
ترطيب خفيف وتجديد يومي.. إليك الروتين الصيفي للعناية بالبشرة
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وزيادة معدلات الرطوبة، تتعرض البشرة لتحديات متعددة، أبرزها الأشعة فوق البنفسجية والعرق والهواء الجاف، ما يجعلها بحاجة ماسة إلى روتين عناية خاص ومتكامل يراعي ظروف الطقس القاسية ويمنحها الحماية والانتعاش اللازمين.
الرابطة الألمانية لصناعة المنظفات ومنتجات العناية بالجسم، أوضحت أن البشرة تحتاج خلال فصل الصيف إلى مستحضرات ترطيب ذات قوام خفيف وغير دهني، تعمل على إنعاشها وتعزيز توازنها الطبيعي دون أن تُثقلها أو تُغلق مسامها. ولهذا الغرض، يُوصى باستخدام منتجات العناية التي تأتي على شكل "جيل" أو سوائل، لما تتميز به من قدرة على التغلغل السريع داخل الجلد دون أن تترك آثارا دهنية.
كما أشارت الرابطة إلى أهمية استعمال رذاذ الوجه المنعش، لا سيما ذلك الذي يحتوي على مكونات طبيعية مثل خلاصة نبات الألو فيرا أو مياه الينابيع الحرارية. هذه التركيبات تُساهم في تخفيف تهيج البشرة الناتج عن الحرارة، وتمنحها إحساسا فوريا بالانتعاش.
ومن النصائح المهمة أيضا، اللجوء إلى التقشير بين الحين والآخر، إذ تزداد فرصة انسداد المسام في فصل الصيف بسبب العرق وتراكم الشوائب، ما قد يؤدي إلى ظهور بثور وبقع جلدية. يساعد استخدام مقشر لطيف على تنظيف البشرة بعمق، وتجديد خلاياها، ومن ثم الحفاظ على إشراقها ونضارتها.
الوقاية من أشعة الشمس الضارة تُعد خطوة أساسية في روتين العناية الصيفي، نظرا لما تسببه هذه الأشعة من حروق جلدية وشيخوخة مبكرة للبشرة، فضلا عن زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد. لذلك، تنصح الرابطة باستخدام كريم واقٍ من الشمس بعامل حماية "إس بي إف" (SPF) لا يقل عن 30، مع تفضيل العوامل الأعلى مثل "إس بي إف" 50 أو 50+، خاصة عند التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس.
ولا بد من إعادة تطبيق الكريم الواقي كل ساعتين على الأقل، أو بعد السباحة أو التعرق الكثيف، لضمان استمرارية الحماية. كما ينبغي الانتباه إلى المناطق الحساسة مثل الجفون والشفاه، باستخدام مستحضرات خاصة تحتوي على عوامل حماية من الشمس مخصصة لهذه الأجزاء الدقيقة.
