
سر قوة ايران
إن الخطاب السياسي يعكس رغبة طهران في امتلاكها برنامج نووي, وإن المفاوضات النووية بين فتح وغلق في كل مرة يعود إلى سياسة الغرب تجاه هذا البرنامج وتحفظهم عليه وإيران لديها القدرة على تحقيق هذه الرغبة وحفظ التوازنات في المنطقة .
إن التمسك بهذا البرنامج والدفاع عنه يعود إلى عقيدة إيران بامتلاك البرنامج النووي والتمسك به عائد إلى حكومة ايران والدفاع عنها رغم كل التحديات والعقبات والعقوبات الامريكية التي تواجهها منذ نشوء دولة إيران الإسلامية وهي مستمرة في تحقيق رفاهية العيش لشعبها وهناك من تجده غير راض عن هذه الحكومة وهذا يعود إلى نقص لمن يريد تغيير الواقع…
إن الشعب الإيراني يمتلك عقيدة وتوحد صفه تجاه عدوا مشترك يريد الهيمنة على خيرات الشعوب وهذا العدو لديه رغبة في الاستيطان ودحر ابنائها لأن العدو في قرار نفسه يمتلك الهيمنة على الشعوب والشعب الايراني المختار لديه الفرصة في الدفاع عن المشروع والتدخل لصالح شأنه وما يجري من تجاوزات في إيران واعتداءات مستمرة من قتل وتفجيرات هنا وهناك دليل على عمالة من يريد تغيير ضارب بقومية وعقيدة توحد الصف…
إن التمسك والدفاع عن برنامج إيران النووي عائد لعقيدة الحكومة في امتلاك برنامجها لما له من تداعيات تعود له منافع مربحة والشعب الذي لديه القدرة في امتلاك كل شيء محلياً دون غيره من الدول المجاورة التي تعتمد على الاستيراد, ودولة إيران لديها الاكتفاء الذاتي.
إن الحرب التي تفرضها إسرائيل وحلفائها على إيران تزيدها اصرار على التقدم والرقي في برنامجها النووي والعملاء حتماً لن تروق لهم هذه القدرة ولكي لا تعطي هذه الاهمية لحلفاء اسرائيل بالتدخل عليها إن تصد أي هجوم مباغت يصيب الجانب الأضعف في الاجهزة الامنية .
إن الحرب تحرج اسرائيل وحلفائها في المنطقة وغزة الصمود واليمن ولبنان التي اذلت اسرائيل دليل على فشل الخطاب الإسرائيلي في المنطقة وهذا ما يجعل من الصهيونية التي لديها برامج استيطان تعتمد على خيرات الشعوب وليس لغة حوار يتبادل فيه المنافع والخبرات وما يجري من شراء الاسلحة للدول العربية غايتها التخزين وليس الاستخدام.
إن مستقبل المنطقة بيد اللاعب الذي لديه القدرة على المناورة كغلق باب المندب أو مضيق هرمز والتلويح بين فترة وأخرى إن المواقف تذكر لكل من يقف إلى جانب ايران والتعامل معها بلغة العقل ومن يقف في طريق المفاوضات النووية حتما لديه الخبرة في زعزعة امن ايران تارة وأخرى, وتخفيف التصعيد لإنهاء الأزمة,إن الخطاب الإيراني أعتمد على عنصر مهم هو فهم الشهادة الذي يرغب بها كل منهم وهذه الشهادة دليل على نجاح المهمة التي تعزز محاور الجهاد العديدة للنفس المطمئنة وفي الطرف الثاني يرغب في رفاهية العيش فهو يقاتل على سبيل نجاة, والإيراني يقاتل من أجل اهمية الامل الذي يصله للشهادة التي ينتظرها بفارغ الصبر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 20 دقائق
- الحركات الإسلامية
أبو عماد الجميلي "والي الصحراء".. وتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق
شكّل تفجير كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة بدمشق، يوم 22 يونيو 2025، نقطة تحول مروّعة على ساحة الأمن السوري، حيث أودى بحياة 25 مدنياً وخلف عشرات الجرحى، محدثًا دمارًا ماديًا كبيرًا ومخاوف واسعة لدى مكونات المجتمع، ولا سيما لدى المسيحيين. فهذا الهجوم، الذي يعد أول اعتداء على كنيسة سورية منذ عام 2011، وأول عملية انتحارية تشهدها العاصمة منذ سقوط نظام الأسد، يشير إلى عودة ظهور داعش وتنظيمات مشابهة، ساعية لاستغلال المرحلة الانتقالية لتهديد السلم الأهلي وضرب مكونات المجتمع. وقد كشفت التحقيقات عن خلية تابعة لتنظيم داعش، يقودها "والي الصحراء" أبو عماد الجميلي، وتضم عناصر محلية وأجنبية تسلل أفرادها من مخيم الهول عبر البادية السورية، مستغلين هشاشة الوضع الأمني. ورغم نجاح الأجهزة السورية في تفكيك الشبكة قبل تنفيذ مخططها الثاني على مقام السيدة زينب، تبقى هذه الحادثة جرس إنذار للحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي، بأن خطر الإرهاب ما يزال ماثلاً، ومواجهة جذوره تتطلب تضافر الجهود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. العملية وقع تفجير كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس بحي الدويلعة بدمشق مساء يوم الأحد 22 يونيو 2025، أثناء قداس مسائي، حيث اقتحم انتحاري الكنيسة وأطلق النار عشوائيًا قبل أن يُفجّر نفسه بحزام ناسف، موديًا بحياة 25 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 63 آخرين، محدثًا دمارًا ماديًا كبيرًا. هذا الهجوم يعد أول اعتداء مباشر على كنيسة في سوريا منذ عام 2011، وكذلك أول عملية انتحارية تشهدها العاصمة دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، مما أثار مخاوف جدية لدى مكونات المجتمع، وخاصة لدى المسيحيين. أبو عماد الجميلي وتنظيم داعش كشفت التحقيقات عن أن العقل المدبر للهجوم على كنيسة مار إلياس هو محمد عبد الإله الجميلي، المعروف بلقب "أبو عماد الجميلي"، وهو سوري من سكان حي الحجر الأسود جنوب دمشق. يُعد الجميلي من أبرز القادة الميدانيين لدى تنظيم داعش، حيث شغل منصب "والي الصحراء"، وهو لقب مخصص لقادة التنظيم الذين يشرفون على العمليات وتنظيم الخلايا المسلحة المنتشرة في مناطق البادية السورية. خضع أبو عماد الجميلي لبرنامج تدريبي مكثف على يد التنظيم، وذلك في معسكراته بمدينة الرقة بين عامي 2015 و2017، حيث تلقى تدريبات عسكرية متقدمة على استخدام الأسلحة وتنفيذ عمليات التفجير وتنظيم الخلايا العنقودية. وخلال هذه المرحلة، تبلور دوره كحلقة وصل محورية ضمن شبكة تهريب المقاتلين والسلاح عبر البادية السورية، حيث ساهم بفعالية في دعم وتنظيم خلايا داعش التي عملت على محيط العاصمة قبل سقوط النظام. بعد سقوط نظام الأسد، برز دور الجميلي بشكل أكبر، إذ عمل على إعادة تفعيل وتنظيم خلايا التنظيم من أجل شن عمليات تستهدف العاصمة ومحيطها، مستغلًا حالة الفراغ الأمني وتعقيدات المرحلة الانتقالية. ومن هذا الموقع، خطط وأشرف على عدة عمليات، من بينها تفجير كنيسة مار إلياس، قبل أن يتم اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية السورية، مما أدى إلى تفكيك خلية واسعة كانت تهدف إلى زعزعة الأمن وضرب مكونات المجتمع السوري. مكونات الخلية وتنفيذ الهجوم أظهرت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية السورية أن الخلية التي خططت لهجوم كنيسة مار إلياس تتبع تنظيم داعش، وضمت مزيجًا من العناصر المحلية ومقاتلين أجانب، تسلل بعضهم عبر البادية السورية من مخيم الهول. استفادت هذه المجموعة من الفراغ الأمني الذي تلا سقوط النظام، حيث مكنت طبيعة المرحلة الانتقالية من تحركاتها وتنظيم عملياتها داخل محيط العاصمة دمشق وضواحيها، مستندة إلى شبكة تهريب محكمة ومسالك صحراوية نائية. تمكنت الأجهزة المختصة من مداهمة عدة أوكار تابعة للخلية، وضبطت خلالها كميات ضخمة من الأسلحة، شملت أحزمة ناسفة، وعبوات متفجرة، ودراجة نارية مفخخة كانت معدة لاستهداف مقام السيدة زينب. هذه المضبوطات كشفت عن حجم التهديد ومستوى التخطيط الذي تبنته الخلية، حيث كانت تعد لسلسلة من الهجمات المتتالية على مواقع دينية ومراكز أمنية، مستهدفة إشعال الفتنة وضرب الاستقرار الهش. بحسب النتائج الأولية للتحقيق، كان أبو عماد الجميلي المحور الرئيسي الذي نسق دخول الانتحاريين وتنظيم تحركاتهم، وأشرف على تخطيط وتنفيذ الهجوم على كنيسة مار إلياس، قبل مداهمة الأجهزة الأمنية لأوكار الخلية وتفكيكها. كما تبين أن الجميلي كان على تواصل مباشر مع قيادة داعش، حيث عمل على توجيه عناصرها وتنظيم عملياتها ضمن العاصمة وضواحيها، مما يشير إلى محاولات جدية لإعادة تنشيط خلايا التنظيم وتنفيذ عمليات واسعة على الأرض السورية. جهود الأجهزة الأمنية السورية نفذت وزارة الداخلية السورية، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية أمنية واسعة يوم 23 يونيو 2025، تمكنت خلالها من اعتقال أبو عماد الجميلي وخمسة أعضاء آخرين من الخلية المسؤولة عن تفجير كنيسة مار إلياس. وقد شكّل هذا النجاح ضربة نوعية لتنظيم داعش، الذي سعى لاستعادة موطئ قدم له داخل العاصمة ومحيطها، مستغلًا المرحلة الانتقالية وحالة الفراغ الأمني. خلال هذه العملية، جرى تحييد عنصرين من أفراد الخلية، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، شملت أحزمة ناسفة، وعبوات معدة للتفجير، إلى جانب وثائق واتصالات إلكترونية تكشف عن مخططات واسعة لاستهداف مواقع مزدحمة ومراكز حكومية، مما يشير إلى سعي التنظيم لاستعادة نفوذه وضرب الأمن الوطني، وتنفيذ عمليات تهدد حياة المدنيين وتستهدف مؤسسات الدولة. وقد أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن هذه العملية جاءت تتويجًا لجهود استخباراتية متقدمة، مكنت الأجهزة المختصة من تتبع الشبكة الإرهابية، وتفكيكها قبل تنفيذ مخططها التالي على مقام السيدة زينب. وأضاف البابا أن اعترافات الجميلي التي سيتم الإعلان عنها لاحقًا، ستكشف تفاصيل إضافية حول شبكة داعش وخططها، مما يعد مؤشراً على جدية المرحلة القادمة في ملاحقة بقايا التنظيم وضرب مراكز نفوذه قبل أن يتمكن من تهديد السلم الأهلي مجددًا. السياق السياسي والاجتماعي للهجوم أحدث تفجير كنيسة مار إلياس صدمة واسعة على الساحة السورية، حيث سارع سوريون من مختلف الأطياف والمكونات إلى التعبير عن رفضهم للحادث، على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرينه محاولة مفضوحة لاستهداف المدنيين وزرع الفتنة الطائفية وضرب التعايش الوطني. وتداول ناشطون على منصات التواصل عبارات التضامن، مؤكدين أن هذه الأعمال لن تؤثر على روابط الوحدة التي نسجها الشعب السوري على مدار عقود من التفاعل والتآخي. على الصعيد الدولي، لقي الهجوم تنديدًا واسعًا من قبل الأمم المتحدة وعدد من الدول العربية والغربية، التي وصفت الحادث بالعمل الجبان، محذرة من محاولات إعادة زعزعة الأمن والسلم الأهلي. كما طالبت بتكثيف جهود محاربة الفكر المتطرف وتنظيم داعش، مبدية دعمها للحكومة السورية الانتقالية للحيلولة دون تكرار هذه الأعمال. من جهته، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين وضرب بؤر التنظيمات الإرهابية التي تحاول العبث بمستقبل الوطن، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وحماية دور العبادة، وعدم السماح لقوى الظلام بتهديد مكونات الشعب السوري أو عرقلة المرحلة الانتقالية. ودعا الشرع جميع الأطياف إلى الاصطفاف الوطني، والعمل على ترسيخ قيم الحوار والتسامح، وضمان الأمن والسلام لجميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية. الدلالات والدوافع يرى عدد من المحللين، من بينهم الباحث عبد الرحمن الحاج، أن تفجير كنيسة مار إلياس يحمل جميع ملامح عمليات تنظيم داعش، حيث اعتاد التنظيم على استهداف دور العبادة بغية تأجيج التوترات الطائفية وضرب مكونات المجتمع السوري. فهذا النهج، الذي طال كنائس ومساجد على امتداد سنوات الحرب، يشكل جزءًا أصيلًا من استراتيجية داعش الهادفة لاستثمار الخلافات الدينية وتحويلها إلى وقود لاستعادة حضوره وتنشيط خلاياه. على الرغم من تبني جماعة مغمورة تدعى "سرايا أنصار السنة" للهجوم عبر منصات التواصل، فإن السلطات السورية شكّكت بمصداقيتها، معتبرةً إياها واجهة إعلامية تتستر على دور داعش الحقيقي وتنفيذها للعملية. وتشير عدة مصادر أمنية إلى أن هذه الجماعة، التي تبنت قبل أشهر اعتداءً على بلدة أرزة ذات الأغلبية الشيعية، قد تكون مجرد ذراع إعلامي موازٍ للتنظيم، يُستخدم لإرباك التحقيقات وإخفاء هوية الجهات المسؤولة. هذا التخطيط المحكم، وتنفيذ الهجوم على كنيسة مار إلياس، يكشف عن محاولات داعش المحمومة لاستعادة نفوذه وضرب الأمن الوطني، مستغلًا المرحلة الانتقالية وحالة الاضطراب الأمني، وفي الوقت ذاته محاولًا تعزيز روايته حول "الصراع الديني" لاستقطاب مؤيدين جدد وتنشيط خلاياه المتوارية. ويؤكد هذا الهجوم على ضرورة الحذر وتعزيز التعاون الاستخباراتي لقطع الطريق على محاولات التنظيم التغلغل من جديد في المشهد السوري. التحديات المستقبلية كشف الهجوم على كنيسة مار إلياس عن خطر عودة تنظيم داعش لاستثمار الفراغ الأمني، حيث يمثل مخيم الهول شمال شرق سوريا بؤرة توالد للعناصر المتطرفة، وممراً لتهريب السلاح وتنفيذ عمليات التسلل إلى مناطق سورية عدة. هذا الوضع يشير إلى إمكانية إعادة تشكل خلايا التنظيم وتنشيط عناصرها على الأرض، مما يشكل تحدياً بالغ الحساسية للحكومة السورية الانتقالية ومؤسساتها الأمنية. لمواجهة هذا التحدي، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز التنسيق محليًا ودوليًا على المستويات الاستخباراتية، وتنظيم عمليات مشتركة لاستهداف شبكات تهريب المقاتلين والسلاح، وكذلك ملاحقة القيادات التنظيمية قبل أن تتمكن من تثبيت مواقعها وتنفيذ عمليات واسعة. إذ إن محاربة التنظيم تتطلب مقاربة شاملة تتجاوز الحل الأمني التقليدي، وتشمل متابعة مسارات التمويل، وضرب مراكز التجنيد، وتعزيز السيطرة على المعابر الصحراوية التي يعتمد عليها التنظيم. وبالتوازي، ينبغي على الأطراف المعنية العمل على تطوير وتنفيذ برامج واسعة لإعادة تأهيل القاطنين بمخيم الهول، وضبط مخرجات هذه البؤرة التي تشكل أرضًا خصبة لاستعادة الفكر المتشدد وتنشيط خلاياه. فمن دون معالجة هذه القضية على المستويات الفكرية والاجتماعية، سيبقى خطر داعش ماثلاً، مهددًا المرحلة الانتقالية ومستقبل الأمن الوطني، مما يحتم تضافر جهود محلية وإقليمية ودولية للحيلولة دون عودة التنظيم إلى ساحة الفعل من جديد. الخلاصة إن تفجير كنيسة مار إلياس يحمل دلالات تتجاوز الحدث بحد ذاته، إذ يمثل مؤشراً على محاولات داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية لاستعادة موطئ قدمها وضرب نسيج التعايش الوطني في سوريا. وفي هذا السياق، تفرض المرحلة المقبلة على القوى السورية، الرسمية والمجتمعية، العمل على تعزيز وحدتها وتطوير قدراتها الاستخباراتية، وضبط المنافذ التي يتسلل عبرها المقاتلون، ولا سيما عبر البادية ومخيم الهول. ويبقى الحل الجذري متمثلاً في معالجة أسباب الفكر المتطرف، وتنفيذ برامج لإعادة تأهيل القاطنين بمخيم الهول، وتكثيف التنسيق الأمني على المستويات الوطنية والدولية، للحيلولة دون تكرار هذه المأساة وحماية دور العبادة ومكونات الوطن من خطر التنظيمات المتشددة، وضمان عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع العاصمة السورية.


الحركات الإسلامية
منذ 20 دقائق
- الحركات الإسلامية
بين المطرقة الإسرائيلية وسندان الحرس الثوري: إيران إلى إين؟
شهدت إيران في الأيام الأخيرة تطوراً استراتيجياً بالغ الأهمية تمثل في قيام المرشد الأعلى علي خامنئي بتفويض جزء كبير من صلاحياته إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري، في خطوة غير مسبوقة تأتي في ظل تصاعد المواجهة العسكرية مع إسرائيل وتهديدات بإسقاط النظام الإيراني جاء هذا التطور بعد الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية إيرانية في 13 يونيو 2025، والتي أسفرت عن مقتل قيادات عسكرية بارزة في الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية. تفاصيل نقل الصلاحيات كشفت تقارير إيرانية معارضة، أن خامنئي قام بتفويض جزء كبير من صلاحياته إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري، تزامناً مع اختفائه هو وأفراد عائلته، لافتة إلى أن خامنئي لجأ إلى ملاجئ تحت الأرض لحماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية المحتملة. ووفقاً للائحة الداخلية للحرس الثوري، يشرف المجلس الأعلى للحرس، بناءً على طلب القائد، على أداء القائد العام للحرس الثوري. ويعد هذا القرار تحولاً جذرياً في شكل الحكم داخل إيران، حيث أصبح الحرس الثوري صاحب القرار الأول والأخير حتى في ملفات خطيرة مثل الملف النووي أو العمليات الخارجية، دون الرجوع إلى المرشد أو حتى توفير غطاء ديني، لتفعيل قرارات حاسمة بسرعة، وبلا قيود تقليدية. الحرس الثوري الإيراني تأسس بعد الثورة الإسلامية بأمر من الخميني مؤسس "الجمهورية الإسلامية" وبينما يقوم الجيش النظامي بالدفاع عن الحدود الإيرانية وحفظ النظام الداخلي، يتركز دور الحرس الثوري في حماية النظام الإسلامي ومنع التدخل الأجنبي أو الانقلابات العسكرية أو "الحركات المنحرفة". يتكون الحرس الثوري من قرابة 125000 عسكري موزعين على قوات برية وبحرية وجوفضائية، بالإضافة إلى فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية، كما يتحكم الحرس الثوري في قوات "الباسيج" شبه العسكرية التي تضم نحو 90000 فرد عامل و300000 من جنود الاحتياط. صلاحيات الحرس الثوري ينص الدستور الإيراني في المادة 150 على أن الحرس الثوري يواصل دوره في حماية الثورة ومنجزاتها، وتنقسم فروع الحرس الثوري إلى قوة الفضاء الجوي التي تسيطر على قوة الصواريخ الاستراتيجية، وقوات برية وبحرية، بالإضافة إلى فيلق القدس، والقيادة الإلكترونية السيبرانية، وقوات "الباسيج" شبه العسكرية، والحرس الإقليمي، ومنظمة الاستخبارات، ومنظمة حماية الاستخبارات. وأشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إلى أن الحرس الثوري تجاوزت قيادته الرئيس المنتخب لصالح المرشد الإيراني، بالإضافة إلى أنه اكتسب تدريجياً دوراً محورياً في الحكم، حتى تحول إلى "دولة فعالة داخل الدولة". الضربات الإسرائيلية على إيران في الساعات الأولى من صباح يوم 13 يونيو 2025، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية في إيران، وذكرت التقارير أن العملية ركزت على عشرات المواقع، بما في ذلك أماكن مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقواعد عسكرية، وقادة بارزين. وقد أسقطت أكثر من 200 طائرة إسرائيلية أكثر من 330 ذخيرة على حوالي 100 هدف خلال الضربات الافتتاحية. وقُتل خلال الضربات قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، اللواء غلام علي رشيد، وقائد قوة الجوفضائية بالحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، وغيرهم من القيادات العسكرية البارزة. ورداً على الضربات الإسرائيلية، شنّ الحرس الثوري الإيراني هجمات واسعة النطاق باستخدام طائرات مُسيرة وصواريخ باليستيَّة استهدفت مواقع داخل إسرائيل. وأطلقت إيران على هذه العملية اسم "عملية الوعد الصادق 3"، وأسفرت الضربات الصاروخيَّة الإيرانيَّة عن تدمير 150 موقعًا عسكريًا واستخباريًا وسقوط 14 قتيل وإصابة أكثر من 450 شخصًا بجروح متفاوتة. داعيات نقل الصلاحيات على مستقبل إيران نقل صلاحيات المرشد إلى الحرس الثوري يؤكد أننا أمام مرحلة جديدة في المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية. القرار يمثل تمهيدًا لمرحلة ما بعد خامنئي، سواء بوفاته أو اغتياله من قبل إسرائيل أو أي سيناريو آخر مفاجئ، وتحول إيران إلى "العسكرية الإيديولوجية" في ظل مخاوف الحرس من سيطرة الإصلاحيين أو توافق أطراف داخلية في النظام مع المعارضة على رأسهم رضا بهلوي الثاني نجل شاه إيران في الوصول للسلطة بعد رحيل خامنئي. نقل الصلاحيات إلى الحرس الثوري يعني استمرار سياسة إيران الخارجية الأكثر تشددًا، في حالة "نجاة" إيران من الحرب الحالية وبقاء النظام، وتحول الدولة إلى نظام "عسكري" وتحكم الحرس في اختيار خليفة خامنئي، "حال بقاء النظام" أو انفراد الحرس بالسلطة. لكن في ظل التخوف من توجهات الحرس الداخلية، فإنه قد يعقد الحرس الثوري الإيراني في غياب خامنئي، سوية مع الولايات المتحدة وإسرائيل. يعتقد الحرس الثوري الإيراني أنه بعد أن كان حارس تاج القيادة لعقود طويلة، فقد حان وقت اعتلاء عرشه، وهو ما يشكل تراجعًا لدور رجال الدين في السياسة الإيرانية، وقد يشهد الحرس عملية انفتاح بالداخل، مع الإمساك بكل خيوط الأمنية والعسكرية والاقتصادية. لكن داخليًا قد يواجه الحرس "مقاومة" من أصحاب المصالح الجيش و"الإصلاحيين" في حالة لم يعقد معهم صفقة، وهو ما يضع مستقبل إيران في صراع "قوي" داخليا. سيناريوهات مستقبل إيران تعيش إيران مرحلة مفصلية في تاريخها السياسي، حيث تتصاعد التوترات الداخلية، والعمليات العسكرية على إيران، تتعدد السيناريوهات المحتملة لمستقبل النظام الإيراني بعد رحيل المرشد الأعلى علي خامنئي. السيناريو الأول: التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتحول النظام يتمثل هذا السيناريو في قبول النظام الإيراني بشروط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما يؤدي إلى توقيع اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار، والجلوس على طاولة المفاوضات مع إسرائيل، والخضوع الكامل بالتخلي عن البرنامج النووي الإيراني والبرنامج الصاروخي، وهذا السيناريو قد يؤدي إلى تغيرات بنية السلطة في إيران. •سيطرة الحرس الثوري على مقاليد السلطة في إيران، وهو ما يعني تحول إيران الحكم العسكري "المليشياوي" في ظل تصنيف الولايات المتحدة للحرس كمنظمة إرهابية، وتحكم الحرس في اختيار خليفة خامنئي بوجود مرشد "صوري" يخضع لقرارات الحرس الثوري، قد يعقد الحرس الثوري الإيراني في غياب خامنئي، سوية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، يعتقد الحرس الثوري الإيراني أنه بعد أن كان حارس تاج القيادة لعقود طويلة، فقد حان وقت اعتلاء عرشه، وهو ما يشكل تراجعًا لدور رجال الدين في السياسة الإيرانية. • قد يؤدي سيطرة الحرس الثوري على مقاليد السلطة إلى اندلاع صراع داخلي مع القوى المعارضة للحرس "الجيش الإيراني" و" الاصلاحيين" و" الشباب" • "انقلاب داخلي" سيطرة الجيش على مقاليد الأمور بدعنم من الاصلاحيين والشباب وتحميل الحرس الثوري مسؤولية الحرب ونتائجها، وهو سيناريو قد يحدث بدهم إقليمي ودولي، والتواصل مع المعارضين في الخارج، وفتح "مجال" الحريات في الداخل ، وتهميش وانهاء "الحرس الثوري" و"الباسيج" وتراجع نفوذ رجال الدين. • تفكك داخلي محتمل: قد يؤدي الصراع الداخلي إلى صراع متعدد في ايران بين القوى الرئيسة في السلطة "الجيش" والحرس" و"المتشددين" و"الاصلاحيين" والشباب ، و الجماعات العرقية المسلحة في كردستان والأحواز وبلوشستان و"أذربيجان"، وهو ما ينذر بانزلاق البلاد نحو سيناريو فوضى شاملة. السيناريو الثاني: رفض التفاوض والتصعيد العسكري في هذا السيناريو، يرفض النظام الإيراني التفاوض مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مما قد يدفع الرئيس ترامب إلى التدخل العسكري المباشر بهدف إسقاط النظام. تؤكد صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي أن شرط إنهاء الحرب هو تدمير إسرائيل، مما يشير إلى استمرار القرار الإيراني في التصعيد. أيضًا، في خطاب المرشد الإيراني يوم الأربعاء 18 يونيو، أكد عدم الاستسلام لشروط ترامب، وأن إيران لن تخضع، مما يشير إلى أن الأوضاع تسير نحو الهدف الإسرائيلي بإسقاط النظام عبر التحالف مع "رضا بهلوي"، الذي لديه أنصاره في الشارع الإيراني ومؤسسات الدولة. واعلان ترامب يوم 19 يونيو أن واشنطن مستعدة لمرحلة ما بعد سقوط الجمهورية الإسلامية، وهو ما يشير إلى تدخل عسكري امريكي لاسقاط النظام. السيناريو يحمل تبعات عديدة من بينها: • الحرب الداخلية بين القوة المسيطرة على الحكم، ودعم واشنطن لمجموعات مسلحة "عرقية" تطمح الى الانفصال او الوصول الى الحكم الذاتي، وهو مايتوقف على "تجاوز" الحكومة المركزية في طهران مرحلة مباعد خامنئي وسقوط النظام. • سيطرة الجيش على مقاليد الأمور بدعم داخلي واقليمي ودولي ومعارضين في الداخل والخارج، واسقاط مرحلة الحرس الثوري تماما، ووالذي قد يندمج عناصر مع الجيش، انشقاقات داخل الحرس الثوري، أو تتحول الى مجموعات مسلحة تقاتل نظام ما بعد خامنئي. وأعلن الأمير رضا بهلوي في خطاب له للشعب الإيرني، يوم الثلاثاء 17 يونيو ، أن الجمهورية الإسلامية تنهار، وأن هناك خطة محددة للفترة التالية لذلك لتحويل البلاد إلى نظام ديمقراطي. أكد بهلوي التزامه الراسخ بحملة الحرية، قائلاً: "هناك خططٌ ليس فقط للتحرر من هذا النظام، بل للانتقال أيضًا"، وتحدث عن مؤشرات داخل هيكل الحكومة الإيرانية، قائلاً: "بعض عناصر النظام يتحدثون عن الفرار ويتواصلون معنا. نرى القيادة مختبئة كالفأر في مخبأ، بينما يفرّ العديد من كبار المسؤولين من إيران". وأضاف: "عندما يكتمل الانهيار، سيكون لدينا خطة لانتقال البلاد إلى الديمقراطية، كما يستحقها الشعب الإيراني". إيران إلى أين: تتوقف المرحلة المقبلة في إيران على مجموعة متغيرات داخلية وخارجية، وعلى قدرة مراكز القوى المختلفة في فرض سيطرتها أو التوصل إلى توافق سياسي ينقذ البلاد من التفكك. وفي ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية، وتصاعد الغضب الشعبي، واستهداف المنشآت الحيوية، ومع غياب خامنئي، تبدو إيران على أعتاب تحوّل جذري، قد يأخذ أحد المسارات التالية: تحول إلى حكم عسكري بقيادة الحرس الثوري. انقلاب مدني–عسكري بدعم دولي لتفكيك النظام. فوضى شاملة تنتهي بتدخل خارجي لحسم الصراع. انتقال منظم نحو نظام ديمقراطي بقيادة معارضة موحدة. لكن السيناريو الأخطر يبقى: الفراغ القيادي مع تصاعد العنف الداخلي والانهيار الاقتصادي، ما قد يجعل من إيران ساحة صراع مفتوح بين الداخل والخارج.


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
إيران الوعد الصادق!غيداء شمسان غوبر
إيران الوعد الصادق! غيداء شمسان غوبر* لقد أوضحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعالم أجمع وللمنافقين من العرب حقيقة لا تقبل الجدل ولا تساوم على المصير إنها ليست مجرد دولة على الخريطة، بل هي تجسيد لروح لا تنكسر وعهد لا يتزعزع إنها إيران الوعد الصادق. في الوقت الذي تخلت فيه أمة بأكملها، أمة عربية وإسلامية، عن واجبها الديني والقومي والأخلاقي والإنساني، وغرق كثير من أبنائها في سبات الخذلان أو تاهوا في دروب التطبيع المخزي، تقدم إيران نموذجًا يحرج كل ضمير بينما يصافح البعض القاتل ويحاصر الضحية ويعادي من يمد يد العون للمظلوم، تعلن إيران بفعلها لا بقولها أن فلسطين هي البوصلة وأن المقاومة هي الطريق. لقد أثبتت إيران أن القوة ليست في السلاح وحده، بل في اليقين الذي يحيل المستحيل واقعًا، وفي الإرادة التي لا تنكسر لقد تجسد وعدها الصادق في صواريخ اخترقت حصون الظلم، وفي أيادي مدت للمقاومة، وفي مواقف لم تتزعزع أمام أعتى التهديدات. ولتجعل هذه الحقيقة أكثر وضوحًا، تعلن إيران بفعلها لا بقولها مصداق قول الله تعالى في كتابه الكريم، وعدًا لا يتخلف، وقوة لا تُقهر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة: 54). هذه الآية ليست مجرد نص يُتلى، بل هي وصف دقيق لمن حمل راية الحق في زمن الخذلان قوم يحبون الله ويحبهم، لا يخشون في الله لومة لائم، يجاهدون في سبيله بصدق وإخلاص هذه هي إيران اليوم، التي تجسد هذا الوصف وتعلن أن النصر قادم لمن تمسك بحبل الله وواجه الباطل بكل قوة ويقين. فليعلم العالم أجمع ولتحرق قلوب المنافقين بنار الحقيقة أن إيران ليست مجرد دولة، بل هي مشروع الهي، وراية للحق، وعهد للمقاومة هي صوت الضمير الذي لا يُخفت، ويد النصر التي لا تتراجع. اتحادكاتبات اليمن 2025-06-25