
ورقة الأقليات.. من جبال السويداء إلى خرائط الهيمنة
محمد سعد عبد اللطيف
منذ أن دوّى صدى الثورة السورية الكبرى في عشرينيات القرن الماضي، بقيادة سلطان باشا الأطرش، تحولت جبال السويداء إلى رمز للمقاومة والكرامة الوطنية. كانت صخورها السوداء تُخفي خلفها قرى صغيرة متماسكة، وبيوتًا تحتضن ضيوفها كما تحضن الجبال الينابيع.
في تلك الأرض، حيث تتعانق الحقول مع الكروم، وحيث يختلط وقع حوافر الخيل بأصوات الحصادين، لم يكن الانتماء مجرد هوية طائفية أو عرقية، بل عقد شرف مع الأرض والحرية.
تقع محافظة السويداء في الجنوب الشرقي من سوريا، على السفوح الشرقية لجبل العرب، متاخمةً لمحافظة درعا غربًا، وبادية الشام شرقًا، والأردن جنوبًا، هذا الموقع يجعلها حلقة وصل بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، ونقطة تماس حساسة مع الجولان المحتل، ما يفسر حضورها الدائم في معادلات الصراع الإقليمي.
واليوم وبعد قرابة قرن على ذلك المشهد، تعود السويداء إلى واجهة الأحداث، لكن الرايات المرفوعة ليست رايات الاستقلال، بل شعارات «الحماية» التي ترفعها إسرائيل على حدودها، ذريعةً للتوغل في العمق السوري، وكأن الجغرافيا تحولت إلى مسرح يعيد تمثيل مشاهد من الماضي، لكن بأدوار وأزياء جديدة.
حين تتحول الكنائس والمفاتيح إلى مدافع
في القرن التاسع عشر، كانت بيت لحم شاهدة على نزاع ديني حول مفاتيح كنيسة المهد، بين الكاثوليك والأرثوذكس، ما بدا شأنًا لاهوتيًا تحوّل إلى صراع بين أساطيل فرنسا وروسيا على إرث الدولة العثمانية.
اندلعت حرب القرم، وارتفعت راية «حماية الأقليات» لتغطية مدافع البحر، اليوم، تتكرر المشاهد على حدود الجولان، لكن اللاعبين يرفعون أعلامًا مختلفة، ويتحدثون لغات أخرى، فيما الجوهر واحد: الأقليات تتحول إلى أوراق على طاولة الجغرافيا السياسية، تُسحب عند الحاجة وتُترك عند انتهاء الدور.
المواطنة المشروطة في الداخل الإسرائيلي
حين تُعلن إسرائيل أنها حامية الدروز في السويداء، فإنها تتناسى واقع مواطنيها من الدروز والعرب فالمواطنة داخل الكيان ليست عقدًا متكافئًا، بل سلّمًا يصعده اليهودي أولًا، بينما تبقى الأقليات على درجاته الدنيا.
منذ النكبة، عاش الفلسطينيون الباقون في أراضيهم تحت حكم عسكري لسنوات، محاصرين في قراهم، محرومين من التنمية وحتى الدروز، رغم خدمتهم في الجيش، لم ينالوا مساواة حقيقية، لا في الموارد، ولا في التمثيل، ولا في الاعتراف بهويتهم الثقافية.
جاء قانون «الدولة القومية» ليحسم المسألة، بإعلانه أن تقرير المصير حق حصري لليهود، وأن العربية مجرد لغة «خاصة»، في إقصاء رمزي يعكس إقصاءً ماديًا مستمرًا.
من البلقان إلى غزة.. الذريعة ذاتها
في البلقان قبل الحرب العالمية الأولى، كانت روسيا ترفع راية حماية الأرثوذكس، والنمسا-المجر تدعي حماية الأقليات الأخرى، فكانت النتيجة تفكك الإمبراطوريات واشتعال الحروب.
وفي الثلاثينيات، استخدم هتلر ذريعة حماية الألمان في إقليم السوديت ليبرر الضم اليوم، وفي غزة، تتساقط المدارس والمستشفيات تحت القصف، فيما يخرج الخطاب الإسرائيلي ليحدث العالم عن «القلق على الأقليات» في جبهات أخرى، وكأن الإنسانية يمكن أن تُقسّم، وكأن الموت في حي عربي أقل شأنًا من الخطر المزعوم في جبل درزي.
الجغرافيا لا تكذب
السويداء، بجبالها وأوديتها، لم تكن يومًا في حاجة إلى حماية غريبة، بل إلى سلام عادل يحفظ نسيجها الداخلي ويصون سيادة أرضها، أما من يرفع راية الحماية على فوهة دبابة، فهو يكرر لعبة قديمة، تبدأ بالذرائع ولا تنتهي إلا على خرائط جديدة تُرسم بالدم.
