logo
ترامب يعلن وقف النار بين إيران وإسرائيل.. صفقة سرية بوساطة قطر؟

ترامب يعلن وقف النار بين إيران وإسرائيل.. صفقة سرية بوساطة قطر؟

المستقلة/- أفادت صحيفة 'نيويورك تايمز' بأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الثلاثاء، عن اتفاق على وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، جاء كمفاجأة لكبار مسؤولي إدارته، حيث لم يتوقعوا هذا التطور السريع في ظل تصاعد التوترات المستمرة بين البلدين.
وذكر مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الإعلان الصادر بعد السادسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، فاجأ العديد من أعضاء الإدارة، باستثناء نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذين كانوا يعملون بشكل مكثف على مدار الشهرين الماضيين عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة للتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين، سعياً لكبح البرنامج النووي الإيراني.
وأكد المسؤول أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار بشرط عدم تعرضها لهجمات جديدة من طهران، مشيراً إلى أن المفاوضات شهدت تدخل دولة قطر كوسيط رئيسي. وأوضح أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، لعب دوراً محورياً في المباحثات التي أدت إلى الاتفاق.
وشهدت الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً أميركياً، حيث نفذت الولايات المتحدة ضربات على ثلاثة مواقع إيرانية لتخصيب اليورانيوم، ما ساهم في خلق أرضية مناسبة للمفاوضات والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ومن جانبه، أعلن ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي 'تروث سوشيال' أن الاتفاق يشمل وقفاً شاملاً وكاملاً لإطلاق النار يبدأ فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش، ووصفه بأنه نهاية رسمية لحرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
ولم يذكر المسؤول الأمريكي تفاصيل الشروط التي قبلتها إيران، أو ما إذا كانت طهران قدمت توضيحات بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، ما يترك العديد من التساؤلات حول مستقبل الاتفاق ومدى استدامته.
يأتي هذا التطور في ظل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة لإنهاء الصراع ووقف التصعيد في المنطقة، في حين يبقى دور الوساطة القطرية مثالاً على تأثير الفاعلين الإقليميين في تخفيف التوترات وتحقيق خطوات نحو السلام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوكالة الذرية تطلب الكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران
الوكالة الذرية تطلب الكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران

سيريا ستار تايمز

timeمنذ 42 دقائق

  • سيريا ستار تايمز

الوكالة الذرية تطلب الكشف على مخزون اليورانيوم المخصب داخل إيران

طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية للكشف على مخزون اليورانيوم العالي التخصيب. وقال غروسي في افتتاح اجتماع طارئ في المقر الرئيسي للوكالة في فيينا: "يجب السماح للمفتشين بالعودة (إلى المنشآت النووية) والكشف على مخزون اليورانيوم، خصوصا المخصب بنسبة 60%"، نقلا عن "فرانس برس". وأضاف أن طهران أبلغته في رسالة مؤرخة يوم 13 يونيو (حزيران) بأنها اتخذت "تدابير خاصة لحماية المعدات والمواد النووية". وتوقع غروسي حدوث "أضرار بالغة جدا" بمنشأة فوردو النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض بعد الهجوم الأميركي عليها بقنابل متقدمة خارقة للتحصينات، نقلا عن وكالة "أسوشيتد برس". وقال غروسي في بيان: "في ضوء ما تم استخدامه من القنابل وطبيعة أجهزة الطرد المركزي الحساسة للغاية للاهتزازات، فإنه من المتوقع حدوث أضرار بالغة للغاية". ومن جانبه، أعلن مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، أن "اللعبة لم تنتهِ" بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية. وكشف ولايتي، في تصريح نقلته وكالة "إرنا "الرسمية للأنباء، أن "اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا رغم الهجمات الأميركية"، نقلا عن "فرانس برس". وشنت إسرائيل غارات عنيفة على إيران، الجمعة، واستهدفت منشآت نووية، وقتلت عددا من كبار القادة ومجموعة من كبار العلماء النوويين. وردت إيران بموجات متتابعة من القصف الصاروخي استهدفت مواقع مهمة داخل تل أبيب.

ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟لؤي صوالحة
ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟لؤي صوالحة

ساحة التحرير

timeمنذ ساعة واحدة

  • ساحة التحرير

ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟لؤي صوالحة

ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟ لؤي صوالحة في تصعيد هو الأخطر منذ عقود، دخلت المواجهة بين إيران والولايات المتحدة طورًا جديدًا، تحوّل فيه الخطاب السياسي إلى صواريخ عابرة للقارات، وجاء الرد الإيراني فجر الأحد على شكل موجة صاروخية كثيفة استهدفت العمق الإسرائيلي، في أعقاب الضربة الأمريكية التي طالت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان داخل الأراضي الإيرانية. موجة 'الوعد الصادق 3': حين تتكلم الصواريخ مع ساعات الصباح الأولى، أعلنت إيران عن إطلاق نحو 30 صاروخًا في إطار ما سُمّي بـ'الموجة العشرين' من عملية 'الوعد الصادق 3″، حيث طالت الصواريخ مطار اللد، ومركز الأبحاث البيولوجية، وعددًا من قواعد دعم النظام ومراكز القيادة والسيطرة، في استهداف مباشر للبنية التحتية الحساسة. وسجلت وسائل إعلام عبرية سقوط صواريخ في أكثر من 10 نقاط، أبرزها حيفا، نس تسيونا، وتل أبيب، حيث أشارت تقارير أولية إلى وقوع دمار هائل في تل أبيب، بالتزامن مع فرض الرقابة العسكرية تعتيمًا إعلاميًا على مواقع السقوط. الإحصاءات الأولية أفادت بإصابة 15 إسرائيليًا على الأقل، بينهم اثنان في حالة حرجة، فيما ما تزال طواقم الإنقاذ تبحث في أنقاض الأبنية المستهدفة. اللافت أن صواريخ إيران أصابت أهدافًا نوعية بدقة، وأن بعضها سبق صافرات الإنذار، ما يعكس اختراقًا جديدًا في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، ويعيد تقييم قدرة 'القبة الحديدية' على مواجهة تهديدات ذات طابع استراتيجي. إسرائيل: نجاح أمريكي.. وهشاشة داخلية في تل أبيب، ورغم الاحتفاء العلني بالضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، بدا القلق يتسلل من النوافذ المحصنة. فالصواريخ التي أصابت قلب تل أبيب، وأحدثت دمارًا هائلًا، لم تكن مجرد رد فعل. لقد كانت رسالة صريحة بأن قواعد الاشتباك تغيّرت، وأن الداخل الإسرائيلي لم يعد بعيدًا عن مرمى النيران الإيرانية. وتعترف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الضربة الأمريكية 'أنقذت إسرائيل من مهمة مستحيلة'، متمثلة في استهداف منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض. لكن الواقع الجديد كشف أن إسرائيل، رغم الدعم الأمريكي، ما زالت عاجزة عن حماية مراكزها الحيوية. إيران.. الرد بضبط النفس وبذكاء استراتيجي الموقف الإيراني جاء موزونًا بدقة: استهداف مؤلم لكنه محسوب. الصواريخ لم تكن عشوائية، بل اختارت بعناية مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع لها طابع ردعي ونفسي. وبحسب مصادر إيرانية، فإن المنشآت التي قُصفت في الداخل كانت 'مفرغة من المواد الخطرة مسبقًا'، مما يشير إلى أن طهران كانت تتوقع الهجوم، واستعدت له دون إعلان. وفي الوقت الذي صعد فيه الإعلام الرسمي من لهجته، مهددًا بأن 'كل مواطن أمريكي بات هدفًا مشروعًا'، حافظت وزارة الخارجية الإيرانية على خطابها القانوني، مؤكدة أن 'الرد على العدوان الأمريكي قادم، لكنه ليس انفعاليًا'. ماذا عن واشنطن؟ بين عضلات ترامب وحذر البنتاغون الضربة التي نفذتها واشنطن فجر السبت استهدفت منشآت نووية تُعدّ جوهر المشروع النووي الإيراني، وهو ما أثار جدلًا داخل الولايات المتحدة نفسها. فقد وُصف الهجوم بأنه قرار من الرئيس ترامب تم بمعزل عن المؤسسة العسكرية التقليدية، وجاء في توقيت حرج – بالتزامن مع عطلة البورصة – تفاديًا لانهيار الأسواق. لكن مع الرد الإيراني، يُطرح سؤال داخلي في واشنطن: هل نذهب إلى حرب شاملة؟ أم نكتفي بضربات استباقية متفرقة؟ حتى اللحظة، يبدو أن البيت الأبيض يحاول ضبط الإيقاع، لكن المفاجآت الإيرانية لا تترك مجالًا طويلًا للارتياح. مستقبل الصراع.. حافة الهاوية أم جولة مفتوحة؟ المرحلة القادمة مرشحة لتوسيع رقعة الاشتباك، لا بالضرورة من خلال حرب شاملة، بل عبر حرب استنزاف متعددة الجبهات: من لبنان، حيث يحتفظ حزب الله بترسانة استراتيجية، إلى العراق، حيث الفصائل المسلحة باتت جاهزة، مرورًا بغزة التي قد تندفع لإشعال جبهة الجنوب. ومع انكشاف هشاشة العمق الإسرائيلي أمام صواريخ دقيقة، فإن إسرائيل تُدفع تدريجيًا إلى وضع دفاعي. واللافت أن 'بنك الأهداف' الإسرائيلي في إيران – بحسب الإعلام العبري – قد تم استنفاده تقريبًا، ما يجعل إسرائيل رهينة الفعل الإيراني أكثر من كونها صاحبة المبادرة. الكلمة الأخيرة: تحولات غير قابلة للعكس ما بعد الضربة الأمريكية والرد الإيراني ليس كما قبله. لقد انهار حاجز 'الردع النفسي'، وتمت تجربة إطلاق نار مباشر بين قوتين إقليميتين مدعومتين عالميًا. وربما الأخطر هو أن الرشقات القادمة قد لا تسبقها صافرات إنذار. إننا أمام واقع جديد: إيران ترد داخل تل أبيب، وإسرائيل تلوذ بواشنطن، وواشنطن تمضي في استعراض عضلاتٍ قد يتحول إلى مأزق استراتيجي، لا سيما إن تورطت في حرب استنزاف طويلة تفقد فيها السيطرة تدريجيًا. المعادلة الآن باتت: إما ضبط جماعي للتصعيد، أو انزلاق لا يمكن وقفه نحو اشتباك إقليمي واسع، تُرسم فيه حدود النفوذ بالنار، وتُدفن فيه مشاريع السلام والتنمية لعقود قادمة. ‎2025-‎06-‎24 The post ماذا بعد الضربة الأمريكية لإيران؟لؤي صوالحة first appeared on ساحة التحرير.

