
دبلوماسية التهور!
من المؤكد أن أي دولة في العالم ليست بمعزل عن محيطها سواء على مستوى جيرانها أو حتى عن الدول البعيدة عنها جغرافيًا، وترتكز علاقات الدول بعضها ببعض على العديد من الأسس، لعل أهمها الروابط السياسية كأن تكون كلتاهما عضوًا في تحالفات دولية بعينها، أو تجمعهما علاقات اقتصادية أو تعاون عسكري، غير أن هذه الروابط ليست ثوابت؛ بل هي مصالح تطفو على السطح حينًا وتختفي أحيانًا أخرى بانعدام المصالح المشتركة أو لاختلاف السياسات بين البلدين.
سياسة الدولة وعلاقاتها مع الدول الأخرى ليست بالأمر الهيّن والبسيط، فبعض الدول تربطها علاقات فاترة جداً ببعض الدول الأخرى، تكاد لا تتجاوز عضويتهما المشتركة ببعض المنظمات الدولية وتبادل السفراء، أما العلاقات القوية التي تربط الدول بعضها ببعض فعادة ما تعتمد على الشراكات الاقتصادية أو التعليمية أو العلاقات العسكرية وغيرها مما يصب في مصلحة البلدين، وغالباً ما تهتم الدول بمكانتها وسمعتها الدولية، فالدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي لا تحبذ تكوين علاقة مع دول يغلب على نظام الحكم فيها العدائية والتهور السياسي.
تميل بعض النظم السياسية في بعض الدول للانغلاق وتتّسم غالبية علاقاتها مع الدول الأخرى بالفتور، في الوقت الذي تسبّبت فيه علاقة بعض الدول بدول أخرى في انهيارها؛ كالعلاقة التي جمعت بين إيطاليا موسوليني وألمانيا هتلر، غير أن ويلات الحرب المريعة أثّرت على الشعبين الألماني والإيطالي أكثر مما أثّرت على سقوط نظامي الحكم في كلتا الدولتين.
في خضم الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليًا نجد الكثير من التناقضات السياسية التي تعم المنطقة مع تصاعد الأحداث، فالصراع في غزة -الناتج عن أحداث السابع من أكتوبر- تسبّب في سقوط نظام بشار الأسد الهش منذ العام 2011، كما تسبّب في انهيار كل من حزب الله وحماس، لكن المؤلم في الأمر أن شعوب سوريا ولبنان والفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية هي من دفعت ثمن هذه الحروب.
يرى البعض أن الصراعات السياسية تستحق أحيانًا المجازفة حتى لو انتهت بالخسارة، غير أن الخسارة ليست في البنى التحتية فحسب، بل في قتل وتشريد أبناء الشعب ناهيك عن نشر الأمراض والأوبئة، فحجم الذخائر الحية التي تم إلقاؤها على قطاع غزة وتسبّبت في تدمير الأراضي الزراعية وتلويث المياه، كانت كافية لنشر أمراض خطيرة، فعلى سبيل المثال استنشاق الهواء الملوث بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة أدى لنشر الكثير من الأمراض الصدرية، وهو ما أعلن عنه صراحة أطباء قطاع غزة.
يجب أن يرتكز مفهوم مقاومة الاحتلال على إستراتيجية مهمة وهي تجنّب الإضرار بالشعب، فالقائد التاريخي الليبي عمر المختار كان يقود المقاومة في بلاده ضد الاحتلال الإيطالي، وكان يعلم تمامًا أن الآلة العسكرية الإيطالية تتفوق عما يمتلكه، لكنه رحمه الله كان يتجنّب الحرب مع إيطاليا داخل المدن ويلجأ للمقاومة بعيدًا عنها، وكان لديه إستراتيجية عسكرية في حروب الكر والفر تتلخص في أن المعارك يجب ألا تتسبّب في إبادة جيشه بالكامل، فالمعارك غير المتكافئة قد تتسبب في ضياع جيش التحرير.
