
وزير الدفاع اللبناني يُدين الاعتداءات على «يونيفيل»: لتجديد ولاية البعثة دون تعديل
أدان وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى، «الاعتداءات التي تخدم العدو الإسرائيلي على (يونيفيل)»، وأكد «ضرورة تجديد ولايتها من دون أي تعديل»، كما أشار إلى أن «الهدف هو تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان، وبدء عملية إعادة الإعمار»، في وقت تستحوذ التطورات الأمنية في الجنوب على اهتمامات الدولة اللبنانية. وبرز في هذا الإطار استقبال الرئيس اللبناني جوزيف عون، لقائد الجيش العماد رودولف هيكل، واطَّلع منه على الأوضاع الأمنية عموماً وفي الجنوب خصوصا، في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
جنود «يونيفيل» يحتفلون بالذكرى الـ77 ليوم حفظ السلام التابع للأمم المتحدة في قاعدة مقرّ القوات بالناقورة جنوب لبنان 29 مايو 2025 (أ.ف.ب)
وزار منسى، مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة، والتقى القائد العام الجنرال آرولدو لازارو، في حضور عدد من ضباط «يونيفيل» والجيش، وعقد اجتماعاً تم فيه البحث في الإشكالات بين «يونيفيل» والأهالي التي تكررت في بعض البلدات. وتوجه منسى إلى ضباط وعناصر «يونيفيل» بالقول: «مع اقترابكم من إتمام خمسة عقود من مهمتكم النبيلة، أصبحتم جزءاً لا يتجزأ من حياة الشعب اللبناني خصوصاً في الجنوب. لقد شاركتم أحزانهم وأفراحهم، واحتفالاتهم وتقاليدهم، وقصصهم وذكرياتهم».
وقال منسى: «في ظل الظروف الراهنة، نؤكد أهمية تجديد ولاية (يونيفيل) من دون تعديلات، فهذا التجديد أساسي للحفاظ على الاستقرار والسلام اللذين رسختهما مهمتكم على مر السنين. ونأمل أن تُكلَّل مساعيكم الحثيثة بالنجاح في تجديد الولاية مما يضمن استمرار عملكم الحيوي في لبنان».
آليات «يونيفيل» عند الحدود الجنوبية (رويترز)
وأدان منسى «بشدّة، جميع أعمال العدوان ضد (يونيفيل)»، ورأى أن «مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى العدو من خلال عرقلة المهمة المشتركة التي نسعى بها جميعاً إلى دعمها والحفاظ عليها». وتابع: «اليوم يمر لبنان في مرحلة مفصلية وحاسمة، تتطلب استعادة الاستقرار في الجنوب وعلى كامل أراضيه. يكمن هذا التحدي في التنفيذ الكامل للقرار 1701. وهذا يتطلب التزاماً ثابتاً من جميع الأطراف التي وافقت على القرار منذ عام 2006، دون أي تأخير أو خرق أو انتهاكات أو تجاهل لإرادة المجتمع الدولي».
وأشار وزير الدفاع إلى أن الدولة اللبنانية «أكدت باستمرار التزامها بتطبيق القرار، وجاهزية الجيش اللبناني لتنفيذ ولايته بالتنسيق الوثيق مع (يونيفيل). ويبقى الهدف هو ضمان السلام في الجنوب، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين وبدء جهود إعادة الإعمار».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
مسيرات إسرائيلية تستهدف دراجتين ناريتين في جنوب لبنان
قُتل شخص، الخميس، جراء غارة شنتها طائرة مسيرة إسرائيلية في قضاء النبطية جنوبي لبنان. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مسيرة إسرائيلية "أغارت بصاروخ موجه على دراجة نارية على طريق النبطية الفوقا"، ما أسفر عن مقتل شخص. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن الهجوم. العرب والعالم الشرق الأوسط لبنان.. رئيس قوة "يونيفيل" يشدد على دورها بدعم تنفيذ القرار 1701 وفي وقت سابق من الخميس، أصيب مواطن لبناني إثر غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة دير سريان بقضاء مرجعيون، جنوبي البلاد، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بشنّ إسرائيل غارات عدة في جنوب لبنان يوم الخميس. ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تستمر إسرائيل بقصف أهداف في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكدةً أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته. كما احتفظت بتواجدها العسكري في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان. وفي الأسبوع الماضي توعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات في لبنان إذا لم تنزع السلطات سلاح حزب الله.


