logo
باراك يقدّم العصا على الجزرة وعلامات استفهام حول تهديد وجود لبنان تصريحات المبعوث الأميركي تتناقض مع أجواء زيارته إلى بيروت 3 انواع للموقوفين والسجناء السوريين وتواصل لبناني سوري لمعالجة الملف

باراك يقدّم العصا على الجزرة وعلامات استفهام حول تهديد وجود لبنان تصريحات المبعوث الأميركي تتناقض مع أجواء زيارته إلى بيروت 3 انواع للموقوفين والسجناء السوريين وتواصل لبناني سوري لمعالجة الملف

الديارمنذ 2 أيام
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
خرقت تصريحات الموفد الاميركي توم باراك الصادمة والخطرة امس جدار الصوت في الاجواء اللبنانية، مولدة علامات استفهام كبيرة حول اسباب وخلفيات بعض ما ادلى به لا سيما حول تهديد وجود لبنان، والمخاوف من «اعادته الى بلاد الشام».
وساهمت هذه العبارات التي استخدمها في حديثه لصحيفة «ذا ناشونال» الاماراتية في زيادة منسوب القلق مجددا بعد ان كانت تصريحاته خلال زيارته لبيروت واعلانه عن رضاه الكبيرعلى الرد اللبناني قد تركت ارتياحا نسبيا لدى المسؤولين اللبنانيين.
كما طرحت تساؤلات عديدة حول الجواب الاميركي المرتقب على الرد اللبناني الذي يفترض ان يعود به الى بيروت في زيارته الثالثة المرتقبة في 23 او 24 الجاري.
وجاء كلام باراك امس في بعض جوانبه مناقضا للاجواء التي تميزت بها تصريحاته في بيروت، الامر الذي استحضر تفسيرات عديدة مرتبطة بكلامه عن اسلوب العصا والجزرة.
تدقيق لبناني وبعض العبارات تستدعي الاستيضاح
وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان حديث باراك خضع لتدقيق من قبل المسؤولين اللبنانيين بالنسخة الانكليزية والترجمة العربية، خصوصا ان بعض المفردات التي استخدمها في تحذيراته او الاعراب عن مخاوفه كان مستغربًا ان تصدر عن ديبلوماسي محنك يقوم بمهمة دقيقة وحساسة بحجم المهمة المكلف بها.
واضافت المصادر ان حديث باراك يستدعي استيضاحه حول اسباب وخلفيات التطرق الى مواقف وتحذيرات تتعلق بوجود لبنان وسيادته وكيانه.
واشارت الى ان المسؤولين اللبنانيين تعاملوا مع هذه التصريحات بمسؤولية وحذر شديدين، وان اتصالات جرت على غير صعيد في هذا الاطار.
ماذا قال الموفد الاميركي؟
في حديثه لصحيفة «ذا ناشونال» الاماراتية حذر باراك من «ان لبنان يواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الاقليمية ما لم تتصرف بيروت لمعالجة اسلحة حزب الله».
واضاف «ان لبنان بحاجة الى حل هذه القضية والا فقد يواجه تهديدا وجوديا».
وقال الموفد الاميركي «لديك اسرائيل على جانب واحد، ولديك ايران على الجانب الاخر، والان لديك سورية تتجلى عن نفسها بسرعة كبيرة لدرجة اذا لم يتحرك لبنان سيكون بلاد الشام مرة اخرى».
وتابع « يقول السوريون ان لبنان هو منتجعنا الشاطىء. لذلك نحن بحاجة الى التحرك، وانا اعلم مدى احباط الشعب اللبناني، انه يحبطني».
وعند سؤاله عما اذا كانت الادارة الاميركية تنظر في شطب حزب الله من قوائم الارهاب اذا تخلى عن سلاحه قال باراك «هذا سؤال مهم، لست اتهرب من الاجابة لكن لا يمكنني الاجابة عنه».
واشار الى انه «رغم تصنيف واشنطن لحزب الله كجماعة ارهابية، فان جناحه السياسي فاز بمقاعد نيابية ويمثل شريحة كبيرة من الشيعة في لبنان الى جانب حركة امل».
واضاف: «ان لحزب الله جزأين: فصيل مسلح مدعوم من ايران ويصنف كيانا ارهابيا، وجناح سياسي يعمل ضمن النظام البرلماني اللبناني».
وشدد على ان عملية نزع السلاح يجب ان تكون من الحكومة اللبنانية وبموافقة كاملة من حزب الله نفسه.
وقال ان عملية نزع السلاح تتطلب تدخل الجيش اللبناني الذي يحظى باحترام واسع وبدعم اميركي ودولي، وعليكم تمكين الجيش اللبناني ان يقول لحزب الله هذه هي الية اعادة السلاح، وهنا نحن لا نتحدث عن حرب اهلية.
مصدر لـ«الديار»: تصريحات باراك لا تعكس اجواء زيارة بيروت
