logo
طباخ ومصور وملاكم.. شاهد- روبوتات مستقبلية تضاهي البشر في المهارات

طباخ ومصور وملاكم.. شاهد- روبوتات مستقبلية تضاهي البشر في المهارات

الجزيرة١٠-٠٦-٢٠٢٥
لم تكتفِ الدول التكنولوجية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان بتطوير روبوتات ذكاء اصطناعي، بل قامت بتدريبها على مهارات معقدة مثل الملاكمة والطبخ والتصوير مما قد يكون صعبا على كثير من البشر، ومن جهة أخرى لم تتوقف هذه الدول عند هذا الحد بل عملت أيضا على استبدال بعض الحيوانات بآلات ذكية مثل الخيول الروبوتية. وسنذكر أبرز 5 روبوتات غريبة قد تحدث تغييرا في أداء بعض المهام.
الحصان الروبوتي
كشفت شركة "كاواساكي" (Kawasaki) اليابانية عن روبوت جديد بشكل حصان أطلقت عليه اسم "كورليو" (Corleo)، ويعمل هذا الروبوت بالهيدروجين وله 4 أرجل مصممة خصيصا للتنقل في التضاريس الصعبة. وبعكس الروبوتات الأخرى التي تشبه الحيوانات صُمم "كورليو" ليركبه البشر، ولكنه لا يزال في مرحلة التصميم ولم يُكشف عن النموذج الأولي حتى الآن.
وفي فيديو ترويجي نشرته شركة "كاواساكي" ظهر الحصان الروبوتي "كورليو" وهو يتسلق المنحدرات الصخرية ويشق طريقه عبر غابة أشجار كثيفة ويركض على الثلج، ومع ذلك فإن هذا الفيديو لم يكن تصويرا حقيقيا بل كان فيديو تصويريا يحاكي الروبوت، إذ إنه لم يكتمل بعد لدرجة تسمح بركوبه.
وقال تاكاشي توري المدير التنفيذي لشركة "كاواساكي"، لصحيفة "طوكيو ويكندر" (Tokyo Weekender)، إن كورليو "وسيلة نقل جديدة كليا تجمع بين تقنيات الشركة للدراجات النارية والروبوتات".
ويمتلك الروبوت 4 أرجل تتحرك بشكل مستقل ومجهزة بمفاصل تشبه تلك الموجودة عند الحيوانات بالإضافة إلى حوافر مطاطية تشبه حوافر الماعز أو الغزال، وتأمل الشركة المصنعة أن يتمكن الروبوت في المستقبل من حمل شخصين على ظهره في بيئات مختلفة.
وسيزود "كورليو" بنظام ذكاء اصطناعي يُحسّن توازنه وقدرته على التنقل، حيث يستجيب لحركات جسم الراكب تماما مثل الحصان الحقيقي، كما سيحتوي على شاشة عرض أمام الراكب تُشبه تلك الموجودة في الدراجات النارية لعرض المعلومات المهمة.
الروبوت الراقص
أعلنت شركة "إنجين آي" (EngineAI) الصينية عن روبوت "بي إم 01" (PM01) الجديد الذي أظهر قدرة خاصة على الرقص مع حركات سريعة ومتوازنة، ونشرت الشركة مقطع فيديو يُظهر الروبوت برفقة شخصين يرقص معهما رقصة حماسية بحركات متناسقة بأسلوب سينما هونغ كونغ، وأضافت الشركة أن حركات الروبوت أثارت إعجاب المعجبين والمهندسين على حد سواء.
ومن الجدير بالذكر أن الروبوت لم يكن مصمما للرقص بل كان مخصصا لعمليات الصيانة الصناعية والتنبؤ بأعطال المعدات قبل حدوثها، وذلك من خلال نظام ذكاء اصطناعي مخصص لتحليل بيانات المستشعرات في الوقت الفعلي، إذ يمكن للروبوت اكتشاف المشاكل مبكرا وإرسال تنبيهات مخصصة وتحسين جداول الصيانة لتقليل الأعطال، بالإضافة إلى توفير التكاليف وزيادة الأمان والإنتاجية في مختلف القطاعات الصناعية، وهو متاح للبيع بسعر 26 ألف دولار على متجر "أميريكان ستلايت" (Americansatellite).
وقد حقق روبوت "بي إم 01″ نجاحا باهرا في الرقص لدرجة أن اليوتيوبر الشهير سبيد" (Speed) ظهر معه في بث مباشر وهو يرقص إحدى الرقصات الحماسية. وقد كتبت الشركة على منصة إكس "بعد أن كان مجرد فكرة أصبح الآن حقيقة. دخل روبوت (بي إم 01) البث المباشر لسبيد ورقص بحماسة مانحا الرقص مستوى جديدا من الطاقة".
روبوت التصوير الفوتوغرافي
كشفت شركة "بوسطن ديناميكس" (Boston Dynamics) عن روبوت "أطلس" (Atlas) منذ عام 2013، وهو الآن يستطيع الجري والشقلبة وحتى الرقص.
وفي الأسبوع الماضي تعاونت "بوسطن ديناميكس" مع شركة التسويق "دبليو بي بي" (WPP) بالتعاون مع "كانون" (Canon) و"إنفيديا" (NVIDIA) لتصوير إعلان سيارة باستخدام الروبوت "أطلس"، إذ قام بحمل معدات تصوير ثقيلة بزوايا صعبة مع الحفاظ على توازنه، وتأمل الشركة أن يكون روبوتها عنصرا أساسيا في مواقع التصوير.
وقال مخرج التصوير بريت دانتون إن روبوت أطلس يمكنه تنفيذ لقطات متكررة وطويلة بدقة، "وهو ما يُعد ميزة كبيرة مقارنة بذراع الكاميرا الآلية التقليدية التي تكون عادة ثقيلة وتعمل على مسارات محددة". وأضاف "إن هذا الروبوت يستطيع التحرك بحرية أكبر والذهاب إلى أماكن خارج الأستوديو، بل حتى إلى مواقع يصعب أو يستحيل وصول المصورين البشر إليها".
ومن جهته، صرح فاتش أرابيان مدير التسويق في "بوسطن ديناميكس" فقال "في كثير من الأحيان نحتاج لتصوير لقطات من أماكن خطرة، وهنا يأتي دور أطلس إذ يُمكننا إرساله لتصوير لقطة قريبة من بركان أو داخل كهف".
روبوت "زيبي"
أطلقت شركة "كلاود شيف" (Cloudchef) الأميركية روبوت "زيبي" (Zippy) الذي يستطيع تحضير أطباق للطهاة الحاصلين على نجمة ميشلان، إذ دُرّب على 5 ملايين وصفة كما أنه يتعلم وصفات جديدة من عرض توضيحي واحد.
يعتمد نظام "زيبي" على تقنيات متعددة لاستشعار البيئة ونماذج محاكاة لنقل الحرارة، مما يمكّنه من التكيّف مع اختلاف المكونات وأدوات الطهي؛ تماما كما يفعل الطهاة المحترفون. ويعمل النظام بطريقة هجينة تجمع بين التشغيل الذاتي والتحكم عن بعد، بما يسمح له بالتعامل مع مواقف جديدة والتطور بمرور الوقت.
روبوت الملاكمة
قالت شركة "يونتري روبوتكس" (Unitree Robotics) الصينية إنها تعمل على إقامة نادي قتال روبوتي، وتخطط لعرض قتال الروبوتات في بث مباشرة في غضون شهر تقريبا. وقد نشرت الشركة مقطع فيديو تظهر فيه روبوتات من نوع "جي1" (G1) ترتدي زي الملاكمة وتتقاتل مع بعضها بعضا ومع شخص بشري، وظهرت بالفيديو الروبوتات توجه لكمات يمينية ويسارية كما أنها تركل الخصم برجلها أحيانا.
ويأتي قرار الشركة في إقامة نادي لقتال الروبوتات بعد أن أظهر روبوت "جي1" حركات جديدة مثل حركات الكونغ فو والرقص والقفز الجانبي والنهوض برشاقة، ومن المتوقع أن تحظى القتالات الروبوتية بشعبية واسعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحكومة الصينية تحذر الشركات من اقتناء شرائح "إنفيديا" بسبب مخاوف أمنية
الحكومة الصينية تحذر الشركات من اقتناء شرائح "إنفيديا" بسبب مخاوف أمنية

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

الحكومة الصينية تحذر الشركات من اقتناء شرائح "إنفيديا" بسبب مخاوف أمنية

استدعت السلطات الصينية مجموعة من كبرى الشركات التقنية بالبلاد بشأن شرائهم واستخدامهم لشرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة " إنفيديا"، وذلك وفق تقرير نشرته رويترز. وتضمنت قائمة الاستدعاء شركات مثل " تينسنت" (Tencent) و"بايت دانس" (Bytedance) فضلا عن "علي بابا" و"بايدو" وشركات صينية أخرى صغيرة، وذلك لوجود مخاوف أمنية من شرائح "إنفيديا" المخصصة للسوق الصيني. كما احتاجت الشركات لتبرير أسباب شرائها لشرائح "إتش 2 أو" (H2O) المخصصة لتقنيات الذكاء الاصطناعي أمام إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية والوكالات الأمنية الأخرى. ويشير التقرير إلى أن الاجتماع كان بخصوص أسباب هذه الشركات لاقتناء مثل هذه الشرائح ولماذا توجهوا إلى شرائح "إنفيديا" رغم وجود بدائل محلية تقدم أداء مماثلا للشرائح المستوردة. كما أوضحت السلطات مخاوفها من كون "إنفيديا" حصلت على معلومات سرية متعلقة بعملائها من الشركات الصينية وقامت بمشاركتها مع الحكومة الأميركية، ولكن بحسب المصادر -التي رفضت الكشف عن هويتها- أكدت أن الحكومة الصينية لم تطلب من الشركات التوقف عن استخدام شرائح "إنفيديا" أو عدم شرائها. ويذكر أن الحكومة الصينية أصدرت مجموعة من الإشعارات الرسمية لعدة شركات تثنيها عن استخدام شرائح "إتش 2 أو" في أي مشاريع حكومية أو مشاريع متعلقة بالأمن القومي. ومن ناحية أخرى، ذكرت تقارير منفصلة أن وكالة فضاء الإنترنت الصينية طالبت "بايت دانس" و"علي بابا" و"تينسنت" بتعليق شراء شرائح "إنفيديا" بشكل كلي، وذلك عقب رفع حكومة ترامب لقيود تصدير الشرائح في الأسابيع الماضية. وتأتي هذه الاجتماعات وسط انتقادات واسعة من الصحافة الصينية التابعة للحكومة لشرائح "إتش 2 أو" كونها أضعف من الشرائح المعتادة من "إنفيديا" وتعتمد على تقنيات أقدم، وهو ما يهدد أرباح الشركة من السوق الصيني والتي تصل إلى 17 مليار دولار. وتتزامن هذه الاعتراضات مع عمل الشركات الصينية على تطوير مجموعة من الشرائح المخصصة للذكاء الاصطناعي والقادرة على منافسة شرائح "إنفيديا" وبكلفة أقل، ومن بينهم شرائح "هواوي" التي كشفت عنها مؤخرا في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي أقيم بشنغهاي.

هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟
هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟

مع حدة التغيرات المناخية، تجد تركيا نفسها على شفا أزمة تهدد أمنها المائي في العمق. فبحسب خبراء أتراك ودوليين، تقترب البلاد من الوصول إلى "العتبة الحرجة للفقر المائي"، مع احتمالات لتصنيفها رسميا كدولة فقيرة بالمياه بحلول عام 2030، إذا استمر الحال على ما هو عليه. وتشير البيانات الرسمية إلى أن نصيب الفرد من المياه المتجددة في تركيا انخفض من نحو 1650 مترا مكعبا مطلع الألفية إلى ما دون 1300 متر مكعب حاليا، مقتربا من الخط الأحمر الذي حددته الأمم المتحدة عند ألف متر مكعب سنويا. ولا يعكس هذا التراجع، الذي يقدر بنسبة 19% خلال عقدين فقط، أزمة موارد فحسب، بل يكشف عن نمط استهلاك غير مستدام، ونظام إدارة مائية يواجه تحديا هيكليا بالغ الخطورة، حسب الخبراء. وبينما تتصاعد مؤشرات الإجهاد المائي، يحذر الخبراء من أن هامش الإصلاح يضيق بسرعة، وأن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت تركيا قادرة على تجنب "الانهيار المائي" المرتقب. أزمة ملموسة لم تعد أزمة شح المياه في تركيا حبيسة التقارير العلمية، بل باتت ملموسة في الحياة اليومية في عدة مدن. ففي بلدة تشيشمه الساحلية بولاية إزمير، يواجه السكان انقطاعات تصل إلى 12 ساعة يوميا. كما شمل التقنين مدينة إزمير نفسها ابتداء من 6 أغسطس/آب الماضي، بعد تراجع منسوب سد تاهتالي وتوقف الإمدادات من سد غوردس، وانخفاض أحد خزانات تشيشمه إلى أقل من 5% من سعته. وفي أنقرة، هبطت مخزونات المياه في السدود إلى 18% مطلع 2023، وسط تحذيرات من نفاد الإمدادات خلال أربعة إلى 5 أشهر ما لم تهطل الأمطار. ويعزى ذلك إلى جفاف حاد وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. ويعزى هذا التدهور إلى عام من الجفاف الحاد، تميز بندرة التساقطات، وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. وجفاف بحيرات ومسطحات مائية، فقد شهدت البلاد أكثر شهور ديسمبر/كانون الأول حرارة منذ أكثر من نصف قرن، مع عجز مطري تجاوز 50% عن المعدلات الموسمية، وفق بيانات هيئة الأرصاد الجوية التركية. تباطؤ السياسات الرسمية رغم تزايد التحذيرات من خبراء المناخ والبيئة بشأن خطر الفقر المائي المحدق بتركيا، فإن الاستجابة الرسمية لا تزال، في نظر كثير من المختصين، دون مستوى التحدي. ويشير هؤلاء إلى وجود فجوة متنامية بين جدية التهديدات التي ترصدها الأبحاث العلمية، وبين طبيعة الإجراءات التي تتخذها السلطات على الأرض. وفي هذا السياق، حذر مصطفى شاشماز، أستاذ المناخ في جامعة البحر الأسود، من أن التبخر الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة أصبح اليوم أحد أبرز أسباب فقدان الموارد المائية في تركيا، مشيرا إلى أن تخزين المياه في سدود سطحية واسعة، دون مراعاة المعايير المناخية، يجعلها أكثر عرضة للتبخر في ظل تزايد موجات الحر. وأوضح شاشماز في حديث للجزيرة نت، أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب حلولا تقنية عاجلة، من بينها إعادة تصميم الخزانات لتكون أكثر عمقا وأقل عرضة لأشعة الشمس، وتغطية الأحواض المكشوفة في المناطق الحساسة، إلى جانب حظر استخدام المياه العذبة في أحواض السباحة الخاصة بالمنتجعات الساحلية، واستبدالها بالمياه المالحة المعالجة. كما لفت إلى أن مؤسسات الدولة تشكل بدورها جزءا من المشكلة، إذ تستهلك المرافق العامة كميات كبيرة من المياه من دون تطبيق فعال لأنظمة الترشيد أو اعتماد تقنيات توفير حديثة، داعيا إلى إصلاح شامل لهذه البنى وتطويرها بما يتلاءم مع التحديات المناخية المتسارعة. التصحر وتغير المناخ في تقاطع خطير بين الظواهر المناخية العالمية والقصور في الإدارة المحلية، تواجه تركيا أحد أعقد التحديات البيئية في تاريخها الحديث، يتمثل في اتساع رقعة التصحر وتفاقم موجات الجفاف. ويضع تقرير "بؤر الجفاف حول العالم 2023-2025″، الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، تركيا ضمن النطاقات الحرجة الواقعة في حزام الجفاف الممتد من جنوب أوروبا حتى الشرق الأوسط. وحذر التقرير من أن استمرار الاتجاهات الحالية قد يدفع البلاد إلى حالة ندرة مائية حادة بحلول عام 2030، مع إمكانية تعرض ما يقرب من 80% من الأراضي الزراعية لموجات جفاف متكررة وشديدة خلال العقد المقبل. وتزايدت مظاهر الإجهاد البيئي في تركيا خلال السنوات الأخيرة، مع تكرار موجات الحر الشديد وحرائق الغابات، وأبرزها حرائق صيف العام الجاري والتي بلغت نحو 3 آلاف حريق حسب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان. وتتجاوز أزمة المياه في تركيا حدودها الداخلية لتؤثر على الأمن المائي الإقليمي، خاصة في سوريا والعراق، حيث تتحكم أنقرة في نحو 90% من مياه الفرات وجزء كبير من مياه دجلة. ومنذ عقود، أنشأت تركيا عشرات السدود ضمن مشروع تطوير جنوب شرق الأناضول لتأمين الري والطاقة، مما أثار خلافات مع بغداد ودمشق اللتين تتهمانها بعدم الالتزام ببروتوكول 1987 القاضي بتمرير 500 متر مكعب/ثانية من مياه الفرات، وهي حصة تقولان إنها تتراجع خاصة في مواسم الجفاف. جهود حكومية في سياق معالجتها للأزمة، ضاعفت أنقرة خلال الأعوام الأخيرة من استثماراتها في البنية التحتية المائية، إذ شهد شهر ديسمبر/كانون الأول 2023 افتتاح 369 منشأة جديدة في أنحاء متفرقة من البلاد، شملت 20 سدا، ومحطات معالجة، وشبكات ري، ومرافق لتخزين المياه، بتمويل تجاوز 53 مليار ليرة تركية (نحو مليار و330 مليون دولار). إعلان وفي كلمة له خلال افتتاح المشاريع، شدد الرئيس رجب طيب أردوغان على أن تركيا "ليست بلدا غنيا بالمياه كما يُظن"، موضحا أن المعدل السنوي للهطول المطري لا يتجاوز 574 مليمترا، وهو ما يقل كثيرا عن المعدل العالمي. وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة عن برنامج لترميم البحيرات المتقلصة أو الجافة، ومن أبرزها بحيرة مرمرة غربي البلاد، إلى جانب الاستثمار في محطات إعادة تدوير مياه الصرف لاستخدامها في الري والزراعة والصناعة. ويشمل هذا التوجه أيضا بناء محطات تحلية جديدة في مناطق تعاني من ندرة مزمنة في الموارد العذبة، لاسيما في غرب الأناضول وسواحل البحر المتوسط. ويرى الخبير في شؤون المياه بلال يلدريم أن الإجراءات التي تتخذها تركيا حاليا -مثل بناء السدود الجديدة وتحديث أنظمة الري- تمثل خطوات مهمة، لكنها غير كافية ما لم تُدعم بسياسات صارمة لإدارة الطلب، وتقليل الهدر، وتوسيع إعادة استخدام المياه. ويشير الخبير إلى أن الزراعة تستهلك ما بين 70 و75% من إجمالي السحب المائي، فيما تهدر المدن ما بين 20 و35% عبر فواقد الشبكات، بينما تتأثر كفاءة السدود بعوامل التبخر وتراكم الرواسب. ويضيف يلدريم أن الأولويات العاجلة تشمل خفض الفواقد الحضرية إلى أقل من 15%، وتعميم أنظمة الري عالية الكفاءة لتوفير ما يصل إلى 30% من استهلاك الزراعة، وتقليل التبخر عبر تحسين تصميم الخزانات والتوسع في التخزين الجوفي، ورفع إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 20% من الطلب الحضري، فضلا عن تعديل التعرفة المائية، والتحول نحو محاصيل أقل استهلاكا للمياه، ووضع خطط إلزامية لإدارة الجفاف.

مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي
مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي

" طريق الحرير" اسم أطلقه الجغرافي الألماني فرديناند فون ريشتهوفن في أواسط القرن الـ19 على طرق برية وبحرية طولها 12 ألف كيلومتر، ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا بروابط تجارية وثقافية ودينية وفلسفية لمئات السنين. وشبهه المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان بـ"جهاز عصبي مركزي للعالم، يربط بين الأشخاص والأماكن لا تراه العين المجردة". عبر "طريق الحرير" من مدن عريقة، كان لها شأن كبير في فترات متفرقة من التاريخ، مثل مرو والريّ وبلخ وبخارى و سمرقند و بغداد ، وغيرها من المدن والحواضر التي شكلت جسرا ربط المحيط الهادي بالبحر الأبيض المتوسط. على امتداد طريق الحرير، نقلت القوافل التجارية بضائع مختلفة، وفي مقدمتها الحرير الذي احتكرت الصين سر صناعته لأكثر من ألفي عام، إضافة إلى التوابل والشاي والورق والبارود، ولم يكن الطريق ممرا تجاريا فحسب، بل شكل أيضا فضاء للتفاعل الثقافي والديني على مر التاريخ. وتفرعت مسارات الطريق في أفغانستان -التي عُرفت قديما باسم "آريانا"- وانتشرت عبر أراضيها من الشرق عبر ممر واخان، الذي يصل الصين بجنوب آسيا وشبه القارة الهندية، ومن الشمال حيث يمتد من وسط آسيا إلى إيران مرورا بمدن خراسان و"باميان" و"بلخ" و"هرات" و"قندهار". وكانت الدول المتعاقبة على حكم المنطقة مدركة أهمية هذا الشريان الحيوي، فحرصت على تأمينه عبر القبائل المحلية تارة، وعبر جيوشها تارة أخرى. بلخ (أم البلاد) مدينة بلخ -التي عرفت قديما باسم (باكتريا)- واحدة من أقدم مدن العالم، كانت أحد المراكز الهامة للديانتين الزرادشتية و البوذية ، وتضم كهوفا وآثارا شاهدة على تلك الحقب التاريخية. شكلت بعد الفتح الإسلامي -إلى جانب كل من "هرات" و"نيسابور" و"مرو"- أجزاء خراسان الأربعة، قبل أن تصبح لاحقا عاصمتها وموطنا لكبار العلماء والأدباء والشعراء، أبرزهم العالم والطبيب ابن سينا والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي والفيلسوف ناصر خسرو والعالم الفقيه إبراهيم بن أدهم. تقع المدينة على ضفاف نهر جيحون (آمو داريا)، الذي يفصل بينها وبين أوزبكستان، حيث توجد سمرقند وبخارى، ونظرا لأهميتها الثقافية والحضارية أطلق عليها بعض المؤرخين لقب "أم البلاد". شكلت معبرا مهما لقوافل "طريق الحرير"، إذ تقع في سهل واسع يفصل بين جبال هندكوش ونهر جيحون (آمو داريا)، تتقاطع فيه عدة مسارات يمكن العبور من خلالها نحو الغرب حيث "هرات" ومنها إلى إيران، أو باتجاه الشرق حيث توجد "سمرقند" وآسيا الوسطى، ومن ثم إلى الصين. وغالبا ما كانت القوافل المارة عبر المدينة تحمل الحرير والعاج والأحجار الكريمة والتوابل والعطور وغيرها، كما حملت الرهبان البوذيين الذين جاؤوا إلى بلخ مبشرين بالدين الجديد ومنها انتقل إلى الصين واليابان. وبعد الفتح الإسلامي جاءت هذه القوافل بالتجار المسلمين الذين نشروا الإسلام في المنطقة وأوصلوه إلى الصين. ممر واخان هو ممر حيوي يقع في منطقة جبلية بشمال شرق ولاية بدخشان، تحده طاجكستان شمالا و باكستان جنوبا، وتمتد حدوده مع الصين شرقا على مسافة تقدر بأكثر من 350 كيلومترا. وهو من أكثر المناطق ارتفاعا في العالم، إذ يصل متوسط ارتفاعه إلى 4 آلاف متر فوق سطح البحر، ويشكل جزءا من منطقة أكبر تسمى "بامير" يطلق عليها "سقف العالم". كان ممر واخان أحد الفروع الجنوبية لطريق الحرير، الذي يربط الصين بأريانا القديمة (أفغانستان) ومنها إلى القارة الهندية، عبر منه الرحالة الشهير ماركو بولو إلى الصين وذكره في كتاب رحلاته. وكانت القوافل التجارية تسلك هذا الممر للوصول إلى بدخشان، التي تضم أكبر احتياطي عالمي من حجر اللازورد، إذ كان يُنقل منها إلى مصر ، لكونه أحد الأحجار المقدسة في الحضارة المصرية القديمة. واحتفظت جنبات الأودية في المدينة بآثار الاستراحات التي بنيت على طول الطريق، حيث كانت تتوقف القوافل للراحة. باميان وتقع في واد واسع بين سلسلة جبال هندكوش وجبال بابا الواقعة وسط أفغانستان، وكانت إحدى المحطات المهمة لعبور قوافل طريق الحرير، وشكلت موضع اهتمام التجار والحجاج والمستكشفين، إذ كانت أهم مركز بوذي في العالم لفترات زمنية طويلة، نظرا لضمها أكثر من 50 معبدا وفق اكتشافات أثرية حديثة. وتضم باميان أكبر تمثالين لبوذا في العالم، مما جعل منها موقعا بارزا يستقطب السياح وعلماء الآثار، وفي المنطقة مساحات زراعية شاسعة بفضل بحيرات "بند أمير"، وهي مجموعة بحيرات مرتفعة تتميز بزرقة تعكس لون اللازورد، ومحاطة بتكوينات جيولوجية طبيعية لم تتأثر بالنشاط البشري. ومن المعالم التاريخية التي تدل على أهمية المنطقة قديما وجود خان "شش بول" (الجسور الستة)، وهو أحد أكبر الخانات -أو ما يسمى بـ"كروان سراي" (منزل القافلة باللغة الفارسية) في المنطقة، الذي كان محطة رئيسية للقوافل التجارية يستخدمها التجار للراحة وتبادل البضائع قبل متابعة سيرهم جنوبا إلى قندهار وشبه القارة الهندية، أو شمالا عبر بروان وبدخشان إلى بلخ، ومنها إلى بخارى والصين. هرات تلقب بـ "لؤلؤة أفغانستان"، وهي موطن العلم والأدب والشعر والتصوف، وتعج بآثار شاهدة على مكانتها عبر التاريخ، ذكرها معظم المؤرخين في كتبهم، تتميز بموقعها الإستراتيجي على مفترق طرق يربط بين وسط آسيا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط، وتعرف بخصوبة أراضيها بفضل مياه نهر "هريرود". وشكلت مناراتها الشاهقة على مدى التاريخ معالم تهدي العابرين والقوافل إلى المدينة، وهي 10 منارات أمرت السلطانة غوهر شاد ببنائها إبان الحقبة التيمورية، وتمثل إلى جانب "قلعة اختيار الدين" و"المسجد الجامع الكبير" معالم تدل على فن العمارة آنذاك. وتحتضن المدينة أضرحة بعض العلماء المسلمين أمثال عبد الله الأنصاري وفخر الدين الرازي وعبد الرحمن الجامي وغيرهم. وتمر بالمدينة 4 فروع من طريق الحرير، الأول بمحاذاة نهر هريرود مرورا بمدينة سرخس وصولا إلى مرو، والثاني من الشمال الشرقي عبر غرجستان والمرغاب، وينتهي إلى مرو أيضا، والثالث من الجنوب عبر آسفراز وفراه ويتفرع إلى خطين أحدهما نحو بُست والآخر إلى سيستان، أما الرابع فيربط هرات بمدينة نيسابور، وتؤدي هذه الفروع إلى إيران، ومنها إلى آسيا الصغرى ثم أوروبا. قندهار هي ثاني أكبر مدن أفغانستان وعاصمتها القديمة، وتختزن تاريخا يمتد إلى نحو 5 آلاف عام قبل الميلاد، إذ نشأت فيها إحدى أقدم المستوطنات البشرية والقرى الزراعية في العالم. احتلها الإسكندر الأكبر وأطلق عليها اسم "الإسكندرية". تُعد الموطن الرئيسي للقبائل البشتونية في أفغانستان، وتحظى بمكانة بارزة بين المدن الأفغانية، إذ كان لها الدور الأبرز في تاريخ البلاد الحديث من خلال الثورات والحركات التي انطلقت منها وشكلت مسار الأحداث في البلاد. كانت المدينة قديما معبرا لقوافل "طريق الحرير" لا سيما عبر الفرع الجنوبي الذي تمر منه القوافل القادمة من مدينة "غزني" لتمر من قندهار في اتجاه شبه القارة الهندية جنوبا أو نحو إيران غربا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store