
الدار البيضاء: مستشفى بوافي منارة صحية رغم التحديات وبصمات مديرته واضحة
يعد مستشفى محمد بوافي واحداً من أبرز المؤسسات الصحية بجهة الدار البيضاء-سطات، حيث يُقدم خدمات طبية متنوعة تغطي مجموعة من التخصصات الحيوية. ورغم التحديات التي تواجهه، على غرار ما تعانيه باقي مستشفيات المملكة من نقص في بعض التخصصات كالجلدية، والروماتيزم، والطب النفسي، والطب التنفسي، إلا أن هذا النقص يعكس أزمة وطنية تتشاركها بلادنا مع العديد من الدول لندرة الاطر في هذا الميدان،و نتيجة هجرة الأطر الطبية نحو القطاع الخاص أو خارج الوطن. ورغم هذه الإكراهات، فقد شهد المستشفى تحسناً ملحوظاً بفضل الجهود الجبارة التي تبذلتها المديرة بالنيابة، والتي تسلّمت إدارة المؤسسة خلال السنة الماضية، حيث أظهرت كفاءة استثنائية في تسيير المرفق الصحي، بإطلاقها مجموعة من الإصلاحات والإنجازات الميدانية التي انعكست إيجاباً على جودة الخدمات المقدمة للمرضى، ضمنها نجاحها في القضاء على ظاهرة الرشوة، خاصة على مستوى قسم المستعجلات، الذي كان يُعتبر نقطة ضعف يُستغل فيها المرضى في لحظات ضعفهم واحتياجهم الماسّ للعلاج. كما أنه بفضل قراراتها الصارمة والمتابعة الدقيقة، أصبح المستشفى يُعرف اليوم بالنزاهة والشفافية في التعامل مع المرضى.
ولم تتوقف جهود المديرة عند محاربة كل مظاهرالفساد فحسب، بل حرصت على تطوير الخدمات الطبية، حيث أضافت تحاليل جديدة في مصلحة المختبر لم تكن متوفرة سابقاً، مثل قياس خزان السكر، وخزان الحديد، وفيتامين د، وهرمون الغدة الدرقية، وهي الفحوصات التي يُضطر المرضى عادةً للبحث عنها في المختبرات الخاصة، لكن اليوم أصبحت متاحة الآن داخل المستشفى، ما ساهم في تخفيف العبء المادي عنهم.
وفي قسم الأشعة، أُدخلت خدمات جديدة مهمة مثل التصوير الإشعاعي للثدي والأشعة البانورامية للأسنان، ما يعزز من قدرة المستشفى على تقديم تشخيص دقيق دون الحاجة لتحويل المرضى إلى مراكز أخرى.
كما تم تقليص المواعيد بشكل كبير، بل وأُلغي نظام المواعيد في بعض الخدمات، مما يتيح للمرضى الاستفادة من الفحوصات والحصول على نتائجهم في نفس اليوم، ما يُمثل نقلة نوعية تُحقق راحة أكبر للمرضى.
وقبل تعيين المديرة، كان قسم الأنكولوجيا (علاج السرطان) مغلقاً، مما كان يُشكل معاناة كبيرة للمرضى الذين يُجبرون على البحث عن مراكز أخرى لتلقي العلاج، رغم حالتهم الصحية الحرجة. وبفضل جهودها، تم إعادة فتح هذا القسم من جديد، وأصبح يستقبل مرضى السرطان ويوفر لهم العلاج اللازم، ما خفف عنهم عناء التنقل وقلل من الضغط على باقي المؤسسات الصحية.
قبل تعيين المديرة، كانت مصلحة تصفية الكلى بالمستشفى غير مفعّلة ما كان يحرم مرضى الفداء-مرس السلطان من الاستفادة من هذه الخدمة الضرورية. واليوم، وبفضل جهودها، أصبحت المصلحة تعمل بكامل طاقتها، ما ساهم في تخفيف معاناة مرضى القصور الكلوي.