وقال مصدر لبناني مطلع لـ«الديار» امس: «ان تصريحات الموفد الاميركي في حديثه الى صحيفة ذا ناشونال الاماراتية لا يعكس ولا يتلاءم بعضها مع اجوائه ومواقفه خلال زيارته للبنان ولقاءاته مع الرؤساء الثلاثة»، متسائلا عن الاسباب التي جعلته يتحدث عن الخطر الوجودي على لبنان، وكلامه على العودة الى بلاد الشام.
واوضح ان الانطباع الذي ساد بعد لقاءات باراك في لبنان والتصريحات التي ادلى بها خلال الزيارة تختلف عن اجواء حديثه امس، خصوصا انه حرص على ابداء رضاه الكبير وتفهمه للموقف اللبناني من الورقة الاميركية.
وحرص المصدر على عدم التعليق حول ما صدر عن باراك امس، ملاحظا ان في بعض الفِقرات التي وردت في حديثه شيئا من الاساءة في التعبير او اجتهادات في غير محلها.
مصدر نيابي لـ«الديار»: باراك يهوّل
وعلق مصدر نيابي لـ«الديار» على كلام باراك ايضا معتبرا انه «يتضمن تهويلا واضحا، ويندرج في اطار سياسة العصا والجزرة التي كان تحدث عنها مؤخرا».
واضاف « ان بعض العبارات التي استخدمها مستغربة لان اي ديبلوماسي في موقعه لا يجب ان يجتهد او يتحدث عن دولة ذات سيادة وهي عضو مؤسس للامم المتحدة بهذ الشكل من الخفة والاستهتار».
وفي المواقف السياسية قال عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي في حديث لمحطة الـ«otv»: «ان ما قلناه في ردنا انه لا بحث في اي امر جديد ما لم ينفذ اتفاق وقف اطلاق النار، وقبل ذلك لسنا مستعدين للتعاطي باي بند جديد».
واوضح ردا على سؤال «ان هناك خلطا بين حصرية السلاح التي تشمل الامن الداخلي، ولا علاقة لسلاح المقاومة بهذا المعنى. اما سلاح المقاومة فهو يندرج في اطار الدفاع عن لبنان، وهو يبحث على طاولة الحوار مع الرئيس عون بشأن الاستراتيجية الدفاعية».
3 انواع من السجناء السوريين وتواصل لبناني سوري
من جهة اخرى اوضح مصدر مطلع لـ«الديار» امس حول الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري الى لبنان ان الجهات الرسمية هي في اجواء هذه الزيارة، لكنها لم تتبلغ حتى الامس من الخارجية السورية عن موعدها.
في هذا الوقت بقيت مطالبة دمشق بالافراج عن السجناء والموقوفين السوريين في لبنان تتفاعل، لا سيما بعد تسريب التهديد بخطوات سورية تصعيدية عبر تلفزيون سورية ثم نفيها من قبل مصادر وزارة الاعلام السورية.
وفي هذا المجال قال المصدر المطلع لـ«الديار» : «ان اثارة هذا الموضوع بالشكل الذي اثير ويثار ليس له اي مبرر، خصوصا انه جرى تناوله بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين على ارفع مستوى وباجواء من الايجابية والموضوعية».
واوضح ان هناك 3 انواع من السجناء والموقوفين السوريين في لبنان:
1 - سجناء صدرت بهم احكام ويقضون مدة احكامهم في السجون اللبنانية. وهناك الية يمكن اعتمادها من خلال الاتفاق بين البلدين للتعامل مع هؤلاء السجناء.
2 - هناك نوع من الموقوفين المتهمين بجرائم عادية، ويمكن التعامل مع هذا النوع ايضا من خلال التفاهم بين السلطات المعنية في البلدين الشقيقين.
3 - النوع الاخر من الموقوفين هم المتهمون بارتكاب جرائم ارهابية واغتيال جنود لبنانيين او خطف اخرين، وهؤلاء يجب استكمال التحقيقات معهم ومحاكمتهم في المحاكم اللبنانية لاتخاذ الاحكام الملائمة حيالهم.
واوضح المصدر ان موضوع السجناء والموقوفين السوريين هو موضوع قانوني وليس سياسيا، وان بحثه ومعالجته يتم عبر القنوات المعنية بين البلدين الشقيقين بكل ايجابية وليس عبر التسريبات ووسائل الاعلام.
وذكرت مصادر مطلعة امس ان هناك تواصلا بين لبنان وسورية لمعالجة ملف السجناء والموقوفين السوريين في لبنان. وان من بين الصيغ المطروحة توقيع اتفاقية قضائية بين البلدين تتضمن نقاطا عديدة، منها اكمال محكومية عدد من السجناء في السجون السورية، باستثناء المحكومين بجرائم ارهابية او باغتيال افراد من الجيش والقوى الامنية اواعمال اغتصاب.
جلسة مناقشة الحكومة: جردة حساب اولى وسجالات نيابية
على صعيد آخر، يشهد مجلس النواب بعد غد الثلاثاء جلسة مناقشة عامة للحكومة هي الاولى من نوعها منذ فترة طويلة بسبب تعذر عقد مثلها خلال العدوان الاسرائيلي وقبله التطورات المتصلة بالمواجهات معه، عدا استقالة الحكومة السابقة واستمرار تصريف الاعمال لفترة طويلة.
والمعلوم ان مثل هذا النوع من الجلسات التي تندرج في اطار دور المجلس الرقابي على الحكومة تعقد بعد كل ثلاث جلسات تشريعية، وقد اثار بعض النواب في الجلسة العامة الاخيرة هذا الامر، فاكد الرئيس بري احقية ذلك وعلى الدعوة الى جلسة مناقشة عامة.
ومن المنتظر في مثل هذه الجلسات المتلفزة والمباشرة ان يكثر عدد النواب طالبي الكلام لادلاء بدلوهم ليس في شأن مناقشة الحكومة فحسب، بل ايضا باثارة مواضيع سياسية وغيرها من وجهة نظر كل نائب او كتلة نيابية.
وعلمت «الديار» ان عدد النواب طالبي الكلام بلغ حتى بعد ظهر امس اكثر من ثلاثين نائبا، وان هذا الرقم مرشح ان يزداد في الثماني والاربعين ساعة المقبلة لدى الامين العام للمجلس النيابي عدنان ضاهر.
وقالت مصادر مجلسية لـ«الديار» ان هناك ضوابط معينة يتوقع ان تعتمد لعدم الاسترسال في المداخلات النيابية واطالة الجلسة قدر الامكان مع المحافظة في الوقت نفسه على حقوق النواب واهداف مثل هذه الجلسات.
واشارت الى انه سبق واعتمدت مثل هذه الضوابط او القواعد في جلسات سابقة مماثلة، ان كان لجهة تحديد وقت مداخلة النائب او عدد المتكلمين من كل كتلة.
وهناك احتمال بان يعطى النائب من خمس الى عشر دقائق، وان يتكلم نائب واحد عن الكتلة المؤلفة من اربعة نواب، ونائبان عن المؤلفة من 8 نواب، وهكذا صعودا للكتل الكبرى وفق هذه النسبة المعتمدة.
هذا في الشكل، اما في المضمون فان جلسة بعد الغد ستشهد جردة الحساب النيابية الاولى مع حكومة الرئيس نواف سلام التي تذهب الى المجلس للدفاع عن سياستها وادائها في شتى المجالات مستعينة بانجازات وخطوات تعتبرها قياسية، حسب مصدر وزاري لـ «الديار»، خلال الفترة القصيرة من عمرها حتى الان.
واضاف المصدر «ان من بين هذه الانجازات اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بنجاح، واجراء سلسلة تعيينات امنية وعسكرية وقضائية وادارية ومالية في اطار الخطة الاصلاحية التي تعتمدها الحكومة، اقرار بعض القوانين الاصلاحية، ابرزها رفع السرية المصرفية بتعديلاته الاضافية وارسال مشروع هيكلة المصارف الى المجلس، بالاضافة الى اعادة تنشيط عمل الدولة ومؤسساتها».
لكن الحكومة تواجه تحديات وانتقادات نيابية بسبب تباطؤ خطواتها الاصلاحية وتأخر انجاز واقرار قانون الفجوة المالية لترجمة حماية اموال المودعين بخطوات جدية وجادة.
كما تواجه انتقادات نيابية بسبب عجزها حتى الان عن تحريك فاعل لملف اعادة الاعمار والعمل من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية.
وقالت مصادر نيابية لـ«الديار» ان جلسة بعد الغد ستعكس الاجواء السياسية الملبدة في البلاد. فهناك المداخلات والانتقادات التي توجه الى الحكومة حتى من قبل بعض الوزراء فيها لا سيما وزراء القوات اللبنانية على خلفية موضوع الرد اللبناني على الورقة الاميركية.
وهناك الانتقادات التي يتوقع ان يوجهها نواب المعارضة للحكومة، لا سيما نواب التيار الوطني الحر الذين وزعوا فيما بينهم المواضيع التي سيثيرونها، ومنها تعاطي الحكومة مع ملف النازحين السوريين، والتعيينات التي صدرت وتعاملها مع الملف الاصلاحي.
واضافت المصادر انه كما كان يحصل سابقا في مثل هذه الجلسات، يتوقع ان تشهد جلسة بعد الغد سجالات سياسية بين الاطراف والكتل النيابية فيما بينها حول العديد من القضايا والملفات، مثل موضوع سلاح المقاومة وحزب الله، والتهديدات التي تحدث عنها الموفد الاميركي من اسرائيل ومن سورية ايضا، عدا قانون الانتخابات ومشاركة المغتربين.
ولم تستبعد المصادر ان تشهد جلسة الثلاثاء سجالات سياسية حامية تتجاوز اطار المناقشة العادية للحكومة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برّاك: الخوف من نزع سلاح حزب الله قد يؤدي لحرب أهلية
برّاك: الخوف من نزع سلاح حزب الله قد يؤدي لحرب أهلية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 4 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

