كواليس "خدعة" ترامب قبل قصف إيران: أعلن التريث بينما كانت المقاتلات في الجو
كشف موقع أكسيوس أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجأ إلى "خدعة إعلامية" حين أعلن قبل أيام أنه سيقرر "خلال أسبوعين" ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران، بينما كانت العملية العسكرية قد دخلت فعلياً حيز التنفيذ بسرّية تامة. وبحسب ما أورده الموقع الأميركي، فجر اليوم الاثنين، فإنّ قاذفات "بي-2" الأميركية نفذت أكبر ضربة في تاريخها ضد منشآت البرنامج النووي الإيراني، شملت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان، في عملية معقدة حملت اسم "مطرقة منتصف الليل"، جرى التخطيط لها بدقة منذ سنوات.
وأوضح مسؤولون في إدارة ترامب، لـ"أكسيوس"، أنّ الرئيس الأميركي أراد كسب الوقت وخلق غطاء إعلامي بالتلميح إلى إرجاء القرار، بينما كانت الطائرات في الجو بالفعل، وتم تقليص دائرة الاطلاع على تفاصيل العملية لأقل عدد ممكن من المسؤولين في
البيت الأبيض
والبنتاغون لضمان السرّية الكاملة.
وبحسب ما كشفه الموقع الأميركي، فإنّ ترامب، بعدما لمّح إلى أنّ الهجوم على
إيران
قد يتأجل، عصر يوم الجمعة، منح وزير الدفاع بيت هيغسيث الضوء الأخضر لتنفيذ العملية. وبعد ساعات قليلة، أقلعت الطائرات من قاعدتها. اتجه بعضها باتجاه الغرب "تحت ستار دخاني" للتضليل، بينما توجهت المجموعة الضاربة الحقيقية شرقاً نحو إيران.
وعصر السبت، بينما كان ترامب لا يزال في نادي الغولف الخاص به في نيوجيرسي، تم إبلاغه بأن القاذفات على وشك الوصول إلى "نقطة اللاعودة"، فأعطى ترامب القرار النهائي بالتأكيد على تنفيذ الهجوم. ونقل الموقع عن أحد الأشخاص الذين تحدثوا مع ترامب في ذلك المساء، قوله: "كان الرئيس يستمتع بوقته. لم يكن أحد منا يعلم أنّ مجموعة من القاذفات كانت في الجو جاهزة لإمطار الناس بالنار". وبعد ذلك بوقت قصير، صعد ترامب إلى طائرة "إير فورس وان" وتوجه إلى واشنطن ليكون في غرفة العمليات عندما تسقط أولى القنابل على أهدافها. وقال مسؤول أميركي في حديثه مع الموقع إن ترامب أثناء جلوسه في غرفة العمليات، لاحظ أن وسائل الإعلام لا تزال تورد أنه لم يتخذ قراره بعد، عندها ازدادت ثقته في نجاح العملية.
رصد
التحديثات الحية
تفاصيل الضربة الأميركية على إيران.. قنابل خارقة تستخدم لأول مرة
وأشار التقرير إلى أن "ترامب كان مستعداً لإلغاء الضربة حتى اللحظات الأخيرة في حال ظهور فرصة دبلوماسية، بعد محاولات تنسيق مع تركيا لعقد لقاء سرّي مع مسؤولين إيرانيين في إسطنبول، لكن فشل المحادثات ورفض إيران دخول المسار التفاوضي دفع ترامب إلى إعطاء الضوء الأخضر النهائي للعملية".
وأكد مسؤولون أميركيون للموقع أنّ العملية لم تكن تستهدف تغيير النظام في إيران، بل توجيه ضربة "نوعية" للبرنامج النووي الإيراني مع الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي مفتوحة بعد العملية. وأضاف التقرير أنّ تقديرات استخباراتية أميركية وإسرائيلية جديدة بشأن تقدم إيران في مشروعها النووي، إلى جانب نجاح إسرائيل في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، دفعت باتجاه استغلال الفرصة العسكرية، خصوصاً في ظل فشل المحاولات الدبلوماسية الأخيرة للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران.
