
عمار: على الحكومة التخلّي عن قراراتها
واصل حزب الله جولاته على المسؤولين والفاعليات السياسية والحزبية والدينية، وبحسب بيان، فقد "قام بشرح موقفه من التطورات السياسية، لا سيما القرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في ما يخص سلاح المقاومة، مجددا تأكيده "ان هذه القرارات خطيئة كبرى، وهي التخلي عن عناصر قوة لبنان وعزته وكرامته لمصلحة العدو، ومن يدور في فلكه من الدول الغربية والعربية".
والتقى عضو المجلس السياسي في الحزب مسؤول العلاقات الإسلامية الشيخ عبد المجيد عمار، يرافقه مسؤول قطاع صيدا الشيخ زيد ضاهر، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في مكتبه في صيدا، وتم البحث في "الوضع السياسي والامني في لبنان، في ظل الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على اهلنا، اضافة الى حرب الابادة والتجويع التي يشنها العدو على اهلنا في قطاع غزة في ظل صمت دولي وعالمي".
وقال عمار: "نحن في لبنان، نواجه فريقا سياسيا يملى عليه ورهن كل مقومات البلد الى السياسيات الخارجية الاميركية وغيرها، وان ما يحصل اكثر من وصاية وصولا الى انتداب واحتلال واستعمار"، مضيفا "نحن مع قوة وتقوية الجيش ليأخذ وضعه الطبيعي في التصدي للعدو، والمقاومة عضد مساعد للقوى الامنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش".
وختم داعيا الحكومة الى "التخلي عن قراراتها وتصويب مساراتها السياسية".
من جهته، توجه حمود "الى اعداء المقاومة وخصومها"، قائلا: "من لم تسمح له نفسه المريضه بالاعتراف بانتصار المقاومة على العدو في العام 2000 و2006، لا يحق له ان يقول ان السلاح لم يعد له دور".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 10 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
رسالة مدويّة يطلقها جنوبيون.. ماذا حصل بعد خطاب نعيم قاسم؟
ما إن انتهى خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أمس الجمعة، في أربعينية الإمام الحسين، حتى بدأت رسائل جديدة تنتشرُ عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ومن كتبها هم أشخاص حقيقيون من الجنوب، تناقلوها في ما بينهم تعبيراً عن ربط ما أعلنه قاسم بشأن ما أسماه خوض "معركة كربلائية" من أجل الحفاظ الحزب على سلاحه. تلك الرسالة تتضمّن النص التالي: "أنا شيعي/ة، جنوب/ية، أنا تحت سلطة الدولة والجيش، أنا ما بدي حرب إنتحارية متل حرب أيلول وتهجير أيلول ودمار أيلول، حرب مع عدو مُجرم مُتفوق تكنولوجياً وعسكرياً.. أنا بدي جيشي بس يدافع عني، ولا أنتمي إلا إلى لبنان، إلى دولتي، وما حدا يحطنا ضمن سلطتو بغير إرادتنا، بس لأنو محسوبين عالطايفة.. إذا فرضت الحرب فليدافع كل لبناني اختار انو يكون بالجيش وكلنا خلفو، وما حداش يودينا ع كربلا وغيرا اللي بدو يروح يروح لحالو.. نحنا هون بلدنا". الرسالةُ هذه لاقت رواجاً واسعاً بين الناشطين، إذ تمت مشاركتها مئات المرّات، وأول من أطلقها كان الشاعرة الجنوبية زينب حمادة من بلدة دير كيفا - جنوب لبنان. وفعلياً، فإن مضمون ذاك المنشور يمثلُ صوتاً واضحاً في أوساط أبناء الجنوب رفضاً لسياسات "حزب الله" من جهة، وتمسكاً بمبدأ الدولة والالتفاف حول الجيش من جهة أخرى. اللافت أنَّ هذا المنشور