وعقب التعرض الطويل لأشعة الشمس، يحتاج الجلد إلى ما يُعرف بمستحضرات "ما بعد الشمس" (After Sun)، وهي تركيبات مصممة خصيصا لتهدئة البشرة واستعادة توازنها الطبيعي. وتحتوي هذه المستحضرات غالبا على مكونات فعالة مثل الألو فيرا، حمض الهيالورونيك، والبانثينول، التي تُسهم في ترطيب البشرة وتخفيف التهيجات وتجديد حاجزها الوقائي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 17 دقائق
- الجزيرة
لماذا غابت "طفلة الحريق" عن التغطيات والتصريحات الغربية؟
طفلة تتحرّك وسط جحيم أرضي بحثًا عن ملاذ من الموت حرقًا، وجياع يتكدّسون في حظائر مُسيّجة بانتظار فتات الطعام، ثم يتساقط بعضهم صرعى بنيران المسيّرات القاتلة، ورُضّع يُحمَلون من مراقدهم ذاهلين بعد أن خرّت عليهم السقوف في ساعات الفجر، وطبيبة تتلقّى جثامين أطفالها التسعة الرائعين خلال خدمتها في المستشفى. تجاهلت العديد من منصّات الإعلام والسياسة الأوروبية والغربية هذه الأهوال، كما لو كانت تفاصيل هامشية لا تستحقّ التوقّف عندها أو الإشارة إليها. ماذا لو كانت "طفلة الحريق" محسوبة على مجتمع الاحتلال في فلسطين؟ أو لو كانت ذات الأعوام الخمسة أوكرانية أو أوروبية غربية مثلًا؟ قد تصير ورد الشيخ خليل حينها "الطفلة الناجية من الجحيم"، فتستحيل أيقونة عالمية تفترش الأغلفة وتُخصِّص الشاشات الغربية لقصّتها أفضل أوقات البثّ، وسيتبارى كبار الساسة على جانبي الأطلسي بالتلفّظ باسمها وذَرْف الدموع لأجلها، قبل أن تستضيفها ملتقيات العالم لالتقاط الصور معها. وإنْ تبيّن أنها "إسرائيلية" تحديدًا فستُقدّم على أنها "طفلة رائعة نجت بشجاعة من هجوم وحشي مُروِّع"، أو "الشاهدة الصغيرة على الفظاعة الكبرى منذ الهولوكوست"، كما قيل تقريبًا من قبل. ستنتفض ضمائر الساسة والإعلاميين لأجل براءة عينيها، وستحظى بالأغلفة وأبرز التغطيات، وستُعيد صورتُها أهوالَ الحرب العالمية الثانية إلى الأذهان. لكنّ هذا كلّه لم يحصُل مطلقًا للطفلة التي أخبرت من أنقذوها عن مصير أسرتها وذويها: "كلهم استشهدوا". لم تظهر ورد في صدارة الإعلام والسياسة حول العالم، ذلك أنها ببساطة ووضوح فلسطينية عربية مسلمة من قطاع غزة، وفي غزة يُقتل كثير من الأطفال بلا محاسبة دولية، أو يُحرَقون كلّ يوم عبر البثّ المباشر، ولا ترى نخب السياسة والإعلام والثقافة في أمم الصدارة العالمية ما يستحقّ التوقّف عند وَجه من وجوههم أو ذكر اسم من أسمائهم. لم تلتفت جوقة السياسة والإعلام المتصدِّرة غربيًا إلى البريئة الصغيرة الذاهلة، ولم يشفع لها شعرها الأشقر نسبيًا، فلربما تكفّلت "تحيّزات اللوْن" بتحريك تعاطف الذين يُشغِّلون ضمائرهم انتقائيًا حسب مواصفات الضحية، لكنّ هوية الجاني الموضوع فوق القيم الإنسانية والقانون الدولي حسمت كثيرًا من مواقفهم. لهب متفجر في مأوى نازحين في تفاصيل المشهد المُصوّر أنّ طائرات الاحتلال صبّت يوم الاثنين 26 مايو/ أيار مخزونات اللهب المتفجِّر على مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة المكتظّة بالنازحين، فأحرقت قذائفُها والدة الطفلة ورد وأشقاءها الستّة، وأصيب والدها بجروح خطيرة. تلمّست ورد طريقها بين ألسنة اللهب المتعالية بحثًا عن مخرج، ثمّ التقطتها أذرع الأهالي قبل الهلاك