
سحب الحافلات المتهالكة من الحظيرة الوطنية
❊ التحقيقات في حوادث المرور المميتة ستشمل مدارس تعليم السياقة
أعلنت وزارة النّقل، في بيان لها أمس، أنه تقرّر بأمر من رئيس الجمهورية، السيّد عبد المجيد تبون، سحب كل حافلات نقل المسافرين المتهالكة من الحظيرة الوطنية، والتي تزيد مدة خدمتها عن 30 سنة وذلك في مهلة لا تتجاوز ستة أشهر، وذلك تبعا للحادث المأساوي الذي أودى بحياة 18 شخصا وخلّف 24 جريحا، إثر سقوط حافلة لنقل المسافرين في مجرى وادي الحراش بالعاصمة.
في ذات السياق، أوضحت الوزارة أنها "منحت لأصحاب الحافلات المهترئة مهلة ستة أشهر من أجل استبدالها بأخرى جديدة"، مؤكدة "التزامها بتقديم كل التسهيلات اللازمة لاستبدال الحافلات القديمة بما يسمح بسلاسة العملية دون تعقيدات واحترام الآجال المحددة". كما أعلنت وزارة النّقل، أن التحقيقات في حوادث المرور التي تؤدي إلى وفيات ستشمل من الآن فصاعدا مدارس تعليم السياقة لمعرفة كيفيات منح رخصة القيادة.
ويأتي قرار رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، بسحب الحافلات المتهالكة من حظيرة النّقل العمومي كإجراء مباشر لتفادي تكرار الأحداث المأساوية التي تتسبب فيها الحافلات المهترئة، كتلك التي تسببت أول أمس، في وفاة 18 شخصا وجرح 24 أخرين، وهي الحادثة التي هزّت الشارع الجزائري الذي لم يخف امتعاضه من لامسؤولية بعض المالكين لحافلات النّقل الجماعي. ومباشرة بعد وقوع الحادث تقدم رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، بأخلص التعازي وأصدق المواساة إلى عائلات ضحايا هذا الحادث المأساوي.
وقال رئيس الجمهورية، في نص التعزية "بكل حزن وأسى أترحم على أرواح المواطنين الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم الذي تسبب فيه سقوط حافلة نقل بوادي الحراش، وبهذا المصاب الجلل الذي تأثرنا به جميعا، أتقدم بتعازي الخالصة وصادق المواساة لأسر الضحايا وأدعو الله القدير أن يغفر لموتانا وأن يسكنهم فسيح الجنان، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان والشفاء العاجل للجرحى إن شاء الله.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
كما أقرّ رئيس الجمهورية، حدادا وطنيا ليوم واحد ابتداء من مساء أول أمس، وذلك تضامنا مع عائلات الضحايا فضلا عن تنكيس الراية الوطنية. وكلّف إطارات في الدولة وأعضاء الطاقم الحكومي بالمتابعة الميدانية المستمرة لعمليات التكفّل بالضحايا بداية من عمليات الإنقاذ ثم التكفّل الطبي بهم على مستوى المؤسسات الاستشفائية وتشييع جثامين الموتى، حيث حضر أمس، كل من الوزير الأول نذير العرباوي، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام، ووفد وزاري هام مراسم تشييع جثامين ضحايا الحادث بمقبرة العالية في العاصمة. وصاحب وقوع هذا الحادث المأساوي حملة تضامن وتعاطف واسعة من كافة أبناء الشعب الجزائري مع عائلات الضحايا، تعابير تمجيد لبطولات فرق الإنقاذ وكذا المواطنين الذين ساهموا في عمليات انتشال الضحايا منذ الوهلة الأولى لوقوع الحادث.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 2 ساعات
- إيطاليا تلغراف
"الإمارة الإسلامية" التي تُعلِّم الفتيات الانتصار في الحروب