فتح باباً للنقاش بين أبناء الجنوب وتحديداً بين المؤيدين لـ"حزب الله" والمعارضين لما يقومُ به، فقد كان هناك طرح من قبل "مؤيدي الحزب" لنقاط عديدة أبرزها مطامع إسرائيل بلبنان وغايتها وهدفها من تحقيق خطوة تسليم السلاح وضرورة عدم التنازل عنه. في المقابل، كان هناك كلامٌ واضح بأن "سلاح الحزب لم يستطع خلال الحرب الأخيرة منع القتل والدمار"، مشيراً إلى أنه "يجب هذه المرة وضع الآمال بالدولة لمواجهة الإحتلال". كلام قاسم يوم أمس أثار استفزازاً داخل الطائفة الشيعية، وهو ما ترجمتهُ أيضاً رماح قبيسي، وهي إحدى المرشحات البارزات للانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة في منطقة النبطية، إذ اعتبرت أن ما قاله قاسم أثار حفيظة الناس حينما قال إن "حزب الله سيخوض معركة كربلائية"، معتبرة أن "كل كلمة في الخطاب السياسي لها دلالات خصوصاً أن لبنان على كفّ عفريت". في المُحصلة، فتح كلام قاسم، أمس، النقاش على مصرعيه في لبنان، فمن جهة هناك مؤيدون له في الطائفة الشيعية ومعارضون في الوقتِ نفسه. الأمرُ هذا متوقع تماماً، لكن الجديد والبارز أكثر هو الكلام العلني من قبل أبناء الطائفة وتعبيرهم عن رفض المواقف.. فهل سيلتفت "حزب الله" لهذا الأمر بشكلٍ جدّي؟ انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 40 دقائق
- الديار
عون: تبقى الرهبانية الأنطونية شاهداً حياً على قدرة الإيمان والعلم على تخطي المحن
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب احتفلت الرهبانية الانطونية المارونية بمرور 325 سنة على تأسيسها (1700-2025)، فأقامت احتفالا رسميا وشعبيا في دير مار شعيا (المتن) في حضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي أكد في العظة التي القاها بعد الانجيل على الصلاة مع الرئيس عون من اجل بسط سيادة الدولة واحلال سلام دائم وعادل على الأرض اللبنانية بكاملها، وبدء خطة إعادة الاعمار، داعيا ان يبقى لبنان "وطن الرسالة والدعوة، وطن القداسة والشهادة، وطن الشركة والتنوع، ارض أرادها الله منارة في هذا الشرق. كما نصلي كي يجعلنا الله إرادة وطنية صادقة وجهدا مستمراً للخروج من عقلية المحاصصة والتعطيل والانغلاق، نحو فكر وطني جامع يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق". أما الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الاباتي جوزف بو رعد فقد عاهد في كلمة القاها قبيل انتهاء القداس، رئيس الجمهورية على أن يكون رهبان الانطونية " رسل المواطنة الجامعة وأصدق المبشرين بها، وان نكون المثال والقدوة في الدفاع عن الخير العام، فلا خير لنا سواه، سقفنا القانون وبه نلتزم من دون مواربة واستكبار نقوم بواجباتنا قبل ان نطالب بحقوقنا، وما لنا من حقوق الا تلك التي تخص من تكرسنا لخدمتهم، وعهدنا ان نؤازركم في ورشة البناء والإصلاح والتطوير". في المقابل، تمنى الرئيس عون للرهبانية ان تبقى "منارة ايمان وعلم وثقافة في قلب لبنان والشرق، ومدرسة حياة نهلت منها الأجيال علما ومعرفة والكثير من القيم الروحية السامية". القداس حضر القداس الاحتفالي الذي أقيم في باحة الدير، الى الرئيس عون واللبنانية الأولى، وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ووزير الاعلام المحامي بول