من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي
من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي

ساحة التحرير

timeمنذ ساعة واحدة

  • ساحة التحرير

من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي

من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية! د.محمد الأيوبي حين تُقاس السياسة الخارجية بالقبضات لا بالمبادئ، تصبح الحروب أدوات سياسية، والضحايا مجرد تفاصيل إحصائية. هذا ما يشهده العالم مجددًا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشنّ هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية مستخدمًا القاذفات الإستراتيجية 'بي-2 سبيريت'، تحت ذريعة 'حماية الاستقرار العالمي' – وهي الكذبة الأقدم والأكثر سفورًا في التاريخ الأميركي الحديث. لكن هذه الضربة لا يمكن عزلها عن السياق المتراكم منذ عقود، ولا عن لحظتها الجيوسياسية الحرجة. فالضربة، في جوهرها، ليست مجرد ردّ عسكري تقني على تهديد نووي مزعوم، بل تتويج لمنظومة متشابكة من الفشل الدبلوماسي، والتبعية 'الإسرائيلية'، والانهيار الأخلاقي للسياسة الأميركية، وصولًا إلى لعبة سياسية صرفة تحاول فيها إدارة ترامب كسب رضا نتنياهو واللوبي الصهيوني عبر اللعب بالنار في الخارج. واشنطن على إيقاع 'الاستجداء' الصهيوني ليست هي المرة الأولى التي تنفّذ فيها واشنطن أجندة تل أبيب على حساب استقرار العالم. لكن اللافت اليوم أن 'إسرائيل'، بعدما فشلت عسكريًا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية تجاه إيران، وجدت نفسها تُستجدي تدخّلًا أميركيًا مباشرًا أشبه بـ'الضربة القاضية'. لقد تحوّل الضعف 'الإسرائيلي' من هامش خفي إلى مأزق بنيوي ظاهر، كشفته عجز تل أبيب عن تدمير منشآت نووية كـ'فوردو' و'نطنز'، رغم امتلاكها منظومة تسليح هي الأحدث في الشرق الأوسط. في هذا المشهد، يتضح أن 'إسرائيل الكبرى' التي وعد بها نتنياهو ليست أكثر من سردية هشة، تعتمد على القبة الأميركية الحديدية السياسية، أكثر من اعتمادها على تفوقها العسكري أو شرعيتها الأخلاقية المزعومة. إنها لحظة نادرة يظهر فيها الحليف على حقيقته: تابع استراتيجي لا يستطيع خوض حربه من دون إذن سيده، بل واستدعائه ليمارس الحرب بالنيابة. ترامب يكرر نموذج العراق: حرب باسم 'الردع' وهدفها الهيمنة إذا كانت حرب العراق عام 2003 قد كُتبت في التاريخ بوصفها فضيحة أخلاقية واستراتيجية، فإن ضربة فوردو عام 2025 هي إعادة إنتاج للفضيحة نفسها، ولكن بأدوات جديدة. ترامب، مثل بوش، يدّعي أن إيران تهدّد الأمن العالمي، لكنه، مثله أيضًا، لم يقدّم أي دليل حقيقي على وجود خطر نووي وشيك. ما جرى لا يخرج عن كونه تصعيدًا إمبرياليًا آخر، يُدار من البيت الأبيض لأغراض داخلية، بدعم لوبيات الضغط الصهيونية، وجماعات المال والسلاح. فالخطاب الأمني الأميركي لم يكن يومًا منفصلًا عن السوق. والضربة العسكرية ليست قرارًا سياديًا محضًا، بل اتفاق ضمني بين مجمّع الصناعات الدفاعية، والمؤسسة الحاكمة، والإعلام الموجّه، لخلق أزمة تُبرّر الإنفاق وتعيد إنتاج الخوف كوقود للسيطرة. إيران… حين تتحول الضحية إلى فاعل تاريخي إيران تعلم أن الحرب الطويلة لا تُخاض عبر مواجهة مباشرة بل عبر إنهاك الخصم. وما تقوم به طهران منذ بدء التصعيد هو رسم ملامح حرب استنزاف إقليمية، يكون فيها الرد على تل أبيب متقطعًا، مدروسًا، وقابلًا للتصعيد عند الحاجة. بل إن دخول إيران العلني والمباشر إلى معركة ضد الكيان الصهيوني -كأول دولة إسلامية غير عربية تفعل ذلك منذ 1948- يُمثّل تحوّلًا كبيرًا في طبيعة الصراع العربي-الصهيوني. لقد أصبحت القضية الفلسطينية جزءًا من الصراع الإسلامي – لا الفلسطيني أو العربي فقط. وهذا يُعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط من جديد، ويضعف أطروحة التطبيع باعتبارها ضمانة للاستقرار. 