برّاك: الخوف من نزع سلاح حزب الله قد يؤدي لحرب أهلية

اعتبر المبعوث الأميركي توم برّاك، مساء اليوم الاثنين، أن "الخريطة الطائفية في لبنان معقدة للغاية"، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة لا تفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب عليها فعله"، ومشدّدًا على أن "الحكومة اللبنانية الحالية ليست فاسدة، بل إن الفساد كان يغرق لبنان في السابق". وتابع: "الخوف من نزع سلاح ​حزب الله​ ومنع الحكومة اللبنانية من ذلك قد يؤدي لحرب أهلية، معتبرا بان عملية تخلي حزب الله عن سلاحه تبدأ بمبادرة من الحكومة اللبنانية". ولفت براك الى ان الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل، ونحن لا نتعامل فقط مع حزب الله بل أيضا مع معسكرات فلسطينية مسلحة. وعن سلاح حزب الله، أوضح برّاك أن "أميركا تنظر إلى حزب الله كمنظمة إرهابية"، وإذا وافق على نزع سلاحه والتحول إلى حزب سياسي بحت غير تابع لإيران فقد يُعاد النظر في تصنيفه كمنظمة إرهابية. واضاف: "الجماعة المسلحة التابعة لحزب الله هي المنظمة الإرهابية التي نواجه معها المشكلات". وتابع: "الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل". واشار برّاك الى أن الحكومة اللبنانية الحالية مستعدة لحل كل القضايا والفرصة متاحة لتحقيق الاستقرار إذا حصل تعاون داخلي ودولي. وفي ما خص الملف السوري، اعتبر باراك بان سوريا تحتاج إلى موارد لإعادة البناء بسرعة وهي بحاجة لدعم عالمي، وراى بان رفع العقوبات عن سوريا هو منح الناس الأمل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