مرقص، والسفير البابوي في لبنان المونسيور باولو بورجيا، والنواب: إبراهيم كنعان، رازي الحاج، الياس حنكش، الياس جرادي، جان طالوزيان، هاغوب تيريزيان، اديب عبد المسيح، سليم عون، فريد البستاني، غسان سكاف، ملحم خلف، ونجاة عون، وسفير بلجيكا في لبنان، وعدد من الوزراء والنواب السابقين، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله، والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، والمدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندس، ومدير المخابرات في الجيش العميد أنطوان قهوجي، وقائد الدرك العميد جان عواد، وكبار الضباط، إضافة الى عدد من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات للرهبانيات اللبنانية الرجالية والنسائية، والرهبان الانطونيين في اديرة لبنان والخارج، إضافة الى حشد من المؤمنين الذين تقاطروا من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة بالمناسبة. ترأس القداس البطريرك الراعي وعاونه رئيس أساقفة ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بونجم والاباتي بو رعد ومجلس المدبرين الآباء بطرس عازار، وميشال خوري، وبشارة إيليا، وإبراهيم بوراجل. ونسق الاحتفال الليتورجي الاب شربل بو عبود، وخدمته جوقة الجامعة الانطونية بقيادة المايسترو الاب توفيق معتوق. في مستهل القداس القى أمين السر العام للرهبانية الاب الياس شماطة كلمة رحب فيها بالحضور، وقدم لمحة تاريخية عن ولادة الرهبانية في دير مار اشعيا وصولا الى واقعها الحالي وانتشارها في لبنان والعالم. وقال: "ها نحن اليوم، نرفع صلاة الشكر ونُجدد العهد. فمن فكرةٍ كانت في البدء عام ألف وسبعمائة، إلى جماعةٍ حيّة نابضة بروح الله في هذا العام المبارك، صار الفكر كيانًا، وصار الحلم أنتم ونحن وكلُّ من شارك الرهبنة رؤيتها ورسالتها. رهبنة واحدة، بمائةٍ وخمسين راهبٍ ناشطٍ في الحبّ والطاعة والعفّة، من بينهم ثلاثة نساك، وثلاثون ديرًا، تشهد للحضور الرهباني في القلوب والقرى والمدن، واثنتا عشرة مدرسةً تغرس القيم في أجيال اليوم، وجامعة بفرعين تخرّج إلى حقل الحياة رسلاً وعمّالاً، ومركزٌ للدراسات والأبحاث المشرقية، وميتمٌ في المروج، ومعهدٌ للفنّ الإيقونوغرافي، ومشغل للباس الليتورجي، ومدرسة موسيقية بثلاثة فروع، وجمعية لكشافة الاستقلال،. وانتشارٌ واسع في الخدمة الرعوّية والتعاون مع أصحاب السيادة والكهنة وأبناء الرعايا، من لبنان إلى سوريا وسلطنة عُمان، إلى كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية، بليجيكا وإيطاليا ومؤخراً في سويسرا". ثم شرح ما يرمز اليه المذبح الذي اعد خصيصاً للمناسبة، باشراف السيدة دنيز طوق والسيد ايلي زيدان، كما تطرق الى محطات عدة في تاريخ الرهبانية. وقال ان شعار اليوبيل هو "فرحون بالرجاء"، وقد نُقش في وسط درجات المذبح، صدىً لنداء الكنيسة الجامعة في يوبيلها الذي أعلنه قداسة البابا الراحل فرنسيس، "حجّاج رجاء"، بدعوة واضحة للسير معاً وعدم الجمود والخمول رغم كلّ الظروف المحدقة بنا. وتلا رئيس بلدية مار شعيا السيد بول شختورة قراءة من سفر اشعيا، فيما تلا الاب ايلي كعوي الانطوني فصلا من رسائل بولس. عظة البطريرك الراعي بعد الانجيل الذي قرأ المطران بو نجم فصلا