
125 عاما على ميلاد حسن فتحي.. اعرف مسيرته المعمارية
125 عامًا مرت على ميلاد المعماري حسن فتحي، الذي وُلِد في 23 مارس لعام 1900 بمحافظة الإسكندرية، لعائلة مصرية ثرية، انتقل في سن الثامنة إلى حلوان جنوب القاهرة مع أسرته، حيث عاش طوال حياته في منزل بدرب اللبانة في حي القلعة بمدينة القاهرة.
نشأة وتعليم حسن فتحي
كان لحسن فتحي ثلاثة إخوة؛ الأخ الأكبر محمد، الذي التحق بكلية الحقوق ثم عمل في السلك القضائي، لكن موهبته الفنية دفعته للتخلي عن القضاء، أما شقيقه علي، فقد تخرج من كلية الهندسة وعمل في التدريس الجامعي حتى أصبح عميدًا لكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وكان الأخ الأصغر عبد الحميد يعمل كتاجر وكان معروفًا بمساعدته للفقراء.
في سن الثامنة عشر، زار حسن فتحي الريف المصري وتأثر كثيرًا بحياة الفلاحين، مما جعله يطمح في أن يصبح مهندسًا زراعيًا، ولكن، بسبب فشله في اجتياز امتحان القبول، اتجه لدراسة العمارة، حيث حصل على دبلوم العمارة من "المهندس خانة" (كلية الهندسة الحالية) بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا).
مسيرة حسن فتحي
وبدأ حسن فتحي مسيرته المعمارية عام 1928، وكان مشروعه الأول هو مدرسة طلخا الابتدائية، التي اتسمت بالطابع الكلاسيكي الذي تعلمه في كلية الفنون الجميلة، وخلال الفترة من 1928 حتى 1945، قام بتصميم العديد من المشاريع، مثل دار المسنين في محافظة المنيا، حيث أمره رئيسه باستخدام الأسلوب الكلاسيكي، إلا أنه رفض ذلك واستقال في 1930.
بعد استقالته، عاد إلى القاهرة ووجد فرصة للعمل كأول عضو مصري في هيئة التدريس بمدرسة الفنون الجميلة، حيث عمل بها حتى عام 1957، كما كُلف في عام 1946 بتصميم مشروع قرية القرنة في الأقصر، والتي تعتبر من أشهر أعماله، وبين عامي 1949 و1952، عُيّن رئيسًا لإدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليًا)، وفي هذه الفترة، عمل أيضًا كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين.
غادر حسن فتحي مصر عام 1959 للعمل في مؤسسة "دوكسياريس" للتصميم والإنشاء في أثينا باليونان، حيث بقي هناك لمدة عامين، وعاد إلى مصر بعدها بسبب الروتين الحكومي وفشله في تنفيذ العديد من المشروعات، وبين عامي 1963 و1965 ترأس مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب تابعًا لوزارة البحث العلمي المصرية، وفي 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة في مشروعات التنمية في المملكة العربية السعودية، وفي الفترة ما بين 1975 و1977، عمل كخبير بمعهد "أدلاي أستفسون" في جامعة شيكاغو.
مؤلفات حسن فتحي
ترك حسن فتحي العديد من المؤلفات التي شكلت إضافة هامة في مجال العمارة ومنها؛ "قصة مشربية"، "Le Pays d`Utopie" في مجلة "La Revue du Caire"، "عمارة الفقراء"، الذي كتبه بالإنجليزية ونُشر عام 1969، ثم ترجم إلى العديد من اللغات في أنحاء العالم. صدرت ترجمته العربية في عام 1993، "العمارة والبيئة" (دار المعارف، 1977)، "الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية: مبادئ وأمثلة من المناخ الجاف الحار" (جامعة الأمم المتحدة، طوكيو، 1988)، فضلا عن العديد من الأبحاث في مجال العمارة والإسكان والتخطيط العمراني وتاريخ العمارة بالإنجليزية والفرنسية والعربية.
