والمشاكل المتعددة التي تواجه الحزب الحاكم، تجعل من العداء مع المغرب مجرد وسيلة لتصدير الأزمات. حيث يعاني الرئيس سيريل رامافوسا من فضائح فساد وانقسامات سياسية داخل حزبه، مما يدفعه للعب ورقة مناهضة المغرب كأداة لتشتيت الانتباه عن الوضع السياسي المتأزم داخليا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرد على أكاذيب البوليساريو: قرار انضمام "حركة حماية الصحراويين" إلى الاشتراكية الدولية نهائي ولا رجعة فيه
الرد على أكاذيب البوليساريو: قرار انضمام "حركة حماية الصحراويين" إلى الاشتراكية الدولية نهائي ولا رجعة فيه

أخبارنا

timeمنذ 15 ساعات

  • أخبارنا

الرد على أكاذيب البوليساريو: قرار انضمام "حركة حماية الصحراويين" إلى الاشتراكية الدولية نهائي ولا رجعة فيه

في رد رسمي على الادعاءات الزائفة التي نشرتها وكالة الأنباء الصحراوية (SPS)، أكدت هيئة الاشتراكية الدولية أن القرار المتعلق بانضمام حركة حماية الصحراويين (MSP) إلى المنظمة قد تم اتخاذه وفقًا للمعايير والقواعد المعمول بها، وبالتالي فهو أمر نهائي ولا يمكن تغييره. جبهة البوليساريو، التي اعتادت على استراتيجية التضليل، يجب أن تتقبل هذا القرار وتتوقف عن تضليل الرأي العام الصحراوي. هذا القرار يمثل ضربة قوية لمساعي البوليساريو الدعائية التي تدعي التمثيل الحصري للشعب الصحراوي، ولن تؤثر عليه الشائعات أو الوعود الزائفة. من الآن فصاعدًا، سيتعين على البوليساريو وقيادتها القديمة أن تعتاد على صوت صحراوي جديد أكثر ديمقراطية ومسؤولية، يهدف إلى تحرير الصحراويين من قيود النظام الاستبدادي. حركة حماية الصحراويين، بفضل انضمامها إلى الاشتراكية الدولية، تكون قد كسبت مكانة مستحقة ودائمة ضمن عائلة سياسية وفكرية تُعنى بقيم الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية، وهي القيم التي تتناقض مع التعصب والطائفية التي تميزت بها الحركة القديمة.

صفعة للبوليساريو.. 'صحراويون من أجل السلام' تشارك في مجلس الأممية الاشتراكية
صفعة للبوليساريو.. 'صحراويون من أجل السلام' تشارك في مجلس الأممية الاشتراكية

LE12

timeمنذ يوم واحد

  • LE12

صفعة للبوليساريو.. 'صحراويون من أجل السلام' تشارك في مجلس الأممية الاشتراكية

صفعة جديدة، تلك التي تلقتها جبهة البوليساريو ومن ورائها النظام في الجزائر، عندما شاركت حركة 'صحراويون من أجل السلام'، برئاسة السكرتير الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا، في مجلس الأممية الاشتراكية. الرباط -محمد الركيبي في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ اجتماعات مجلس الأممية الاشتراكية، شهدت دورة إسطنبول المنعقدة يومي 24 و25 ماي 2025، مشاركة وفد عن حركة 'صحراويون من أجل السلام'، برئاسة السكرتير الأول للحركة الحاج أحمد باريكلا. ويرى مراقبون أن هذه المشاركة تشكل ضربة موجعة لمحاولات جبهة البوليساريو تقديم نفسها لسنوات طويلة بوصفها 'الممثل الوحيد للشعب الصحراوي' داخل المنظمة الأممية، مؤكدين أن هذه الخطوة تنهي مزاعم وكانت حركة 'صحراويون من أجل السلام'، التي تتخذ من مدريد مقرًا لها، قد قدمت طلب عضوية في منظمة الأممية الاشتراكية خلال ولاية رئيسها الحالي، بيدرو سانشيز، وهو الطلب الذي حظي بالقبول الرسمي، ليتوَّج بمشاركتها الفعلية في أشغال المجلس بإسطنبول. ووفق بلاغ للجنة الإعلام والاتصال بالحركة، حصلت جريدة بنسخة منه، فقد عقد وفد الحركة عدة لقاءات ثنائية مع رؤساء وفود مشاركة، من بينهم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي إدريس لشكر. وتناول اللقاء طبيعة العلاقة بين الاتحاد الاشتراكي والحركة، إلى جانب مناقشة آفاق الحل السلمي لقضية الصحراء الغربية ودور الأمم المتحدة في هذا المسار. كما أجرى وفد الحركة لقاءات مماثلة مع وفود من السنغال، وموريتانيا، وهايتي، وتونس، في إطار مساعيه لتعزيز التفاهم السياسي والتنسيق الإقليمي والدولي حول قضية الصحراء. وفي سياق موازٍ، عرفت الاجتماعات حراكًا دبلوماسيًا لافتًا لمنظمة النساء بحركة صحراويون من أجل السلام، برئاسة ميمونة الدليمي، وعضوية كل من فاطمة داود (رئيسة لجنة المجتمع المدني)، ومختارة لعريبي (عن منسقية وادي الذهب)، وسعداني أهل ابا (عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية). وأجرت عضوات الوفد النسائي لقاءات مكثفة مع ممثلي أحزاب دولية مشاركة، حيث تم استعراض المشروع السياسي للحركة، الذي يقوم على الدعوة إلى التعددية الحزبية، ونهج الحوار السلمي لحل النزاع في الصحراء، مع تأكيد دور المرأة الصحراوية في قيادة العمل السياسي وصنع القرار داخل الحركة. كما تم تقديم نسخ من كتاب تعريفي بالحركة، يتضمن تفاصيل مشروعها السياسي وخارطة طريق نحو حل سلمي، سبق عرضه خلال ندوتي دكار ولاس بالماس. ولقيت هذه المبادرة تفاعلًا إيجابيًا من عدد من الوفود الحزبية، التي عبرت عن ترحيبها بمقترحات الحركة واستعدادها لتعزيز التعاون المشترك دعمًا لمسار السلام والاستقرار في منطقة الصحراء.

