
لوتان السويسرية: سيناريوهات محتملة لتطور حرب إسرائيل وإيران
قالت صحيفة لوتان السويسرية إن الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران مستمرة منذ الهجوم الضخم على الجمهورية الإسلامية يوم الجمعة، ولم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل فيها، مما يشير إلى احتمال توسعها.
وانتدبت الصحيفة -في تقرير بقلم ستيفان بوسار- لتقديم مجموعة من السيناريوهات المختلفة لتطورات الصراع المحتملة، مشيرة إلى أن المواجهة بين البلدين دخلت مرحلة حرجة وأن المخاوف كبيرة من أن يمتد الصراع إلى المنطقة بأكملها.
الصمود؟
بدأت الصحيفة السيناريو الأول بالسؤال هل يستطيع النظام الإيراني الصمود في وجه الهجمات الإسرائيلية؟ لتوضح أن شبكة حلفاء إيران الإقليميين ك حزب الله و حركة حماس و الحوثيين ، تم إضعافها قبل الهجوم الإسرائيلي، كما أن ما سمته الصحيفة الثورة النسائية الأخيرة أضعفت الجبهة الداخلية في إيران، واستبعدت أن تكون الجمهورية الإسلامية قادرة على تدمير إسرائيل وإجبار القوات الأميركية على الانسحاب من المنطقة.
تدخل واشنطن
وبالنسبة للسناريو الثاني تساءلت الصحيفة هل ستتدخل الولايات المتحدة في الصراع؟ وهل تجرؤ القوات الإيرانية على مهاجمة المصالح الأميركية في المنطقة؟ وذكرت أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مقتنع بأن الولايات المتحدة متورطة في الهجوم الإسرائيلي، وتزعم بلاده أن لديها "أدلة دامغة على دعم الهجمات من القوات والقواعد الأميركية في المنطقة".
وأوضحت الصحيفة أن ستيفن ويتكوف ، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، كان من المقرر أن يواصل الجولة السادسة من المحادثات مع إيران يوم الأحد في عُمان، ولكن طهران رفضت الحضور رفضا قاطعا في أعقاب القصف الإسرائيلي، خاصة ان أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أكدوا أنهم على دراية بنية إسرائيل.
ومع أن ترامب حاول الحفاظ على غموض موقف واشنطن بتكراره أن الولايات المتحدة "لا علاقة لها" بالهجمات الإسرائيلية، فقد حذر السلطات الإيرانية من أن أميركا سترد "بكل قوة" وبمستوى "غير مسبوق" إذا هاجمت إيران الأميركيين، كما أنه لم يستبعد تورط بلاده.
وفي الكونغرس -كما تقول الصحيفة- يبدو أن العديد من الصقور يرون أن الوقت قد حان لتغيير النظام في طهران، وهي فكرة دأب جون بولتون ، أول مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، على الترويج لها.
ويرى تريتا بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي للأبحاث في واشنطن، أن "واشنطن تدرك أن حرب إسرائيل الاختيارية بعيدة كل البعد عن النجاح، وأن نتيجة حاسمة لن تتحقق"، وبالتالي سيكون ترامب أمام خيار صعب، إما إنهاء الحرب أو المشاركة فيها.
تدمير كامل
وفي ثالث السيناريوهات تتساءل لوتان هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني بأكمله؟ مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي المتتالي لم يدمر الموقع النووي الرئيسي في نطنز ، وإلى أن المنشآت الحساسة، ولا سيما أجهزة الطرد المركزي التي سمحت لإيران بتخصيب أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم بنسبة 60%، لم تتضرر.
أما موقع فوردو ، وهو أحد أكثر المواقع النووية حساسية -كما تقول الصحيفة- فيقع على عمق حوالي 800 متر تحت الأرض في جبل ليس ببعيد عن مدينة قم المقدسة، ويعتقد أنه يضم أكثر من 3 آلاف جهاز طرد مركزي، ومن المستحيل تدميره بدون القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها 13 طنا، مع أن طائرات إف-15 الإسرائيلية لا يمكنها حمل مثل هذه القنابل الثقيلة.
ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية كليمان تيرم إن "السباق إلى امتلاك القنبلة النووية سيتسارع إذا فشل الإسرائيليون في تدمير البرنامج النووي الإيراني، ونجا النظام في طهران، لذا، فإن اعتقاد إسرائيل بقدرتها على حل القضية النووية الإيرانية بالقوة العسكرية يعد مخاطرة حقيقية".
توسع الصراع
أما بالنسبة لمخاطر توسع الصراع في الشرق الأوسط ، فرأت الصحيفة أنه سيناريو ليس بالهين، مشيرة إلى أن الخيار الأخطر بالنسبة لطهران هو استخدام حلفائها الإقليميين لمهاجمة القواعد والسفارات الأميركية.
ويقول كليمان تيرم إن صواريخ أطلقت على قواعد عسكرية أميركية في العراق، وإن الحوثيين شاركوا في الرد على إسرائيل، ويضيف "نشهد تدريجيا تبلور آلية امتداد الصراع، وكلما طال أمد الحرب زاد خطر نشوب صراع إقليمي شامل".
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاطر المرتبطة ب مضيق هرمز تشكل سيناريو آخر، وإذا اختارت إيران إغلاقه، فقد يعاني الاقتصاد العالمي من ذلك، خاصة أن سعر برميل النفط ارتفع بشكل كبير في أعقاب الهجوم الإسرائيلي يوم الجمعة، ولكنه قد يرتفع إلى مستويات مدمرة للعالم بأسره.
ورأت الصحيفة أن سقوط النظام الإيراني أمر وارد وتساءلت ماذا سيحدث إذا وقع ذلك السيناريو، خاصة أنه هدف بالنسبة لنتنياهو والعديد من الصقور الأميركيين، وأن المجتمع الإيراني قد يرحب به، ولكن قتل المدنيين في إيران قد يؤدي إلى حشد جزء من الشعب خلف النظام.
وتساءلت الصحيفة ماذا يفعل الأوروبيون ومجموعة السبع؟ مشيرة إلى أن أوروبا هي التي حاولت إعادة إيران إلى مسار المفاوضات النووية خلال عدة اجتماعات سرية في جنيف، ولكنها همشت في الحرب على قطاع غزة ، واستبعدت من المفاوضات بين واشنطن وطهران، وبالتالي يرى خبير الأمن كلود مونيكيه بأن أوروبا لا رأي لها في مستقبل الشرق الأوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
100 ألف إسرائيلي عالقون بالخارج يواجهون خطر الإفلاس
في خضمّ التصعيد العسكري الخطير مع إيران، وبينما تغلق إسرائيل مجالها الجوي وتُحجم شركات الطيران عن العمل، تشير التقديرات الرسمية إلى أن نحو 100 ألف مواطن إسرائيلي عالقون في الخارج منذ بداية الهجوم، من دون رؤية واضحة لموعد عودتهم أو خطة رسمية مُفعّلة لإعادتهم. ويكشف تقرير صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية حجم المأزق المالي والإنساني الذي يواجه هؤلاء، وسط تخبط حكومي بشأن آليات الإخلاء، وغياب شبه تام لأي التزام بتعويضهم اقتصاديا. "الجسر الجوي".. شبه مستحيل عمليا ويكشف التقرير أن خطة هيئة المطارات الإسرائيلية تقوم على تشغيل "جسر جوي" يعيد العالقين