logo
انتشار الجوع في غزة: هكذا وقعت إسرائيل في فخ «حماس»

انتشار الجوع في غزة: هكذا وقعت إسرائيل في فخ «حماس»

جريدة الاياممنذ 5 أيام
بقلم: نداف ايال
حسم الأمر، الأربعاء الماضي، لدى المستوى السياسي. في العالم بثوا صوراً لموتى من الجوع في غزة. رُضّع تبرز عظامهم من جلدهم. أصبحت محادثات الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع مضغوطة. قال لي مصدر: "هستيرية". "ادخلوا كل شي، كل شيء بدون حدود"، قال مندوبو الحكومة للضباط، "شاحنات بدون قيد. ارفعوا الحواجز. وماذا عن الخطة ألا تصل المساعدات الى حماس؟ لا تعنينا في هذه اللحظة".
حتى قبل أسبوع وبّخوا وشهّروا برجال منسق أعمال الحكومة في "المناطق" لأن المساعدات تصل الى "حماس". اما الآن فيحثّونهم: لماذا لا يوجد ما يكفي من المساعدات في القطاع؟ حادّو السمع كان يمكنهم أن يسمعوا بداية تبادل الاتهامات. ارادت الحكومة فقط ان تنقل اكبر قدر ممكن من الغذاء للفلسطينيين. جهاز الأمن هو الذي ضللها. لا يوجد جوع، لكن إذا كان يوجد فهذا ليس بذنب الوزراء ورئيس الوزراء. هم لم يعرفوا. إنها الإجراءات، وعقيدة القتال للحكومة وللجيش منذ 7 تشرين الأول.
في إسرائيل يعودون ويدعون بأنه توجد حملة دعائية تقودها "حماس"، وان هذه ترتبط بمفاوضات الصفقة. هذا قول دقيق، وهو يستند الى معلومات استخبارية صلبة. لكن توجد فقط مشكلة واحدة: هذه الحملة تجرى منذ بداية الحرب. فلماذا تبرز الآن؟ لماذا تنشر صحيفة صفراء يمينية مثل "ديلي اكسبرس" البريطانية، التي ليست بالضبط محبة لفلسطين، صورة رضيع جائع على غلافها؟ الجواب بسيط: لأن الواقع يملي هذا. لأنه توجد حقائق. ويوجد جوعى في قطاع غزة.
كانت الخطيئة الأولى هي قرار وقف كل المساعدات الى قطاع غزة في آذار، ومواصلة ذلك حتى أيار. تفاخرت الحكومة بهذا القرار. كتب سموتريتش على "تويتر" بان هذه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. مدخل لبوابات الجحيم". فقدت "حماس" بالفعل مصدر دخل، لكن أسعار الدقيق والغذاء في القطاع بدأت تعربد. طلب وعرض. لم يبدأ الفلسطينيون فقط يدفعون آلافاً في المئة أكثر لقاء كيلو من الطحين (مقارنة بشباط 2025)، بل بدؤوا يخزنون أيضا، إذ ان أحدا لا يعرف متى سيستأنف التموين، اذا كان سيستأنف على الاطلاق. بالتوازي، سيطر الجيش الإسرائيلي على مناطق جديدة في القطاع. تعاظمت الفوضى العامة؛ حُشر سكان خان يونس، المدينة الثانية في حجمها في القطاع، في منطقة المواصي. توجد أماكن في غزة دفع فيها، هذا الأسبوع، اكثر بكثير من 100 شيكل لكيلو الطحين. توجد أماكن أخرى السعر فيها معقول. في منطقة الحرب، تؤدي الاسعار المبالغ فيها للغذاء الى الجوع. اول من يتضرر من مثل هذا الجوع هم المرضى، الرضع، الذين يحتاجون الى تغذية خاصة، العجز، عائلاتهم. بعدهم، يبدأ السقوط.
الخطيئة الثانية كانت صندوق غزة الانساني. منظمة إغاثة، مشروع لحكومة إسرائيل، كان يفترض أن يقلل من شدة سيطرة "حماس" على المجتمع الفلسطيني. وقد احتفل به هنا بأغلبية شعبية. التحذيرات السابقة ليوآف غالنت، بيني غانتس، جادي آيزنكوت، هرتسي هليفي – وكلهم رجال امن مجربون في غزة – ردت. تحذيرات المنظمات الإنسانية من أن المساعدات يجب ان تصل الى السكان، وليس السكان الى المساعدات، الغيت باحتقار. عرف الإسرائيليون كل شيء. أصبحت "مراكز التوزيع العاجل" مراكز سلب سريع. أوجدت إسرائيل طلباً هائلاً وانعدام أمن غذائي بوقف المساعدات في آذار، وعندها فتحت نقاط التوزيع. من يصل اليها هم شباب يمكنهم كيفما اتفق ان يحملوا المؤن، وهم يأتون تحت خطر الموت نتيجة لنار الجيش الإسرائيلي من بعيد. بعضهم يتزودون من اجل عائلاتهم، وكثيرون يمكنهم أن يعودوا مرة ثانية وثالثة ورابعة في الأسبوع، لاخذ الغذاء وغيره. اما "حماس" فوجدت السبيل للسيطرة على قسم من هذه المساعدات. بالتوازي، فشل أخلاقي مدوٍ: أناس دعتهم إسرائيل للمجيء لأخذ الغذاء لا يعودون على قيد الحياة. وهذا لم يحصل مرة، او مرتين. باختصار، صندوق غزة الإنساني كان يفترض ان يعطي حلاً إنسانياً؛ اما في هذه اللحظة فهو يلوح فشلاً انسانياً وكارثة إعلامية. أو العكس.
حيال هذه الإخفاقات، طلبت إسرائيل ان تعود الأمم المتحدة لتوزيع الغذاء في القطاع. يتسبب الطلب الهائل في أن تسلب شاحناتها في خط التماس الأول. الغذاء ببساطة لا يتسلل بما يكفي من العمق الى مراكز السكان. الكثير مما يوزع يباع، وهذا يجسد حجم الفشل. يمول دافعو الضرائب في إسرائيل، الآن، نصف غذاء قطاع غزة تقريباً، على أساس يومي. النصف الثاني يـأتي من منظمات الإغاثة. كل شيء يدخل مجاناً لكنه يباع. بسبب "حماس". بسبب السماسرة. بسبب خطر الموت في الطريق الى الغذاء. بسبب الفوضى.
حكومة نتنياهو يمكنها أن تكتب كتاباً: هكذا وقعنا في فخ "حماس". الحكومة سيطرت على المساعدات الإنسانية – ليس عليها كلها – والآن تعتبر المسؤولة الوحيدة عما يجري في القطاع. تتشجع "حماس" بسبب الاهتمام العالمي بالمعاناة الفلسطينية، وبسبب القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي في القطاع. هذه المنظمة هي آكلة موت حقيقية، وتستمد متعة عظيمة من معاناة أبناء شعبها. لقد سمحت لها إسرائيل بهذا النجاح: منظمة فتحت حرباً بمشروع تجريبي لإبادة شعب في حدود إسرائيل أدت بإسرائيل الى الابتعاد عن قيمها، والى تراجع تاريخي في مكانتها في الولايات المتحدة، كل الطريق الى صور الغلاف لرُضّع مجوعين في غزة وإجماع واسع في العالم بأنها ترتكب جرائم حرب و/او جرائم ضد الإنسانية. في ضوء هذا النجاح من السهل أن نفهم المفاوضات المتصلبة التي تجريها "حماس" في الدوحة.
عن "يديعوت"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اسرائيل ترفض مطالب حماس...زيارة ويتكوف المفاجئة ولقائه بن جفير وسموتريتش
اسرائيل ترفض مطالب حماس...زيارة ويتكوف المفاجئة ولقائه بن جفير وسموتريتش