جوائز حسن فتحي
نال حسن فتحي العديد من الجوائز والتكريمات الدولية تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال العمارة ومن بينها؛ جائزة الدولة التشجيعية للفنون الجميلة (ميدالية ذهبية) في مصر 1959، جائزة الدولة التقديرية للفنون الجميلة في مصر 1967، جائزة الرئيس لمنظمة "الاغاخان" للعمارة 1980، أول فائز بجائزة نوبل البديلة RLA، وهي جائزة يقدمها البرلمان السويدي 1980، جائزة بالزان العالمية في إيطاليا 1980، الميدالية الذهبية الأولى للاتحاد الدولي للمعماريين في باريس 1984، وجائزة لويس سوليفان للعمارة (ميدالية ذهبية) من الاتحاد الدولي للبناء والحرف التقليدية 1987.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 2 أيام
- الجمهورية
الوطنية للإعلام تهنئ جامعة القاهرة بمناسبة إعلانها إنشاء فرع بالرياض
وقال رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: إن جامعة القاهرة هي جامعة كبري ورائدة. وقد حصل ثلاثة من خريجيها علي جائزة نوبل. وعلي مدي أكثر من مائة عام حظيت الجامعة المرموقة بتقدير إقليمي وعالمي كبير. ومن شأن افتتاح فرع الرياض أن يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمة المصرية السعودية. ويدعم أوجه التعاون الأكاديمي والمعرفي بين القاهرة والرياض.


بوابة الفجر
منذ 3 أيام
- بوابة الفجر
مجلس شئون التعليم والطلاب بجامعة الإسكندرية يشيد بانتظام امتحانات الفصل الدراسي الثاني
أشاد الدكتور على عبد المحسن القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب خلال اجتماع مجلس شئون التعليم والطلاب بجامعة الإسكندرية، المنعقد اليوم الإثنين، بانتظام أعمال امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثانى. وأكد "عبد المحسن" أن الجامعة قامت بإعداد كافة الترتيبات اللازمة لمتابعة سير أعمال الامتحانات بصفة مستمرة وتوفير الأجواء المناسبة وكافة سبل الراحة والرعاية للطلاب أثناء أداء امتحاناتهم، بالإضافة إلى توفير الفرق الطبية للحالات الطارئة، وكذلك توفير أماكن مخصصة للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة للتيسير عليهم، كما أكد على ضرورة الاستمرار فى انتظام أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري طوال فترة الامتحانات، لضمان انتظام وحُسن سير أعمال الامتحانات. وأثنى "عبد المحسن" كذلك على الدور الفاعل لمركز القياس والتقويم برئاسة الدكتور سامح نخلة في متابعة سير الامتحانات، وعلى جهود الإدارة العامة لرعاية الشباب برئاسة شهاب محروس، في تنظيم الأنشطة الطلابية والمشاركة الفعالة في مسابقة أفضل جامعة في الأنشطة الطلابية. ووجّه عبد المحسن السادة وكلاء الكليات بضرورة تشجيع طلاب الفرق النهائية على المشاركة في الاستبيان المصري للمشاركات الطلابية الصادر عن المجلس الأعلى للجامعات، والذي يهدف إلى قياس جودة الخدمات التعليمية ورضا الطلاب عن تجربتهم الجامعية، مؤكدًا أن نتائج هذا الاستبيان تساهم في تطوير العملية التعليمية ضمن استراتيجية وزارة التعليم العالي. وأشار "عبد المحسن" إلى المشاركة المتميزة للجامعة في البرنامج الرئاسي "مودة"، وتنظيم فعاليات وورش عمل لأعضاء هيئة التدريس والطلاب، خاصة من ذوي الإعاقة، مثمنًا الجهد الذي بذله الأستاذ الدكتور محمد أنور، عميد كلية التربية السابق، وفريق العمل، في تنفيذ هذه المبادرة المجتمعية الهامة. IMG-20250519-WA0263 IMG-20250519-WA0267 IMG-20250519-WA0268

مصرس
١١-٠٥-٢٠٢٥
- مصرس
النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "125"
