logo
كيف أطلق معرض للسلاح شرارة مقاطعة إسرائيل في فرنسا؟

كيف أطلق معرض للسلاح شرارة مقاطعة إسرائيل في فرنسا؟

الشرق السعوديةمنذ 6 ساعات

أثار منع فرنسا عرض الأسلحة الهجومية الإسرائيلية في معرض باريس الذي يعد أحد أكبر مؤتمرات السلاح العالمية، جدلاً واسعاً، وذلك وسط توتر متصاعد وتبادل الاتهامات بين باريس وتل أبيب، على خلفية إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون تصميمه على الاعتراف بدولة فلسطين قريباً.
وكان رئيس الحكومة الفرنسية، فرانسوا بايرو، قال خلال افتتاح المعرض في باريس، إنه من "غير مقبول أخلاقياً" افتتاح أجنحة لعرض الأسلحة الهجومية الإسرائيلية في معرض باريس الجوي أو ما يعرف بـ"معرض لوبورجيه".
وبرّر بايرو إغلاق بعض منصات العرض الإسرائيلية في افتتاح دورة 2025 من المعرض بضرورة "إظهار الاستنكار والتباعد" عن تعامل إسرائيل مع الوضع في غزة. وقال: "ما يجري في غزة يتطلب منا التعبير عن الرفض والتباعد.. لا يمكننا تجويع شعب، ولا يمكننا ضمان حرمانه من المساعدات الإنسانية".
وأضاف أن "فرنسا تعتبر أن هذا الوضع كارثي لشعب غزة، وهو وضع بالغ الصعوبة من منظور إنساني وأمني، لذلك أرادت فرنسا أن توضح أنه لا ينبغي عرض أسلحة هجومية في هذا المعرض".
وفي حديث لـ"الشرق"، حث نواب فرنسيون، لعبوا دوراً في الضغط لاستبعاد الشركات الإسرائيلية، على منع إسرائيل من المشاركة في أي فعالية مستقبلية فرنسا، قبل أن توقف الحرب على غزة، وتسمح بدخول المساعدات إلى القطاع.
ومنعاً لأي احتكاك أو حدوث احتجاج خلال المعرض، اتُخذ القرار بمنع وجود شركات إسرائيلية وحتى أي حضور رسمي إسرائيلي، وذلك رغم أنها كانت قد حصلت على أجنحة عديدة وجلبت منتجاتها، إلى جانب وصول وفود من تلك الشركات إلى باريس للإشراف على أجنحة إسرائيل، مدّعمة بطواقم أمنية إسرائيلية مختصة.
وفي ضوء سرعة تنفيذ قرار إغلاق الأجنحة الإسرائيلية تحت ضغط الأصوات المنددة والمقاطِعة، ومنها نواب وجمعيات فرنسية مؤيدة للفلسطينيين، بدأ المنظمون وضع أغطية سوداء كبيرة على جدران تحيط بالجناح الإسرائيلي، الذي يعتبر ثاني أكبر الأجنحة الدولية في المعرض بعد الجناح الأميركي، بينما تغيبب روسيا للمرة الثانية عن هذا المعرض نتيجة العقوبات الغربية.
ورغم الإجراءات الأمنية الفرنسية المُشدّدة حول الأجنحة الإسرائيلية في المعرض، ومنع الدخول إليها أو الاقتراب منها، لكن لا يزال من الممكن ملاحظة أجزاء لا تزال مرئية فوق الستائر، مثل الرؤوس الصاروخية، وما يبدو أنها "أسلحة هجومية".
وأبرز الشركات الإسرائيلية، التي كان يفترض أن تشارك في المعرض شركة "الصناعات الجوية الإسرائيلية" (IAI) و"رافائيل"، و"يوفيجن"، و"إلبيت"، وهي شركات ذاع صيتها بعد الحرب على غزة، وخلال الحرب بين إسرائيل وإيران.
مقاطعة نيابية احتجاجاً على مشاركة إسرائيل
مع افتتاح معرض باريس الجوي لعام 2025، لم يحضر المسؤولون الفرنسيون المنتخبون في مقاطعة سين سان دوني، حيث يقع الحدث.
وأعلن النائب ستيفان تروسيل، وهو الرئيس الاشتراكي لمجلس سين سان دوني، إلى جانب نوابه، استنكارهم لوجود منصات تابعة لإسرائيل، التي تُعد متورطة قي "ارتكاب إبادة جماعية" في غزة، وفق رأيهم، رافضين المشاركة في افتتاح المعرض الذي تنظمه جمعية صناعات الفضاء الفرنسية (Gifas)، ويستمر حتى 22 يونيو الجاري.