معا الاخبارية

timeمنذ 29 دقائق

  • معا الاخبارية

اسرائيل ترفض مطالب حماس...زيارة ويتكوف المفاجئة ولقائه بن جفير وسموتريتش

بيت لحم معا- أعرب المبعوث الأمريكي فيتكوف عن قلقه من أن يقوم وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتخريب الصفقة بسبب الضغوط السياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو القلق الذي تشاركه الإدارة الأميركية، بحسب تقرير لموقع يديعوت أحرونوت. وأضاف التقرير أنه قد يطلب خلال زيارته لقاءهم بشكل مباشر في محاولة لإقناعهم بدعم الخطوة في هذه المرحلة الحرجة. ورفضت اسرائيل عددًا من مطالب حماس الرئيسية، بما في ذلك استلام مفاتيح إطلاق سراح الأسرى، وفتح معبر رفح، والانسحاب من محور فيلادلفيا، وسحب صندوق مساعدة غزة الأمريكي. وتُقدِّر مصادر في تل ابيب أن الفجوات لا تزال واسعة جدًا، وأنه ليس من المؤكد إمكانية سدها. وقد أوضح ويتكوف سابقًا أنه لن يعود إلا إذا كان الاتفاق على وشك الاكتمال، ويُنظر إلى وصوله الآن إلى اسرائيل على أنه إشارة مهمة إلى إدراك واشنطن لإنجاز محتمل في الأفق. كانت آخر زيارة لويتكوف لإسرائيل في 13 مايو/أيار، حيث حضر إطلاق سراح عيدان ألكسندر. ومنذ ذلك الحين، حرص على عدم الظهور الإعلامي، موضحًا لمضيفيه الإسرائيليين والقطريين أنه لن يعود إلى المنطقة حتى يُحرز تقدم حقيقي. من جانبها، وافقت إسرائيل في الأيام الأخيرة على إبداء مرونة في عدة نقاط، ويرى الأمريكيون في ذلك فرصة نادرة، وربما أخيرة، لإبرام اتفاق. وتضيف صحيفة يديعوت احرنوت إن وصول ويتكوف الآن، بعد ساعات من تسليم إسرائيل ردها المُحدّث لحماس عبر الوسطاء، يُعزز التقدير القائل بإمكانية إحراز تقدم من وجهة نظر واشنطن. يُدرك الأمريكيون وجود تحول على الأرض، ويعتقدون أن هناك فرصة ضئيلة تتطلب تدخلاً شخصياً. مع ذلك، يُشير التقييم في اسرائيل إلى أن ويتكوف لا ينوي فقط دعم مواقف إسرائيل، بل سيضغط أيضاً على الجانب الإسرائيلي - وكذلك على حماس - في محاولة لدفع المحادثات قدماً.

