logo
حرب الرسوم الجمركية تشتعل بين بكين وواشنطن

حرب الرسوم الجمركية تشتعل بين بكين وواشنطن

البوابةمنذ 2 أيام

تعود التوترات التجارية بين واشنطن وبكين إلى الواجهة مجددًا، بعد أن وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بـ"العنيد"، مشيرًا إلى صعوبة التوصل إلى صفقة تجارية معه، رغم إعرابه عن إعجابه الشخصي به. جاء هذا التصريح في منشور على منصته "تروث سوشيال"، ليعكس عمق الإحباط الأميركي من تعثّر المحادثات مع الصين رغم ما يبدو من بوادر انفتاح على التواصل المباشر.
هذه التصريحات جاءت بعد أيام قليلة من اتهامات متبادلة بين الطرفين بانتهاك اتفاق تجاري أُبرم في مايو الماضي، نصّ على تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا. ورغم الترحيب العالمي بهذا الاتفاق، وارتياح الأسواق المالية بعد ارتفاع ملحوظ في مؤشرات الأسهم، فإن التوتر لم يهدأ، بل عادت التصعيدات الكلامية والسياسية لتكشف عن هشاشة الاتفاق.
جذور الأزمة العميقة
تكمن المشكلة الأساسية، من وجهة النظر الأميركية، في البنية الاقتصادية الصينية نفسها، حيث ترى واشنطن أن نموذج الدولة المسيطرة والموجهة اقتصادياً، والاعتماد على التصدير بشكل مفرط، يتسبب في اختلالات تجارية كبرى لصالح الصين. كما تعتبر الولايات المتحدة أن بكين لم تُبدِ مرونة كافية في ملفات حساسة، مثل تصدير المعادن النادرة، وحرية الوصول إلى السوق الصينية، والتجسس الصناعي، وملف حقوق الملكية الفكرية.
في المقابل، ترى الصين أن واشنطن تتصرف بعدوانية اقتصادية، وتحاول فرض شروط تجارية تخدم مصالحها على حساب السيادة الاقتصادية الصينية، لا سيما بعد الخطوات الأخيرة التي اتخذتها إدارة ترامب، مثل إلغاء تأشيرات طلاب صينيين، وفرض قيود على وصول بكين للتكنولوجيا المتقدمة.
تبادل الاتهامات وانعدام الثقة
الاتفاق الذي وُقّع في جنيف في 12 مايو لم يكن كافيًا لتبديد مشاعر الريبة. فبعد أسبوعين فقط من توقيعه، تبادلت بكين وواشنطن الاتهامات بانتهاكه. اتهمت واشنطن الصين بعدم تنفيذ التزاماتها بتخفيف القيود على صادرات المعادن، بينما شكت بكين من عدم احترام الولايات المتحدة لبنود الاتفاق عبر فرض إجراءات إضافية غير معلنة.
وقد أقرّ وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، بتعثر المحادثات، مؤكدًا أن القيادات السياسية ستضطر للتدخل مباشرة. وأضاف أن الشركاء التجاريين الآخرين مثل اليابان لا يزالون يتعاملون بـ"حسن نية"، في إشارة غير مباشرة إلى أن بكين لا تفعل المثل.
السلطة التنفيذية موضع مساءلة
في تطور لافت، قضت محكمة تجارية أميركية بأن ترامب تجاوز صلاحياته بفرض بعض الرسوم الجمركية بموجب "قانون الطوارئ الاقتصادية الدولية". إلا أن محكمة الاستئناف الفيدرالية أعادت فرض هذه الرسوم مؤقتًا، ما فتح الباب أمام مواجهة قضائية بين السلطة التنفيذية والقضائية حول مدى صلاحيات الرئيس في إدارة السياسات التجارية.
هذا التنازع القانوني يعكس تعقيد المعركة التجارية، حيث لم تعد محصورة في ميدان المفاوضات الثنائية فحسب، بل باتت تطرق أبواب المؤسسات الدستورية في الداخل الأميركي.
الرهانات المستقبلية.. مفاوضات أم تصعيد؟
رغم إعلان البيت الأبيض عن احتمال إجراء مكالمة مباشرة بين ترامب وشي خلال الأسبوع الحالي، فإن الأوساط التحليلية تشكك في تحقق ذلك إلا إذا قدمت واشنطن ضمانات بعدم مفاجأة بكين بسياسات جديدة أو انسحاب مفاجئ من الاتفاقيات.
وتأتي هذه التوترات في وقت حساس، إذ يخشى المستثمرون من عودة أجواء "الحرب التجارية الشاملة" التي سادت عام 2019، خاصة مع قرب انتهاء فترة التهدئة الجمركية في يوليو المقبل، ومع عدم وجود ملامح واضحة لتسوية نهائية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

النخبة الروسية تستثمر أزمة ترامب-ماسك.. عروض ساخرة لاستضافة «محادثات سلام»
النخبة الروسية تستثمر أزمة ترامب-ماسك.. عروض ساخرة لاستضافة «محادثات سلام»

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

النخبة الروسية تستثمر أزمة ترامب-ماسك.. عروض ساخرة لاستضافة «محادثات سلام»