هذا، ويعد قسم الطب النفسي أحد الأقسام التي كانت في وضعية مزرية وغيرلائقة لاستقبال المرضى. وبتنسيق مع عمالة الفداء مرس السلطان والمديرية الجهوية للصحة، انطلقت أعمال إعادة تهيئة هذا القسم بهدف توفير فضاء صحي يضمن كرامة المريض ويتيح ظروف علاج إنسانية ولائقة، ولا يزال العمل جارياً في هذا المشروع، لكنه يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الخدمات النفسية في المستشفى .ومن بين الإنجازات التي تستحق التنويه، هو نجاح المستشفى في توفير العلاج للمرضى بدون مأوى. فبفضل توجيهات المديرة، أصبح المستشفى يستقبل هؤلاء المرضى ويُقدم لهم العلاج، إلى جانب توفير الأدوية والألبسة وكل ما يحتاجونه، في ظروف صحية لائقة.
وللأسف، في ظل هذه الإنجازات التي لا يمكن إنكارها، تعرضت المديرة لحملة تشويه وافتراءات كاذبة من بعض الجهات، مدعية فشلها في تسيير المؤسسة، إلا أن الواقع يُفند هذه الادعاءات، ويثبت أن المديرة استطاعت تحسين مداخيل المستشفى بشكل غير مسبوق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 3 أيام
- أخبارنا
عوامل تسرّع ظهور الشيب.. وهذه نصائح لتأخير انتشاره!
يبدأ الشيب بالظهور عند الجميع في مرحلة ما من حياتهم، لكنه قد يظهر مبكرا أو متأخرا وذلك بحسب عوامل متعددة. وعادة ما يظهر الشيب أولا في منطقتي الصدغين ثم ينتشر إلى مؤخرة الرأس. ويلاحظ بعض الناس الشيب في العشرينات من عمرهم، بينما لا يراه آخرون إلا في الخمسينات. وتشير الدكتورة ديبالي ميسرا-شارب، الطبيبة العامة وأخصائية صحة المرأة، إلى أن أسباب ظهور الشيب المبكر تشمل: التدخين ونقص بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين B12 والحديد واضطرابات الغدة الدرقية وأمراض المناعة الذاتية. ونصحت باستشارة الطبيب إذا ظهر الشيب فجأة أو في عمر مبكر، لكنه عادة ما يكون جزءا طبيعيا من عوارض الشيخوخة. وتؤكد ميسرا-شارب أن اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والزنك والبروتين، يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الشعر وتأخير ظهور الشيب. كما أوصت بالإقلاع عن التدخين والتحكم في مستويات التوتر وتجنب استخدام الحرارة أو صبغ الشعر للحفاظ على متانة الشعر وصحته. وأوضحت أن ظهور الشيب يختلف باختلاف الخلفية الجينية، حيث يظهر عادة في منتصف الثلاثينيات لدى ذوي الأصول البيضاء، وأواخر الثلاثينيات لدى الآسيويين، ومنتصف الأربعينيات لدى ذوي الأصول الإفريقية. وتعتبر حالات ظهور الشيب قبل هذه الأعمار شيبا مبكرا. كما أكدت ميسرا-شارب أن لون الشعر الطبيعي يؤثر على سرعة ملاحظة الشيب، إذ يظهر بشكل أوضح وأسرع على الشعر الداكن مقارنة بالأشقر.


هبة بريس
منذ 6 أيام
- هبة بريس
الدكتور عز الدين الهيبة.. نموذج في الطب والإنسانية بمستشفى مرس السلطان
هبة بريس في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى رموز التفاني والمسؤولية، يبرز اسم الدكتور عز الدين الهيبة، الطبيب المسؤول بمستشفى مرس السلطان الخاص، كأحد النماذج اللامعة في مجال الطب والعمل الإنساني. لا يقتصر دور الدكتور الهيبة على الجانب الإداري فحسب، بل يتعداه إلى الميدان العملي، حيث يُشرف شخصيًا على الحالات الطبية الحساسة التي تتطلب عناية دقيقة واستثنائية. وفي حادثة مؤثرة، تابع عن قرب حالة ضابط أمن من فرقة الدراجين، أصيب أثناء تدخل بطولي لاعتقال مروج خطير للمخدرات الصلبة. بفضل حرص الدكتور الهيبة على التكفل الفوري والمناسب بالحالة، حظي الضابط برعاية طبية عالية المستوى، عكست روح التضامن الوطني بين مختلف الفئات الساهرة على أمن وسلامة المواطنين. الدكتور الهيبة يُجسد التقاء الواجب المهني بالواجب الوطني، حيث لا تفرق المهنة بين مسؤول طبي وضابط أمن حين تلتقي الأهداف: خدمة الوطن وحماية أرواح أبنائه. هذا النموذج الإنساني المشرف يعكس أسمى قيم الأخلاق الطبية والوطنية، ويُظهر الدور الحيوي الذي يلعبه الأطباء في دعم جهود الأمن والاستقرار.


