
%37 انخفاضاً في حجم «هدر الطعام» بالدولة خلال «رمضان»
هدر الغذاء سلوك اجتماعي تحول إلى تحدٍّ خصوصاً في شهر رمضان، لذا تعمل دولة الإمارات - عبر دراسة بحثية قائمة، اطلعت «الإمارات اليوم» على استراتيجية عملها ومنهجية تنفيذها - على استحداث مؤشر استراتيجي وطني يحدد خط الأساس لفقد الطعام ونشر الوعي المجتمعي، وتحفيز الابتكار في مجال التعامل مع بقايا الغذاء وإعادة تدويره، لتحقيق هدفها في الحد من فقد وهدر الغذاء بنسبة 50% بحلول 2030، وأظهرت أرقام رسمية نجاح المبادرات الإماراتية في خفض 37% من حجم الهدر في الغذاء، كما تراجعت الكلفة السنوية لهدر الطعام بنحو 40%، فيما وضع دليل الفعاليات الإماراتية عدداً من الخطوات للحد من هدر الغذاء.
وتفصيلاً، أفادت دراسة بحثية إماراتية حول «هدر الطعام» بأن هدر الغذاء يحدث لأسباب متعددة عبر مراحل مختلفة، فقد يتعرض الطعام للتلف أثناء الإنتاج، مثل التجفيف والطحن والنقل والمعالجة، بسبب الحشرات والقوارض والطيور والعفن والبكتيريا، وعلى مستوى البيع بالتجزئة قد يؤدي التخزين غير الجيد، وإنتاج كميات زائدة إلى هدر الطعام، كما يسهم المستهلكون في الهدر عندما يشترون أو يطبخون أكثر مما يحتاجون ويطرحون الفائض، لذا تعد مواجهة هدر الغذاء أمراً بالغ الأهمية للنظم الغذائية المستدامة، لكونها تساعد في الحفاظ على الموارد، وتقلل التأثير البيئي، وتضمن الحصول على الغذاء بشكل أكثر إنصافاً.
وأظهرت إحصاءات رسمية صادرة عن مبادرة «نعمة» ودليل الاستهلاك المستدام الصادر عن فريق عام الاستدامة، أنه يتم هدر طعام سنوياً في دولة الإمارات بما قيمته ستة مليارات درهم، حيث يتم هدر أكثر من 3.27 ملايين طن من الغذاء سنوياً، فيما يحدث 61% من هدر الطعام على مستوى الأسر وفي المنازل، كما اعتبر عدد كبير من المواطنين والمقيمين في الدولة، أن الحد من هدر الطعام يتطلب الالتزام بالعديد من السلوكيات اليومية المعقدة.
تحسّن ملحوظ
كما كشفت دراسة حالة ركزت على مقارنة معدلات استهلاك الغذاء بين الفنادق التي شاركت في المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء في دولة الإمارات «نِعمة»، خلال رمضان في أعوام 2022 و2023 و2024، عن توجه إيجابي واضح، وخفض في معدلات هدر الغذاء في كل فندق خلال شهر رمضان على المدى الطويل، حيث تم استهلاك 610 كغم في رمضان 2022، وانخفض الاستهلاك إلى 523 كغم في 2023، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 14%، فيما انخفض الاستهلاك إلى 330 كغم في 2024 مسجلاً انخفاض في هدر الطعام بنسبة 37%، وخلال دراسة «نِعمة» في رمضان 2024 التي أجريت مع قطاع الضيافة، قال 94% من رواد المطاعم إن رؤية الإشارات الخاصة بتجنب هدر الطعام أثرت في تجربتهم بشكل إيجابي.
