logo
أي عالم يريدون؟

أي عالم يريدون؟

صحيفة الخليجمنذ 4 ساعات

التطابق في الاستراتيجيات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من المعلوم بالضرورة في ممارساتهما السياسية، وإن تغيرت الأسماء المهيمنة على القرار في البلدين، وإن تفرقت بهما السبل في معالجاتهما لبعض الملفات، فالتباين غالباً ما يكون شكلياً أو بعيداً عن التفاصيل والمشتركات الجوهرية، وفي قلبها السعي إلى الهيمنة.
وربما تكون الأحداث الجارية في المنطقة دليلاً جديداً على هذا التطابق، على الأقل منذ بدء حرب غزة، وصولاً إلى التهور في التعامل مع الملف الإيراني الذي تتوالى تجلياته الخطرة، ولا يعلم أحد مداها.
ليس التطابق فقط، في ما يخص موضوع إيران، في الهدف المرحلي المعلن من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ففي خضم الموقف المتدهور في المنطقة يمرر الطرفان الأمريكي والإسرائيلي رسائل قد لا يتيح تسارع الأحداث الوقوف عندها ملياً، رغم ما فيها من دلائل على تجدد النوايا على العبث بخريطة المنطقة والعالم.
حين أثنى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على ما اعتبره قراراً أمريكياً جريئاً بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قال، شاكراً الرئيس الأمريكي، إن هذه الخطوة ستغيّر التاريخ، لأنها تفرض «منعطفاً تاريخياً من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام».
التغيير فكرة حاكمة في النهج المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي زعم أحد مسؤوليها أن العالم أصبح أفضل بعد ضرب إيران، ولم يكن مضى على الاستهداف الأمريكي للمنشآت الإيرانية ساعات. ورغم ذلك، فإن نتنياهو هو الأكثر هوساً بمفردة التغيير، سواء كان يقصد التاريخ، أو العالم، أو منطقة الشرق الأوسط، كما يظهر في تصريحاته الكاشفة للكثير.
إن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي يشتركان في تفسيرات متفردة للمفردات، فالسلام لا يبدأ عندهما بالتفاهم والحوار والمحاولات الدبلوماسية، بل يعني اللجوء المباشر إلى القوة ووضع كل الأطراف في زاوية القلق والتحذير من الآتي.
والتغيير يعني المغامرة التي تطيح بأسس العلاقات الدولية وتوسّع وتائر العنف والانتقام بوهم أن ذلك يعيد تشكيل الخرائط ومراكز القوة في المنطقة والعالم على خلاف ما يرى كل العقلاء.
السعي الواضح إلى التغيير والترويج له في خطاب بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي يعنيان إحياء خطط جديدة لتشكيل المنطقة والعالم، وأن المبررات التي تحكم التصرفات الأمريكية والإسرائيلية في ملفات الشرق الأوسط الرئيسية، حتى إن صحّ بعضها، هي غطاء لجراحات غير ضرورية لتغييب وجوه سياسية أو صناعة أخرى، وفرض خرائط تزيد الأمور اشتعالاً.
إن كان العالم بحاجة إلى التغيير، فليس الحل في المفهوم الأمريكي الإسرائيلي له وهو يخاصم الدعوات المنطلقة من كل مكان إلى التحلي بالحكمة والاستماع إلى مقاربات الآخرين، خاصة في المنطقة، بشأن أزماتها المزمنة أو الحديثة التي لن تُحسم بحروب، أو إشعال ساحات إضافية تبدد آمال الاستقرار ورغبة الشعوب في عالم خال من التوتر والصراعات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تعلن رصد صواريخ أطلقتها إيران
إسرائيل تعلن رصد صواريخ أطلقتها إيران

الإمارات اليوم

timeمنذ 33 دقائق

  • الإمارات اليوم

إسرائيل تعلن رصد صواريخ أطلقتها إيران

أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أن إيران أطلقت "قبل قليل" صواريخ باتجاه إسرائيل. وقال الجيش في بيان "قبل قليل، انطلقت صفارات الإنذار في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب ورود تقارير عن إطلاق صواريخ من إيران باتجاه دولة إسرائيل". وأضاف البيان: "عند تلقي أي إنذار، يُطلب من الجمهور دخول منطقة محمية والبقاء فيها حتى إشعار آخر". وتابع: "لا يُسمح بمغادرة المنطقة المحمية إلا بناءً على توجيه صريح.. يُرجى الاستمرار في اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية".

وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار "حتى الآن"
وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار "حتى الآن"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار "حتى الآن"

وفي منشور على منصة "إكس"، قال عراقجي إن "القرار النهائي بشأن وقف طهران عملياتها العسكرية، سيُتخذ لاحقا". وأضاف عراقجي: "إذا أوقفت إسرائيل (عدوانها غير القانوني) ضد الإيرانيين في موعد أقصاه الساعة الرابعة صباحا بتوقيت طهران فلن يكون لدينا أي نية لمواصلة ردنا بعد ذلك". وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الإثنين، الاتفاق على على وقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكتب ترامب في منشور على حسابه في "تروث سوشيال"، إنه "بعد مرور 24 ساعة تكون النهاية الرسمية للحرب بين إسرائيل وإيران". وأوضح ترامب أن إيران ستلتزم وقف النار "بعد حوالي ست ساعات من الآن"، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة من ذلك. ووفق ترامب فإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران "يبدأ رسميا الساعة 4 من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وتابع الرئيس الأميركي قائلا: "منعنا حربا كانت ستمتد سنوات". وشدد على أن "الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت. أود أن أهنئ البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما للقدرة والشجاعة والذكاء لإنهاء ما ينبغي أن تسمى حرب الاثني عشر يوما". واختتم ترامب منشوره قائلا: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط".

