
استضافة قطر لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036
في ظل الطموحات الوطنية المتصاعدة، أعلنت دولة قطر رسميًا عن ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، في خطوة تعبّرعن ثقة كبيرة في الإمكانات الوطنية وقدرة البلاد على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية على المستوى العالمي. ويأتي هذا الإعلان بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث حظيت بإشادات دولية لما قدمته من تجربة تنظيمية غير مسبوقة.
بنية تحتية رياضية متكاملة
أثمرت رؤية قطر الوطنية 2030 عن تحولات جذرية في المشهد العمراني والخدمي، جعلت من الدولة مركزًا رياضيًا عالميًا وعاصمة الرياضة بامتياز في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. فقد تم تشييد مجموعة من أفضل الملاعب والمنشآت الرياضية في العالم، مثل استاد لوسيل وأسباير زون، إلى جانب بنية نقل متقدمة تشمل "مترو الدوحة" وشبكات طرق ومطارات حديثة، مما يجعلها قادرة على استضافة الأولمبياد دون الحاجة إلى استثمارات بنيوية ضخمة إضافية. وبما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويضع الإنسان في صلب أولوياته، من خلال استثمار الرياضة كأداة للتنمية، وتعزيز التفاهم العالمي، كما يجسد أحد توجهات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تركز على ترسيخ الهوية الوطنية، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز حضور قطر في المحافل الدولية من خلال مسارات مستدامة ومتكاملة.
الأبعاد الاقتصادية للترشح
يحمل ترشح قطر للأولمبياد بعدًا اقتصاديًا استراتيجيًا، يتمثل في عدة محاور:
تحفيز التنويع الاقتصادي: يتماشى هذا الترشح مع جهود الدولة لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز، من خلال تطوير قطاعات الرياضة، السياحة، والخدمات.
تنشيط قطاع السياحة: تشير التقديرات إلى أن استضافة الأولمبياد يمكن أن تجذب أكثر من 2 مليون زائر، مما ينعكس بشكل مباشر على قطاعات الضيافة، التجارة، النقل، والأنشطة الثقافية.
خلق فرص عمل جديدة: ستوفر التحضيرات للأولمبياد آلاف الوظائف في مجالات متعددة تشمل البناء، الأمن، الترجمة، الإدارة، والخدمات اللوجستية.
تعزيز الاستثمار الأجنبي: الثقة العالمية في قدرة قطر على تنظيم فعاليات كبرى تعزز من جاذبية البلاد كوجهة استثمارية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية والتكنولوجيا والرياضة.
الاستدامة المالية: بخلاف دول سابقة عانت من عبء ديون بعد استضافة الأولمبياد، تمتلك قطر موارد مالية قوية وصندوقًا سياديًا ضخمًا، مما يجعل استضافتها حدثًا قابلاً للتمويل الذاتي دون ضغط على الاقتصاد الوطني.
خبرة تنظيمية ومكانة دولية
أثبتت دولة قطر على مدار السنوات الماضية كفاءتها العالية في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل: كأس العالم 2022.
واستضافت قطرأيضا بطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وكأس العرب عام 2021 وكأس آسيا 2023 وبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025
كما استضافت قطر كبرى الدورات المجمعة متعددة الرياضات، من أبرزها دورة الألعاب الآسيوية 2006.
هذا وتستعد الدوحة لاستضافة بطولات عالمية مثل بطولة العالم للرماية ISSF 2026، وكأس العالم لكرة السلة FIBA 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2030.
وقد شكلت هذه الأحداث تجارب ناجحة من حيث التنظيم والأمن واللوجستيات، ما يمنح دولة قطر أفضلية كبيرة في المنافسة مع دول أخرى مرشحة مثل الهند وألمانيا.
رسالة ثقافية وإنسانية
لا تنحصر أهمية الترشح في البعد الرياضي والاقتصادي فقط، بل تمتد إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتعريف العالم بالتراث العربي والإسلامي. كما تسعى قطر إلى تنظيم أولمبياد يراعي مبادئ الاستدامة والحياد الكربوني، في إطار التزامها بمبادرات التنمية البيئية العالمية.
تحديات قابلة للإدارة
من المتوقع أن تواجه قطر تحديات تشمل التنافس السياسي، التغيرات المناخية، ومتطلبات اللجنة الأولمبية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمعايير البيئية. إلا أن خبرة الدولة السابقة، وقدرتها على التكيّف مع المعايير الدولية، تعزز من قدرتها على تجاوز هذه التحديات بنجاح.
خاتمة
يمثل ترشح قطر لاستضافة أولمبياد والبارالمبية لعام 2036 خطوة مدروسة على طريق الريادة العالمية في الرياضة والتنمية المستدامة. ومن خلال المزج بين الإمكانات الاقتصادية القوية، والخبرة التنظيمية المتقدمة، والرؤية الثقافية والبيئية، تؤكد قطر من جديد أنها ليست فقط دولة تستضيف الأحداث، بل تصنع الفارق وتعيد تعريف معايير التنظيم والنجاح العالمي.
الجواب هو نعم وباقتدار وجدارة تستحق دولة قطر بأن تفوز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
4 أحداث وإنجازات هامة شهدتها قطر في يوليو 2025.. تعرف عليها
محليات 16 A- قطر يوليو أولمبياد 2036 شهد شهر يوليو عدداً من الأحداث والإنجازات المهمة التي حققتها دولة قطر، في مقدمتها الإعلان عن الترشح لاستضافة أولمبياد 2036 وتصدّر دول المنطقة في مؤشر السلام العالمي 2025. واستعرض مكتب الاتصال الحكومي في فيديو نشره بمنصة "إكس"، اليوم الأحد، بعض الأحداث والإنجازات المهمة التي حققتها دولة قطر في شهر يوليو الماضي، منها: 1- ترشح قطر لاستضافة أولمبياد 2036. 2- قطر الأولى بالمنطقة في مؤشر السلام العالمي 2025. 3- تخرج منتسبي برنامج مندوبي قطر الشباب للأمم المتحدة. 4- مبادرة حاضنات الابتكار المدرسية. أولمبياد 2036: وفي 22 يوليو الماضي أكدت اللجنة الأولمبية القطرية مشاركتها في النقاشات الجارية مع اللجنة الأولمبية الدولية بهدف استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، في إطار الآلية الجديدة لاختيار المدينة المستضيفة. وجاءت هذه الخطوة لتعكس التزام دولة قطر الراسخ بدعم الحركة الأولمبية والبارالمبية، وحرصها على الإسهام بشكل فاعل في تطوير الرياضة العالمية، وتعزيز دورها في بناء جسور التواصل وتوسيع آفاق التقارب والتفاهم بين الشعوب، وتمكين الأفراد، لاسيما فئة الشباب، كما تؤكد تبني قطر مفهوم "الرياضة من أجل السلام" كأحد المبادئ الراسخة في رؤيتها الوطنية، بما يعزز من مكانة الرياضة كوسيلة للتفاهم ونبذ الانقسام وتحقيق الاستقرار. مؤشر السلام العالمي لعام 2025: حققت قطر تميزاً عالمياً جديداً بتصدّرها لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤشر السلام العالمي الصادر عن معهد السلام والاقتصاد (IEP) العالمي في أستراليا لعام 2025، فيما حلت في المرتبة 27 عالمياً من بين 163 دولة شملها التقرير، متقدمة في تصنيفها عن العام السابق بمركزين. وحافظت قطر على صدارتها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طيلة الفترة الماضية (2015- 2025)، حيث احتلت المركز الأول، فيما جاءت في مراكز متقدمة على المستوى العالمي خلال الفترة ذاتها، بإحرازها معدلات تقييم عالية تفوقت بها على العديد من الدول المتقدمة. برنامج "مندوبي قطر الشباب للأمم المتحدة": وشهد برنامج "مندوبي قطر الشباب للأمم المتحدة" إقبالاً كبيراً من الشباب القطري المتميز، حيث تقدم مئات الشباب والشابات للمشاركة، وتم اختيار 52 مشاركاً ومشاركة للانضمام إلى البرنامج بعد سلسلة من المقابلات الدقيقة التي أظهرت مستوىً عالٍ من الوعي والثقافة والطموح والقدرة على تمثيل الدولة في المحافل الدولية. ويُعد برنامج "مندوبي قطر الشباب للأمم المتحدة" مبادرة استراتيجية وطنية تهدف إلى إعداد كوادر شبابية قطرية مؤهلة وقادرة على تمثيل دولة قطر في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة. ويعكس البرنامج رؤية وزارة الرياضة والشباب في تمكين الشباب القطري، وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار، وتوسيع قاعدة التمثيل الشبابي المؤثر في المحافل الدولية. مبادرة حاضنات الابتكار المدرسية: هي مبادرة أطلقتها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي، والرياضة والشباب، والنادي العلمي القطري، وتهدف المبادرة، التي تحظى بدعم صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية "دعم"، إلى خلق بيئة مدرسية محفزة على الابتكار والتفكير العلمي، وتمكين الطلبة من تطوير مهاراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والبحث، بما يعزز من مساهمتهم المستقبلية في بناء اقتصاد معرفي مستدام.


