
جنوب السودان: لا محادثات مع إسرائيل لتوطين فلسطينيين من غزة
وأمس الثلاثاء، قالت وكالة "أسوشييتد برس"، نقلاً عن ستة مصادر مطلعة، إن
إسرائيل
تجري محادثات مع جنوب السودان لبحث إمكانية "استقبال فلسطينيين" من قطاع غزة، في إطار خطة إسرائيلية أميركية أوسع تهدف إلى تنفيذ تهجير جماعي لسكان القطاع الذي دمرته حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 22 شهراً.
وفي مارس/ آذار، نفى
الصومال
ومنطقة أرض الصومال تلقي أي اقتراح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة. وقالت مقديشو إنها ترفض رفضًا قاطعًا أي خطوة من هذا القبيل. وقالت وزارة الخارجية في جوبا إن الوزير موندي سيمايا كومبا زار إسرائيل الشهر الماضي، واجتمع مع نتنياهو. وفي الشهر الماضي، أكدت حكومة جنوب السودان أن ثمانية مهاجرين رحّلتهم إدارة ترامب إليها أصبحوا في رعاية السلطات في جوبا، بعد أن خسروا معركة قانونية لوقف ترحيلهم.
وذكرت "أسوشييتد برس" أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتنفيذ "رؤية" الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن "إعادة توطين جزء كبير من سكان غزة"، عبر ما تسميه إسرائيل بـ"الهجرة الطوعية"، مشيرة إلى أن تل أبيب طرحت مقترحات مشابهة على دول أفريقية أخرى. وأوضحت أن الفلسطينيين ومنظمات حقوقية ومعظم المجتمع الدولي يرفضون هذه الخطة، معتبرين أنها تمثل مخططًا للتهجير القسري ينتهك القانون الدولي.
رصد
التحديثات الحية
أسوشييتد برس: إسرائيل تبحث مع جنوب السودان استقبال فلسطينيين من غزة
وفي وقت سابق الثلاثاء، تطرق نتنياهو مجدداً إلى نياته
بتهجير
الفلسطينيين من قطاع غزة، مدعياً أن إسرائيل "ستسمح" لأهالي غزة الذين تلاحقهم الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بـ"الهجرة إلى الخارج"، علماً أن النزوح القسري الداخلي يلاحق سكان مدينة غزة من جديد في أعقاب تصريحات إسرائيلية تؤكد قرب احتلال المدينة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل، وهو ما يقابله رفض دولي وموجة تنديد.
(رويترز، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 دقائق
- العربي الجديد
العراق يكشف تفاصيل مذكرته الأمنية مع إيران إثر انزعاج أميركي
كشفت مستشارية الأمن القومي العراقي ، أمس الأربعاء، تفاصيل مذكرة التفاهم الأمنية مع إيران التي وقعتها قبل يومين، ويأتي ذلك بعد إبداء الجانب الأميركي انزعاجه من الاتفاقية، ووسط مخاوف من تأثير المذكرة على العلاقات بين بغداد وواشنطن، وأكدت المستشارية أن المذكرة "ليست اتفاقية أمنية" وأنها أعدت قبل العدوان الإسرائيلي على إيران في يونيو/حزيران الماضي. وكانت بغداد وطهران قد وقعتا، الاثنين الماضي، مذكرة تفاهم أمنية مشتركة تتعلق بالتنسيق الأمني على الحدود المشتركة بين البلدين، ما أثار استياء واشنطن، وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس عن رفضها ومعارضتها أي تشريع يتقاطع مع أهداف الولايات المتحدة ويتناقض مع جهود تعزيز المؤسسات الأمنية القائمة في العراق وجهود تعزيز مؤسساته الأمنية، مؤكدة أن بلادها تدعم السيادة العراقية الحقيقية لا التشريعات التي من شأنها تحويل العراق إلى "دولة تابعة لإيران". ورفضت بغداد الانتقاد الأميركي، وأكدت أن العراق ليس تابعاً لأي دولة وأن قراراته تأتي عبر إرادته الوطنية، كما انتقدت السفارة الإيرانية ببغداد ما أسمته بالتدخل الأميركي في العلاقات الثنائية بين العراق وإيران. وأثار الجدل بشأن المذكرة مخاوف من تأثيراته على العلاقات العراقية الأميركية في وقت تسعى بغداد للحفاظ عليها، ما دفعها لتبرير الاتفاقية وكشف تفاصيلها. وقال المكتب الإعلامي لمستشارية الأمن الوطني، في بيان، إن "بعض وسائل الإعلام والبرامج السياسية تناقلت خبراً مفاده توقيع اتفاقية أمنية بين العراق وإيران أثناء زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بغداد"، مشيراً إلى أن "العراق لديه محضر أمني مع إيران موقع بتاريخ 19 مارس/آذار 2023، وعُرف بالاتفاق الأمني المشترك الخاص بأمن الحدود والإجراءات الخاصة بتحييد المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان العراق". وأوضح البيان أنه "جرى التنسيق لتحويل هذا المحضر الأمني إلى مذكرة تفاهم أمنية" بالمحتوى نفسه المتعلق بـ"أمن الحدود والتعاون الأمني وما يخص المعارضة الإيرانية الكردية بأحزابها الخمسة"، مبيناً أن "مذكرة التفاهم أخذت وقتها الكافي وعُرضت في مجلس الوزراء العراقي، وأُقرّت بقرار من المجلس وبقيت تنتظر التوقيع، وكانت مقررةً زيارة أحمديان، قبل تعيين لاريجاني أميناً عاماً لمجلس الأمن القومي، وبعد تعيين لاريجاني وزيارته إلى بغداد جرى توقيع المذكرة". وشددت المستشارية في البيان على أن "المذكرة أُعدت قبل العدوان الصهيوني على إيران وأخذت وقتها الكافي ووُقعت عند تحقق الزيارة"، مؤكدة أنه "لا توجد اتفاقية أمنية بين البلدين، بل هي مذكرة تفاهم أمنية". تقارير عربية التحديثات الحية لاريجاني يوقع مذكرة تفاهم أمنية مع الحكومة العراقية وتأتي هذه التطورات في ظل مرحلة دقيقة تشهدها السياسة الخارجية للعراق مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي المقرر نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل، وتسعى بغداد الى تحقيق توازن في علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن من جهة وشراكتها الإقليمية مع طهران، ضمن رؤية تقوم على محاولة إبعاد البلاد عن أي مواجهات محتملة في المنطقة. وتضغط إيران بالمقابل باتجاه الحفاظ على مصالحها وارتباطاتها الوثيقة مع العراق، الذي يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة بعد ثلاثة أشهر وتتصاعد فيها حدة التنافس بين القوى العراقية التقليدية الحليفة لطهران وغيرها. ورأى الباحث في الشأن السياسي العراقي فراس إلياس، في تدوينة على منصة إكس، أن "العراق في قلب المواجهة القادمة، فهو لا يزال محكوم بالرغبات الإيرانية والاشتراطات الأميركية"، معتبراً أن "دبلوماسية النأي بالنفس لن تصمد أمام رغبات نتنياهو بإقامة شرق أوسط جديد على أنقاض المشروع الإيراني في المنطقة". العراق في قلب المواجهة القادمة، فهو لا يزال محكوم بالرغبات الإيرانية والإشتراطات الأمريكية، ودبلوماسية النأي بالنفس لن تصمد أمام رغبات نتنياهو بإقامة شرق أوسط جديد على انقاض المشروع الإيراني في المنطقة. — Firas Elias (@FirasEliasM) August 13, 2025


القدس العربي
منذ 31 دقائق
- القدس العربي
الرجوب لـ'القدس العربي': اللجنة الإدارية في غزة تكرس الانقسام والعرب أخرجوا القضية من تجاذباتهم
لندن – 'القدس العربي': لا يخفي أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح'، تفاؤله بمستقبل فلسطين، رغم الإبادة، ورغم التوحش الذي تبديه حكومة المتطرفين في إسرائيل. دون ذلك برأي القيادي الفلسطيني جملة شروط دأب على تكرارها والتشديد عليها، لاسيما خلال الحرب الحالية على الشعب الفلسطيني، عنوانها الرئيس وحدة وطنية تستند إلى جملة ثوابت أهمها وحدة الهدف السياسي والإطار الشرعي الممثل والمرجعية، والاتفاق على وسائل النضال. ويشدد الرجوب، في حوار مع 'القدس العربي' على ضرورة تحصين الواقع الفلسطيني، من خلال مراجعة تكوّن نتاج حوار، وتفضي إلى جملة خطوات، من بينها الاتفاق على الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وحصرية السلاح في هذه الدولة، والانتخابات المفتوحة لجميع القوى داخل المنظمة وخارجها، ضمن تعددية سياسية. ويذكّر الرجوب بالحوار الذي أجراه مع القيادي الراحل في حركة 'حماس'، الذي اغتالته إسرائيل الشيخ صالح العاروري، كنموذج لحوار ناجح، مشيرا إلى أن فشل مخرجاته، أسهم فيها خطأ إلغاء الانتخابات آنذاك. أما في ما يخص الوضع الراهن في قطاع غزة، فيرى الرجوب أن أي صيغة لا ترتكز على وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، وأي صيغة تفرض بقوة القوة ستكون عرضة للانهيار. وقال إن اللجنة الإدارية التي جرى الحديث عنها هي وصفة إسرائيلية لتكريس الانقسام، ويجب ألا تكون على أجندة أحد، وألا يسمح العرب بفرضها تحت أي ظرف من الظروف. يقول نتنياهو إنه يريد احتلال كامل قطاع غزة، أن يبدأ بالمدينة ثم الوسط، أن يدفع الناس باتجاه الجنوب، وهنالك على أجندة اليمين الإسرائيلي الحاكم مشروع واضح لتهجير الفلسطينيين تحت عنوان الهجرة الطوعية. كيف نقرأ ذلك؟ ـ ليس بالإمكان فصل ما يجري اليوم من توجهات ومخططات إسرائيلية عن سياق الصراع الذي عمره 77 عاما، والذي ارتكز على تحقيق بند واحد. نفي فلسطين أرضا وشعبا وتاريخا ومقدسات، من الخريطة السياسية وإذابة العامل الفلسطيني في بعده الإقليمي والدولي. وإذا عدنا للتاريخ، نحن أُلبسنا الكثير من الأثواب، سواء ببعد وطني أو قومي أو أممي. ولكن بروز الحركة الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها حركة 'فتح' في ستينيات القرن الماضي، وضعت على جدول أعمال العالم البذرة الوطنية الفلسطينية كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع. ومن هنا، المعركة أصبحت حالة مواجهة مع الحالة الوطنية الفلسطينية، مع هذا الاحتلال، وأطماعه ومخططاته، التي، وخلال الأعوام الماضية، حتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما استولى هذا اليمين الفاشي على الحكم، حتى باغتياله لرابين، لأنه قبل بمبدأ اعتراف أن منظمة تحرير تمثل الشعب الفلسطيني. هذا الذي قدمه.. قُتل كخائن في نظر هذا اليمين الفاشي الإسرائيلي. وتيرة الإجرام والإرهاب الرسمي، وصلت درجة غير مسبوقة حتى في تاريخ الإنسانية. ما يحصل في غزة إبادة جماعية، تطهير عرقي، والجوع وسيلة حربية لقتل وتدمير. طبعا من اليوم الأول نتنياهو حدد ثلاثة أهداف كجزء من استراتيجيته. الهدف الأول، له علاقة بدفن البذرة الفلسطينية، بمعنى إنهاء فكرة أنه يوجد كيان سياسي وطني فلسطيني. الموضوع الثاني، الذي هو إنهاء حالة الرفض والمقاومة، بغض النظر عن شكلها. وأحد تجليات سلوكه أنه تصرف مثل أزعر الحارة. ولم يترك جهة إلا واعتدى عليها، إما بالقصف، وإما بالضغط المباشر، أو غير المباشر، في محاولة لعزل القضية الفلسطينية، ومحاصرتها، لإكمال مشروعه التصفوي. والموضوع الآخر أن يتم دمجه في الإقليم كقوة إقليمية، قادرة على أن تكون جزءاً من نظام أمني إقليمي، لحماية جبهات وهمية غير موجودة في وعي العرب ولا المسلمين. الهجرة الطوعية ليست خيارا فلسطينيا… على العكس البقاء والصمود هو الخيار فالسؤال هل نجح نتنياهو بجرائمه في تحقيق الحد الأدنى؟ تقديرنا، على الرغم من العذابات والدمار.. عشرة في المئة من أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، إما شهداء، أو جرحى، أو مفقودون، أو في السجون الإسرائيلية. البنية التحتية التي فيها مستشفيات وفيها مياه وفيها كهرباء. وفيها طرقات، وفيها خدمات، إلخ.. تدمرت كلها. 75% أو 85% من المباني إما تدمرت، أو آيلة للسقوط. ولا تصلح للسكن. ما يحصل في الضفة الغربية من خنق للتجمعات، وإطلاق العنان لمجموعات فاشية من النازيين الجدد برعاية الحكومة وإسناد من الجيش. مصادرة أراض، وفرض وقائع على الأرض، وحقائق استيطانية بمنطق محاصرة الفلسطينيين في تجمعاتهم في المدن، والتجمعات الكبيرة وحتى الخنق والحصار هو السياسة الثابتة، بالإضافة إلى الاجتياحات والاغتيالات والملاحقات ومظاهر الإذلال على الحواجز في الحركة، من وإلى وعن. كل هذه إذا ما أضيف لها الأسرلة وتهويد شرق القدس، هو جوهر سياسة نتنياهو على كل الأراضي الفلسطينية. ولكن هل نجح في كسر إرادة شعبنا في غزة؟ هؤلاء الأطفال والنساء… بصدورهم العارية، ولكن بإيمانهم المطلق بمسألتين، بعدالة قضيتهم، وبقائهم في أرضهم. وما يحصل من سياسات فاشية نازية إلخ. والوجه الآخر هو أن الهجرة الطوعية ليست خيارا فلسطينيا، وغير موجودة على أجندة فلسطين. بالعكس البقاء والصمود هو الخيار. لذا حالة الصدام المباشر بين العقيدة الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية لمشروع الدولة، ومشروع الهوية. هي العارضة الموضوعية، وهي الواجهة في مواجهة هذا العدوان أحادي الجانب لتصفية القضية الفلسطينية كقضية سياسية. ونعتقد بأن هذا فشل، ولكن أيضا، حالة التطور والتحولات الجذرية في رفض الرواية الإسرائيلية. رواية الضحية، ورواية أن الآخرين يرفضونها، سقطت. واليوم أصبحت الدولة والهوية على جدول كل أعمال العالم. كل العالم اليوم يتحدث عن حل الصراع بإقامة الدولة الفلسطينية. إسرائيل أصبحت عبئا على أقرب الناس وأكثر الناس دعما وإسنادا لها، سواء كان في أوروبا أو في أمريكا الشمالية أو الجنوبية، وحتى بعض الأطراف الآسيوية والافريقية، التي بدأت تدرك أن إسرائيل عبء، وخطر على الاستقرار الإقليمي، وعلى السلم العالمي. واليوم إسرائيل أصبحت دولة منبوذة، وهذا في حد ذاته يؤكد أن إرهابهم الرسمي لم يحقق لهم إلا عزلة، ورفضا وشجبا لمجمل سياساتهم. ولكن الأهم من ذلك، هو الشروخ الموجودة التي نراها، وهي شروخ عميقة. وهنالك هجرة مضادة، وانهيار. بلد السمن والعسل والأمن، تبين أنه أكذوبة. وظهر أنهم نموذج مشوه للنازيين والفاشيين، الذين كانوا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. العالم لا يستطيع أن يستوعب من أحفاد ضحايا الهولوكوست التي نحن ضدها، ولسنا نحن الذين ارتكبناها، أن يمارسوا بحق الفلسطينيين ما مورس بحقهم. توجد علامة استفهام. هذا في ما يتعلق بجرائم إسرائيل التي أصبحت معروفة بشكل كبير لشرائح واسعة في العالم.. ـ إسرائيل اصبحت عارية تحت أشعة الشمس في مستنقع الإرهاب والإجرام والتطهير العرقي. نتنياهو لم يعد لاعبا محوريا وإسرائيل عبء على الاستقرار الإقليمي ولكن بالعودة إلى مشروع نتنياهو، وكذلك بالعودة إلى الاتصالات العربية من أجل حل في غزة، أو من أجل تحقيق وقف إطلاق النار. نتنياهو أعلن منذ البداية أنه لا يريد حكم 'حماس'، ولا عودة السلطة الفلسطينية، أو حكمها المباشر في قطاع غزة. ومن الجانب العربي هنالك طروحات كاللجنة الإدارية التي اقترحتها مصر، ولكن نتنياهو قد يميل إلى مشروع آخر، وهو ما سماه أخيرا بالإدارة المدنية، وكان تحدث قبل ذلك عن قوات عربية. أين هو الموقف العربي من حكم غزة؟ ـ أنا لست ناطقا بلسان العرب، ولكن أقول إن عمقنا عربي. نتنياهو يستطيع أن يحلم وأن يفكر. ولكنه لم يعد لاعبا محوريا في إقناع لا الغلاف الإقليمي، ولا المجتمع الدولي، بأهدافه الواضحة، وهي النفي واجتثاث فكرة الهوية وإقامة الدولة الفلسطينية. نتنياهو معزول منبوذ عالميا، والمجتمع الإسرائيلي منقسم على نتنياهو. حجم الشروخ الموجودة تشكل خطراً على قدرته في فرض أجندته ومفاهيمه وسياساته، التي تتعارض بالمطلق مع مبدأ استقرار المنطقة، ومبدأ حل النزاعات والصراعات والتسويات، وفق الشرعية الدولية التي يتنكر لها، ويقود فكرا ومشروعا فاشيا مسيحيانيا متطرفا مرفوضا حتى من أكثر من نصف المجتمع الإسرائيلي. فنتنياهو غير قادر. وأحد رهاناته على تكريس الانقسام، وعدم عودة السلطة إلى غزة، والإبقاء على حالة التشرذم داخل المجتمع الفلسطيني. الوجه الآخر، نحن. أنا أقول لك نحن في حركة 'فتح' ما هي استراتيجيتنا. أي صيغة لا تبدأ بوقف إطلاق النار، الذي هو عدوان إسرائيلي أحادي على كل الفلسطينيين، وعلى كل الأراضي الفلسطينية، من رفح إلى جنين. المبدأ الأول، وقف العدوان الإسرائيلي بما فيه من تطهير عرقي، وإبادة جماعية، وخنق وحصار. أي صيغة لا ترتكز على وحدة الأراضي والنظام السياسي والرعاية الوطنية بمظلة واحدة وبمعيار واحد لكل الفلسطينيين من رفح إلى جنين لن يكتب لها الاستمرار عدد الشهداء في الضفة ألف، عدد حالات الاعتقال خلال السنتين 12 ألفا، عدد الجرحى 7 آلاف.. فضلا عن تدمير مخيمات طولكرم ومخيم جنين، ومصادرة الأراضي. هذه المنهجية الثابتة في سياستنا إذن. البند الأول. وقف الأعمال العدائية سواء كانت الحربية أو الاستيطانية أو التضييق والخناق، التي تحاول كسر إرادة الجميع وهجرتنا أو تهجيرنا. المبدأ الثاني. أي صيغة لا ترتكز على وحدة الأراضي الفلسطينية، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، ووحدة الرعاية الوطنية الفلسطينية بمظلة واحدة، وبمعيار واحد لكل الفلسطينيين من رفح إلى جنين، وأي صيغة لا ترتكز على خطة عربية، وخطة دولية فيها مشروع مارشال لإعادة إعمار غزة. وأي صيغة لا ترتكز على مؤتمر دولي لمعالجة مأساة المنطقة، ومواجهة هذا العدوان الأحادي على الفلسطينيين وعلى العرب، وعلى أمنهم واستقرارهم، وعلى مواردهم وعلى نفطهم وعلى ممراتهم المائية.. لن يكتب لأي صيغة لا تحقق ذلك الاستمرار والديمومة، وأي صيغة تفرض بقوة القوة ستكون عرضة للانهيار. من هنا نحن نتمنى من عمقنا العربي، ومن كل اللاعبين الأساسيين في المجتمع الدولي أن يدركوا أن أي جهد في مواجهة هذا الاحتلال، وهذا العدوان، الذي يشكل نقيضا لمصالح الجميع وقيمهم ومبادئهم، يجب أن ترتكز على هذه الأسس. والموقف من اللجنة الإدارية؟ ـ اللجنة الإدارية هي وصفة إسرائيلية لتكريس الانقسام، ويجب ألا تكون على أجندة أحد، وألا يسمح العرب بفرضها تحت أي ظرف من الظروف. حتى لو اختارها الرئيس؟ ـ نريد صيغة فيها وحدة الأراضي الفلسطينية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني ووحدة الرعاية لكل الفلسطينيين.. وفيها خطة مارشال وفيها أفق سياسي. ولكن البند الأول والخطوة الأولى 'كارت أحمر' لوقف كل الأنشطة العدوانية التدميرية الإجرامية من رفح إلى جنين على كل الأراضي والشعب الفلسطيني. *من خلال زياراتك ولقاءاتك في الفترة الأخيرة، بعدد من المسؤولين العرب وغير العرب.. هل سمعت موقفا عربيا واحدا؟ هل هنالك لغة عربية واحدة في ما يخص مستقبل أو ما يسمى اليوم التالي لقطاع غزة؟ ـ أعتقد أن الحالة العربية متوافقة على ثلاث مسائل. المسألة الأولى هي فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، عنصرا واجب الوجود في معادلة الصراع، والتي تشمل الضفة وشرقي القدس وقطاع غزة. وأعتقد أن ما حصل من السعودية قبل القمة العربية بأيام (2024)، وكانت هناك انتخابات أمريكية قبلها.. قالوا لا تطبيع من دون إقامة الدولة الفلسطينية، وفي ما بعد صيغة التوافق القطري السعودي الإماراتي المعلن مع ترامب، لأنهم عقدوا مؤتمرا عربيا إسلاميا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر (2024) وأكدوا ما قالته السعودية. أعتقد أن هناك حالة إجماع غير مسبوقة في الموقف العربي على موضوع الدولة. الموضوع الثاني له علاقة بأن الخطوة الأولى هي وقف الحرب ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وهذه مسألة لا خلاف عليها في المجموعة العربية، أو عند اللاعبين المحوريين، لأن هنالك متضررين.. مصر مع غزة، الأردن مع الضفة، هؤلاء أيضا يواجهون خطر الهجرة، لا سمح الله، أو التهجير، الذي لن يحصل. طبعا سوف ينعكس ذلك وتكون له ارتداداته السلبية. والمبدأ الثالث أعتقد أن هناك جهدا عربيا. طبعا ما حصل في مؤتمر نيويورك والجهد السعودي مع بقية دول الخليج. كفلسطيني لو سألتني هل أنت مرتاح للجهد العربي؟ أقول لك يمكن لأول مرة منذ أربعين سنة، العرب أخرجوا القضية الفلسطينية من تجاذباتهم وأجنداتهم. والأجواء صحية وإيجابية وتفتح لنا أفاقا جدية لتفعيل العمل العربي. لأول مرة منذ أربعين سنة العرب أخرجوا القضية الفلسطينية من تجاذباتهم المبادرة العربية الجديدة التي استقت طبعا من المبادرات السابقة من مبادرة بيروت ومن الثوابت العربية منذ مطلع الثمانينيات. هنالك التفاف عالمي كنت تتحدث عنه. وتضامن عالمي مع فلسطين. مع حق الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته المستقلة، ولكن يبقى هناك عامل كبير مؤثر هو رفض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا الموضوع. وهنا تستحضرني العقوبات التي أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أنها فرضتها أو ستفرضها على السلطة الفلسطينية. كيف يمكن مواجهة هذا الموقف الأمريكي؟ ـ صراعنا يتحرك في ثلاثة فضاءات. أقول لك بمحبة ولست مجاملا لأحد. وأنا في حياتي لم أجامل العرب.. لأول مرة منذ أربعين سنة أخرجوا قضيتنا ويتصرفون.. وهذا يعدّ أحد شروط نجاحنا وقدرتنا على توظيف الفضاء الثاني، هو الفضاء الإقليمي لصالح قضيتنا.. والفضاء الثالث الذي هو الفضاء الدولي، وأنت تدرك أنه يوجد إجماع دولي. إذا يبقى الفضاء الأول، الفضاء الوطني. نعم، ولكن قبل ذلك هناك الموقف الأمريكي. ـ الفضاء الوطني الذي يحتاج إلى مراجعة. صحيح أن ترامب يتصرف مثل 'أزعر الحارة'، وكأنه حاكم عسكري لكل العالم. نعم، ولكن في نهاية المطاف، لا يستطيع أن يوفر شبكة أمان وحماية لهذا الإجرام غير المسبوق في تاريخ البشرية. صمودنا وقدرتنا على إغلاق كل الذرائع، وفي تحصين الفضاء الوطني والجبهة الوطنية، الجبهة الداخلية، الفضاء الفلسطيني. صدقني. ترامب في نهاية المطاف تاجر عقارات. ويتحدث بمنطق الربح والخسارة، وهو مهووس بالسعي لنيل جائزة نوبل للسلام. وهو يدرك أنه لا حل في افريقيا ولا أرمينيا وأذربيجان، ولا أي تسويات في أي مكان يمكن أن توفر له جائزة نوبل، إلا في هذا الصراع. وأيضا هنالك التحول الموجود في المجتمع الأمريكي، في أوساط الديمقراطيين والجمهوريين، والطلاب، والقطاع الخاص، والإعلام. كلها مسائل ضاغطة على ترامب على المدى البعيد. وهو لا يستطيع أن يستمر في حماية ورعاية (إسرائيل). اذن نحن كفلسطينيين. إذا نجحنا الآن.. لدينا الفضاء الإقليمي بيئة، ومواقف ورؤى، واستراتيجيات، وصيغ.. لدينا العالم. يبقى أن الفضاء الوطني بحاجة إلى استراتيجية وطنية ترتكز على أربعة أسس. تبدأ من توفير كل أسباب الصمود، للفلسطينيين الموجودين في فلسطين، كأرقى أشكال النضال والمقاومة. ترامب يتصرف مثل أزعر الحارة لكنه لن يستطيع توفير شبكة امان لإسرائيل هذا الصمود، هذا العامل الديمغرافي، الذي فيه من النهر إلى البحر سبعة ونصف مليون فلسطيني يتحدثون اللغة العربية مسلمين ومسيحيين. توفير أسباب الصمود… وبقاؤهم هو النقيض لسياسة هذا الاحتلال، الذي يريد أن يهجرهم. البند الثاني. إنهاء الانقسام، وتحقيق وحدة وطنية فيها الوطن واحد والشعب واحد والقيادة واحدة، والهدف واحد. والوسيلة لتحقيق الهدف واحدة ومتفق عليها فلسطينيا. البند الثالث هو إخراج القضية الفلسطينية من التجاذبات والأجندات الإقليمية. وأنا بدأت أومن بأن القضية الفلسطينية لأول مرة تسبح في الفضاء العربي الرحب. بأريحية وبإسناد غير مشروط. وهذا يعني خلق بيئة إيجابية وجيدة لصالح قضيتنا. ونحن نريد كل العرب، وأن تكون علاقتنا جيدة مع كل الأطراف العربية. الموضوع الرابع أن نتوافق مع المجتمع الدولي على مرجعية حل الصراع التي هي قرارات الأمم المتحدة التي تعطينا دولة. وتعطينا حق المقاومة بكل الأشكال. بتقديري، مخطئ، أي سياسي فلسطيني، أو قوة سياسية فلسطينية لا تقبل في هذه المرحلة الحرجة، باحترام النتائج والتطورات على الأرض.. التي تظهر أن عشرة في المئة من أهلنا في غزة… وهذا الدمار وهذا الاستهداف النازي الفاشي غير المسبوق. ولكن أيضا هنالك إجماع دولي، وهذا الإجماع الدولي سببه الأول جرائم الاحتلال غير المسبوقة. وكذلك هذا الصمود الملحمي، هذا الإصرار الوطني. فالقوى السياسية الفلسطينية بلا استثناء هي على المحك، محك الاختبار والمرآة الحقيقية. والتاريخ سيحاكم من يتخلف عن ركب القبول بمبدأ أننا شعب واحد. نعيش في وطن واحد، ويجب أن تكون لدينا قيادة واحدة وهدف واحد، ووسيلة متفق عليها لتحقيق أهدافنا الوطنية العادلة. لن يرحم التاريخ أحدا. الآن، كيف يمكن لهذا أن يتحقق. أعتقد بأنه إذا صدقت النيات عند الجميع، فإن البيئة المغذية للانقسام لم تعد موجودة إلا عند شخص واحد هو نتنياهو. وأعتقد أننا جميعا ملزمون بالتمايز عن أجندة نتنياهو وعن مصلحته. في رأيي إن تحقيق مبدأ وحدة الأرض والوطن والشعب والقيادة والهدف والوسيلة تقتضي حوارا وطنيا فلسطينيا صادقا، تقوده حركة 'فتح'، هذه الحركة العظيمة العملاقة. التي هي أول من غرس البذرة الوطنية، والتي أثمرت. وأول من غرس فكرة تحديد العلاقة مع هذا العدو. هذا الاحتلال القائم على الصدام بكل أشكاله. بالحركة، وبالكفاح المسلح. وبالعمل السياسي والدبلوماسي، وبالتنمية، وبالبناء، وبالصمود. وهذه الحركة التي حسمت سحب القضية من أدراج الوصاية، وفرضت الإرادة والقرار والهوية.. والحوار يجب أن يبدأ بصيغة توافقية ثنائية بين 'فتح' و'حماس' بعيدة عن الأضواء، لبناء أرضية سياسية نضالية تنظيمية.. سياسية بأننا نريد دولة حسب قرارات الأمم المتحدة. نضالية، أي المقاومة الشعبية الشاملة بالمعنى الجغرافي والسياسي والاجتماعي، وتشمل العمل في المحافل الدولية لتعرية ومحاصرة هذا الاحتلال. نحن نرى فيها خيارا استراتيجيا في هذه المرحلة، ولكن نحن منفتحون.. والقضية التنظيمية، المتعلقة بأن دولة المستقبل تكون فيها تعددية سياسية، وسلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح واحد، وشرطي واحد، لكن فيها تعددية سياسية، فيها حرية التعبير عن الرأي، فيها حقوق للمرأة، في صيغة تليق بعظمة هذا الشعب، وبصموده، وبتضحياته. هذه التوافقات إذا تحققت بين الحركتين بعيدا عن الأضواء، نتوجه إلى حوار وطني شامل ترعاه مصر. أنا أقول لك 'فتح' تقود الحوار، لكن يجب أن نتوقف عن القول إن الفصائل الموجودة تمتلك حق مصادرة القرار الفلسطيني، أو الاستحواذ عليه. الحوار يجب أن يكون مع فصائل المنظمة لبناء المقاربات نفسها، ومع من هم خارج المنظمة. إذن، أنت تذهب إلى حوار وطني شامل، ولكن تهيئ له الظروف. تبني أرضية مشتركة مع 'حماس'، وأرضية مشتركة مع فصائل المنظمة. وفي مصر يجري حوار تشارك فيه فصائل المنظمة، والفصائل خارجها، والمجتمع المدني.. يجب أن تكون جزءا من هذا الحوار الوطني الشامل لتحقيق وحدة مفاهيم لأربعة ملفات، أو أربع قضايا. وحدة مفهوم للحل السياسي الذي يقبل بقرارات الأمم المتحدة ودولة، وإلخ. وحدة مفهوم لشكل المقاومة القائمة على الصدام مع الاحتلال ومع العدو. ويجب أن نتفق هل نريد الاستمرار في كذا؟ أو أن المقاومة الشعبية اللي فيها تفعيل كل العالم.. ووحدة مفهوم لشكل الدولة، التي تتضمن سلطة واحدة وقانونا واحدا، وسلاحًا واحداً.. وأن هذه الدولة سوف تكون عاملًا إيجابياً في تحقيق الاستقرار الإقليمي. حتى عمقنا العربي كله أجمع على فكرة إقامة الدولة، ويجب أن يشعر بأنه في خاصرة أمنهم القومي لا يوجد نموذج 'طالبان'، بل دولة مستقرة فيها قانون. ووحدة مفهوم لشكل بناء السلطة وبناء الشراكة، من خلال عملية ديمقراطية، ومن خلال صندوق الاقتراع، وليس من خلال صناديق الرصاص. لا أبو مازن ولا 'فتح' قالوا سلمي سلاحك يا 'حماس'.. لكن نريد التوافق على دولة فيها سلاح واحد سلطة واحدة هنالك فصائل تقاتل في غزة قالت إنها لن تنزع السلاح، ردا على تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن على 'حماس' وغيرها أن يسلموا سلاحهم. ففي موضوع السلاح. هؤلاء يقولون إنه لم نصل بعد إلى دولة، أعطونا الدولة ثم نتحدث بحصرية السلاح. كيف تريدون نزع السلاح الآن والاحتلال لا يزال جاثما؟ ـ هذا افتراء كاذب. لا الأخ أبو مازن قال سلمي سلاحك يا 'حماس'، ولا أنا أقول ذلك. هذا كلام افتراء وغير صحيح. نحن نقول التالي، نريد أن نتوافق أنه هذه الدولة فيها سلاح واحد وفيها سلطة واحدة. وتنظيم السلاح يجب أن يكون فلسطينيا وطنيا بعيدا عن الإسرائيليين، ولا علاقة لنا بماذا يفكر الإسرائيليون. ومن يتحدث أن 'فتح' تريد ذلك، هو إما سيئ النية، أو لا يفهم ولا يدرك عظمة هذه الحركة التي تحترم وتقدس الدّم والكرامة الفلسطينية. أنا أقول لن نقبل بتعددية السلاح في اي صيغة سياسية في الدولة الفلسطينية تحت أي ظرف من الظروف. هذا نتفاهم عليه.. ليس لديّ علاقة بماذا تقوّل فلان أو علان. أنا قلت لك نريد مقاربة سياسية حيث السياسي له علاقة بمرجعية الأمم المتحدة. والنضالي له علاقة بخيار المقاومة وشكله مع هذا الاحتلال، والقائم على الصدام وليس الاستسلام. ولكن البندقية شكل، والعمل السياسي والعمل الدبلوماسي يجب أن يحصد اليوم. ونحن قادرون على أن نحصد وألا نخطئ وان نحافظ على بوصلتنا أخلاقية، وقيمية، ووطنية، وواقعية. الموضوع الآخر هو ترتيب البيت الفلسطيني، بحيث تكون هناك تعددية سياسية وسلطة واحدة. لا يعنيني ماذا قال فلان أو علان. لا الأخ أبو مازن قال يسلمون أو يتخلون، ولا نحن في حركة 'فتح' قلنا ذلك، وما أقوله يمثل الموقف الاستراتيجي لهذه الحركة وعلى رأسها الأخ أبو مازن. هيا بنا نتفق على شكل الدولة.. أما البحث بين السطور عن نيات. اعتقد أن هذا كلام خطأ وغير صحيح. نحن لا يمكن أن نقبل بتعدد السلطات، ولا بوجود ميليشيات. إذا كان العالم يقول لك أريد أن أعطيك دولة، فدعنا نتفق ونقول إننا متفقون. إذا وجد أحد في 'حماس' يصر على أن يعود ليحكم وحده، فمن يريد ذلك يسعى إلى تكريس الانقسام. لكن خلال لقاءاتي مع حركة 'حماس'، مع من ترجل منهم والله يرحمهم، ومع من هم على قيد الحياة. الكلام الذي أقوله يوافق عليه 'المينستريم'، أو التيار المركزي المدرك المسؤول. لست ناطقا بلسانهم، لكن أقول إن هنالك صيغة التوافق. وهذا الكلام. تحدثت فيه أيضا مع أطراف إقليمية وازنة بمن فيهم الأتراك، والقطريون، ومع المصريين والجزائريين. خلال الحرب التقيت مع الرئيس الجزائري مرتين، وكنت في جنوب افريقيا وهي أيضا لاعب أساسي. وخلال الحرب التقيت برئيس جنوب افريقيا مرتين. أقول لك هذه هي الأرضية المشتركة بين الجميع. كلام عقد مجلس وطني وانتخابات أعتقد بأنه صرخة في الصحراء لن تصمد ولن تتحقق من دون أن تسبقها حالة إجماع وحالة توافق في موضوع الانتخابات والتعددية هنالك نقطتان.. الأولى هي القرارات التي أصدرها الرئيس الفلسطيني في ما يخص المجلس الوطني الفلسطيني بإجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وأثارت انتقادات من فصائل داخل منظمة التحرير، بعضها خارج اللجنة التنفيذية، وبعضها حتى داخل اللجنة. القرار فيما يخص الخطوات الأخيرة.. لا اعتقد بأنها الطريقة السليمة لبناء المستقبل. انا أيضا عضو لجنة مركزية في حركة 'فتح'. أعتقد أنه يجب ان نبدأ بالحوار الوطني. لو سألتني كفتحاوي ما هي استراتيجيتكم، أقول لك أنا كفتحاوي عندي استراتيجية لنهاية العام. ولكن هذا نقاش موجود داخل الحركة. البند الأول فيه عقد المؤتمر العام لحركة 'فتح' واللي يجب ان تنبثق عنه مخرجات سياسية ونضالية وتنظيمية، بما في ذلك قيادات، الخ. الموضوع الأخر إنهاء الانقسام بالرؤية نفسها اللي تحدثت فيها. الموضوع الثالث إعادة صياغة المنظمة. لأنه إذا اتفقنا على إنهاء الانقسام، يجب أن نذهب إلى المنظمة، لأنه لدينا الشرعية والمظلة الشرعية لكل الفلسطينيين، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، وأعتقد أن الجميع يقاتل ويناضل كي يكون جزءا منها، بما فيها 'حماس' و'الجهاد' و'الشعبية' والجميع. كمظلة وكممثل شرعي. الحوار بالتأكيد هو الذي سيبني ويؤسس الأرضية المشتركة لتشكيل المجلس، وقطعا لا أعتقد أنه يوجد منطق في القول نريد انتخابات من دون حوار واتفاق. الآن هناك اجتهادات هنا وهناك. الذي قلته أرى أنه يمثل رأي الاغلبية. كلام عقد مجلس وانتخابات مجلس. أعتقد بأنه صرخة في الصحراء لن تصمد ولن تتحقق من دون أن تسبقها حالة إجماع وحالة توافق. ومرة ثانية أقول وحدة مفهوم للحل. وحدة مفهوم لشكل المقاومة. ووحدة مفهوم لشكل الدولة. ووحدة مفهوم لشكل بناء الشراكة الفلسطينية. أي خطوة لا ترتكز على هذه المفاهيم، ولدت أو ستلد مشلولة وغير قادرة على الديمومة بغض النظر من أين تأتي. المجلس الوطني الفلسطيني، حسب قرارات الرئيس تقرر أن ثلثي أعضائه يكونون من الضفة الغربية وغزة. هل المجلس الوطني الذي يمثل الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء الوطن والشتات.. هل تؤيد أن يكون ثلثاه من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية؟ ـ العدد والآليات والتوقيت يجب أن تكون نتاجا لحوار وطني شامل. ولا أعتقد أن ما يحدث يمكن أن يقودنا إلى شاطئ الأمان. عمليا المسار الموجود اليوم الذي يجري الحديث عنه أقول لك شخصيا، إنني لا أعتقد أنه هو الطريق الصحيح. ولكن هذا اجتهاد. أقصر الطرق وأسلم الطرق أن يسبق ذلك الحوار. ومن هنا نتحدث عن شكل المجلس وعدده والتمثيل في المجلس، وآليات تشكيله، كنتاج لحوار وطني. تحدثت عن الحوار. تحدثت أيضا عن التعددية. هل تؤيد دخول أو انخراط القوى السياسية كافة في أي انتخابات مستقبلية في فلسطين، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وربما في الخارج؟ ـ هل أنا وصي على الشعب الفلسطيني؟ أنا فلسطيني أنتمي إلى حركة، وأحب أن تكون هذه الحركة أغلبية الشعب الفلسطيني. ولكن القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية كافة، هي مكون الشعب الفلسطيني، وكلها يجب أن تكون في المنظمة وكلها يجب أن تشارك في الانتخابات، وأن تناضل. ولكن أتطلع إلى أن نتوافق كقوى سياسية وكقوى طليعية ثورية. نحن قدنا النضال. نحن فجرنا الثورة. وهذه المنظمة أقول لك الكثير من هياكلها شبه معطل، لكنها موجودة ويجب أن نحافظ على شرعيتها، وحتى الأخ أبو مازن، حتى لو اختلفنا معه. يجب ألا نختلف على شرعيته، بل أن نتمسك بشرعيته، ولا نقبل بسابقة مبارك أو زين العابدين بن علي في فلسطين. هذه قناعتي وهذا فهمي. وأنا أقول لك نحن مختلفون معه. ولكن الخلاف على الشرعية، سواء كان ما يتعلق بالرئيس أو بالمنظمة، غير مسموح. هل ترى أن هنالك أفرقاء في الحوار الفلسطيني قصروا في الدفع نحو تطبيق ما تم الاتفاق عليه في إعلان بكين؟ ـ اتفقنا في بكين واتفقنا في الجزائر.. إنهاء الانقسام في فلسطين ليس بحسن النوايا ولا بالنصوص. ولا ما في النفوس. توجد عوامل غير مباشرة. إن لم تعالَج، فأي صيغة سوف تنهار بعد خمس دقائق. أي اتفاق سار قليلا؟ اتفاقي أنا والأخ صالح العاروري.. هل يوجد غيره؟ الاتفاق الوحيد الذي كانت لديه ارضية صلبة وكاد أن يقلع، وحصلت جريمة تأجيل بمنطق الإلغاء للانتخابات. هذا كان خطأ استراتيجيا نحن ارتكبناه. نحن الذين ألغينا. كان هذا موقفي في حينها وإلى الآن. أنا والشهيد صالح العاروري ناقشنا خمس قضايا هي التي أسست لوحدة الموقف. والأخ صالح الله يرحمه قالها عبر التلفزيون قلنا للأخ جبريل يحكي باسم الطرفين.. صحيح أو لا؟ إذا لم نتفق على شكل المشكل الذي نختلف عليه؟ هم أتوا في الثمانينيات كبديل لنا.. والحاضن الإقليمي الخاص بهم أنهم بديل. في أول لقاء (مع الشهيد العاروري) اتفقنا أن المشكل هو السلطة. فاتفقنا بأن نقبل بالشراكة معهم. ونبدأ بأن الشراكة تأتي من خلال عملية ديمقراطية وترتكز على المفاهيم اللي تحدثت فيها. مفهوم الحل. مفهوم لشكل المقاومة. مفهوم لشكل الدولة، ومفهوم لشكل بناء الشراكة من خلال عملية ديمقراطية. الموضوع الثاني. توجد بيننا ترسبات. ترسبات سياسية، وترسبات اجتماعية، وترسبات أيديولوجية. وأقول لك ترسبات نفسية واجتماعية. هل لدينا استعداد من أجل الوطن أن نتجاوز هذه الترسبات؟ كلانا نعم. لآن تبرز قوة فلسطينية ترفض هذا الاتفاق؟ ممكن أن جزءا منهم، امتداد لإخواننا في 'حماس'، أو عندنا، يريدون أن يخرّبوا. هل نحن الطرفان كقوتين أساسيتين لدينا استعداد للتصدي لهم؟ ونرفض ونتمسك؟ نعم. طيب توجد أطراف إقليمية لها مصالح أمنية، ولها مصالح سياسية ولها مصالح اقتصادية، وعلى رأسها إسرائيل، قد تسعى إلى ذلك.. ألم يكن نتنياهو مداناً بأنه هو كان يحاول احتواء 'حماس' من خلال تقديم تسهيلات لهم؟ صحيح أو لا؟ هذا ليس سرّا. الآن هل يمكن أن نستجيب أو نرفض؟ قلنا نرفض. وحسمنا أمرنا. الموضوع الأهم. هل أنت تتحدث باسم حركة 'حماس' وقادر على فرض الانضباط التنظيمي؟ وهل أنا قادر؟ نعم. هذه هي القضايا الخمس.. لا بكين ولا الجزائر ولا موسكو ولا. ولا. إذا لم يكن هناك اتفاق على هذه العوامل الخمسة غير المباشرة، فأي اتفاق سينهار بعد ثلاث دقائق. تستطيع أن تقول إن هذا هو واقع التجربة. ولكن أقول لك، حتى لو بعد عشرين سنة فأي صيغة لا تعالج هذه العناصر غير المباشرة، أو يكون بين المتحاورين فهم مشترك بتجاوزها، فستنهار. هل أنت متفائل؟ ـ أنا ولدت متفائلا. الثوريون إذا لم يكونوا متفائلين سقوطهم سهل. أنا واثق أن النفق في نهايته توجد شمعة. وأمل ألا ننتظر أن يقدمها لنا أحد. وأن نبادر اليوم إلى صياغة وهندسة المشهد السياسي الوطني الفلسطيني في ظل مجمل التعقيدات والتجاذبات الاستراتيجية والمصالح المعقدة على المستوى الوطني والمستوى الإقليمي والمستوى الدولي. وأن نشق طريقنا موحدين متفقين في هذه المحطة الأهم والأخطر في تاريخنا.


القدس العربي
منذ 31 دقائق
- القدس العربي
فرنسا توقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية 'إلعال'
باريس- 'القدس العربي': أوقفت الحكومة الفرنسية إصدار تأشيرات العمل لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية 'إلعال'، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، مؤكدة معلومات كانت قد كشفتها في وقت سابق الصحافة. اتُّخذ هذا القرار احتجاجًا على عمليات التفتيش المنتظمة التي يتعرض لها الدبلوماسيون الفرنسيون عند صعودهم إلى طائرات الشركة، إذ تؤكد مصادر دبلوماسية أن الخطوة أتت في إطار إجراء انتقامي ردا على عمليات التفتيش التي أصبحت 'روتينية' بحق الدبلوماسيين الفرنسيين عند صعودهم على متن رحلات 'إلعال'. وتضيف المصادر ذاتها أن 'حوارا قد فُتح مع السفارة الإسرائيلية' من أجل 'إيجاد حل سريع'. فمنذ عدة أسابيع، يواجه موظفو الأمن في 'إلعال' رفضًا من وزارة الخارجية الفرنسية لمنحهم أو تجديد تأشيرات عملهم. ويتمركز هؤلاء الموظفون في مطار رواسي-شارل ديغول، وكذلك في مطاري نيس ومرسيليا اللذين تسير إليهما الشركة رحلات أيضًا. وقبل الصعود إلى الطائرة، يطرحون أسئلة أمنية على الركاب. للتذكير، منذ السبعينيات، وبعد سلسلة من عمليات خطف الطائرات التي نفذتها حركات فلسطينية مسلحة، أصبحت إسرائيل شديدة الحرص على أمن رحلات شركاتها الوطنية، إذ تبني هذه الشركات سمعتها على ذلك. يحتاج هؤلاء الموظفون، وبعضهم مسلح، إلى تأشيرة خاصة لممارسة عملهم، شأنهم شأن الموظفين غير الدبلوماسيين في السفارات والقنصليات. لكن إصدار أو تجديد هذه التأشيرات هو ما تم تعليقه، وهو محور النقاشات الجارية مع وزارة الخارجية الفرنسية. وتقول مصادر دبلوماسية فرنسية إن تجميد التأشيرات جاء ردًا على 'التفتيشات المنتظمة التي يتعرض لها الدبلوماسيون الفرنسيون عند سفرهم إلى إسرائيل على متن رحلات إلعال'. في المقابل، قالت السفارة الإسرائيلية لدى باريس: 'نرفض رفضًا قاطعًا الادعاءات بشأن معاملة غير لائقة للدبلوماسيين الفرنسيين. وفي الوقت نفسه، تتضرر عائلات كاملة من موظفي الأمن الإسرائيليين، ويتعرض العمل الأمني المهم للخطر'. تؤمّن شركة 'إلعال' ما يصل إلى خمس رحلات يوميًا إلى إسرائيل من باريس، بالإضافة إلى رحلات موسمية من نيس ومرسيليا. كما أنها ظلّت لعدة أسابيع، الشركة الوحيدة التي تشغل هذه الخطوط، بعد أن علّقت 'إير فرانس' وفرعها 'ترانزافيا' رحلاتهما إلى تل أبيب لأسباب أمنية مرتبطة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وزارتا خارجية البلدين اكتفتا بالإشارة إلى أن المناقشات جارية دون الكشف عن مضمونها أو جدولها الزمني. ويبدو، على أي حال، أن شركات الطيران أكثر براغماتية من الدول، إذ ترتبط 'إلعال' و'إير فرانس' باتفاق 'تشارك الرموز' الذي يسمح لكل منهما ببيع تذاكر رحلات الأخرى على موقعها الإلكتروني، كما يمكن نقل الركاب بين الشركتين في حال إلغاء إحدى الرحلات. خلال الأشهر الستة الماضية، بلغت التوترات بين حكومتي البلدين ذروتها عندما منعت الحكومة الفرنسية الشركات الإسرائيلية من عرض أجنحة في معرضي 'يوروساتوري' و'يورونافال' العسكريين اللذين نُظّما في منطقة باريس، قبل أن تلغي المحكمة الفرنسية هذه القرارات. جاء الإعلان عن توقيف الحكومة الفرنسية إصدار تأشيرات العمل لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية 'إلعال'، غداة واقعة أخرى أثارت جدلاً كبيراً. فبعد إقلاع رحلة لـ'إلعال' من مطار رواسي سال ديغول متجهة إلى تل أبيب، وأثناء التواصل الروتيني مع برج المراقبة، فوجئ الطيارون برسالة 'فري بالستاين' من مراقب جوي بدلاً من التحية المعتادة 'رحلة سعيدة'. وقد أُبلغت إدارة الشركة بالحادثة واحتجت رسميًا، مطالبةً بتفسير من المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا. في منشور له، أعلن وزير النقل فيليب تابارو أنه طلب 'فتح تحقيق إداري'، معلنا لاحقا أن 'تحليل التسجيلات يثبت أن الواقعة صحيحة. وقد تم تحديد هوية الفاعل وهو مراقب جوي، وتم سحب صلاحياته فورًا إلى حين إشعار آخر، وفتح إجراء تأديبي بحقه. ويجب أن تكون العقوبة على قدر خطورة الحادث'.