حرقًا في اللحظات الأخيرة. ليست جريمة القتل الجماعي بالإحراق هي الاستثناء الجوهري في الواقعة، ذلك أنها تتكرّر في قطاع غزة على مدار الساعة، فالامتياز يكمن في مشهد أخّاذ تظهر فيه طفلة تشقّ طريقها بصعوبة بين الأنقاض والجحيم الأرضي بحثًا عن ملاذ، حسب ما وثّقته الكاميرا. كان المشهد الاستثنائي جديرًا بأغلفة العالم وصدارة تغطياته، لكنّ الفلسطيني تحديدًا "لا يحقّ له"، لأسباب مسكوت عنها، أن يُقتَل حرقًا في عناوين الأخبار أو مشاهدها المُصوّرة. هذا ما يُستنتج من حقيقة أنّ جرائم إحراق المدنيين الفلسطينيين، وجلّهم من الأطفال وأمّهاتهم والمُسنين والمرضى، لم تحظَ بالتفاتة أو ذِكر من منصّات الإعلام ومنابر السياسة في كثير من البلدان الأوروبية والغربية على مدى عشرين شهرًا من الفظائع المنهجية المكثّفة التي اقترفها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وهي إن ذُكِرت لا تُوصَف بأنها إحراق بل "موت" أو "سقوط ضحايا" أو نحو ذلك. مما يعزِّز الاستنتاج السابق أنّ المَشاهد المصوّرة التي وثّقت واقعة الطفلة ورد تحوز مواصفات مثالية بمعايير الصورة المهنية، فالمضمون المرئي استثنائي جدًا ومُحفِّز للمشاعر الإنسانية، والأهوال الجليّة في المشهد لا تُحسَب على "الصور الصادمة التي تنتهك معايير النشر"، فلا دماء تظهر فيها ولا أشلاء ولا أبدان متفحِّمة. لاحت في المشهد طفلة بريئة على طريقة الصورة الظلِّيّة (سلْويت) وهي تخاطر بالعبور ضمن مشهد تتأجّج فيه النيران. إنها لوحة إنسانية مفجعة جدًا كأنها مُستلّة من مشاهد روائية كما في "جحيم" دانتي مثلًا فيما سمّاها "الكوميديا الإلهية". ثمّة طفلة تتحرّك هناك، مع ضفيرة في خلفية الرأس، تحاول الفكاك من ألسنة النيران التي تكاد تلتهمها، وقد نجحت الصغيرة أخيرًا في أن تصير ناجية أخرى من إبادة غزة – حتى إشعار آخر، ثمّ حملت الخبر: كلهم استشهدوا!، لكنّ منابر "العالم المتحضِّر" أغمضت عيونها وصمّت آذانها، فالفلسطيني لا يُحرَق ببساطة، قد يموت وحسب، أو يُقتَل دون تسمية قاتله غالبًا على نحو صريح ومباشر. يختزن مشهد الطفلة ورد وهي تُفلِت من جحيم القصف مخزون التعبير الرمزي عن حشود الأطفال الذين يُحرَقون جماعيًا وتتكرّر وجبات إحراقهم مع أمّهاتهم كلّ يوم. تتفحّم أبدانهم الغضّة إلى درجة لا تُجيز "المعايير المهنية" نشر صورهم "الصادمة" في وسائل الإعلام. ويبقى الإحراق بقذائف الطائرات والمسيّرات والدبابات واحدًا فقط من أشكال القتل الوحشية الحديثة التي تطارد الأهالي في حفلة الإبادة الجماعية المديدة التي أطلقها جيش الاحتلال بدعم غربي يرفض أربابه النطق بمفردة إبادة، وإن أظهر بعضهم استدراكًا في مواقفهم. فثمة أشلاء مُقطّعة تُنتشل على مدار الساعة، وأخرى تُطبِق عليها أنقاض المباني إلى أن تتحلّل شهرًا بعد شهر بلا سبيل إلى انتشالها. يُقتل الأهالي وبطونهم خاوية بعد أن تفاقمت حرب التجويع الوحشية المشفوعة بالحرمان من الدواء، ومستلزمات العيش الأساسية التي "تُستخدم سلاحًا" بتعبير الهيئات الدولية الأبرز. تدفّقات الوحشية المرئية تتدفّق الصور والمقاطع المرئية من قطاع غزة إلى العالم، وفي كلّ منها ما يكفي لقرع النواقيس، وتحفيز انتفاضة الأمم ضد وحشية منهجية تُرى فظائعها وتُسمَع أصداؤها في