وبحسب ما ذكره الموقع، فإنّ القرار العسكري لترامب جاء بعد وصول تقييمات استخباراتية حديثة من وكالة الاستخبارات الأميركية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حول تسارع العمل في البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تقرير صارم للوكالة الدولية للطاقة الذرية زاد الشعور بالإلحاح. كذلك، بحسب الموقع، "وفرت الضربات الإسرائيلية المسبقة التي نجحت في تحييد أجزاء كبيرة من الدفاعات الجوية الإيرانية نافذة نادرة لشنّ ضربة جوية واسعة بأقل قدر من المخاطر العسكرية".
وفقًا لما نقله موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، فقد بعث مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف رسالة إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتوضيح أنّ العملية "كانت لمرة واحدة ومقتصرة تماماً على البرنامج النووي الإيراني"، مشيراً إلى أنّ ويتكوف، الذي ظل على اتصال مباشر مع عراقجي طوال الأزمة، أكد أنّ الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل دبلوماسي، وتريد الآن من إيران العودة إلى طاولة المفاوضات بعد تدمير مواقع التخصيب الرئيسية.
ولا يزال ترامب يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران، وأراد التوصل إليه قبل إقلاع القاذفات، وفقاً لما ذكره مستشارٌ للرئيس لـ"أكسيوس"، وقال المصدر: "بمجرد أن صمتت قاذفات بي-2، كان الأوان قد فات. لكن الاتصالات مفتوحة الآن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 40 دقائق
- BBC عربية
القواعد الأمريكية في الخليج: ماذا نعرف عنها؟
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الأحد، استهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية بضربات جوية نفذتها قاذفات أمريكية. وأنهى ذلك الإعلان أياماً من التكهّنات بشأن مشاركة محتملة لواشنطن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، التي بدأت حين شنت إسرائيل ضربات في 13 يونيو/حزيران استهدفت منشآت نووية إيرانية، وعلماء، وقيادات عسكرية. وعقب الغارات الأمريكية، أطلق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تهديدات مفادها أن إيران ستعتبر القواعد التي استخدمتها الولايات المتحدة لضرب المنشآت النووية "أهدافاً مشروعة"، مشيراً إلى أنه "لا مكان بعد اليوم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، على حدّ تعبيره. وحتى قبل بدء المواجهة، كانت هناك تصريحات إيرانية تصبّ باتجاه التهديد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً على إثر تعثّر محتمل للمحادثات النووية بين الطرفين، إذ قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، إن لدى طهران القدرة على "الوصول إلى كل القواعد الأمريكية في البلدان المضيّفة لها"، وإنه في حال استهداف هذه القواعد، "ستضطر الولايات المتحدة إلى مغادرة المنطقة". وقبيل التدخّل الأمريكي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على الولايات المتحدة إذا دخلت الحرب، قائلاً: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سترافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها". وفي ضوء هذه التصريحات، وترقّب العالم لردّ إيراني محتمل على استهداف الولايات المتحدة منشآتها النووية، وتصاعد التكهنات بشأن كيفية ذلك الردّ، تبرز القواعد الأمريكية في الخليج خياراً محتملاً ضمن سيناريوهات عدة يطرحها المحللون لشكل الرد الإيراني. فما الذي نعرفه عن القواعد الأمريكية في الخليج، وعن تاريخها، وموقف إيران منها؟ منطقة الخليج.. "كَمَن يمسك الذئب من أذنيه" تخيل للحظة أنك دولة عربية في الخليج، تشكل مياه الخليج حولك شرياناً حيوياً لاقتصادك، تمر ناقلات النفط والغاز من وإلى موانئك، تتدفق البضائع إلى محاورك التجارية عبره، لديك شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، واتفاقيات دفاعية واقتصادية وتجارية معها، وهناك وجود عسكري أمريكي على أراضيك وفي بحارك، وفي الجهة الأخرى من الخليج هناك إيران، وعلاقتك المعقّدة معها التي تتراوح بين الانفراج تارة والضيق تارة أخرى. تخيل الآن أنك إيران، هناك عقوبات تحاصرك من كل مكان، وعلاقتك مع واشنطن وصلت إلى حد مأزوم بعد انهيار الاتفاق النووي سنة 2018 خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب. دخلتَ في متاهة الفعل ورد الفعل فتبادلتَ النيران مع إسرائيل، انتهى بتوجيه الأخيرة ضربة على أراضيك استهدفت منشآتك النووية وكبار قادتك العسكريين، ولديك توجس من نوايا واشنطن وخطواتها المقبلة بعد سلسلة من التوترات، وبعد عودة ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض، والضغوطات عليك للتفاوض بشأن برنامجك النووي، في الوقت نفسه، هناك قواعد وتجهيزات عسكرية أمريكية على بعد عشرات الأميال من سواحلك، واعتمادك على الخليج كبير لتصدير نفطك الذي يروي ظمأ اقتصادك بعض الشيء. تخيل أنك الولايات المتحدة والقوى الاقتصادية الكبرى في العالم، ترى أمامك مضيق هرمز في الطرف الجنوبي للخليج الذي يمر عبره 30 في المئة من حجم تجارة النفط البحرية في العالم، وأي اختلال في حركة التجارة هذه قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية كبيرة، لديك في المقابل نزاع قديم حديث مع إيران، ولديك مخاوفك من توسع نفوذها في المنطقة، ومن برنامجها النووي الذي تشكك بأهدافه، وإيران لديها من القدرات الصاروخية وغيرها ما يكفي لتهديد مصالحك ووجودك في المنطقة. يبدو كل طرف هنا غير معني بالتصعيد المباشر في الخليج، فالخليج يعني الحياة للجميع. والخسارة فيه غير قابلة للقسمة، فإما أن يفوز الكل أو يخسرون معاً. في الوقت نفسه، لا يمكن لأي طرف الاستكانة والإشاحة بوجهه، وكل تصعيد في المنطقة يمثل تذكيراً بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، ولا أحد يملك رفاهية التوقف عن اليقظة والترقب. هناك قول مأثور على لسان أحد الشخصيات في المسرحية اللاتينية "فورميو": "أمسكت الذئب من أذنيه، لا أعرف كيف أفلته، ولا أعرف كيف أبقيه". ربما ليس دقيقاً تشبيه مياه الخليج بالذئب هنا، فهي أكثر شبهاً بهدية جميلة، جميلة لكنها كبيرة تثقل كاهل كلّ من تلقّاها، فلا يسعه إفلات الهدية، ولا يسعه التمكن منها تماماً. الوجود الأمريكي: كيف بدأ وترسّخ؟ يعود الوجود الأمريكي في بعض دول الخليج إلى عقود بعيدة، لكن هذا الوجود صار أكثر وضوحاً مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية بين الأعوام 1980 و 1988 التي شهدت ما عُرف "بحرب الناقلات"، حين استهدف العراق وإيران ناقلات النفط والسفن التجارية في الخليج في سبيل استنزاف الطرف الآخر اقتصادياً. خلال الحرب العراقية الإيرانية، موّلت السعودية والكويت ودول مجاورة أخرى العراق في مجهوده الحربي ضد إيران، ودعمته الولايات المتحدة كذلك تكتيكياً، وفق الموسوعة البريطانية. في عام 1987 تدخلت الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط التي كانت تتعرض لهجمات إيرانية في مياه الخليج. وأصبح الوجود الأمريكي أكثر تأسيساً وضمن شراكات استراتيجية في أعقاب حرب الخليج المعروفة بـ "عاصفة الصحراء" سنة 1991، حين قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً لإخراج القوات العراقية التي غزت الكويت، فوقّعت عدة دول خليجية اتفاقيات دفاعية مع واشنطن في الأشهر التي أعقبت الحرب. الوجود الأمريكي: كيف تراه إيران؟ المعارضة الإيرانية الحازمة للوجود الأمريكي في الخليج، حاضرة في تصريحات لا حصر لها عن المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين، ومع كل حادثة أو تصعيد أو أزمة تمر بالمنطقة، تخرج تصريحات إيرانية تشير صراحةً أو تلميحاً إلى الوجود الأمريكي باعتباره "عامل زعزعة لاستقرار الخليج ودوله" وأن "دول الخليج قادرة على حفظ أمنه بنفسها" وأن إيران سترد على أي "تهديد يمثله هذا الوجود". وفي أعقاب الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2024، ومع ترقب العالم لرد إسرائيلي عليها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني قوله إن طهران أبلغت دول الخليج العربية أنه سيكون من غير المقبول سماحها باستخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية ضد إيران، وأن أي خطوة من هذا القبيل ستُتبع برد إيراني. ونقلت الوكالة كذلك في وقت لاحق أن دول الخليج ضغطت على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة منشآت نفطية إيرانية في ردها على الهجوم الإيراني، خشية أن يؤدي ذلك إلى مهاجمة منشآت دول الخليج النفطية من قبل "وكلاء إيران" إذا ما تصاعد الصراع، كما نقلت دول الخليج إلى واشنطن رفضها استخدام إسرائيل مجالها الجوي في أي هجوم ضد إيران. وفي منتصف عام 2021، نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية عن قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني تصريحات علّق فيها على ما وصفه بـ "تزايد عدم الاستقرار في خليج عدن وباب المندب" قائلاً "إنه ولهذا السبب لا نتفهم الغاية من وجود قوات التحالف في الخليج"، و"إننا نعتقد أن سبب وجودها الأساسي هو تقويض الحوار والتواصل بين قوات البحرية التابعة لبلدان المنطقة". وفي عام 2020، نشر حساب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في منصة إكس تغريدة تقول إن منطقة الخليج يمكن إدارتها عبر "سياسة تعاونية عقلانية وحكيمة تعود بالنفع على كل دول المنطقة، وإن ما يهدد مثل هذه الخطوة وجود القوات الأجنبية في المنطقة". في العام ذاته نقلت وكالة فارس عن قيادي في الحرس الثوري الإيراني قوله إن "الوجود الأجنبي في المنطقة لا معنى له، وإن عليهم مغادرتها". كما نقل تلفزيون "برس تي في" تصريحات لمسؤول في الحرس الثوري، قال فيها إنه إذا غادر الأمريكيون فإن "دول المنطقة ستكون قادرة على إقامة أمن مستدام". تصريحات المسؤولين والمواقف الإيرانية بشأن الوجود الأمريكي في الخليج لم تقتصر على حقبة زمنية أو تصعيد محدد، ويمكن تتبعها إلى سنوات سابقة. ففي عام 2003 على سبيل المثال، صرّحت وزارة الخارجية الإيرانية في أعقاب إعلان واشنطن وصول أكثر من 3 آلاف بحار وعنصر إضافي من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط، صرحّت بأن "الوجود الأمريكي في المنطقة يزعزع أمنها واستقرارها". ورفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السرية عن وثيقة تعود للعام 1987، تحتوي على ملخص للأوضاع في ضوء الحرب العراقية الإيرانية، والحماية الأمريكية لناقلات النفط الكويتية. يقول التقرير إن إيران تعتقد أن "إقناع الدول العربية في الخليج بالنأي بنفسها عن مسألة الحماية الأمريكية لسفن الشحن الكويتية هو عنصر أساسي في جهودها لإجبار الولايات المتحدة والكويت على التراجع عن هذه الخطوة". أين يتركز الوجود الأمريكي في الخليج، وما هو حجمه؟ ليس من السهل تتبع الوجود الأمريكي في الخليج بدقة، فهذا الوجود لا يقتصر فقط على القواعد العسكرية الثابتة، لكنه يشمل أيضاً السفن الحربية وحاملات الطائرات وغيرها، كما أن أعداد القوات ومهامها تتغير بشكل مستمر. اعتمدنا في هذا التقرير على مصادر عدة، مثل بيانات الخارجية الأمريكية والبنتاغون، وخدمة أبحاث الكونغرس، ومؤسسات بحثية ومواقع إخبارية أمريكية، وبعض هذه البيانات محدّث حتى بداية العام 2025، وبعضها يعود لسنوات سابقة، كما تواصلنا في نهاية 2024 مع القيادة الوسطى الأمريكية التي تقع دول الخليج ضمن نطاق مسؤوليتها للحصول على معلومات أكثر. وأكدت القيادة الوسطى الأمريكية خلال ردّها على استفسارات لبي بي سي، على أن أعداد الجنود الأمريكيين في المنطقة تتغيرصعوداً ونزولاً "وفقاً لمتطلبات المهمة ووفقاً للاحتياجات في المنطقة". السعودية بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والسعودية يعود إلى عام 1945 ببناء مطار الظهران. وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم تتمركز بشكل رسمي أو دائم في السعودية، إلا أنها "حافظت على وجود لها في المملكة لعقود من الزمن". خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، استقر جنود أمريكيون في السعودية لدعم مبيعات