منه، القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "فخامة رئيس الجمهورية، السيدة اللبنانية الأولى، 1. إن حضوركم اليوم في احتفالين كبيرين: عيد انتقال أمنا مريم العذراء، بنفسها وجسدها إلى السماء، وعيد احتفال الرهبانية الأنطونية المارونية الجليلة بيوبيل مرور 325 سنة على تأسيسها، إنّما يضفي على المناسبتين رونقاً خاصًا مزدوجًا: الرونق الأول ايمانكم الثابت بعقيدة الإنتقال الايمانية التي أعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1954. والرونق الثاني الشكر للعناية الإلهية التي رافقت الرهبانية الأنطونية بتقدّم مستمر، وتقديس للذات، واعلان لكلام الله، مع الصلوات والآلام والشهداء، أسوةً بسواها من الرهبانيّات التي تغني كنائسنا في لبنان. وها وجودكم اليوم على رأس المصلين من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات، ومن أصحاب الغبطة والفخامة والدولة والمعالي والسعادة، وأصحاب المقامات، وفي مقدمتهم سيادة السفير البابوي المطران Paolo Borgia، دليل على ايمانكم وصلاتكم من أجل لبنان في هذا الظرف الدقيق للغاية، ومن أجل اخراجه من المحنة التي تعيشونها مع معاونيكم في الحكم ومع الشعب اللبناني كافة. وانّا نصلّي معكم من أجل بسط سيادة الدولة، واحلال سلام دائم وعادل على الأرض اللبنانية بكاملها، وبدء خطة اعادة الإعمار. وجودكم معنا اليوم تعبير عن وحدة الإيمان، وعمق التعلّق بالعذراء مريم، التي لا يزال وطننا وشعبنا بحمايتها، وهي ترافق مسيرتنا بالصلاة والنعمة. 2. "تعظم نفسي الرب .... لأن القدير صنع بي عظائم" (لو 1: 46 و49). عظائم الله لمريم تجد اكتمالها في عيد انتقال مريم بنفسها وجسدها إلى السماء الذي نحتفل به اليوم. أولى العظائم، عصمة مريم من الخطيئة الأصلية، الموروثة من أبوينا الأوّلين، فمنذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى أمها القديسة حنة زوجة البار يواكيم، تدخل الله وعصمها من هذه الخطيئة، لتكون في تصميمه الإلهي أماً نقيّة ممتلئة نعمة للمسيح فادي الإنسان ومخلص العالم. هذه العقيدة الإيمانية أعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الأول 1854. ثاني العظائم، بتولية مريم الدائمة. فقد أصبحت أماً للكلمة المتجسد بقوة الروح القدس، من دون زرع بشري فكانت عذراء قبل الميلاد وفيه وبعده، وتمّت نبوءة اشعيا: "ها العذراء تحبل وتلد ابناً اسمه عمانوئيل" (متى 1:23). ثالث العظائم، امومتها لابن الله المتجسّد. وهذه عقيدة ايمانية اعلنها مجمع أفسس سنة 431: بقوله إن مريم هي والدة الإله في الزمن. رابع العظائم، شريكة الفداء. فبايمانها الصامد وصلت مع ابنها الفادي الإلهي حتى الصليب، متألمة معه بصبر وصمت، لكي يتحقق كل تدبير الله الخلاصي (الدستور العقائدي في الكنيسة، 58). خامس العظائم: أمومة مريم للكنيسة أعلنها القدّيس البابا بولس السادس أثناء المجمع الفاتيكاني الثاني. تتويج هذه العظائم، انتقال العذراء بنفسها وجسدها إلى مجد السماء. هي عقيدة ايمانية أعلنها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1954، بهذه الكلمات: "تتويجاً رفيعاً لانعاماتها، شاء الله ان ينقلها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء الأسمى، حيث تتلألأ ملكة عن يمين ابنها الملك الذي لا يموت إلى دهر الدهور" (براءة اعلان العقيدة: الدستور الرسولي: "الله العجيب جدًا"). 3. ونحتفل اليوم بيوبيل 325 سنة لتأسيس الرهبانية الأنطونية المارونية الجليلة. ففي 15 آب 1700 بدأت الرهبانية مسيرتها ببركة البطريرك جبرائيل الثاني البلوزاني، مع ثلاثة رهبان صعدوا من دير طاميش إلى تلة مار اشعيا- برمانا وأسسوا هنا بذار الحياة الرهبانية. فإنّا نهنّئ الرهبانية بيوبيلها، بشخص قدس الرئيس العام الأباتي جوزيف بورعد، والآباء المدبّرين، وسائر أبناء الرهبانية، المئة والخمسين، العاملين في أكثر من ثلاثين ديراً في لبنان وبلدان الإنتشار، ويديرون اثنتي عشرة مدرسة وجامعة، وميتماً للأطفال المتروكين، وسواها من النشاطات الروحية والراعوية والإجتماعية والإنسانية والثقافية والموسيقية. وللرهبانية نشاط مرموق على الصعيد الرسالات في بلدان الإنتشار، مثل روما، وفرنسا، وبلجيكا، وسويسرا، وكندا، وأستراليا وسوريا، وسلطنة عمان. 4. يتزامن يوبيل تأسيس الرهبانية الأنطونية مع يوبيل الكنيسة الكبيرة الذي أعلنه السعيد الذكر البابا فرنسيس بموضوع :"الرجاء لا يخيب" (روم 5: 5). والرهبانية اختارت ليوبيلها شعار: "فرحون بالرجاء" (روم 12:12). عرف تاريخ الرهبانية التهجير والمجاعات والمجازر، لكن أديارها ظلّت أديار رجاء، وخدمة وصلاة. ولها شهداء سقطوا من دير مار روكز إلى جزين وعجلتون، حتى الأبوين البير شرفان وسليمان أبي خليل اللذين خطفا من دير القلعة، ولا يزال مصيرهما مجهولاً. لكن الرهبانية تسير إلى الأمام بالصلاة والتقشّف والنسك. وفيها اليوم ثلاثة حبساء، يجسّدون بأجسادهم على الأرض، وبقلوبهم في السماء، المعنى الأعمق للتفرّغ الكامل لله، شباب نذروا النسك ليكونوا ملحاً يقدّس العالم بالوحدة والصمت والصلاة. في كلّ هذه الحالات، سارت الرهبانية وتسير بروحانية القديس أنطونيوس الكبير، وتشع بنور الإيمان والمحبة والخدمة، نورٍ عمره 325 سنة ولن ينطفئ. 5. من أمام أمنا العذراء مريم، التي صنع فيها الله العظائم، نرفع انظارنا إلى لبنان الجريح والمتألم، لكنه الغني بنعمة الله التي تصنع فيه العظائم، لأنه وطن الرسالة والدعوة، وطن القداسة والشهادة، وطن الشركة والتنوع، أرض أرادها الله منارة في هذا الشرق. نصلّي كي يجعلنا الله ارادة وطنية صادقة، وجهداً مستمراً للخروج من عقلية المحاصصة والتعطيل والإنغلاق، نحو فكر وطني جامع، يبني ولا يهدم، يوحّد ولا يفرّق. فنرفع نشيد المجد لله، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". كلمة الأباتي بو رعد وقبل إعطاء البركة الختامية، القى الأباتي بو رعد الكلمة الآتية: "ايضا وايضا، نرفع لك يا رب غاية الشكران من اجل جسدك، ومن اجل جسدنا الذي انسكبت فيه نعمة على نعمة الحياة. نشكرك ولا نمل من عنايتك برهبانيتنا الانطونية، الفائقة احيانا، والرحيمة دائما، منذ ان ابصرت النور هنا قبل ثلاثة قرون وخمس وعشرين سنة. نشكرك مع اهلنا وناسنا على نعمة الوجود هذه، وعلى جودك ساعة ولادتنا، وعلى مدار الساعة. وما ارهبها ساعة، احبائي، وما اروعها! ساعة ولادة رهبانيتنا، هنا وفي مثل هذا اليوم. ساعة ولادتنا كانطونيين، ساعة نجهلها، بل نحن اعجز من القبض عليها لانها تفوق ادراكنا، ومع ذلك فهي تتربع على عرش ذاكرتنا. ساعة نستذكرها دون ان نذكرها، نستذكرها وذكرها عندنا عيد، بل يوبيل. او ليست هذه حال ساعة ولادة كل منا؟ ومن يذكرها؟ يذكرها امهاتنا والاباء، لهم الذكرى ولهم الفرحة، ولنا روايتهم وفرحتهم، وهذا يكفينا. يكفينا ان نعلم اننا ولدنا من فرح وبركة. نحتفل بتلك الساعة لا لذاتها بل لذاتنا، ونحتفل بذلك التاريخ لا كمؤرخين بل كابناء. نحتفل بها لما لتلك الساعة من اثر في ساعتنا اليوم، ومن ملامح جلية في ملامحنا. ولدنا من رحم كنيستنا المارونية ومن رأسها. ولدنا بارادة صريحة لراع اضحى رأسا لهذه الكنيسة، وبرعاية امير درزي كريم الاخلاق والكف. نوع من الزواج المختلط الذي نحمل جيناته في روحنا وروحانيتنا. دون تاريخ ولادتنا على صفحة مكتظة بالولادات، زمن التحولات والتجديد، ومذاك حجزنا لنا مساحة على صفحات ذاك التاريخ وذاك الجهاد. في زمن الولادات ولدنا، ولم نكن الابكار. حسب سجل النفوس الرسمي، ولدنا على بعد خمسة اعوام من اخوتنا في الرهبانية اللبنانية الحلبية. جمعتنا حلب: اباؤهم حلبيو المولد، واباؤنا حلبيو الهوى. فنحن رهبان كرسي حلب، وشفيعنا ابن واليها. ولدنا من رحم دير سيدة طاميش، فرع منه، دير تسلم اخوتنا لاحقا رعايته. ولدوا في الجبة، في العرين، وولدنا في كسروان ذاك الزمان، على التخوم. من القرعلي استعار المشمشاني قوانيننا. تعاون اخوي بسيط: لا فوقية، ولا دونية، ولا من يحزنون. فهذه لا تليق برجال الله والكنيسة. تنافس حميد في الصالحات وفي الاصلاح. اخوة كنا، واخوة نبقى، تجمعنا ارادة الاب في بناء ملكوته، ولا يفرقنا الا ضيق العقل والصدر والافاق. ورثنا من الرهبانية المارونية قبل التجديد التعاون اللصيق مع راهبات، راهباتنا الانطونيات. هكذا نمت في كنف الرهبانية الجديدة موهبة نسائية تكمل رسالة الرهبان وتتكامل معها. اديارنا اديارهن، واديارهن اديارنا، الى ان نمت جماعتهم بنعمة الله وتجددت مع الام ايزابل الخوري الفاضلة واستقلت. تجمعنا العائلة الانطونية وتاريخ من التعاون والمؤازرة، تعلمنا فيه التاخي، والنظر الى ما هو اسمى وانفع واقدس. ولدنا رهبان دير مار اشعيا، ومنذ ذلك الحين صار مار اشعيا دير الولادات. فيه ولدت الرهبانية، وفيه ولد كل راهب منا. فيه نقول ما يقوله المزمور في القدس: "كل انسان ولد فيها، والعلي هو الذي ثبتها" هنا تتقاطع الولادتان. نحتفل بولادة الرهبانية بمشاعر ولادتنا فيها. هي مشاعر زمن الخطبة، زمن الحب الاول واول الحب، بزهوه وسذاجته واحلامه. هنا ولدت رهبانيتنا على هجعات. في الاولى، كانت ديرا من دير: مار اشعيا من سيدة طاميش. وفي الثانية، دير ام لاديار ورسالات، وما بين الهجعات صلوات ابائنا واصوامهم والهامات. تاريخنا تاريخ كرة ثلج تدحرجت من قمة عرمتا في متعرجات التاريخ والجغرافيا. كبرت حينا، وانحسرت احيانا، الى ان انفَلَشَت على مساحة كنيستنا وراء الاسوار والبحار. ولادتنا انطلاقة اعصار شدنا كلنا اليه. اكثر من الف راهب دخلوا في عين هذا الاعصار. قوة الجذب فيه متاتية من نفس الهي خفيف، اجاد اباؤنا الاولون تنفسه. رائحته بخور، وانغامه الحان سريانية تصدح على خلفية صمت يحتضن همسات الهية. تجلياته وجوه مستنيرة، وابتسامات على محيا ابنائها. علاماته: اراض منقوبة، ومدارس في افياء سنديانة كل دير، ورسالات. مرت