
تساؤلات كبيرة تحيط بإعلان وقف الحرب
واشنطن - رويترز: عندما أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاذفات قنابل لقصف مواقع نووية إيرانية، مطلع الأسبوع، كان يراهن على أنه يستطيع مساعدة إسرائيل حليفة بلاده في شل برنامج طهران النووي مع عدم الإخلال بتعهده منذ فترة طويلة بتجنب التورط في حرب طويلة الأمد.
وبعد أيام قليلة فحسب، يوحي إعلان ترامب المفاجئ بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بأنه ربما يكون قد هاجم إيران من أجل إعادتها إلى طاولة المفاوضات.
لكن لا تزال هناك قائمة طويلة من التساؤلات الكبيرة التي لم تجد لها إجابة، منها إذا ما كان أي وقف لإطلاق النار يمكن أن يسري بالفعل ويصمد بين خصمين لدودين تحول صراع "الظل" بينهما على مدى سنوات إلى حرب جوية تبادلا فيها الغارات على مدار 12 يوما.
وتأكدت هذه المخاوف، اليوم، عندما اتهم ترامب كلا من إسرائيل وإيران بانتهاك الهدنة الهشة خلال ساعات من بدء سريانها.
ولا يزال من غير المعروف أيضا الشروط التي اتفق عليها الطرفان وغير مذكورة في منشور ترامب الحماسي على وسائل التواصل الاجتماعي الذي أعلن فيه "وقف إطلاق النار الكامل والشامل" الوشيك، وإذا ما كانت الولايات المتحدة وإيران ستعيدان إحياء المحادثات النووية الفاشلة، ومصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الذي يعتقد عدد من الخبراء أنه ربما نجا من حملة القصف التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال جوناثان بانيكوف نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقا، "حقق الإسرائيليون الكثير من أهدافهم... وإيران تبحث عن مخرج... تأمل الولايات المتحدة أن تكون هذه بداية النهاية. يكمن التحدي في وجود استراتيجية لما سيأتي لاحقا".
ولا تزال هناك تساؤلات أيضا بشأن ما تم الاتفاق عليه بالفعل، حتى في الوقت الذي عزز فيه إعلان ترامب الآمال في نهاية الصراع الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ومما يشير إلى صعوبة الأيام المقبلة، استغرق الأمر ساعات قبل أن تعلن إسرائيل وإيران قبولهما بوقف إطلاق النار الذي قال ترامب إنه توسط فيه.
ومع تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن الهجمات الجديدة، كان ترامب حادا على وجه الخصوص في انتقاده النادر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، حين قال للصحافيين، "يجب أن أجعل إسرائيل تهدأ الآن".
ورغم هشاشة وقف إطلاق النار فإن ذلك لم يمنع ترامب وأنصاره من الاحتفاء بما يعتبرونه إنجازا كبيرا لنهج السياسة الخارجية الذي يسمونه "السلام من خلال القوة".
وكان ترامب قد أيد ما خلصت إليه إسرائيل عن أن إيران تقترب من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران منذ فترة طويلة. وقالت أجهزة المخابرات الأميركية في وقت سابق من العام الجاري، إن تقييمها هو أن إيران لا تصنع سلاحا نوويا، وقال مصدر مطلع على تقارير مخابراتية أميركية لرويترز الأسبوع الماضي، إن هذا الرأي لم يتغير.
رد إيران المحسوب
جاء إعلان ترامب بعد ساعات فقط من إطلاق إيران صواريخ على قاعدة جوية أميركية في قطر لم تتمخض عن وقوع إصابات، وذلك ردا على إسقاط الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض مطلع الأسبوع.
وقالت مصادر مطلعة، إن مسؤولي إدارة ترامب اعتبروا أن رد إيران كان محسوبا لتجنب زيادة التصعيد مع الولايات المتحدة.
ودعا ترامب إلى إجراء محادثات مع إسرائيل وإيران. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار طالما لا تشن إيران هجمات جديدة. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إيران أشارت إلى أنها لن تشن ضربات أخرى.
وأضاف المسؤول، إن ترامب تحدث مباشرة إلى نتنياهو، وكان نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف على اتصال مباشر وغير مباشر مع إيران. وتوسطت قطر وساعدت في التواصل مع الإيرانيين.
وقال المسؤول في البيت الأبيض، إن إيران أبدت أيضا تقبلها لوقف إطلاق النار لأنها في "حالة ضعف شديد". وعاش الإيرانيون أياما شهدوا فيها قصفا إسرائيليا لمواقع نووية وعسكرية بالإضافة إلى عمليات اغتيال استهدفت عددا من كبار العلماء النوويين والقادة الأمنيين.
وتحدث ترامب علنا أيضا في الأيام القليلة الماضية عن احتمالات "تغيير النظام" في إيران.
وقال محللون، إن استعداد طهران لإنهاء العمليات القتالية يظهر رغبة في الحفاظ على حكمها الديني.
وقالت لورا بلومنفيلد الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن، "أما وقد أعلن ترامب (السلام العالمي) سيكون من الصعب على نتنياهو معارضته علنا".
مقامرة ترامب الكبرى
يمثل قرار ترامب غير المسبوق بقصف مواقع نووية إيرانية خطوة طالما تعهد بتجنبها، وهي التدخل عسكريا في حرب خارجية كبرى.
ولم يراهن ترامب، في أكبر وربما أخطر تحرك في سياسته الخارجية منذ بدء ولايته الرئاسية، على قدرته على إخراج الموقع النووي الإيراني الرئيسي في فوردو من الخدمة فحسب، وإنما لا يستتبع سوى رد محسوب على الولايات المتحدة.
وكانت هناك مخاوف من أن ترد طهران بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم، ومهاجمة قواعد عسكرية أميركية متعددة في الشرق الأوسط وتفعيل نشاط وكلاء لها ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية في مناطق مختلفة من العالم.
وإذا استطاع ترامب نزع فتيل الصراع الإسرائيلي الإيراني، فقد يتمكن من تهدئة عاصفة انتقادات الديمقراطيين في الكونغرس وتهدئة الجناح المناهض للتدخل في قاعدته الجمهورية التي ترفع شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" بشأن القصف الذي خالف تعهداته الانتخابية.
لكن ترامب ومساعديه لن يتمكنوا من تجاهل الشأن الإيراني والتساؤلات العالقة الخاصة به.
وتساءل دنيس روس وهو مفاوض سابق لشؤون الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديمقراطية، "هل يصمد وقف إطلاق النار؟... نعم، يحتاجه الإيرانيون، وقد هاجم الإسرائيليون أغلب قائمة الأهداف" التي وضعها الجيش الإسرائيلي.
لكن لا تزال العقبات قائمة، إذ يقول روس، "ضعفت إيران بشدة، لكن ما هو مستقبل برامجها النووية والصاروخية الباليستية؟ ماذا سيحدث لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب؟ ستكون هناك حاجة للمفاوضات، ولن يكون حل هذه المسائل سهلا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
ترامب يكشف: عملاء اسرائيل جاؤوا إلى منشأة فوردو وشاهدوا تدميرها
بيت لحم معا- كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عملاء اسرائيليين وصلوا إلى منشأة فوردو النووية في إيران، وقال إنهم شاهدوا "دمارًا شاملًا". وأضاف قبل لقائه بقادة العالم في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي: "تُعدّ إسرائيل تقريرها الخاص حول نتائج الهجمات على المنشآت النووية". وفي مقابلة أُجريت على خلفية تقارير تفيد بأن قلب المنشآت النووية لم يُدمر بالكامل، زعم الرئيس الأمريكي: "لقد كان دمارًا شاملًا، وسترون ذلك". واضاف "هناك أشخاص من إسرائيل كانوا هناك (في فوردو) بعد الهجوم. يقولون إنه كان إبادة كاملة". وجّه ترامب لاحقًا رسالة تصالحية إلى إيران، موضحًا: "آخر ما يريدونه الآن هو تخصيب اليورانيوم، إنهم يريدون إعادة بناء منشآتهم. أعتقد أننا سنقيم علاقة ما مع إيران في نهاية المطاف". وفي وقت سابق، أوضح الرئيس الأمريكي أن "البرنامج النووي الإيراني تراجع عقودًا. الهجوم الأمريكي على إيران أنهى الحرب". وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران مجددًا إذا أعادت بناء منشآتها، أجاب: "بالتأكيد". وكشفت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مصدر إسرائيلي، أن عملاء الموساد عملوا في عدة منشآت نووية في إيران. وفقًا للتقرير، أمضى الموساد سنوات في جمع معلومات استخباراتية عن كل عالم من العلماء المستهدفين بالاغتيال ودوره في البرنامج النووي الإيراني. وقد استمدت الوكالة معظم معلوماتها عن البرنامج الإيراني من عملاء جندهم الموساد ووظفهم، وعملوا داخل منشأتي نطنز وفوردو.


معا الاخبارية
منذ 2 ساعات
- معا الاخبارية
ترامب: ويتكوف أخبرني أن اتفاق غزة قريب
بيت لحم معا- قبل لقائه بقادة الدول الأخرى في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في فزة. وكشف إن "هناك تقدم كبير في غزة والضربات على إيران ستساعد في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين ".


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
تقرير استخباراتي أميركي: الولايات المتحدة لم تدمرالبرنامج النووي الايراني
بيت لحم-معا- يشير تقرير استخباراتي أمريكي أولي صدر يوم الاثنين إلى أن البرنامج النووي الإيراني تأخر بضعة أشهر فقط عقب الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، ولم يُدمر بالكامل كما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتتولى الاستخبارات الأمريكية، مسؤولية مراقبة البرنامج النووي الإيراني. وسُرّب التقرير إلى شبكة CNN أمس (الثلاثاء) من مصدر مجهول، ونقلته لاحقًا مصادر في صحيفة نيويورك تايمز ووكالتي رويترز وأسوشيتد برس. ووفقًا لتقرير CNN، فإن تقييم وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، التابعة لوزارة الدفاع، هو أن الهجمات لم تُدمّر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، ولم تُلحق الضرر بمخزون اليورانيوم عالي التخصيب الذي راكمته إيران. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن "أشخاص مطلعين على الأمر" قولهم إن تقرير الاستخبارات استند إلى تقييم للأضرار أجراه الجيش الأمريكي في نهاية الهجوم، لكنها أشارت إلى أن هذا التقييم قابل للتغيير مع توافر المزيد من المعلومات. أفاد التقرير، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، أن جزءًا على الأقل من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مخزون يزن أكثر من 400 كيلوغرام ويلزم لصنع أسلحة نووية، نُقل من مواقع قُصفت قبل الهجوم الأمريكي ونجا. وذكر التقرير نفسه أن أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم إلى المستويات العسكرية لا تزال سليمة إلى حد كبير. تتناقض نتائج التقرير مع تصريحات الرئيس ترامب ونتنياهو بشأن وضع المنشآت النووية الإيرانية. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز وهيئة الإذاعة الإسرائيلية (كان) عن مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين اعترافهم بأن البرنامج النووي الإيراني لم يُدمر بالكامل. نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا التقرير صباح اليوم على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "Truth Social": "لقد تعاونت شبكة CNN الإخبارية المزيفة، مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة، في محاولة للتقليل من شأن واحدة من أنجح الضربات العسكرية في التاريخ".