إسطنبول :  في تحول لافت : الأممية الاشتراكية تسقط احتكار 'البوليساريو' للتمثيل الصحراوي وتفتح الباب أمام التعددية
إسطنبول :  في تحول لافت : الأممية الاشتراكية تسقط احتكار 'البوليساريو' للتمثيل الصحراوي وتفتح الباب أمام التعددية

المغربية المستقلة

timeمنذ يوم واحد

  • المغربية المستقلة

إسطنبول :  في تحول لافت : الأممية الاشتراكية تسقط احتكار 'البوليساريو' للتمثيل الصحراوي وتفتح الباب أمام التعددية

المغربية المستقلة : شهد مؤتمر نساء الأممية الاشتراكية المنعقد بمدينة إسطنبول التركية محطة تاريخية غير مسبوقة في مسار التعاطي الدولي مع قضية الصحراء، حيث تميزت أشغاله بمشاركة متوازنة لكل من جبهة البوليساريو الانفصالية وحركة صحراويون من أجل السلام، دون منح أي منهما صفة 'التمثيل الحصري للشعب الصحراوي' المزعوم، في خطوة اعتبرها المراقبون إسقاطًا فعليًا لادعاء البوليساريو بأنها 'الممثل الوحيد والشرعي'. وقد جلس وفد البوليساريو، ولأول مرة، ضمن الهيئات العادية، بلا رموز 'الجمهورية المزعومة'، إلى جانب وفد حركة صحراويون من أجل السلام، تحت يافطة واحدة تحمل اسم 'Western Sahara' مرفقة باختصارات كلا الطرفين (FP وMSP)، في تأكيد ضمني من المنظمين على أن تمثيل الصحراويين لم يعد حكراً على جهة دون أخرى. الحدث حمل دلالات قوية، خاصة مع الحضور اللافت لنساء من الأقاليم الجنوبية ضمن وفد حركة صحراويون من أجل السلام، ما شكل صدمة وسط ممثلي البوليساريو ومناصريهم، وانعكس في تفاعلات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل المخيمات. وقد رأى متابعون أن اللحظة تمثل إعلاناً دولياً عن مرحلة جديدة تُكرس مبدأ التعددية وترفض الوصاية السياسية التي فرضتها البوليساريو لعقود. من جهتها، شاركت حركة صحراويون من أجل السلام بوفد نسوي أجرى سلسلة لقاءات مثمرة مع وفود من دول ناميبيا وكوسوفو وتونس، إلى جانب لقاءات مع رئيسة نساء الأممية الاشتراكية السيدة جانيت كميلو، ورئيسة اتحاد الشباب الاشتراكي الدولي السيدة هند مغيث. وقد ساهمت هذه اللقاءات في تعزيز قنوات التواصل والتعاون حول القيم المشتركة كالسلام والديمقراطية والتضامن. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور رسمي للحركة في هذا المحفل الأممي منذ انضمامها كعضو كامل في يناير 2025، في خطوة تنسجم مع رؤية الحركة الهادفة إلى إيجاد حلول سلمية عادلة لقضية الصحراء، وتعزيز التعددية السياسية داخل المجتمع الصحراوي. هذا التحول النوعي، الذي يأتي من داخل آخر معاقل الدعم التاريخي للبوليساريو، أي اليسار العالمي، يمثل بداية لتفكيك سردية الانفراد والاحتكار، ويفتح المجال أمام قوى صحراوية بديلة لها امتداد فعلي داخل الأقاليم الجنوبية وفي مخيمات تندوف، للمساهمة في رسم مستقبل يعكس تطلعات كافة الصحراويين بعيدا عن الطروحات الانفصالية الراديكالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store