الإضرار بالبيئة
وحذر مختصون في مجال البيئة والاستدامة: عمر المصعبي، ومريم البلوشي، ووفاء صالح، من أن هدر الطعام يترتب عليه هدر الموارد المستخدمة في إنتاجه (المياه والتربة والطاقة والعمالة)، ما يؤثر سلباً في البيئة، كما يؤدي التخلص من الطعام في مكب النفايات إلى انبعاث غازات دفيئة تُسهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وشددوا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو تقليل نصيب الفرد من هدر الطعام، موضحين أن تقليل الهدر في شهر رمضان الكريم يرتبط بالعادات اليومية في إعداد واستهلاك الطعام بكميات تزيد على الحاجة، حيث إن فائض الطعام الصالح للأكل لا يمكن بيعه أو استخدامه.
وقال الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات أمين عام لجنة مبادرة «نعمة»، خلود حسن النويس: «رمضان هو وقت لممارسة الكرم والامتنان والمسؤولية المشتركة، ومن خلال تقديرنا لتقاليدنا الراسخة وقيم أجدادنا، يجب اتخاذ خطوات حقيقية لإنقاذ الغذاء، وتقليل الهدر، وضمان الاستهلاك المسؤول للغذاء عبر اتخاذ قرارات واعية عند التسوق والطهي في الشهر الفضيل، ومن خلال المسؤولية المجتمعية والعمل يداً بيد، يمكننا الاقتراب من تحقيق هدفنا في أن نصبح دولة لا يهدر فيها الغذاء».
وأشارت إلى أن المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء «نِعمة»، تواصل حملتها «نقدر النعمة» خلال شهر رمضان 2025، بهدف تعزيز مفهوم الاستهلاك المسؤول، والترويج لممارسات الاستدامة في المجتمع، والتركيز على تقليل هدر الغذاء، لافتة إلى أن الحملة تتماشى مع الإعلان عن «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، حيث تهدف إلى إحداث تغيير في السلوكيات على المدى الطويل، وتعزيز ريادة الدولة في مجال استدامة الغذاء، كما تمثّل جهداً موحداً نحو تحقيق هدف منع وصول الغذاء إلى مكبات النفايات خلال الشهر وبعده.
خط الأساس
وتقود مبادرة «نعمة» أول دراسة بحثية واسعة النطاق تقوم بها الإمارات، لقياس مستويات فقد وهدر الغذاء عبر كل سلسلة القيمة ضمن قطاع الغذاء، والتي تشمل المزارع والشركات والأسر، وتنبع أهمية الدراسة من كونها الأولى في تقديم صورة واضحة عن كمية الغذاء المفقود أو المهدر في الإمارات، كما ستحدد بؤر فقد وهدر الغذاء عبر سلسلة القيمة، وستساعد هذه النتائج في صياغة خط أساس وطني ومؤشرات لفقد وهدر الغذاء في دولة الإمارات، ووضع السياسات للحد من الهدر وتحسين الأمن الغذائي، والحفاظ على الموارد القيمة، بما في ذلك المياه والطاقة المستخدمة في إنتاج الغذاء، إضافة إلى بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع من خلال الحفاظ على الغذاء لمن يحتاجون إليه، وتبلغ مدة الدراسة 18 شهراً (من سبتمبر 2024 إلى مارس 2026).
ثقافة مجتمعية
وأكد مواطنون ومقيمون أن تحدي فقد الغذاء في الدولة يرتبط بثقافة المجتمع، لذا يشهد شهر رمضان سنوياً زيادة في معدلات هدر الطعام بسبب ارتباطه بالولائم والعزائم في أذهان معظم الأسر، ما يستلزم اتخاذ خطوات جادة نحو تقليل نصيب الفرد من هدر الطعام، وتبنّي الترشيد كأفراد ومؤسسات، والعودة إلى السلوكيات الإيجابية المتأصلة في مجتمعنا، مشيرين إلى أن تقليل الهدر في هذا الشهر يرتبط بالعادات اليومية في إعداد واستهلاك الطعام بكميات تزيد على الحاجة، خصوصاً أن فائض الطعام الصالح للأكل الذي لا يتم استغلاله وتحرص الأسر على صنع طعام طازج يومياً.