لقد تفتت قوى حماس وحزب الله وتدمرت الآلة العسكرية اللبنانية والسورية على حد سواء، ومع ذلك يستمر الحوثيون المنشقون عن الحكومة الشرعية اليمنية في خوض صراعات مع الدول الغربية، مما تسبّب في شن المزيد من الهجمات الغربية -بقيادة الولايات المتحدة- على قطاعات مختلفة في اليمن، واليمن (وقبل انخراطه في أي حرب) دولة محدودة الموارد، وقد لا تتمكن حكومته من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب والدولة والبنى التحتية، ورغم ذلك يمارس الحوثيون المزيد والمزيد من الاستفزازات والتي لن تنعكس نتائجها إلا على الشعب اليمني نفسه.
إن الصراع مع إسرائيل يعني ضمنًا الصراع مع الولايات المتحدة بسبب دعمها المنقطع النظير لها، والمجازفة في الصراعات العسكرية قد تكون وبالاً وتتسبب في قتل وتشريد الشعوب، فما هي المقدرات الاقتصادية والعسكرية التي يمتلكها الحوثيون لمواجهة الدول العظمى؟! فمقابل كل صاروخ يُطلق على إسرائيل تنطلق عشرات الهجمات القاسية الموجهة لتدمير ما تبقى من البنى التحتية اليمنية، وهو ما ينتج عنه قتل العشرات من أبناء الشعب اليمني كل يوم.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
دبلوماسيون: رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الأسبوع المقبل
أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن القرارات القانونية ل رفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية عن سوريا ستصدر الأسبوع المقبل ما بين الثلاثاء والأربعاء، وفق ما نقل مراسل العربية/الحدث، اليوم الجمعة. إلا أنها أضافت أنه سيتم استحداث آلية عقوبات جديدة تتصل بانتهاكات حقوق الإنسان، على خلفية الأحداث التي وقعت في الساحل السوري مطلع مارس الماضي. "أحداث الساحل" فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن نتائج التحقيقات الجارية في أحداث الساحل والخطوات التنفيذية التي ستتخذها الحكومة السورية ستكون موضع اختبار. كما لفت إلى أنه "يمكن تفعيل هذه الآلية ضد المسؤولين السوريين إذا لم تتم مساءلة مرتكبي الانتهاكات"، بحسب ما أوضحت المصادر. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أعلنت الثلاثاء الماضي (20 مايو) أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة البلاد منذ عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد. ويُعد رفع العقوبات عن البلاد التي مزقتها الحرب على مدى 14 سنة، تطوراً جوهرياً سيمنح الاقتصاد السوري دفعة كبيرة، ويفتح الأسواق ويشجع الاستثمارات الخارجية. لاسيما أن السلطات الجديدة في البلاد سعت منذ وصولها إلى الحكم، إلى دفع عجلة الاقتصاد تمهيدا لبدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار الذي تقدر تكلفته بـ 400 مليار دولار أميركي.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
بعد انطلاق جولة خامسة.. قضايا خلافية وعقبات أمام المفاوضات الأميركية الإيرانية
انطلقت في العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، بينما لا تزال بعض الملفات الخلافية قائمة بين الجانبين، فيما تخوض الترويكا الأوروبية سباقاً بين الحل الدبلوماسي، أو فرض عقوبات جديدة على طهران، إذا لم تصل المحادثات النووية مع واشنطن من جانب، والأوروبيين من جانب آخر إلى "نهاية سعيدة". وبحسب ما أعلنته الخارجية الإيرانية، الجمعة، فقد وصل وفد طهران برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي، إلى روما، في وقت سابق من الجمعة، فيما يرأس وفد واشنطن، مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف. وعقدت إيران والولايات المتحدة، أربع جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية منذ 12 أبريل الماضي، وهو أعلى مستوى اتصال بين الخصمين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، إذ تهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق جديد يحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، ولكن لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات، أبرزها مسألة تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور عبر منصة "إكس"، الجمعة، إن "إيجاد طريق للتوصل إلى اتفاق ليس