الشاشات والشبكات والأجهزة المحمولة. يجوز الافتراض أنّ الذائقة الرسمية في بعض البيئات الأوروبية والغربية في إدراك الفظائع المصوّرة تمنح أفضلية لمَشاهد الأبيض والأسود المحسوبة على الماضي، وتكاد تزهد بما يأتي منها مُلوّنًا، فهي لا ترغب بالاعتراف بأنّ ثمّة إبادة جماعية تجري بدعم عسكري وسياسي ودعائي من عواصم الشعارات الإنسانية البازغة. فصُوَر إحراق الأطفال، وتكديس البشر في معسكرات، وظهور جماجمهم وعظامهم وأضلاعهم من تحت الجلود المتشقِّقة؛ محسوبة في الاكتراث الرسمي على الماضي الأوروبي الذي يستحوذ على الأذهان والوجدان مع شعارات تتعهّد بعدم السماح بتكرارها. ومن مزايا مشاهد الأبيض والأسود أنّها لا تُسفِر عن ألوان البشرة التي تترك تأثيرات مُحتملة على منسوب الاكتراث ودرجة التعاطف. وهكذا قد يُزهَد بفظاعة ملوّنة، خاصة إن لم يكن ضحاياها من خلفية أوكرانية أو أوروبية غربية تستحقّ استدرار البكائيّات. لا يقتصر الأمر على تشغيل التعاطف الانتقائي مع أوكرانيا، بل وقع تحفيزه بالأحرى في خدمة سرديّات "مذبحة السابع من أكتوبر/ الأول الوحشية المروِّعة" التي افتُتحت بسيْل من المزاعم والأخبار والصوَر المزيّفة التي وجدت طريقها إلى منصّات سياسية وإعلامية بما فيها البيت الأبيض، ثمّ تهاوت تباعًا بعد أن حقّقت أغراضها من التبرير الاستباقي للإبادة المديدة بحقّ الشعب الفلسطيني. لا ينفكّ هذا المنحى عن تقاليد مهنية ذات سطوة تحاول عزل وجدان الجماهير عن وقائع غير منسجمة مع السردية المعتمدة، أو يجري ذلك بإضعاف الاكتراث بفظائع معيّنة من خلال سلوك الإشاحة بالوجه بعيدًا عنها، فتُدفع بعيدًا عن اهتمامات الوسط الإعلامي والثقافي والسياسي العريض (مين ستريم). ومن مواصفات الحبكة أنّ الفلسطيني "يموت" في عناوين الأخبار ولا يُقتل، كما يأتي في صياغات صحفية مألوفة، وهو إذ "يموت" قد يبقى مُبهَمًا وتُنفَى عنه صفته أحيانًا في العناوين، فما يحصل مثلًا هو "موْت عشرات في قصف"، وهكذا يصير البشر مؤشِّرات إحصائية جافّة لا تُحرِّك الوجدان. وإنْ اجتذبت الواقعةُ الاهتمامَ تظهر عناوين من قبيل: "انتقادات بعد موْت أطفال في غزة"، مع تغييب الإشارة إلى الفاعل الإسرائيلي؛ حسب المعهود من عديد المنابر الأوروبية والغربية التي من عادتها استبعاد الصفة الفلسطينية عن الضحية. ثمّ يصير الموت "قتلًا"، أو "قتلًا مُروِّعًا"؛ إنْ عثرت العناوين على ما قد يمسّ مجتمع الاحتلال والاستيطان من عواقب، وستأتي التعليقات السياسية على تلك المزاعم حينها مشحونة بنبرة عاطفية يُحرَم منها الضحايا الفلسطينيون، وستُروَى في سرديّات التعاطف السخيّة مع "الإسرائيلي الضحية" قصص حياة أشخاص كانت لهم أحلامهم الغامرة وتطلّعاتهم المُلهِمة، وستوصَف مشاعر أمّ نحو مَن فقدت، وكأنّ الأمّهات الفلسطينيات لا مشاعر لهنّ ولا كرامة إنسانية. وفيرة هي الصور والمقاطع المرئية التي تدفع بها الكاميرات إلى العالم على مدار الساعة من معسكر التجويع والإبادة المسمّى قطاع غزة، في سياق وقائع مشهودة ومبثوثة عن فظائع مؤكّدة يقترفها جيش الاحتلال بذخائر أميركية وأوروبية، وكانت التقاطة مصوّرة واحدة منها مؤهّلة لإطلاق اندفاعة أخلاقية في "المجتمع الدولي" تصدح: كفى لهذه الوحشية .. كلّهم استشهدوا!.