صحيفة الشرق
منذ 4 أيام
- صحيفة الشرق
استضافة قطر لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036
309 في ظل الطموحات الوطنية المتصاعدة، أعلنت دولة قطر رسميًا عن ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، في خطوة تعبّرعن ثقة كبيرة في الإمكانات الوطنية وقدرة البلاد على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية على المستوى العالمي. ويأتي هذا الإعلان بعد النجاح الباهر الذي حققته قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث حظيت بإشادات دولية لما قدمته من تجربة تنظيمية غير مسبوقة. بنية تحتية رياضية متكاملة أثمرت رؤية قطر الوطنية 2030 عن تحولات جذرية في المشهد العمراني والخدمي، جعلت من الدولة مركزًا رياضيًا عالميًا وعاصمة الرياضة بامتياز في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. فقد تم تشييد مجموعة من أفضل الملاعب والمنشآت الرياضية في العالم، مثل استاد لوسيل وأسباير زون، إلى جانب بنية نقل متقدمة تشمل "مترو الدوحة" وشبكات طرق ومطارات حديثة، مما يجعلها قادرة على استضافة الأولمبياد دون الحاجة إلى استثمارات بنيوية ضخمة إضافية. وبما يحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويضع الإنسان في صلب أولوياته، من خلال استثمار الرياضة كأداة للتنمية، وتعزيز التفاهم العالمي، كما يجسد أحد توجهات استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تركز على ترسيخ الهوية الوطنية، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز حضور قطر في المحافل الدولية من خلال مسارات مستدامة ومتكاملة. الأبعاد الاقتصادية للترشح يحمل ترشح قطر للأولمبياد بعدًا اقتصاديًا استراتيجيًا، يتمثل في عدة محاور: تحفيز التنويع الاقتصادي: يتماشى هذا الترشح مع جهود الدولة لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط والغاز، من خلال تطوير قطاعات الرياضة، السياحة، والخدمات. تنشيط قطاع السياحة: تشير التقديرات إلى أن استضافة الأولمبياد يمكن أن تجذب أكثر من 2 مليون زائر، مما ينعكس بشكل مباشر على قطاعات الضيافة، التجارة، النقل، والأنشطة الثقافية. خلق فرص عمل جديدة: ستوفر التحضيرات للأولمبياد آلاف الوظائف في مجالات متعددة تشمل البناء، الأمن، الترجمة، الإدارة، والخدمات اللوجستية. تعزيز الاستثمار الأجنبي: الثقة العالمية في قدرة قطر على تنظيم فعاليات كبرى تعزز من جاذبية البلاد كوجهة استثمارية، خاصة في القطاعات المرتبطة بالبنية التحتية والتكنولوجيا والرياضة. الاستدامة المالية: بخلاف دول سابقة عانت من عبء ديون بعد استضافة الأولمبياد، تمتلك قطر موارد مالية قوية وصندوقًا سياديًا ضخمًا، مما يجعل استضافتها حدثًا قابلاً للتمويل الذاتي دون ضغط على الاقتصاد الوطني. خبرة تنظيمية ومكانة دولية أثبتت دولة قطر على مدار السنوات الماضية كفاءتها العالية في إدارة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل: كأس العالم 2022. واستضافت قطرأيضا بطولة العالم لكرة اليد 2015، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019، وكأس العرب عام 2021 وكأس آسيا 2023 وبطولة العالم للألعاب المائية 2024، وبطولة العالم لتنس الطاولة 2025 كما استضافت قطر كبرى الدورات المجمعة متعددة الرياضات، من أبرزها دورة الألعاب الآسيوية 2006. هذا وتستعد الدوحة لاستضافة بطولات عالمية مثل