logo
إعاقتي ليست نهايتي.. نحو معارض أكثر شمولاً..

إعاقتي ليست نهايتي.. نحو معارض أكثر شمولاً..

عكاظمنذ 3 أيام
حينما تتبدل المفاهيم وتعلو رايات العدل والإنصاف، يشرق الحق كفجر جديد ويعلو نداء التمكين لكل الفئات. هنا وفي بلادنا المباركة تتجلى قضية دمج ذوي الإعاقة، علامة من علامات الرقي وهي دليل على أن القلوب الكبيرة تصنع الأوطان الكبيرة وشاهدة على إنسانية المجتمع وعمق التزامه بالتكافل... وقد شاركت هذه الفئة الغالية على قلوبنا في فضاءات وطنية وحضارية عديدة ومنحتهم فرصًا متساوية للتعبير والمشاركة والعطاء، بلا تمييز أو استثناء.
وأشير بدوري هنا كما بدأت في مقالي هذا الذي جاء بعنوان «إعاقتي ليست نهايتي».. هي بداية طريق تتلاقى فيه الإرادة مع الفرص وتصنع فيه البيئة الحاضنة إنجازات تليق بعظمة هذا الوطن، حيث تمثل المعارض والمؤتمرات منصات حضارية راقية ينبغي أن تكون فضاء رحبا للتعبير والمشاركة والتفاعل لجميع أفراد المجتمع، دون تمييز أو استثناء. وفي هذا السياق يبرز دور منظمي المعارض والمؤتمرات، باعتبارهم صناع البيئات الحاضنة والمسؤولين عن ترسيخ قيم الشمول، وتحقيق الدمج الفعلي، فالشمول في قطاع المعارض لا يقتصر على تهيئة المرافق والبنى التحتية بل يمتد ليشمل السياسات التنظيمية والمحتوى المقدم وطبيعة التجربة التي يعيشها الزائر والمشارك على حد سواء، فالشخص ذو الإعاقة ليس ضيفا خاصا يحضر بالاستثناء بل هو جزء مهم من جمهور الفعالية وعنصر فاعل في طاقمها ومبدعيها، وغيابه لا يعني فقدان زائر بل خسارة تجربة إنسانية عميقة وانتقاصا من قيمة الحدث وعدالته المجتمعية.
وفي خضم النهضة الوطنية التي تعيشها المملكة العربية السعودية ومع تسارع خطواتها نحو تحقيق رؤية 2030 يبرز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع المعارض والمؤتمرات كأحد المرتكزات الأساسية لبناء مجتمع حيوي شامل ومتماسك، فالمعارض في هذا الوطن تمثل مساحات اجتماعية تعكس وعي المجتمع وعمق التزامه بقيم العدالة والتكافؤ وأي إقصاء لهذه الفئة الغالية يعد إخلالا بمبادئ التمكين والتنوع، التي تقوم عليها مسيرة المملكة نحو الريادة. كما ينطلق دور منظمي المعارض من الالتزام الصارم بالمعايير الهندسية والتنظيمية التي تضمن سهولة الوصول وانسيابية التنقل، عبر توفير ممرات ملائمة، ومصاعد مهيأة، ودورات مياه مجهزة بأعلى المواصفات، ولافتات مكتوبة بلغة برايل تتناسب مع جميع الاحتياجات، ولكن هذا الالتزام، على أهميته، لا يكتمل إلا إذا احتُضن داخل إطار أوسع يُعرف بالتجربة الشاملة التي تتطلب بُعدًا إنسانيًا عميقا ورؤية تشغيلية متكاملة تراعي كافة جوانب دمج ذوي الإعاقة.
لقد سبقت العديد من الدول المتقدمة في تحقيق هذا المثل الأعلى، حيث أصبحت كبرى الفعاليات العالمية، كمعرض CES في الولايات المتحدة وITB Berlin في ألمانيا، تخضع لتقييمات دقيقة تتناول مدى شموليتها والتزامها الصارم بمعايير الدمج، وتُمنح شهادات اعتماد دولية تعكس مدى احترافيتها ورقي تنظيمها، وقد تحول هذا تحول إلى معيار مهني رفيع يعكس جودة الفعالية وسمو تجربتها.
وفي ظل ما يشهده قطاع المعارض في المملكة من نمو متسارع واهتمام حكومي واستثماري متزايد، أصبح اعتماد نهج الدمج والشمول أولوية تنموية وإنسانية، تتطلب من الجهات المنظمة وصناع القرار اتخاذ خطوات عملية واضحة. فالشمول الحقيقي لا يتحقق بالشعارات، إنما بالممارسات المؤسسية والسياسات التي تكرس قيم العدالة والاحترام والتمكين، وتجعل من المعارض منصات مفتوحة للجميع دون استثناء، تعكس مجتمعًا يسير بثبات نحو الرقي الإنساني والتميز الحضاري.
وأخيراً..
إعاقتي ليست نهايتي..
هي رسالة تحمل دعوة للتأمل وإحداث التغيير، وإعادة النظر في المفاهيم السائدة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبارهم شركاء فاعلين في البناء والعطاء، لا مجرد متلقين للرعاية، وعندما تُفتح أمامهم الأبواب للمشاركة الكاملة في تصميم المعارض وتنظيمها وزيارتها، فإننا لا نطبق مبدأ العدالة فحسب، نحن نعزز قيم التنوع والتمكين، ونساهم في بناء معارض أكثر شمولية، ومجتمع أكثر إنسانية، لا يقصي أحدًا ولا يغفل صوتًا، إنها خطوة في الطريق الصحيح نحو حضارة تعترف بالجميع وتحتضن الجميع.
لقد قيل إن الإعاقة قيد لكن الحياة قالت إن الإرادة جناح وإن البيئة الحاضنة تصنع المعجزات، وإن العزيمة إذا سارت في درب النور تجاوزت كل العثرات.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"قصر العان" ذو الإطلالة الساحرة على وادي نجران.. وجهة سياحية مفضلة للزوار
"قصر العان" ذو الإطلالة الساحرة على وادي نجران.. وجهة سياحية مفضلة للزوار