الجزيرة
منذ 17 دقائق
- الجزيرة
الحجاج يتوجهون إلى منى لقضاء يوم التروية
بدأ حجاج بيت الله الحرام فجر اليوم الأربعاء التوجه إلى مشعر منى، لتأدية أولى محطات رحلة الحج في يوم التروية. ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو (7) كلم، وهو مشعر داخل حدود الحرم، ووادٍ مبارك تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية. وقالت السلطات السعودية إن إجمالي عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ حتى الآن نحو مليون ونصف مليون حاج. وسيقضي الحجاج يوم التروية وهو الثامن من شهر ذي الحجة في منى، فيصلون به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية بلا جمع، ثم يبيتون فيه قبل أن يتوجهوا فجر يوم غد التاسع من ذي الحجة إلى صعيد عرفة الطاهر على بُعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة. وفي ليلة العاشر من ذي الحجة يبيت الحجاج في منى، ويجمعون الحصى قبل من مزدلفة لاستخدامها في رمي جمرة العقبة الكبرى في العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبعد رمي جمرة العقبة والنحر يتجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، ثم يعودون لمنى من جديد لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، الصغرى والوسطى والكبرى. وبعد انقضاء أيام التشريق الثلاثة أو التعجل بعد يومين يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع حيث تنتهي مناسك الحج. إجراءات وشهد موسم الحج هذا العام تعزيز الإجراءات الوقائية من الحر، كما أكدت الجهات المعنية أن موسم هذا العام يشهد تحولا نوعيا في آليات التنظيم، من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي والمسيّرات، لأول مرة ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة، وإصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود. وفي وقت سابق، تحدث بدر الربيعان مراسل الجزيرة -من مشعر منى- عن استعدادات مكثفة من الجهات الحكومية والأمنية والصحية لاستقبال الحجاج الذين توقع أن يصل عددهم إلى مليون و800 ألف شخص. وقد شدد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، على ضرورة التزام مكاتب شؤون الحجاج الرسمية بالتعليمات المنظمة لحركة الحجاج داخل المشاعر لضمان سلامتهم وجودة أداء المناسك، وأكد أن خطط التفويج والنقل ستسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة حشود الحجيج. وعلى المستوى الصحي، قال مراسل الجزيرة إن مسؤولا صحيا سعوديا وصف الحالة الصحية بالمطمئنة، حيث لم يتم رصد أي حالة أوبئة قد تؤثر على الصحة العامة للحجيج.


