logo
شهادة حيّة من جحيم الكيماوي في الغوطة

شهادة حيّة من جحيم الكيماوي في الغوطة

العربيةمنذ 2 أيام

عرنوس رئيس حكومة مبتورة الصلاحيات | في بودكاست بتوقيت دمشق
لأنها دمشق التي لم تستطع حقبة الأسدين بترها من الجسد العربي، في حلقة جديدة من بودكاست #بتوقيت_دمشق حيث نستضيف اليوم شخصية عايشت تفاصيل الحكم في سوريا من أروقة السلطة البرّاقة إلى دهاليزها الخفيّة.
حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء الأسبق في حكومة بشار الأسد، الذي تولّى المنصب في ظلّ ظروف بالغة التعقيد، يروي لنا تجربته في قيادة حكومة وُصفت بأنها "مُجرّد واجهة" لنظام تُسيطر عليه الأجهزة الأمنيّة. وفي هذه الحلقة سنغوص في أسئلة عميقة حول حجم الصلاحيات الحقيقية للحكومة السورية، والطرق التي كانت تُدار بها اللعبة الاقتصادية بين الدولار والانهيار والدور الذي لعبته إيران وروسيا في رسم مصير سوريا.. كل هذا وأكثر مع ضيف عايش المشهد من الداخل قبل أن يسقط الأسد.
وفي حوار غنيّ تكشف الحلقة الستار عن تفاصيل لم تُنشَر من قبل، تتعلق بآلية صنع القرار في ظلّ حكم بشار الأسد، بدءاً من تجربة الضيف كـمحافظ لدير الزور والقنيطرة، مروراً بتكليفه بتشكيل الحكومة وسط تحديات اقتصادية وأمنية خانقة، ومحاولات روسية إيرانية للتنافس على الاستثمارات والممتلكات السورية، وصولا إلى علاقته المُثيرة بالأجهزة الأمنية التي كانت تُهيمن على كل صغيرة وكبيرة في البلاد.
بودكاست بتوقيت دمشق مع حسين الشيخ | المشروع الفارسي على الأرض السورية
هل انتهت سنوات التمدد الفارسي في سوريا؟
نستضيف في هذه الحلقة من بودكاست #بتوقيت_دمشق حسان بيضون، الذي عايش التمدد الفارسي بصوره المتنوعة، وتفاصيل تزوير الهوية السورية التي تريد إيران تشكيلها، وصعود الطائفة الشيعية في عهد حافظ الأسد واستغلال الأعمال الإنساينة والاجتماعية كوسيلة لكسب التأييد في المناطق السورية، ومرحلة انتقال السلطة من الأب إلى الابن، واستمرار التسهيلات والمناخ المتوافق مع متطلبات النفوذ الفارسي لتنفيذ أجندته، وانطلاق شرارة الثورة وتحالف النظام مع الأحزاب المدعومة من إيران ضد الثوار، إلى أن أوقعت بالأسد وداعمه.
كيف كانت الحياة السياسيّة في سوريا بشار وأبيه؟ | بودكاست #بتوقيت_دمشق مع حسين الشيخ
لطالما خبأتِ السجونُ الكثيرَ من القصص التي تركها الظلم على جدرانها الباردة لتتناقلها ألسِنةُ السجناء قافلة إثر قافلة.. أهل الرأي والسياسة في غياهب سجون الأسد الأب ثم الابن الذي تجاوز أباه في الإجرام.. ضيف حلقتنا الجديدة من بودكاست #بتوقيت_دمشق هو أحد المناضلين الذين عاشوا الظلم لأن حناجرهم صدحت بكلمة الحق لكن عزيمته لم تلِن ولم تمنعه قضبان السجون المظلمة ولا أهوال التعذيب الجسدي والنفسي من الحفاظ على ثبات الموقف في وجه أفظع الدكتاتوريات في المنطقة.. تابعوا الحلقة لتتعرّفوا على يحيى عزيز السياسي السوري العتيق الذي عاصر تدجين الأحزاب السياسية في سوريا وعايش حكم حافظ الأسد وراقب تحوّل نهجه الأمني الحديدي إلى نهج أكثر فظاعة وتشددا في فترة حكم ابنه بشار.. بين سجن تدمر الجحيمي وسجن صيدنايا الأكثر جحيمية يروي تفاصيل الحياة السياسية في سوريا ويكشف ملابسات اختفاء عددٍ من زملائه في الحلقة الجديدة من بودكاست #بتوقيت_دمشق على منصات #مزيج
دقيقة 21 مايو ,2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا ولبنان وفضاء المستقبل
سوريا ولبنان وفضاء المستقبل