إيطاليا تلغراف د. ياسين أقطاي مع الذكرى الرابعة لتحرر أفغانستان الحقيقي من الاحتلال الأجنبي، وجدنا أنفسنا- بعد مرور عام ونصف على آخر زيارة- في أرضها من جديد، بدافع مناسبة خاصة. وبينما كانت سياراتنا تشق طريقها وسط الفوضى المرورية في شوارع كابل، كان أول ما لفت انتباهنا شبه انعدام إشارات المرور. المركبات تتقاطع في مسارات متقابلة بأقصى سرعة، ثم تنحرف فجأة في اللحظة الأخيرة لتتفادى التصادم، وتواصل سيرها وكأن شيئا لم يكن. مشهد يصعب على من اعتاد نظام المرور في تركيا أو أوروبا أن يتقبله بسهولة، ولكنه هنا 'نظام في قلب الفوضى' يعمل بشكل غريب وفعال. لكن هذه الملاحظة العارضة قادتنا لاكتشاف آخر؛ إذ علمنا أن 'الإمارة الإسلامية'- التي تحكم البلاد للمرة الثانية منذ أربع سنوات- قد وضعت بالفعل قوانين لتنظيم المرور، غير أن هذه القوانين بلا غرامات مالية، لأن العقوبات المالية غير جائزة في الفقه الحنفي، والإمارة ملتزمة بهذا الحكم، فلا تفتح له بابا. أمر يبدو غير قابل للفهم بعقل مشبع بمقاييس العصر الحديث، حيث تُقرأ الأمور دوما بمنطق المنفعة أو المصلحة أو العائد المالي. لمن اعتاد البحث عن البراغماتية أو حتى الفساد في كل قرار، سيكون من المستحيل تقريبا أن يفهم كيف يمكن التضحية بمصدر دخل كبير لمجرد أنه يخالف قاعدة فقهية. وهذا، في الحقيقة، مثال نموذجي على ما يمكن تسميته 'سياسة المستحيل'. فعندما كتب وائل حلاق كتابه الدولة المستحيلة: لماذا لا يمكن قيام دولة إسلامية في العصر الحديث، جادل بأن دولة تقوم على أسس أخلاقية محضة أمر غير ممكن، لكن طالبان- في ظاهر ممارساتها- تبدو وكأنها تسعى لإثبات العكس. فالدولة الحديثة، بطبيعتها كما يرى حلاق، لا يمكن أن تكون أخلاقية، ولا يمكن تمثيل الإسلام الحقيقي داخل بنيتها، إلا إذا تجاهلت مقاييس الحداثة وموازين القوى والنظام العالمي وأولوياته… وهذا بالضبط ما تفعله طالبان، فهي لا تبالي بشيء من ذلك. خلال زيارتنا، لمسنا في شخصيات الوزراء الذين التقيناهم، وفي أسلوبهم وفلسفتهم، ملامح مشتركة: تواضع بالغ أمام المسلمين، وثقة صارمة أمام الأعداء، وحرص على التأكيد بأن ما يهمهم هو معايير الشريعة وحدها، فهي خط أحمر لا يُتجاوز. ووفقا لنظرتهم، السيادة الحقيقية لله وحده، وشريعته فوق الجميع، ولا يملك أحد- حتى طالبان نفسها- أن يستثني نفسه من أحكامها. حتى أسبوعين مضيا، لم تكن أي دولة قد اعترفت رسميا بحكم طالبان، حتى جاء اعتراف روسيا مؤخرا. ورغم ذلك، للإمارة علاقات دبلوماسية وتجارية فعلية مع أكثر من مئة دولة. ويأمل مسؤولوها أن يتبع الاعترافَ الروسي اعترافُ دول أخرى، لكن هذه التطلعات لا تجعلهم مستعدين للمساومة على مواقفهم أو معتقداتهم أو التزاماتهم بالشريعة والأخلاق الإسلامية. ومن أكثر النقاط التي وُجهت لهم فيها الانتقادات: قضية عدم السماح للفتيات بالتعليم في المدارس الثانوية والجامعات. في إحدى الأمسيات، التقينا وزير التعليم، المولوي حبيب الله آغا، على مائدة عشاء في سطح مدرسة دينية متواضعة، يمتلكها ابن أخيه- وهو أحد قادة طالبان- وتضم مئات الطلاب. جاء الوزير بلا أي مظاهر رسمية أو حراسة لافتة، وجلس بين الحاضرين ببساطة، ثم بدأ، دون أن يسأله أحد، بشرح واقع التعليم الحالي: ملايين الطلبة- ذكورا وإناثا- يتلقون التعليم الأساسي حتى الصف السادس، ومن بعده تواصل الفتيات دراستهن في العلوم الشرعية حتى الصف الثاني عشر، ويشمل ذلك ملايين الطالبات. ثم أضاف أن هناك خططا جاهزة تقريبا لإطلاق برامج جديدة تتيح لهن التعليم الجامعي، سيُعلن عنها قريبا. أوضح الوزير أن المناهج السابقة- خلال حقبة الاحتلال- خرّجت أجيالا تفكر بعقلية 'مستعمَرة'، أما اليوم فهم على وشك إتمام إعداد مناهج جديدة تراعي 'أفغانستان حرة'، مشيرا إلى أن بإمكانه تلقي أسئلة الحاضرين. في مداخلتي، عبّرت