
شريان الحياة المصري تحت الضغط.. هل يستطيع ترامب إنقاذ النيل؟
وأشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضجة بتصريحات جديدة عن سد النهضة الإثيوبي يوم الإثنين، خلال استقباله مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" واعترافه بتمويل الولايات المتحدة لبناء السد على النيل الأزرق، وتأثيره على الشعب المصري، مؤكدا أنه يعمل على حل أزمة السد بين مصر وإثيوبيا.
وقال ترامب، "لقد عملنا على ملف مصر مع جار قريب (إثيوبيا)، وهم جيران جيدون وأصدقاء لي، لكنهم بنوا السد وهو ما أدى إلى وقف تدفق المياه إلى ما يعرف بنهر النيل"، مضيفا "أعتقد أنني لو كنت مكان مصر فسأرغب في وجود المياه في نهر النيل، نحن نعمل على حل هذه المشكلة، وربما ستُحل، لقد بنوا واحدا من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد".
وأضاف ترامب قائلا: "من الجيد أن يكون نهر النيل متوفر المياه ، فهو مهم جدا كمصدر للدخل والحياة في مصر، إنه شريان الحياة لمصر وسلبه منها أمر لا يصدق، ولكننا نعتقد أن هذه المسألة ستحل قريبا جدا"، حسب وصفه.
وقال "سلامة" خلال حديثه لـ RT إن تصريحات الرئيس الأمريكي تثير تساؤلات حول الدور الفعلي الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة لحل هذه القضية الشائكة، وأنه "بعد إقراره بأن تمويل السد كان أمريكيا ووصفه لهذه الخطوة بـالغباء وتأكيده أن حياة المصريين تعتمد على المياه" يبدو أن هناك إدراكا متزايدا لخطورة الوضع.
وأوضح الخبير القانوني الدولي أن تلك القضية الشائكة شهدت فشلا سابقا لجهود الوساطة التي قادتها الخزانة الأمريكية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير في التوصل إلى اتفاق ملزم بين الدول الثلاث، معتبرا أن سياسة "العصا والجزرة" الأمريكية، التي حاولت الضغط على إثيوبيا، لم تسفر عن النتائج المرجوة، مؤكدا أن هذا الفشل المتكرر يشير إلى تعقيدات متأصلة في الأزمة، حيث تتداخل المصالح السيادية والتنموية مع الحقوق التاريخية والقانونية.
وشدد أستاذ القانون الدولي على أنه رغم محاولات الفشل السابقة في حل تلك الأزمة، إلا أنه يمكن لواشنطن، بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، أن تمارس ضغوطا دبلوماسية واقتصادية لدفع إثيوبيا نحو حل تفاوضي يراعي شواغل مصر والسودان، بما في ذلك تحديد قواعد ملء وتشغيل السد بطريقة تضمن الحد الأدنى من التدفقات المائية لدولتي المصب، ووجود آلية فعالة لتبادل البيانات والمعلومات.
وأضاف أنه يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم حوافز اقتصادية أو تفرض عقوبات مستهدفة، مع التركيز على الجانب القانوني الذي يضمن حقوق جميع الأطراف، مشددا على ضرورة أن يكون أي تدخل أمريكي قائما على أساس قانوني راسخ، يهدف إلى تحقيق توازن بين التنمية الإثيوبية والأمن المائي المصري والسوداني، وليس حلا سياسيا مؤقتا.
وتعد أزمة سد النهضة الإثيوبي واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في منطقة حوض النيل، حيث تتصارع مصر والسودان وإثيوبيا حول إدارة واستخدام مياه النيل الأزرق، بدأت الأزمة في عام 2011 عندما أعلنت إثيوبيا عن بناء السد في إقليم بنيشنقول-قماز على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية، بهدف توليد الكهرباء لتلبية نقص الطاقة في إثيوبيا وتصديرها للدول المجاورة.
وتتمحور الأزمة حول مخاوف مصر والسودان من تأثير السد على حصصهما المائية، حيث تعتمد مصر على النيل بنسبة 98% من مواردها المائية، وتواجه بالفعل فقرا مائيا حادا مع نصيب فردي يقل عن 600 متر مكعب سنويا، أي نصف حد الفقر المائي العالمي، من جهة أخرى، ترى إثيوبيا أن السد ضروري للتنمية الاقتصادية، حيث يعاني 60% من سكانها من انقطاع الكهرباء، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي 1130 دولارًا فقط.
وتعتمد مصر على اتفاقيتي 1929 و1959، اللتين تخصصان لها 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا، لكن إثيوبيا ترفضهما لأنها لم تكن طرفا فيهما، معتبرة إياهما إرثا استعماريا، وبدلا من ذلك، تستند إثيوبيا إلى مبدأ "نيريري" الذي ينص على عدم التزام الدول الإفريقية المستقلة بالمعاهدات الاستعمارية، وتدعي حقها السيادي في استغلال مواردها المائية.
في المقابل تستند مصر والسودان إلى مبادئ القانون الدولي، خاصة اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1997 بشأن استخدام المجاري المائية الدولية لغير الأغراض الملاحية، التي تؤكد على الاستخدام المنصف والمعقول وعدم التسبب بضرر جسيم للدول الأخرى، ومع ذلك تتهم إثيوبيا بفرض "الأمر الواقع" من خلال الملء الأحادي للسد، حيث أكملت خمس مراحل الملء منذ يوليو 2020 دون اتفاق ملزم.
المصدر: RTأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، أن مصر تثمّن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب.
هذا وتعتزم إثيوبيا تدشين سد النهضة في سبتمبر المقبل، بعد سنوات من المفاوضات المتعثرة مع مصر والسودان. ليعود السد إلى الواجهة كرمز للصراع بين الطموح التنموي والمخاوف الوجودية..
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى حل بشأن مسألة نهر النيل، مشيرا إلى أن هذه المسألة حساسة للغاية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 10 دقائق
- روسيا اليوم
الخارجية السورية: ندين العدوان الإسرائيلي الغادر على مؤسسات حكومية ومنشآت مدنية في دمشق والسويداء
وقالت الخارجية إن العدوان الإسرائيلي الغادر أسفر عن ارتقاء عدد من الأشخاص الأبرياء وسقوط عشرات الجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق العامة. وشددت على أن الاعتداء السافر يأتي في سياق سياسة ممنهجة ينتهجها الكيان الإسرائيلي لإشعال التوتر وخلق الفوضى وتقويض الأمن والأمان في سوريا. وأكدت أنه يمثل خرقا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني. وأفادت في بيانها بأن سوريا تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتداعياته، وتؤكد أنها ستحتفظ بكامل حقوقها المشروعة في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي. كما دعت وزارة الخارجية السورية المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتكرر على أراضي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة. المصدر: RT


روسيا اليوم
منذ 13 دقائق
- روسيا اليوم
مصر.. التحقيق مع ضابطين حول واقعة في الشرقية
وذكرت الوزارة على صفحتها بمنصة فيسبوك الأربعاء، نقلا عن مصدر أمني قوله إنه "في إطار ثوابت الوزارة، تم إحالة ضابطي شرطة إلى التحقيق لتجاوزهما في معاملة مواطنين بدائرة قسم شرطة أول العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية؛ بالمخالفة للتعليمات الخاصة بحسن معاملة المواطنين". ولم تكشف الوزارة مزيدا من التفاصيل حول الواقعة. وفي سياق آخر، ألقت الشرطة القبض على متورطين في اعتداءات بأسلحة بيضاء بعد حرب شوارع، في أحد مناطق القاهرة، وأثار فيديو للواقعة غضبا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت وزارة الداخلية، إلى رصدها تداول الواقعة وفيديو لها يتضمن تعدي بعض الأشخاص على آخرين بالأسلحة البيضاء بدائرة قسم شرطة المطرية بالقاهرة، مشيرة إلى أن التحريات كشفت حدوث مشاجرة بين طرف أول "عامل ونجليه" بحوزتهم 3 قطع أسلحة بيضاء، وطرف ثان "نجل شقيق العامل" بحوزته قطعة سلاح أبيض، بسبب خلافات حول لهو الأطفال تطورت إلى مشاجرة وأكدت الوزارة ضبط طرفي العراك وبحوزتهم الأسلحة البيضاء المستخدمة في الواقعة، مضيفة أنهم اعترفوا بارتكاب الواقعة لذات الخلافات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. المصدر: RT جددت مصر رفضها الكامل لإجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو حشد سكان غزة في جنوب القطاع. كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن تغيير اسم شارع قاتل السادات خالد الإسلامبولي بطهران يكشف عن تقارب مصري إيراني غير مسبوق. قضت محكمة مصرية برفض الدعوى المدنية المقامة ضد الفنان محمد رمضان، وتأييد حكم براءته في القضية المتهم فيها بإهانة العلم المصري والإساءة للمرأة المصرية خلال مهرجان كوتشيلا بأمريكا. أفادت وسائل إعلام سعودية، يوم الاثنين، بأن قوات الأمن بمحافظة جدة ألقت القبض على مقيم مصري لترويجه مادة الحشيش المخدر. أمرت النيابة العامة في مصر بإحالة 20 متهما إلى محكمة الجنايات الاقتصادية في قضية منصة FBC الإلكترونية، التي استولت على مليارات الجنيهات من مواطنين مصريين بذريعة استثمارها. اعتقلت الشرطة المصرية سائق مركبة "توك توك" بعد ظهوره في فيديو يعتدي على سائق سيارة، وانتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع حتى بات حديث المصريين بسبب أسلوبه في الفيديو.


روسيا اليوم
منذ 43 دقائق
- روسيا اليوم
مصر تبلغ أمريكا رفضها خطة نتنياهو في غزة
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، تناول مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، الجهود المكثفة المبذولة حاليا للتوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمل على استدامته. وأكد عبد العاطي، وفق البيان، "رفض مصر الكامل لكل الأفكار التي تتردد حول إنشاء مدينة للخيام في جنوب قطاع غزة، أو إجراء أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وتناول عبد العاطي، خلال الاتصال، الطرح المصري الخاص بعقد مؤتمر دولي في مصر معني بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار بعد التوصل لوقف إطلاق النار، "بما يسهم في تحقيق التعافي المبكر وبدء عملية إعادة إعمار القطاع وفقا للخطة العربية الإسلامية في هذا الشأن". و"المدينة الإنسانية" في رفح، هي مشروع تخطط له الحكومة الإسرائيلية لنقل وتجميع نحو 600 ألف فلسطيني من سكان قطاع غزة في منطقة معزولة جنوب القطاع، تقع بين محوري "فيلادلفيا" و"موراغ" على أنقاض مدينة رفح. وتهدف الخطة، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى "فصل المدنيين عن الفصائل المسلحة" عبر إخضاع السكان لفحوص أمنية صارمة وعدم السماح لهم بمغادرة المنطقة لاحقا. وكان الوزير المصري، قد أكد استمرار رفض مصر تهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعدادها لاستضافة مؤتمر القاهرة الوزاري للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور وقف إطلاق النار هناك. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مصرية وجود حالة من التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة، والتوصل إلى حلول بشأن البنود الخلافية الأربعة من أجل إبرام الاتفاق. وأشارت إلى وجود جهود مكثفة برعاية رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس الوزراء القطري مع المبعوث الأمريكي لوقف إطلاق النار بالقطاع. وتستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعات مصرية قطرية إسرائيلية بحضور وفود وممثلين من الدول الثلاث لمناقشة تفصيلات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وخروج المرضى وعودة العالقين إلى القطاع. والأسبوع الماضي، أفادت "تايمز أوف إسرائيل" بأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس وجه بتقديم خطة لإنشاء "مدينة إنسانية جديدة" في جنوب قطاع غزة على أنقاض مدينة رفح. والأسبوع الماضي، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن إصداره تعليمات للجيش بإعداد خطة لإقامة ما سماه "مدينة إنسانية" مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، استعدادا لنقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها. ولفت إلى أن العمل على بناء هذه المدينة المزعومة سيبدأ بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يتم نقاشه حاليا خلال مفاوضات الدوحة. فيما أفادت القناة 12 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي حذر القيادة السياسية في تل أبيب من "الإصرار على بناء المدينة الإنسانية". المصدر: RT عبرت مصادر مصرية عن تفاؤلها بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة، بعد جهود في حل الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس. كشفت دراسة حديثة أصدرها مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية الإسرائيلي أن مصر لن تسمح بتكرار سيناريو فقدان السيطرة على شبه جزيرة سيناء بأي شكل من الأشكال. أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي استمرار رفض مصر تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشيرا إلى بذل "جهود حثيثة" بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للتوصل لاتفاق وقف النار في غزة. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت خطة وزير الدفاع إسرائيل كاتس لإنشاء "مدينة إنسانية" في غزة بأنها "معسكر اعتقال". أفادت القناة 12 العبرية بأن الجيش الإسرائيلي حذر القيادة السياسية في تل أبيب من "الإصرار على بناء المدينة الإنسانية". نقلت تقارير إعلامية عربية عن مصادر مصرية قولها، إن خريطة "إعادة التموضع" التي طرحتها إسرائيل ضمن المفاوضات الجارية حاليا، تحول خطير يضع مصر بمأزق أمني غير مسبوق. انتقد زعيم المعارضة بإسرائيل يائير لابيد خطة الحكومة لإنشاء "مدينة إنسانية" في رفح، والتي يقودها وزير المال بتسلئيل سموتريتش، معتبرا أن تكلفتها الباهظة كان يمكن استثمارها بالداخل.