تم تحديثه الجمعة 2025/6/6 08:37 م بتوقيت أبوظبي أثار الخلاف الذي نشب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيلون ماسك السخرية وتبادل الأحاديث المليئة بالتهكم في أوساط الطبقة الحاكمة في موسكو. دفع الخلاف أحد كبار المسؤولين الروس للمزاح عن استضافة محادثات سلام بين الرجلين بينما قال آخر إن على ماسك نقل أعماله إلى روسيا. وكتب دميتري روجوزين، وهو عضو في مجلس الشيوخ ينتمي للقوميين وأدار سابقاً برنامج الفضاء الروسي، على إكس المملوك لماسك يقول "إيلون، لا تنزعج!... إذا واجهت مشاكل مستعصية في الولايات المتحدة، تعالى إلينا. ستجد هنا رفاقاً يعتمد عليهم وحرية كاملة للإبداع التقني". ونشر دميتري ميدفيديف، المسؤول الأمني الكبير والرئيس السابق تعليقاً ساخراً يقول "نحن مستعدون لتسهيل إبرام اتفاقية سلام بين دي (دونالد) وإي (إيلون) مقابل رسوم معقولة، وقبول أسهم ستارلينك كدفعة. لا تتشاجروا يا رفاق!". وشكل الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي وأغنى رجل في العالم هدفاً سهلا للسياسيين الروس الذين لديهم سجل معروف بالشماتة في أي أمر يعتبرونه يشكل اضطراباً في واشنطن. وسخرت مارغريتا سيمونيان، وهي من أقوى مسؤولي وسائل الإعلام الحكومية في روسيا، من الأمر ووصفته بأنه مثال على "الثقافة السياسية الأمريكية الحديثة... يشبه إلى حد ما الثورة الصناعية الإنجليزية، لكن بالعكس". وعلق كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي الذي حاول سابقا إثارة اهتمام ماسك بالتعاون مع روسيا في رحلات إلى المريخ، بسؤال على منصة إكس وقال "لماذا لا نستطيع جميعا أن نتفق؟" ثم سأل أداة الذكاء الاصطناعي (جروك) المرتبطة بمنصة إكس كيف يمكن أن يتصالح ماسك وترامب. ولدى سؤال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن الخلاف، قال إنه شأن داخلي أمريكي لكنه عبر عن ثقته في أن ترامب سيتعامل مع الأمر. وقال بيسكوف "يتعامل الرؤساء مع عدد هائل من الأمور المختلفة في نفس الوقت، بعضها أكثر أهمية وبعضها أقل أهمية". واعتبر آخرون أن هذا الخلاف يشكل مصلحة واضحة لروسيا لأنه يشتت انتباه واشنطن. وقال قنسطنتين مالوفييف وهو قطب بارز من القوميين المتطرفين "لا يسعنا إلا أن نكون سعداء لأنهم لن يجدوا لنا وقتاً". aXA6IDE1NC4yMS4yNS4xOTEg جزيرة ام اند امز ES

ترامب يدير ظهره لماسك.. أزمة ضرائب «كاشفة» تسقط تحالف السلطة والمال
ترامب يدير ظهره لماسك.. أزمة ضرائب «كاشفة» تسقط تحالف السلطة والمال