دعم "السوبر توكانو"... قرض أم مُساعدة؟
دعم "السوبر توكانو"... قرض أم مُساعدة؟

الديار

timeمنذ 39 دقائق

  • الديار

دعم "السوبر توكانو"... قرض أم مُساعدة؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في ظل الواقع الجيوسياسي الحساس الذي يحيط بلبنان، شكلت المساعدات العسكرية الاميركية ركيزة اساسية في دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية. فمنذ 2006 ازدادت وتيرة الدعم الاميركي كما ونوعا، لتبلغ ذروتها مع الحرب على الارهاب، واعتبار الجيش اللبناني "شريكا استراتيجيا" فيها، لتشمل التدريب والتجهيز والتسليح، في سياق ما تعتبره واشنطن "دعم الدولة ومؤسسات الشرعية"، وهو ما عادت واوردته وركزت عليه "ورقة براك" الاخيرة. مساعدات تموضعت ضمن رؤية استراتيجية، هدفت الى تمكين الجيش اللبناني من مكافحة الارهاب وضبط الحدود وتعزيز الاستقرار الداخلي، في مواجهة التحديات الامنية المتعددة التي يواجهها لبنان، من تسلل الجماعات المتطرفة، الى هشاشة البنية الامنية الحدودية من مختلف اتجاهاتها. مع الاشارة الى ان الدعم لم يكن خاليا من الاعتبارات السياسية، اذ غالبا ما ارتبط بمواقف اميركية ضاغطة تجاه سياسيات لبنان الخارجية، وبعض قضاياه الداخلية، ما طرح تساؤلات متكررة حول اهداف هذه المساعدات وحدود تأثيرها، كذلك استخدامها كورقة ضغط ام كوسيلة دعم فعلي للجيش اللبناني، كما لباقي الاجهزة الامنية. في هذا الاطار، شكلت المساعدات المقدمة لسلاح الجو اللبناني، الذي دمر بشكل شبه كامل خلال الحرب، احد ابرز اوجه التعاون بين واشنطن وبيروت، حيث اندرجت ضمن دعم قدرات الجيش في مجالات الاستطلاع والمراقبة والمواجهة المحدودة، من خلال تزويد القوات الجوية: - 3 طائرات "سيسنا كارافان" مجهزة بصواريخ "هيلفاير" الليزرية. - مسيرات "سكان ايغل" لدعم قدرات الاستطلاع والمراقبة الجوية. عدد من الطوافات الخفيفة والمخصصة للنقل. - 6 طائرات "سوبر توكانو" مخصصة للهجوم والاستطلاع، وتستخدم في عمليات مكافحة الارهاب. ورغم الانجازات الكبيرة والاستثنائية التي حققها فنيّو وطيارو القوات الجوية، تحديدا خلال معركة نهر البارد، مع تحويلهم الطوافات الى "قاذفات قنابل"، الا ان تقارير التقييم الاميركية وفقا لاحد المختصين في هذا المجال، ركزت على محدودية القدرات التقنية والموارد البشرية، مقابل تطور التهديدات الخاضعة لحسابات سياسية وعسكرية دقيقة. في هذا الاطار، عادت الى الواجهة طائرات "السوبر توكانو - ايه29"، مع موافقة وزارة الخارجية الاميركية على عقد لبيع خدمات الصيانة وقطع الغيار والتدريب الفني لتلك الطائرات الست، بقيمة تقديرية تبلغ 100 مليون دولار، خصوصا ان هذه الطائرات وطياروها بحاجة الى اعادة تأهيل، بعد سنوات من دخولها الى الخدمة الفعلية. مصدر اميركي متابع اكد ان واشنطن ترى في هذه الصفقة دعما لسياستها الخارجية وامنها القومي، من خلال تعزيز امن لبنان، الذي يعد شريكا مهما للاستقرار والتقدم الاقتصادي في الشرق الاوسط، كما ستساعد القوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية، من خلال صيانة هذه الطائرات الحيوية المستخدمة في الدعم الجوي القريب، ومهام الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات، والتي سبق وتم استخدامها فوق قطاع جنوب الليطاني اكثر من مرة خلال الفترة الاخيرة، بالتعاون مع طائرات "السيسنا". وتوقع المصدر الا يواجه لبنان اي صعوبة في استيعاب المعدات التي ستقدم وبرامج التدريب المخصصة، معتبرا ان الصفقة لن تؤثر على التوازن العسكري الاساسي في المنطقة، كاشفا ان قرار وزارة الخارجية لا يزال بحاجة الى تمريره في الكونغرس ليصبح نافذا، مؤكدة ان بيروت لن تدفع اي اموال. وبالتالي فان الموافقة ستحال الى لجنة المساعدات، التي ستقوم بحسم مبلغ ال 100 مليون دولار من حصة لبنان السنوية من تلك المساعدات، والتي تتراوح راهنا بين 250 مليون الى 300 مليون دولار، ما يعني عمليا ان "صفقة السوبر توكانو" ستستحوذ على حوالي ثلث قيمة المساعدات الاجمالية. عليه، فان القرار الاميركي يعد دعما تقنيا وعسكريا فعالا ضمن الحدود المرسومة للجيش، لكنه لا يحمل اي ابعاد سياسية تقرأ في سياق الصراع الاقليمي والدولي حول موقع لبنان ومكانة جيشه، ضمن توازنات الداخل والخارج، يختم المصدر.