بطولة العالم للرماية ISSF 2026، وكأس العالم لكرة السلة FIBA 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2030. وقد شكلت هذه الأحداث تجارب ناجحة من حيث التنظيم والأمن واللوجستيات، ما يمنح دولة قطر أفضلية كبيرة في المنافسة مع دول أخرى مرشحة مثل الهند وألمانيا. رسالة ثقافية وإنسانية لا تنحصر أهمية الترشح في البعد الرياضي والاقتصادي فقط، بل تمتد إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتعريف العالم بالتراث العربي والإسلامي. كما تسعى قطر إلى تنظيم أولمبياد يراعي مبادئ الاستدامة والحياد الكربوني، في إطار التزامها بمبادرات التنمية البيئية العالمية. تحديات قابلة للإدارة من المتوقع أن تواجه قطر تحديات تشمل التنافس السياسي، التغيرات المناخية، ومتطلبات اللجنة الأولمبية الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمعايير البيئية. إلا أن خبرة الدولة السابقة، وقدرتها على التكيّف مع المعايير الدولية، تعزز من قدرتها على تجاوز هذه التحديات بنجاح. خاتمة يمثل ترشح قطر لاستضافة أولمبياد والبارالمبية لعام 2036 خطوة مدروسة على طريق الريادة العالمية في الرياضة والتنمية المستدامة. ومن خلال المزج بين الإمكانات الاقتصادية القوية، والخبرة التنظيمية المتقدمة، والرؤية الثقافية والبيئية، تؤكد قطر من جديد أنها ليست فقط دولة تستضيف الأحداث، بل تصنع الفارق وتعيد تعريف معايير التنظيم والنجاح العالمي. الجواب هو نعم وباقتدار وجدارة تستحق دولة قطر بأن تفوز.

صحيفة الشرق
منذ 7 أيام
- صحيفة الشرق
قطر تستعد لاستضافة العالم مرة أخرى
261 مشعل عبدالله المالكي ردود الأفعال العالمية الإيجابية على خبر ترشح دولة قطر لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية لعام 2036، تمثل ثمرة النجاحات الكبيرة التي تحققت في استضافة مونديال قطر 2022، وما أعقب ذلك من فعاليات عالمية كبرى استضافتها الدوحة وحققت فيها نجاحات باهرة مثل كأس العالم للأندية / وكأس العالم للسلة. وتشير الاحصاءات الرياضية الموثقة إلى أنه ومنذ عام 2005، استضافت قطر 176 حدثًا رياضيًا رفيع المستوى، من ضمنها 101 حدث إقليمي و76 حدثًا دوليًا، ومن الملحوظ أن الدولة أظهرت ميلًا لاستضافة الفعاليات الرياضية الجماعية، حيث استضافت 50 فعالية جماعية إقليمية (مقابل 31 فعالية فردية) و63 فعالية جماعية دولية (مقابل 32 فعالية فردية). وتدل هذه الاحصاءات على حجم التطور الذي حققته قطر مما جعلها وجهة رئيسية للفعاليات الرياضية في مختلف المجالات، وإلى جانب كرة القدم، تركت قطر بصمة لا تُنسى في رياضة التنس باستضافتها 15 حدثًا آسيويًا وعالميًا بارزًا، بما في ذلك بطولة قطر المفتوحة للتنس (قطر اكسون موبيل المفتوحة)، التي يستعرض فيها كبار النجوم مواهبهم على الدوام. ومع هذا الزخم الرياضي الدولي، كان النجاح والتميز يمثل العلامة الأبرز في الأوساط الدولية التي انبهرت بدقة التنظيم وسلاسة الاجراءات ومنهجية الادارة والامن والسلامة وكرم الضيافة مما جعل المنافسات الرياضية رحلة سياحية لعشاق الرياضة من كل دول العالم. وهذا ما أكده سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية ورئيس لجنة ملف الترشح، بقوله: إن هذا الترشح يأتي انطلاقا من إيمان دولة قطر بقوة الرياضة وتأثيرها في التقريب بين الشعوب والثقافات، وتمكين أفرادها، وإطلاق قدراتها البشرية، لا سيما الشباب، واستنادا