الجزيرة
منذ 42 دقائق
- الجزيرة
الأقل من نوعه.. تدن في مستوى تأييد الأوروبيين لإسرائيل منذ حرب غزة
لندن- في الوقت الذي يسعى فيه الساسة الأوروبيون لتوحيد مواقفهم المنقسمة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة للضغط على تل أبيب لإنهائها، يبدو أن التحولات في الرأي العام الأوروبي أيضا لا تهدأ وتتجه بثبات نحو مزيد من الرفض لسياسات الاحتلال التي لم تعد ترق لشرائح واسعة منهم. وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوغوف البريطانية، وهي مؤسسة أبحاث مستقلة، عن تدن غير مسبوق في مستوى تأييد الأوروبيين لإسرائيل، هو الأقل من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل 20 شهرا. وأشارت الدراسة إلى أن نحو ربع المستطلعين فقط في فرنسا وألمانيا والدانمارك ما زالوا يبدون دعمهم لإسرائيل، في حين لم تتجاوز تلك النسبة 18% في بريطانيا، وتقلصت إلى 9% في إيطاليا. واعتمدت الدراسة في تحليل خلاصاتها على استطلاعات رأي سابقة، قالت إن تأييد إسرائيل فيها كان يشير لنسب أكبر عن تلك التي سجلها الاستطلاع الحالي، في حين شمل البحث آراء الشارع في كل من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا والدانمارك. تغيير جذري وتظهر النتائج أن ما بين 13% و21% فقط من المستطلعين في كل دولة أوروبية كانت لديهم ردود إيجابيه بشأن إسرائيل وسياساتها ضد الفلسطينيين في غزة، وهي أدنى نسب مسجلة في استطلاعات الرأي منذ "أحداث 7 أكتوبر"، في حين تراوحت نسب الغاضبين من السياسات الإسرائيلية بين 63% و70% في كل بلد أوروبي. وتراوحت نسب المؤيدين للفلسطينيين بين 18% و33%، في تعاطف واضح وتأييد للسردية الفلسطينية للأحداث الجارية في غزة منذ عامين، في حين تراجعت نسب المتعاطفين مع الإسرائيليين إلى ما بين 7 و18% مقارنة مع ما كانت تشير إليه الاستطلاعات خلال الأشهر الأولى لبداية الحرب. هذا التراجع غير مسبوق في مستوى التأييد لإسرائيل في الدول الأوروبية، يأتي في سياق تطور لافت أيضا لمواقف النخب السياسية في هذه البلدان إزاء تفاقم المأساة الإنسانية في القطاع، وتبنيها لإجراءات عقابية في محاولة لردع إسرائيل عن مواصلة حربها ضد غزة. ويقول رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، للجزيرة نت، إن سياسات التجويع الإسرائيلية والاستهداف المتعمد للمدنيين في غزة دفعت قطاعا واسعا من الرأي العام الأوروبي لتغيير موقفه جذريا من الحرب على القطاع ومحاولة الضغط على الحكومات لوقف تلك الانتهاكات. وأضاف دويل، أن هذه الاستطلاعات مازالت تؤكد أن الهوة شاسعة بين مواقف الشارع الأوروبي والقرارات التي تتخذها الحكومات ضد إسرائيل والمدفوعة أحيانا كثيرة بأسباب انتخابية، حيث أصبحت القضية الفلسطينية عاملا لا يمكن تجاوزه في صناعة السياسات العامة في عدد من البلدان الأوروبية. تحول بمواقف النُخب وفي بعض الدول الأوروبية كألمانيا التي حافظت على موقف صلب داعم بشكل مطلق لإسرائيل طوال الأشهر الماضية، يبدو أن تغيرا طفيفا في موقف الحكومة الألمانية الذي بدأ يجاهر بدعوة إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في غزة، يعكس أيضا تحولا في الرأي العام الألماني بشأن القضية الفلسطينية. حيث تقاربت حسب الاستطلاع نسب التأييد للفلسطينيين بنحو 18% ودعم الإسرائيليين بنسبة 17%، فيما يبدو أنه خفوت واضح لحدة الدعم الألماني لإسرائيل وعدم ممانعة ساستها في ارتكاب تل أبيب لجرائم ضد الفلسطينيين. وكان المستشار الألماني الجديد فريديريش