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

سوريا ولبنان وفضاء المستقبل

يكرّر المسؤولون السوريون واللبنانيون في جميع لقاءاتهم الإعلامية بأنَّهم يضعون هدفَهم التنمية وتحسين مستوى المعيشة أولوية على أي صراعات داخلية وخارجية، بل إنَّ ذلك هو السبيل لحل تلك الصراعات بشكل غير مباشر، بعد أن يصبح الإنسان هو المعني بالحفاظ على مكتسباته أكثر من الدولة. البناء والتنمية، ومكافحة الفقر والأمية والمرض، وإيجاد فرص عمل ودخول المستقبل بأدواته، أصبحت عناصر أساسية وضرورة لأي مجتمع يريد أن يكون قوياً ويصبح رقمه محسوباً في المجتمع الدولي، بل هي ضرورة أمنية وطنية لأنها تحفز الولاء أو الانتماء للدولة. الدول الخليجية أخذت هذا النهج ليس لأنها قادرة مادياً، بل لأنها أحسنت إدارة مواردها، وسخّرتها لتلك الأغراض، وتعمل على استدامتها، لذلك تشهد استقراراً أمنيا، ولله الحمد، بعد أن أصبحت تلك المكتسبات عند المواطن، وهو من يحميها ويحافظ عليها وعلى استقرار دولته. كانت البدايات بالتركيز على أهداف أساسية، مثل التعليم والصحة والطرق والمواصلات والطاقة، ثم تقدمت الأهداف للقطاعات التي تنمي اقتصادها، من خدمات وسياحة وتكنولوجيا وصناعة واستثمارات محلية وخارجية. التقدير الذي تتمتع به دول الخليج دولياً، وكونها رقماً صعباً في رسم المستقبل الآن، ليس لأنها دول عندها موارد، بل لأنها أحسنت استغلال تلك الموارد. هناك دول عربية لا تقل مواردها عن الدول الخليجية، لكنها غارقة في صراعاتها الداخلية، وغارقة في خدمة أجندات لدول أخرى، وهناك هدر كبير لمواردها، وأكبر هدر كان على مشاريع «المقاومة المسلحة» التي لم تنجح لا في المقاومة ولا في التنمية. لذلك، فإن مقاومة محور المقاومة المسلحة أصبحت ضرورة عربية، ليس لأننا انهزاميون، بل لأننا نؤمن بأن للمقاومة طرقاً وأساليب شتى، منها «المسلحة»، أما الأساليب الأخرى فتجعلك رقماً صعباً في أي مفاوضات مصيرية تحدد بعدها مدى قدرتك على مقاومة مشاريع مضادة أو مشاريع تهدف لتفكيك وإضعافك، وتجعلك عاملاً أساسياً في رسم منطقتك بأسرها، فأي النموذجين نجح في المقاومة أكثر؟ هذا كان السؤال الذي طرحه كل من النظام السوري الجديد واللبناني، بعد أن تسلما الحكم، فهل سيكرران تجارب الدول التي سيطر عليها محور المقاومة، ويستمران في هذا النهج رغم الفشل الذريع الذي كشف عن ضعف وسوء تخطيط وغياب الفكر الاستراتيجي، ونتج عنه دمار وخراب وفقر وتشتيت وتهجير وسوء أحوال معيشية، أما يتبعان نموذجاً آخر ظهرت ثماره وقطفها الإنسان بعد أن تماسك وحافظ على نهجه، رغم كل محاولات تشويه تلك الصورة وتسطيح فكرها. النظامان السوري واللبناني أهلاً بكما في فضاء المستقبل.