بالأمر الصعب: عدم وجود أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، عدم التخصيب يعني عدم وجود اتفاق. حان وقت اتخاذ القرار". وفي مقابلة خاصة مع "الشرق"، قال عراقجي إن عملية تخصيب اليورانيوم "تُشكل العقبة الرئيسية في المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي"، مشيراً إلى أن "طهران لا تستجيب إلى لغة التهديد، ولهذا اختارت أن تكون المفاوضات غير مباشرة مع الطرف الأميركي". وأضاف: "أجرينا حتى الآن 4 جولات من المفاوضات، واحدة منها كانت في روما و3 جولات في مسقط، ويمكنني القول إن هذه المفاوضات جرت في جو محترم للغاية، وقد توصلنا إلى تفاهم في العديد من المجالات، لكن لا تزال هناك خلافات قائمة في عدة مسائل، لا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم". وتابع: "لا يزال هناك اختلاف جوهري بيننا وبين الطرف الأميركي، وهذا الموضوع يُعد العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، ولن يكون هناك أي اتفاق حتى يتم حله". وأوضح أن التخصيب بالنسبة لإيران يعد "مسألة جوهرية وأساسية، فهو إنجاز علمي كبير في مجال معقد للغاية، تم تحقيقه بجهود العلماء الإيرانيين، ولم يُستورد من الخارج، ولم يتم الحصول عليه من أي دولة خارجية، بل هو إنتاج محلي خالص، ولهذا السبب، فهو ذو قيمة عالية جداً بالنسبة للشعب الإيراني، وبالأخص أننا تعرضنا لعقوبات بسبب التخصيب". وقال عراقجي: "فيما يتعلق ببناء الثقة وزيادة الشفافية حول برنامجنا النووي، فلا توجد لدينا أي مشكلة في ذلك، ويمكننا التفاوض بهذا الشأن، لكن لن نفاوض على أصل التخصيب، أما إذا كان الهدف شيء آخر، يتضمن مطالب غير منطقية، أو يسعى إلى حرمان إيران من حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، فإننا بالتأكيد سنواجه مشكلة، ولن نتمكن من التوصل إلى اتفاق". وفي تصريحات سابقة، تطرق عراقجي في لقاء مع التلفزيون الايراني إلى اتفاق عام 2015، قائلاً: "عندما قلت إن الاتفاق النووي لم يعد فعالاً ولا فائدة لنا من إحيائه، كان ذلك لأن الاتفاق من جانب رفع العقوبات يحتاج إلى تغيير، والبرنامج النووي الإيراني في وضع لا يسمح بالعودة إلى ما قبل هذا الاتفاق". واشنطن: نسير في الاتجاه الصحيح يأتي ذلك فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الخميس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقشا في اتصال هاتفي "اتفاقاً محتملاً مع إيران". وأضافت ليفيت في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، أن ترمب "يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح" بشأن الوصول إلى اتفاق محتمل مع إيران. وأشارت ليفيت إلى أن ترمب "أكد بوضوح تام، ليس فقط لنتنياهو، بل للعالم أيضاً، أنه يريد إبرام اتفاق مع إيران.. ولا يريد أن يضطر للجوء إلى الخيار الأكثر قسوة على إيران"، مضيفة أنه "يريد أن يرى اتفاقاً". وذكرت ليفيت، أن "الصفقة المحتملة مع إيران يمكن أن تنتهي بطريقتين، بحل دبلوماسي إيجابي للغاية، أو بوضع سلبي للغاية بالنسبة لإيران"، مضيفة أنه "لهذا السبب سنعقد المحادثات" مع طهران في روما. وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن ترمب ونتنياهو "اتفقا على ضرورة ضمان ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً". ويأتي الاتصال بين ترمب ونتنياهو، قبل يوم من استضافة العاصمة الإيطالية روما، خامس جولة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطة عمان. وأفادت مصادر "الشرق" بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية، مايكل أنطون، سيشاركان في هذه المفاوضات، مضيفة أنه "من المتوقع أن تكون المناقشات في روما مباشرة وغير مباشرة، كما في الجولات السابقة". وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنياع، سيلتقيان ويتكوف في روما على هامش المحادثات، إذ تهدف زيارة المسؤولان الإسرائيليان إلى "تنسيق المواقف" بين أميركا وإسرائيل، والحصول على "إحاطة مباشرة فور انتهاء الجولة التفاوضية". وعلى الجانب الآخر، يبدو أن الأوروبيين، ومن خلال مجموعة "الترويكا الأوروبية"، المتمثلة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا المعروفة بدول E3، وهي