
باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهج
قال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتبع منهجا تدريجيا يهدف إلى مراكمة إنجازاتها داخل المسجد الأقصى لفرض السيطرة والسيادة الكاملة على مدينة القدس.
وأوضح الهدمي -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هذا التصعيد ليس عشوائيا، بل هو نتاج منهجية واضحة لدى سلطات الاحتلال تسعى من خلالها لإظهار سيطرتها على المسجد، مضيفا أن الاحتلال يرى في الأقصى رمزا مهما لسيادته على القسم الشرقي من مدينة القدس.
وجاءت تصريحات الهدمي تعقيبا على اقتحام أكثر من 1200 مستوطن، بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ومسؤولون إسرائيليون، المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال، احتفالا بما تسمى ذكرى توحيد القدس.
وتزامن ذلك مع منع قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المسجد بشكل كامل، والاعتداء بالضرب على حراس المسجد الأقصى وإبعادهم عن الساحات، وفرض طوق أمني على البلدة القديمة وأبوابها في إجراءات وصفها الفلسطينيون بانتهاكات لحرمة المسجد بطريقة غير مسبوقة.
تهويد ممنهج
وقال الهدمي إن من يقارن حال المسجد الأقصى اليوم بما كان عليه قبل 10 أو 20 سنة، يلحظ الفرق الكبير، مشيرا إلى أنه قبل عام 2003 لم تكن هناك أي اقتحامات، بينما بدأت تلك الاقتحامات منذ ذلك العام وتوسعت تدريجيا.
وأضاف أن ما بدأ بمجرد اقتحامات صامتة ومراقبة تطوّر لاحقا إلى أداء طقوس تلمودية خفية، ثم علنية، ولكن بصمت إلى أن وصلنا اليوم إلى ممارسة هذه الطقوس بصوت عال وبشكل جماعي داخل ساحات المسجد الأقصى، وتحت حماية شرطة الاحتلال.
وأشار إلى أن هذا النزاع على السيادة يتجلى بوضوح في المواجهة اليومية بين سلطات الاحتلال من جهة، والشارع المقدسي والمرابطين من جهة أخرى، مضيفا إلى إبعاد المرابطين عن المسجد الأقصى لتسهيل إظهار سيادة الاحتلال عليه في أيام محددة، خصوصًا مثل اليوم الذي يشهد مسيرة الأعلام.
وأوضح الهدمي أن الاحتلال يدفع بأعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد في هذا اليوم تحديدا، قائلا: "من خلال مشاهداتي، فإن الغالبية العظمى من المقتحمين يضعون القلنسوة الدينية (الكيباه) الملونة، وهم من فتيان التلال، وغالبيتهم يأتون من مستوطنات الضفة الغربية".
ويحتفل الإسرائيليون اليوم الاثنين -الموافق 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري- بما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس واحتلت الجزء الشرقي منها في أثناء حرب يونيو/حزيران 1967 المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 21 دقائق
- الجزيرة
غارات كثيفة على البلدة القديمة بغزة وعمليات للمقاومة شمال وجنوب القطاع
استشهد عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي مكثف على عدة مناطق في قطاع غزة -اليوم السبت- بينهم أشخاص كانوا يحاولون الوصول إلى مركز مساعدات الشركة الأميركية (جنوبي القطاع). ومن جانبها، نفذت المقاومة الفلسطينية سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال. وأفادت وزارة الصحة في القطاع بأنها وثقت استشهاد 60 فلسطينيا وإصابة 284 آخرين جراء القصف الإسرائيلي خلال 24 ساعة، وفقا لتقريرها الصادر ظهر اليوم. وبذلك، ترتفع الحصيلة إلى 54 ألفا و381 شهيدا، و124 ألفا و54 جريحا منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لبيانات الوزارة. وبعد ظهر اليوم، أفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي في خان يونس (جنوبي قطاع غزة) باستشهاد 15 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع. كما ذكرت مصادر بالمجمع نفسه أن 4 أشخاص استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي لدى محاولتهم الوصول إلى مركز مساعدات الشركة الأميركية (غربي مدينة رفح) ضمن استهدافات إسرائيلية متكررة منذ افتتاح تلك المراكز قبل أيام في إطار خطة إسرائيلية أميركية، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات. قتل وترويع وفي البلدة القديمة (شرقي مدينة غزة) استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي شارع عمر المختار، مما تسبب بدمار مبنى بالكامل، إضافة إلى أضرار كبيرة في مبان أخرى ومحال تجارية. وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة باستشهاد 10 فلسطينيين في غارات على عدة مناطق بالقطاع. وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف مركبة تقل مواطنين في محيط مجمع الصحابة الطبي (وسط مدينة غزة). وأوضح المراسل أن هذا القصف وقع في منطقة مكتظة بالنازحين على مقربة من سوق الصحابة الشعبي، مما أدى إلى حالة من الذعر في صفوف المواطنين لا سيما الأطفال والنساء. وكذلك، أفاد مصدر طبي في مجمع الشفاء باستشهاد فلسطيني وزوجته و3 من أطفالهما بقصف من مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيمتهم في منطقة أرض الشنطي (شمالي مدينة غزة). وقال مراسل الجزيرة إن هذه العائلة كانت قد نزحت من منطقتها نتيجة القصف المستمر، ولجأت إلى خيمة بسيطة قبل أن تُقصف. ووفقا للدفاع المدني، فقد قصف الاحتلال الإسرائيلي 60 منزلا تضم عشرات الشقق ومئات العائلات خلال أقل من 48 ساعة، في مدينة غزة وشمال القطاع. عمليات المقاومة من ناحية أخرى، قال الجيش الإسرائيلي ، مساء اليوم، إنه رصد عدة إطلاقات صاروخية باتجاه غلاف غزة سقطت في مناطق مفتوحة. جاء ذلك بعدما دوّت صفارات الإنذار في مواقع بغلاف غزة الجنوبي. من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي -في منشور عبر تليغرام- أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في محيط منطقة الضابطة الجمركية (جنوب شرق مدينة خان يونس). كما بثت السرايا مشاهد لزرع وتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار بآلية عسكرية إسرائيلية، خلال توغلها شرق خان يونس. وفي وقت سابق، بثت مشاهد لتفخيخ وتفجير منزل تحصنت بداخله قوة إسرائيلية (شرق حي الشجاعية) بمدينة غزة. من جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها أكدوا -بعد عودتهم من خطوط القتال- إيقاع قوة إسرائيلية راجلة في كمين محكم بمنطقة العطاطرة ببيت لاهيا (شمالي القطاع) الثلاثاء الماضي. وقالت الكتائب -في منشور عبر تليغرام- إن مقاتليها اشتبكوا مع هذه القوة الإسرائيلية من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم خلال الـ24 ساعة الماضية عشرات الأهداف في أنحاء قطاع غزة، بينها مبان قال إن عناصر من حماس عملت داخلها، إضافة إلى نقاط استطلاع وقنص. كما أعلن أن قوة من لواء المظليين اشتبكت مع 4 مسلحين فلسطينيين وقضت عليهم، كما دمرت عبوات ناسفة. وأطلق الجيش الإسرائيلي -في 18 مايو/أيار الجاري- عملية عسكرية جديدة سماها " عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتضمن هذه الخطط الإسرائيلية الجديدة احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.


الجزيرة
منذ 21 دقائق
- الجزيرة
مظاهرات متواصلة بمدن أوروبية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
تتواصل في عدة مدن أوروبية المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وشهدت مدينة مانشستر البريطانية مظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني. وندد المتظاهرون بما اعتبروه تواطؤ الحكومة البريطانية فيما ترتكبه إسرائيل من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. ودعوا إلى وقف فوري لكل صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، كما طالبوا بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية. كما انطلقت في العاصمة الفرنسية مسيرة تضامنية مع قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب، والإدخال الفوري للمساعدات للقطاع المحاصر. وقد دان المتظاهرون ما وصفوها بهمجية الاحتلال، كما نددوا بمواقف الدول الغربية التي قالوا إنها جاءت متأخرة ومحدودة. ورفعوا شعار "أوقفوا مراكز الاعتقال" في إشارة إلى الجرائم النازية التي ارتكبت بحق اليهود على يد النازيين والتي تتكرر الآن على يد الإسرائيليين ضد الفلسطينيين. وتأتي هذه المسيرة امتدادا لمئات المسيرات التي عرفتها فرنسا بشكل متواصل منذ بداية الحرب على غزة، مما يجعل منها أطول وأكبر حركة احتجاجية في تاريخ فرنسا الحديث. وفي اليونان، شارك متظاهرون في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة أثينا. ذكرى "مافي مرمرة" كما شهدت العاصمة السويدية مظاهرة حاشدة احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة، تخللتها وقفة لإحياء ذكرى شهداء الهجوم على سفينة " أسطول الحرية" (مافي مرمرة) ضمن أسطول الحرية عام 2010. وقد تجمع مئات الأشخاص في ساحة أودينبلان بدعوة من منظمات مجتمع مدني، رافعين لافتات مثل " فلسطين حرة، غزة حرة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"قاطعوا إسرائيل". وفي 31 مايو/أيار 2010، تعرض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" -التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر- لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية. وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
"عربات جدعون".. أهداف إسرائيل المعلنة ضد غزة وغموض في التنفيذ
القدس المحتلة- منذ مطلع مايو/أيار الجاري، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية تحت اسم " عربات جدعون" معلنا أنها تهدف لتحقيق الغايات المعلنة للحرب في قطاع غزة ، وخاصة استعادة الأسرى و"إسقاط حكم حركة حماس عسكريا وسياسيا". ولا يزال الغموض يكتنف خطة هذه العملية، ولم يتحقق أي من أهدافها المعلنة حتى الآن، بل إن تقدير موقف -صدر عن مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أشار إلى وجود تناقضات واضحة بين ما تصرح به المصادر العسكرية وما يصدر عن المستوى السياسي، مما يعكس تباينا في المواقف والتوجهات داخل دوائر صنع القرار. ووفقا لتقارير باحثين ومحللين في المركز، فليس مؤكدا أن هناك نية حقيقية لتنفيذ جميع مراحل العملية كما طُرحت، بل إن بعض المؤشرات تدل على أن جزءا مما أعلن عنه قد يكون أداة ضغط على حماس، دون وجود نية فعلية للتنفيذ. غموض وتباين وشكك محللون في إمكانية استكمال عملية "عربات جدعون" بكامل مراحلها، مرجعين ذلك إلى الخلافات بين الجيش والحكومة بشأن تقييم جدوى العملية، إذ لكل من الطرفين، السياسي والعسكري، حساباته ومصالحه الخاصة فيما يتعلق بتضخيم نجاح العمليات أو التقليل من قيمتها. وترى التحليلات الإسرائيلية أن هذه التناقضات تعكس غياب توافق حقيقي بشأن خيار "الحسم العسكري" أو تحقيق "نصر مطلق" إضافة إلى خلافات داخلية بين هيئة الأركان برئاسة إيال زامير ، والحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية)، حول مدى جدوى استمرار العمليات العسكرية في غزة، مقابل التوجه نحو صفقة تبادل أسرى واتفاق لوقف إطلاق النار يضمن استعادة الأسرى الإسرائيليين. ورغم الغموض المحيط بخطة "عربات جدعون" والتباين بين المستويين السياسي والعسكري، تثير تصريحات بعض القيادات مخاوف من نوايا قد تعد انتهاكا للقانون الدولي، مما قد يفتح المجال لملاحقات قضائية في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وإصدار مذكرات اعتقال بحق شخصيات سياسية وقيادات عسكرية إسرائيلية بارزة. خطورة الأهداف وأثارت خطة "عربات جدعون" تساؤلات عديدة حول أهدافها الحقيقية، وحدود التزامها بالقانون الدولي، بحسب تقدير موقف أعدته كل من المحامية بنينا شارفيت باروخ التي تشغل منصب مديرة برنامج أبحاث "إسرائيل في الساحة العالمية" بمركز أبحاث الأمن القومي، وتامي كانر منسقة برنامج القانون والأمن القومي في نفس المركز. وتتضمن الخطة "إجلاء" نحو 70% من سكان غزة جنوبا، مع إنشاء "مناطق إنسانية" تديرها شركات خاصة تحت رقابة الجيش، لكنها، كما تقول باروخ "تفتقر للضمانات الأساسية التي يفرضها القانون الدولي" كتوفير الاحتياجات الحيوية وضمان العودة الآمنة للنازحين. وفي ظل تصريحات سياسية تدعو إلى "هجرة طوعية" أو "حرب ديموغرافية" تضيف باروخ "يبرز خطر تحول الإجلاء المؤقت إلى تهجير قسري ممنهج" مما قد يشكل جريمة ضد الإنسانية أو حتى تطهيرا عرقيا. ومن ناحية أخرى -حسب باروخ- تشير نوايا فرض "سيطرة عملياتية طويلة الأمد" على غزة إلى مسؤوليات قانونية متزايدة تقع على إسرائيل كقوة احتلال، كتأمين الغذاء والصحة والخدمات الأساسية، وهي التزامات قد لا تمتلك إسرائيل القدرة أو الرغبة في تلبيتها حاليا. وتعتقد باروخ أن عزل إسرائيل المتزايد دوليا، حتى من حلفائها، يشكل تهديدا إستراتيجيا، وأن تصريحات الحكومة الحالية تضر بموقف إسرائيل وتعزز خصومها سياسيا، دون تحقيق إنجازات حقيقية، خاصة إذا كانت موجهة للاستهلاك الداخلي فقط. عين العالم وتأتي هذه التقديرات والقراءات، كما تقول كانر "في ظل تصاعد الضغوط من المحكمة الجنائية الدولية، وتآكل الدعم الدولي، مما يضع إسرائيل أمام معضلة: كيف تحارب تنظيما كحماس ضمن حدود القانون الدولي، دون التورط في جرائم قد تطارد قادتها وجنودها مستقبلا؟". ورغم أن الخطة -تضيف كانر- تعلن أهدافا واضحة، كتحرير الأسرى وتفكيك حماس عسكريا وسياسيا، فإن تضارب التصريحات بين المستوى السياسي والعسكري، والغموض الذي يحيط بخطوات التنفيذ "يثيران قلقا متزايدا حول العملية وتبعاتها". وتعتقد أنه ووسط التصريحات المتناقضة والغموض، الجيش الإسرائيلي مطالب برسم حدود واضحة بين التخطيط العسكري والتوجيهات السياسية، والتمسك بالقانون الدولي كدرع يحميه لا كقيد يكبّله، فالمعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا في نظرة العالم. وأوضحت أن "عربات جدعون" تشمل مناورة عسكرية لإنهاء حماس في غزة وتوسيع سيطرة الجيش، إلى جانب خطة مساعدات عبر مراكز إغاثة، لكن تناقض التصريحات الرسمية يثير احتمال وجود أهداف خفية، مثل فرض "هجرة طوعية" لسكان غزة ومنع عودتهم بعد العمليات، مما قد يخالف القانون الدولي. يُشار إلى أن الأمم المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة. خلافات واضطراب لكن في هذه الأثناء، يسعى نتنياهو ومعه فريقه المقرب -كما يقول المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل- "إلى البحث عن جهات يحملونها مسؤولية الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية في غزة". ويشير هرئيل إلى أن خطوات تضليلية ترافق هذا المسعى تهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام عن الإخفاقات المتراكمة في السياسات الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بإدارة الحرب وملف المحتجزين. وفي السياق، يضيف هرئيل "يبرز تزايد الاستياء من رئيس الأركان زامير، الذي يرفض الانصياع لمحاولات تحميله تبعات قرارات سياسية قاصرة" لافتا إلى أن زامير يتخذ موقفا رافضا لتحمل مسؤولية نتائج لا يتحملها الجيش وحده، مما يعكس توترا متصاعدا بين القيادة العسكرية والمستوى السياسي. وبحسب هرئيل، ينظر إلى ترشيح اللواء ديفيد زيني لرئاسة الشاباك كجزء من أزمة أوسع، إذ أثار جدلا كبيرا وأعاد تأجيج حملة نتنياهو ضد المحكمة العليا ، والمستشارة القانونية، وحتى المؤسسة العسكرية، ويرى أن هذه التحركات تشير إلى استعداد مبكر للانتخابات التي قد تقدّم إلى مطلع 2026. وأوضح أن هذه الخلافات والتحركات، وسط أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة، يُتوقع تفاقمها مع اقتراب مناقشة الميزانية، وتهديد الأحزاب الدينية بالانسحاب من الائتلاف بسبب خلافات حول قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهي مؤشرات توحي بمرحلة اضطراب قد تعيد رسم المشهد السياسي الإسرائيلي.