حماس للوسطاء: لا مفاوضات قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة
حماس للوسطاء: لا مفاوضات قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة

معا الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • معا الاخبارية

حماس للوسطاء: لا مفاوضات قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة

بيت لحم معا- أبلغت حركة حماس الوسطاء أنها لن تدخل في مفاوضات مع إسرائيل حتى يتحسن الوضع الإنساني في غزة، بحسب مصدرين تحدثا مع صحيفة جيروزاليم بوست . فيما اصدرت إسرائيل ردا رسميا على ورقة موقف أرسلتها حماس قبل عدة أيام، أوضح فيها المسؤولون الإسرائيليون رفضهم لمطلب حماس بالإفراج عن إ اسرى فلسطينيين أحياء مقابل جثث الاسرى الإسرائيليين. وأكد مصدر إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست يوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش ضمًا جزئيًا لقطاع غزة كإجراء محتمل إذا فشلت محادثات صفقة الرهائن، خلال اجتماع صغير للحكومة يوم الاثنين . من جهته صرّح وزير الحرب كاتس يوم الأربعاء قائلاً: "تبذل إسرائيل جهودًا استثنائية لتأمين إطلاق سراح الرهائن، بينما تمارس ضغوطًا شديدة على حماس في غزة. إذا لم تُعلن حماس قريبًا عن إطلاق سراح الرهائن، فستدفع ثمنًا باهظًا للغاية". في هذه الأثناء، من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف إلى إسرائيل يوم الخميس في إطار الجهود الرامية إلى دفع المفاوضات بشأن صفقة الأسرى وتقييم الوضع الإنساني في قطاع غزة.

جيش الاحتلال ينتظر الحسم السياسي: تصعيد عسكري أم اتفاق تبادل أسرى
جيش الاحتلال ينتظر الحسم السياسي: تصعيد عسكري أم اتفاق تبادل أسرى

معا الاخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • معا الاخبارية

جيش الاحتلال ينتظر الحسم السياسي: تصعيد عسكري أم اتفاق تبادل أسرى

بيت لحم- معا- ينتظر جيش الاحتلال تعليمات من القيادة السياسية بشأن الخطوة المقبلة، في وقت عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، اجتماعاً لبحث مستقبل العمليات في غزة، ناقش خلاله الوزراء خيارين: المضي في صفقة تبادل الأسرى أو توسيع الهجوم العسكري على القطاع. وتنتظر قيادة جيش الاحتلال الجنوبية قرارات من المستوى السياسي بشأن كيفية مواصلة القتال. وقد عرضت القيادة سلسلة من العمليات العسكرية التي قد تُنفَّذ في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الاسرى الإسرائيليين. وفقا للقناة 12 الإسرائيلية يركز الجيش الآن على تحقيق الهدفين اللذين حُددا له: هزيمة حماس وتهيئة ظروف أفضل لعودة المخطوفين. ودارت مناقشات الكابنيت الحربي هذا المساء في ظل أجواء من التشاؤم بشأن مسار مفاوضات صفقة التبادل. وأوضح مصدر سياسي للقناة العبرية أن فرصة التوصل إلى اتفاق تضيق الآن. لن تصبر إسرائيل طويلاً. وأوضح المصدر السياسي أن "حماس متمسكة بموقفها. في الوقت الذي أرسلت إسرائيل تهديدا للحركة أنه في غضون أيام قليلة، ودون إحراز تقدم في المفاوضات، سيزيد الجيش الضغط العسكري على قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، ستدرس إسرائيل التهديد بضم أراضٍ من القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store