إلى البلاد عبر استغلال الفجوات الزمنية بين إطلاقات الصواريخ الإيرانية، على أن تُستخدم الطائرات الإسرائيلية الموجودة حاليا في الخارج. وبحسب تقديرات الخبراء، فإن عدد العائدين لن يتجاوز 3 آلاف شخص يوميا في أفضل السيناريوهات، وهو ما يعني أن العملية ستستغرق شهرًا كاملًا على الأقل. وكل ذلك يفترض قدرة أمنية على تقليص زمن الرحلات، وسرعة استثنائية في إنهاء الإجراءات داخل مطار بن غوريون، وهو أمر لا يمكن ضمانه، وفق الصحيفة. بل إن مجرد الإعلان عن "فتح المطار" أو "تنظيم رحلات عودة" قد يُحوّله إلى هدف مباشر لصواريخ إيرانية، كما تقول الصحيفة. وتدرس وزارة النقل إمكانية "الإخلاء البحري"، لكن حتى هذه الفكرة لم تحظَ بموافقة أمنية حتى الآن، نظرًا لما يتهدد السفن من مخاطر أمنية قرب الشواطئ الإسرائيلية، كما تضيف "ذا ماركر". عبء مالي ساحق وتقول الصحيفة إن شركات التأمين رغم موافقتها على تمديد تغطية التأمين الطبي للعالقين في الخارج، فإن هذا يشمل الحالات الصحية فقط، ولا يغطي تكاليف الإقامة والمعيشة التي قد تمتد لأسابيع، أي إن المسافر الإسرائيلي العالق إذا لم يكن لديه أصدقاء أو أقارب في الخارج سيتحمّل كلفة قد تصل إلى آلاف بل عشرات آلاف الدولارات. وتُحذر "ذا ماركر" من أن كثيرين، خصوصًا من الفئات غير الميسورة، قد يُجبرون على بيع ممتلكاتهم، أو العودة مثقلين بالديون، أو ربما يواجهون الإفلاس الشخصي. وتقول الصحيفة "لم يشهد تاريخ دولة إسرائيل أزمة مماثلة تهدد هذا العدد الكبير من المواطنين بالإفلاس لمجرد وجودهم في الخارج". تعويض مستبعد ورغم ضخامة الموقف، لم تُصدر الحكومة أي تعهد رسمي بتعويض العالقين ولا حتى بالإقرار بتكبدهم خسائر، بحسب الصحيفة. وتذكر "ذا ماركر" أن الجهات الرسمية تعتبر تنظيم "رحلات الإجلاء" تعويضًا كافيًا بحد ذاته، وترى أن من غادر البلاد في هذه الظروف عليه أن يتحمّل نتائج "المغامرة"، حتى لو لم يكن يتوقع أن تطول الأزمة إلى هذه الدرجة. وتضيف الصحيفة أن بعض المسؤولين الحكوميين يرفضون مبدأ التعويض كليا، خشية أن يؤدي الإعلان عنه إلى تخفيف الضغط عن العالقين للبحث عن بدائل اقتصادية أرخص أو العودة السريعة، ويعتقدون أن تركهم يتحملون الكلفة سيدفعهم تلقائيا إلى ضغط النفقات، عبر التحول إلى مدن أرخص، أو الإقامة لدى أقارب أو أصدقاء. مشهد غير مسبوق وتنقل "ذا ماركر" صورة دراماتيكية لمطار بن غوريون، فقد بدا شبه فارغ في الوقت الذي يتكدس فيه عشرات الآلاف من المواطنين في الخارج، بين خوف من العودة وعجز عن البقاء. وتساءلت الصحيفة: "هل الدولة التي تركت المجال الجوي مغلقًا ستتحمل يومًا مسؤولية فاتورة البقاء القسري خارج البلاد؟".