ما بين سوريا وجنوب أفريقيا
ما بين سوريا وجنوب أفريقيا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

ما بين سوريا وجنوب أفريقيا

أيام مبهجة تعيشها سوريا هذه الفترة؛ فعقب إعلان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، انتهت أكثر من ثلاثة عشر عاماً من العزلة المالية والسياسية التي فُرضت على خلفية الحرب المدمّرة. وشُكّلت حكومة انتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وهو ما عُد في الأوساط الدولية مؤشراً على انطلاق صفحة جديدة لسوريا، تُبنى فيها معالم الدولة على أسس مختلفة. هذه الخطوة التاريخية فتحت الأبواب أمام عودة سوريا إلى الساحة الاقتصادية العالمية، في وقت تعاني فيه البلاد من تحديات هائلة؛ من انكماش اقتصادي تجاوز 70 في المائة منذ عام 2011، وبنية تحتية مدمرة، ومؤسسات حكومية متهالكة. لكن التاريخ علّمنا أن الفرص الجديدة تولد من بين الأنقاض، وأن لحظات التحوّل الكبرى تُبنى على إرادة التجاوز لا على إرث المعاناة. والسؤال اليوم ليس فقط ما إذا كانت سوريا ستتعافى، بل كيف ستنهض؟ وبأي طموح ستبني مستقبلها الاقتصادي؟ إن التاريخ مليء بالتجارب الإيجابية لدول ظن البعض أنها لن تقوم لها قائمة، ولعل تجربة جنوب أفريقيا تمنح بارقة أمل وإطاراً واقعياً للتفاؤل؛ ففي ثمانينات القرن الماضي، كانت البلاد ترزح تحت نظام الفصل العنصري. وكانت العقوبات الاقتصادية والسياسية التي فرضها المجتمع الدولي شديدة الوطأة؛ فانهارت الاستثمارات، وتدهور النمو، وارتفعت البطالة، ودخلت البلاد في عزلة شبه تامة، لكن مع نهاية النظام العنصري في أوائل التسعينات، بدأت جنوب أفريقيا تتغير؛ فرُفعت العقوبات الدولية، وعادت رؤوس الأموال، ودخلت البلاد مرحلة من الازدهار الاقتصادي والسياسي. خلال العقدين التاليين، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا مرتين، وعادت بورصتها لتكون من بين الأقوى في الأسواق الناشئة، وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مستويات غير مسبوقة، وزاد معدل النمو السنوي على 3 في المائة لأكثر من عقد ونصف، وغدت مكسباً لكل تجمّع اقتصادي دولي؛ فأصبحت البلاد إحدى دول «مجموعة العشرين»، ومجموعة «بريكس»، وشريكة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. صحيح أن عديد التحديات ظلت قائمة، إلا أن التجربة أكدت أن العزلة ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بدايته إذا أُحسن الاستفادة من لحظة التحول. وما يحدث عادة عند رفع العقوبات الدولية، أن تنفتح الآفاق الواسعة للنمو والازدهار، وتنشط القطاعات الحيوية مثل الطاقة، والنقل، والبنية التحتية، والاتصالات، والزراعة، والصناعات التحويلية، ويعود تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتُستأنف العمليات المصرفية والتجارية، مما يعزز من استقرار العملة، وتحسن المؤشرات الاقتصادية. كما تستعيد الدولة أصولها المجمدة، وتتمكن من الوصول إلى التمويل الدولي؛ ما يدعم المشاريع الكبرى، ويُعيد تشغيل المرافق الحيوية، وتنعكس هذه التحولات إيجابياً على حياة المواطنين من خلال توفر السلع والخدمات وفرص العمل، وتترافق مع عودة العلاقات الدبلوماسية. وسوريا اليوم أمام لحظة شبيهة بالتجربة الجنوب أفريقية، بل ربما أكثر ثراءً بالفرص إذا ما أُحسن استثمارها؛ فالدول الصديقة، لا سيما من الإقليم، لم تتأخر في التعبير عن دعمها؛ فالسعودية سعت بقيادة ولي عهدها إلى رفع العقوبات عنها، مستثمرة حسن العلاقة والشراكة مع الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس دونالد ترمب للرياض، ليزور بعدها بأقل من شهر وزير الخارجية السعودي سوريا مع وفد اقتصادي رفيع المستوى لتعزيز العلاقة الاقتصادية، وهي وقطر بادرتا إلى تقديم دعم مالي مباشر لموظفي القطاع العام، وسدّدتا المستحقات السورية لدى البنك الدولي، بما يفتح المجال أمام عودة دمشق إلى مؤسسات التمويل العالمية. والكويت عبّرت عن رغبة واضحة في الاستثمار في إعادة الإعمار، ليزور بعدها الرئيس السوري الكويت بدعوة من أميرها. وتركيا بدأت تحشد شركاتها للمشاركة في المشاريع التنموية داخل سوريا، خصوصاً في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية. وجانَبَ الدعم الخارجي لسوريا، روحٌ جديدة متفائلة في الداخل السوري؛ فالجيل الشاب الذي عاش في قلب المعاناة، يتطلع اليوم إلى مستقبل مختلف، مبني على الشراكة، والعمل، والانفتاح على العالم، وإذا ما تم ربط هذه التطلعات بخطط واضحة للإصلاح، وتوفير بيئة قانونية وتشريعية جاذبة للاستثمار، فإن سوريا لا تستعيد فقط ما فقدته، بل تبني اقتصاداً أكثر تنوعاً وقدرة على الصمود. إن ما تحتاجه سوريا الآن هو أن تثبت للعالم أن اللحظة السياسية الجديدة ليست عابرة، بل هي بداية لمسار من التعافي، يقوده السوريون أنفسهم، بمساندة شركائهم الإقليميين والدوليين. والعالم، وقد بدأ يفتح أبوابه من جديد أمام دمشق، لا ينتظر منها الكمال، بل ينتظر منها أن تمضي قدماً، بشجاعة، في طريق البناء. والتاريخ لا يعيد نفسه حرفياً، لكن دروسه حاضرة بوضوح؛ فكما نجحت جنوب أفريقيا في التحول من دولة منبوذة إلى شريك عالمي، يمكن لسوريا أن تنجح في بناء قصة تعافٍ مشرفة، تنطلق من جراح الماضي نحو اقتصاد مزدهر، ومجتمع متماسك، ودولة تستعيد مكانتها بثقة وتوازن. والمستقبل المشرق لا يأتي محض الصدفة، بل هو خيارٌ يُصنع، وسوريا اليوم أقرب إليه من أي وقت مضى.