ميرس قد انتقد بشكل غير مألوف السلوك العسكري الإسرائيلي، وقال إنه غير قادر على استيعاب الهدف من العمليات العسكرية التي لم يعد هدف محاربة الإرهاب و حماس مسوغا لها. وفي إيطاليا التي يقودها تيار اليمين الشعبوي المعادي للأجانب، صرَّح 24% من الإيطاليين أن إسرائيل أخطأت بدخولها غزة وشنها حربا عليها، وانخفضت نسبة التأييد لسياساتها إلى 52%. ويعقد الاستطلاع المقارنة بين النسب التي رصدتها نتائج استطلاعات سابقة في تلك الدول مع بداية الحرب الإسرائيلية ضد غزة، والقناعات التي انتهى إليها الرأي العام في هذه الدول بعد 20 شهرا على مرورها، حيث يرى عدد أقل من الأوروبيين أن استمرار العمليات العسكرية في غزة مازال له ما يبرره. ففي بريطانيا، قال 15% من المستجوبين إن إسرائيل أخطأت بدخولها قطاع غزة، فيما يرى 38% أن قواتها كانت تملك حق التدخل ولكنها بالغت في عملياتها وألحقت أضرارا غير مسبوقة ضد المدنيين، في حين أيد فقط 12% استمرار تلك العمليات إلى الآن. وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ، خلال عرضه لمراجعة خطط بلاده للدفاع، قد عبر مجددا عن غضبه من انزلاق الوضع الإنساني في غزة للأسوأ يوما عن آخر، داعيا الإسرائيليين لوقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية بالقدر والسرعة الكافية لوقف معاناة الفلسطينيين هناك. وزادت حدة لهجة نقد حكومة حزب العمال البريطاني للحليف الإسرائيلي، حيث أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي قبل أيام تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرض حظر على بعض الأسلحة وعقوبات على مستوطنين. لكن نوابا مستقلين وآخرين محسوبين على تيار أقصى اليسار من حزب العمال، انتقدوا بشدة تأخر رد فعل صناع القرار السياسي في بريطانيا، في مجاراة إيقاع الشارع الغاضب من استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة، والذي لم يتوقف منذ 18 شهرا عن التظاهر للمطالبة بوقف الحرب وإنهاء التورط البريطاني في دعمها. ولم يفصح المسؤولون البريطانيون عن نواياهم بخصوص الاعتراف بدولة فلسطينية، فيما تكثف الدول الأوروبية جهودها لتنسيق مؤتمر دولي مرتقب في غضون أسابيع بقيادة فرنسية سعودية في نيويورك لدعم حل الدولتين. وفي فرنسا أيد 16% فقط، قرار إسرائيل شن حرب على غزة، بينما يرى فقط 29% أنه يمكن تحقيق سلام في المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة، في الوقت الذي لم يستبعد فيه الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وتخشى إسرائيل من اقتفاء دول أوروبية أخرى أثره. في السياق، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، أكرم عطا الله، أن السلوك الإسرائيلي العدواني دفع المزاج الشعبي في أوروبا إلى رفض صريح للسياسات الإسرائيلية، والتبرؤ من حملة الإبادة الجماعية التي ستحفظ الذاكرة الإنسانية تفاصيلها وبشاعتها. ويقول إن الرأي العام الأوروبي تقدم بخطوات شاسعة على مواقف النخب السياسية الأوروبية المنددة أخيرا بحرب الإبادة في غزة بعد مرور أشهر عليها. ويشير عطا الله إلى أن هناك صداما ثقافيا واضحا بين الجيل الجديد من الأوروبيين، الذي لم يعد ملزما بقرارات حكوماته المنخرطة في دعم إسرائيل ودعاياتها المحرضة على الفلسطينيين، والجرائم المروعة التي ترتكبها وتصطدم مع الثقافة الأوروبية الناشئة بعد الحرب العالمية الثانية والمدافعة عن حقوق الإنسان والرافضة بشدة لتكرار فظاعات الاستعمار الغربي من جديد في مناطق أخرى من العالم.