إلى رؤيتها الوطنية التي ترى في الرياضة محركاً للتنمية، ومنصة لتعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب. وجاء تشكيل لجنة الاستضافة معبراً عن طموحات الشعب القطري إذ يضم سعادة الشيخة هند بنت حمد ال ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر لتتكامل الخبرات الرياضية والتعليمية والتنموية ويستصحب دور المرأة القطرية التي أضحت تقوم بأدوار رئيسية في مختلف مجالات العمل العام السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي ذلك رسالة الى العالم المتحضر بحجم التطور الاجتماعي الذي تشهده الدول العربية ودول المنطقة بكاملها. ومثلما كان مونديال 2022 مفخرة لكل العرب ودول المنطقة، فان استضافة الألعاب الأولمبية هو الاخر مفخرة جديدة وتاج على رؤوسنا جميعا نفاخر به الدول المتقدمة. ولا شك أن دولة قطر، بما تمتلكه من منشآت رياضية متطورة، وبنية تحتية عالمية المستوى، وخبرات معرفية وعملية تنظيمية متطورة ومتميزة، ستقدم ملفا استثنائيا لاستضافة هذا الحدث العالمي يعيد الى الأذهان الابهار الذي تحقق خلال التحضير للمنافسة الكبرى لاستضافة كأس العالم 2022 وما تلاه من أنشطة وبطولات رياضية عالمية كبرى. فضلا عن دور قطر في تسوية النزاعات ودعم الاستقرار والحوار مما جعل الدوحة عاصمة عالمية للحوار بين شعوب العالم. إن هذا الترشح يجسد المكانة المتقدمة التي وصلت إليها دولة قطر على الساحة الرياضية الدولية، ويعكس رؤية شاملة تتجاوز حدود الاستضافة، نحو تعزيز دور الرياضة باعتبارها لغة عالمية، ودعم التنمية المستدامة، ووسيلة للتقارب بين الشعوب والاحتفاء بالتنوع والترحيب بالعالم بمختلف ثقافاته، وذلك في إطار التزام دولة قطر بمفهوم «الرياضة من أجل السلام»، كأحد المبادئ الراسخة في رؤيتها الوطنية وكوسيلة للتواصل وبناء العلاقات والثقة المتبادلة والمساهمة في تطوير الرياضة العالمية التي أضحت صناعة لها مقومات وموارد ومعارف وخطط وسياسات وأهداف نبيلة في خدمة البشرية. ومن المهم الإشارة الى الجوانب اللوجستية التي تملكها قطر وتشارك بها العالم كله في الاستفادة منها في هذه البطولة ويحسب لدولة قطر ما قامت به من استخدام التكنولوجيا الحديثة في الملاعب لأول مرة مما أضفى لمسة غير مسبوقة في قوة التنظيم وشفافية الإدارة ولوائح التسابق والمنافسة مما يجعل الرياضة ساحة للتنافس الشريف والتواصل الثقافي بين الشعوب. ويعزز هذه الاستضافة جاهزية قطر المتكاملة والتي تصل إلى 95 % وتمتلك مرافق ومنشآت رياضية على مستوى عالمي تم تجربتها على أكثر من مرة وباستخدام تكنولوجيا متقدمة أبهرت العالم. والمعلوم أن قطر أكدت جاهزيتها وارثها المتميز في تنظيم البطولات الرياضية الكبرى منذ دورة الألعاب الأسيوية عام 2006، وهذا ما جعل قطر قبلة للاتحادات الدولية لما تحقق من تميز في إنجاح هذه البطولات والرواج الذي وجدته بين شعوب العالم ودوله المختلفة. وأصبحت تجربة قطر مرحلة مهمة في تنظيم البطولات الدولية. ويأتي عقب ذلك كله، ما تتيحه مثل هذه البطولات من مشروعات اقتصادية واعدة لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية ويخلق الفرص لرواد الاعمال ويعزز قدرة مؤسساتنا في التفاعل مع المجتمعات الأخرى، وكل ذلك جعل من دولة قطر مقصدا سياحيا للزوار ورجال الاعمال ولكل من يريد استلهام التجربة القطرية الواعدة في التنمية والتطور وبناء الأجيال. مساحة إعلانية