مفاوضات بين أميركا وحزب الله؟
مفاوضات بين أميركا وحزب الله؟

الديار

timeمنذ 39 دقائق

  • الديار

مفاوضات بين أميركا وحزب الله؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ما كان يمكن لليدي غاغا أن تفعل بردفيها ديبلوماسيا وسياسيا، لو كانت في البيت الأبيض، غير ما يفعله دونالد ترامب بشفتيه اللتين تخرج منهما النيران أيضا؟ صحيفة "التايمز" البريطانية قالت انه يحكم الأمبراطورية، كما لو أنه في ملهى ليلي في لاس فيغاس، لا في ما وصفها وودرو ويلسون بتلك الكاتدرائية المقدسة في جادة بنسلفانيا. ها هو يستكمل عملية اقامة قوس استراتيجي يمتد من قزوين (ايران) الى المتوسط ("اسرائيل")، وكذلك اقامة قوس استراتيجي يمتد من شرق الباسيفيك (أوستراليا) الى غرب الباسيفيك (كوريا الجنوبية)، لضرب طوق فولاذي حول الصين حين تدق ساعة المواجهة الكبرى، وان كانت "النيويورك تايمز" قد لاحظت أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تتمكن حتى الآن من احداث اي ثقب في رأس التنين، لمعرفة ما يجول من أهوال في هذا الرأس. في هذه الحال، كيف يمكن لأمبراطورية هي الأعظم في التاريخ، أن تركز اهتمامها على حزب لبناني يعمل داخل حيز جغرافي لا يتعدى مساحة الضاحية النيويوركية، وفي ظروف أقل ما يقال فيها انها الظروف المستحيلة. الاجابة باتت واضحة للقاصي وللداني. هناك جهات عربية لا تريد فقط ازالة أي أثر جيوسياسي لايران في المنطقة العربية، وانما احداث تغيير بنيوي، ان في التركيبة الديموغرافية أو في الخارطة الجغرافية للبنان، بالصورة التي تجعله مماثلا لغالبية البلدان العربية. طائفة كبرى أو اثنية كبرى تحكم البلد، الطوائف والاثنيات الأخرى هوامش بشرية. ثم أن هناك "اسرائيل" التي ما زال يلاحقها هاجس حزب الله، منذ أن تمكن مقاتلوه من دحرها في جنوب لبنان وما عجزت عنه جيوش عربية كبرى. الآن، ثمة صورة أخرى للشرق الأوسط، الذي يفترض أن يدور حول الهيكل. الايديولوجيا التوراتية هي التي تتولى بطريقة أو بأخرى ادارة الدول الأخرى، وكل الايديولوجيات الأخرى، ما دامت هذه الدول قد ارتضت الاقامة الأبدية داخل الحرملك الأميركي، الذي هو الضمانة (الالهية) للبقاء في الزمن القبلي، دون التفاعل لا مع مقتضيات ولا مع ديناميات القرن. لبنان في ذروة الهلهلة حين تكون التصدعات السياسية والطائفية، على ذلك المستوى من الخطورة. كيف للمؤسسة العسكرية، أو للمؤسسات الأمنية، أن تستوعب ذلك الوضع الشائك؟ من هنا الخشية من تسلل الخلايا الارهابية عبر تلك التصدعات، كقنابل موقوتة قابلة للتفجير في أي وقت. هل نتجرأ ونسأل : من يضمن وسط هذه الفوضى ألا نكون الأجهزة الاستخباراتية المعادية للمقاومة قد اخترقت الضاحية، وفي أمكنة حساسة ؟ هذا السؤال يفترض أن يطرح في كل ساعة... ثمة خيار آخر مطروح في وجه لبنان. أن يكون تابعاً لدمشق، التي ينبغي أن تكون تابعة لأورشليم. هذه هي المعادلة التي تتبلور في أذربيجان، الدولة التي يفوق عداؤها لايران، بدعوى استيلائها على جزء واسع وحيوي من أراضيها، عداء "اسرائيل" لها. مسؤولون "اسرائيليون" تحدثوا علنًا عن سيناريو رباعي (أميركي ـ روسي ـ تركي ـ "اسرائيلي") للاتيان بأبي محمد الجولاني (أحمد الشرع) على رأس السلطة في سورية، للتوقيع مع "اسرائيل" على صفقة القرن، من هنا يبدأ التغيير الكبير في الشرق الأوسط (حتى الآن بلغت التدفقات المالية على دمشق 21 مليار دولار). الشرط الجوهري أن يقدم رجب طيب أردوغان مرتفعات الجولان هدية الى بنيامين نتنياهو، مثلما قدم ألبير فرنسوا لوبران (الرئيس الفرنسي) لواء الاسكندرون الى كمال أتاتورك. بالطبع هناك من يسأل الآن، لبنان مقابل الجولان؟ روسيا جزء من ذلك السيناريو؟ ما مصلحتها من ذلك، وان كانت المعلومات قد ذكرت أن الاستخبارات الروسية كانت قد حذرت من أن الاحتقان، وحتى الاختناق الأقتصادي في سوريا بلغ مرحلة يمكن معها توقع الانفجار الاجتماعي، ومعه انفجار النظام في أي لحظة. وكان هناك حديث عن "ذلك الثمن الذي يتقاضاه فلاديمير بوتين في أوكرانيا"، التي تشكل حالة وجودية بالنسبة الى روسيا. في حين تتحدث مصادر تابعة السلطة السورية عن حال من التوتر الخفي، الذي يسود العلاقات بين دمشق وموسكو، ما قد يؤدي الى اقفال وشيك للقاعدة الجوية الروسية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، وحيث تم فسخ العقد المبرم مع روسيا لتطوير مرفأ المدينة. ذاك البيت الذي بمنازل كثيرة (أي لبنان)، كما كتب كمال الصليبي، محاط بالنيران من كل حدب وصوب. ولكن ألا يتردد في الظل أن هناك داخل فريق ترامب، بما في ذلك مبعوثه توماس باراك الذي قارن بين جورج واشنطن وأحمد الشرع، من يدعو الى فتح قنوات اتصال مع حزب الله، بعدما سبق للولايات المتحدة وتفاوضت مع الفيتكونغ في فيتنام، والذين طردوها من أرضهم بعد خسارة 58000 جندي و10000 طائرة، وكذلك مع طالبان في أفغانستان حيث كان الخروج الفضائحي منها. باراك الذي سبق وقلنا انه ذهل لمدى الفجوة السياسية والطائفية بين القوى اللبنانية، يدرك مستوى الهشاشة في المشهد اللبناني وقابليته للانفجار، يفضل، وبالرغم من تصريحاته النارية والمستغربة، حل مشكلة السلاح على نار باردة. فهل يهمس في أذن صديقه (العقاري) دونالد ترامب بالحد من الضغط على لبنان لحل تلك القضية الشائكة، في ضوء وجود التقاطع الايديولوجي والاستراتيجي بين أحمد الشرع وبنيامين نتنياهو في النظر الى لبنان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store