
حسن فهد ابو زيد : في الولاء والانتماء
حبّ الأوطان من القيم الفطرية التي أقرّها الإسلام، وهناك العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى هذا المعنى، بشكل مباشر أوغير مباشر. ومن ذلك:
قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا
(سورة إبراهيم: 35)
فطلبُ إبراهيم عليه السلام الأمن لمكة المكرمة دلالةٌ على أهمية استقرار الأوطان، وحرص الأنبياء على خير بلادهم.
وفي الحديث عن النبي عند خروجه من مكة مهاجرًا، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
قال رسول الله مخاطبًا مكة:
«ما أطيبَكِ من بلدٍ، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»
(رواه الترمذي)
وفي هذا الحديث دلالة صريحة على حبّ النبي لوطنه مكة، رغم ما تعرّض له فيها من إيذاء واضطهاد.
فالإسلام لا يفصل الإنسان عن وطنه، بل يُقرّ مشاعره الفطرية تجاهه، ويحثّه على حبه والانتماء إليه، والدعاء له بالأمن والاستقرار.
أما حبّ وليّ الأمر، فليس مجاملةً ولا شعارًا يُرفع، بل هو تعبير صادق عن الانتماء، وامتداد طبيعي لقيم الوفاء والولاء التي ترسّخت في وجدان أبناء الوطن.
فوليّ الأمر، بما يمثله من قيادة وحنكة ورمز للوحدة، هو السند الذي نلوذ به وقت الشدائد، وهو البوصلة التي توجّه مسيرتنا نحو الأمن والاستقرار.
حبّ وليّ الأمر ليس خنوعًا، بل وعي. وليس تملقًا، بل إدراكٌ بأن الوطن لا يستقيم بلا قائد حكيم، وبأن الأمن الذي نعيشه ما كان ليدوم لولا عزم القيادة وتلاحم الشعب معها.
وقد أكّد الإسلام على هذا المبدأ، فقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ
(سورة النساء: 59)
وهذه الآية تُعد من أبرز الأدلة على وجوب طاعة أولي الأمر، وهم العلماء والأمراء والحكام، ما لم يأمروا بمعصية.
وقال رسول الله :
«على المرء المسلم السمع والطاعة، فيما أحب وكره، ما لم يُؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.»
(رواه البخاري ومسلم)
الحمد لله رب العالمين أننا نعيش في وطنٍ تحت ظلّ قيادة هاشمية حكيمة، اتّصفت بالعفو والصفح دوماً، حتى لمن أساء أو تطاول...
وبعد هذا كله، لا تزال هناك قلّة قليلة ترى حب الوطن ومليكه وجيشه وأجهزته «تسحيجًا» أو «تطبيلًا»!
ونقول لمثل هؤلاء:
«وطني ليس حقيبةً، وأنا لست مسافرًا... إنني العاشق، والأرض حبيبة.»
حفظ الله جلالة الملك، وحفظ الله الوطن، وجيشه، وأجهزته الأمنية، وعلى رأسها قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبارنا
منذ ساعة واحدة
- أخبارنا
د.بيتي السقرات تكتب : الأردن نعمة تستحق أن تصان
أخبارنا : أ.د. بيتي السقرات / الجامعة الأردنية كانت الأمم السالفة تُقدّر النعمة، وتكون حامدة شاكرة ردحًا من الزمان، إلى أن يعتاد الناس عليها، ويظهر جيل جديد يألف النعمة. ومع مرور الوقت، يتحوّل الشكر إلى شعور بالحاجة للمزيد، وأحيانًا يفقد الفرد، ثم المجتمع، الشعور بموجبات استحقاق دوام النعمة. ومن أعظم النعم التي ينالها الإنسان: راحة البال والرضا. أما للمجتمع، فتكمن تمام النعمة في التراحم، والتكافل، والعيش بتناغم في أمنٍ واستقرار. وقد أنعم الله على وطننا بنِعَم عظيمة قلّ أن تجتمع في غيره: أمنٌ في محيطٍ مضطرب، استقرارٌ رغم التحديات، قيادة شابة حكيمة، وشعبٌ مخلص معطاء. فالأردن، برغم قلة موارده، أثبت أنه قادر على صناعة التميز، واحتضان الجميع، وتحقيق منجزات يشهد لها القريب والبعيد؛ كالتعليم المتقدم، والقطاع الصحيّ المتميز، والمواقف السياسية المتزنة على الساحة الدولية. لكن للأسف، ظهرت على الساحة مؤخرًا أصوات تنكر الجميل، وتُغالي في النقد حتى يغدو جلدًا للذات، وتُعمي أعينها عن الإنجازات لتبصر فقط النواقص. وهنا لا بد من التفريق بين النقد البنّاء الذي يدفع للإصلاح، والنقمة المجانية التي تزرع الإحباط وتفتّت الانتماء. من الجحود أن نتحوّل إلى راجمي حجارة في بئرنا، وأن نرى الوطن بعينٍ عوراء، فنُغفل ما تحقق، ونرفض الاعتراف بمواطن القوة. فالوطن، ككل بناء، يحتاج إلى الترميم لا إلى الهدم. إننا بحاجة اليوم إلى إعلام وطني واعٍ يوازن بين النقد الموضوعي وإبراز المنجز، ويُعيد بث الروح الوطنية في قلوب الجيل الجديد. نحتاج إلى عودة الأدب الشعبي الوطني، ومسرح أردني معاصر يعكس هويتنا، ويفتح أبواب الإبداع أمام شبابنا، وينقل للعالم صورة الأردن المتحضّر الواعي. نحن في وطنٍ يحتلّ مكانةً تُحسد، لا بالمبالغة ولا بالشعارات، بل بما تحقق فعليًا رغم محدودية الإمكانيات. فقد صار الأردن بحقّ كوكبًا متفرّدًا في سلوكه السياسي، وقيمه المجتمعية، وصموده الاقتصادي. اللهم احفظ الأردن، قيادةً وشعبًا، ووفّقنا لشكر نعمك قولًا وعملًا، واجعل هذا الوطن واحة أمن ونماء، ومصدر فخر لأبنائه، ومَلاذًا للمحتاجين، كما كان دومًا.


الانباط اليومية
منذ ساعة واحدة
- الانباط اليومية
*الأردن نعمة تستحق أن تصان*
الأنباط - *الأردن نعمة تستحق أن تصان* *أ.د. بيتي السقرات / الجامعة الأردنية* كانت الأمم السالفة تُقدّر النعمة، وتكون حامدة شاكرة ردحًا من الزمان، إلى أن يعتاد الناس عليها، ويظهر جيل جديد يألف النعمة. ومع مرور الوقت، يتحوّل الشكر إلى شعور بالحاجة للمزيد، وأحيانًا يفقد الفرد، ثم المجتمع، الشعور بموجبات استحقاق دوام النعمة. ومن أعظم النعم التي ينالها الإنسان: راحة البال والرضا. أما للمجتمع، فتكمن تمام النعمة في التراحم، والتكافل، والعيش بتناغم في أمنٍ واستقرار. وقد أنعم الله على وطننا بنِعَم عظيمة قلّ أن تجتمع في غيره: أمنٌ في محيطٍ مضطرب، استقرارٌ رغم التحديات، قيادة شابة حكيمة، وشعبٌ مخلص معطاء. فالأردن، برغم قلة موارده، أثبت أنه قادر على صناعة التميز، واحتضان الجميع، وتحقيق منجزات يشهد لها القريب والبعيد؛ كالتعليم المتقدم، والقطاع الصحيّ المتميز، والمواقف السياسية المتزنة على الساحة الدولية. لكن للأسف، ظهرت على الساحة مؤخرًا أصوات تنكر الجميل، وتُغالي في النقد حتى يغدو جلدًا للذات، وتُعمي أعينها عن الإنجازات لتبصر فقط النواقص. وهنا لا بد من التفريق بين النقد البنّاء الذي يدفع للإصلاح، والنقمة المجانية التي تزرع الإحباط وتفتّت الانتماء. من الجحود أن نتحوّل إلى راجمي حجارة في بئرنا، وأن نرى الوطن بعينٍ عوراء، فنُغفل ما تحقق، ونرفض الاعتراف بمواطن القوة. فالوطن، ككل بناء، يحتاج إلى الترميم لا إلى الهدم. إننا بحاجة اليوم إلى إعلام وطني واعٍ يوازن بين النقد الموضوعي وإبراز المنجز، ويُعيد بث الروح الوطنية في قلوب الجيل الجديد. نحتاج إلى عودة الأدب الشعبي الوطني، ومسرح أردني معاصر يعكس هويتنا، ويفتح أبواب الإبداع أمام شبابنا، وينقل للعالم صورة الأردن المتحضّر الواعي. نحن في وطنٍ يحتلّ مكانةً تُحسد، لا بالمبالغة ولا بالشعارات، بل بما تحقق فعليًا رغم محدودية الإمكانيات. فقد صار الأردن بحقّ كوكبًا متفرّدًا في سلوكه السياسي، وقيمه المجتمعية، وصموده الاقتصادي.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
الحاج سليمان أمين العطيات في ذمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم، : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جنتي ". عمون - بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله تعالى الحاج سليمان امين عياده حمدان احمد سالم عطيه العطيات "ابو اشرف". وسيشيع جثمانه بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة الموافق 18/7/2025 في مسجد الايثار بجانب مقبرة الهاشمية بالزرقاء والدفن والعزاء على المقبرة. اللهم اغفر له، وارحمه، وثبّته عند السؤال، وأحسن نُزله، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وانا لله وانا اليه راجعون.