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
نيران حيفا تشعل المنصات جدلا بين التأييد والتشكيك
شبكات تفاعل مغردون بشدة مع الضربات الإيرانية على المنشآت النفطية في حيفا، ومواصلة إيران مساء أمس وفجر اليوم هجماتها الصاروخية على إسرائيل مستهدفة عدة مواقع في حيفا وتل أبيب. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 43 دقائق
- الجزيرة
الكونغرس منقسم بشأن "الأسد الصاعد" و"ماغا" الجمهوري يحذر
واشنطن- بينما كانت الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الماضي، تشهد تبادلا متسارعا للهجمات الصاروخية بين إسرائيل وإيران، بدا أن تداعيات هذا التصعيد العسكري لم تقتصر فقط على ساحة المواجهة المباشرة، بل امتدت إلى قاعات الكونغرس الأميركي في واشنطن، ودوائر صنع القرار في الحزب الجمهوري بشكل أكثر تحديدا. فالضربات الإسرائيلية خلقت حالة من الجدل بين المشرّعين من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي ، الذين عبّر بعضهم عن دعمهم المباشر لما وصفوه بـ"الحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن نفسها"، في حين أبدى آخرون قلقا من أن يؤدي المسار العسكري إلى توريط الولايات المتحدة في صراع لا يخدم مصالحها الإستراتيجية. انقسام ديمقراطي في الساعات التي سبقت الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، كان المشرعون الديمقراطيون يقفون على جبهة موحّدة، مدفوعين بحادثة الاعتداء الجسدي التي تعرّض لها السيناتور أليكس باديا، وشاركوا في مسيرة جابت أروقة الكابيتول مطالبين بفتح تحقيق رسمي في ملابسات الحادثة. غير أن الغارات الإسرائيلية أتت على غير المتوقع وأثارت حالة من الانقسام في صفوف الديمقراطيين حول التصعيد العسكري الذي أقدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تجاه طهران. ولطالما انتقد ديمقراطيون العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، محذرين من تداعيات الحرب الكارثية. واتخذ هؤلاء الموقف ذاته تجاه التصعيد مع إيران، مشيرين إلى أن العالم لم يعد يحتمل حروبا جديدة. السيناتور جاك ريد، أحد أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، حذّر من أن التصعيد الإسرائيلي لا يهدد فقط حياة الأبرياء، بل يعصف أيضا باستقرار الشرق الأوسط وسلامة القوات الأميركية في المنطقة. بدورها، عبّرت السيناتور جين شاهين، عضو لجنة العلاقات الخارجية عن ولاية هاواي، عن بالغ قلقها، ووصفت الهجمات بأنها "تصعيد مثير للقلق العميق من شأنه أن يُفضي حتما إلى ردود انتقامية قد تخرج عن السيطرة". من جهته، تساءل النائب خواكين كاسترو تساءل، عبر منصة "إكس"، عن مغزى شعار " أميركا أولا" الذي رفعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، قائلًا "أيّ معنى لذلك إذا كان ترامب يسمح لنتنياهو بجرّ البلاد إلى حرب لا يريدها الأميركيون؟". في المقابل، لم يخل المعسكر الديمقراطي من أصوات دافعت عن الهجمات الإسرائيلية على إيران واعتبرتها خطوة ضرورية لردع طموحها النووي. فقد أكد النائب جاريد موسكوفيتز، أن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي "سيُعرّض إسرائيل والولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين لخطر دائم ومباشر". "ماغا" تحذر في خضم الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، وجد الجمهوريون أنفسهم أمام مشهد أكثر انقساما، فالكتلة الجمهورية انقسمت بشكل رئيسي بين قيادات تقليدية تجدد التزامها بدعم إسرائيل دون تحفظ، وبين المنتمين لحركة "ماغا" (اجعلوا أميركا عظيمة مجددا)، الذين يعارضون أي انخراط أميركي في أي نزاع إقليمي لا يخدم المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، ويتمسكون بشعار "أميركا أولا" الذي شكّل أحد أهم الوعود الانتخابية للرئيس