أولا عن تقديري لنضالهم الممتد لخمسين عاما ضد قوى الاحتلال الكبرى، والذي انتهى بإجبارها على الرحيل، وهو ما يستحق كل احترام. ثم عرضت رأيا قد يفيد في مسار التعليم: لا ينبغي حصر الطالب- ذكرا أو أنثى- بين خيارين متباينين هما 'التعليم الديني' و'التعليم الحديث'، بل يمكن الجمع بينهما. وضربت مثالا بمدارس 'الإمام والخطيب' في تركيا، التي- رغم عيوبها- نجحت في مزج العلوم الحديثة بالعلوم الإسلامية، مما منحها طابعا إسلاميا عاما. وأشرت إلى أن حصر الفتيات في التعليم الشرعي بعد الصف السادس قد يتركهن غير مهيئات للالتحاق بالجامعة إذا فُتح بابها لهن مستقبلا، وهو ما قد يسبب لهن حرمانا أو ظلما. أصغى الوزير باهتمام كبير، ورد بعبارات لافتة: 'نحن اليوم تحت حكم العلماء الذين جعلوا العلم محور حياتهم، فكيف نريد الجهل للنساء أو لغيرهن؟ وكيف يمكن أن نمنع تعليمهن؟ كل ما نقوم به الآن هو إعدادٌ وتجهيز. نحن نعمل على نظام يمكّن البنات من مواصلة تعليمهن، نحن نريد أن نُعلِّمهم ليكونوا قادرين دائماً على خوض غمار الحياة والانتصار في الحروب، ونستمع باهتمام لنصائح إخواننا المسلمين حول العالم، ونستفيد منها. نموذج الإمام والخطيب الذي ذكرتموه مثير للاهتمام، وقد سمعنا به من قبل، فإذا استطعتم تزويدنا بمناهجه فسندرسه ونستفيد منه'. كان جوابه باعثا على السرور ومثيرا للتأمل، إذ يحمل نبرة تتناقض مع الصورة النمطية التي رُسمت لطالبان لسنوات بشأن تعليم البنات. وربما، بهذا التوجه، نكون أمام بداية حل لإحدى أبرز الذرائع التي استُخدمت لعزل أفغانستان عن العالم. ومع ذلك، يجب التنبه إلى أن الإمارة الإسلامية لا تعالج هذا الملف تلبية لمطالب الغرب، بل وفق رؤيتها والتزامها بمقتضيات الشريعة الإسلامية وحدها. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 2 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
ناصري: الفاجعة أدْمَتْ القلوب
ناصري: الفاجعة أدْمَتْ القلوب قدم رئيس مجلس الأمة السيد عزوز ناصري خالص التعازي إلى عائلات ضحايا سقوط حافلة نقل المسافرين في مجرى وادي الحراش بالجزائر العاصمة يوم الجمعة. وكتب السيد ناصري على حسابه الخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي: فاجعة وادي الحراش أدمت القلوب نترحم على أرواح 18 ضحية رحلوا في حادث سقوط الحافلة ونتقدم بخالص التعازي لعائلاتهم المكلومة سائلين الله أن يربط على قلوبهم وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. إنا لله وإنا إليه راجعون. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 2 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
الرئيس يترحّم
الرئيس يترحّم تقدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بأخلص التعازي وأصدق المواساة إلى عائلات ضحايا حادث انحراف حافلة لنقل المسافرين وسقـوطها من الجسر في مجرى واد الحراش بالجزائر العاصمة مساء الجمعة. وقال رئيس الجمهورية في نص التعزية: بكل حزن وأسى أترحم على أرواح المواطنين الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم الذي تسبب فيه سقوط حافلة نقل بواد الحراش. وبهذا المصاب الجلل الذي تأثرنا به جميعا أتقدم بتعازي الخالصة وصادق المواساة لأسر الضحايا وأدعو الله القدير أن يغفر لموتانا وان يسكنهم فسيح الجنان وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان والشفاء العاجل للجرحى إن شاء الله. إنا لله وإنا إليه راجعون . حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة