
تحقق «السبات الشتوي».. العلماء يكتشفون «شفرة» في الحمض النووي البشري
في اكتشاف علمي مثير، كشف باحثون أن الحمض النووي البشري قد يحتوي على شفرة جينية من الممكن أن تُمكّننا من تحقيق نوع من السبات الشتوي مثل الحيوانات التي تستطيع البقاء على قيد الحياة في فترات طويلة من البرودة والحرمان من الطعام. بالرغم من أن البشر لا يستخدمون هذه «القوى العظمى» حالياً، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذه الجينات قد تكون في متناول يدنا إذا تعلمنا كيفية تفعيلها.
وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة ساينس أن البشر يحملون نفس الجينات التي تمكّن الحيوانات مثل السناجب من مقاومة تلف الدماغ، وإبطاء الأيض، والخمول طويل الأمد. وقد أطلقت إحدى الباحثات، سوزان شتاينواند، على هذه الجينات «قوى خارقة ذات أهمية حيوية». وقالت إن البشر يمتلكون البنية الجينية اللازمة، ولكنهم يحتاجون فقط لاكتشاف كيفية تفعيل هذه السمات.
وركز الباحثون في دراستهم على موضع FTO الشهير في الجينوم البشري، والذي يرتبط عادة بالسمنة. ومع ذلك، لدى الحيوانات، وبالتحديد الفئران، يؤدي هذا الجزء إلى تمكين الحيوانات من التكيف مع ظروف السبات، مثل تخزين الدهون بشكل أسرع وحرقها ببطء.
وباستخدام تقنية كريسبر لتعديل الحمض النووي للفئران، لاحظ العلماء أن التعديلات الطفيفة أدت إلى تغييرات كبيرة في سلوك الفئران. بعضها اكتسب وزناً أسرع، بينما أحرقت أخرى الدهون ببطء أكبر. كما لوحظ أن بعض الفئران استطاعت البقاء في حالة خمول لفترات أطول دون تأثيرات سلبية.
ورغم أن الباحثين لا يعتقدون أننا قد نصل إلى حالة السبات الكاملة مثل الحيوانات، فإنهم يعتقدون أن هناك إمكانيات لتطبيق هذه الخصائص في مجالات مثل علاج الأمراض العصبية مثل الزهايمر أو السكري، والتعافي من الإصابات. قد تكمن الفائدة في تحفيز هذه السمات الجينية عن طريق أدوية مستقبلية، مما يتيح للبشر اكتشاف قدرات كامنة غير مستغلة في أجسامهم.
ويبقى السؤال الآن: إذا كان التطور قد أودع هذه الشيفرة في الحمض النووي البشري، ماذا سيحدث إذا استطعنا استخراجها وتفعيلها؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 14 ساعات
- السوسنة
تقنية جديدة تتنبأ بالوفاة المبكرة والخرف
السوسنة - توصل فريق من الباحثين إلى طريقة جديدة لقياس سرعة الشيخوخة البيولوجية لدى الإنسان، باستخدام صورة واحدة للدماغ عبر تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي، وفقًا لدراسة نُشرت في دورية "Nature Aging" ونقلها موقع "Live Science".وأوضح الباحثون أن هذه الأداة الجديدة تتيح التنبؤ بمخاطر الإصابة المستقبلية بضعف الإدراك والخرف والأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة، بناءً على تحليل بنية الدماغ.وقال الدكتور أحمد الحريري، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ديوك، إن الدراسة تقدم "طريقة جديدة لقياس سرعة شيخوخة الشخص في أي لحظة"، مشيرًا إلى أن التقدم السريع في السن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بعدة أمراض مزمنة.واعتمد الفريق في تطوير أداته على بيانات من دراسة دنيدن، التي تابعت أكثر من ألف شخص منذ ولادتهم في نيوزيلندا عامي 1972 و1973 وحتى منتصف العمر، حيث خضع المشاركون لـ19 تقييمًا صحيًا شمل القلب والدماغ والكبد والكلى.وحلل الباحثون صور الرنين المغناطيسي المأخوذة في سن 45 عامًا، ودرسوا حجم وسمك مناطق الدماغ المختلفة ونسبة المادة البيضاء إلى الرمادية، باستخدام خوارزمية تعلم آلي. ثم قارنوا هذه البيانات بمؤشرات التدهور البدني والإدراكي، وسمات الوجه المرتبطة بالشيخوخة، مثل التجاعيد.وأطلق الفريق على النموذج الجديد اسم "سرعة دنيدن للشيخوخة المحسوبة من التصوير العصبي"، وهو امتداد لأداة سابقة طوّروها باسم DunedinPACE، التي تعتمد على تحليل الميثلة – وهي علامات كيميائية ترتبط بجزيئات الحمض النووي – لتقدير وتيرة الشيخوخة.وأكد الباحثون أن النموذج الجديد يمكن استخدامه حتى في غياب البيانات الجينية، مما يفتح المجال أمام تطبيقه في دراسات واسعة النطاق. وقد اختُبر النموذج على أكثر من 42 ألف صورة دماغية من البنك الحيوي البريطاني، و1700 صورة من مبادرة التصوير العصبي لمرض الزهايمر، و369 صورة من مجموعة BrainLat في أميركا الجنوبية، وأثبت دقة مماثلة للمقاييس السابقة.وقال الدكتور دان هندرسون، أستاذ الطب في جامعة هارفرد، إن نجاح النموذج في تحليل بيانات متنوعة يمثل "فوزًا كبيرًا للباحثين"، مشيرًا إلى إمكانية استخدامه مستقبلًا لتحسين التدخلات الطبية الفردية. اقرأ ايضاً:


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
القليل من الليثيوم قد يحمي الدماغ من الزهايمر
خبرني - أظهرت دراسة مختبرية جديدة أن انخفاض مستويات الليثيوم في الدماغ قد يُسرّع ظهور أعراض مرض الزهايمر، وأن كميات ضئيلة من هذا المعدن قد تساعد في حماية الدماغ من الشيخوخة والزهايمر. وفي تجربة على الفئران، لاحظ علماء من جامعتي هارفارد وراش، أنه عند تغذية الفئران بنظام غذائي منخفض الليثيوم، ازداد الالتهاب في أدمغتها وتسارعت علامات الشيخوخة. بينما أظهرت الفئران التي تناولت مركباً محدداً من الليثيوم يُسمى أوروتات الليثيوم علامات تحسن في الدماغ. وعند إعطاء أوروتات الليثيوم، عانت الفئران من مشاكل ذاكرة أقل، وتراجعت أيضاً التكتلات اللزجة المعروفة باسم لويحات بيتا أميلويد. وهذ علامة مميزة لدى البشر لمرض الزهايمر. الليثيوم كدواء وبحسب "هيلث داي"، يعرف الكثيرون الليثيوم كدواء يُستخدم لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، وقد استُخدم لعقود. وتُشير الدراسة إلى وجود كميات ضئيلة جداً من الليثيوم بشكل طبيعي في الجسم، وأنه ضروري لصحة الدماغ. كيف يحمي الليثيوم الدماغ؟ يشتبه الباحثون في أن بيتا أميلويد يرتبط بالليثيوم ويمنعه من الوصول إلى خلايا الدماغ التي تحتاج إليه. وبدون كمية كافية من الليثيوم، تتوقف الخلايا الدبقية الصغيرة، التي تُساعد على تنظيف الفضلات في الدماغ، عن العمل بشكل صحيح. كيف تحصل على الليثيوم؟ تحتوي أطعمة مثل الخضراوات الورقية على كميات مفيدة من الليثيوم. ويحذر الخبراء من تناول مكملات الليثيوم دون استشارة طبية. ويوجد الليثيوم بشكل طبيعي في: • الخضراوات الورقية. • المكسرات والبقوليات. • بعض التوابل مثل الكركم والكمون. • بعض المياه المعدنية.


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
تحقق «السبات الشتوي».. العلماء يكتشفون «شفرة» في الحمض النووي البشري
أخبارنا : في اكتشاف علمي مثير، كشف باحثون أن الحمض النووي البشري قد يحتوي على شفرة جينية من الممكن أن تُمكّننا من تحقيق نوع من السبات الشتوي مثل الحيوانات التي تستطيع البقاء على قيد الحياة في فترات طويلة من البرودة والحرمان من الطعام. بالرغم من أن البشر لا يستخدمون هذه «القوى العظمى» حالياً، إلا أن العلماء يعتقدون أن هذه الجينات قد تكون في متناول يدنا إذا تعلمنا كيفية تفعيلها. وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة ساينس أن البشر يحملون نفس الجينات التي تمكّن الحيوانات مثل السناجب من مقاومة تلف الدماغ، وإبطاء الأيض، والخمول طويل الأمد. وقد أطلقت إحدى الباحثات، سوزان شتاينواند، على هذه الجينات «قوى خارقة ذات أهمية حيوية». وقالت إن البشر يمتلكون البنية الجينية اللازمة، ولكنهم يحتاجون فقط لاكتشاف كيفية تفعيل هذه السمات. وركز الباحثون في دراستهم على موضع FTO الشهير في الجينوم البشري، والذي يرتبط عادة بالسمنة. ومع ذلك، لدى الحيوانات، وبالتحديد الفئران، يؤدي هذا الجزء إلى تمكين الحيوانات من التكيف مع ظروف السبات، مثل تخزين الدهون بشكل أسرع وحرقها ببطء. وباستخدام تقنية كريسبر لتعديل الحمض النووي للفئران، لاحظ العلماء أن التعديلات الطفيفة أدت إلى تغييرات كبيرة في سلوك الفئران. بعضها اكتسب وزناً أسرع، بينما أحرقت أخرى الدهون ببطء أكبر. كما لوحظ أن بعض الفئران استطاعت البقاء في حالة خمول لفترات أطول دون تأثيرات سلبية. ورغم أن الباحثين لا يعتقدون أننا قد نصل إلى حالة السبات الكاملة مثل الحيوانات، فإنهم يعتقدون أن هناك إمكانيات لتطبيق هذه الخصائص في مجالات مثل علاج الأمراض العصبية مثل الزهايمر أو السكري، والتعافي من الإصابات. قد تكمن الفائدة في تحفيز هذه السمات الجينية عن طريق أدوية مستقبلية، مما يتيح للبشر اكتشاف قدرات كامنة غير مستغلة في أجسامهم. ويبقى السؤال الآن: إذا كان التطور قد أودع هذه الشيفرة في الحمض النووي البشري، ماذا سيحدث إذا استطعنا استخراجها وتفعيلها؟