يرى البعضُ أن تعاليم الإسلام تنظر للأنثى نظرة دونية مقارنة بالذكر، وهى رؤية تأسَّست على فهم غير صحيح لآيات قرآنية، مثل قوله تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ) الزخرف 19، (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) الطور 39، (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى) النجم 21. اليوم الدولى للأسر، هو يوم تقيمه منظمة الأمم المتحدة سنوياً بتاريخ 15 مايو، ويعكس ذلك الأهمية التى يوليها المجتمع الدولى للأسر التى تشكل النواة الأساسية فى بناء المجتمعات والحضارات. الأسرة هى اللبنة الأساسية فى تكوين المجتمع، وتبنى على أساس ارتباطٍ بين ذكر وأنثى تحل له شرعاً، وذلك من خلال عقدٍ شرعيٍ بينهما، وهى بذلك التى يُناط بها مسئولية التربية للأولاد وتوجيههم لما فيه صلاحهم وإعدادهم لتحمل المهام والواجبات التى يكلفون بها فى مراحل حياتهم. وتمتد الأسرة وتتصل بها علاقات قرابة متعددة، ولكل فردٍ من أفراد تلك المجموعة حقوقه، فإن مفهوم الأسرة يشمل الزوجين، وأولادهما من الذكور والاناث، وذلك هو المفهوم الذى يتوافق مع الإسلام، لما لهم فيه من حقوقٍ وواجباتٍ واهتمامٍ. تعتبر الأسرة المكون الفطرى الذى يشبع الحاجة الجنسية التى أودعها الله تعالى فى كل من الذكر والأنثى، ويكون ثمرتها نتاج الأولاد، ومن هنا تتحقق الغاية التى خلق الإنسان من أجلها، وهى إعمار الأرض واستمرار البقاء الإنسانى.الأسرة فى الإسلام:الأسرة فى الإسلام لها مكانتها، فهذه الأسرة المكونة من رجل وزوجة تقوم على المحبة والمودة، فالزواج فى الإسلام سكن للنفس، وتعايش بين الرجل والمرأة على المودة والرحمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21.موضوع الأسرة فى الإسلام يشكل لبنة أساسية فى المنهج الإلهي، وقد وجه الإسلام عنايته لتربية الأبناء أو تربية الأطفال، فالغاية من الزواج هى المحافظة على النوع الإنساني، بوجود عاطفة الأبوة والأمومة، ولذلك الله تعالى اقتضت حكمته أن يكون التناسل والتكاثر من ذكر وأنثى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الروم 13.الشهوة حيادية:الإنسان أودعت فيه الشهوات، من أجل أن يرقى بها، هذه الشهوات حيادية، يمكن أن تفرغ فى قنوات كثيرة، ما من شهوة أودعها الله فى الإنسان إلا وجعل لها قناةً حلالاً تسرى خلالها: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) آل عمران 14. فالشهوة محببة إلى الإنسان، ولأن الإنسان مخير شهواته كلها حيادية، فعلاقة الرجل بالمرأة يمكن أن تفرغ هذه الشهوة بطرق كثيرة، ولكن الطريق الحلال الذى ارتضاه تعالى هو طريق الزواج، فلذلك ينبغى أن تهتم المجتمعات بالزواج أبلغ الاهتمام، وينبغى أن تعنى بالأسرة أبلغ العناية، فما من منهج إصلاحى أو اجتماعى إلا ويقوم على أساس العناية بالأسرة.العناية بالأطفال:الإسلام يعتنى بالطفل من يوم مولده، يرعاه ويخطط لمستقبله، لأن الأسرة فى الإسلام لها مكانتها، لهذا لا بد للإسلام من أن يصحح أول لبنة من لبناتها وهى الطفل.هذه هى الفطرة، فلأن الفطرة تقتضى أن نتزوج، وأن ننجب، وهذا هو الطريق الحلال الذى شرع لنا من خلال علاقة الرجل بالمرأة، ومن خلال هذه العلاقة يتم إنجاب الأولاد، فالطفل هو العنصر الأول فى بناء الأسرة، وهو الذى يسعد أهله أو يشقيهم.النهوض بالأسرة:الأسرة هى الخلية الأولى فى بناء المجتمع، فإذا تماسكت تماسك المجتمع، وإذا تفتتْ تفتتَت المجتمع، وقد يكون الأطفال هم من أسباب المودة والرحمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21.من الآيات أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، فجُعِلَ كل من الطرفين سكناً للآخر، من أجل أن يلتقيا، وأن يتحاببا، وأن يتعاونا، لِتسكنوا إليها، لو كانا متماثلين لما سكنا إلى بعضهما، وجعل بينكم مودة ورحمة، الشيء اللطيف فى هذه الآية أن المودة شيء والرحمة شيء آخر، المودة هى السلوك النابع من شعور هو الحب، السلوك بالابتسامة، الكلمة اللطيفة، الرفق، الهدية، الرحمة، نحن أحياناً لسبب قاهر يفتقر الزوج، أو يمرض، ولسبب آخر تمرض الزوجة، تنقطع المصلحة بينهما، فإذا انقطعت المصلحة بينهما، حلت الرحمة محل المودة، لذلك فى الإسلام الزواج يؤسس ليبقى. بمعنى أن كل طرفٍ يخاف الله فى الطرف الآخر، ويتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر، فإذا كان الزواجٌ مبنياً على أن يكون الله بينهما، وأن كل طرف يسعى لخدمة الطرف الآخر، تقرباً إلى الله تعالى، ويخشى أن يظلم الطرف الآخر خوفاً من