وقبل أسبوع، رفضت محكمة مقاطعة بوبيني، طلب جمعيات عدة تسعى إلى استبعاد الشركات الإسرائيلية من المعرض التجاري، مشيرة إلى خطر ارتكاب "جرائم دولية"، إلا أن محكمة الاستئناف في باريس أيدت القرار، ومنعت مشاركة إسرائيل، التي كان يُفترض أن تضم 9 عارضين.
وفي تصريحات صحافية، قال النائب الاشتراكي ستيفان تروسيل: "لا يمكننا، من جهة، الادعاء بالتزامنا بحقوق الإنسان، ومن جهة أخرى، بسط السجادة الحمراء لدولة متورطة من قبل المحكمة الجنائية الدولية"، محذراً من "خطر ارتكاب أعمال إبادة جماعية".
وفي حديث لـ"الشرق"، أكد نواب يساريون، أنهم لن يشاركوا في مراسم الاستقبال التقليدية للرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء.
وقال تروسيل: "بصفتي رئيساً لمقاطعة سين سان دوني، لم أحضر مراسم الاستقبال التقليدية.. كيف يمكن أن ندّعي التزامنا بحقوق الإنسان، بينما نتيح لدولة متورطة بقتل الأطفال والنساء والرجال الآمنين في غزة وتجويعهم (في إشارة إلى إسرائيل)، وهذا ما أدانته المحكمة الجنائية الدولية التي حذرت مراراً من خطر ارتكاب أعمال إبادة جماعية".
وأضاف: "وفقاً لذلك وبعد قرار إقفال الأجنحة الإسرائيلية، عقد مجلس مقاطعة سين سان دوني اجتماعاً اتخذ فيه قرارات عدة، أبرزها الدعوة إلى الاعتراف بدولة فلسطين، واستمرار العمل لاستبعاد إسرائيل، ليس فقط عن معرض باريس الجوي، وإنما عن كل فعالية مستقبلية تقام في منطقتنا".
وربط تروسيل وقف هذه الإجراءات بوقف فوري لإطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، مؤكداً "الاستمرار بدعم المدن الفلسطينية الشريكة والمشاركة في إعادة الإعمار"، مشدداً على أن "الصمت لم يعد ممكناً، ولا الغموض ممكناً".
رسالة احتجاج ضد إسرائيل
ورداً على سؤال لـ"الشرق"، أعلن النائب ستيفان بو، من الحزب الشيوعي الفرنسي، إدانته استقبال شركات إسرائيلية برعاية رسمية من فرنسا، متهماً إسرائيل بـ"مواصلة انتهاكاتها للقانون الدولي بارتكاب إبادة جماعية حقيقية في غزة".
وتابع بو: "بالأمس تم توقيف ناشطين ونائبة أوروبية (ريما الحسن) في إسرائيل، لأنهم حاولوا (مع مجموعة ناشطين) إيصال المساعدات لأهالي غزة، وأطفالهم (عبر سفينة مادلين)، واليوم يريدون منا أن نشارك ونرحب بمشاركة شركات إسرائيلية في معرض لوبورجيه للطيران"، معتبراً أن ذلك "مهزلة".
وقال إن "القرار الذي اتخذته الحكومة كان صائباً، لأنه أولاً يُمثل رسالة احتجاج على إسرائيل بسبب أعمالها في قطاع غزة والضفة الغربية، وثانياً لأنه يحول دون وقوع أحداث في هذه الأجنحة، إذا ما حاولت جهات مؤيدة للفلسطينيين تنفيذ وقفات احتجاجية في المعرض، أو أمامه كما حصل في المعرض السابق قبل عامين، ما اضطر السلطات لاتخاذ إجراءات كثيرة انعكست على المعرض وفاعلياته".
وأضاف النائب عن الحزب الشيوعي: "للمرة الأولى تتخذ الحكومة الفرنسية قراراً صائباً، في وقت نعيش الكثير من التحديات الداخلية في فرنسا، وتصاعد النقمة والاحتجاجات والتي بعضها يحمل في طياته تطرفاً ضد المسلمين والعرب، كما في وقت تتصاعد الأعمال المعادية للسامية خاصة منذ 7 أكتوبر 2023".
وتشن القوات الإسرائيلية عليات قصف وهجوم بري على غزة منذ أكتوبر 2023، ما أدى إلى تدمير القطاع الفلسطيني، وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، حيث يوجه خبراء في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان اتهامات لإرسائيل بـ"ارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب سيتخذ قرار التدخل في صراع إيران وإسرائيل خلال أسبوعين
ترمب سيتخذ قرار التدخل في صراع إيران وإسرائيل خلال أسبوعين