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

"قصر العان" ذو الإطلالة الساحرة على وادي نجران.. وجهة سياحية مفضلة للزوار

بفن معماري يُجسد الأصالة والعمق التاريخي يبرز "قصر العان" على ضفاف وادي نجران بإطلالة بانورامية ساحرة، زادها جمالًا وألقًا مشاهدة القرى الطينية ومزارع النخيل وجبل "أبو همدان" وقلعة "رعوم" التاريخية، التي شكلت في مجملها منظرًا يبهج الأنفس، ويعطي الزائر مساحة لاستنشاق الهواء العليل، والتأمل في جمال المكان المتناغم مع روعة الطبيعة الخلابة التي تحيط به، الأمر الذي جعله مقصدًا سياحيًا لافتًا، ومعلمًا بارزًا من المعالم السياحية بنجران، يتوافد عليه الزوار والسيّاح من داخل المملكة وخارجها، لاستكشاف المكان الذي يُعد من المواقع التاريخية التراثية التي تزخر بها منطقة نجران. واتسمت هوية القصر بأدواره الأربعة، وطرازه المعماري الفريد بهوية وتاريخ المجتمع النجراني، في تشييد البيوت التراثية على نمطٍ واحد، يجسد القيمة الفنية العالية، التي تنم عن إبداع الهندسة المعمارية القديمة، في جعلها مكونًا من المكونات الأساسية بالمنطقة. وأضحى "قصر العان" الذي بُني عام (1100هـ)، من المعالم البارزة، ويحرص السيّاح على زيارته؛ للاطلاع على تفاصيله التي تنقل الزائر لصورة جمالية مدهشة من خلال روعة البناء القديم، وكيفية ثباته وصلابته رغم مرور أكثر من (340) عامًا على بنائه، إذ استخدمت في بنائه أدوات "الطين، وجذوع النخيل، وأشجار الأثل والسدر"، فيما يعمل مُلّاك القصر التراثي بين فترة وأخرى على صيانته وترميمه ونظافته، والمحافظة عليه، ليبقى من المعالم التراثية والثقافية التاريخية العريقة بالمملكة.