الأسلحة ومهام التدريب. وخلال حرب الخليج عام 1991، تم نشر ما يصل إلى 550 ألف جندي في المملكة للمساعدة في إخراج القوات العراقية من الكويت. وفي الفترة ما بين عامي 1991 و2003، "تم نشر ما يقرب من 5000 جندي أمريكي - معظمهم من سلاح الجو - في المملكة لفرض منطقة حظر الطيران الجنوبية فوق العراق" بحسب المعهد. وسحبت واشنطن قواتها من قاعدة الأمير سلطان الجوية الواقعة إلى الجنوب من العاصمة الرياض في عام 2003، بناء على طلب من السعودية، ونقل الجيش الأمريكي معظم مقدراته إلى قاعدة العُديد الجوية في قطر، وهو ما يعني سحب كامل القوات الأمريكية من السعودية آنذاك، باستثناء تلك المختصة بالمبيعات العسكرية الخارجية والتدريب. وأعلنت السعودية في منتصف عام 2019، موافقتها على "تضييّف قوات أمريكية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، تبعه إعادة نشر قوات أمريكية، خاصة في قاعدة الأمير سلطان الجوية. ووفقاً لخارطة محدثة حتى نهاية 2021 نشرتها منظمة "مشروع الأمن الأمريكي"، فقد تم نشر 1800 فرد من جناح الاستطلاع الجوي رقم 378 في القاعدة نهاية 2019، كما تحتوي القاعدة على بطاريات باتريوت وعلى نظام "ثاد" المضاد للصواريخ البالستية. وبلغ عدد الجنود الأمريكيين المتمركزين في السعودية وفق بيانات محدثة حتى 2023 نشرها موقع أكسيوس نحو 2700 جندي. وتقوم القوات الأمريكية في السعودية "بتوفير قدرات الدفاع الجوي والصاروخي، وإسناد تشغيل الطائرات العسكرية الأمريكية، وتعمل بالتنسيق مع الحكومة السعودية" وفقاً للبيت الأبيض. ليس من الواضح حجم وأماكن الوجود الأمريكي في الوقت الحالي في السعودية، ومعظم البيانات حول ذلك محدثة حتى نهاية 2022 فقط. توجهنا بالسؤال إلى القيادة الوسطى الأمريكية بشأن عديد القوات الأمريكية في السعودية، فامتنعت عن الإجابة لأسباب تتعلق "بحماية الأمن العملياتي"، لكن القيادة الوسطى قالت لبي بي سي، إن المهمة التدريبية الأمريكية في السعودية تقوم بتدريب القوات المسلحة السعودية وتقديم المشورة لها ومساندتها في "الدفاع عن مصالح البلدين المشتركة وضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط". قطر يرتبط الوجود الأمريكي في قطر في تقارير وسائل الإعلام بقاعدة العُديد الجوية، وعادة ما توصف عبر هذه الوسائل بأنها القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط. تقع قاعدة العُديد الجوية إلى الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة، وتُسمى أيضاً مطار أبو نخلة، أنشئت عام 1996 وتُعد وفقاً للخارجية الأمريكية أضخم منشأة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة. وفي منتصف أكتوبر / تشرين الأول 2024، قال رئيس الوزراء القطري إن "قطر لا تقبل أن تُشن من قاعدة العديد هجمات أو حروب على دول في المنطقة أو خارجها"، وأضاف أن العلاقة مع الولايات المتحدة هي "شراكة استراتيجية، مع التأكيد على أن كل طرف يتمتع بالسيادة الكاملة، ولا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر". التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي القطري جاءت خلال ترقب العالم لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني بداية أكتوبر 2024. وفي بداية العام 2024، نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسمه، بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قطر لتمديد وجود القوات الأمريكية في قاعدة العُديد الجوية لعشر سنوات إضافية. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية التي اطلعت عليها بي بي سي، فإن عدد المباني والمنشآت التي تملكها القوات الأمريكية في القاعدة تراوح صعوداً ونزولاً بين 500 و600 منشأة ومبنى بين الأعوام 2022، و2024. وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن القوات الأمريكية الموجودة في قطر شاركت في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ووفقاً لبيانات محدثة حتى العام 2022 نشرها موقع أكسيوس، فإن عديد القوات الأمريكية في قاعدة العُديد يصل إلى 8 آلاف. وتضم القاعدة كذلك مقرات أمامية للقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الوسطى في سلاح الجو الأمريكي. البحرين والكويت والإمارات قالت القيادة الوسطى الأمريكية لبي بي سي نهاية 2024، إن لديها نحو 15 ألف جندي في كل من البحرين والكويت والإمارات. مع إعادة التأكيد على أن هذه الأرقام تتغير. في البحرين، وعلى مقربة من ميناء سلمان في منطقة الجفير، شرق العاصمة المنامة، تقع قاعدة بحرية أمريكية تضم قيادة الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة البحرية الوسطى. يُعد ميناء خليفة بن سلمان، شرق العاصمة المنامة "أحد المنشآت البحرية القليلة في الخليج التي تتسع لحاملات الطائرات والسفن البرمائية الأمريكية" بحسب موقع أكسيوس. ووفقاً لورقة بحثية نشرتها خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، فإن الوجود العسكري للبحرية الأمريكية في البحرين يعود إلى العام 1948. وقّعت البحرين والولايات المتحدة اتفاقية تعاون دفاعي في عام 1991 تم تجديدها لـ 15 عاماً في 2017، وتوفّر البحرين بموجب هذه الاتفاقية إمكانية الوصول والتمركز والتحليق، لتسهيل العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة. أما الكويت، ووفقاً لنشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدثة حتى بداية 2025، تُضيّف أكثر من 13 ألف جندي أمريكي، معظمهم في معسكر عريفجان إلى الجنوب من العاصمة الكويت وفي قاعدة علي السالم الجوية إلى الشرق منها، وتضع هذه الأرقام الكويت في المرتبة الرابعة من حيث عدد الجنود الأمريكيين الذين تُضيّفهم دولة أجنبية، بعد كلّ من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية. وتتمركز قوات أمريكية كذلك في قاعدة أحمد الجابر الجوية وقاعدة المبارك الجوية المحاذية لمطار الكويت الدولي وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية. لدى الجيش الأمريكي أيضاً نحو 700 منشأة ومبنى في "معسكر بيوري" الواقع في منطقة نائية نسبياً إلى الشمال الغربي من مدينة الكويت، ويضم المعسكر مدرج طيران. وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن الوجود العسكري الأمريكي للكويت يتيح للولايات المتحدة القدرة على نشر قواتها البرية بشكل سريع في المنطقة. في الإمارات، تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية قرب أبو ظبي، إضافة إلى منشأة بحرية في الفجيرة شرقي البلاد، كما أن ميناء جبل علي غرب دبي قادر على التعامل مع حاملات الطائرات الأمريكية، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس. بحسب نشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدّثة حتى بداية 2025، فإن قاعدة الظفرة الجوية تُضيّف 3500 عسكري أمريكي، كما توفر الموانئ الإماراتية دعماً لوجستياً "ضرورياً" للبحرية الأمريكية و"تُضيّف مجتمعةً سفناً بحرية أمريكية أكثر من أي ميناء خارج الولايات المتحدة". بحسب منظمة "المشروع الأمني الأمريكي" فإن القاعدة البحرية في الفجيرة تقع على ساحل خارج مياه الخليج، أي قبل عبور مضيق هرمز، وتوفر ممراً برياً لوجستياً لميناء جبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.


Reuters عربية
منذ ساعة واحدة
- Reuters عربية
متحدثة: ترامب سيدعو خلال قمة حلف الأطلسي لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5%
واشنطن 23 يونيو حزيران (رويترز) - قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحث أعضاء حلف شمال الأطلسي على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عندما يتوجه لحضور قمة الحلف غدا الثلاثاء. وأضافت "سيكون أحد الموضوعات الرئيسية للمناقشة هو عتبة الخمسة بالمئة التي يجب على شركائنا في حلف شمال الأطلسي الوصول إليها. يدعو الرئيس الشركاء... إلى بذل المزيد من الجهود منذ فترة طويلة. جعلهم يتقدمون ويبذلون المزيد من الجهود في فترة رئاسته الأولى، وسوف تسمعون الرئيس يتحدث عن ذلك خلال زيارته التاريخية المقبلة إلى أوروبا".


