logo
مأمون فندي يحذر من أن مستقبل الدولة الفلسطينية مرتبط بشروط إسرائيل

مأمون فندي يحذر من أن مستقبل الدولة الفلسطينية مرتبط بشروط إسرائيل

خبر صح٣٠-٠٧-٢٠٢٥
أعرب الدكتور، مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، عن قلقه البالغ بشأن معايير إقامة الدولة الفلسطينية المقبلة، خاصة في ظل الأنباء الأخيرة التي تفيد بتسليم حركة حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
مأمون فندي يحذر من أن مستقبل الدولة الفلسطينية مرتبط بشروط إسرائيل
مواضيع مشابهة: السفير الألماني يصل لافتتاح معمل المحاكاة والتدريب في الإسماعيلية
ورأى فندي أن هذه الخطوة تمثل إشارة واضحة إلى طبيعة الدولة التي يُراد بناؤها في غزة، والتي تبدو كـ'دولة مشروطة' تخضع لاختبارات سياسية وأمنية دقيقة، بدلاً من أن تكون حقًا طبيعيًا للشعب الفلسطيني.
وقال فندي، في تدوينة على حسابه الشخصي بمنصة 'إكس' (تويتر سابقًا): 'يبدو أن هذه الدولة لن تُقام باعتبارها حقًا طبيعيًا للشعب الفلسطيني، بل كدولة مشروطة تخضع لاختبار تأهيل سياسي وأمني، أشبه بعملية rehabilitation'، وأضاف: 'إذا قامت السلطة الفلسطينية بخطوات تُرضي إسرائيل، تُمنح علامات إيجابية، ومع تزايد التعاون الأمني، تضاف علامات أخرى، وكلما زادت التنازلات، زادت العلامات'
واختتم فندي بالتساؤل عن عدد العلامات المطلوبة قبل إعلان الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الدولة ستعبر عن طموحات الفلسطينيين الحقيقية، أم ستكون مجرد شكل سياسي يخدم ترتيبات إقليمية ودولية، وأكد أن جوهر المسألة هو أن الدولة تُقاس بمعايير الرضا الإسرائيلي، لا بمعايير السيادة والحق الوطني.
تسليم حماس لسلاحها للسلطة الفلسطينية يُعدّ إشارة واضحة لطبيعة الدولة التي يُراد بناؤها في غزة
يبدو أن هذه الدولة لن تُقام باعتبارها حقًا طبيعيًا للشعب الفلسطيني، بل كـ 'دولة مشروطة' تخضع لاختبار تأهيل سياسي وأمني، أشبه بعملية rehabilitation.
بمعنى آخر:
•إذا قامت السلطة بخطوة…
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
شوف كمان: فين أتوبيسات أوراسكوم في منطقة الأهرامات؟ مصادر توضح تفاصيل باصات النقل العام
وفي السياق ذاته، عبر الكاتب السياسي مأمون فندي عن استغرابه الشديد من ظهور معاداة للفلسطينيين داخل بعض الدول العربية، مشيرًا إلى أن كراهية الفلسطينيين في الغرب يمكن فهمها، لكنه اعتبر انتشار هذا الخطاب عربياً بمثابة جائزة نوبل في الغباء الجمعي
وجاء ذلك من خلال منشور عبر حسابه الرسمي على موقع 'إكس'، قائلاً: '‏أفهم تمامًا أن كراهية الفلسطينيين في الغرب هي نتيجة طبيعية لعقود من الدعاية الصهيونية، مدعومة باللوبيات، والمال، والسيطرة المحكمة على الإعلام والعقول
وأضاف: 'هذا مفهوم ومبرر ضمن قوانين السوق الحرة للكذب، ومع ذلك اكتشفنا أنها كراهية على الشاشات، أما الناس في الشارع وبكل ألوانهم مشوا في الشوارع يهتفون لفلسطين'
وعبر فندي عن استغرابه لتقبل بعض الشعوب العربية لهذه الشائعات دون أي مجهود من الجانب الصهيوني، ذاكراً: 'ما لا أفهمه وما يستحق جائزة نوبل في الغباء الجمعي هو كيف نجحت نفس الدعاية في اختراق العقول العربية، دون إعلام صهيوني، دون لوبيات، ودون أن يدفعوا حتى ثمن فنجان قهوة، هذا ليس مجرد لغز القرن، هذه هي صفقة القرن الحقيقية: أن تكره الفلسطيني وأنت تعاني نفس الاحتلال، لكن بزي محلي ونشيد وطني'
وفي سياق آخر، أكد صلاح مغاوري، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، الدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني.
مصر تلعب دورًا مزدوجًا في الأزمة
وأشار مغاوري في مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن مصر تلعب دورًا مزدوجًا في الأزمة الفلسطينية: الأول سياسي، من خلال الوساطة لوقف إطلاق النار وإحياء مسار المفاوضات من أجل حل الدولتين، والثاني إنساني، عبر تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع
وأوضح أن القاهرة كانت قد نجحت في الأيام الماضية في إدخال عدد كبير من الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى القطاع عبر معبري زكيم وكرم أبو سالم، مشيرًا إلى أنه في الأيام الأربعة الماضية، تمكنت القاهرة من إدخال 166 شاحنة في اليوم الأول، ثم 161 شاحنة، و117 شاحنة يوم أمس.
وفيما يخص الوضع السياسي الدولي، أكد مغاوري أن مصر تبذل جهودًا كبيرة على صعيد تغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر نجحت في إحداث تحول كبير في كيفية تعامل العالم مع الأحداث في غزة، خاصة بعد أن كانت الرواية الإسرائيلية هي السائدة، وقد تمكنت الدبلوماسية المصرية من تصحيح هذه الصورة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو: إسرائيل لن تضم قطاع غزة.. وسنسلم القطاع إلى هيئة حاكمة مؤقتا
نتنياهو: إسرائيل لن تضم قطاع غزة.. وسنسلم القطاع إلى هيئة حاكمة مؤقتا

24 القاهرة

timeمنذ 20 دقائق

  • 24 القاهرة

نتنياهو: إسرائيل لن تضم قطاع غزة.. وسنسلم القطاع إلى هيئة حاكمة مؤقتا

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن إسرائيل لا تعتزم ضم قطاع غزة، نافيًا التقارير المتداولة حول وجود خطة لفرض السيطرة الإسرائيلية على كامل أراضي القطاع، وفقا لما أفادت به تقارير عبرية. وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، إن الخطة المطروحة تتضمن تسليم إدارة غزة إلى "هيئة حاكمة" تتولى شؤون القطاع بشكل مؤقت بعد انتهاء العمليات العسكرية. نتنياهو: إسرائيل لن تضم قطاع غزة.. وسنسلم القطاع إلى هيئة حاكمة مؤقتا وفي سياق حديثه عن مسار الحرب، صرّح نتنياهو أن "الحرب قد تنتهي غدًا" إذا ما قررت حركة "حماس" إلقاء سلاحها وتسليم جميع المحتجزين دون قيد أو شرط، في إشارة إلى مطالب إسرائيل بوقف القتال مقابل استسلام كامل من جانب الحركة. وفي وقت سابق، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يفصح عما إذا كان يؤيد أو يعارض سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على غزة عسكريًا، وقال إن تركيز إدارته ينصب على زيادة وصول الغذاء إلى القطاع الفلسطيني. وأضاف ترامب في تصريحات للصحفيين، فجر الأربعاء، قائلا: فيما يتعلق ببقية الأمر.. لا يمكنني القول حقًا. سيكون ذلك متروكًا إلى حد كبير لإسرائيل.. وأعلم أننا نحاول إيصال الغذاء لسكان غزة، وقدّمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 60 مليون دولار.. إسرائيل ستساعدنا في توزيع المساعدات وأيضًا من الناحية المالية، هذا ما أركّز عليه حاليًا.

طرق دفع حماس رواتب موظفيها في ظل الأزمات المالية بقطاع غزة
طرق دفع حماس رواتب موظفيها في ظل الأزمات المالية بقطاع غزة

خبر صح

timeمنذ ساعة واحدة

  • خبر صح

طرق دفع حماس رواتب موظفيها في ظل الأزمات المالية بقطاع غزة

على الرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالبنية الإدارية والمالية لحركة حماس نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ حوالي عامين، لا تزال الحركة قادرة على إدارة نظام سري لدفع رواتب نحو 30 ألف موظف حكومي، بمبلغ إجمالي يصل إلى 7 ملايين دولار شهريًا، وفقًا لتقرير حديث من هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي'. طرق دفع حماس رواتب موظفيها في ظل الأزمات المالية بقطاع غزة من نفس التصنيف: الشعاع الحديدي وكيف تواجه إسرائيل صواريخ حماس والحوثيين باستخدام منظومة الليزر الدفاعية ووفقًا لمصادر مطلعة تحدثت للهيئة، يتلقى الموظفون المدنيون العاملون في الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة دفعات نقدية كل عشرة أسابيع، تعادل حوالي 20% فقط من رواتبهم السابقة، حيث أكد ثلاثة موظفين للهيئة أنهم استلموا مؤخرًا حوالى 300 دولار لكل منهم. آلية توزيع سرية للغاية بسبب غياب النظام المصرفي واستمرار الهجمات الإسرائيلية، تعتمد 'حماس' على آلية توزيع سرية للغاية للرواتب. عادةً ما تصل إلى الموظف رسالة مشفرة على هاتفه أو على هاتف أحد أفراد أسرته، تطلب منه التوجه إلى موقع معين في وقت محدد 'للقاء صديق لتناول الشاي'، وفي نقطة اللقاء، يقترب منه شخص ويسلمه ظرفًا مغلقًا يحتوي على النقود، ثم يختفي سريعًا. قال أحد موظفي وزارة الأوقاف في غزة: 'كل مرة أذهب فيها لاستلام راتبي، أودع عائلتي وكأنها المرة الأخيرة، ذات مرة، نجوت من غارة إسرائيلية استهدفت نقطة توزيع مكتظة وسط المدينة'. من نفس التصنيف: وزير الخارجية الأردني يؤكد أن إسرائيل تهدف إلى تحويل غزة إلى منطقة بلا حياة يعاني بعض الموظفين من تدهور حالة الأموال التي يحصلون عليها، حيث أفاد معلم في مدرسة حكومية أن معظم النقود التي تسلمها مؤخرًا كانت بالية ولا تُقبل في السوق، بحسب ما نقلته 'بي بي سي'. أضاف المعلم علاء، وهو رب أسرة مكونة من ستة أفراد: 'بعد أكثر من شهرين من الجوع، نحصل على نقود ممزقة لا تصلح للاستخدام'، مشيرًا إلى أنه غالبًا ما يلجأ إلى مراكز توزيع المساعدات للحصول على الطحين، لكنه يعود في كثير من الأحيان خالي اليدين. تمويل غامض على الرغم من الضغوط المالية الكبيرة، تبقى آلية تمويل 'حماس' لهذه المدفوعات محل تساؤل، لكن مسؤولًا سابقًا في الحركة كشف أن 'حماس' خزّنت قبل هجوم 7 أكتوبر 2023 ما يقارب 700 مليون دولار، بالإضافة إلى مئات الملايين من الشواقل داخل أنفاق تحت الأرض، ويُعتقد أن هذه الأموال كانت تحت إشراف مباشر من قائد الحركة يحيى السنوار وشقيقه محمد، اللذين قُتلا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. أم لثلاثة أطفال: أطفالي يبكون من الجوع بينما نشاهد جيراننا من أنصار حماس يتلقون أكياس طحين بجانب الرواتب، تستمر 'حماس' في تقديم طرود غذائية لأعضائها وأسرهم عبر لجان طوارئ محلية، ومع ذلك، يشتكي العديد من السكان من ممارسات تمييزية في توزيع المساعدات، في ظل تصاعد أزمة الغذاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطحين في بعض المناطق 80 دولارًا. تقول نسرين خالد، وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال: 'أطفالي كانوا يبكون من الجوع بينما يشاهدون جيراننا من أنصار حماس يتلقون طرودًا غذائية وأكياس طحين، هل هذا هو العدل؟'. في ظل استمرار الحرب والانهيار شبه الكامل للبنية التحتية، تتفاقم المعاناة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع كبير في الأسعار، واستمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف ما تبقى من البنية الإدارية.

"مشروع غيورا إيلاند".. عندما سعى الإخواني مرسي رسميا لتنفيذ مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وقدمه لأبو مازن
"مشروع غيورا إيلاند".. عندما سعى الإخواني مرسي رسميا لتنفيذ مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وقدمه لأبو مازن

صوت الأمة

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت الأمة

"مشروع غيورا إيلاند".. عندما سعى الإخواني مرسي رسميا لتنفيذ مخطط إسرائيل بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وقدمه لأبو مازن

في مشهد يعيد إلى الأذهان صفحات من التاريخ السياسي القريب، ويكشف الوجه الحقيقي لجماعة طالما تشدقت بشعارات الدفاع عن فلسطين، فُجّر قبل سنوات خبر صادم أكّد أن الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي قدّم عرضًا رسميًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، يتضمّن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية. كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه أجهض مخططا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، المنتمي للإخوان، بتوطين جزء من الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية في إطار مشروع "دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة". وقتها قال عباس في كلمة أمام المجلس الوطني الفلسطيني، إنه تلقى عرضا من مرسي أثناء فترة رئاسته التي استمرت لعام تقريبا، بالحصول على قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون. وتابع: "في أيام مرسي عرض علينا إعطاءنا قطعة من سيناء لشعبنا لكي يعيش هناك في مشروع اسمه إيغور آيلاند". واعتبر عباس أن هذا المشروع "تصفوي للقضية الفلسطينية، وأنا قلت هذا الكلام بصراحة لمرسي"، وأكد أن حركة حماس أبدت موافقتها على مشروع "الدولة ذات الحدود المؤقتة" ككل. هذا العرض لم يكن إلا حلقة من حلقات مشروع خبيث يمتد بجذوره إلى العقل الإسرائيلي الاستراتيجي، ويتلبّس بلبوس الدعم الإنساني لكنه في جوهره يحمل نوايا التصفية الجغرافية لقضية شعب بأكمله. وفقًا لما كُشف فإن العرض الذي قدّمه مرسي لم يكن اجتهادًا فرديًا، بل جاء ضمن انسجام كامل مع ما يُعرف بـ"مشروع غيورا إيلاند" الإسرائيلي، الذي يدعو إلى توطين سكان غزة في شبه جزيرة سيناء، بوصفها أرضًا بديلة، وبما يسمح لإسرائيل بفرض سيادتها التامة على القطاع وقطع الطريق على أية مطالبات مستقبلية. الخطير في ما كشفته الأحداث أن جماعة الإخوان لم تتورّع عن تسويق هذه الفكرة، وتقديمها كحل استراتيجي يخدم "الواقع" الفلسطيني، متجاهلة تمامًا أن ما تقدمه في الحقيقة هو خدمة مجانية لمخططات تل أبيب، التي عجزت عن تنفيذها بقوة السلاح، فحاولت أن تمررها عبر وكلاء عقائديين يرتدون عباءة المقاومة. تؤكد الشواهد أنّ دعوات الإخوان المتكررة في كل عدوان إسرائيلي لفتح معبر رفح ليست بريئة، بل تأتي في توقيتات تحمل علامات استفهام، دائمًا في ذروة التصعيد، لتفتح الباب أمام فكرة التهجير القسري تحت غطاء إنساني، مستغلين معاناة الفلسطينيين لتحقيق هدف لطالما سعت إليه إسرائيل: تفريغ القطاع من سكانه وتحويله إلى أرض بلا شعب. هذا المخطط، عاد إلى الواجهة من جديد بعد أحداث السابع من أكتوبر، حيث باتت الضغوط تتزايد على القاهرة لقبول سيناريو التوطين في سيناء. غير أن الموقف المصري ظل صلبًا، واستطاع أن يُفشل كل الضغوط والوساطات والصفقات، في موقف وُصف بأنه "رأس الحربة في معركة قومية للدفاع عن القضية الفلسطينية". وفي واقعة تثير الدهشة قبل أن تكشف ألاعيب الأجندات السرية، نظّمت ما تسمى "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل فرع جماعة الإخوان الإخوان تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. الغريب في الأمر لم يكن فقط موقع التظاهر، بل غياب أي نشاط مشابه أمام مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي التي تقود حرب إبادة دموية على القطاع منذ شهور، وكأن العدو ليس من يطلق الصواريخ ويمارس المجازر، بل الدولة المصرية التي تسعى لوقف إطلاق النار وتوفير المساعدات وتبذل كل غالٍ لإنقاذ الفلسطينيين ومنع تهجيرهم. يتزعم هذه التظاهرات شخصيتان إخوانيتان معروفتان؛ رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب، اللذان التزما الصمت طوال 22 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم ينطقا بكلمة واحدة تدين المحتل أو تحمّله مسؤولية المجازر التي طالت المدنيين، قبل أن يستفيقا فجأة لا للتنديد بإسرائيل بل للاعتصام أمام سفارة مصر. لم تكن مصر وحدها من رفضت، بل انبرى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ليحذّر في تصريحات واضحة من مؤامرة طويلة الأمد لتصفية القضية الفلسطينية جغرافيًا، مشددًا على أن الأمة العربية بأسرها معنية بإسقاط هذا المشروع الخبيث. المثير للجدل أن الجماعة، لم تكن يومًا في صف فلسطين الحقيقي، بل استخدمت القضية كورقة ضغط في سبيل عودتها إلى الحكم، حتى لو كان ذلك على أنقاض غزة وسيناء معًا. ويذهب الكاتب إلى أن حركة حماس، الذراع الفلسطيني للإخوان، لعبت دورًا مزدوجًا، فبينما ترفع شعار المقاومة، كانت في الوقت ذاته تشارك في صناعة التبرير للعدوان الإسرائيلي من خلال تصعيد محسوب، يُبقي حكومة نتنياهو في الحكم، ويُحبط أي مساع دولية للتهدئة. تُضاف إلى ذلك العمليات المصورة والمبالغ فيها التي روّجت لها حماس، والتي ضخّمتها إسرائيل إعلاميًا لتبرير ما ارتكبته من جرائم ضد المدنيين، بينما كانت الجماعة تحرّف الأنظار عن الجريمة الأصلية، وتصبّ جامّ غضبها على مصر والأردن تحديدًا، في محاولة لإثارة الرأي العام ضد الموقف العربي الموحّد. كل هذه المؤشرات، كما توضح الشواهد، تشير إلى أن جماعة الإخوان ليست إلا واجهة إقليمية لمخطط أكبر، لا يتورّع عن بيع الأرض والعِرض في سبيل تحقيق حلم العودة إلى السلطة. القضية الفلسطينية في نظرهم ليست سوى منصة دعائية، كلما احترق أهلها، ارتفعت شعاراتهم. ومع هذا كله، فإن الوعي الشعبي العربي والفلسطيني على حد سواء، بات أكثر إدراكًا لهذه اللعبة، وأكثر رفضًا لمن يحاولون المتاجرة بالقضية. وإذا كان العرض الذي قدّمه مرسي قبل سنوات قد صُدّ بقوة، فإن العودة اليوم لطرحه مجددًا لن تلقى إلا نفس المصير، في ظل يقظة مصرية وعربية ترفض أن تكون سيناء ثمنًا لتصفية قضية شعب صامد. إن ما كشفت عنه الوثائق والتصريحات ليس مجرد خطأ سياسي أو اجتهاد خاطئ، بل هو تعبير صريح عن خيانة وطنية كبرى، تتورّط فيها جماعة الإخوان بأدواتها المختلفة. وليس من المبالغة القول إنّ من يُفرّط في فلسطين يمكنه أن يُفرّط في أي أرض، ومن يساوم على غزة سيساوم غدًا على القاهرة، وهذا ما لم ولن تسمح به الشعوب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store