تقليل الهدر
وأشاروا إلى أن الإسراف في التفاعل مع عروض التسويق خلال شهر رمضان تسهم في زيادة الهدر، من خلال إقدام المستهلكين على شراء أزيد من احتياجاتهم، كما أن أغلبية العروض صلاحيتها لا تكون طويلة ما يؤدي إلى تلف جزء منها ويترتب عليه زيادة كميات الغذاء المهدر.
التغذية الصحية
وأكدت أخصائية التغذية العلاجية في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة فاطمة بن عمار، أهمية الغذاء الصحي لتلبية حاجة الجسم من جميع العناصر الغذائية الضرورية للمحافظة على صحة الجسم وتعزيز صحة جهاز المناعة، محذرة من الإفراط في تناول الطعام، وما يترتب عليه تأثير ضار بالصحة يشمل الشعور بالانزعاج والخمول وحرقة المعدة، والأرق وانتفاخ البطن والتجشؤ، والغثيان والتقيؤ، وزيادة الوزن، إضافة إلى تباطؤ عملية الهضم، وقالت: «من المهم اتباع الممارسات الصحيحة خلال عملية التسوق لضمان الحصول على غذاء آمن وسليم أو ما يطلق عليه (التسوق الذكي)، خصوصاً أننا في كثير من الأحيان لا نتناول كل الطعام الموجود في أطباقنا، أو قد تتعرض المواد الغذائية من اللحوم والخضراوات المخزّنة في ثلاجاتنا للتلف والفساد».
فوائد تقليل الأكل
وأيدتها في الرأي أخصائية التغذية العلاجية في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة سارة الكثيري، مشيرة إلى أن الدماغ يحتاج إلى نحو 20 دقيقة بعد تناول الطعام، لتسجيل مستوى الإشباع الذي وصل إليه الجسم، وهذا يعني أن التخمة تحدث في المعدة عن دون قصد أو وعي، حيث توجد أسباب عدة تدفع إلى الإفراط في الأكل، يرتبط بعضها بأوقات محددة من السنة، مثل رمضان ومواسم الأعياد والإجازات التي تتجلى خلالها كثير من المشاعر التي تشجع على المبالغة في استهلاك الطعام.
وأوضحت الكثيري أن التقليل من الأكل يساعد على زيادة قدرة الدماغ وقوّة التركيز، ويزيد العمر ويزيد فرصة قضاء شيخوخة صحية بعيدة عن الأمراض المزمنة والبدانة، ويعطي شعوراً بالنشاط وعدم الكسل وسهولة الحركة، إضافة إلى المساعدة على الوقاية من أمراض ضغط الدم والقلب والسكري والسكتات الدماغية، وأمراض الجهاز الهضمي، وبعض أنواع السرطانات.
تعزيز الأمن الغذائي
تنفذ دولة الإمارات العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز الأمن الغذائي عبر تشجيع سلوكيات الحد من هدر الطعام، وإدارة الفائض منه وإيصاله إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل الدولة وخارجها، وأظهرت الإحصاءات نجاح المبادرات في تخفيض كمية الطعام المهدر بنحو 37%، وانخفاض فاتورة فقد الغذاء من 10 مليارات إلى ستة مليارات درهم، وشملت المبادرات وضع استراتيجية طموحة للأمن الغذائي تهدف للوصول إلى صدارة مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، وتشكيل اللجنة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء المنبثقة من مجلس الإمارات للأمن الغذائي، ومبادرة «نعمة» لمواجهة فقد وهدر الغذاء، وتشجيع المسؤولية الاجتماعية، وتعزيز الممارسات المستدامة عبر سلسلة الإمداد الغذائي، ومشروع حفظ النعمة التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، للحد من الإسراف في استهلاك المواد الغذائية، واستقبال تبرعات الأطعمة الجاهزة والوجبات التي لم تمتد إليها الأيدي، إضافة إلى بنك الإمارات للطعام لإدارة فائض الطعام وتقليل هدره، وتوزيع الطعام الصالح للاستهلاك على أكبر عدد من المستفيدين داخل الدولة وخارجها.