في منطق الجغرافيا السياسية، الأقليات ليست أرقامًا في الإحصاءات، بل مفاتيح للبوابات، ومبررات للغزو، وأدوات لإعادة توزيع النفوذ. وإسرائيل، كغيرها من القوى التي سبقتها، تعرف أن أسهل طريق لشرعنة التدخل هو أن تتحدث بلسان «الحماية»، بينما عيونها معلقة على الأرض والممرات.
إن السلام الحقيقي لا يأتي على جناح مقاتلة، ولا الحماية تُقاس بمدى سيطرة الحامي على حدود المحمي، بل بقدرة الشعوب على أن تحمي نفسها بنفسها، وأن تُكتب خرائطها بمداد السيادة لا بمداد البنادق.
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 2 أيام
- بوابة ماسبيرو
الاتحاد الدولي للصحفيين: إسرائيل قتلت 238 صحفيا خلال عامين فقط
أكد عصام أبو بكر عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، إن الاتحاد أصدر بيانا شديد اللهجة أدان فيه استهداف الصحفيين في قطاع غزة، معتبرا أن ما يجري يمثل "جريمة حرب كاملة الأركان" واضحة المعالم، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، اعترف باستهداف الصحفيين، ما يعزز المطالبات بإحالة القادة الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية. وقال أبو بكر، خلال اتصال هاتفي مع قناة "القاهرة الإخبارية"، مساء، اليوم الجمعة، أن عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة بلغ 238 صحفيا خلال عامين فقط، وهو رقم يتجاوز ما تم تسجيله في الحرب العالمية الأولى والثانية . وأشار إلى أن هذا الاستهداف المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى إخفاء الجرائم المرتكبة في غزة، كون الصحفيين هم شهود عيان على كافة الجرائم التى ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأوضح عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، أن إسرائيل منعت دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة، ما اضطر المؤسسات الإعلامية للاعتماد على الصحفيين المحليين، ومن بينهم الصحفي أنس الشريف، الذي قتل في وقت سابق على يد قوات الاحتلال وكان من الأصوات الوحيدة التي تنقل حقيقة ما يجري في قطاع غزة. وحول الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن منع دخول الصحفيين هو لحمايتهم، قال أبو بكر: إن :"إسرائيل مشهورة دائما ب الاكاذيب، فكيف تدعي حماية الصحفيين وهي تقتل من هم داخل قطاع غزة منهم"، معلنا أن هذا السلوك يشكل خرقا لميثاق حقوق الإنسان، لأن الصحفيين يتمتعون بحماية مدنية وفق القانون الدولي. وأضاف أبو بكر، أن الاتحاد الدولي للصحفيين، رغم كونه منظمة مهنية غير مسلحة، إلا أنه طالب الأمم المتحدة وأعضائها بالتحرك الفوري للضغط والتأثير على الحكومة الإسرائيلية ووقف المجازر التي تطال بحق الصحفيين في قطاع غزة، فيما أصدر بيان شديد اللهجة طالب فيه إسرائيل بوقف المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة.


الأسبوع
منذ 2 أيام
- الأسبوع
رقم تجاوز ما تم تسجيله في الحربين العالميتين.. الاتحاد الدولي للصحفيين: إسرائيل قتلت 238 صحفياً خلال عامين فقط
قتل الصحفيين على يد الاحتلال الإسرائيلي أ ش أ أكد عصام أبو بكر عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، إن الاتحاد أصدر بياناً شديد اللهجة أدان فيه استهداف الصحفيين في قطاع غزة، معتبراً أن ما يجري يمثل "جريمة حرب كاملة الأركان" واضحة المعالم، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، اعترف باستهداف الصحفيين، ما يعزز المطالبات بإحالة القادة الإسرائيليين إلى المحاكم الدولية. وقال أبو بكر، خلال اتصال هاتفي مع قناة "القاهرة الإخبارية"، مساء اليوم، الجمعة، أن عدد الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة بلغ 238 صحفياً خلال عامين فقط، وهو رقم يتجاوز ما تم تسجيله في الحرب العالمية الأولى والثانية. وأشار إلى أن هذا الاستهداف المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى إخفاء الجرائم المرتكبة في غزة، كون الصحفيين هم شهود عيان على كافة الجرائم التى ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأوضح عضو الاتحاد الدولي للصحفيين، أن إسرائيل منعت دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة، ما اضطر المؤسسات الإعلامية للاعتماد على الصحفيين المحليين، ومن بينهم الصحفي أنس الشريف، الذي قتل في وقت سابق على يد قوات الاحتلال وكان من الأصوات الوحيدة التي تنقل حقيقة ما يجري في قطاع غزة. وحول الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن منع دخول الصحفيين هو لحمايتهم، قال أبو بكر: إن:"إسرائيل مشهورة دائما بـ الاكاذيب، فكيف تدعي حماية الصحفيين وهي تقتل من هم داخل قطاع غزة منهم"، معلنا أن هذا السلوك يشكل خرقا لميثاق حقوق الإنسان، لأن الصحفيين يتمتعون بحماية مدنية وفق القانون الدولي. وأضاف أبو بكر، أن الاتحاد الدولي للصحفيين، رغم كونه منظمة مهنية غير مسلحة، إلا أنه طالب الأمم المتحدة وأعضائها بالتحرك الفوري للضغط والتأثير على الحكومة الإسرائيلية ووقف المجازر التي تطال بحق الصحفيين في قطاع غزة، فيما أصدر بيان شديد اللهجة طالب فيه إسرائيل بوقف المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة.