الرياض

timeمنذ 32 دقائق

  • الرياض

ترمب سيتخذ قرار التدخل في صراع إيران وإسرائيل خلال أسبوعين

أعلن البيت الأبيض، يوم الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقرر خلال الأسبوعين المقبلين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، للصحفيين، نقلاً عن رسالة من الرئيس ترامب: "استنادًا إلى وجود احتمال كبير لإجراء مفاوضات – قد تتم أو لا تتم – مع إيران في المستقبل القريب، سأصدر قراري بشأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين". وتأتي تصريحات البيت الأبيض في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدًا حادًا بين تل أبيب وطهران، وسط مخاوف دولية من اتساع رقعة المواجهة إلى صراع إقليمي أوسع.

ترمب يرى "فرصة كبيرة" للدبلوماسية مع إيران.. وقرار الحرب خلال أسبوعين
ترمب يرى "فرصة كبيرة" للدبلوماسية مع إيران.. وقرار الحرب خلال أسبوعين

الشرق السعودية

timeمنذ 35 دقائق

  • الشرق السعودية

ترمب يرى "فرصة كبيرة" للدبلوماسية مع إيران.. وقرار الحرب خلال أسبوعين

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيحسم قراره بشأن إيران خلال أسبوعين، مشيرة إلى أن هناك فرصة كبيرة للحل الدبلوماسي، وسط ترقب لموقف واشنطن من المشاركة في الهجوم الإسرائيلي على إيران. وقالت ليفيت في مؤتمر صحافي، إنها تحمل "رسالة مباشرة" من ترمب، مفادها أن هناك "فرصة كبيرة لمفاوضات قد تحدث أو قد لا تحدث مع إيران في المستقبل القريب"، مضيفة أن الرئيس الأميركي أبلغها أنه سيتخذ قراره بشأن إيران"خلال الأسبوعين المقبلين". وشدّدت المتحدثة على أنه "لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بموقف الرئيس ترمب الراسخ، بأن إيران لا يمكنها بأي حال من الأحوال امتلاك سلاح نووي، لقد كان واضحاً في هذا الشأن على مدى عقود، ليس فقط كرئيس، أو كمرشح رئاسي، بل أيضاً كمواطن عادي". وأشارت إلى تصريحات ترمب السابقة في عام 2011، عندما قال إن "الهدف الأساسي لأميركا تجاه إيران يجب أن يكون تدمير طموحاتها النووية"، وفي عام 2015 عندما قال إن "إيران تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، وحلفائنا في الشرق الأوسط، وللولايات المتحدة". ولفتت ليفيت أيضاً إلى موقف ترمب في ولايتيه الأولى والثانية، بشأن موقفه من إيران، معتبرة أنه "لهذا السبب عارض بشدة الاتفاق النووي (لعام 2015) الذي أبرمه الرئيس السابق (باراك) أوباما، ولهذا السبب أيضاً بذل جهداً كبيراً لإيجاد حل دبلوماسي". وانسحب ترمب من هذا الاتفاق في عام 2018. الاتصالات مستمرة مع الإيرانيين وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترمب "كان واضحاً للغاية، لقد منح إيران مهلة 60 يوماً لتحريك المفاوضات، لكنها لم تستجب، وفي اليوم الـ61، اتخذت إسرائيل قرار مهاجمة إيران، وكما أخبرتكم قبل قليل بكلمات الرئيس مباشرة، فهو سيتخذ قراره خلال أسبوعين". وأضافت ليفيت أن "الاتصالات بين الولايات المتحدة والإيرانيين لا تزال مستمرة، وكما تعلمون، شاركنا في ست جولات من المفاوضات معهم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر". وبشأن وجود مؤشرات على تقدم المحادثات مع الإيرانيين، ذكرت ليفيت أن "لهذا السبب قلت إنه استناداً إلى وجود احتمال كبير لمفاوضات قد تحدث أو لا تحدث مع إيران في المستقبل القريب، سيصدر الرئيس ترمب قراره خلال الأسبوعين المقبلين". واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ما حققه الجيش الإسرائيلي في هجومه على إيران "فاق التوقعات بشأن القدرة على عرقلة برنامج إيران النووي"، وأضافت أنه "نجح في تصفية شخصيات رئيسية في قيادة النظام الإيراني، وهذه أمور نتابعها بالطبع ونراقبها يومياً". وأشارت إلى أن ترمب تلقى، الخميس، "إحاطة استخباراتية، وهو يتلقى بشكل مستمر تقارير من مجلس الأمن القومي، وسيواصل ذلك طوال فترة هذا الصراع". وأضافت أنه "على تواصل دائم مع نظرائه الإسرائيليين، وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

نتنياهو: أعددنا مفاجآت للإيرانيين.. ونرحب بأية مساعدة لتدمير النووي
نتنياهو: أعددنا مفاجآت للإيرانيين.. ونرحب بأية مساعدة لتدمير النووي

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

نتنياهو: أعددنا مفاجآت للإيرانيين.. ونرحب بأية مساعدة لتدمير النووي

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، الخميس، إنه تم إعداد مفاجآت للإيرانيين، مرحباً "بأية مساعدة" لتدمير البرنامج النووي الإيراني. كما قال لقناة "كان" الإسرائيلية"قلت إننا نغير وجه الشرق الأوسط، وأقول الآن إننا نغير وجه العالم"، مبيناً أن إسرائيل دمرت "أكثر من نصف" منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وتابع "تغيير أو سقوط النظام في إيران ليس هدفا لكنه قد يصبح نتيجة"، مضيفاً "مسألة سقوط أو تغيير النظام الإيراني تعود للشعب الإيراني، ولا بديل لذلك". في وقت سابق من الخميس، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجانب الإيراني، وتوعد المرشد علي خامنئي بدفع الثمن. وأوضح أن "تعليمات صدرت للجيش الإسرائيلي بتكثيف الضربات على الأهداف الاستراتيجية في طهران بهدف القضاء على التهديدات الموجهة لإسرائيل وزعزعة استقرار النظام". وصعّد كاتس من تهديداته، مؤكدًا في تصريحات أخرى أن "خامنئي يحمل أيديولوجيا تهدف إلى إبادة إسرائيل، ويستخدم موارد دولته لتحقيق هذا الهدف الخطير". وأردف: "لا يجوز لمثل هذا الشخص أن يبقى حيًا". مواقع عسكرية ونووية وتشنّ إسرائيل منذ فجر الجمعة الفائت هجوما واسع النطاق على إيران، يشمل على وجه الخصوص مواقع عسكرية ونووية. كما استهدفت الضربات الإسرائيلية وسائل إعلام رسمية ومنشآت أمنية. وتردّ إيران بقصف صاروحي وبالمسيرات على مناطق إسرائيلية مختلفة. وقالت وزارة الصحة الإيرانية إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية بلغ حتى الآن 224 شخصا على الأقل، بينما أصيب أكثر من 1200 آخرين بجروح. وفي إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصا، وفقا للحكومة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store