ترامب. وشكلت دعوة تيار ماغا لإنهاء التدخل الأميركي في حروب الشرق الأوسط تحديا مفاجئا للعلاقة شبة المقدسة في واشنطن بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي نظر هذا التيار، يجب الحد من التدخل الأميركي لدعم كل ما تقوم به إسرائيل، والتي تراه في كثير من الأحيان ضارا بمصالح واشنطن المتنوعة بالشرق الأوسط. ويشكك أنصار هذا التيار في توافق مصالح إسرائيل دائما مع مصالح الولايات المتحدة. وأدت الضربات الإسرائيلية، التي جاءت قبل يوم من بدء الجولة السادسة من مفاوضات البرنامج النووي بين الولايات المتحدة وإيران، إلى تأجيج النقاش داخل دوائر تيار "ماغا" حول درجة توافق "العلاقة الخاصة" بين أميركا وإسرائيل مع مبادئ السياسة الخارجية لـ"أميركا أولا". ونشرت مؤسسة "قف معا" البحثية، والممولة من عائلة كوخ الجمهورية النافذة، مؤخرا ورقة حذرت فيها من طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وطالبت بتقليل الاعتماد الإسرائيلي على الولايات المتحدة. وقالت الورقة "إن إسرائيل الأكثر أمانا وارتباطا دبلوماسيا ستعتمد بدرجة أقل على الدعم العسكري الأميركي وأكثر على الشراكات الإقليمية لضمان مستقبلها". ويخشى تيار ماغا من أن عمل القوات الأميركية بالشرق الأوسط جوا وبرا وبحرا لإسقاط الصواريخ الإيرانية التي تطلق على إسرائيل قد يدفع في النهاية لتدخل مباشر ضد إيران. كذلك يرى أن التحركات العسكرية الضخمة مثل نقل الصواريخ أو حاملات الطائرات للشرق الأوسط من شأنها أن تعرض الاستعداد العسكري الأميركي للخطر في صراع محتمل مع الصين أو كوريا الشمالية. يقول دبلوماسي أميركي سابق للجزيرة نت، مفضلا عدم ذكر اسمه "يجب التمييز بين الدعم الدفاعي الأميركي لإسرائيل الذي أراه جاريا منذ بدء رد إيران على هجمات إسرائيل في المساعدة على رصد الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في حين أن الدعم الهجومي يختلف تماما عما يجري الآن، وهو ليس حاصلا بعد، وقد لا يحدث". إعلان من جانبه، أجرى النائب الجمهوري بمجلس النواب توماس ماسي، استطلاعا للرأي بين متابعيه، وطرح سؤال "هل ينبغي تقديم السلاح الأميركي لإسرائيل لتستمر في مهاجمة إيران، ورد أكثر من 126 ألف مشارك، وقال 85% منهم إن على واشنطن وقف شحن السلاح لإسرائيل، في حين وافق 15% فقط. ذرائع المحافظين الجدد كرر تيار "المحافظون الجدد" التقليدي داخل المعسكر الجمهوري تصورات راجت بعد هجمات 11 سبتمبر /أيلول 2001 والتي دفعت لحربي العراق و أفغانستان واحتلالهما لما يقرب من العقدين. ويرى هذا التيار أن الحفاظ على "العلاقة الخاصة" لا يزال جزءا لا يتجزأ من سياسة ترامب الخارجية، وأن المطالبة بأن يتخلى ترامب عن إسرائيل خطأ إستراتيجي يضر بمصالح واشنطن، وأن هذه الدعوات هي انعزالية وضارة في جوهرها. ويكرر هذا التيار أن إسرائيل تحارب إيران نيابة عن الولايات المتحدة والغرب كله، ويذهبون أبعد من ذلك بالقول إن دول الخليج ترحب بإضعاف إيران وتحجيم قدراتها العسكرية. وعقب الغارة الإسرائيلية الأولى على المنشآت الإيرانية، انهالت البيانات والمنشورات على منصة "إكس" من أنصار نتنياهو من الجمهوريين، عبروا خلالها عن دعمهم للعمليات العسكرية، وأثنوا على فاعليتها، وأبرزهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون ، الذي سارع إلى القول بأن إسرائيل "تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس". من جهته، أشاد السيناتور الجمهوري توم كوتون ، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، عبر "إكس" بـ"شجاعة وجرأة" رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووصف السيناتور ليندسي غراهام ، بأنها "واحدة من أكثر الضربات العسكرية والاستخباراتية إثارة للإعجاب في تاريخ إسرائيل". وقبيل انطلاق العملية الإسرائيلية، أجرى "معهد رونالد