العربية
منذ 6 ساعات
- العربية
«أنتِ دولة أم حزب»؟
في الجنوب اللبناني، بين ركام البيوت وصور الضحايا، كانت وجوه الناجين من المقتلة أكثرَ رعباً وأشدَّ قساوة، واضحة، مكشوفة، لا يمكنها إخفاء علامات الوجع والقهر والقلق. لم يحتفل أحدٌ بالعيد حتى الأطفال، فالجميع هناك، في شمال النهر وجنوبه، في حالة انتظار. وفي محطاتِ الانتظار، قبل الهزيمة أو بعدها، يبرز التوترُ بكل تجلياته، ويعبّر بأشكال مختلفة عن أسبابه وظروفه، وكل شيء في الجنوب على قلق، كأنَّ الريح تحته. في ثاني أيام العيد، عادت ابنتي ناديا إلى البيت بعد زيارات لأقاربها في النبطية، حدّثتني عمّا دار بينها وبين طفل من أقاربها، لا يتجاوز الحاديةَ عشرةَ من عمره، سألها الطفل: «أنتِ مع الدولة أم مع الحزب؟». ما روته لي ابنتي في تفاصيله ليس للنشر، لكنَّه يدقُّ ناقوس الخطر، ويستدعي تدخل أطباء وعلماء اجتماع وثقافة وتربية، لتفسير كيف يُمكن لطفل أن يفهم الفرق بين الدولة والميليشيات، ويفضّل الأخيرة، ويحاول إقناع طفلة مثله، بأن «نواف سلام (باد غاي)، بينما السيد بطلٌ مات من أجلنا». لست بصدد إفشاء حديث الطفلين من باب «خذوا أسرارهم من صغارهم»، لكن ابنتي دافعت عن رئيس الحكومة نواف سلام بوصفه شخصاً صالحاً، في حين حسم الطفل الآخر أن نصر الله هو القائد، لكن في زمن الورم الطائفي، لا يمكن أن ننسب أي كلام أو سلوك إلى الأطفال، فهم راسخون في براءتهم، لكنَّهم قد يحملون العدوى من محيطهم. ومع الاعتداء على العلامة الشيخ ياسر عودة بسبب أفكاره التنويرية وجرأته الاجتماعية، من قبل أشخاص معروفين، يظهر مستوى الاضطراب الذي وصلت إليه الجماعة العقائدية. قد لا يكون الاعتداء قراراً تنظيمياً، وقد يكون «حزب الله» صادقاً في اعتذاره من الشيخ عودة، لكن الحزب يتحمّل وحده المسؤولية العقائدية والاجتماعية والأخلاقية عن الاعتداء، كما عن كلام الطفل. فلولا سنوات من الشحن والتحريض ضد كل ما هو مختلف، أدَّى إلى جعله في الثقافة الشعبية والسياسية والعقائدية عدواً وخطراً على العقيدة، لما كان هذا التجرّؤ على رجل دين في وضح النهار، وأمام أعين المارة جميعاً. وفي السياق ذاته، فإن التعدّي على قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفيل) ليس فعل الأهالي وحدهم، كما يدَّعي الحزب دائماً، بل على الأغلب هو فعل مدروس. والأسوأ، أنَّه قد يكون نتيجة صراع بين مراكز القوة داخل الحزب، ومرتبطاً بتصعيد إقليمي. والسؤال المهم، كيف نجح الحزب، من الناحية الاجتماعية، في دفع «الأهالي» للقيام بهذا الفعل وسواه؟ وكيف تستجيب البيئة الحاضنة لعملية تشويه صورة العلاقة بين الجنوب اللبناني والعالم، وتنزلق إلى فخ تقديمها كأنَّها جماعة خارجة عن القانون والأعراف ولا تجيد حسن الضيافة؟ وكيف يتم تحريضها على التعامل بكل هذه العدائية مع كل مَن ينتقد الحزب أو يعارضه؟ بين تفسير الأسباب المباشرة وغير المباشرة للأحداث الثلاثة، تبرز ضرورة تفكيك الخطاب الاجتماعي والثقافي لـ«حزب الله»، بهدف فهم البيئة الشيعية عامة، وليس فقط البيئتين الحاضنة أو العقائدية، ما قبل مقتلة «حرب الإسناد» وما بعدها، أي بين مرحلتين مختلفتين كانت فيهما مظاهر الغلبة والقوة وخطاب الاستعلاء تتراكم على مدى أكثر من ثلاثة عقود. وكيف يمكن لهذا الحزب أن يستوعب أنه بنى قوته على أوهام، وأن الهزيمة الساحقة وقعت في أسبوع، فأعادت الخطاب إلى المظلومية التاريخية والخوف الوجودي، وربطه بالسلاح، واعتباره جزءاً من العقيدة، ومن يعترض عليه يخالف العقيدة، سواء أكان من أبناء الطائفة، أم من الدولة، أم من المجتمع الدولي. خلال صعود الجماعات العقائدية وسقوطها، وما بينهما من محاولات الحفاظ على هيمنتها داخل المكوّن الطائفي، هناك إصرار على التمسك بخطاب المقتلة نفسه من دون أدنى مراجعة، وانقياد جامح نحو التوتير والوصول إلى مستوى لا يمكنها فيه السيطرة على ردات فعلها أو انفعالاتها. ربما نجح «حزب الله»، في مرحلة ما، في تقويض مفهوم الدولة الوطنية داخل البيئة الشيعية، وعزَّز في الوقت نفسه مفهوم الهوية الخاصة الضيقة، وبرَّر تمسكه واحتكاره للسلطة، تحت ذريعة «تمكين الطائفة» و«حماية العقيدة» وربطهما بالسلاح، ومن ثم جعل من هذا السلاح الأداة الضرورية للحفاظ على «دويلة موازية» قوية، بنى أسسها على حطام الدولة الوطنية الضعيفة. إنَّها سرديته الرسمية التي يرويها للصغار والكبار، ويريد إعادة فرضها بالقوة، ويعتدي على مَن يُحاول تفكيكها.