نازحون سوريون يعودون لمناطقهم ويعيشون قرب أنقاض منازلهم
نازحون سوريون يعودون لمناطقهم ويعيشون قرب أنقاض منازلهم

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

نازحون سوريون يعودون لمناطقهم ويعيشون قرب أنقاض منازلهم

بعدما قاسى حياة النزوح لنحو 14 عاما، عاد عارف شمطان إلى قريته المدمرة في شمال غرب سورية بعد سقوط حكم بشار الأسد، مفضّلا خيار العيش في خيمة على أطلال منزله المدمّر، عوض البقاء مشردا في المخيمات. فور إطاحة الأسد، عاد شمطان البالغ 73 عاما بلهفة مع ابنه الى قريته الحواش الواقعة عند أطراف محافظة حماة، متفقدا ما تبقى من منزله وأرضه الزراعية للمرة الأولى منذ نزوحه على وقع المعارك الى مخيّم عشوائي قرب الحدود مع تركيا. وبعدما تمكّن من تأمين بعض احتياجاته، قرر قبل نحو شهرين مغادرة المخيم مع عائلته وأحفاده للاستقرار في خيمة متواضعة نصبها قرب منزله الذي تصدّعت جدرانه وبات من دون سقف. وبدأ زرع بستانه بالقمح والخضار. ويقول الرجل وهو يفترش الأرض أمام الخيمة المحاذية لحقله، محتسيا كوبا من الشاي، لوكالة فرانس برس "أشعر بالراحة هنا، ولو على الركام". ويضيف "العيش على الركام أفضل من العيش في المخيمات" التي بقي فيها منذ عام 2011. في قريته التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري السابق، وشكّلت خطّ مواجهة مع محافظة إدلب، التي كانت معقلا للفصائل المعارضة لا سيما هيئة تحرير الشام، اختفت معالم الحياة تماما. ولم يبق من المنازل الا هياكل متداعية موزعة بين حقول زراعية شاسعة. ورغم انعدام مقومات الحياة والبنى التحتية الخدمية، وعجزه عن إعادة بناء منزله لنقص الإمكانات المادية، يقول شمطان بينما تجمّع حوله أحفاده الصغار "لا يمكننا البقاء في المخيمات وأماكن النزوح"، حتى لو كانت "القرية كلها مدمرة... لا أبواب فيها ولا نوافد والحياة معدمة". ويتابع "قررنا أن ننصب خيمة ونعيش فيها إلى حين أن تُفرج، ونحن ننتظر من المنظمات والدولة أن تساعدنا" إذ أن "المعيشة قاسية والخدمات غير مؤمنة". "لا خدمات ولا مدارس" في العام 2019، حين اشتدّ قصف الجيش السوري السابق على القرية، غادر المختار عبد الغفور الخطيب (72 عاما) على عجل مع زوجته وأولاده، ليستقر في مخيم قريب من الحدود مع تركيا. وبعد إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر، عاد على عجل أيضا. ويقول "كنت أود فقط الوصول إلى بيتي. ومن شدّة فرحتي (...)