حل ناجع للعنوسة
حل ناجع للعنوسة

عكاظ

timeمنذ 2 أيام

  • عكاظ

حل ناجع للعنوسة

من ضمن المشكلات الاجتماعية التي لم تُحل إلى الآن مشكلة العنوسة، ومشكلة الطلاق، ومشكلة عزوف الشباب والشابات عن الزواج.. وقد لاح في الأفق حل وإن كان مستهجناً.. فمشكلة العنوسة لها مسبّبات كثيرة، من ضمنها عدم مقدرة الشاب على تحمّل تكاليف المهر، وليلة الزفاف، وإيجار بيت الزوجية، ويعود ذلك إلى تواضع دخل الشاب الراغب في الزواج، كون ذلك الدخل لا يمكن الشاب من تحمّل كل مصاريف تكلفة الزواج. وقد سبق أن اقترحت تغيير ثقافة المجتمع، وحث الشاب والشابة على التعاون في تحمّل تكلفة الزواج، وكذلك تحمّل الإنفاق داخل البيت؛ لأن المتغيرات أدّت إلى ارتفاع نسبة الاستهلاك، ذلك الاستهلاك الذي لا يستطيع معه راتب الزوج تغطية كل المطالب كونه المسؤول عن الإنفاق، والحل الأمثل ترسيخ مبدأ التعاون بين الزوجين في إقامة اللبنة الأولى للأسرة الخاصة بهما. ربما يقول أحدكم إن التعاون حاضر بين الأزواج، وهو فعلاً حاضر لكنه حضور المتفضل من قبل الزوجة، وهو فعل محمود، إلا أن فرضية إلزامية المناصفة في تحمّل الإنفاق، وترسيخها كحالة اجتماعية فرضها الواقع، سوف يألفها المجتمع وتصبح حلاً جذرياً في تعاون الزوجين على تكوين الأسرة. ومشكلة العنوسة، اقترحت إحدى الفتيات لها حلاً، والحل قائم على اتفاق الفتيات بعضهن مع بعض، والحل الذي أوجدته تلك الفتاة مقتبس من التعددية التي ظل الرجال يطالبون بها حتى أن البعض أنشؤوا قروبات تحت مسميات عديدة تشير إلى رغباتهم في التعدد (المعددون)، وسعوا لاجتذاب المناصرين، وكأنهم في جمعيات لجمع البيض، وبيعه.. أوضاع المعددين جالبة للضحك. ثمة فتاة بثت مقطع فيديو مقتبساً من عقلية (المعددين)، والفكرة يمكن قبولها أفضل من قبولنا بتعددية الرجال التي بها ظلم أحياناً، خاصة إذا كان المعدد في النزع الأخير من حياته، ويتزوج فتاة في العشرينات.. وهذه (الزيجة) أعتبرها عقراً لحياة فتاة في سن الزهور. نعود إلى الفيديو الذي طارت به الركبان في مواقع التواصل، الفكرة التي أوجدتها الفتاة في المقطع الذي بثته تنص على: أن تجتمع أربع فتيات، يكن شريكات في تجهيز بيت الأسرة من (مجاميعه)، وشراء سيارة، ويتزوجن شاباً على أن يكون زوجاً لهن الأربع، طبعاً برضاه وموافقته على ذلك الاتفاق.. والحل المقترح لهذه الفتاة يبدو لأول وهلة فنتازيا، أو نكتة، أو بحثاً عن الترند، لكن لو أخضعنا حلها للمنطق قد يكون حلاً جيداً لإنزال نسبة العنوسة المرتفع، حلٌ يرضى به من رضي، ويرفضه من يرفض، ويضحك عليه من لديه رغبة في الضحك. أخبار ذات صلة

إعاقتي ليست نهايتي.. نحو معارض أكثر شمولاً..
إعاقتي ليست نهايتي.. نحو معارض أكثر شمولاً..

عكاظ

timeمنذ 3 أيام

  • عكاظ

إعاقتي ليست نهايتي.. نحو معارض أكثر شمولاً..