مليون وجبة فائضة
وتعد مبادرة «توفير مليون وجبة من فائض الطعام»، جهداً شاملاً من «نِعمة» لاستعادة وتوزيع الغذاء الفائض الصالح للاستهلاك، بالتعاون مع بنك الطعام الإماراتي، وتطبيق «ريلوب»، ويعتمد على إشراك الفنادق وقطاع الضيافة، وتشمل المبادرة أيضاً إعادة تدوير النفايات الغذائية، من خلال جمع غير الصالح للاستهلاك لاستخدامه في التسميد، دعماً للاقتصاد الدائري.
إنجازات
وزّع بنك الإمارات للطعام أكثر من 70 مليون وجبة منذ تأسيسه، وبلغ عدد شركائه من المؤسسات الغذائية والفنادق والمطاعم 232 شريكاً استراتيجياً، ووقع خمس مذكرات تفاهم مع بنوك طعام عالمية في المملكة العربية السعودية، ومصر والسودان والكويت، فيما تضمنت إنجازات مبادرة «نعمة» النجاح في تحويل مليون كيلوغرام من الغذاء عن مكبات النفايات. وتعادل القيمة الاقتصادية لما تم توفيره نتيجة تحويل نفايات الغذاء عن مكب النفايات 3.2 ملايين درهم، وأدى ذلك إلى خفض 2.4 مليون كيلوغرام من الانبعاثات الكربونية، وإنتاج 76 ألفاً و600 كيلوغرام سماد عضوي لنحو 30 ألفاً و635 متراً مربعاً من الأراضي الزراعية، كما سجلت نسبة الحد من هدر الغذاء المحققة من خلال التجارب السلوكية في قطاع الضيافة، ارتفاعاً بمقدار 62%، وبلغت نسبة رضا المشاركين في استبيان ضم 34 ألفاً و363 شخصاً 94%.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
«وقف الحياة»
«وقف الحياة» في رحاب «عام المجتمع» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما يحمله من روح العطاء والتضامن، جاء إطلاق هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي»، بالتعاون مع دائرة الصحة في الإمارة، حملة «وقف الحياة»، لدعم المصابين بالأمراض المزمنة تحت شعار «معك للحياة»؛ بهدف تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتغطية نفقات العلاج للفئات الأكثر احتياجاً. وجاء في معرض الإعلان عن إطلاق الحملة، أنّها تأتي ضمن «وقف الرعاية الصحية»، الذي أطلقته الهيئة والدائرة، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وهيئة المساهمات المجتمعية - معاً، بقيمة مليار درهم في شهر مايو 2024، لتعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتوفير تمويل مستدام ومستمر للمساعدة على علاج المصابين بالأمراض المزمنة من الفئات الأكثر احتياجاً، ودعم المنظومة الصحية، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية. نتطلّع إلى تفاعل كبير من شركات التأمين الصحي مع هذه الحملة، وكذلك من منتجي الأدوية ووكلائهم، والمؤسسات الخاصة الكبرى المالكة للعديد من المنشآت الطبية، تجسيداً لالتزاماتهم ومسؤولياتهم المجتمعية من جهة، وتأكيداً للرسالة الإنسانية التي تمثّلها في وطن التسامح وعاصمة الإنسانية، إمارات المحبة والوفاء ذات الإسهامات والأيادي البيضاء في مساعدة المرضى أينما كانوا في مختلف بقاع العالم دون تمييز، إسهامات تعبّر عن قيم وإرث المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه. وتهدف الحملة - كما جاء في الإعلان عنها - إلى «جمع المساهمات لإنشاءِ وقفٍ يُخصَّص لدعم نفقات علاج مرضى الأمراض المزمنة المحتاجين، إضافةً إلى استثمار أموال الوقف في تطوير الخدمات الصحية، وتوفير الأدوية والدعم النفسي للمرضى». وأكدت «أوقاف أبوظبي»، أنّها «ستبذل قصارى جهدها لتحقيق مستهدفات الحملة عن طريق إنشاء الأوقاف من الأموال والمساهمات