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع أسئلة CNN يثير تفاعلا
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير الرياض الأسبق بواشنطن، الأمير تركي الفيصل، ضجة وتفاعلا واسعا خلال مقابلة أجراها مع شبكة CNN تناول فيها عدة ملفات من قضية التطبيع مع إسرائيل إلى غزة وسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ( ) This is a Twitter Status وأبرز نشطاء على مواقع التواصل الأسلوب الذي رد فيه الأمير تركي الفيصل وكيف تعامل مع الأسئلة التي وجهتها الزميلة كريستيان أمانبور له وكذلك الوصف الذي أطلقه على نتنياهو ورده القوي على طرح نتنياهو لـ"إسرائيل الكبرى". This is a Twitter Status وبيّن الأمير تركي الفيصل في مقابلته، أهمية الاعتراف بدولة فلسطينية، مؤكدًا أن ذلك "يُظهر عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل في العالم" وأنه "من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية، بحدود عام 67 كما اقترحها قرارا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 242 و338، سيكون هناك تعريف لما لا يمكن لإسرائيل فعله في الضفة الغربية، على سبيل المثال، وغزة. وهذا سيجبر الأوروبيين على اتخاذ إجراءات أكثر تحديدًا ضد ما تفعله إسرائيل". This is a Twitter Status نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما: This is a Twitter Status كريستيان أمانبور: أود أولاً أن أسألك: هل تعتقد أنه من الممكن تحقيق أي شيء دون وقف فوري للكارثة الإنسانية الهائلة، المجاعة والموت جوعاً وإطلاق النار على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى عمليات الإغاثة التي تُدار بشكل سيء للغاية؟ هل تعتقد أنه يمكن فعل أي شيء دون معالجة هذا أولاً؟ تركي الفيصل: حسناً، يتطلب الأمر تدخل الولايات المتحدة. كما تعلمون، في التاريخ الماضي، تدخلت أمريكا عدة مرات. أذكركم - عندما أجبر الرئيس أيزنهاور البريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين على الانسحاب من مصر خلال أزمة السويس، وأتذكر عندما أجبر السيد جورج هربرت ووكر بوش إسرائيل على حضور مؤتمر مدريد للسلام هناك. وعندما أجبر السيد كلينتون في محادثات النهر الأبيض السيد نتنياهو نفسه على الموافقة على المقترحات المطروحة على الطاولة في ذلك الوقت. لذا على الولايات المتحدة أن تتدخل لمنع هذه الإبادة الجماعية التي تحدث على يد مختل عقليًا. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني وصفه بها. إنه يستخدم الهراوة الأمريكية لضرب الجميع، ليس فقط الفلسطينيين، ولكن لمنع الآخرين من فعل الخير - ليس فقط للفلسطينيين ولكن للمنطقة بأكملها. كريستيان أمانبور: إذًا أفترض أنه عندما تستخدم هذه الكلمات، من الواضح أن الإسرائيليين سينكرون ذلك، لكنني أفترض أنك تتحدث عن رئيس الوزراء نتنياهو، وأتساءل عن … تتحدث عن منع آخرين من فعل الخير أيضًا. هل تقصد أنفسكم؟ بمعنى السعودية والدول العربية؟ تركي الفيصل: لا، أنا أتحدث عن بقية العالم. المملكة والدول العربية تبذل قصارى جهدها. إنهم من جعل بقية العالم يعترف الآن بدولة فلسطين كما نصت عليها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكما اقترح التفويض الذي وُضع بعد الحرب العالمية الأولى في البداية - بأنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية. لذا فإن المملكة وشركاءها العرب يبذلون قصارى جهدهم. يجب على بقية العالم القيام بهذه الأشياء، وخاصة حكومة الولايات المتحدة. كريستيان أمانبور: الأمير تركي الفيصل، كما تعلم على الأرجح، لأنك ربما قرأته، كاتب العمود المخضرم في صحيفة هآرتس، جدعون ليفي، الذي عمل كثيرًا على الجانب الفلسطيني وكتب الكثير عما يجري، كتب الآتي في الواقع: "الاعتراف كلام فارغ تستخدمه الحكومات الأوروبية المترددة والضعيفة ليُظهروا لجمهورهم الغاضب أنهم لا يلتزمون الصمت. الناس يتضورون جوعًا في غزة، ورد فعل أوروبا هو الاعتراف بدولة فلسطينية. هل سينقذ هذا سكان غزة الجائعين؟ يمكن لإسرائيل تجاهل هذه التصريحات بدعم من الولايات المتحدة". إذًا، لقد تحدثت للتو عن كيفية حاجة الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها، ولكن هل تعتقد أن هذا تصريح فارغ؟ تركي الفيصل: لا أعتقد. لو كان كذلك، لما أخبرتك أن الدول العربية سعت إلى ذلك، وأعتقد أنه أمر مهم. إنه يُظهر عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل في العالم، وبقدر ما كان للرأي العام الأوروبي تأثير ليجبر حكوماته على الانضمام ودعم الدولة الفلسطينية - آمل أن ينجح الأمر بنفس الطريقة مع الرأي العام في الولايات المتحدة والرأي العام الإسرائيلي. نرى أن الرأي في إسرائيل يتغير فيما يتعلق بالسيد نتنياهو. هناك الآن المزيد من الإسرائيليين الذين يريدون تنحيه عن منصبه أكثر من الذين يدعمونه. وفي الولايات المتحدة، مئات الآلاف من الناس الذين يتظاهرون في الشوارع مطالبين بدولة فلسطينية هي مؤشر على أن المد يتحول هناك، لذلك لا أعتقد أنها فارغة. ليس هذا فحسب، ولكن من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية، بحدود عام 1967 كما اقترحها قرارا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 242 و338، سيكون هناك تعريف لما لا يمكن لإسرائيل فعله في الضفة الغربية، على سبيل المثال، وغزة. وهذا سيجبر الأوروبيين على اتخاذ إجراءات أكثر تحديدًا ضد ما تفعله إسرائيل. ستكون هناك عواقب اقتصادية، وعسكرية أيضًا. عليهم التوقف عن إمداد إسرائيل بالمعدات العسكرية وغيرها من الإجراءات المماثلة. وهذا، في رأيي، ما يسعى إليه العالم العربي، ليس فقط من الأوروبيين، بل أيضًا من الولايات المتحدة. كريستيان أمانبور: كما تعلم، اتخذ المستشار الألماني فريدريك ميرز مؤخرًا إجراءً استثنائيًا للغاية، وهو تعليق إمدادات الأسلحة لإسرائيل، وبالنظر إلى التاريخ المروع لألمانيا النازية تجاه الشعب اليهودي، لاحظ الناس ما فعله. أود أن أطلب منك الرد على ما يقوله نتنياهو وحلفاؤه، بأن الاعتراف بدولة فلسطينية هو "مكافأة للإرهابيين، ومكافأة لحماس". هل تعتقد أن ذلك سيكون مكافأة لحماس؟ سواء وصفته بالمكافأة أم لا - أم تعتقد أنه سيعزلها؟ بعبارة أخرى، هل تريد حماس حل الدولتين؟ تركي الفيصل: حسنًا، إذا نظرت إلى ما تفعله السعودية وفرنسا، على سبيل المثال، والدول الأخرى التي قدموا اقتراحًا مؤخرًا في الأمم المتحدة لإنهاء القتال في غزة، اشترطوا نزع سلاح حماس. لقد أدانوا تصرفات حماس في السابع من أكتوبر، وكانوا محددين للغاية بشأن ما يجب القيام به لإعادة السلطة الفلسطينية للحكم - ليس فقط في (مناطق) حماس ولكن أيضًا في الضفة الغربية. لذا، هناك قصة مختلفة عن تلك التي يقترحها السيد نتنياهو. لا توجد مكافأة لحماس هنا. حماس منظمة إرهابية تستحق أن تُطرد من أي نشاط أو حكم في فلسطين، ولكن أود أن أضيف أيضًا أن السيد نتنياهو نفسه إرهابي ويجب طرده من منصبه في إسرائيل، ومع ذلك، لا أحد يدعو إلى إقالته أو استقالته أو محاكمته وفقًا لمحكمة العدل الدولية.