العالم24
٠٢-٠٦-٢٠٢٥
- العالم24
هل غذاء الحامل غير الصحي يؤثر على سلوك الطفل..؟
يلعب التغذية دوراً محورياً في رحلة الحمل، إذ لا تقتصر أهميتها على الحفاظ على صحة الأم، بل تمتد لتشكيل الأساس الحيوي لنمو الجنين وتطوره. ورغم هذا، تواجه بعض النساء تحديات تعيق حصولهن على تغذية متوازنة، سواء بسبب ظروف معيشية صعبة أو اتباع حميات قاسية، ما قد ينعكس سلباً على صحتهن الجسدية والنفسية، وعلى سلوك المولود لاحقاً. في هذا الإطار، أُجريت دراسة طبية ترصد آثار التغذية غير المتوازنة خلال الحمل على الطفل مستقبلاً، كما تقترح خطة غذائية مرنة تتناسب مع كل مرحلة من مراحل الحمل: في الأسابيع الأولى من الحمل، تكتسب الأغذية الغنية بحمض الفوليك أهمية قصوى. الأطعمة مثل السبانخ، الحمص، والعدس تساهم في تكوين الأنبوب العصبي للجنين وتقي من التشوهات الخلقية. مع الدخول في الشهر الثاني، يصبح التركيز على فيتامين 'هـ' ضرورة؛ فهو عنصر يُعتقد أن نقصه يرتبط بزيادة خطر الإجهاض. مصادره المثلى تشمل الأفوكادو، البندق، وصفار البيض. أما في الشهر الثالث، فيُفضل دعم الجسم بالسوائل بكثرة من خلال تناول الماء والخضراوات والفواكه المليئة بالرطوبة كالبطيخ والخيار، لتفادي الجفاف الذي قد يؤثر سلباً على صحة الأم والجنين. بدءًا من الشهر الرابع، يصبح الحديد أحد العناصر الأساسية لتجنب فقر الدم، بينما تعزز البروتينات الجيدة وفيتامين 'ج' امتصاص هذا العنصر الحيوي. في منتصف الحمل، وتحديداً الشهر الخامس، يكون الجنين في حاجة متزايدة للكالسيوم لتقوية عظامه وأسنانه، مما يجعل مصادر مثل الألبان والأسماك الصغيرة واللوز ضرورية. كذلك يجب الحرص على استهلاك فيتامين 'ج' بانتظام في الشهر السادس، يجب التنويع بين منتجات الألبان، الحبوب الكاملة، والبقوليات لتلبية احتياجات الأم وتخفيف الإمساك، وهو من الأعراض الشائعة في هذه المرحلة. مع التقدّم إلى الشهر السابع، يتطلب جسم الحامل مزيجاً دقيقاً من البروتينات، الحديد، الكالسيوم، والمغنيسيوم، ما يعني ضرورة إدراج اللحوم الحمراء، الشوفان، السلمون، والخضراوات الورقية في النظام الغذائي. في الشهر الثامن، تبرز أحماض أوميغا 3 الدهنية كعنصر جوهري يدعم تطوّر دماغ الجنين، وتتوفر في الأسماك الدهنية والمكسرات، بينما يساهم الكرز في تحسين النوم وتقليل التوتر. أخيراً، في الشهر التاسع، يُنصح بالتركيز على أطعمة تسهّل الولادة، مثل التمر في الأسابيع الأخيرة، والثوم والزبيب لتقليل احتمال الولادة المبكرة. من خلال الالتزام بتغذية مدروسة وموزونة، تملك المرأة الحامل فرصة لتعزيز فرص حمل آمن وولادة سليمة، والمساهمة في بناء قاعدة صحية قوية لطفلها القادم.