الدول التي وقعت على اتفاق 2015، شعرت بضرورة بدء مفاوضات مع إيران، والحاجة إلى الانفتاح عليها، وإجراء محادثات خاصة، بعد الحديث الأميركي على لسان الرئيس دونالد ترمب، عن إمكانية إحداث خرق في هذا المسار، وقُرب التوصل إلى اتفاق مع إيران، بشأن برنامجها النووي، وهذا ما حدث قبل أيام في إسطنبول. وكشف الأوروبيون عن هذا لقاء مع المسؤولين الإيرانيين، بينما كان مسؤولون فرنسيون بريطانيون يلوحون بفرض عقوبات جديدة على طهران من خلال تفعيل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من اتفاق 2015، يتيح إمكانية إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على طهران في حال انتهاكها الاتفاق النووي.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
المستشار الألماني يطالب الرئيس الصيني بدعم جهود وقف إطلاق النار في أوكرانيا
طالب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال مكالمة هاتفية، الجمعة، بدعم جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما أبدى الرئيس الصيني، استعداد بلاده لإطلاق مرحلة جديدة من شراكة استراتيجية شاملة مع برلين. وجاء في بيان أورده الناطق باسم ميرتس: "أطلع المستشار رئيس الصين على الجهود المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار مبكر. ودعا إلى دعم هذه الجهود". وكان المستشار الألماني، قال، الخميس، إن جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تستغرق شهوراً، على الرغم من الزخم الدبلوماسي المتزايد في الأسابيع الأخيرة، فيما تعهّد بالدفاع عن منطقة البلطيق "ضد أي تهديد". وأضاف ميرتس في مؤتمر صحافي عُقد في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث حضر حفل تأسيس أول وحدة عسكرية ألمانية دائمة في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية: "لسنا ساذجين. لا يوجد حل سريع"، في إشارة إلى احتمال تعثر محادثات السلام في أوكرانيا. وأشار المستشار الألماني إلى أهمية الوحدة الغربية، قائلاً إن التنسيق مع شركاء الاتحاد الأوروبي والتواصل مع المشرعين الأميركيين سيظل محورياً في الاستراتيجية الألمانية. استراتيجية صينية - ألمانية شاملة بدوره، شدد الرئيس الصيني شي جين بينج على الأهمية الاستراتيجية الشاملة للعلاقات الصينية الألمانية، والعلاقات الصينية الأوروبية، موضحاً أنها ازدادت أهميةً مع تشابك الوضع الدولي في ظل التغيرات والفوضى. وأشار إلى استعداد الصين لبدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع ألمانيا، مؤكداً ضرورة إرسال الجانبين إشارات إيجابية لدعم التجارة الحرة والتعددية. وقال شي: "نأمل أن يقدم الجانب الألماني المزيد من الدعم والتسهيلات في مجال السياسات للتعاون الاستثماري الثنائي بين البلدين، كما يتعين على الجانبين تعزيز تعاون جديد في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكمومية"، مشدداً على ضرورة أن يواصل الجانبان توسيع التعاون في المجالات التقليدية مثل السيارات والتصنيع الميكانيكي والهندسة الكيميائية. وكانت حكومة ميرتس أعلنت سابقاً، أنها ستتبنى السياسة الأكثر انتقاداً للصين، التي بدأت في عهد الحكومة السابقة، لكنها ستسعى أيضاً إلى التعاون مع بكين كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وحذر ميرتس آنذاك الشركات الألمانية مراراً، من مغبة تقليل تعاملها مع السوق الصينية، ومع ذلك، وضع أيضاً إعادة تقييم السياسة الألمانية، سعياً إلى تعاون أوثق مع الحلفاء الأوروبيين التقليديين، على رأس أولوياته. وبعد أن أعرب مقربون من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمن فيهم الملياردير إيلون ماسك ونائب الرئيس جي دي فانس، عن دعمهم لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في انتخابات فبراير الماضي، صرّح ميرتس بأنه سيجعل ألمانيا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة. ونظراً للطابع العدائي المتزايد في العلاقات عبر الأطلسي، يتوقع المحللون أن تكون برلين وعواصم أوروبية أخرى أقل ميلاً للانضمام إلى المبادرات الأميركية المستقبلية لإضعاف الصين مما كانت عليه في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن.