logo
الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي: تحولات عميقة في المشهد الإعلامي

الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي: تحولات عميقة في المشهد الإعلامي

الوئام٠٧-٠٢-٢٠٢٥

الدكتور عبدالله آل مرعي
أستاذ مشارك بقسم الإعلام والاتصال في جامعة الملك خالد عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
رئيس اللجنة الإعلامية غرفة ابها
متخصص :في الإعلامالرقميالإعلامالسياحي
‏@Al_mar3i
يشهد العالم ثورة رقمية غير مسبوقة، غيّرت بشكل جذري طبيعة الإعلام وطرق إنتاجه واستهلاكه، في قلب هذه الثورة، يقف الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أكثر التقنيات تأثيرًا، حيث بات يُعيد تشكيل المشهد الإعلامي من حيث السرعة، والدقة، والتخصيص، والتفاعل، ولم يعد الإعلام يقتصر على دوره التقليدي كناقل للأخبار والمعلومات، بل أصبح منظومة متكاملة تعتمد على البيانات والتحليلات الفورية والتعلم الآلي لتقديم محتوى أكثر جاذبية وتأثيرًا.
هنا في هذا المقال حاولت أن أبين العلاقة بين الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وكيف يؤثر الأخير على صناعة المحتوى، ومستقبل الصحافة والإعلام، والتحديات التي تفرضها هذه التقنيات الحديثة.
أولًا: التحولات الرقمية في الإعلام
1. من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي
قبل ظهور الإنترنت، كان الإعلام يعتمد على الصحف الورقية، والإذاعة، والتلفزيون كوسائل رئيسية لنقل الأخبار والمعلومات، لكن مع التحول الرقمي، أصبحت المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي المصدر الأساسي للمحتوى، ما أدى إلى تغيّر في أنماط الاستهلاك الإعلامي، حيث يفضّل المستخدمون اليوم المحتوى التفاعلي والفوري على النصوص الجامدة والتقارير المطولة.
2. الإعلام الجديد والبيانات الضخمة
تعتمد المؤسسات الإعلامية الحديثة على البيانات الضخمة (Big Data) لفهم سلوك المستخدمين، وتحليل تفضيلاتهم، وتقديم محتوى مخصص لكل فرد، حيث تساعد الخوارزميات المتقدمة على تصفية المحتوى وتقديمه بناءً على اهتمامات الجمهور، مما يزيد من التفاعل ويعزز الولاء للمنصة الإعلامية.
ثانيًا: الذكاء الاصطناعي في الإعلام
1. صناعة المحتوى الصحفي
أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على إنتاج الأخبار والمقالات الصحفية بسرعة فائقة، مستندًا إلى تحليل البيانات والمعلومات المتاحة. منصات مثل 'Automated Insights'و 'OpenAI' تُستخدم في كتابة تقارير رياضية، وتحليل الأسواق المالية، وإنشاء محتوى إخباري دون تدخل بشري مباشر.
إضافة إلى ذلك، توفر أدوات الذكاء الاصطناعي القدرة على تحليل مئات الآلاف من المصادر الإخبارية في ثوانٍ، مما يساعد الصحفيين في التحقق من المعلومات وكشف الأخبار الزائفة.
2. الروبوتات الصحفية (AI Journalism)
بدأت بعض المؤسسات الإعلامية في استخدام روبوتات ذكية لكتابة التقارير، حيث تستطيع هذه الأدوات تحليل البيانات وإنشاء محتوى متماسك في وقت قياسي. على سبيل المثال، تستخدم وكالة 'رويترز'و'بلومبرغ' تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المالية وإنتاج تقارير سريعة ودقيقة.
3. تخصيص المحتوى والتفاعل مع الجمهور
يستخدم الذكاء الاصطناعي خوارزميات تعلم الآلة لتحليل سلوك الجمهور وتقديم محتوى مخصص لكل مستخدم. على سبيل المثال، تعمل 'Netflix'و'YouTube'على اقتراح مقاطع الفيديو المناسبة للمشاهد بناءً على تاريخه في المشاهدة، مما يزيد من معدلات المشاركة والوقت الذي يقضيه المستخدم في المنصة.
كما تستعين المؤسسات الإعلامية بمساعدين افتراضيين مثل Chatbots للرد على استفسارات الجمهور وتقديم الأخبار بناءً على طلب المستخدم.
4. الذكاء الاصطناعي في تحرير الفيديو والصوت
تشهد صناعة الإعلام تطورًا كبيرًا في مجال تحرير الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت البرامج المتقدمة قادرة على تحرير مقاطع الفيديو بشكل تلقائي، وتحليل العبارات المنطوقة، وإضافة ترجمات فورية. على سبيل المثال، توفر منصات مثل 'Adobe Premiere Pro'و'Descript'أدوات تحرير قائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهّل العمل الإعلامي بشكل كبير.
ثالثًا: تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الإعلام
1. تسريع الإنتاج الإعلامي
يمكن للإعلام الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي إنتاج الأخبار والمواد الإعلامية بشكل أسرع من أي وقت مضى، مما يسمح للمؤسسات الإخبارية بمواكبة الأحداث العاجلة فور وقوعها.
2. تعزيز جودة المحتوى
يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة المحتوى من خلال تحليل ردود فعل الجمهور، وتصحيح الأخطاء اللغوية، وتقديم اقتراحات لتحسين العناوين والمقالات لجذب انتباه القراء.
3. التأثير على الوظائف الإعلامية
على الرغم من الفوائد الكبيرة، إلا أن الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف حول فقدان الوظائف التقليدية في قطاع الإعلام، حيث قد يحل الذكاء الاصطناعي محل بعض الوظائف مثل المراسلين والمحررين، خاصة في الأخبار التي تعتمد على البيانات.
رابعًا: التحديات والمخاوف
1. الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي
يُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في إنشاء الأخبار الكاذبة والتلاعب بالمعلومات، مما يشكل تحديًا كبيرًا لوسائل الإعلام الموثوقة، ويمكن لخوارزميات التزييف العميق (Deepfake) إنشاء مقاطع فيديو مزيفة تبدو حقيقية، مما قد يؤثر على الرأي العام ويثير قضايا أخلاقية خطيرة.
2. فقدان العنصر البشري
على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى إعلامي، إلا أنه يفتقر إلى الحس الإبداعي والفهم العاطفي الذي يتمتع به البشر، حيث لا يزال الإبداع البشري ضروريًا في سرد القصص وصياغة المقالات التي تحمل بُعدًا إنسانيًا عميقًا.
3. الخصوصية وأمن البيانات
تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية وأمان المستخدمين. تحتاج المؤسسات الإعلامية إلى تحقيق توازن بين استخدام البيانات وتحقيق حماية كافية للمعلومات الشخصية.
أصبح الذكاء الاصطناعي قوة محورية في تشكيل مستقبل الإعلام الرقمي، حيث يساهم في تسريع الإنتاج، وتحسين جودة المحتوى، وزيادة التفاعل مع الجمهور. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات تتعلق بالمصداقية، والأخلاقيات، والتأثير على الوظائف الإعلامية.
في ظل هذه التحولات، سيظل العنصر البشري ضروريًا في الإعلام، ليس فقط لمراقبة وتوجيه الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضًا للحفاظ على البعد الإبداعي والإنساني الذي يجعل الإعلام أكثر تأثيرًا وعمقًا. المستقبل يحمل الكثير من الفرص والتحديات، ويبقى السؤال: كيف يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون المساس بالقيم الأساسية للإعلام؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التكهنات تتزايد حول الجهاز الذكي المقبل من "OpenAI" ومصمم "أبل" السابق
التكهنات تتزايد حول الجهاز الذكي المقبل من "OpenAI" ومصمم "أبل" السابق

العربية

timeمنذ 11 ساعات

  • العربية

التكهنات تتزايد حول الجهاز الذكي المقبل من "OpenAI" ومصمم "أبل" السابق

لا أحد يعلم حقًا طبيعة جهاز الذكاء الاصطناعي الذي يُطوّره جوني آيف، رئيس التصميم السابق في "أبل"، وسام ألتمان ، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI". لكن بمجرد الكشف عن عملهما سويًا لتطوير جهاز ذكاء اصطناعي حفز موجة من التكهنات حول طبيعة وشكل هذا الجهاز المقبل. وكان ألتمان وآيف اتفقا على التعاون في تطوير جهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي قبل عامين، بحسب بتقرير لصحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر الماضي. وتتمثل رؤيتهما في منتج يستخدم الذكاء الاصطناعي ليخلق تجربة حوسبية أقل إزعاجًا اجتماعيًا من الآيفون. ويرغبان في مساعدة المستخدمين على الابتعاد عن الشاشات، ويبدوان حذرين تجاه الأجهزة القابلة للارتداء، وفقًا لتقارير. وتكاثرت الأسئلة عن شكل الجهاز، وطبيعة عمله والوظائف التي سيؤديها وكيفية استخدامه، وهذه بعض أبرز التسريبات والتوقعات للجهاز المقبل. جهاز للجيب والمكتب في مكالمة مسرّبة راجعتها صحيفة وول ستريت جورنال، قال ألتمان لموظفي "OpenAI" إن الجهاز ليس هاتفًا ولا نظارات -وهو الشكل الذي تراهن عليه شركتا ميتا وغوغل بقوة، مشيرًا إلى أن آيف لم يكن متحمسًا لفكرة جهاز يجب أن يكون قابلًا للارتداء. وسيكون جهاز الذكاء الاصطناعي المقبل جزءًا من "عائلة من الأجهزة" بدون شاشات، وجهازًا "ثالثًا أساسيًا" يختلف عن الهاتف والحاسوب المحمولين. وسيتمكن المستخدم من وضع الجهاز المقبل في جيبه وأيضًا على المكتب. ووصف ألتمان النموذج الأولي بأنه واحد من أروع قطع التكنولوجيا على الإطلاق. شبيه بالدبوس الذكي كتب مينغ-تشي كو، وهو محلل متخصص في سلسلة توريد "أبل"، على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أن آيف وألتمان قد يعملان على شيء مشابه لـ"الدبوس الذكي" (AI pin) المعتمد على الذكاء الاصطناعي، لكنه سيكون أكبر قليلًا ويرتده المستخدم حول عنقه. وسيكون الجهاز، وفقًا لكو، مزودًا بكاميرات وميكروفونات من أجل الوعي ببيئة المستخدم المحيطة. وتوقع كو أن هذا المنتج، الذي سيتصل بالهواتف الذكية لكنه لن يحتوي على شاشة قد يبدأ إنتاجه في عام 2027. وكان ألتمان مستثمرًا في جهاز "دبوس الذكي" من تطوير شركة "Humane" الناشئة، وكان جهازًا صغيرًا يتم التحكم به عن طريق الصوت يمكن للمستخدمين تثبيته على ملابسهم واستخدامه لإجراء المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية، وعمليات البحث. وأُطلق هذا المنتج في عام 2023 لكنه لاقى استقبالًا ضعيفًا، وتم إيقافه قبل أن تبدأ الشركة في تصفية عملياتها في فبراير. جهاز أم "رفيق"؟ كان من بين أغرب التفاصيل التي أوردتها "وول ستريت جورنال" من حديث ألتمان لموظفي "OpenAI" هي أنه وصف الجهاز بأنه "رفيق". ويفتح هذا المجال أمام عدد غير محدد من الخيارات بما في ذلك أن يكون الجهاز المقبل روبوتًا، بحب تقرير لموقع "GIZMODO" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، اطلعت عليه "العربية Business".

"أوراكل" تشتري شرائح إنفيديا بـ40 مليار دولار لمركز بيانات لـ"OpenAI"
"أوراكل" تشتري شرائح إنفيديا بـ40 مليار دولار لمركز بيانات لـ"OpenAI"

العربية

timeمنذ 16 ساعات

  • العربية

"أوراكل" تشتري شرائح إنفيديا بـ40 مليار دولار لمركز بيانات لـ"OpenAI"

ستنفق شركة أوراكل حوالي 40 مليار دولار لشراء شرائح إنفيديا عالية الأداء لتشغيل مركز بيانات جديد في الولايات المتحدة لشركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI". ويُعد مركز البيانات، الواقع في أبيلين بولاية تكساس، جزءًا من مشروع ستارغيت الأميركي، الذي تقوده كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في البلاد، لتعزيز ثقل الولايات المتحدة في صناعة الذكاء الاصطناعي في ظل المنافسة العالمية المحتدمة. وقال عدة أشخاص مطلعين على الأمر، إن شركة أوراكل ستشتري حوالي 400 ألف من شرائح إنفيديا الأقوى من نوع "GB200"، وستقوم بتأجير قدرة الحوسبة الناتجة عنها لشركة "OpenAI"، بحسب ما نقلته رويترز عن تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز. ومن المتوقع أن يبدأ مركز البيانات العمل بكامل طاقته بحلول منتصف العام المقبل، وقد وافقت "أوراكل" على تأجير الموقع لمدة 15 عامًا. وقدّم بنك جي بي مورغان الجزء الأكبر من تمويل الدين عبر قرضين بلغ مجموعهما 9.6 مليار دولار، بينما استثمر مالكا الموقع، كروزو وشركة الاستثمار الأميركية بلو آول كابيتال، حوالي 5 مليارات دولار نقدًا، بحسب التقرير. سيساعد مركز البيانات شركة "OpenAI" على تقليل اعتمادها على "مايكروسوفت"، أكبر داعميها، حيث تجاوز طلب الشركة، مطورة روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي، على الطاقة ما تستطيع "مايكروسوفت" توفيره. وبالنسبة لشركة أوراكل، يُمثّل مركز البيانات ومشروع ستارغيت فرصةً لها لتعزيز قدراتها في الحوسبة السحابية ومواكبة رواد السوق في هذا المجال "مايكروسوفت" و"أمازون" و"غوغل". وتشارك "OpenAI" و"أوراكل" و"إنفيديا" أيضًا في مشروع ستارغيت في الشرق الأوسط، حيث سيتم إنشاء مركز بيانات ضخم جديد للذكاء الاصطناعي في الإمارات، ومن المتوقع أن يستخدم أكثر من 100 ألف شريحة من "إنفيديا". وسيبدأ تشغيل المرحلة الأولى من مركز البيانات في الإمارات في عام 2026.

OpenAI تستعين بمدير التصميم السابق في أبل لدخول عالم الأجهزة الذكية
OpenAI تستعين بمدير التصميم السابق في أبل لدخول عالم الأجهزة الذكية

الشرق السعودية

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق السعودية

OpenAI تستعين بمدير التصميم السابق في أبل لدخول عالم الأجهزة الذكية

أعلنت شركة OpenAI، استحواذها على شركة الأجهزة الذكية الناشئة io، التي أسسها مصمم أبل السابق الشهير، جوني إيف، في صفقة ضخمة تُقدّر قيمتها بنحو 6.5 مليار دولار أمريكي تُدفع بالكامل على شكل أسهم. وتُعد هذه الصفقة الأكبر في تاريخ OpenAI، وتهدف إلى دفع الشركة بقوة نحو سوق الأجهزة الاستهلاكية من خلال بناء وحدة متخصصة لتصميم وتصنيع أجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يقودها إيف وفريق من أبرز مهندسي ومصممي أبل السابقين. وبحسب "بلومبرغ"، فإن جوني إيف، الذي شغل منصب مدير قطاع التصميم في أبل، وأسهم في تصميم أشهر منتجاتخا مثل "آيفون" و"ماك بوك" و"آيباد" و"أبل ووتش"، سيقود الشركة الجديدة برفقة سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI وأحد مؤسسيها، لتطوير فئة جديدة كلياً من الأجهزة. وقال إيف في مقابلة مشتركة مع ألتمان: "لدي إحساس متزايد بأن كل ما تعلمته خلال الثلاثين عاماً الماضية أوصلني إلى هذه اللحظة"، مضيفاً: "إنها شراكة وطريقة عمل ستثمر عن منتجات ومنتجات ومنتجات". وأضحت "بلومبرغ"، أن أول هذه الأجهزة الجديدة التي ستثمر عنها الشراكة، سيُطرح في الأسواق في عام 2026، على أن يكون منتجاً مبتكراً لا يشبه أي فئة حالية في سوق التكنولوجيا الاستهلاكية. وقال ألتمان إن "الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة هائلة في قدرات الإنسان، ويحتاج إلى شكل جديد من الحوسبة ليحقق أقصى إمكاناته"، مؤكّداً أن OpenAI ستُقدّم منتجاً بجودة "لم يشهدها سوق الأجهزة من قبل". فريق من خبراء أبل السابقين الاستحواذ سيمنح OpenAI فريقاً يضم حوالي 55 مهندساً ومطوراً وخبيراً في التصنيع، كانوا يعملون بالفعل ضمن شركة io، وسينتقلون لمواصلة العمل من مكاتبهم في حي، جاكسون سكوير، في سان فرانسيسكو، إلى جانب مكاتب OpenAI. ويشمل الفريق أسماء مرموقة مثل إيفانز هانكي، التي خلفت إيف في رئاسة قسم التصميم الصناعي في أبل قبل مغادرتها في 2023، وتانج تان، المسؤول عن تصميم منتجات "آيفون" و"أبل ووتش" حتى عام 2024، وسكوت كانون، أحد مؤسسي تطبيق Mailbox الذي استحوذت عليه دروب بوكس سابقاً. وتتضمن صفقة الاستحواذ، 5 مليارات دولار على هيئة أسهم، بينما تعود القيمة المتبقية إلى اتفاق سابق تم التوصل إليه في الربع الأخير من عام 2024، تملكت بموجبه OpenAI نسبة 23% من أسهم io، إلى جانب مساهمة صندوق استثمارات OpenAI في تمويل الشركة. وتشارك في تمويل io أيضاً، جهات استثمارية بارزة مثل Laurene Powell Jobs (أرملة ستيف جوبز) عبر مؤسسة Emerson Collective، وصناديق مثل Thrive Capital، Sutter Hill Ventures، Maverick Ventures، وSV Angel. وأكّدت OpenAI، أن سام ألتمان لا يمتلك أي حصة شخصية في io. عودة قوية التعاون الجديد يمثل "عودة قوية" لجوني إيف، بعد خروجه من أبل في عام 2019 وتأسيسه لشركة التصميم LoveFrom، والتي ضمت فريقاً من مصممي أبل السابقين، مثل باس أوردينج، مايك ماتاس، وكريس ويلسون. وأوضح إيف، أن هذا الفريق سيُشرف على التصاميم البصرية والواجهات لمشاريع OpenAI، بما في ذلك تطوير تطبيق ChatGPT ليتناسب مع الجيل الجديد من المستهلكين. وقال ألتمان، إن محادثاته الأولى مع إيف، لم تكن حول الأجهزة، بل عن كيفية تحسين تجربة التفاعل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكّداً أن واجهات التفاعل الحالية لا تزال "في المرحلة النهائية"، وأن OpenAI تسعى إلى اكتشاف ما يمكن أن يكون مكافئاً لواجهة المستخدم الرسومية التي غيّرت عالم الحوسبة في ثمانينيات القرن الماضي. ورغم أن الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها، فإن هذه الشراكة تأتي في وقت يشهد منافسة متزايدة من شركات مثل ميتا، التي طوّرت نظارات Ray-Ban الذكية. في المقابل، فشلت محاولات أخرى مثل جهاز Humane Ai Pin ومساعد Rabbit r1. وانتقد إيف هذه المنتجات قائلاً: "كانت منتجات ضعيفة للغاية. هناك غياب حقيقي لطُرق تفكير جديدة تُعبّر عنها المنتجات." وفيما يتعلق بموقف أبل من هذه التطورات، تشير "بلومبرغ" إلى أن الشركة تعاني من تأخر ملحوظ في سباق الذكاء الاصطناعي، إذ إن منصتها الحالية Apple Intelligence تعتمد جزئياً على ChatGPT لسد فجوات قدراتها. ورغم ذلك، قال إيف إن "الهاتف الذكي لن يختفي تماماً"، كما لم تلغِ الهواتف المحمولة الحاجة إلى الحواسيب المحمولة. وأضاف ألتمان: "الناس يتطلعون إلى شيء جديد، وهو انعكاس لحالة من عدم الرضا عن الوضع الحالي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store