العين الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • العين الإخبارية

ترامب يدير ظهره لماسك.. أزمة ضرائب «كاشفة» تسقط تحالف السلطة والمال

تم تحديثه الجمعة 2025/6/6 08:09 م بتوقيت أبوظبي قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مهتم بالتحدث مع حليفه السابق إيلون ماسك وسط جدل بشأن المشروع الذي يتبناه الرئيس لخفض الضرائب. وأضاف المسؤول أنه لا توجد خطط لإجراء اتصال اليوم الجمعة بين الطرفين رغم جهود مسؤولي البيت الأبيض للتوصل إلى تهدئة بينهما بعد صدام علني كبير. وكان مسؤول آخر في البيت الأبيض قال في وقت سابق إن ترامب وماسك سيتحدثان اليوم. وقال ترامب لشبكة CNN اليوم الجمعة "أنا لا أفكر حتى في إيلون. لديه مشكلة، المسكين لديه مشكلة". وتصاعد الخلاف بين ترامب، صاحب النفوذ العالمي الطاغي، وماسك، أغنى رجل في العالم، أمس الخميس عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إشارة على انهيار التحالف الوثيق بين الرجلين. وفتحت أسهم تسلا على ارتفاع في وول ستريت اليوم الجمعة بواقع 4.5%. وكانت أسهم شركة تسلا المملوكة لماسك اختتمت تداولات أمس الخميس على انخفاض بأكثر من 14%، لتخسر الشركة حوالي 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في أكبر هبوط في قيمتها في يوم واحد على مدى تاريخها. وموّل ماسك جزءاً كبيراً من حملة ترامب الانتخابية الرئاسية، ثم جرت الاستعانة به كأحد أبرز مستشاري الرئيس الأمريكي بعد ذلك، وقاد جهوداً واسعة ومثيرة للجدل في الوقت نفسه لتقليص حجم القوى العاملة الاتحادية وخفض الإنفاق. وبدأت الخلافات بينهما قبل أيام عندما انتقد ماسك مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي طرحه ترامب. وغادر ماسك إدارة الكفاءة الحكومية قبل أسبوع. وندد ماسك بمشروع القانون، الذي يضم معظم أولويات ترامب المحلية، ووصفه بأنه "شر مقيت" من شأنه أن يضيف الكثير إلى ديون البلاد البالغة 36.2 تريليون دولار. خيبة أمل شديدة التزم ترامب الصمت في البداية بينما كان ماسك يحاول نسف مشروع القانون، لكنه خرج عن صمته أمس الخميس، قائلاً للصحفيين بأنه "يشعر بخيبة أمل شديدة" تجاه ماسك. وأضاف ترامب "أنا وإيلون ربطتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا كنا سنظل كذلك بعد الآن". وتبادل الاثنان الانتقادات اللاذعة على منصتيهما للتواصل الاجتماعي منصة تروث سوشيال التابعة لترامب، وإكس التابعة لماسك. وكتب ماسك الذي أنفق ما يقرب من 300 مليون دولار لدعم ترامب وجمهوريين آخرين في انتخابات العام الماضي "لولاي لخسر ترامب الانتخابات". وفي منشور آخر، أكد ماسك أن رسوم الواردات التي يتبناها ترامب ستدفع الولايات المتحدة إلى الركود في وقت لاحق من هذا العام ورد "بنعم" على منشور على منصة "إكس" يدعو إلى عزل ترامب. ومن المستبعد جداً أن يعزل ترامب، نظرا لأغلبية الجمهوريين في الكونغرس بمجلسيه. وأعلن ماسك أن شركته سبيس إكس ستبدأ في وقف تشغيل دراجون، التي تعد المركبة الفضائية الوحيدة في الولايات المتحدة القادرة على إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وأرجع ذلك إلى تهديدات ترامب. من جانبه، أشار ترامب إلى أنه سينهي العقود الحكومية مع شركات ماسك، والتي تشمل شركة الصواريخ (سبيس إكس) ووحدة الأقمار الصناعية التابعة لها (ستارلينك). aXA6IDEwMy41My4yMTcuMjYg جزيرة ام اند امز AU

البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة يعقد خلال أسبوع
البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة يعقد خلال أسبوع

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 3 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة يعقد خلال أسبوع

البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة يعقد خلال أسبوع البيت الأبيض: الاجتماع مع الصينيين بشأن التجارة يعقد خلال أسبوع سبوتنيك عربي أعلن مستشار البيت الأبيض للتجارة، بيتر نافارو، أن اللقاء المرتقب بين مسؤولين أمريكيين وصينيين حول التجارة بين البلدين من المتوقع أن يتم عقده خلال 7 أيام. 06.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-06T15:36+0000 2025-06-06T15:36+0000 2025-06-06T15:36+0000 العالم أخبار العالم الآن الولايات المتحدة الأمريكية الصين دونالد ترامب جاء ذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الجمعة، التي أشارت إلى أن هذا التصريح يأتي بعد يوم واحد من المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ.وأجرى الرئيسان الاتصال الهاتفي وسط تصاعد التوترات التجارية والدبلوماسية بين بكين وواشنطن.واليوم الجمعة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الصيني شي جين بينغ، كانت مثمرة ومفيدة، مؤكدة أن "الولايات المتحدة تحافظ على مصالحها الاستراتيجية في اقتصاد الصين وسوقها".ويوم الخميس الماضي، أعلن ترامب أن "واشنطن وبكين، تعملان على حل الخلاف بشأن إمدادات المعادن الأرضية النادرة، وأن فرقًا من البلدين ستجتمع لمناقشة هذه المسألة".وقال الرئيس الصيني إنه "بعد محادثات جنيف، نفذت الصين الاتفاق بجدية ووعي. ينبغي على الولايات المتحدة اتباع نهج واقعي تجاه التقدم المحرز ورفع الإجراءات السلبية المفروضة عليها".وفي 12 مايو/ أيار 2025، أقرت الولايات المتحدة الأمريكية والصين هدنة تجارية تشمل خفض واشنطن تعريفاتها الجمركية على البضائع الصينية من 145 في المئة إلى 30 في المئة، بينما خفضت الصين رسومها الجمركية على البضائع الأمريكية من 125 في المئة إلى 10 في المئة، على أن تستمر تلك الهدنة لمدة 90 يوما.وأعلنت الحكومتان في بيان مشترك، التزامهما باتخاذ هذه الخطوات بحلول 14 مايو/ أيار 2025، إدراكًا لأهمية العلاقات الاقتصادية الثنائية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وسعيًا نحو إقامة علاقة طويلة الأمد ومستدامة تعود بالنفع المتبادل.وجاء الإعلان بعد مفاوضات تجارية ماراثونية في جنيف، سويسرا، بين مسؤولين من أكبر اقتصادين في العالم، أشاد خلالها الجانبان بـ"تقدم ملموس". الولايات المتحدة الأمريكية الصين سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار العالم الآن, الولايات المتحدة الأمريكية, الصين, دونالد ترامب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store