حول انكفاء المشروع القومي
حول انكفاء المشروع القومي

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

حول انكفاء المشروع القومي

بدعوة كريمة من مؤسسة شومان، ألقيت محاضرة بالعاصمة الأردنية عمان، حملت عنوان: «انكفاء المشروع القومي». في يقيني أن موضوع تراجع الحركة القومية، ينبغي أن تتم قراءته وفق سياقات تاريخية وموضوعية. الحركة القومية، في جذورها حركة تعبوية، تأسست لمواجهة الاستبداد العثماني. وحمل قادتها شعارات طرحها عصر الأنوار الأوروبي. وكان التماهي بين مبادئها المعلنة، والمبادئ التي ارتبطت بالحداثة الأوروبية، يكاد يكون متماهياً. فعلى سبيل المثال، ركزت كتابات أمين الريحاني، في مطالع القرن العشرين، على أهمية النضال من أجل تحقيق المبادئ التي سادت في الغرب. اعتقد زعماء النهضة العربية، أن الغرب سيساعدهم، على تحقيق أهدافهم في الحرية والاستقلال. لكن نتائج الحرب العالمية الأولى، وما تمخض عنها من اتفاقية سايكس- بيكو ووعد بلفور، قد لجم تلك التطلعات، ووسم قادة النهضة بالهشاشة الاجتماعية، وعدم قراءة المتغيرات الدولية التي تجري من حولهم. فات قادة حركة النهضة، أن الحداثة، ارتبطت بمرحلة نشأة الحركات القومية في أوروبا، حيث تم كسر الحدود، وإلغاء الحواجز الجمركية. إن ما بعد الحداثة، هو شيء آخر، مختلف تماماً عن المرحلة التي سبقتها... إنها مرحلة التوسع، الاستعماري في القارات الثلاث: آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. كان ينبغي للحركة القومية العربية، أن تعي أنها على نقيض الحركة القومية الأوروبية، فقد ولدت الأخيرة في السوق، بينما ولدت القومية العربية، مناضلة ضد السوق، وذلك أول افتراق حقيقي، بين الحركتين. وإذا سلمنا بالمنطق الجدلي، فإن السلبي يفترض أن يولد نقيضه. ولذلك فإن من المفترض، على حركة اليقظة العربية، أن تدرك الفارق الكبير، بين الرؤيتين السياسيتين: الأوروبية والعربية، لكن ذلك لم يحدث للأسف. ولم يتم التمييز، بين ترحيب الغرب لمقارعة العرب للاستبداد العثماني، وما جرى بعده، من تغيرات دراماتيكية في المشهد العربي. كانت تلك أول معضلة واجهها العرب، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. المعضلة الأخرى، أن مواجهة الهيمنة العثمانية، كانت ضد الرجل المريض في الأستانة، والتي كانت جل المؤشرات تشي، بقرب رحيله. وقد تمت بمواجهته بأرضية مشتركة، وسقف واحد. أما بعد الحرب العالمية الأولى، وأثناء مقارعة الاستعمار التقليدي الأوربي، فإن المواجهة تمت بسقوف عدة، وافتقرت إلى الأرضية المشتركة. إن الأمم التي تعاني التجزئة، بحاجة إلى إعلاء الفكرة القومية، كأيديولوجيا جامعة. ومن الطبيعي، أن يكون حضورها قوياً، بخلاف الأمم التي حققت وحدتها. فالأخيرة، ليست بحاجة للتأكيد باستمرار، على أهمية حدث تحقق وبات من الماضي. لا نتوقع من الفرنسي أو الألماني أو الإنجليزي، ولا من الصيني أو الهندي أن يتحدثوا عن أهمية الانتماء القومي، لأن ذلك تم إنجازه، وليس من حاجة لاستمرار الحديث عنه. خلافاً لذلك، فإن وحدة العرب، بأي شكل من الأشكال، تقتضي أن يكون هذا الهدف حاضراً في شعاراتهم وأدبياتهم. الانتقال، من النظرة الرومانسية الحالمة، إلى رؤية واقعية، يفرض مراجعة علمية للفكر القومي العربي، ترفض النظرة العدمية للوحدة، التي تضع كل المشاكل على التجزئة، وتعتبرها أم الأمراض، وترى أن طريق الإنقاذ الوحيد هو تحقيق الوحدة. إن نتيجة ذلك، لو تحقق وهو ما لا تسنده كل المؤشرات، أن تتحقق الوحدة بين أجزاء مريضة، فينتج عنها جسد سقيم. النظرة الواقعية لوحدة الأمة، ينبغي أن تنطلق من بناء الأوطان أولاً، وأن تفرض الوحدة من خلال الحاجة التاريخية. ولذلك بات التركيز على إنجاز التكامل الاقتصادي بين الأقطار العربية. في هذا السياق، تواجهنا مشكلتان رئيسيتان، هما القضايا الصعبة، التي تواجهها، عدة أقطار عربية، من ضمنها بلدان كانت مركزاً لحركة اليقظة، كما هو الحال في سوريا ولبنان والعراق. والواقع هذا ينسحب على بلدان عربية أخرى، أبرزها ما يحدث في السودان الشقيق، منذ أكثر من عامين، من احتراب داخلي، لا توجد أي مؤشرات على وضع نهاية له، حتى هذه اللحظة. كان من المفترض، أن يكون لجامعة الدول العربية، دور كبير، في معالجة تلك المشكلات، لكن يبدو أن الأمراض التي يعانيها الجسد العربي، في عدد من الأقطار العربية، قد تسللت للجامعة ذاتها، وباتت عاجزة عن تطبيق ميثاقها، بما في ذلك معاهدة الدفاع العربي المشتركة، وميثاق الأمن القومي الجماعي. وربما كان ذلك من أحد أسباب نشوء مجالس التعاون العربية، التي عجز غالبتها عن تلبية الأهداف المعلنة لتأسيسها. ولعل هذه مناسبة لتذكير القادة والشعوب العربية، بأن ما نمر به من أزمات حادة، ومن تغطرس في سياسة الكيان الإسرائيلي، واعتداءاته المستمرة على الأقطار العربية، ودول الجوار، يستدعي وقفة تاريخية، من الجميع، وممارسة مختلف أشكال الضغوط للتصدي لنزعات الهيمنة، وغطرسة القوة. هناك قضية عربية أخرى، ينبغي معالجتها، هي اتساع الفروقات بين الغنى والفقر، ليس في القطر الواحد، بل على مستوى الوطن العربي، حيث باتت بلدان عربية، لا ينال مواطنيها حتى النزر اليسير، للعيش الكريم. إن معالجة هذه الظاهرة، تقتضي أن تسهم البلدان العربية الغنية، في تنشيط حركة الاستثمار بالبلدان التي هي بمسيس الحاجة لذلك. وما لم يتحقق ذلك فإن الوضع العربي سيتجه إلى المزيد من التداعي والانهيار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store