حينما تتبدل المفاهيم وتعلو رايات العدل والإنصاف، يشرق الحق كفجر جديد ويعلو نداء التمكين لكل الفئات. هنا وفي بلادنا المباركة تتجلى قضية دمج ذوي الإعاقة، علامة من علامات الرقي وهي دليل على أن القلوب الكبيرة تصنع الأوطان الكبيرة وشاهدة على إنسانية المجتمع وعمق التزامه بالتكافل... وقد شاركت هذه الفئة الغالية على قلوبنا في فضاءات وطنية وحضارية عديدة ومنحتهم فرصًا متساوية للتعبير والمشاركة والعطاء، بلا تمييز أو استثناء. وأشير بدوري هنا كما بدأت في مقالي هذا الذي جاء بعنوان «إعاقتي ليست نهايتي».. هي بداية طريق تتلاقى فيه الإرادة مع الفرص وتصنع فيه البيئة الحاضنة إنجازات تليق بعظمة هذا الوطن، حيث تمثل المعارض والمؤتمرات منصات حضارية راقية ينبغي أن تكون فضاء رحبا للتعبير والمشاركة والتفاعل لجميع أفراد المجتمع، دون تمييز أو استثناء. وفي هذا السياق يبرز دور منظمي المعارض والمؤتمرات، باعتبارهم صناع البيئات الحاضنة والمسؤولين عن ترسيخ قيم الشمول، وتحقيق الدمج الفعلي، فالشمول في قطاع المعارض لا يقتصر على تهيئة المرافق والبنى التحتية بل يمتد ليشمل السياسات التنظيمية والمحتوى المقدم وطبيعة التجربة التي يعيشها الزائر والمشارك على حد سواء، فالشخص ذو الإعاقة ليس ضيفا خاصا يحضر بالاستثناء بل هو جزء مهم من جمهور الفعالية وعنصر فاعل في طاقمها ومبدعيها، وغيابه لا يعني فقدان زائر بل خسارة تجربة إنسانية عميقة وانتقاصا من قيمة الحدث وعدالته المجتمعية. وفي خضم النهضة الوطنية التي تعيشها المملكة العربية السعودية ومع تسارع خطواتها نحو تحقيق رؤية 2030 يبرز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع المعارض والمؤتمرات كأحد المرتكزات الأساسية لبناء مجتمع حيوي شامل ومتماسك، فالمعارض في هذا الوطن تمثل مساحات اجتماعية تعكس وعي المجتمع وعمق التزامه بقيم العدالة والتكافؤ وأي إقصاء لهذه الفئة الغالية يعد إخلالا بمبادئ التمكين والتنوع، التي تقوم عليها مسيرة المملكة نحو الريادة. كما ينطلق دور منظمي المعارض من الالتزام الصارم بالمعايير الهندسية والتنظيمية التي تضمن سهولة الوصول وانسيابية التنقل، عبر توفير ممرات ملائمة، ومصاعد مهيأة، ودورات مياه مجهزة بأعلى المواصفات، ولافتات مكتوبة بلغة برايل تتناسب مع جميع الاحتياجات، ولكن هذا الالتزام، على أهميته، لا يكتمل إلا إذا احتُضن داخل إطار أوسع يُعرف بالتجربة الشاملة التي تتطلب بُعدًا إنسانيًا عميقا ورؤية تشغيلية متكاملة تراعي كافة جوانب دمج ذوي الإعاقة. لقد سبقت العديد من الدول المتقدمة في تحقيق هذا المثل الأعلى، حيث أصبحت كبرى الفعاليات العالمية، كمعرض CES في الولايات المتحدة وITB Berlin في ألمانيا، تخضع لتقييمات دقيقة تتناول مدى شموليتها والتزامها الصارم بمعايير الدمج، وتُمنح شهادات اعتماد دولية تعكس مدى احترافيتها ورقي تنظيمها، وقد تحول هذا تحول إلى معيار مهني رفيع يعكس جودة الفعالية وسمو تجربتها. وفي ظل ما يشهده قطاع المعارض في المملكة من نمو متسارع واهتمام حكومي واستثماري متزايد، أصبح اعتماد نهج الدمج والشمول أولوية تنموية وإنسانية، تتطلب من الجهات المنظمة وصناع القرار اتخاذ خطوات عملية واضحة. فالشمول الحقيقي لا يتحقق بالشعارات، إنما بالممارسات المؤسسية والسياسات التي تكرس قيم العدالة والاحترام والتمكين، وتجعل من المعارض منصات مفتوحة للجميع دون استثناء، تعكس مجتمعًا يسير بثبات نحو الرقي الإنساني والتميز الحضاري. وأخيراً.. إعاقتي ليست نهايتي.. هي رسالة تحمل دعوة للتأمل وإحداث التغيير، وإعادة النظر في المفاهيم السائدة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبارهم شركاء فاعلين في البناء والعطاء، لا مجرد متلقين للرعاية، وعندما تُفتح أمامهم الأبواب للمشاركة الكاملة في تصميم المعارض وتنظيمها وزيارتها، فإننا لا نطبق مبدأ العدالة فحسب، نحن نعزز قيم التنوع والتمكين، ونساهم في بناء معارض أكثر شمولية، ومجتمع أكثر إنسانية، لا يقصي أحدًا ولا يغفل صوتًا، إنها خطوة في الطريق الصحيح نحو حضارة تعترف بالجميع وتحتضن الجميع. لقد قيل إن الإعاقة قيد لكن الحياة قالت إن الإرادة جناح وإن البيئة الحاضنة تصنع المعجزات، وإن العزيمة إذا سارت في درب النور تجاوزت كل العثرات. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store