رهبانيتنا بازمات كثيرة وتحديات. نزاعات في الداخل واضطهادات من الخارج. ادخلنا الرب في تجارب كثيرة ونجانا من الشرير بنعمة منه وبفضل رهبان غيورين امثال سمعان عريض ومارتينوس الحاج، بطرس، وعمانوئيل البعبداتي، وايرونيموس خيرالله، وصلوات نفساك قديسين امثال جِرمانوس الدِرنانِي وسابا سِركيس وغيرهم ممن اصروا على رفع راية الرهبانية يوم تكسرت الرايات بفعل الحروب والويلات او بازدياد الاثم وفتور محبة الكثيرين. لكل جيل ساعته، ولنا ساعتنا. وفي هذه الساعة نجدد العهود امام الله والكنيسة والناس: عهدنا لامنا الكنيسة المارونية، بشخصكم يا صاحب الغبطة، عهد بنوة ووفاء ومسؤولية. عهدنا ان نبقى خلية حية في جسدها الحي. عهدنا الاصغاء بغيرة واندفاع الى حاجات ابنائها، خصوصا لمن ابكم العار والعوز والضيق فمه. عهدنا الوفاء لارشاداتكم يا ابانا، ولاصحاب السيادة، ولنا من بينهم ثلاثة اخوة اعزاء، افرزوا من بيننا لخدمة الرعاية. من حظيرتنا خرجوا، واليها يعودون مكرمين واجلاء. عهدنا للكنيسة الجامعة، ولفداسة البابا لاوون الرابع عشر ممثلا بشخصكم يا صاحب السعادة، ان نواكب مسيرة تجدده الحثيث ونستقرئ في تدابيره عناية ابوّية حكيمة، تغار على خيرنا وخير الكنيسة. كيف لا، وقد شرفنا قداسة البابا الراحل فرنسيس باختيار راهب منا وفينا، اخ عزيز، رقاه من خدمة الرهبانية الى خدمة الكنائس الشرقية كلها. عهدنا لك يا صاحب الفخامة ولدولتنا بان نكون مواطنين صالحين، بل ورسل المواطنة الجامعة واصدق المبشرين بها. عهدنا ان نكون المثال والقدوة في الدفاع عن الخير العام، فلا خير لنا سواه. سقفنا القانون، وبه نلتزم دون مواربة او استكبار. نقوم بواجباتنا قبل ان نطالب بحقوقنا، وما لنا من حقوق الا تلك التي تخص من تكرسنا لخدمتهم. عهدنا ان نؤازركم في ورشة البناء والاصلاح والتطوير. عهدنا لكم يا شركاءنا في الرسالة، واهلنا وناسنا. انتم الاتون من القليعة، وجزين، وقطين، وزحلة، وحوش حالا، والنبي ايلا، وقب الياس، واهدن وزغرتا ومجدليا، وحصرون، والمينا-طرابلس، والنمورة، وفتقا، وعجلتون، وزكريت، وانطلياس، وبحرصاف، وقرنة الحمرا، والمروج، وقرنايل، وشملان، وبعبدا، والحدث، والدكوانة، والبوشريّة، وبيت مري، ومار اشعيا. عهدنا لكم ان نشرف رسالتنا بينكم ومعكم، وعهدنا ان تبقوا بعد تمجيد الله والتمس وجهه علة وجودنا وتكرسنا. فباسم مجلسنا العام، والآباء العامين السابقين، وباسم إخوتي الغائبين قسرًا عن هذا الاحتفال: نسّاكنا الثلاثة في صوامعهم، وكبارنا الثلاثة في قلالي شيخوختهم، وباسم إخوتنا المرسلين إلى سوريا، وسلطنة عُمان، وبروكسل، وجنيف، ومالبورن، وونتزر، وتورونتو، والولايات المتحدة، وباسم إخوتنا المبتدئين والدارسين، وباسم آبائنا الذين علمونا أن نحب الله وهم الآن غارقون في حبه، وباسم كل راهب أنطوني، نجدد نذر حياتنا أمامكم يا من حضرتم لتشاركونا فرحة يوبيلنا، ونعاهدكم أن نبقى "فرحين في الرجاء"، شاهدين على رحمة الله وعنايته بالكنيسة وبالعالم. وأنت يا أمنا مريم، يا من ولدت رهبانيتنا يوم ولادتك إلى السماء، نسألك أن تشملينا بعطفك وبشفاعتك الكريمة على الدوام، وترفعينا معك إلى قامة القائم، فلا ننفك نطوّبك مع كل الأجيال، ونعظم الرب معك، لأنه نظر إلى تواضعك ووضاعتنا، ليفتقدنا