عدت ووضعت خيمة مهترئة، المهم أن أعيش في قريتي". ويكمل الرجل "يود الناس كلهم أن يعودوا"، لكن "كثرا لا يملكون حتى أجرة سيارة" للعودة، في بلد يعيش تسعون في المئة من سكانه تحت خط الفقر. ويضيف بينما افترش الأرض في خيمة متواضعة قرب بقايا بيته "لا شيء هنا، لا مدارس ولا مستوصفات، لا مياه ولا كهرباء"، ما يمنع كثرا من العودة كذلك. لكنه يأمل "أن تبدأ إعادة الإعمار ويعود الناس جميعا، وتفتح المدارس والمستوصفات" أبوابها. وشرّد النزاع الذي بدأ العام 2011 بعد قمع السلطات لاحتجاجات شعبية اندلعت ضدّ حكم عائلة الأسد، قرابة نصف عدد سكان سورية داخل البلاد وخارجها. ولجأ الجزء الأكبر من النازحين الى مخيمات في إدلب ومحيطها. وبعد إطاحة الأسد، عاد 1,87 مليون سوري فقط، من لاجئين ونازحين، الى مناطقهم الأصلية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي أشارت إلى أن "نقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية يشكل التحدي الأبرز" أمام عودتهم. ولا يزال نحو 6,6 ملايين شخص نازحين داخليا، وفق المصدر ذاته. ومع رفع العقوبات الغربية عن سورية، لا سيما الأميركية، تعوّل السلطات الجديدة على دعم الدول الصديقة والغربية لإطلاق مرحلة الاعمار، والتي قدرت الأمم المتحدة كلفتها بأكثر من 400 مليار دولار. "تغيّر كل شيء" بعدما نزحت مرارا خلال السنوات الأخيرة، عادت سعاد عثمان (47 عاما) مع بناتها الثلاث وابنها إلى قريتها الحواش منذ نحو أسبوع. وتقول المرأة التي تؤمن قوتها اليومي من أعمال يدوية تؤمن لها أجرا بسيطا "تغيّر كل شيء، البيوت تدمرت ولم يبق شيء في مكانه". ومع أن سقف منزلها انهار وتصدعت جدرانه، لكنها اختارت العودة اليه. على جدار متهالك، كدّست المرأة فرشا ووسائد للنوم على خزانة قديمة. في العراء، وضعت سريرا صغيرا قرب لوحين شمسيين، لا يحميه شيء سوى بطانيات علّقت على حبال غسيل. في الجوار، وعلى ركام منزلها، أقامت المرأة موقدا لتطهو عليه الطعام. وتوضح "استدنت ثمانين دولارا ثمن بطارية" لتوفير الإضاءة مع غياب شبكات الكهرباء. وتشرح السيدة التي فقدت زوجها خلال الحرب "نعرف أن المكان هنا مليء بالأفاعي والحشرات. لا يمكننا أن نعيش من دون ضوء في الليل". قرب قرية قاح المحاذية للحدود التركية في محافظة إدلب المجاورة، يخلو أحد المخيمات تدريجا من قاطنيه في الأشهر الأخيرة. وتظهر صور جوية التقطها مصور فرانس برس عشرات الخيم التي بقيت فقط جدرانها المبنية من حجارة الطوب. ويوضح جلال العمر (37 عاما) المسؤول عن جزء من المخيم المتهالك، إن نحو مئة عائلة غادرت المخيم الى قريته التريمسة في ريف حماه، لكن نحو 700 عائلة أخرى لم تتمكن من العودة جراء ضعف إمكاناتها المادية. ويتحدث عن غياب البنى التحتية الضرورية، على غرار إمدادات المياه والأفران. ويوضح "لشراء الخبز، يتوجّه الناس إلى محردة التي تبعد 15 كليومترا أو إلى سقيلبية" المجاورة. ويضيف "لا ترغب الناس بالبقاء في المخيمات، يريدون العودة إلى قراهم، لكن فقدان أبسط مقومات الحياة من بنى تحتية وشبكات كهرباء وصرف صحي.. يمنعها من العودة". ويقول "يسألني كثر لماذا لم تعد؟ لا منزل لدي وأنتظر فرصة لتأمين مكان يؤوني في القرية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store