الوقفية المتحصّلة من المساهمين، والإشراف على شؤون إدارة هذه المساهمات، من خلال استثمارها، وحفظها، واستدامة مواردها لتمكينها من تنمية أعمالها، وتعظيم التأثير الاجتماعي حول أهميتها، وتشجيع المزيد من العطاء في هذا المجال الحيوي». كما أكدت، أنّ الحملة تُمثّل أملاً جديداً للمصابين بالأمراض المزمنة، وتُسهم في توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لغير القادرين على تحمُّل نفقات العلاج. جهود ومبادرات تعكس حرص الإمارات على إرساء نموذج مستدام للرعاية الصحية، وتعزيز صحة وسلامة المجتمع، وفي الوقت ذاته تُسهم في ترسيخ الشراكة المجتمعية والتكافل الاجتماعي الذي يميّز مجتمع الإمارات، وحبّ الخير ومساعدة الآخرين الذي جبل عليه، وفي هذا السياق، نُحيي الجهد الكبير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي فيما يتعلّق بتقديم المساعدات الطبية والعلاجية للمحتاجين، وتخفيف الأعباء المالية عنهم.


الاتحاد
منذ 4 أيام
- الاتحاد
«الوطنية للتصلب المتعدد» تعلن عن أسماء الفائزين في دورة المنح البحثية لعام 2025
أبوظبي (الاتحاد) منحت الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد 4 ملايين درهم إماراتي في شكل منح بحثية لستة مشاريع بحثية يتم العمل عليها في دولة الإمارات، وتهدف إلى تسريع التقدم في فهم وتشخيص وعلاج التصلب المتعدد، وذلك في إنجاز بارز ضمن دورتها الثانية لبرنامج المنحة البحثية.وقد تم اختيار المشاريع الفائزة، بالتعاون مع شركاء الجمعية، ودائرة الصحة – أبوظبي. ويأتي هذا الإعلان عقب إصدار تقرير الأثر البحثي للجمعية لعام 2023–2024، مما يعكس الزخم المتزايد في جهود البحث والمناصرة المتعلقة بالتصلب المتعدد في دولة الإمارات. ومن الجدير بالذكر أن تمويل المشاريع البحثية قد تضاعف هذا العام، مقارنةً بالدورة الافتتاحية، في دلالة واضحة على التزام الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد المتزايد بدعم جهود البحث العلمي في مجال التصلب المتعدد. واستقطبَت دورة المنح لهذا العام 46 طلباً، من بينها طلبات تم إعدادها بالتعاون مع 15 شريكاً إقليمياً ودولياً، ما يُمثل زيادة تقارب أربعة أضعاف مقارنةً بالدورة الأولى، ويُجسّد الدور الريادي المتنامي لدولة الإمارات في مجال أبحاث التصلب المتعدد.وفازت بالمنح البحثية عدة مؤسسات رائدة في الدولة، وتشمل المشاريع الممولة ما يلي: دراسة الارتباطات الجينية والوراثية في حالات التصلب المتعدد العائلية من «جامعة خليفة»، وبحث عن تطوير وتقييم برنامج تدريبي مزدوج المهام باستخدام الواقع المعزز لتحسين الوظائف المعرفية والحركية للمتعايشين مع التصلب المتعدد من «جامعة الشارقة»، وبحث عن حساسات حيوية مولدة للطاقة لمراقبة التصلب المتعدد (SENSE-MS) من «جامعة خليفة»، وبحث عن تحليل الفروقات الجغرافية والاجتماعية في إمكانية الوصول إلى العلاجات المعدّلة للمرض للمتعايشين مع التصلب المتعدد في دولة الإمارات من كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وكذلك بحث عن تطوير أول نموذج لغوي ضخم في العالم مخصص للتصلب المتعدد من «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، وبحث عن تعزيز إعادة تغليف الأعصاب بمادة الميالين لدى المتعايشين مع التصلب المتعدد من خلال التحفيز الكهربائي الموجّه من «جامعة خليفة». وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، نائب