من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي
من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!
د.محمد الأيوبي
حين تُقاس السياسة الخارجية بالقبضات لا بالمبادئ، تصبح الحروب أدوات سياسية، والضحايا مجرد تفاصيل إحصائية. هذا ما يشهده العالم مجددًا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشنّ هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية مستخدمًا القاذفات الإستراتيجية 'بي-2 سبيريت'، تحت ذريعة 'حماية الاستقرار العالمي' – وهي الكذبة الأقدم والأكثر سفورًا في التاريخ الأميركي الحديث.
لكن هذه الضربة لا يمكن عزلها عن السياق المتراكم منذ عقود، ولا عن لحظتها الجيوسياسية الحرجة. فالضربة، في جوهرها، ليست مجرد ردّ عسكري تقني على تهديد نووي مزعوم، بل تتويج لمنظومة متشابكة من الفشل الدبلوماسي، والتبعية 'الإسرائيلية'، والانهيار الأخلاقي للسياسة الأميركية، وصولًا إلى لعبة سياسية صرفة تحاول فيها إدارة ترامب كسب رضا نتنياهو واللوبي الصهيوني عبر اللعب بالنار في الخارج.
واشنطن على إيقاع 'الاستجداء' الصهيوني
ليست هي المرة الأولى التي تنفّذ فيها واشنطن أجندة تل أبيب على حساب استقرار العالم. لكن اللافت اليوم أن 'إسرائيل'، بعدما فشلت عسكريًا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية تجاه إيران، وجدت نفسها تُستجدي تدخّلًا أميركيًا مباشرًا أشبه بـ'الضربة القاضية'. لقد تحوّل الضعف 'الإسرائيلي' من هامش خفي إلى مأزق بنيوي ظاهر، كشفته عجز تل أبيب عن تدمير منشآت نووية كـ'فوردو' و'نطنز'، رغم امتلاكها منظومة تسليح هي الأحدث في الشرق الأوسط.
في هذا المشهد، يتضح أن 'إسرائيل الكبرى' التي وعد بها نتنياهو ليست أكثر من سردية هشة، تعتمد على القبة الأميركية الحديدية السياسية، أكثر من اعتمادها على تفوقها العسكري أو شرعيتها الأخلاقية المزعومة. إنها لحظة نادرة يظهر فيها الحليف على حقيقته: تابع استراتيجي لا يستطيع خوض حربه من دون إذن سيده، بل واستدعائه ليمارس الحرب بالنيابة.
ترامب يكرر نموذج العراق: حرب باسم 'الردع' وهدفها الهيمنة
إذا كانت حرب العراق عام 2003 قد كُتبت في التاريخ بوصفها فضيحة أخلاقية واستراتيجية، فإن ضربة فوردو عام 2025 هي إعادة إنتاج للفضيحة نفسها، ولكن بأدوات جديدة. ترامب، مثل بوش، يدّعي أن إيران تهدّد الأمن العالمي، لكنه، مثله أيضًا، لم يقدّم أي دليل حقيقي على وجود خطر نووي وشيك.
ما جرى لا يخرج عن كونه تصعيدًا إمبرياليًا آخر، يُدار من البيت الأبيض لأغراض داخلية، بدعم لوبيات الضغط الصهيونية، وجماعات المال والسلاح. فالخطاب الأمني الأميركي لم يكن يومًا منفصلًا عن السوق. والضربة العسكرية ليست قرارًا سياديًا محضًا، بل اتفاق ضمني بين مجمّع الصناعات الدفاعية، والمؤسسة الحاكمة، والإعلام الموجّه، لخلق أزمة تُبرّر الإنفاق وتعيد إنتاج الخوف كوقود للسيطرة.
إيران… حين تتحول الضحية إلى فاعل تاريخي
إيران تعلم أن الحرب الطويلة لا تُخاض عبر مواجهة مباشرة بل عبر إنهاك الخصم. وما تقوم به طهران منذ بدء التصعيد هو رسم ملامح حرب استنزاف إقليمية، يكون فيها الرد على تل أبيب متقطعًا، مدروسًا، وقابلًا للتصعيد عند الحاجة.
بل إن دخول إيران العلني والمباشر إلى معركة ضد الكيان الصهيوني -كأول دولة إسلامية غير عربية تفعل ذلك منذ 1948- يُمثّل تحوّلًا كبيرًا في طبيعة الصراع العربي-الصهيوني. لقد أصبحت القضية الفلسطينية جزءًا من الصراع الإسلامي – لا الفلسطيني أو العربي فقط. وهذا يُعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط من جديد، ويضعف أطروحة التطبيع باعتبارها ضمانة للاستقرار.
'إسرائيل' في مرمى الداخل والخارج
الصواريخ الإيرانية التي وصلت إلى العمق 'الإسرائيلي' لم تضرب أهدافًا عسكرية فقط، بل أصابت سردية 'الأمن القومي الإسرائيلي' في مقتل. لأول مرة منذ تأسيس الكيان، يعيش 'المواطن الإسرائيلي' على وقع القلق اليومي من سقوط صاروخ في تل أبيب أو حيفا.
لقد انكشفت 'أسطورة الجيش الذي لا يُقهر'، واتّضح أن التفوق التكنولوجي لا يمنح الأمن وحده، بل يحتاج إلى شرعية أخلاقية، وعدالة سياسية، وواقع إقليمي غير قابل للاشتعال في كل لحظة.
أما الرهان على ترامب، فهو رهان مكلّف. لأن 'إسرائيل'، بتحالفها الأعمى مع إدارته، ربطت أمنها بمصير شخصية سياسية متقلّبة، تحكمها المزاجية والصفقات لا المبادئ ولا الرؤية بعيدة المدى.
أميركا في مواجهة رأيها العام: هل تتكرر فيتنام ثانية؟
الداخل الأميركي لم يعد كما كان. فالحرب في غزة، وتنامي مشاهد المذابح، قد حرّك طبقات عميقة من الوعي داخل المجتمع الأميركي، خاصة في الجامعات والمؤسسات الفكرية. ومع ضرب إيران، تتسع دائرة الغضب لتشمل اليمين المحافظ واليسار الليبرالي في آن.
فالمحافظون يرفضون التدخلات الخارجية لما تخلّفه من أعباء اقتصادية، فيما يعارض الليبراليون هذه الحروب لأسباب إنسانية وأخلاقية. هذا التلاقي، وإن بدا نادرًا، يخلق مناخًا شبيهًا بما حدث إبّان الحرب الفيتنامية أو قبيل الانسحاب من العراق.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم: هل يستطيع ترامب خوض حرب طويلة في منطقة مشتعلة بينما الاقتصاد الأميركي يئنّ تحت وطأة الديون والانقسام الداخلي؟ وهل ستصمد 'إسرائيل' وحدها إذا قرّر ترامب فجأة، كالعادة، الانسحاب وتركها في المواجهة؟
ثلاثة سيناريوهات… بلا نهاية واضحة
في ضوء هذه المعطيات، يمكن قراءة المشهد القادم من خلال ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
– الاستنزاف المتبادل: حيث تواصل إيران ضرب أهداف 'إسرائيلية' محدودة، وترد تل أبيب بالمثل، في حرب استنزاف مفتوحة يُراد لها أن تطيل الأزمة دون تفجّر شامل. في هذا السياق، قد تلجأ إيران في حال اتساع نطاق الضغوط العسكرية والاقتصادية إلى ورقة مضيق هرمز، أحد أخطر أدوات الضغط الاستراتيجية، في خطوة ستصيب الأسواق العالمية بالشلل وترفع تكلفة الحرب على الجميع. هذا الاحتمال لا يُستبعد إذا ما شعرت طهران بأن كلفة ضبط النفس صارت تفوق كلفة المواجهة.
– الانزلاق الكبير: نتيجة خطأ في الحسابات أو ضربة نوعية مفاجئة قد تنزلق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة تشمل الخليج واليمن ولبنان وسوريا، وربما القواعد الأميركية في العراق وقطر. في هذا السيناريو، تُصبح الضربات المتبادلة خارج السيطرة، ويفقد الجميع القدرة على احتواء التصعيد، بما في ذلك القوى الدولية الكبرى.
– التسوية الرمادية: بوساطة دولية (صينية أو روسية أو خليجية) تُفرَض تسوية غير معلنة، لا تقوم على تنازلات إيرانية، بل على تراجع 'إسرائيلي' عن بعض أهدافه التوسعية والعسكرية، مع ضمان حق إيران في مواصلة برنامجها النووي السلمي ضمن سقف تقني مضبوط. هذه التسوية، وإن بدت ضئيلة الاحتمال، قد تُطرح على الطاولة إذا ما شعرت واشنطن أن تمديد الحرب يهدد أمن الطاقة العالمي، أو إذا واجهت تل أبيب ضغوطًا داخلية واستنزافًا ماديًا ومعنويًا لا يمكن تحمّله.
لكن أيًّا يكن السيناريو، فإن الحقيقة المؤكدة هي أن الولايات المتحدة، بإدارتها لهذه الضربة، أعادت إشعال برميل بارود إقليمي في لحظة حساسة، وجعلت من نفسها طرفًا مباشرًا في حرب لا يمكن الانتصار فيها بالمعنى التقليدي.
لا سلام بالإملاء… ولا أمن بالقنابل
ما جرى ليس استعراض قوة بقدر ما هو اعتراف بالعجز. الضربة الأميركية ضد إيران تكشف أن واشنطن لم تعد تمتلك القدرة على ضبط توازن المنطقة دون استخدام القوة المباشرة، وأن 'إسرائيل' باتت عاجزة عن حماية نفسها حتى داخل حدودها.
إن كانت هذه الضربة تهدف إلى ردع إيران، فقد فشلت كما فشلت الاغتيالات والعقوبات. وإن كانت تسعى إلى فرض معادلة جديدة، فالمعادلات لا تُفرض في الشرق الأوسط بالقنابل بل بتغيير الشروط البنيوية للعدالة.
ما لم يُدركه ترامب ونتنياهو بعد، هو أن الشرق الأوسط قد دخل مرحلة ما بعد الهيمنة، حيث لا أحد يربح كل شيء، ولا أحد يفرض كل شيء، بل الجميع يخسر إن اختاروا الحرب طريقًا والمجازر أداةً والهيمنة غاية.
هذه ليست نهاية لعبة الشطرنج… لكنها بداية انهيار الطاولة.
2025-06-24
The post من غزة إلى فوردو: الضربة الأميركية لإيران وفضيحة الإمبراطورية المتداعية!محمد الأيوبي first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 27 دقائق
- شفق نيوز
ترامب للصينيين: يمكنكم الآن مواصلة شراء النفط من إيران
شفق نيوز/ قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن الصين تستطيع الآن مواصلة شراء النفط من إيران، عقب وقف إطلاق النار بين تل ابيب وطهران. وأضاف ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال"، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أنه يأمل كذلك أن تشتري الصين كميات كبيرة من النفط من الولايات المتحدة أيضاً. وخاتم ترامب منشوره بالقول إنه "كان لي شرف عظيم أن أحقق هذا"، في إشارة إلى فرض الهدنة بين إيران وإسرائيل. وأكد ترامب، في منشور آخر، أنه سيتوجه إلى حلف الناتو، المقرر عقد قمة له في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، مبيناً أن "التفاوض مع الناتو سيكون الآن أكثر هدوءاً بعد ما مر به مؤخرًا مع إسرائيل وإيران". ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، في وقت سابق من اليوم، حيز التنفيذ بموجب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يقضي بوقف شامل وكامل لإطلاق النار المستمر منذ 12 يوماً.


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
"حوار استثنائي".. هدنة إيران تشعل مكالمة ترامب مع نتنياهو
شفق نيوز/ كشف موقع "أكسيوس"، يوم الثلاثاء، كواليس مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين لوقف إطلاق النار مع إيران. ونقل "أكسيوس" عن مصدر في البيت الأبيض أن "ترامب كان غاضبا وتحدث مع نتنياهو بطريقة حازمة ومباشرة بشكل استثنائي". وذكر المصدر أن "ترامب أوضح لنتنياهو ما يجب القيام به للحفاظ على وقف إطلاق النار، وقد أدرك الأخير خطورة الموقف". وبعد المكالمة، قال ترامب إن إسرائيل تراجعت عن شن هجوم جديد على إيران، لكن تل أبيب أكدت أن مقاتلاتها هاجمت مواقع في طهران. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "الجيش هاجم موقع رادار قرب طهران" كما قالت وسائل إعلام إيرانية: "مدينة بابلسر شمالي البلاد تتعرض لهجوم إسرائيلي". من جانبه، أفاد مكتب نتنياهو بأن إسرائيل امتنعت عن شن المزيد من الضربات في أعقاب محادثة ترامب مع رئيس الوزراء".

وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
خبير مصري يتحدث عن أبعاد هجوم طهران على قاعدة العديد في قطر
تحدث الخبير المصري في الشؤون الإيرانية ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية ـ أفايب محمد محسن أبو النور عن أبعاد الضربة الإيرانية لقاعدة العديد الأمريكية في قطر، حيث أوضح أبو النور في تصريحات للقناة الروسية الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية في قطر أوقفت ـ أو ربما أخرت - مفعول مخطط إسقاط النظام الإيراني، موضحا أن بذلك تكون إيران هي الدولة الوحيدة التي تضرب قواعد أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية. كما أضاف أبو النور أن الإعلان الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوم الأحد الموافق 22 يونيو 2025، من البيت الأبيض، والذي أعلن فيه عن "هجوم ناجح للغاية" على مواقع نووية إيرانية شملت فوردو وناتنز وأصفهان، كان بمثابة محاولة لحشد الرأي العام الأمريكي حول العملية العسكرية. وتابع: "قد ظهر ترامب في البث المباشر مع عدد من كبار معاونيه، ومن بينهم نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث، وهو ما يدل على اتخاذ القرار بإجماع القيادة العليا في الإدارة الأمريكية، في حين غاب عن المشهد المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مما قد يشير إلى عدم موافقته على العملية أو تركه كخيار للمفاوضات المستقبلية". فيما يرى أبو النور أن قرار ترامب بالانضمام إلى الهجمات غير القانونية التي شنها الكيان الإسرائيلي ضد إيران يشكل انحرافاً خطيراً عن المسار الدبلوماسي الذي سبق أن اتبعته الإدارة الأمريكية، وهو ما دفع إيران أكثر نحو السعي لامتلاك السلاح النووي باعتباره ضرورة استراتيجية للردع، خاصة بعد أن بات واضحاً لإيران أن الولايات المتحدة لا تبحث عن حلول دبلوماسية بل تريد إخضاعها بالقوة العسكرية وتجريدها من أدوات قوتها الوطنية. كذلك أشار إلى أنه على الرغم من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت، إلا أنها في المدى القصير والمتوسط قد عززت لدى إيران قناعة راسخة بأن امتلاك السلاح النووي هو الخيار الوحيد المتاح لحمايتها، على غرار التجربة الكورية الشمالية. هذا خاصة في ظل التقييم الاستخباراتي الأمريكي قبل تنفيذ الهجوم، والذي أشار إلى أن إيران لم تتخذ بعد قراراً بالمضي قدماً في تصنيع قنبلة نووية، وأنها كانت تحتاج إلى أشهر لتطوير جهاز بدائي يمكن استخدامه عسكرياً، أي أن الاعتداء جاء على أساس مبالغ فيه في التهديد. بالمقابل، ترى القيادة الإيرانية أن الضربات العسكرية الأمريكية لن تستطيع القضاء على المعرفة النووية العميقة التي تمتلكها طهران، لكن الثمن سيكون تعزيزاً لعزم إيران على إعادة بناء برنامجها النووي، وقد تصل إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) والسعي الفوري لتصنيع السلاح النووي، إذ بات واضحاً لديها أن النظام الدولي يحكمه مبدأ القوة وليس القانون. ويضيف أبو النور أن من المبكر جداً تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني نتيجة لهذه الهجمات، لأن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً وتقييمات متخصصة، بما في ذلك عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي. كما لفت إلى أن قرار ترامب بشن الحرب على إيران من دون الحصول على تفويض قانوني من الكونغرس، وهو ما يشترطه الدستور الأمريكي، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الداخلي في الولايات المتحدة، لكن هذا الانتهاك قد يمر داخلياً تحت ظاهرة التوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين على تحييد إيران حتى لو كان ذلك عبر عمل غير قانوني. ويشير أبو النور إلى أن هذه العملية تعد دليلاً قوياً على توحش الإدارة الأمريكية كما يراه المحافظون، وعلى أن التفاوض مع واشنطن فقد جدواه، وبالتالي اللجوء إلى الحلول التصعيدية أصبح خياراً استراتيجياً لدى بعض الدوائر الإيرانية. ويشير إلى تصريحات حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان المعروفة بقربها من المرشد الإيراني علي خامنئي، حيث دعا إلى الرد الفوري بضرب الأسطول الأمريكي في البحرين وإغلاق مضيق هرمز أمام السفن الأمريكية والأوروبية، مصحوباً بالإشارة إلى الآية القرآنية: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}. فيما اختتم أبو النور القول، إن فشل الولايات المتحدة في حل القضية النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية سيؤدي إلى تقويض الثقة في النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية، وسيفتح الباب أمام المزيد من الدول للسعي لامتلاك السلاح النووي كوسيلة للردع أمام القوى النووية الكبرى، مما يعني تحولاً جذرياً في موازين القوى الدولية.