'إسرائيل' في مرمى الداخل والخارج الصواريخ الإيرانية التي وصلت إلى العمق 'الإسرائيلي' لم تضرب أهدافًا عسكرية فقط، بل أصابت سردية 'الأمن القومي الإسرائيلي' في مقتل. لأول مرة منذ تأسيس الكيان، يعيش 'المواطن الإسرائيلي' على وقع القلق اليومي من سقوط صاروخ في تل أبيب أو حيفا. لقد انكشفت 'أسطورة الجيش الذي لا يُقهر'، واتّضح أن التفوق التكنولوجي لا يمنح الأمن وحده، بل يحتاج إلى شرعية أخلاقية، وعدالة سياسية، وواقع إقليمي غير قابل للاشتعال في كل لحظة. أما الرهان على ترامب، فهو رهان مكلّف. لأن 'إسرائيل'، بتحالفها الأعمى مع إدارته، ربطت أمنها بمصير شخصية سياسية متقلّبة، تحكمها المزاجية والصفقات لا المبادئ ولا الرؤية بعيدة المدى. أميركا في مواجهة رأيها العام: هل تتكرر فيتنام ثانية؟ الداخل الأميركي لم يعد كما كان. فالحرب في غزة، وتنامي مشاهد المذابح، قد حرّك طبقات عميقة من الوعي داخل المجتمع الأميركي، خاصة في الجامعات والمؤسسات الفكرية. ومع ضرب إيران، تتسع دائرة الغضب لتشمل اليمين المحافظ واليسار الليبرالي في آن. فالمحافظون يرفضون التدخلات الخارجية لما تخلّفه من أعباء اقتصادية، فيما يعارض الليبراليون هذه الحروب لأسباب إنسانية وأخلاقية. هذا التلاقي، وإن بدا نادرًا، يخلق مناخًا شبيهًا بما حدث إبّان الحرب الفيتنامية أو قبيل الانسحاب من العراق. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم: هل يستطيع ترامب خوض حرب طويلة في منطقة مشتعلة بينما الاقتصاد الأميركي يئنّ تحت وطأة الديون والانقسام الداخلي؟ وهل ستصمد 'إسرائيل' وحدها إذا قرّر ترامب فجأة، كالعادة، الانسحاب وتركها في المواجهة؟ ثلاثة سيناريوهات… بلا نهاية واضحة في ضوء هذه المعطيات، يمكن قراءة المشهد القادم من خلال ثلاثة سيناريوهات رئيسية: – الاستنزاف المتبادل: حيث تواصل إيران ضرب أهداف 'إسرائيلية' محدودة، وترد تل أبيب بالمثل، في حرب استنزاف مفتوحة يُراد لها أن تطيل الأزمة دون تفجّر شامل. في هذا السياق، قد تلجأ إيران في حال اتساع نطاق الضغوط العسكرية والاقتصادية إلى ورقة مضيق هرمز، أحد أخطر أدوات الضغط الاستراتيجية، في خطوة ستصيب الأسواق العالمية بالشلل وترفع تكلفة الحرب على الجميع. هذا الاحتمال لا يُستبعد إذا ما شعرت طهران بأن كلفة ضبط النفس صارت تفوق كلفة المواجهة. – الانزلاق الكبير: نتيجة خطأ في الحسابات أو ضربة نوعية مفاجئة قد تنزلق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة تشمل الخليج واليمن ولبنان وسوريا، وربما القواعد الأميركية في العراق وقطر. في هذا السيناريو، تُصبح الضربات المتبادلة خارج السيطرة، ويفقد الجميع القدرة على احتواء التصعيد، بما في ذلك القوى الدولية الكبرى. – التسوية الرمادية: بوساطة دولية (صينية أو روسية أو خليجية) تُفرَض تسوية غير معلنة، لا تقوم على تنازلات إيرانية، بل على تراجع 'إسرائيلي' عن بعض أهدافه التوسعية والعسكرية، مع ضمان حق إيران في مواصلة برنامجها النووي السلمي ضمن سقف تقني مضبوط. هذه التسوية، وإن بدت ضئيلة الاحتمال، قد تُطرح على الطاولة إذا ما شعرت واشنطن أن تمديد الحرب يهدد أمن الطاقة العالمي، أو إذا واجهت تل أبيب ضغوطًا داخلية واستنزافًا ماديًا ومعنويًا لا يمكن تحمّله. لكن أيًّا يكن السيناريو، فإن الحقيقة المؤكدة هي أن الولايات المتحدة، بإدارتها لهذه الضربة، أعادت إشعال برميل بارود إقليمي في لحظة حساسة، وجعلت من نفسها طرفًا مباشرًا في حرب لا يمكن الانتصار فيها بالمعنى التقليدي. لا سلام بالإملاء… ولا أمن بالقنابل ما جرى ليس استعراض قوة بقدر ما هو اعتراف بالعجز. الضربة الأميركية ضد إيران تكشف أن واشنطن لم تعد تمتلك القدرة على ضبط توازن المنطقة دون استخدام القوة المباشرة، وأن 'إسرائيل' باتت عاجزة عن حماية نفسها حتى داخل حدودها. إن كانت هذه الضربة تهدف إلى ردع إيران، فقد فشلت كما فشلت الاغتيالات والعقوبات. وإن كانت تسعى إلى فرض معادلة جديدة، فالمعادلات لا تُفرض في الشرق الأوسط بالقنابل بل بتغيير الشروط البنيوية للعدالة. ما لم يُدركه ترامب ونتنياهو بعد، هو أن الشرق الأوسط قد دخل مرحلة ما بعد الهيمنة، حيث لا أحد يربح كل شيء، ولا أحد يفرض كل شيء، بل الجميع يخسر إن اختاروا الحرب طريقًا والمجازر أداةً والهيمنة غاية. هذه ليست نهاية لعبة الشطرنج… لكنها بداية انهيار الطاولة. ‎2025-‎06-‎24 The post من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store