
نقاط مقابل القتل.. أوكرانيا تحفز جنودها على طريقة ألعاب الفيديو
أطلقت أوكرانيا برنامجًا مرعبًا لتعزيز كفاءة جنودها في ساحة المعركة من خلال برنامج لجمع النقاط يعتمد على ألعاب الفيديو.
بعد أكثر من 3 سنوات من اندلاع الحرب، يلجأ الجيش الأوكراني إلى برامج الحوافز المستخدمة في ألعاب الفيديو لتحفيز جنوده على قتل المزيد من القوات الروسية وتدمير معداتهم.
يقوم البرنامج الذي يحمل اسم "مكافأة جيش المسيرات" بمكافأة الجنود ومنحهم نقاط إذا رفعوا مقاطع فيديو تثبت أن طائراتهم المسيرة أصابت أهدافًا روسية، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن برنامج المكافآت سيتم دمجه قريبًا مع سوق إلكتروني جديد يسمى" Brave 1 Market"، والذي سيسمح للقوات بتحويل هذه النقاط إلى معدات جديدة لوحداتهم.
وخلال مؤتمر للتكنولوجيا العسكرية عُقد في كييف قبل أيام، قال ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي "سيكون سوق Brave 1 بمثابة أمازون بالنسبة للجيش، إذ سيسمح للوحدات العسكرية بشراء التقنيات التي تحتاجها مباشرةً على جبهة القتال".
ويُخصص برنامج المكافآت نقاطًا متدرجة، فمثلا يمنح البرنامج 20 نقطة لإلحاق ضرر بدبابة و40 نقطة لتدميرها وما يصل إلى 50 نقطة لتدمير نظام صاروخي متنقل، و6 نقاط لقتل جندي.
ويتعين على الجنود تحميل لقطات الفيديو التي التقطتها طائراتهم المسيرة والتي تؤكد عملية القتل أو الإصابة إلى نظام دلتا للاتصالات والوعي الظرفي العسكري.
وقريبا، ستتمكن الوحدات من استخدام النقاط الرقمية الخاصة التي تحصل عليها منذ العام الماضي للحصول على أسلحة جديدة بدلا منها فمثلا تبلغ تكلفة المسيرة " فامبير" 43 نقطة.
وهذه المسيّرة، الملقبة أيضا بـ"بابا ياجا" أو "الساحرة"، هي طائرة كبيرة متعددة المراوح قادرة على حمل رأس حربي يزن 15 كيلوغرامًا.
ووفقا لبرنامج النقاط، ستدفع الحكومة الأوكرانية ثمن الطائرات المسيّرة المطلوبة، وستُسلّمها إلى وحدة الخطوط الأمامية خلال أسبوع.
وقال فيدوروف "باختصار، تقوم بالتدمير، تحصل على النقاط، ثم تشتري مسيّرة باستخدام هذه النقاط" مشيرا إلى إنجازات "طيور المجر" وهي إحدى وحدات حرب الطائرات المسيّرة النخبوية في أوكرانيا.
وسجّلت هذه الوحدة أكثر من 16298 نقطة، وهو ما يكفي لشراء 500 مسيّرة من منظور الشخص الأول تُستخدم في العمليات النهارية، و500 طائرة مسيّرة للعمليات الليلية، و100 طائرة مسيّرة من طراز "فامبير"، و40 طائرة استطلاع.
ويهدف برنامج الحوافز إلى توجيه المزيد من المعدات إلى الوحدات الأكثر فعالية كما أنه سيساعد على تجاوز إجراءات الشراء البيروقراطية وشراء الأسلحة مباشرة من المصنّعين.
وحاليا، يوجد أكثر من ألف قطعة سلاح على سوق "Brave 1"، تتراوح من المسيرات إلى الأنظمة الروبوتية، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وقطع الغيار، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأسلحة وسيتمكن الجنود من ترك تقييماتهم على الموقع لتوجيه عمليات الشراء المستقبلية.
وتحفز القدرة على الحصول على نقاط مقابل قتل قوات العدو المنافسة بين الوحدات؛ فحتى الآن، سجّلت حوالي 90% من وحدات المسيرات التابعة للجيش نقاطًا وعددًا كبيرًا من الضربات لدرجة أن الحكومة اضطرت إلى إعادة هيكلة لوجستيات تسليم المسيرات لتوفير المزيد منها للوحدات التي تمتلك عددًا كبيرًا من النقاط.
وقال فيدوروف "لقد بدأوا بالقتل بسرعة كبيرة لدرجة أن أوكرانيا لم يعد لديها الوقت الكافي لتسليم مسيرات جديدة".
كما يُساعد برنامج النقاط على تحسين بيانات الجيش المُوثّقة حول تدمير الأهداف الروسية في الوقت الفعلي، مما يُعزز الوعي الميداني وفي الوقت نفسه تُجري الحكومة الأوكرانية تعديلات مستمرة على البرنامج.
وقال فيدوروف "على سبيل المثال، قمنا بزيادة عدد نقاط القضاء على المشاة من نقطتين إلى 6 نقاط، مما أدى إلى مضاعفة عدد الأعداء الذين تم القضاء عليهم في شهر واحد.. هذا ليس مجرد نظام تحفيز، بل هو آلية تُغير قواعد الحرب".
aXA6IDEwMy4yMjEuNTIuNzkg
جزيرة ام اند امز
AU

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عرب هاردوير
منذ 2 ساعات
- عرب هاردوير
كيف استُخدم نموذج ميتا القديم في تسهيل عمليات فصل الموظفين؟
كشفت تقارير تقنية حديثة عن استخدام نموذج ذكاء اصطناعي تابع لشركة ميتا يُدعى لاما 2 من قِبل مكتب يُعرف باسم مكتب كفاءة الحكومة DOGE، في مهمة سرية استهدفت تصنيف ردود الموظفين الفيدراليين على رسالة مثيرة للجدل عُرفت باسم مفترق الطرق. هذا المكتب، الذي يتبع إداريًا لمكتب إدارة شؤون الموظفين، استخدم النموذج لتحليل ردود ملايين العاملين في المؤسسات الحكومية، وتحديد مدى التزامهم بسياسة العودة إلى المكاتب أو رغبتهم في الاستقالة. مفترق الطرق: رسالة غير مسبوقة في التاريخ الإداري الأمريكي في أواخر يناير، أُرسلت رسالة إلى جميع الموظفين الفيدراليين تحمل تهديدًا مبطنًا، مستوحاة من رسالة سابقة أرسلها إيلون ماسك لموظفي تويتر. طُلب من الموظفين التعبير عن التزامهم بالسياسات الجديدة، أو اعتبار أنفسهم مستقيلين. تزامن ذلك مع إشاعات عن استخدام أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل الردود بشكل جماعي، وهو ما أكّدته لاحقًا مراجعة موقع Wired، حيث بيّنت السجلات استخدام نموذج لاما 2 في هذه العملية. لاما 2: من دعم الجيش الصيني إلى مساعدة الإدارة الأمريكية لاما 2 لم يكن بعيدًا عن الجدل سابقًا. ففي نوفمبر الماضي، استُخدم هذا النموذج في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لصالح الجيش الصيني، مما أثار غضبًا أمريكيًا واسعًا. إلا أن شركة ميتا قلّلت من أهمية الحادث، ووصفت استخدام النموذج بأنه غير مصرح به، قبل أن تعيد النظر في سياساتها وتفتح المجال لاستخدام نماذجها في تطبيقات الأمن والدفاع الأمريكية. وقد أعلنت الشركة رسميًا عن تعاونها مع عدد من الشركات الكبرى لتوفير نموذج لاما للوكالات الحكومية، مثل أمازون، مايكروسوفت، آي بي إم، وأوراكل. سهولة الاستخدام تفتح الباب أمام سوء الاستخدام نظرًا لأن نماذج ميتا مفتوحة المصدر، فقد أشار الخبراء إلى أنه يمكن استخدامها من قبل أي جهة حكومية دون الرجوع المباشر إلى ميتا، ما يثير تساؤلات حول الرقابة والشفافية. لم يُعرف حتى الآن مدى انتشار استخدام هذه النماذج داخل المؤسسات الفيدرالية، ولا سبب لجوء DOGE إلى نموذج قديم مثل لاما 2 بدلًا من النماذج الأحدث. بعد أسابيع من رسالة مفترق الطرق، طُلب من الموظفين الفيدراليين إرسال تقارير أسبوعية توضح إنجازاتهم في خمسة نقاط. كثير من الموظفين عبّروا عن خشيتهم من أن يكون ذلك مجرد أداة جديدة لجمع بيانات حساسة وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وبينما لم تؤكد Wired ما إذا كان لاما 2 قد استُخدم مرة أخرى في تحليل هذه الردود، إلا أن موظفين فيدراليين رجّحوا إعادة استخدام نفس الخوارزميات. جدل سياسي وتحقيق مرتقب في أبريل، وجّه أكثر من أربعين عضوًا في الكونغرس رسالة إلى مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض، مطالبين بتحقيق فوري في ممارسات DOGE. تضمنت الرسالة اتهامات باستخدام أدوات غير مُصرّح بها، وتوظيف نماذج مثل Grok-2 التابعة لشركة xAI الخاصة بإيلون ماسك، وكذلك أداة AutoRIF التي يُعتقد أنها استُخدمت لتسهيل عمليات فصل جماعي للموظفين. حذّرت الرسالة من تضارب مصالح محتمل نتيجة استخدام ماسك لنماذجه الخاصة في المؤسسات الحكومية، مما يتيح له الوصول إلى بيانات لا يمكن لمنافسيه في قطاع التقنية استخدامها. عبّر المشرعون عن قلقهم من إمكانية تسريب بيانات حساسة، وعدم جاهزية نماذج الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات عالية المخاطر، خاصة تلك المتعلقة بالفصل من العمل أو توزيع التمويلات الحكومية. هل الذكاء الاصطناعي أداة للكفاءة أم للفصل التعسفي؟ رغم تطمينات الإدارة بأن النماذج استُخدمت محليًا دون إرسال البيانات إلى الإنترنت، فإن المخاوف لا تزال قائمة. دعا المشرعون إلى وقف جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحكومية مؤقتًا إلى حين وضع ضوابط واضحة، مؤكدين على ضرورة حماية الخصوصية ومنع اتخاذ قرارات مصيرية بناءً على أنظمة قد تكون متحيزة أو غير دقيقة. في المقابل، يبدو أن بعض الجهات داخل الإدارة الأمريكية، مثل مكتب الميزانية، أكثر انفتاحًا تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث دعت إلى إزالة الحواجز أمام الابتكار وتحقيق الكفاءة بأفضل التكاليف. لكن التحذيرات تتزايد من أن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة، قد يهدد ثقة الموظفين ويعرض بيانات الدولة لخطر حقيقي، خاصة إذا استمر استخدامها في عمليات التقييم والفصل والتصنيف الإداري الجماعي. يبقى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة تحديًا كبيرًا، حيث لا يمكن تحقيق الكفاءة المنشودة على حساب الثقة والأمن، ما يحتم فرض ضوابط صارمة وشفافية كاملة قبل الاعتماد على هذه التقنيات في اتخاذ قرارات تؤثر على حياة موظفين ومستقبل المؤسسات.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
ترامب ونتنياهو..علاقة «مضطربة» تختبرها «رصاصات» واشنطن
يصف الرئيس دونالد ترامب نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييدا لإسرائيل في تاريخ بلاده، لكن خلف الكواليس، ثمة خلاف متزايد مع نتنياهو. وسارع الرئيس دونالد ترامب إلى إدانة مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في هجوم وقع أمس الخميس، في العاصمة واشنطن. هل سيغير هجوم واشنطن شيئا في العلاقة؟ يقول خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين لصحيفة "بوليتيكو"، إن علاقة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "شهدت توترا في الأسابيع الأخيرة، نتيجة اختلافهما حول كيفية التعامل مع أزمات الشرق الأوسط المتعددة، ومن غير المرجح أن يُغير الهجوم المروع في واشنطن هذا الوضع". ورغم أن وصف العلاقة الحالية بـ"القطيعة" قد يبدو مبالغا فيه، بحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إلا أن أوساطا داخل إدارة ترامب تبدي استياء من النهج الإسرائيلي، سواء في واشنطن أو في المنطقة. وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب: "هناك كادر في الإدارة لا يهتم بإسرائيل بشكل خاص، وليس لديهم أي ارتباط خاص بها. إنهم ينظرون إليها كشريك، ولكن ليس كشريك ينبغي علينا بذل قصارى جهدنا لتقديم خدمات له". ويفاقم هذا الموقف، "النهج المتحفظ لنتنياهو في تعاطيه مع إدارة ترامب، وغياب مظاهر الاحترام والتقدير التي تلقاها ترامب من شركاء آخرين في المنطقة"، وفق المصدر. وبحسب شخص مقرب من البيت الأبيض، فإن "كثيرين في الإدارة الأمريكية يشعرون بأن بيبي (نتنياهو) هو الشخص الأصعب في التعامل معه بشأن كل هذه الملفات". ضغط "قد يُغضب" ترامب وعليه، فإن الهجوم الذي وقع أمام متحف يهودي بواشنطن وأدى لمقتل موظفين اثنين بالسفارة الإسرائيلية، "لن يغير هذا الواقع. إذ يرى ترامب أنه يندرج ضمن موجة متصاعدة من معاداة السامية، تستوجب تشديد الإجراءات الأمنية داخليا، بعيدا عن السياسة الخارجية". ويتخذ المسؤولون الإسرائيليون نهجا معاكسا، إذ يعتبرون أن هجوم واشنطن "فتح جبهة جديدة في حرب الشرق الأوسط الأوسع، بما في ذلك من حماس في غزة وإيران ووكلائها في أماكن أخرى على حدودها". وصرح السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، يوم الخميس: "يُنفذ هذا الهجوم باسم أجندة سياسية للقضاء على دولة إسرائيل". مضيفا "هذه هي الجبهة الثامنة في حرب شيطنة إسرائيل ونزع شرعيتها ومحو حقها في الوجود". من جهته، أعلن مكتب نتنياهو أنه تحدث مع ترامب يوم الخميس، وأن الرئيس الأمريكي "أعرب عن حزنه العميق إزاء جريمة القتل المروعة التي راح ضحيتها موظفان في السفارة الإسرائيلية في واشنطن". كما ناقشا إيران والحرب في غزة، وفقا لرواية إسرائيلية عن المكالمة. لكن الشعور السائد داخل البيت الأبيض هو أن الإسرائيليين يطالبون الولايات المتحدة باستمرار بالمزيد، حتى مع عدم تحقيق العلاقة بين الطرفين المكاسب الدبلوماسية السريعة التي يسعى إليها ترامب وفريقه. وقال المسؤول السابق في الإدارة: "نتنياهو من أولئك الذين يضغطون باستمرار، وهذا قد يُغضب ترامب". هكذا تجاوز ترامب نتنياهو وضغطت إدارة ترامب على نتنياهو وحكومته للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة الممزق. كما نأى ترامب بنفسه عن الحكومة الإسرائيلية، متوصلا إلى وقف إطلاق نار مع الحوثيين في اليمن استثنى إسرائيل، ومتحديا معارضة نتنياهو في مساعيه للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. كما اعتبر الكثيرون قرار ترامب بعدم زيارة إسرائيل في رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط بمثابة ازدراء علني. "معاداة السامية" وفي حال دفع الهجوم خارج المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن إلى اتخاذ إجراء من قِبل إدارة ترامب، فمن المرجح أن يكون ذلك على الصعيد المحلي. بحسب الصحيفة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في تصريحات يوم الخميس حول جرائم القتل: "يجب استئصال شر معاداة السامية من مجتمعنا". وأعطى ترامب الأولوية للحد من معاداة السامية في الجامعات، وهي إجراءات تحظى بشعبية في أوساط المؤيدين لإسرائيل واليهود. وتتفق فرقة عمل من جامعة هارفارد وتقييمات مستقلة أخرى على وجود قضايا تحتاج إلى معالجة، لكن العديد من النقاد يعتبرون نهج الإدارة "مفرطا في القسوة". تقول الإدارة الأمريكية ومؤيدوها إن اتخاذ إجراءات - حتى وإن كانت متطرفة، مثل إجراءات الترحيل - ضروري لاجتثاث المشاعر المعادية للسامية التي ترسخت في المدارس والجامعات. وقد تفاقمت هذه المشاعر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، والتي جاءت بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية في اليوم نفسه. aXA6IDExMy4yMC4xNTguMTcwIA== جزيرة ام اند امز GB


البوابة
منذ 3 أيام
- البوابة
«بوليتيكو»: لماذا اختفى إيلون ماسك عن الأضواء؟
أثار غياب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، عن الأضواء منذ شهر مارس الماضي، العديد من التساؤلات، فبعدما كان ماسك والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الشخصيتين الرئيسيتين على الإنترنت وفي واشنطن يومًا بعد يوم، بدأ أغنى رجل في العالم يتلاشى، هذا ما كشفت أسبابه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية في تحليل لها. حضور لافت وتغيير ملحوظ وذكرت "بوليتيكو"، أنه على منصة "تروث سوشيال"، حيث يُعرف ترامب بمشاركة أفكاره الصريحة، اعتاد الرئيس ذكر ماسك كل بضعة أيام، لكنه الآن لم ينشر عنه أي شيء منذ أكثر من شهر. وقد توقفت حملة جمع التبرعات لترامب إلى حد كبير عن إرسال رسائل بريد إلكتروني تتضمن اسم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا. اسم الملياردير، الذي كان يُذكر في السابق في إحاطات البيت الأبيض، أصبح الآن نادرًا ما يُذكر. حتى أعضاء الكونجرس أزالوه من نشراتهم الإخبارية. ورأت الصحيفة الأمريكية في تحليل لها، أنه تغييرٌ ملحوظٌ للرجل الذي كان حاضرًا في كل مكانٍ تقريبًا في الأيام الأولى لإدارة ترامب الثانية. فقد كان "ماسك" في المكتب البيضاوي، وفي اجتماعات مجلس الوزراء، وعلى متن طائرة الرئاسة. حضر حفل التنصيب، ثم في قاعة مجلس النواب لحضور خطاب ترامب الأول أمام الكونجرس، حيث أشاد ترامب بجهوده. والتقط صورًا مع الرئيس وصفٍّ من سيارات تيسلا في حديقة البيت الأبيض. لكن حضور ماسك البارز في واشنطن قد انتهى، وفقًا للتحليل. ففي رئاسة ترامب الثانية سريعة التطور، يبدو أن احتكار ماسك للخطاب السياسي والتغطية الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي قد انكسر - ويعود ذلك جزئيًا إلى توقف ترامب والجمهوريين عن الحديث عنه تقريبًا. إذ قال السيناتور جون كينيدي (جمهوري من لويزيانا): "أفتقده". فوائد تراجع حضور "ماسك" سياسيًا قد يكون لتراجع حضور ماسك فوائد سياسية للحزب الجمهوري. فقد كشفت استطلاعات الرأي العام عن تراجع شعبيته بشكل متزايد - أكثر بكثير من شعبية ترامب. وفي مطلع الشهر الماضي، خسر الجمهوريون أيضًا سباقًا قضائيًا رئيسيًا في ولاية ويسكونسن، حيث أصبح ماسك ممولًا رئيسيًا وقضيةً انتخابية. وفي واشنطن، استمرت جهود خفض التكاليف التي تبذلها وزارة الكفاءة الحكومية التي يرأسها ماسك، لكنها تراجعت سياسيًا أمام الرسوم الجمركية ومعركة الميزانية. ولا يزال الجمهوريون يُشيدون بماسك عند سؤالهم عنه. وهم بالطبع يريدون دعمه في الانتخابات القادمة بفضل ثروته الطائلة، وجيشه من المؤيدين، وآلية تأثيره الإلكترونية. لكن بينما جادل "كينيدي" بأن تراجع ماسك "لن يُحدث فرقًا يُذكر" في انتخابات التجديد النصفي، بدأ آخرون يقولون إن أفضل طريقة للرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا لمساعدة الحزب قد لا تكون في حملته الانتخابية قبل عام ٢٠٢٦. وقال ديفيد ماكنتوش، الرئيس التنفيذي لنادي النمو المحافظ: "تشير استطلاعات الرأي حول شعبية إيلون ماسك إلى أنه يُبلي بلاءً حسنًا عندما يكون في الداخل. ونأمل أن يبقى طويلًا لتحقيق ذلك، لكن دون أن يتولى دور وكيل الحملة الانتخابية". وقد يُعقّد هذا جهود الديمقراطيين لاستخدام ماسك كأداة سياسية. فقد أمضوا شهورًا في صقل استراتيجيات، بما في ذلك في سباق ويسكونسن، لربط الملياردير غير المحبوب بخصومهم الجمهوريين في منافسات حامية الوطيس في جميع أنحاء البلاد. لكن من غير المرجح أن يختفي الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي يحظى بمتابعة واسعة على منصته الاجتماعية "إكس"، تمامًا - ويقول الديمقراطيون إنهم ما زالوا قادرين على استخدامه كـ"بعبع". لقد أصبح ماسك شريرًا قويًا في اليسار لدرجة أن الديمقراطيين ما زالوا يتوقعون استحضاره قبل الانتخابات التنافسية هذا العام في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، وكذلك في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وبينما يبدو الجمهوريون أقل ميلًا لوضعه في الصدارة، فإنهم أيضًا لا يتراجعون عنه تمامًا. وقال جيسي فيرغسون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: "في النهاية، لم تكن المسألة هنا تتعلق بإيلون ماسك، بل كانت تتعلق بشخصيته. لقد وضع هو خطة عملهم، والأمر لا يتعلق باللوم النظري، بل بالضرر الواقعي الذي تسبب فيه هو وترامب، والذي سيُرفع دعاوى قضائية بشأنه طوال انتخابات التجديد النصفي". ابتعاد دراماتيكي وكان ابتعاد إدارة ترامب عن ماسك دراماتيكيًا على الإنترنت. ففي فبراير ومارس، نشر ترامب عن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بمعدل أربع مرات أسبوعيًا تقريبًا؛ ومنذ بداية أبريل، لم يذكر الرئيس ماسك ولو مرة واحدة على منصة "تروث سوشيال". وعندما سُئل البيت الأبيض عن تراجع ترامب عن ذكر ماسك، وما إذا كان الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا يشكل عبئا سياسيا، لم يذكر ماسك بشكل مباشر. صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لترامب، في بيان: "ستستمر مهمة وزارة الطاقة والموارد الطبيعية - المتمثلة في الحد من الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام - بلا شك. سيواصل موظفو وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الذين انضموا إلى وكالاتهم العمل مع حكومة الرئيس ترامب لزيادة كفاءة حكومتنا". ليس ترامب وحده، بل إن كبار مستشاري الرئيس، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية للبيت الأبيض، توقفوا إلى حد كبير عن نشر الصور والمحتوى الذي يذكر ماسك. وتوقف ذكر ماسك في حملات جمع التبرعات فجأةً في أوائل مارس. ومنذ ذلك الحين، لم يرسل ترامب سوى رسالة جمع تبرعات واحدة تذكر ماسك، وهي رسالة بريد إلكتروني في مايو الماضي تُروّج لقبعة "خليج أمريكا" التي جربها الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا. انخفاض زيارات بحث جوجل مع تراجع دور ماسك في البيت الأبيض علنًا، انخفض عدد زيارات بحث جوجل، وتراجع ذكره في الأخبار. وهذا بعيد كل البعد عن الاهتمام الذي حظي به كشخصية سياسية محورية خلال الحملة الانتخابية، ثم كرئيس لجهود إدارة ترامب لتقليص صلاحيات الحكومة الفيدرالية. وأصبح بعض الجمهوريين يعتبرون ماسك ذا تأثير سياسي سلبي، وهو ما يحاول الديمقراطيون استغلاله. أولاً، هناك استطلاعات الرأي: يميل الناخبون إلى النظر إلى ماسك نظرة أقل استحساناً بكثير من ترامب. مقارنةً بالأشهر القليلة الماضية، انخفضت نسبة تأييد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لدى معظم الفئات ، بما في ذلك المستقلون والناخبون غير الحاصلين على شهادات جامعية. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة Navigator Research في وقت سابق من هذا الربيع أن عمل DOGE يصبح أقل شعبية عندما يرتبط بماسك، كما وجد استطلاع للرأي أجرته شركة Data for Progress في أواخر أبريل أن معظم الناخبين يريدون رحيل ماسك عن الحكومة في نهاية فترة الـ١٣٠ يومًا كموظف خاص والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية شهر مايو - أو حتى قبل ذلك. التغيرات السريعة في أولويات القضايا بالإضافة إلى المخاوف السياسية المحتملة، يعكس جزء من ابتعاد ماسك عن الأضواء التغيرات السريعة في أولويات القضايا خلال الأشهر الأولى من رئاسة ترامب.