الله، فهذا الزواج وجد ليستمر، لذلك الطفل هو الثمرة التى ينبغى أن تكون، هو المودة والرحمة بين الزوجين. الأم والارتقاء بأبنائها:إذا بنى الزواج على طاعة الله، ووفق منهج الله، تولى الله التوفيق بين الزوجين، ولو افتقر إلى معظم مقومات نجاحه، أما إذا بنى الزواج على معصية الله، ولو توافرت له كل أسباب النجاح، يتولى الشيطان التفريق بينهما هذه واحدة، أما الشيء الثانى فهو أنه لابد من حسن اختيار الزوجة، لا بد من أن تكون من بيت علم، من بيت أخلاق، من بيت قيم، لها تربية عالية، تخشى الله، فيها حياء، تريد زوجاً مؤمناً يحفظ لها دينها، أما هذا التفلت وهذا الانحراف فهذا انعكاسه على الأسرة خطير.أما أولياء الفتيات أحياناً يأتيهم خاطب يرغبون بماله فيضحون بابنتهم، يقول عليه الصلاة والسلام: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه»، المأثورة ومن الأقوال: «زوج ابنتك للمؤمن، إن أحبها أكرمها، وإن لم يحبها لم يظلمها».إذاً نحن يجب أن نبدأ بتربية الصغار، فإذا ربيناهم تربية إسلامية كانوا كباراً، فحينما تخطب امرأة صالحةً، ودود ولود ستيرة عزيزة، هذه الصفات التى ذكرها النبى عليه الصلاة والسلام فى المرأة، وهذه لابد من أن تبدأ بسلسلة مبكرة فى التربية، فالإنسان كالوعاء ما يوضع فيه من فوهته العليا تأخذه من صنبوره الأسفل، كوعاء الماء، له فتحة فى الأعلى وله صنبور فى الأسفل، الذى تضعه فى فتحته العليا تأخذه من صنبوره الأسفل، فإذا غذيت الفتيات والشباب تغذيةً غير إسلامية، كالإباحية، والتفلت، والحرية غير المنضبطة، غذيت على طلب الشهوة والإلحاح عليها ولم تعبأ لا بزوج ولا بأولاد، هذه لن تكون امرأة صالحة، الدنيا كلها متاع، وخيرُ متاعها المرأة الصالحة التى إذا نَظَرْتَ إليها سرَّتْكَ، وإذا غِبْتَ عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك.حماية الأسرة:يجب أن نوقف الغزو الثقافي، أن نصون أبناءنا من كل شيء يفسد أخلاقهم، فأنا أرى لا بد من أن يوجه الإعلام توجيهاً سليماً، لابد من أن تضبط المناهج، والأخلاق، وإلا يدفع الآباء ثمناً باهظاً حينما يرون أولادهم قد انحرفوا، هذا الذى نظرتم به حقيقى.القرآن الكريم جعل الأطفال بشرى: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى) مريم 7، وجعل الأطفال قرة عين: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الفرقان 74، وجعل الأطفال زينة الحياة الدنيا: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الكهف 46.الطفل فى بداياته لا بد من المتابعة، ففى البدايات يرى الطفل أمه وأباه مثلين كبيرين: «عن عبد اللَّه بن عامرٍ أنه قال: دعتنى أمى يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد فى بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبةٌ».فيكفى أن يكون الأب والأم مثلين كاملين، هذه أول مرحلة، وأقوى مرحلة فى تربية الأولاد، فالأب الذى يقول لابنه: قل لهذا الفلان الذى يطرق الباب ويسأل عنى إننى لست فى البيت، هذا كذب، المرأة التى تأخذ ابنتها لبيت الجيران وتقول لزوجها حينما يعود: لم أغادر البيت، هذه المرأة السيئة علمت ابنتها الكذب، وهذا الأب الذى يقول لابنه: قل لطارق الباب إنى لست هنا، هذا علمه الكذب، مع أنه يجب أن تكون مستقيماً أمام أبنائك.تربية الأبناء:تعتبر الأسرة المكان الأول لرعاية الأبناء، والاهتمام بهم وحسن توجيههم، وضبط سلوكياتهم وتشكيل قيمهم، بالإضافة إلى ضرورة إظهار مهارات الطفل وحسن استغلالها وتوجيهها. والأسرة لها الدور الأكبر فى الاهتمام بالأبناء ورعايتهم، لأنهم أمانة فى أعناقهم، وهم من عملهم الصالح الذى يتقربون فيه إلى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم 6.فى الأسرة يقوم الوالدان على تعزير السلوك الحسن والتنفير من السلوكيات القبيحة مع بيان قبحها للأبناء، فتتشكل مرجعية الأبناء فى الحكم على ما يقابلهم من مواقف مختلفة فى حياتهم، وتعد الأسرة الموجه الحقيقى لسلوكيات الأبناء، لا بد من إقناعهم، علموا ولا تعنفوا، فالتربية المثلى هى الإقناع لا التلقين.