ريغان" استطلاعا للرأي حول رأيهم باحتمال شن إسرائيل غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المسار الدبلوماسي. وأظهرت البيانات أن نحو 60% من الجمهوريين أيّدوا الضربات، مقابل 35% فقط من المستقلين و32% من الديمقراطيين. وقال 45% من عموم المشاركين إنهم يدعمون تنفيذ ضربات جوية، في حين عارضها 37%، وأبدى 18% ترددا وعدم تأكيد. وفي حديث للجزيرة نت، قلل ساؤل أنزيوس، المسؤول السابق بالحزب الجمهوري، من أهمية الانقسام بين الجمهوريين. وقال إن "أنصار تيار ماغا يميلون إلى أن يكونوا أقل تدخلا لكنهم يعتقدون أن النظام الإيراني لا يزال أكبر دولة راعية للإرهاب وأن برنامجه النووي يمثل تهديدا". ولفت أنزيوس إلى أنه "طالما أن إسرائيل تركز هجماتها على الأهداف العسكرية والبنية التحتية، فإن معظم الجمهوريين، والديمقراطيين كذلك، سيظلون متحدين لدعم جهود إسرائيل". وأضاف "يبدو أن الانقسام الجمهوري التقليدي بين ماغا والتيار التقليدي يقتصر في المقام الأول على دعم أوكرانيا، وليس إسرائيل. وبالنظر إلى الحقائق على الأرض، فإن هذا الموقف غير ثابت، ولكنه يعكس تأثير الرئيس ترامب على تفكير مؤيدي ماغا". موقف إدارة ترامب يعبر الرئيس ترامب عن مواقف متضاربة لا تعكس موقفا ثابتا واضحا تجاه الحرب بين إسرائيل وإيران. حيث يكرر ترامب الدعوة للتوصل لاتفاق نووي جديد بين بلاده وإيران، يمنع طهران من تطوير برامجها وتصنيع سلاح نووي، ولا يخفي رغبته باستثمار الحرب لهذا الغرض، لكنه في الوقت نفسه يؤكد نأي واشنطن بنفسها عن الصراع. وبعد منتصف ليلة السبت، غرد ترامب على منصة تروث سوشيال مؤكدا عدم مشاركة بلاده في الهجمات على إيران، ومحذرا في الوقت ذاته طهران من مغبة شن أي هجوم على بلاده أو مصالحها بأي صورة من الصور. من ناحية أخرى، يعد جيه دي فانس ، نائب الرئيس، أحد المؤيدين البارزين لضبط النفس في السياسة الخارجية داخل الحزب الجمهوري، ولم يستبعد ضرورة مراجعة قواعد العلاقة الخاصة مع إسرائيل. في الوقت ذاته، نشرت مؤسسة هيريتيج، التي تعتبر وعاء فكريا لحركة "ماغا"، تقريرا يدعو إدارة ترامب إلى "إعادة توجيه علاقتها مع إسرائيل" من علاقة خاصة "إلى شراكة إستراتيجية متساوية" على أساس المصالح المتبادلة. ولم يتردد الإعلامي الشهير، والمقرب من ترامب، تاكر كارلسون، عن قيادة تيار ماغا بصورة مباشرة، موجها سهام نقده إلى رموز اللوبي الإسرائيلي أو في الولايات المتحدة من رجال أعمال وإعلاميين ومفكرين. وجادل كارلسون بأن المخاوف من حصول إيران على سلاح نووي في المستقبل القريب لا أساس لها من الصحة، وقال إن الحرب معها لن تؤدي فقط إلا إلى "الآلاف" من الضحايا الأميركيين في الشرق الأوسط. وقال كارلسون إن التدخل الأميركي المباشر في الحرب مع إيران "سيكون صفعة على وجوه ملايين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم على أمل تشكيل حكومة تضع مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول". وغرد كارلسون مهاجما أي دعوات للانخراط في الحرب إلى جانب إسرائيل. وقال "الفارق الحقيقي ليس بين الأشخاص الذين يدعمون إسرائيل والأشخاص الذين يدعمون إيران أو الفلسطينيين، الفارق الحقيقي هو بين أولئك الذين يشجعون العنف دوما، وأولئك الذين يسعون إلى منعه، بين دعاة الحرب وصانعي السلام". وأجاب على سؤال "من هم دعاة الحرب؟" قائلا "يشمل ذلك أي شخص يتصل بدونالد ترامب اليوم للمطالبة بشن ضربات جوية وغيرها من التدخل العسكري الأميركي المباشر في الحرب ضد إيران". ولم يتردد في ذكر عدد من هؤلاء وقال إن في تلك القائمة كلا من: شون هانيتي (مذيع بشبكة فوكس) ومارك ليفين (مقدم برنامج بشبكة فوكس) و روبرت مردوخ (ملياردير يهودي ومالك صحيفة وول ستريت جورنال) وآيكبير لموتر (ملياردير ورجل أعمال يهودي أميركي) و ميريام أديلسون (مليارديرة يهودية).