رئيس مجلس أمناء الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد: يعكس نجاح الدورة الثانية من برنامج المنح البحثية التزام الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد بدعم الابتكار، وتعزيز دور البحث العلمي ضمن منظومة المعرفة المتقدمة في دولة الإمارات. ويعتبر النمو اللافت في أعداد وجودة طلبات المشاركة في دورة المنح التي تلقيناها هذا العام، دليلاً على التطور المستمر في قدراتنا العلمية، وعلى رؤية الدولة في أن تصبح مركزاً عالمياً للتميز في مجالي الرعاية الصحية والبحث العلمي. وأضافت: تمثل هذه المشروعات خطوةً ملموسة نحو تحقيق رؤيتنا طويلة المدى في تحسين جودة حياة المتعايشين مع التصلب المتعدد، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وتحقيق إنجازات نوعية في مجال رعاية التصلب المتعدد. ومن جانبها، قالت الدكتورة أسماء المناعي، المدير التنفيذي لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «في دائرة الصحة – أبوظبي، نؤمن بأهمية التعاون الاستراتيجي والرؤية المشتركة في دفع مستقبل رعاية التصلب المتعدد. وتُجسد شراكتنا مع الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد التزاماً موحداً نحو الارتقاء بالبحث العلمي وتحسين النتائج العلاجية للمرضى، وبناء منظومة صحية مستدامة تعزز صحة مجتمعنا. معاً، نهدف إلى تعزيز الابتكار، وتشكيل سياسات قائمة على الأدلة، وتحقيق تأثير واقعي في حياة مرضى المتعايشين مع التصلب المتعدد». كما تواصل الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد استثمارها في الكفاءات المستقبلية الوطنية، من خلال مبادراتها المختلفة كبرنامج الزمالة المشترك بين الجمعية ولجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلاج وأبحاث التصلب المتعدد (MENACTRIMS)، والذي يقدّم زمالة ما بعد الدكتوراه للباحثين الإماراتيين الشباب في مجال علوم الأعصاب، لدعم تدريبهم وتطورهم في مجالات البحث الأساسي أو السريري أو التطبيقي في التصلب المتعدد.


الاتحاد
منذ 4 أيام
- الاتحاد
أوقاف أبوظبي تُطلق حملة «وقف الحياة»
في إطار تفعيل روح العطاء والتضامن التي يجسِّدها «عام المجتمع» الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلقت هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر «أوقاف أبوظبي»، بالتعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي، حملة «وقف الحياة» لدعم المصابين بالأمراض المزمنة تحت شعار «معك للحياة»، بهدف تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتغطية نفقات العلاج للفئات الأكثر احتياجاً. ويأتي إطلاق الحملة ضمن «وقف الرعاية الصحية»، الذي أطلقته الهيئة والدائرة، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، بقيمة مليار درهم في شهر مايو 2024، لتعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية، وتوفير تمويل مستدام ومستمر للمساعدة على علاج المصابين بالأمراض المزمنة من الفئات الأكثر احتياجاً، ودعم المنظومة الصحية، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية. وتسعى الحملة إلى جمع المساهمات لإنشاءِ وقفٍ يُخصَّص لدعم نفقات علاج مرضى الأمراض المزمنة المحتاجين، إضافةً إلى استثمار أموال الوقف في تطوير الخدمات الصحية، وتوفير الأدوية والدعم النفسي للمرضى. وتهدف الحملة إلى تعظيم عوائد الوقف وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة وبناء مجتمع صحي ومستدام. وتعمل المبادرة على نشر القيم الوقفية، وترسيخ مفهوم الوقف كأداة تنموية تدعم التكافل الاجتماعي، إلى جانب إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم المبادرات الخيرية والإنسانية، وتعزيز الاستثمار الاجتماعي لخدمة الفئات الأكثر احتياجاً. وقال فهد عبدالقادر القاسم، المدير العام لهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر: «نؤمن بأنَّ الوقف شريك أساسي في عملية التنمية المجتمعية، وداعم لكلِّ القطاعات الحيوية، ومنها القطاع الصحي، ولذلك ستبذل الهيئة قصارى جهدها لتحقيق مستهدفات الحملة عن طريق إنشاء الأوقاف من الأموال والمساهمات الوقفية المتحصّلة من المساهمين، والإشراف على شؤون إدارة هذه المساهمات من خلال استثمارها وحفظها واستدامة مواردها لتمكينها من تنمية أعمالها، وتعظيم التأثير الاجتماعي حول أهميتها، وتشجيع المزيد من العطاء في هذا المجال الحيوي». وأكَّد أنَّ الحملة تُمثِّل أملاً جديداً للمصابين بالأمراض المزمنة، وتُسهم في توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لغير القادرين على تحمُّل نفقات العلاج، مشيراً إلى أنَّ هذه المبادرة تُعَدُّ تجسيداً حقيقياً لمفهوم «عام المجتمع» الذي أعلنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتعكس التزام «أوقاف أبوظبي» بتحقيق التميُّز في مجال الوقف لضمان تحقيق الاستدامة ورخاء المجتمع ورفاهيته، ومواصلة العمل على تطوير المزيد من المبادرات الوقفية التي تُسهم في نشر ثقافة الوقف، وتعزيز التكافل الاجتماعي، وترسيخ قِيم الخير والعطاء بين أفراد المجتمع، داعياً الجميع إلى المشاركة الفعّالة في هذه المبادرة النبيلة، بما يعزِّز التضامن المجتمعي، ويترجم قِيم العطاء والإنسانية المتجذّرة في المجتمع الإماراتي. وأكدت الدكتورة نورة الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، أنَّ حملة «وقف الحياة» لدعم المصابين بالأمراض المزمنة ضمن «وقف الرعاية الصحية» تعكس رؤية دولة الإمارات وحِرص قيادتها الرشيدة على تمكين الإنسان وتعزيز صحته، مشيرة إلى أن هذا الوقف يمثل نموذجاً مستداماً لتوفير الرعاية للفئات الأكثر احتياجاً. وقالت سعادتها: «إنَّ الحملة تسهم في ترسيخ أسس الشراكة المجتمعية والتكافل الاجتماعي، وتدعم جهودنا في تعزيز جودة الحياة والوصول إلى رعاية صحية تخصصية ومتكاملة وفعالة، تضع احتياجات المريض في قلب المنظومة الصحية». وأوضحت أنَّ الحملة تُسهم في توفير التمويل المستدام لتخفيف الأعباء المالية عن المصابين بالأمراض المزمنة في رحلتهم العلاجية، وتعزيز إرادتهم على الشفاء، مشيرةً إلى أنَّ هذه المبادرة تعكس التزام الدائرة المستمر بترسيخ التكافل الاجتماعي، وإشراك المجتمع في تقديم العون والمساهمة في تحقيق أثر إيجابي ومستدام في حياة المرضى وأُسرهم. ولفتت سعادتها إلى أنَّ دائرة الصحة – أبوظبي ستعمل، ضمن مهامها في الحملة، على تنظيم كلِّ ما يتعلَّق بالشؤون الصحية في المساهمات الوقفية والإشراف على صرف هذه المساهمات، وضمان تحقيقها المستوى الأمثل في دعم الرعاية الصحية التخصُّصية، وتسهيل وصول أثرها وخدماتها إلى شريحةٍ أوسعَ من مستحقي الدعم من المرضى. وأعلنت الحملة عن ذراعَي جَمْعِ المساهمات، وهما هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تقوم منذ نشأتها عام 1983 بدور رائد في