logo
"فايننشال تايمز": تركيا و"إسرائيل" قد تنزلقان نحو المواجهة

"فايننشال تايمز": تركيا و"إسرائيل" قد تنزلقان نحو المواجهة

الميادينمنذ 19 ساعات
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً يتناول تصاعد التوتر بين "إسرائيل" وتركيا، واحتمال تحوّله إلى مواجهة فعلية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
بعد الحرب على إيران، "إسرائيل"، التي ازدادت جرأةً، تسعى لإعادة تشكيل المنطقة. قد لا تكمن النتيجة الأخطر في مزيد من القتال مع إيران، بل في ظهور منافسة أشدّ ضراوة بين تركيا و"إسرائيل".
وقد عبّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مؤخّراً عن المزاج الجديد في أنقرة، قائلاً في قمة منظمة التعاون الإسلامي: "لا توجد مشكلة فلسطينية أو لبنانية أو سورية أو يمنية أو إيرانية، ولكن من الواضح أنّ هناك مشكلة إسرائيلية".
يعكس هذا الشعور تحوّلاً في التفكير التركي بشأن مكانة "إسرائيل" في المنطقة؛ فبعد أن كانت حليفاً، ثم منافساً، يُنظر إليها الآن بشكل متزايد على أنها خصم صريح. تشعر أنقرة بعدم الارتياح لحزم "إسرائيل" وهويّتها الجديدة الجريئة كقوة مهيمنة في المنطقة، وهو دور طالما طمح إليه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
اليوم 10:53
اليوم 09:50
اتهم دولت بهجلي، الحليف الرئيسي لإردوغان، "إسرائيل" مؤخّراً بمحاولة "محاصرة الأناضول" وزعزعة استقرار تركيا. لم يعد هذا التفكير، الذي كان محصوراً في عناوين الصحف الشعبية، هامشياً داخل البيروقراطية التركية ووسائل الإعلام الرئيسية.
تتجلّى صورة معاكسة لهذا الهوس في "إسرائيل"، حيث تنظر أجزاء من المؤسسة الأمنية بشكل متزايد إلى النفوذ الإقليمي التركي على أنه تهديد طويل الأمد "أخطر من إيران".
أثار دعم إردوغان العلني لحماس ردود فعل حادة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما أثار تبادلاً لاذعاً للاتهامات، وعزّز التواصل الإسرائيلي مع الكرد السوريين، الذين طالما اعتبرتهم أنقرة تهديداً. في منطقة غير مستقرة أصلاً، قد يؤدّي أيّ صراع بين اثنين من أقوى جيوش المنطقة - وكلاهما حليفان للولايات المتحدة - إلى مزيد من تأكّل توازن القوى الهشّ.
الصراع أيديولوجي وجيوسياسي. دمجت حكومة إردوغان الشعبوية الإسلامية السنية بالقومية التركية، متمثّلةً في برنامجه "قرن تركيا" الذي يعد ببدء عصر قوة تركية في الخارج. في "إسرائيل"، يتبنّى تحالف يميني متطرّف رؤيةً حاسمةً مماثلة لمصير "إسرائيل"، ويسعى إلى الهيمنة العسكرية في لبنان وغزة وسوريا. هذه الرؤى العالمية المتنافسة لا تترك مجالاً كبيراً للتسوية. تُعدّ سوريا الساحة الأكثر إلحاحاً للمواجهة. منذ انهيار نظام الأسد أواخر عام 2024، سعى كلا البلدين إلى تشكيل نظام ما بعد الحرب. وسّعت تركيا نفوذها في سوريا، داعمةً حلفاءها الذين يتولّون السلطة الآن، ومطالبةً بحكومة مركزية مستقرة ومتحالفة مع أنقرة. تسيطر تركيا بالفعل على مساحات شاسعة من شمال سوريا، وهي حريصة على توسيع نطاق نفوذها الاقتصادي والعسكري في جميع أنحاء البلاد. في غضون ذلك، كثّفت "إسرائيل" غاراتها الجوية وأعربت عن دعمها للحكم الذاتي للكرد والدروز، وتنظر إلى حكّام سوريا الجدد بريبة نظراً لجذورهم الجهادية. بلغت التوترات ذروتها في نيسان/أبريل عندما قصفت "إسرائيل" موقعاً مخصصاً لقاعدة تركية. يوجد الآن خط عسكري ساخن، لكنّ المشاركة الدبلوماسية الأوسع مجمّدة. في غضون ذلك، استخلصت تركيا استنتاجاتها الخاصة من حرب إيران. إنّ إغتيال "إسرائيل" القيادة العسكرية الإيرانية هو تذكير صارخ بتفوّق قوّتها الجوية وقدراتها الاستخباراتية. تتحرّك أنقرة الآن لمعالجة نقاط ضعفها.
يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام علاقته الجيدة مع كلّ من نتنياهو وإردوغان لإدارة هذه المواجهة. قد يساعد إنهاء حرب غزة في تخفيف المظالم التركية، لكن من غير المرجّح أن يتلاشى التنافس طويل الأمد بين البلدين.
لعقود من الزمن، تعامل صانعو السياسات الأميركيون مع تركيا و"إسرائيل" على أنهما حليفتان لا غنى عنهما - وإن كان ذلك صعباً - وركائز للاستقرار الإقليمي. الآن يضغط هذان الركنان بشكل مباشر على بعضهما البعض. يجب على واشنطن وحلفائها إدراك أنّ الاختبار التالي للشرق الأوسط قد يأتي من التنافس بين اثنين من أقرب شركائهما.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معلومات الـLBCI: الموفد السعوديّ يزيد بن فرحان غادر لبنان فجرًا
معلومات الـLBCI: الموفد السعوديّ يزيد بن فرحان غادر لبنان فجرًا

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

معلومات الـLBCI: الموفد السعوديّ يزيد بن فرحان غادر لبنان فجرًا

مقابل التحرك الاميركيّ المرتقب، غادر الموفد السعوديّ يزيد بن فرحان لبنان فجرًا، حسب معلومات الـLBCI ، بعد سلسلة لقاءات عقدها مع المسؤولين اللبنانيين وآخرها مع رئيس الحكومة نواف سلام، الذي التقاه للمرة الثانية وبحثا نتائج الاتصالات حول الرد اللبنانيّ على ورقة باراك.

سلسلة احتجازات في تركيا مستمرة
سلسلة احتجازات في تركيا مستمرة

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

سلسلة احتجازات في تركيا مستمرة

احتجزت السلطات القضائية، في تركيا، ثلاثة رؤساء بلديات آخرين من حزب الشعب الجمهوريّ المعارض، موسّعة بذلك نطاق حملة مستمرة، بدأت باعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، المنافس السياسيّ الرئيسيّ للرئيس رجب طيب أردوغان، في آذار الماضي.

محفوظ يتحدث عن باراك و سياسة " العصا والجزرة"
محفوظ يتحدث عن باراك و سياسة " العصا والجزرة"

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

محفوظ يتحدث عن باراك و سياسة " العصا والجزرة"

اعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في بيان، انه "عكس ما كانت عليه المبعوثة الأميركية السابقة مورغان أورتاغوس إلى لبنان يحاول المبعوث الأميركي إلى لبنان توم باراك أن يكون أكثر لطفا في ايجاد المخارج للأفكار التي تضمنتها ورقته التي كان ناقشها مع الرؤساء الثلاثة من دون أن يطرح فترة زمنية لتنفيذها". أضاف: "توم باراك يسير على خطى رئيسه ترامب معتمدا سياسة " العصا والجزرة". فسيد البيت الأبيض نجح في تطويع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو لصالح الرؤية الأميركية القائمة على رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا للمصالح الأميركية وليس الرؤية الاسرائيلية. وهو أي ترامب يحتاج إلى تكريس سريع للإستقرار في المنطقة. ومفاتيح هذا الاستقرار تحتاج إلى تفاهمات مع حماس في غزة وغير كافية ومطمئنة في سوريا مع الرئيس الشرع بحكم غموض موقف الشارع السوري. أما في لبنان فحزب الله يحتاج إلى ضمانات أميركية غير متوفرة بشكل مطمئن في "ورقة باراك"، وأبعد من ذلك الاستقرار في المنطقة يفترض بالضرورة تفاهمات" أميركية – ايرانية" تملي حوارا يؤثر الرئيس ترامب أن يكون بينه وبين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان وبين وزيري خارجية البلدين. والواضح أن ايران تملك الوقت وتستثمره وليس من المفاجئ أن يكون هناك تنسيق حقيقي في الخيارات القادمة بين طهران وحزب الله. أما تلويح المبعوث الأميركي باراك باستخدام الجيش اللبناني لمصادرة سلاح حزب الله فإنه لا يتماشى مع الحذر الذي يلتزم به كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، وخصوصا أن الرئيس اللبناني راهن على وعود الخارج والتي بقيت حبرا على ورق". وتابع: "والواقع أن سياسة " العصا والجزرة" التي يعتمدها المبعوث الأميركي مصحوبة بابتسامة عريضة منه تكشف أن هناك ثقوبا في هذه السياسة مكشوفة لحزب الله. والعصا هي اسرائيلية ولا تنتج ما تبتغيه السياسة الأميركية الحقيقية. فالعبث الاسرائيلي في الوضع اللبناني لن يبقي المقاومة هادئة إلى وقت طويل وهي تأخذ ذلك في أجوبتها على ورقة توم باراك. فمثل هذا العبث قد يمتد سريعا إلى الجوار السوري خصوصا مع الإغتيالات المستمرة لشخصيات علوية ومسيحية ومع سياسات الخوة المفروضة على القرى ومع رسائل اليمين الديني السوري المتطرف بتهجير المسيحيين وهدم الكنائس وأخيرا مع هدم منحوتات تاريخية وحضارية تحت عنوان اعتبارها أصناما على الطريقة الأفغانية". وأردف: "والمستغرب أن المبعوث الأميركي باراك الذي يمتدح الرئيس السوري على سياساته باتجاه تكريس وحدة سوريا واحترام الأقليات كما يستنتج لا يرى ما يحصل من حقائق تناقض هذه السياسات التي بدأت تعطي مردودا باستثارة مخاوف اللبنانيين جميعا بمعرفة الأخطار التي تحملها هذه السياسات على لبنان وعلى المسيحيين تحديدا ومعهم الشيعة والأقليات وكذلك الإنفتاح السني. صحيح أن الفاعل الرئيسي في المنطقة هو الولايات المتحدة الأميركية. لكن هذا الفاعل يحتاج إلى تفهم الأدوار الممكنة لكل من حلفائه وخصومه على السواء. فسياسات التهويل لا تخدمه ودعوته مجددا لاستعمال "العصا الاسرائيلية " هي في غير مكانها. ولبنانيا المصلحة الأميركية الفعلية تبدأ بانسحاب من النقاط الخمس المحتلة وأن تساند واشنطن الحوار بين الرئيس العماد جوزاف عون وحزب الله لا أن تطرح أسئلة تشكيكية". وختم محفوظ: "أيا يكن الأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع نجاح مساعيه في غزة وكذلك فتح الحوار مع ايران. وكل ذلك يوحي بضرورات التنازلات المتبادلة لا الفرض القسري. وخيارات أميركا العميقة هي في هذا الإتجاه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store