العربية
منذ 7 ساعات
- العربية
إيران تهتز... ماذا بعد؟؟
أطل ممانع من الأشاوس على شاشة محلية لبنانية، غاضباً ومنفعلاً ومطالباً الدولة اللبنانية بالتضامن والتكافل والقيام بالواجب مع إيران بعد تعرضها إلى الضربات الإسرائيلية. وكأن الدولة والمسؤولين فيها بانتظار توجيهاته، وتحتاج إلى براءة ذمة منه، وإلا فتهمة الخيانة والعمالة للعدو الصهيوني حاضرة. لم يتوقف الممانع عند إعلان إسرائيل أنها قامت بعملياتها الحربية من داخل إيران، حيث الموساد يسرح ويمرح ويشن ضرباته، ما يعني أن العملاء والخونة في عمق إيران يفوقون عملاء البيئة الحاضنة عندنا بأشواط. فهم سهلوا ببراعة غير مسبوقة للموساد نشاطاته التجسسية والعسكرية في عقر دار من ضيع بالأوهام قدراته الجبارة، التي تغنى بها وبقدراتها على "إزالة إسرائيل عن الخارطة خلال سبع دقائق". وأيضاً لم يستغرب الممانع الغاضب، صمت الإعلام الإيراني وحرصه على عدم توسيع "البيكار"، أو حتى اتهام الشيطان الأكبر بالتخطيط لهذه الفتنة، مع أن الحديث المطوَّل قبل أيام بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو الصهيوني الغاشم بنيامين نتنياهو لم يجرِ سراً، وإنما على مرأى ومسمع الممانعين الأشاوس كلهم، لتكتفي الحكومة الإيرانية بإبقاء الاعتداءات في محليتها، وتعلِّق المفاوضات، ربما حتى تنقشع الرؤية فيبنى على الشيء مقتضاه. تجاهل الممانع غياب القضية الفلسطينية والمقاومة عن الخطاب الرسمي الإيراني بعد الغارات الإسرائيلية المتواصلة، واعتبر أن العدو الإسرائيلي يستهدف إيران، فقط لأنها حليفة "المقاومة والجنوب اللبناني الصامد"، والقضية الفلسطينية، وليس لأن سياساتها واستراتيجياتها الإقليمية استنفدت وظيفتها. وكأن أحداً لم يخبره أن أذرع المشروع الإيراني التوسعي وهلاله الشيعي ينفذون الأجندة، التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، وتقدم له فرصاً تاريخية، نتبين يومياً فداحة ما تلحقه بشعوب المنطقة. لا يريد صاحبنا أن يقر ويعترف بأن هذه الأذرع تمت التضحية بها على مذبح المشروع، بعد أن تضخمت وتوسعت وانتشت بقوتها وجبروت مشغِّلها، وتم اختراقها من داخلها لتتهاوى تحت وطأة الهزائم المتكررة. لا يريد أن يقر ويعترف بأن ما جرى هو ضربات نوعية، تؤثر على إيران فقط، وليس حرباً إقليمية، كما يتم الإيحاء، فتوازن الرعب وهْم خالص وركاكة دفاعية وهجومية غير مجدية، ما يعني أن الشرق الأوسط بهلاله الشيعي هو تحت السيطرة الإسرائيلية بفضل رأس المحور وأذرعه. والأمر مخيف، ففي هذا الانكشاف الهائل حسابات كثيرة تتعلق بتوازنات المنطقة. ولا تقتصر على هزيمة رأس المحور، لتنسحب على أركانه في الإقليم. حينها سيخسر أوراقاً، لطالما استخدمها للضغط خلال المفاوضات. وخطورة الضربات الإسرائيلية مع ترجيح عجز إيران عن الرد، لا تتعلق فقط بنتائجها الإيرانية، أو بغضب ممانعين أشاوس فقدوا بوصلتهم، وإنما تؤثر على دول المنطقة التي لا تزال تحاول فرض معادلة دولة فلسطينية مقابل السلام، وليس الغرق في عمليات ابتزاز لتحصيل المكاسب عبر تحريك أذرع لا حول لها ولا قوة... ماذا بعد؟؟