تعزيز أوجه العمل الإنساني المختلفة على الصعيدين المحلي والدولي تحقيقاً لرسالتها في حشد قوة الإنسانية لمساعدة الضعفاء والمحتاجين، وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، القناة الحكومية الرسمية في أبوظبي لجمع المساهمات المجتمعية، حيث تعمل كحلقة وصل بين القطاع العام والخاص والمؤسسات الاجتماعية ومؤسسات النفع العام لتوجيه المساهمات المجتمعية لدعم الأولويات المهمة ضمن مختلف القطاعات، بهدف تعزيز التنمية الاجتماعية وبناء مجتمع متعاون ونشط. وقال سعادة أحمد ساري المزروعي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: «يُعَدُّ الوقف ركيزة مهمة في استدامة العمل الخيري، ورافداً أساسياً يدعم المشاريع الخيرية في مختلف المجالات، كما أنه إحياء لسُنَّة تعمل دائماً على تعزيز المسؤولية المجتمعية والإنسانية وقيم العطاء المتأصّلة في مجتمع الإمارات». وأضاف: «تأتي شراكة هيئة الهلال الأحمر مع حملة وقف الحياة لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، إيماناً مِنّا بالأهمية الحاسمة لوجود مصادر دعم مجتمعية مستدامة للقطاع الصحي، وخصوصاً الأمراض المستعصية وتلك التي تحتاج إلى نفقات كبيرة، والتي لا يستطيع الأفراد تحمُّلها وحدهم، ولتتمكَّن المساهمة المجتمعية من تخفيفِ كثيرٍ من الأعباء عن كاهل المرضى من غير القادرين، ومنحهم الأمل بالعلاج والشفاء». من جهته قال عبدالله حميد العامري، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية – معاً: «يأتي تعزيز المسؤولية الاجتماعية في صدارة سلم أولوياتنا، حيث نعمل على دعم كل المبادرات الكفيلة بتفعيل الدور المجتمعي لمختلف المؤسسات والأفراد، وتشجيع تكاتف ومساهمة الجميع في المبادرات التي تترك تأثيراً إيجابياً طويل الأمد. واليوم تأتي شراكتنا مع حملة وقف الحياة لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، انطلاقاً من إيماننا بأهمية تعزيز جهود التعاون وتوحيدها لدعم هذا القطاع الحيوي ومساعدة المرضى وتحسين جودة حياة الأفراد في مجتمع أبوظبي». وأضاف: «ونسعى من خلال هذه الشراكة إلى غرس قيم المسؤولية المشتركة والعطاء المجتمعي بين أفراد المجتمع في سبيل إنجاح الجهود الرامية إلى تطوير وقف داعم للقطاع الصحي، باعتباره أحد القطاعات التي تدعمه هيئة المساهمات المجتمعية - معاً عبر توجيه المساهمات المجتمعية من الأفراد والشركات لدعم المبادرات الرامية لمعالجة الأولويات الاجتماعية الملحة في أبوظبي». وتُعَدُّ حملة «وقف الحياة» نموذجاً مبتكَراً لتعزيز الوقف كأداة تنموية مستدامة، حيث توفِّر آلية مرنة ومتجدِّدة لدعم الخدمات الصحية للفئات الأكثر احتياجاً، وتعزِّز من جهود دولة الإمارات في ترسيخ العمل الخيري كجزء من نسيجها الاجتماعي والإنساني. وتأتي الحملة استمراراً للحملات والمبادرات التي تُطلقها إمارة أبوظبي لترسيخ ريادتها في مجال العمل الإنساني، والتي ترتكز على مبدأ العمل الجماعي المنظَّم والتخطيط بعيد المدى، واستدامة المنفعة للمستفيدين. ويُسهم الوقف بدور بارز في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يوسِّع قاعدة العمل الخيري والإنساني ليشمل عدداً أكبر من الشرائح الأكثر احتياجاً وفق مفهوم مستدام للعطاء، ويرسِّخ الوقف قِيم التكاتف والتعاضد بمعناها الأوسع والأشمل، إذ يُتيح لجميع أفراد المجتمع المساهمة في أعمال الخير الوقفية، ما يعزِّز استدامة الخير.