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
إيران تتوعد بالانتقام من أميركا... ما خيارات الرد؟
تتصاعد التهديدات الإيرانية بالرد على العدوان الأميركي على المنشآت النووية الثلاث في نطنز وأصفهان وفوردو، حيث تتوالى بيانات مؤسسات الحكم في إيران وقادتها، متوعدةً بـ"رد صارم" على الولايات المتحدة. واليوم الاثنين، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف ، أن بلاده "لن تتسامح مع الهجوم أبدا، وسنردّ علیه رداً حاسماً یجعل ترامب المقامر یندم على عدوانه على بلدنا العزیز إیران". وأضاف قائد الجيش الإيراني، في اجتماع مع قادة هذه المؤسسة العسكرية، وفق مقطع مصور بثه التلفزيون الإيراني، "أننا خلال تاريخ إيران شاهدنا مراراً جرائم أميركا وفي كل مرة ارتكبوا جريمة تلقوا رداً حازماً وهذه المرة أيضا سيحدث الأمر نفسه". إلى ذلك، شدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبد الرحيم موسوي، في رسالة مكتوبة، اليوم الاثنين، تعقيبا على الهجوم الأميركي، على أن الولايات المتحدة الأميركية بهذا العدوان "قد فتحت الطريق لأي عمل ضد مصالحه وجيشه ولن نتراجع في هذا الخصوص"، مضيفا أن هذا الهجوم الأميركي جاء "استمرارا للدعم الشامل للكيان الصهيوني الوحشي والمعتدي، فدخلت الحرب بشكل مباشر عبر انتهاك سيادة إيران الإسلامية واعتدت على تراب بلادنا المقدس". من جانبه، قال المتحدث باسم لجنة المادة 90 في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، علي كشوري، إن مقترحات طرحت من قبل نواب البرلمان، تتضمن الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، إضافة إلى مشروع قانون لتقييد حركة المرور عبر مضيق هرمز رداً على العدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران. واليوم، بعد كل هذا الوعيد وتهديدات سابقة قبل الهجوم الأميركية، ثمة تساؤلات ملحة تطرح حول طبيعة الرد الإيراني، إن كان سيتسق مع حجم الوعيد والتهديد أم لا. في السياق، تقول مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد" إن إيران تمتلك عدة خيارات مهمة في الرد وأوراقا عدة"، متحدثة عن أنها "تدرس بعناية خيارات تأخذ في عين الاعتبار أمرين ويوازن بينهما، الأول يشكل ردا مؤثرا وحازما على الهجوم وثانيا لا يؤدي إلى حرب شاملة". أخبار التحديثات الحية إيران تتوعد أميركا برد "حازم" وتتعهد مواصلة تخصيب اليورانيوم وأضافت هذه المصادر أن النقاشات الداخلية ما زالت مستمرة في البلد، وأنه "كانت هناك خطط جاهزة، لكن ما دعا إلى التريث بعد يوم على الهجوم الأميركي هو بحث تنفيذ هجوم نوعي محسوب يشكل ردا قويا، وفي الوقت نفسه، لا يؤدي إلى حرب شاملة"، موضحة أن "الرد على الأغلب ليس واسع النطاق، وإنما ضد أهداف حساسة محددة بعناية بشكل مؤثر جدا". وأكدت المصادر أن "السبب الآخر وراء هذا التريث الإيراني حتى هذه اللحظة هو الابتعاد عن الانفعال والاندفاع للحؤول دون وقوع حرب شاملة". وتابعت المصادر أن "هناك حراكاً دبلوماسياً وثمة ضغوطاً على إيران للعودة إلى المفاوضات وعدم الرد، لكنها رفضت هذه الضغوط وعزز العدوان الأميركي موقفها"، مؤكدة أن "الاتجاه العام حاليا هو التركيز على استهداف إسرائيل واستعادة الردع معها عبر استنزافها بالنظر إلى وضعها الداخلي الحساس إلى جانب ضرب أهداف أميركية رداً على العدوان على نحو يؤثر على قناعات ترامب ويشكل ردعا لاستمرار العدوان". وخلال اليوم الأخير، تحدثت وسائل إعلام إيرانية أن أمام البلاد خيارات وبنك أهداف في الرد على العدوان الأميركي، منها إغلاق مضيق هرمز، واستهداف القواعد الأميركية في المنطقة، والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، وغيرها من الخيارات. وفي السياق، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الاثنين، إن البرلمان يعمل حاليا على إعداد مشروع لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "حتى تحصل منها على ضمانات محددة من ممارسة سلوك مهني".