ويصنع بنا العجائب، فتمجد بنا من جيل إلى جيل رحمته. آمين". تكريم رهبان وهدايا وتم تكريم 22 راهباً من الرهبان الانطونيين لمناسبة يوبيلهم الذهبي أو الفضي، ببركات رسولية من البابا لاون الرابع عشر، سلمها البطريرك والسفير البابوي والاباتي بو رعد لمستحقيها، ثم قدم الرئيس العام للرهبانية هدية تذكارية الى البطريرك الراعي عبارة عن لوحة تحتوي على قطعة ورقية كتبت عليها فرائض الرهبنة في العام 1700. كما قدم الاباتي هدية الى الرئيس عون عبارة عن تمثال لجسم المسيح القائم من بين الأموات صممه الفنان رودي رحمة. تهنئة الرئيس عون بعد انتهاء القداس انتقل الرئيس عون واللبنانية الاولى والبطريرك الراعي والسفير البابوي والاباتي بو رعد والمطارنة والحضور إلى صالون دير مار اشعيا حيث هنأ رئيس الجمهورية الرهبانية الانطونية في يوبيلها منوهاً بعطاءاتها على مدى السنوات ال ٣٢٥ الماضية وقال : "كانت الرهبانية على مدى هذه السنوات وستبقى ، منارة إيمان وعلم وثقافة في قلب لبنان والشرق، ومدرسة حياة نهلت منها ألاجيال علماً ومعرفة والكثير من القيم الروحية السامية". واضاف: "لقد كان للرهبان الأنطونيين دور بارز في النهضة الثقافية والتعليمية في لبنان والمنطقة، من خلال إقامة المدارس والمعاهد، وإحياء التراث الماروني ، والمساهمة في بناء الإنسان اللبناني المتجذر في قيمه والمنفتح على العصر. وفي زمن التحديات الراهنة، سوف تبقى الرهبانية الأنطونية شاهداً حياً على قدرة الإيمان والعلم على تخطي المحن وبناء المستقبل، ورمزاً لوحدة اللبنانيين حول قيمهم الروحية وانتمائهم الحضاري. بارك الله في مسيرتكم المباركة، وأدام عليكم نعمة الخدمة والعطاء، وحفظ لبنان بصلواتكم ونذوركم المقدسة." وبعد ذلك انتقل الجميع إلى عشاء أقيم للمناسبة في باحة الدير قطع في نهايته الرئيس عون والسيدة الاولى والبطريرك والسفير البابوي والاباتي بو رعد قالب حلوى في المناسبة.


الديار
منذ 40 دقائق
- الديار
"تاس": روسيا وأميركا نجحتا في حل العديد من القضايا في قمة ألاسكا لكنهما لن تعلنا عن ذلك الآن
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أفادت وكالة "تاس" الروسية، نقلًا عن مصدر، بأنّ "روسيا وأميركا نجحتا في حل العديد من القضايا في قمة ألاسكا لكنهما لن تعلنا عن ذلك الآن". وفي وقت سابق، أشار نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف، في تصريح، إلى "النتائج الأولية" لقمة ألاسكا التي عقدت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أكّد أنّه "تم استئناف آلية اللقاءات على أعلى مستوى بين روسيا والولايات المتحدة بشكل كامل. كانت الأجواء هادئة، دون إنذارات أو تهديدات". ولفت إلى أنّ "الرئيس الروسي قدّم شخصيًا وبشكل مفصّل للرئيس الأمريكي شروط روسيا لإنهاء الصراع في أوكرانيا". وأضاف مدفيديف: "في ختام محادثة دامت قرابة ثلاث ساعات، رفض رئيس أميركا تصعيد الضغط على روسيا، على الأقل في الوقت الحالي"، وتابع: "من المهم: أثبت اللقاء أن المفاوضات ممكنة دون شروط مسبقة، وبالتزامن مع استمرار العملية العسكرية الخاصة". ولفت إلى أنّ "الأهم: كلا الجانبين حمّلا بصراحة مسؤولية تحقيق النتائج المستقبلية في مفاوضات وقف الأعمال القتالية لكييف وأوروبا".